حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!

حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!


09-14-2009, 09:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1252959494&rn=4


Post: #1
Title: حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-14-2009, 09:18 PM
Parent: #0

بدايات قرن
د.ابو القاسم قور

حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!

تفترض هذه الدراسة وجود دائرة فى التاريخ السياسى السودانى تتمثل فى تصادم الايدلوجيا والسلطة ، فى

كل مرة تزداد هذه الدائرة اتساعا على مستوى السلطة والدولة الوطنية بينما تتقلص الايدلوجيا ، ويمثل

اشنطار الحركة الاسلامية الذى أفضى بظهور حزب المؤتمر الوطنى فى الخارطة السياسية السودانية آخر

نماذج التصادم بين الايدلوجيا وألسلطة ، أى بمفهوم فلسفة التاريخى آخر مراحل نفى

السلطة للايدلوجيا فى منظومة الخطاب ألسياسى السودانى التى ستنتهى بحكومة وطنية ليس للايدلوجيا ولا

للعقدية دور كبير فيها . حينها ستبرز الشخصية السياسية السودانية التى ظلت فى طور ألتخلًق عبر

التاريخ على كافة المستويات مثل الهوية والدولة السودانية . ولمزيد من الايضاح ساقوم بقراءة مختصرة

تحليلة لحزب المؤتمر الوطنى بوصفه الحزب الخاتم فى اطار الحركة الوطنية السودانية . يعتبر حزب

ألمؤتمر ألوطنى أحد أهم ألظواهر السياسية لحكومة الانقاذ الوطنى ، فاذا ما نُظر اليه كانجاز

للتمكين السياسى الانقاذى فهو أهم انجاز جماهيرى داعم مضاهيا فى ذلك من حيث الاهمية توقيع اتفاقية

السلام الشاملة 2005م . لكن بالنظر الى تاريخ الحركة السياسية فى السودان لم يكن حزب المؤتمر

الوطنى موجودا حتى مطلع الالفية الثالثة ...الحزب الذى أصبح أكبر تجمع وطنى ، ويكاد يمثل الثقل

الديناميكى فى الحكم فى اطار قطبية الشراكة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لم يتجاوز فى عمره

بضع سنوات ، فماهى مصادر و قوة هذا الحزب ، وما هى أسس تكوينه ، وما مستقبله ؟

يرجع العديد من الباحثين ، والمهتمين بتاريح الحركة السياسية فى السودان ظاهرة المؤتمر الوطنى

الى حادثة انشطار المؤتمر الشعبى ، أو بمعنى آخر الى تاريخ انشطار الحركة الاسلامية اثر الخلاف

وسط الحركة الاسلامية الذى انتهى بمذكرة العشرة ، تلك بلا أدنى شك نقطة فارقة فى التحولات الكبيرة

التى حدثت لحكومة الانقاذ الوطنى والتى تخلصت بها من الاصولية الاسلامية بضربة لازب فى مدى مساراتها

التصحيحية نحو مصطلح ( التحول الديمقراطى) وهو مصطلح يحتاج الى التأنى والدراسة الدقيقة. بعيد

الانشطار تخلصت السلطة فى حكومة الانقاذ من آخر مطبات الايدلوجيا ، والعقدية ، اذ لم يعد الجسد

ألسياسى الجديد وهو حزب( المؤتمر الوطنى ) حزبا اسلاميا ، ولا تيارا للاسلام السياسى ...بل اتسع وعاء

حزب المؤتمر الوطنى بتدافع قيمى سودانى وسلطوى فى اطار مفهوم ( الوطنية ) بدرجة لم يسبق لها مثيل

، حتى أصبح حزب المؤتمر الوطنى أشبه بتيار سياسى وطنى جامع متغلالا فى قواعد الطائفية فهل يا ترى

يمكننا اليوم وصف حزب المؤتمر الوطنى سياسيا بانه تجمع وطنى سودانى ليبرالى !!! لكن هل يكفى كل

ذلك لبناء مرتكزات فكرية ، و ابعاد قاعدية لحزب المؤتمر الوطنى . فسؤال الايدولولجيا وبالمقارنة

بالشطر الآخر للجسد المشطور وهو ( المؤتمر الشعبى ) يتضح جليا أن الانشطار كان ايدلوجيا ، فبينما

احتفظ المؤتمر ألشعبى بكل أدبيات وتاريخ الحركة الاسلامية تراثيا والخروج صفر أليدين من السلطة ،

تحرر المؤتمر الوطنى من كل تاريخ وأدبيات الحركة الاسلامية بعد أن كسب كل ألسلطة ، وهكذا تتضح

المسألة فى اطار المقاربة بين السلطة والايدلوجيا ! لكن هل حقيقة ان مقاربة السلطة والايدلوجيا

تفيد فى معرفة هذا الحزب وقراءة مستقبله؟ .يقول البروفسير ألطيب زين العابدين وهو قيادى اسلامى

ومفكر سياسيى وأكاديمى شهير فى تعريفه لحزب ألمؤتمر الوطنى فى لقاء معه بجريدة السودانى العدد

1365بتاريخ 3 سبتمبر 2009 ( ..فالحركة الاسلامية غير المؤتمر الوطنى ، لأن ألثانى يضم فى عضويته

علمانيين ومسيحيين ، وحتى الحركة الاسلامية غير مسجلة كحزب سياسى ) ثم يذهب فى الاجابة على سؤال آخر

الى حد ألقول (فان عقيدة الحركة الاسلامية تحولت للتمسك بالسلطة ..). لكن بتفكيك بنية حزب المؤتمر

الوطنى ، يبدو الحزب بنيويا أشبه بتحالف استراتيجى ، وربما تاكتيكى لعدد من الكيانات السياسية ،

ترفده مشارب فكرية ، وعرقية ، وطموحات سياسية متعددة بل أصبح ألقوة السياسية الجاذبة لدى لما

يسمى بأحزاب التوالى وهى أحزاب المؤتمر الوطنى ، لكن ما مدى صمود هذا التحالف السياسى التاكتيكى

مستقبليا؟، فمنذ مطلع هذا العام عقدت الحركة الاسلامية داخل حزب المؤتمر الوطنى مؤتمرها الخاص ،

واصبح السيد على عثمان محمد طه أمينا عاما للحركة الاسلامية ويحظى بقبول قطاعات كبيرة من الاسلاميين ،

والمجموعات الناهضة ، وعدد كبير من الفئات المستنيرة بالجامعات ، واتحادات الطلاب ، وبالنظر الى

هذه العملية – أعنى دائرة تصادم الايدلوجيا وألسلطة- بوجود رئيس للمؤتمر الوطنى ليس أمينا للحركة

الاسلامية ، يمكننا القول ربما عادت ذات الدائرة الانشطارية داخل المؤتمر الوطنى من جديد ، دائرة

الانشطار بدينامية ألتصادم بين الايدلوجيا والسلطة ...هكذا يتضح أن ظاهرة وميلاد حزب المؤتمر

الوطنى ، هى ظاهرة تاريخية جدلية تتمثل فى نفى الحركة الاسلامية كأيدلوجيا ( عقيدة) اثر تصادمها مع

طموحاتها السياسية الاصولية والقيم الثقافية السودانية الجمعية ، أى ان الجدلية التاريخية تتمثل

فى تقلص الحركة الاسلامية بوصفها ( ايدلوجيا ) ثم اتساع الحركة الوطنية السياسية مكونا جسدا

تحالفيا تاكتيكيا سياسيا كبيرا هو ( المؤتمر الوطنى) ، وهكذا يصبح حزب المؤتمر الشعبى أول منتوج

النفى فى تلك الجدلية التاريخية ، ما يؤخذ على هذا ألقول هو اعتماده على قراءة مادية تاريخية .لكن

يظل ألتاريخ مخزونا للتجارب السياسية السودانية مغزيا معرفيا لتحليل الحاضر و قراءة المستقبل .

هكذا تبدو مزعمة أن المؤتمر الوطنى ما هو الا ناتج انشطار داخل الحركة الاسلامية مزعمة سطحية ، تفتقر

للرؤية النقدية السياسية ، هناك فعل تاريخى لابد من دراسته بتأن . لقد شهد تاريخ الحركة السياسية

السودانية هذ ا التطور التاريخى لتصادم الايدوجيا وألسلطة منذ نشأة الدولة الوطنية . أى أن نفى (

السلطة للايدلوجيا) هو مكينزم تاريخى وربما يمثل حزب المؤتمر الوطنى نهاية تاريخ هذه العملية

التى قد لا يعقبها انقلاب عسكرى... ان دائرة التأرجح بين نظم ديمقراطية ونظم عسكرية تمثل جسدا كبيرا

، يفيدنا فى البحث والتحقق عن هذه الفرضية ازاء تطور الخطاب السياسى السودانى تاريخيا . بهذا

المنظور يمكن اعتبار الانقلابات العسكرية من انقلاب 1964 – وانقلاب 1969 ثم انقلاب 1989 م أحد أطراف

جدلية نفى ألسلطة للايدلوجيا ، اذ يجد ألباحث فى الفترات بين الانقلابلات دائرة الايدلوجيا وتصادمها

مع ألسلطة ، فى كل مرة تتسع الدائرة ، نموذج تصادم ألحزب ألشيوعى ألسودانى كايدلوجيا مع نظام

مايو كسلطة ، نموذج تصادم حزب الحركة الاسلامية مع نظام الأنقاذ كسلطة وفى كل مرة يتم نسف جزرى

للحزب ، أعنى نسف ايدولوجى وهيكلى. لكن ماهو ألسر فى ذلك؟ ..أى لماذا يحدث هذا فى السودان ؟

بالطبع لا يمكننا ألتصديق باعتباطية هذه ألظاهرة لكل ذلك ، ولمزيد من الايضاح وفى عضون هذه المقالة

سوف أضيف فرضية أخرى وهى الفرضية التى اسميها ( ألتخلق الوطنى للخطاب السياسى السودانى للدولة

السودانية عبر التاريخ) ..هذا التخلق الرافض لكافة أنواع التنميط العقدى والايدولوجى ، يرتبط

ارتباطا كبيرا بتخلق ألهوية السودانية فى اطار ها الجغرافى ( السودان) والقيمى الحضارى...

Post: #2
Title: Re: حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-14-2009, 10:14 PM
Parent: #1

******

Post: #3
Title: Re: حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-15-2009, 11:07 AM
Parent: #2

*********

Post: #4
Title: Re: حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-18-2009, 08:34 PM
Parent: #3

********

Post: #5
Title: Re: حزب ألمؤتمر الوطنى ونهاية تاريخ الايدولوجيا !!
Author: Abuelgassim Gor
Date: 09-18-2009, 08:35 PM

******