| 
 | Post: #1 Title: انقلاب مايـو : الملف الأسود ، بقلـم الشهيد الشـريف حسـين الهنـدي
 Author: حسين يوسف احمد
 Date: 05-25-2007, 04:30 PM
 
 
 فـي ذكرى اقنلاب مايو الأسود ، دعونا نفتح الملف الأسود لهذاالانقلاب الفاشي ..
 وهو كما تعلمون مملؤ بالظلم والبطش والفساد ..
 والملف نشر في مجلة الدستور بتاريخ 6 أكتوبر 1980
 
 
 
  
 
 وسـنبدأ بما خطه يراع المناضل الشهيد الشريف حسين الهندي ...
 
 
 يتبـع >>>>
 | 
 
 | Post: #2 Title: Re: انقلاب مايـو : الملف الأسود ، بقلـم الشهيد الشـريف حسـين الهنـدي
 Author: حسين يوسف احمد
 Date: 05-25-2007, 04:37 PM
 Parent: #1
 
 
 لم تكن لمايو أوراق خضراء ، ولم تنبت لها فروع يانعة سامقة منذ ولادتها وأثناء مسيرتها المتهالكة المرتعبة المليئة بشتى صنوف الأمراض الوبائية
 القاتلة ، ولكنها كانت ومنذ اعلانها شجرة صفراء شاحبة تتساقط أوراقها
 اليابسة صباحا ومساء وتأكل بنيها واحدا بعد الآخر ولا تخرج من كارثة إلا
 لتدخل في مأساة ، ولا تدلف إلى مشكلة إلا لتحلها بمشكلة أكبر منها .
 ولولا التدخل الأجنبي السافر والمتواصل لما استطاعت أن تبقى يوما واحدا
 فهي ليست امتدادا لنظام خارجي فحسب بل هي مستعمرة لها حكامها وحماتها
 وسادتها من غير السودانيين .
 
 والذي يقرأ "الملف الأسود " المرفق بهذا العدد من الدستور لن يجد فيه
 جديدا ، بل ربما يكون على معرفة بما يجعل معلومات الملف قاصرة وعاجزة
 عن معرفة كل الحقائق أو جلها ، وربما يمد لسانه لنا قائلا :
 ( ما أشد سذاجتكم وعدم تتبعكم للحوادث ، فالواقع أقبح وأسوأ من هذا بمرات
 .. بل أن الواقع هو أنه ليس هناك وجود لزراعة أو مزارعين ، لصناعة أو صناع ،
 لأسلحة أو مقاتلين ، لأمن أو أمناء ، لشرطة أوز خفراء ، لمحاكم أو قضاء : هناك
 أرض محروقة وعلى القادم إليها أن يبعث فيها الحياة والأحياء .)
 
 أنا أصدق كل من يقول ذلك ، فلو تابعنا المعلومات من شتى جوانبها ، لكان
 ملفنا ملفات تملأ ما بين الأرض والسماء ، وحاولنا توخيا للأمانة ، أن نجد جانبا
 مشرقا واحدا نطرحه مع حلقة المآسي المتصلة وسلسلة الكوارث المتواصلة ، و
 للأمانة والتاريخ لم نجد ولا قبسا شريطيا واحدا أبيض يساعدنا على هتك أسداف
 الظلمات .
 
 وهذه حقيقة بلادنا :
 إذا كانت بلادنا زراعية ، فيها مئات الملايين من الأفدنة ، وماؤها مدرار لا ينقطع
 فليس فيها زراعة الآن ، ولا زراع ولا مقومات للزراعة ، آلات أو مخصبات أو مبيدات
 أو مشاريع الزراعة الحديثة التي لنا فيها فتوى لا للعالم الثالث فحسب ، بل لكل
 العالم ، ولا للزراعة الآلية أو التقليدية أو زراعة الخضر والفاكهة .. ولا الحبوب
 الزيتية ولا القطن ، الذي كنا اسياده ! مشاريع التنمية فاشلة ومحملة بعباء لا تزيلها
 القروض والمشاريع التي تدنها انتاجها إلى الصفر ، وأصبح العمل فيها حرثا في البحر
 وذلك في غضون السنوات التي ارتفع فيها سعر المواد الخام الزراعية عشرة أضعاف ، وأصبح
 ايرادها أكثر من ايراد البترول نفسه ـ ذهبت كلها بفعل سوء التخزين وسوء الترحيل وفساد
 البيع ـ وكذلك الأمر بالنسبة لثروة الحيوانية ومشتقاتها .
 
 
 يتبـع >>>
 | 
 |