سجارتي تحاول الفكاك من سلطة الأحتراق ...... ولكنها لا تنجح الا في حشو أمعـاء الطفاية !! بوجبة دسمة من الرماد !!! الصمت يتصدر قائمة أكثر لغات العالم أثارةً للضجيج ! كان واضحاً وانا أحاول أن أعبئ المساحة الذمنية بمزاجية خلقت من صلصالٍ كالدخــان ! اما سجارتي فقد أرتفع مستواها الأكاديمي و بدأت عملية التقطيـر الثقافي و ( الفلهمــة) الفوقية ! أشعلتها وانا في مرحلة الكـُتـَّاب ....حُوار أغبش و أحلامي لا تتجاوز درجة الشـرافة !.... مدجــجـاً بي لوح و دواية ....و مع ذلك أعتبرني في كامل عتادي الفكـري ! وعندما أطفـاتها وجدتني حاملاً لأعلي الشهادات مع مرتبة الكيف !!!
حبيبتي تحاول أن تتملَّص من اللحظة و في الوقت نفسه تُقحِم نفسها في قلب (المود) المزاجي ولكن تحذر ....! سحائبُ الدخان ... ستاراتٌ ستاراتُ .... و ستائر البخور سحاباتٌ سحاباتُ! الشئ الذي دوزن في المكان أوركسترة من هميم المزاج الاستثنائي ! فأصبحت غير عابئة باوجاع الطلق الصناعي الذي أصبح لذيذاً بحجم
متعة الصرخة الاولي .... صرخة الميلاد !! والمحاولة لاسقاط أشياء بهذا الذخم من سلة الزاكرة ... شعور غير جدير بالأحترام !! لهذا أعتبر نفسي لا أتعدي أن أكون الصندوق الاسود الذي يبحث عنه كلانا بعد الأنفجار !!
أنا أكيدٌ من حالة كون السطـلة ذمن منفلت من حقيبة الروزنامة و أكتشاف لعوالم جديدة ... وتدشين لأحساس لم يتم الشعور به من قبل العيون الدقاق تتسع لكل الاشياء ... الرؤية تصبح معدومة في بعض الاحايين و مزدوجة طائشة عقلانية مجنونة في في الاحايين أيضاً!
الحب في الذمن الواعي التصرف الاكثر جنوناً في العالم !!!!! العقلانية البليدة تفسد للحب قضية !! أما انا فمن حقي ان أعيش حياتي حسب تصوري ..... من حقي انا أختار شكل الديكور ... ولون الخلفية وقطع الاثاث .... الأساس هو مدي حجم الحرية الشخصية في عالم زائف لاضير ان أكون حصان طراودة الذي يفتح كل الاسوار ... وان أحترقت روما فكل الطرق تؤدي للرحيل الاخير
دفنت السجارة في خلاء الرؤوس .... بأي ذنبٍ وُأِدت ؟؟؟؟؟ بل لماذا هدمت صوامع و مساجد وبيع و صلوات !! كنا نشيد من مآذن دخانها فريضةً من الكيف .........!
سجارتي و حبيبتي توأمة قدرية لا ينفصلان ... قل معي لا عاش من يفصلنا ! نتخيَّر من اللاوعي فردوسٌ مفقود .... هي من سحيق الاذمان وانا من الدخان مولودٌ مولودٌ مولود ..... يا ولدي! والعالم حسب رؤيتنا و تقرير ناس الآيزو و المواصفات خاضع لأستاندرد اللاوعي ... مدهش مثل غيمة أستوائية ولود ... لا تعترف بتنظيم الانجاب ولا تستعمل موانع الحمل ....
فـاجأ المخاض عيون سيجارتي و فاضت بعد ان أسلمت نفسها الي عود ثقاب شهواني !! ولكنها لم تكن تبكي الخطيئة و أنا كانت تبكي التجاهل الشديد ,, فقد كان الجميع يصر علي تكريم الغيمة ومنحها وسام الهطول من المطرة الاولي !! ويتجاهلون الماء ,, و لا يزكرونهُ الا حين ألتقاء زرتي هيدروجين مع أكسجينة في معادلة كيمائية !! والناس أيضاً يحتفون بالغابة و ينكرون علي اللون الاخضر دورهُ ,, تري لو كانت الغابة صفراء هل كانت تسر الناظرين؟
لذا بدت لي سيدتي السيجارة متجهّمة عابسة هذه الليلة فحاولت أن أحاور نفسيتها قبل أن تحتضر في المنفضة وتتحول ألي رماد,, و في الوقت نفسه قرأت أصرار رفيقتي الجميلة لمعرفة ما يدورُ بخاطري ولكني لم أشأ أن أمحــو أميــّة توقـّعها بتصريح !!!
يا حبيب انت بتفكر في شنو ؟ قلت لها : ولا حاجة انشغلت بي موضوع كدة و أنتهيت. ياخي دة علي انا انت من قبيل ما قلت كلمة ؟ والله يا روحي مافي حاجة خليك مع السيجارة اللذيذة دي
و بالفعل تطاوفت أخيلتي مرة أخري في عوالم سيجارتي,, وفي داخلي أحتراز لم تساعدني اللغة في الأفصاح عنهُ ,,و لكني اّثرت مباغتة خواطري بسؤال عن اللاوعي كحالة واللاوعي كذهنيّة منفلتة من سلطة الوعي اللاواعي ,, و أدركت أن الخط الفاصل بينهما لحظة شهــيق! و أنا أحبو ألي سيجارتي المشهرة في وجه أدراكي لحدود الذماكنية اللحظية بأنامل لاهـثة !! وقتلت عيناي مرة أخري عندما أهدتني هي قبلة الحيـاة و لكني أستطعت ان أسألها عن كيفية نجاحها في تغييب عقلي و أحساسي حضور !! و لخـّصت أجابتها في أن الوعي هو جمهورية ديكتاتورية بحتة ,, واللاوعي هو حصان طراودة !! الذي علي صهوتهِ نرتحل الي ديمقراطية الادراك الواعي وهو قادر علي أحتمالنا و يتـّسع لكل أنفعالاتنا ويضيق بهواجسنا حتي نخرج في المنتهي بقرن أستشعـار بحجم الزمن والمكان ,, وهو بوصلتناالي مراسي الرهق اللذيذ
تتصاعد الألسنة الدخان الزرقاء من فوق رأسينا... وبدأت تتراءي لي
نعمات المشاطة.. كل سنة أمهم جايبة ليهم راجل جديد وهم حايمين بي
بيوت الفريق.. واحد جعان وواحد عيان وواحد حردان.. ونعمات كل يوم تغير
في التياب وفي بيتها مافي كبابي شاي ولا صاج عواسة!!!
الساعة كم هسة يا بنت أنتي الليلة بايتة واللا شنو؟
ياخي انت شايلني في راسك ؟ الحاج بايت في الشغل و أمي مشت بكـاء
يعني الليلة محمداني محمداني ؟!! أمرنا لله...
وبدأت أتفرّس في ملامحها من جديد , بينما أناملي تضع دراسة جدوي لمشروع سيجارة جديد فيبدو أن الفتاة رأسها لا يمتلئ تماماً مثل ترعة كنانة والرهد وخزان الحماداب ,!
بدت لي جميلةً في غير ترتيب ,, عيونها لا تنتمي لهذا الوجه ,, أو وجهها هاربٌ من صطوة وجرئة هذه العيون ,, فأستسلمت شفتيها لهذا النزاع ,, فيما أصرّت تلك الخصلة النافرة علي العصيان وتخطت حدود تماس الضفائر وطاشت في البعيد ولم ترفع الا الراية السوداء ,, ومن الواضح ان نهديها فياجـرا جاهزة للأشخاص المحالين للمعاش جـنسيـاً !! قبل ان يجور عليهما قانون زحف الانامل الغازية,, أجدها أنثي أنقلابية ,, يتوفر فيها الشرط الثوري لا تخضع لقانون الا لسلطان الكيف ,, مع صحوة ضمير تبرز في شكل دمعة او اّهـة تموت عن أشتعال اول عود ثقاب في مجـمرة الدخان الازرق ..
أنا لا أنتمي الا اليّا ,, ولا أعرف تفسيراً منطقياً لحجم المعاناة بداخلي ,, علمتني الايام عدم التوقّف في كل المحطات ,, أترك لخطواتي حرية الخيار الاخير في شكل المشاوير وطول المسافات ... لا ادري لماذا أحببتها ... وخطبتها !! ؟ هي معروفة في أوساط الحلّة كبنت ليل !! و انا أبن شيخ القرية ,, هي أفضل مني ,, علي الاقل لم تجهد نفسها في البحث عن ورقـة توت ,, ولم تبعثر أوراق الجنة ولكنّي طويت السنين في مداراة خوائي بالنفاق !!! ... و أنا بين هذا وهذا ,, باغتتني متسـائلة :
يا معلّـم أنت سرحت وين ؟ مالك ياخي دقيقة بس هسـّة بجي . يا عب أنت ركبت قدام ؟ قدام شنو يا بنت الناس ؟ هو الاختلاط دة الا في البصات ؟ ما البلد كلها جايطـة .. شوية شوية يقولو ليك الدفاع الشعبي و لواء فلان الفلاني ويزيدوا ليك التعريفة وتسمع في الجرايد وتقرأ في التلفزيون انهم مزقوا فاتورة السكــر!! ياخي السكر دة هسة أرتفع سـتة صلايب ,, و المستشفيات مافيها غير الكدسـة ,, وقناة جونقلي لسة كمان عشرين سنة ,, وواحة الخرطوم بقت مطمورة ,, تقولي لي قدام ,, قدام شنو ياخ !! ؟؟ يا لذيذ فك النفــس !! وتضحك في جنون
ماذا نصنع بالوعي اذا كانت الحبيبة مسطولة( الجزء الثالث)
أتظرنا سوياً أنقضاء صلاة الفجر ..... التي طالت وكأن الأمام أراد ان يثبت لنا أنه حافظ سورة البقرة !! شعرت بالنعاس حتي خشيت أن تدرك عيوني ركعةً .. فتسجد ..... أما حبيبتي التي سرحت قليلاً ... كنت أظنها تحاول أستئناف حفرياتها في أعماقها ... لم أكن أعطي أهتماماً كبيراً لكونها بنت ليل في نظر أهل القرية ... بل هم الذين كانو يعيرونها هذا القدر من الأهتمام بأعتبارها فياجــرا طبيعية للأشخاص المحالين للمعاش جنسياً !! لذا كانت تحاصرها الخطوات و تلتهمها النظرات في كل المشاوير! منتهي المشاوير تلك التي تنتهي عند عيناها..
بدأت الشمس جولتها اليومية ... وصوت فيروز الساخن ملعقة سكر في ( بانجقلي) الصباح .... فيما ظهرت العيون زائغة و متورمة و كأنها تهرب من قدرٍ ما ....... الفكرة أنها ترشح للعالم رؤية جديدة ... أراها ما ذالت تحتقر ديكور المكان الردئ الأخراج ... أما رأسي بدا مثل حائط فقير مجاور لمدرسة مراهقين....حجّ أليه زمرة من التلامذة المشاغبين ... فتبوّلوا عليه وتركوا زكرياتهم البريئة و البزيئة .... انا بحب فلانة وتزكار من فرتكان....
التصوّر الحقيقي العاقل للعالم يجب فيه أقصاء الوعي !! بحيث يكون اللاوعي جمهورية فاضلة ..... الدهشة أنفعال مجنون!! والفرح لا يمتلك أحتراز عن حجم المعاناة المدسوسة في قادم اللحظات ولا نهر الدموع الذي أنتهل منه..... أذن الفرح لا واعي!!!
ونحن سوياً في الحمام .... نستمتع بدفء الماء الطازج.... حاولت أن أتبضًّع و أتسكع في أنحاء جسدها النقي... دون أن تتّســِخ الأفكار لدافع آلية الشعور و تلقائية التوق ....نحو التي خلقت من صلصال مزاجي فجأة قالت حبيبتي : انت يا حاج الطاهر عارف انا جسمي دي بقيت أكرهو... عشان هو الوداني في الطريق دة! طريق شنو يا بت الحلال ؟ نيرون مات و روما فضلت حية يعني ممكن نوصل ليها في كل الأحوال! يا أخوي دي هضربة شنو ؟ ونحن لسة ما أصطبحنا ؟ لا انا حبيت أنبهك لي حتة انو نحن ما أتخلقنا عشان نحشي كروش صناديق الأقتراع بالأصوات ولا عشان نظهر في التلفزيون و نحن بنهتف في مظاهرة سلمية تطالب بالمساواة و العدالة الأجتماعية! لالالالا شكلها القصة دي بايتة ومقيِّلة كمان القيلولة الفكرية يا بت نحن عايشين فيها و جواها بي سبب أننا أيمانا ضعيف بي الشرط الأنقلابي .... يا بت الحلال حتي لو عثرت بغلة في العراق و أنجرح خاطر ثقب الأوزون في توب عشة ست اللقيمات برضو لازم المسؤلية تكون كبيرة وبكامل قوانا الوطنية ..! هي هييي شنو يا أخونا انت داير تثبت لي انك كنت الاول في حصة الأنشاء ؟؟ خلاس يا ود أمي عملت لي شلل نصفي
أختلسنا روحينا من لجّة الوقت المهدر عمداً في أجندة الزمان.... وسرحنا .... وسبحنا ... و أتينا... ورحنا..... و أدركنا و أشركنا بكل الأديان وبكل الكتب..... ولكن يبقي اللاوعي ميلاد عصيب لوعيٍ ما!! فل تكن كل النوافذ عصيّة علي كل محاولات التسلّل الي الداخل الذي يفضي الي الخروج !!! انا أعتبر ان المحاولة لتأسيس وعي عاقل لا بد ان يكون حجر الزاوية فيه بمثابة جنون أنتقائي ... عفواً لو أراد الله ان يجعل هذا العالم أكثر عقلانيةً .....لمات التجاني الماحي وهو يحلم بي طبق كسرة !!!!!!!!!!!
Post: #4 Title: Re: ماذا نصنع بالوعــي اذا كانت الحبيبة مسطـولة؟؟ ( الجزء الرابع) Author: Mustafa Mahmoud Date: 04-12-2007, 08:06 PM Parent: #2