مدد يا طيب يا صالح! إحدى كرامات سيدى الطيب صالح على قناة النيل الأزرق!

مدد يا طيب يا صالح! إحدى كرامات سيدى الطيب صالح على قناة النيل الأزرق!


09-21-2009, 00:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1253488406&rn=1


Post: #1
Title: مدد يا طيب يا صالح! إحدى كرامات سيدى الطيب صالح على قناة النيل الأزرق!
Author: jini
Date: 09-21-2009, 00:13 AM
Parent: #0

Quote: أيام خريفية فى واشنطن
الطيب صالح
الحلقة 365 من سلسلة نحو أفق بعيد
مجلة المجلة العدد 632 بتاريخ 22/1/1996م


تفرقت البلابل, وهاجر بشير عباس الملحن الموهوب الذى قدمهنَّ للجمهور السودانى أوائل السبعينات.
كنَّ صغيرات وجميلات وأصواتهن مثل شقشقة العصافير عند الفجر, أغانيهن خفيفة, مريحة, جديدة ولكن فيها روح القديم. غزلة, ولكنه غزل صاف عفيف خال من أية إيحاءات جنسية.
أخذن العذوبة والشجن من منطقة النوبة العريقة أقصى شمال السودان, بتراكماتها الحضارية, التى أخذ منها محمد وردى أيضاً فنه العبقرى.
ربما أكثر من أى ظاهرة أخرى, كان غناء البلابل تلك الأيام, يعبر عن روح السودان. عن ثقته فى نفسه وتفاؤله فى المستقبل, وإقباله على الحياة. ولما إنفرط عقدهن, كأنما السودان نفسه فقد حيويته وأخلد إلى الكآبة والركود.

والدهن الأستاذ محمد عبدالمجيد طلسم رحمه الله, كان من الرجال الرواد أصحاب النظر البعيد من طراز المرحوم بابكر بدرى الذى آمن بتعليم البنات فى السودان أول القرن فى وجه مقاومة إجتماعية عظيمة, وقد أسعدنى الحظ أننى تتلمذت على يدى المرحوم طلسم فترة فى جامعة الخرطوم, حين كان محاضراً فى كلية العلوم, أذكر مرحه وطيبته وأبوته الغامرة.
كان رجلاً شجاعاً شجاعة بالغة, ففى وقت كان فيه الشعب السودانى ينظر إلى الفن, وخاصة التمثيل والغناء, بريبة وحذر وغير قليل من الإحتقار سمح لبناته السبع أن يدخلن المعهد العالى للموسيقى والمسرح, ويعملن بعد تخرجهن فى ميدان التمثيل والغناء, وكن من المؤسسات فى الفرقة القومية للفنون الشعبية, وهى فرقة سرعان ما حصلت على شهرة عالمية واسعة.
فى أواخر عام 1971, إنطلقت فرقة (البلابل) المكونة من ثلاثة أخوات هن هادية وآمال وحياة, ويعزى أكبر الفضل فى إنطلاقتهن ونجاحهن إلى الموسيقى الموهوب بشير عباس وهو أيضاً من أسرة عريقة من (حلفاية الملوك) فى الخرطوم بحرى.

لقيت هادية أول مرة فى زيارتى لواشنطن فى ربيع عام 94, مع زوجها الدكتور عبدالعزيز بطران, أستاذ التاريخ فى جامعة (هوارد), عرفنى بهما الفاتح إبراهيم أحمد وكان معنا الدكتور محمد إبراهيم الشوش, وأسامة الذى يسكن قريباً من الفاتح, وهو مهندس معمارى, أضطرته الظروف أن يعمل فى النقل, صوته جميل فى الغناء, وكذلك الفاتح, فكانا لها بمثابة الكورس,وأحياناً يغنيان معها
.
قضينا فى دارهم, وفى دار الفاتح, أمسيات لا تنسى, نستمع إلى ذلك الصوت الساحر.
تعيد إلى الحياة بصوتها العربى النوبى, ووجهها الفرعونى, وإستغراقها حين تغنى كأنها تصلى – عالماً كاملاًً ضاع أو كاد يضيع, غنت تلك الأغنية القديمة التى لا أمل سماعها:

يجلى النظر يا صاح
منظر الإنسان, الطرفه نايم وصاح

وغنت تلك الأغنية البديعة للمطرب الكبير أحمد المصطفى

زاهى فى خدره ما تألم
إلا يوم كلموه تكلم
حن قلبه ودمعه سال
هف بى الشوق قال وقال

وغنت للمرحوم إبراهيم الكاشف

أنا يا طير بشوفك
محل ما تطير بشوفك

غنت من القديم ومن الجديد, من أغانيها وأغانى غيرها, بالعربية وبالنوبية, فجعلت الناس يغرقون فى سبحات سودان آخر, فى زمان آخر.

فى زيارتى هذه المرة, صادفت بشيرعباس أيضاً, وهو بالإضافة إلى موهبته الكبيرة فى التلحين, عازف لا يجارى فى العود, وله صوت جميل فى الغناء, فسمعنا منها عجباً.

لاحظت كيف إنها توزع بين همها بين فنها وطفليها, تكون مستغرقة فى الغناء, وفى الوقت نفسه, منتبهة إلى تحركات طفليها فى أرجاء الدار. ولاحظت كيف أن زوجها الدكتور بطران, هذا الإنسان المهذب المتحضر, يرعى موهبتها الكبيرة بحنو وعطف عظيم.

صوتها غدا أكثر نضجاً, تلبسته أشجان بعيدة الغور, كأنما الصوت مرآة للتحولات العميقة التى تجتاح السودان نفسه.

ذلك الزمان زمان الظبى المكنون فى خدره لن يعود بطبيعة الحال, ولكن الزمان الجديد, الذى يتشكل بوحى من أصوات المغنين والشعراء والكتاب والحداة, لعله يأتى فى صورة مدهشة لم تخطر فى خيال أحد.

صوتها غدا أكثر نضجاً, تلبسته أشجان بعيدة الغور, كأنما الصوت مرآة للتحولات العميقة التى تجتاح السودان نفسه.ذلك الزمان زمان الظبى المكنون فى خدره لن يعود بطبيعة الحال, ولكن الزمان الجديد, الذى يتشكل بوحى من أصوات المغنين والشعراء والكتاب والحداة, لعله يأتى فى صورة مدهشة لم تخطر فى خيال أحد.
الحراك السياسي فى جوبا وصمود لبنى وعودة البلابل فى ثوب قشيب مودرن للغناء فى وجه نظام حجب صورهن وغنائهن الشجى اليس هو الزمان الجديد الذى يتشكل بوحى من اصوات البلابل ومحجوب شيف وهاشم صديق ولبنى وغيرهم كثيرون!
جنى

Post: #2
Title: Re: مدد يا طيب يا صالح! إحدى كرامات سيدى الطيب صالح على قناة النيل الأزرق!
Author: Bushra Elfadil
Date: 09-21-2009, 01:49 AM

صحيح يا حيدر
ربما لم يسمع الطيب صالح حنان النيل وآمال النور .البلابل صداحات لازلن أضف أليهن هاتين والقادمة بقوة نانسي عجاج وأعتقد ان نانسي ستقود المغنيات السودانيات إلى العالمية فهي لم تبدا تعلم الغناء منذ سن السابعة فحسب ، بل تمتلك صوتاً آسراً اضافت إليه أداءً بديعاً وقدرة على تلمس وفهم الشعراما الموسيقى فقد تشربتها في نظري في بيت كان عائله يحترف الفن.وفي الافق شموس وما تفتق عنه برنامج السر قدور أغاني واغاني من أداء وبرنامج الأستاذ بابكر الصديق نجوم الغد من اكتشافات للشابات السودانيات والشباب . لكن يجب ان ننتبه للشابة الجديدة شموس أيضاً.
يمكننا ان نقول إن الطريق الذي خطته الرائدات عائشة الفلاتية ومنى الخير وفاطمة الحاج(لاقيتو باسم زهر المواسم)أصبحت في جنباته الآن ورود ورياحين.هذه بوادر تغيير في السودان هزمت بأدائها الرائع كل نزعات فري جلود الاغاني السودانية القديمة وتلبيسها جلود شمولية تحتها لحم ناشف في أغنيات طلع زيتها تسمع قعقعة عظامها وهي تسير جنباً إلى جنب شتماً لدلوكات وطبول برنامج في ساحات الفداء.

Post: #3
Title: Re: مدد يا طيب يا صالح! إحدى كرامات سيدى الطيب صالح على قناة النيل الأزرق!
Author: Mamoun Ahmed
Date: 09-21-2009, 02:06 AM
Parent: #2

جانب آخر استاذ حيدر

في برنامج مواجهات لناديه عثمان في هارموني
ذكر صلاح بن الباديه ان اذاعة ام درمان عرفته بعد ان بثت اغانيه
اذاعة لندن.. والفضل في ذلك يعود للمذيع (الطيب صالح)
فهو من استمع اليه وسجل له صمن مختاراته السودانية لاذاعة لندن

اعتقد ان الوجه الفني والعمل الاذاعي للطيب صالح في حاجة للمزيد من الضوء

Post: #4
Title: Re: مدد يا طيب يا صالح! إحدى كرامات سيدى الطيب صالح على قناة النيل الأزرق!
Author: طارق جبريل
Date: 09-21-2009, 02:13 AM
Parent: #2

هذ هو الطيب صالح يا جني
كان يحمل هذا الوطن في دواخله اينما ارتحل
قرأ التاريخ جيدا
ليستنبط استنتاجات الحاضر والمستقبل
الطيب صالح مشروع حضاري قائما بذاته
لكن شتان بين المشيريع الحضاري الحالي
ومشروع بندر شاه وضو البيت والطاهر ود الرواسي


رحم الله شيخي الطيب صالح
لم استوعب موت شخصين في حياتي
مهما طالت
والدتي عشة بت ابو دية
وشيخي الطيب صالح
عليهما الرحمة
بقدر الحب الذي منحاني اياه

جني كل سنة وانت بالف خير

Post: #5
Title: Re: مدد يا طيب يا صالح! إحدى كرامات سيدى الطيب صالح على قناة النيل الأزرق!
Author: jini
Date: 09-22-2009, 11:57 PM
Parent: #4

Quote: ربما أكثر من أى ظاهرة أخرى, كان غناء البلابل تلك الأيام, يعبر عن روح السودان. عن ثقته فى نفسه وتفاؤله فى المستقبل, وإقباله على الحياة. ولما إنفرط عقدهن, كأنما السودان نفسه فقد حيويته وأخلد إلى الكآبة والركود.

الاعزاء بشرى ومامون وطارق
شكرا للاضاءات والمرور البهى
جنى