الامام الصادق المهدي -بناء الدولة الحديثة في ظل التنوع الديني والعرقي

الامام الصادق المهدي -بناء الدولة الحديثة في ظل التنوع الديني والعرقي


09-28-2009, 08:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1254165834&rn=0


Post: #1
Title: الامام الصادق المهدي -بناء الدولة الحديثة في ظل التنوع الديني والعرقي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 09-28-2009, 08:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
ندوة سياسية عن بناء الدولة الحديثة في ظل التنوع الديني والعرقي
في برلمان حكومة الجنوب- الاثنين 28 سبتمبر 2009م
كلمة الإمام الصادق المهدي- رئيس حزب الأمة القومي
التحديات التي تواجه الدولة الحديثة الديمقراطية السودانية

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا جزيلا أخي دكتور رياك مشار
ونائب رئيس برلمان جنوب السودان وكل الحضور صباح الخير
أنا أعتقد أننا اليوم في السودان نقف فوق شعب جبل وتحتنا في هذا الجبل هاوية كبيرة جدا. التحدي إما أن نصعد أو أن نسقط. وكل القوى السياسية الواعية لا بد أن تفكر في أن تصعد لا أن تسقط لأننا لو سقطنا سنسقط معنا القرن الأفريقي وشرق أفريقيا وشمال أفريقيا. السودان دولة محورية، يمثل إفريقيا مصغرة ولذلك نكبات السودان ستعبر حدودنا إلى كل دول الجوار، ومن ثم فإن السودان الآن يقرر مصيره كما يقرر مصير أفريقيا.
أنا سأتحدث عن التحديات التي تواجه الدولة الحديثة الديمقراطية السودانية وسأقول كلامي عبر عشر نقاط:
النقطة الأولى: هي أن الدولة الحديثة في السودان صناعة بريطانية وينبغي أن نعترف للاستعمار البريطاني انه هو المسئول عن بناء الدولة الحديثة في السودان.
النقطة الثانية: ونحن نحمد هذا التطور في تاريخنا، ولكن نأخذ على ما حدث من عطاء الاستعمار البريطاني أمرين:
الأمر الأول: أنه أورث الدولة الحديثة السودانية عدم توازن اجتماعي وجهوي.
والأمر الثاني: أنه أسس للتطور على نظريتين وأجندتين أسس لابارثايد في بناء السودان الحديث.
اذا فهو مسئول عن هذين الامرين، كما أنه مسئول عن أنه أورثنا السودان الحديث هذا.
النقطة الثالثة: الحكم الوطني الذي خلف هذا الاستعمار اندفع في خط لبرالي دون اكتمال شروط التجربة الديمقراطية الليبرالية، التجربة الديمقراطية الليبرالية في الغرب سبقها إجراءات عديدة ممهدة أولها: قيام وبناء الدولة القومية، وثانيها: التنمية الاقتصادية التي حققتها الثورة الصناعية، وثالثها:انتشار الوعي بحيث أصبحت هذه الشعوب شعوب قارئة وكاتبة وحاسبة.
هذه الشروط التمهدية لم تتحقق وفقدنا التجربة الليبرالية بغير تلك الشروط كانت هذه نقطة الضعف الأولى. ونقطة الضعف الثانية هي أن الوعي السياسي الذي اكتمل في الشمال قبل الجنوب اندفع في ردة فعل على الأبارثايد الذي أسسه الاستعمار ولذلك بدأ بعدم الاعتراف بالهوية أخرى الأفريقانية المسيحية وكان هذا الاندفاع من أسباب الاستقطاب الذي في نهاية الامر زود الحرب الاهلية. واجه بناء الدولة الديمقراطية الليبرالية الحديثة دون الممهدات معارضات أهمها أصحاب أو ضحايا عدم التوازن الذين لم يشملهم حال التوازن اي ضحايا عدم التوازن وهؤلاء في النهاية صاروا يمهدون لما صار يسمى المهمشين. ثانيا معارضة من يسار: انشغل بالمعادلة الاجتماعية على أساس ان المعادلة الاجتماعية هذه هي التي يجب تصحيحها لبناء العدالة الاجتماعية. ويميني انشغل بالمعادلة الثقافية التي ارادت ان تنحاز لرؤية ثقافية معينة في بناء الهوية الوطنية. النتيجة لهذه المقارنة ما بين ليبرالية ديمقراطية تحاول ان تؤسس للدولة حديثة دون اكتمال الممهدات اللازمة وهذه الاعتراضات التي ذكرتها النتيجة.
- النقطة الرابعة: انقلابات: اسبابها اخفاق المعادلة الائتلافية الانقلاب الاول، والانقلاب الثاني الطموح اليساري والانقلاب الثالث الطموح اليميني وأيضا حروب أهلية تصدياً لقضية المركز والهامش أو المركز والأقاليم. هذه الانتقادات وهذه الحروب التي عاشها الوطن كانت في الغالب تجارب من الاحتجاج أكثر منها عطاء في التطور السياسي في البلاد.
النقطة الخامسة: انقلاب 89 كان اكبر محاولة لحسم قضية الهوية بالقوة ولكنه اخفق في هذا مما ادى لتراجع أثمر في النهاية اتفاقية السلام 2005م، اتفاقية السلام سبقتها اول محاولة قومية لبناء تصور قومي لمستقبل الدولة السودانية وذلك في مشروع اسمرا 1995 الذي كان يعني الاعتراف بان مشكلة السودان ليست جنوب /شمال وإنما مشكلة السودان قومية وهي فيما يتعلق بالثروة والسلطة ومؤسسات الدولة والاخفاق في توازنها، وفيما يتعلق بامراللامركزية، وفيما يتعلق بامر التعددية الثقافية والدينية في البلاد فقضية السودان واحدة في كل انحاء البلاد مع اختلاف استثناء في الجنوب أوجب الاتفاق على تقرير المصير.
النقطة السادسة: ولكن كذلك مشروع اسمرا 1995م كان اول محاولة قومية للاتفاق حول مستقبل الوطن.
النقطة السابعة: اتفاقية 2005م وضعت أول محاولة لبناء دولة سلام عادل وديمقراطي ولعل أهم ما فيها أنها انهت الحرب الأهلية بشروط متفق عليها وأنها وضعت في الأجندة التحول الديمقراطي بالبلاد. ولكنها اذ افترضت أن مشاكل السودان جنوبية وشمالية فقط، وقعت في مشاكلها مشاكل السودان جنوبية/ شمالية نعم ولكنها ايضا شمالية/ شمالية، وجنوبية/ جنوبية ولذلك هي محتاجة لتصويب وتصحيح هذه الامور لنتمكن من بناء السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ليس على حساب مصالح وحقوق الجنوب ولكن من أجل الاعتراف بأن هناك مشاكل شمالية /شمالية، وجنوبية/ جنوبية لا بد من اخذها في الحسبان ونحن نحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.
النقطة الثامنة: امام السودان الان خيارات، خيار الدولة ذات الثقافة الواحدة والسلطة القاهرة، هذا الخيار مع الظروف الدولية الحالية معناه حروب اهلية باستمرار ومجالات تدخلات اجنبية باستمرار والنتيجة أن النسيج السياسي في السودان يتمزق ليس هذا فقط وانما يفتح الطريق لكل وسائل التدخل الاجنبي اقليميا ودوليا.
الخيار الثاني: هو الخيار الذي فيه ندرك كل تجاربنا السابقة نحصيها ندرك ايجابياتها وسلبياتها نطرح السلبيات ونؤسس على الايجابيات خيار الدولة الديمقراطية المتنوعة دينيا ثقافيا وجهويا، هذه الدولة ينبغي ان تقوم على ميثاق وطني يضم القوى السياسية كلها الواعية بأن تجارب الماضي يجب الا ننظر لها فقط من زاوية انها مقدسة، ننتقدها ندرسها نتخلص من سلبياتها ونبني على ايجابياتها وفي هذا نحن نعتقد من الضروري بمكان ان سنتفيد من تجربة جنوب افريقيا التي اقامت هيئة للحقيقة والمصالحة باقامة هيئة للحقيقة والانصاف لكي نشف عن طريقها كل المرارات المتراكمة تاريخيا عن طريق الحقيقة والمسائلة، كذلك هذا الميثاق يجب ان يؤسس للدولة الحديثة على اساس الديمقراطية والتوازن والديمقراطية دون توازن لا تنجح يقوم على اساس التوازن الجهوي والثقافي والنوعي والديني والتوازن الاقتصادي والاجتماعي هذه الامور يجب ان تدخل في هذا الميثاق وان يشمل هذا الميثاق توازن أساسي اعتراف بالتعددية الدينية والاعتراف بالتعددية الثقافية عن طريق التزام باحترام الاخر الديني والاخر الثقافي، وأيضا ان نعتبر ان التطور الاقتصاي ينبغي ان تحكمه عملية التوازن حتى تمحو اثار الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في الجهات المختلفة وحتى نزيل اثار الحروب التي دمرت كثيرا من بلداننا. هذه المعاني هي التي يمكن ان تجعل الوحدة جاذبة والتي يمكن ان تمكن اهلنا في الجنوب الذين اتفقنا على ان الحرية عندهم لاخيتار مصيرهم ولذلك نحن نراهن على انه اذا امكن للقوى السياسية كلها ان تقوم بهذه الهندسة الفكرية والسياسية وتتفق عبر هذه الهندسة على خريطة السودان الديمقراطي العادل بين كافة اطرافه اذا فعلنا ذلك يمكننا ان نجنب البلاد خطر التفرق والتمزق الحتمي الذي سيكون حتميا ما لم نحقق ذلك.
النقطة التاسعة: الدولة المنشودة ينبغي ان تقوم على اساس الدولة الحديثة التي تقوم على مؤسسات وتقوم على المشاركة، والمسائلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون وتقوم على لا مركزية تحترم التنوع الجهوي وتقوم على المعادلة الثقافية والاجتماعية العادلة، العدالة هي كلمة السر في كل هذا الامر.
النقطة العاشرة: إن امام السودان فرصة تاريخية لا يوجد في بلد مماثل لنا في الاطار العربي ولا الافريقي نوع من الحوار الجاد والمفتوح الموجود الان في بلادنا هذا الحوار الجاد المفتوح الذي أعتبر لقائنا هذا حلقة فيه هو وسيلة لإزالة الخلافات والبناء على ما هو متفق عليه. لا بد ان ننطلق في هذا من لا للحرب لان الحرب يمكن ان تعبر عن الاحتجاج، يمكن ان تعبر على الخصام ولكنها لا يمكن ان تبني فاوربا بعد ان خاضت اكثر الحروب دموية تركت الحرب وصار همها الان ان تنظم الخلافات عبر الاتفاق على القاسم المشترك الاعظم. إذا لا للحرب في الجنوب، لا للحرب في الغرب غرب السودان فالحركات المسلحة في غرب السودان قد استطاعت ان تعبر بأقوى صورة ممكنة عن احتجاجها ومطالبها والان قضية دارفور صارت قضية قومية وقضية دولية ولذلك يمكن حلها عن طريق القوة الناعمة وليس القوة الخشنة ونفس الأسس التي ستحل عليها مشكلة دارفور يمكن ان تطبق على كل اقاليم السودان الاخرى مثلما كان الهدف في قرارات أسمرا المصيرية 1995م.
وأقول.. الآن فرصة لكل القوى السياسية الواعية أن تترك المواقف الصدامية وأن تنقل نفسها للمواقف الوفاقية لا لأننا سوف نمحوا الخلافات ولكن لأننا سوف ننظم التعامل مع الخلافات بوسائل سلمية وأن نعزل أولئك الذين يريدون فرض أجندة أحادية سواء ثقافية أو سياسية وأيضا أن نقول بصفة واضحة السودان الآن عنده فرصة لهندسة سياسية ليس لها مثيل لكي يقدم أنموذج لنظام سياسي حديث ديمقراطي يحترم اللامركزية والتعددية والتنوع ويتعامل مع الماضي بمساءلات فيها معرفة وكشف الحقائق وفيها التعافي وفيها التصافي ولكن فيها نغفر ولا ننسى نغفر ما حدث ولكن لا ننسى الاستفادة ما فيه من دروس مفيدة علما بأننا إذا نجحنا بهذا المشروع استطعنا أن ننقذ وحدة السودان وأن نبني وطنا قويا يوفق ما بين الوحدة والتنوع وإذا اخفقنا فالخطر لن يقف في حدود السودان بل سينتقل عبر حدود السودان وسوف يمزق افريقيا نفسها لاننا نحن السودان افريقيا مصغرة وما يحدث منا من اخفاقات سوف تعبر الحدود شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لا قدر الله وهذا سيكون فيه تخلي عن مسئوليتنا التاريخية، الوطنية والقارية والدولية لاننا في هذا الصدد يجب ان نعترف بأننا نحمل عبأ أن نبني الحياة للسودان ولأفريقيا وللعالم. والسلام عليكم

Post: #2
Title: Re: الامام الصادق المهدي -بناء الدولة الحديثة في ظل التنوع الديني والعرقي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 09-28-2009, 08:24 PM
Parent: #1

هذا خطاب الإمام الصادق المهدي الذي القاه في ندوة بناء الدولة الحديثة في ظل التنوع الديني والعرقي التي اقيمت ببرلمان الجنوب والتي شارك فيهااضافة للحبيب الإمام الدكتور حسن الترابي والأستاذ نقد والدكتور رياك مشار مبتدرا والأستاذ مالك عقار معقبا.

Post: #3
Title: Re: الامام الصادق المهدي -بناء الدولة الحديثة في ظل التنوع الديني والعرقي
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 09-29-2009, 07:35 AM
Parent: #2

.