محمد و عيسى .. سخونة و مأساة ..

شاهدتهما للتو عبر برنامج مع كل الود و التقدير في قناة الشروق ..

و عشت معاناتهما و تخيلت نفسي مكانهما أو مكان أبيهما و أمهما ..

فـ ( مسخت ) مأساتهما مسائي ..

أبكياني و أحزناني ..

و لكن ..

محمد 6سنوات و عيسى سنتين أو أكثر قليلا..

حسب ما فهمته أنهما ضحيتين لمرض نادر ..

و هذا المرض سببه عدم وجود غدد للتعرق في الجسم ..

و عدم وجود مسامات في الجلد ..

و تسبب ذلك في تحويل حياتهما الصغيرة إلى جحيم من سخونة الجسم ..

لم أسمع عن هذا المرض من قبل ..

و لم أشاهد ـ و أتمنى أن لا أشاهد ـ مصاباً به ..

فما بالك إن كان طفلاً ..

محمد و عيسى يقضيان معظم يومهما مثل السمك ..

يستجيران في معظم الأوقات بماء الزير من رمضاء جسمهما ..

و أبواهما ـ رقيقي الحال ـ يسهران كل الليالي في محاولات ( لترطيب ) ما يهيء لهما أسباب النوم ..


مأساة يا أخوتي .. يا أخواتي .. يا ( ناسنا ) ..

إلى كل من شاهد محمد و عيسى ..

و علم بمأساتهما ..


الله .. الله .. في نخوتكم ..

لا أعلم لأسرة محمد و عيسى عنوانا ..

لكني عرفت أنهما يسكنان منطقة الجرافة بأم درمان ..

و بالطبع فإن التواصل مع القائمين على برنامج مع كل الود و التقدير في قناة الشروق سوف يسهل سبل الوصول لهذه الأسرة الصابرة ..

الجهات الراعية للبرنامج دعمت الأسرة بمبلغ عشرة مليون ..

و لكن مهما بلغ حجم الدعم المادي فهو ربما لن يعالج المأسأة ..

حتى و إن تم توفير منزل مكيف تكييفاً مركزياً لمحمد و عيسى فإن معاناتهما لن تنتهي لأن مجرد الخروج من المنزل يعني لهما بداية المعاناة مع سخونة الشارع ..

الحمد لله أن أهلنا لا زالوا ..
و بإذن الله تعالى سيبقوا بكل خير ..
فهم كا لبنيان يشد بعضه بعضاً ..
و لولا العشم في عون الله تعالى أولاً و أخيراً ..
ثم تجاوب أعضاء وقراء هذا الموقع ..
لما طرحت هذا الموضوع هنا ..
و طرحي لهذا الموضوع هنا ليس القصد منه بأي حل جمع تبرعات أو إسهامات أو مساعدات ، و إن كان هناك من يرغب في ذلك فعليه التنسيق مع مدير الموقع السيد / بكري أبو بكر الذي سبق و أن أعلن عن آلية معينة لتلقي و توزيع التبرعات ..
لكن ما أقصده تحديداً هو الدعم العلاجي الذي يمكن تقديمهما لهما ..
و ربما جهود الأطباء في الخرطوم لعلاج الطفلين غالباً ما تصطدم بعائق المناخ الحار جداً صيفاً و شتاءاً ..
فما أن يخرج الطفلان من المستشفى حتى يعودان لها مجدداً بسبب سخونة الجو نهاراً و إنقطاع الكهرباء ليلاً ..

تخيلوا ـ يا حفظكم الله ـ أي جحيم يعيش فيه محمد و عيسى و أي درجة سخونة داخلية نزعت الشعر حتى عن رموشهما و حواجبهما ..

تخيلوا .. تخيلوا .. الله لا وراكم و لا تشوفوه في زول ..

يا اطبائنا و علمائنا الأماجد ..


و يا كل من يستطيع أن يفعل شيئاً ..


لمحمد و عيسى ..

أعلموا أن خير البر عاجله ..
و أن الله تعالى أبداً لا يضيع أجر
من عمل
حسنا ..