الإنحدار ... النجاح ... والصعود ...

اسمه (ب) اول مره قابلته كان ذلك منذ بضع سنين .. كان رجلا بشوشا ومليحا ...كان يهتم بمظهره ويعتني بأشيائه ايما اهتمام .. ويحرص على الانتباه إلى بعض التفاصيل ...

لم تكن المقابله طويله ...
عرفني بنفسه قائلا: (بيتر) من منطقة (كنت) التي لا تبعد عن لندن كثيرا ...قلت له من الصحراء ...واعقبتها بالسودان ...
تمتم الرجل قليلا وابتسم ...
المكان : بالقرب من كلية هارتفورد( Hertford College) مقابل مكتبة بودليان (Bodleian Library) بجامعة اكسفورد العريقه ...

صاح قائلا: حتما سنلتقي desert boy ...

قلت : نعم بالتأكيد ...

(ب) ...كان في سنته الاخيره او قل ايامه الاخيره من دراسته للماجستير ...

نواصل

مضت ايام علي تلك المقابله السريعه ...حتي انني لم اعد اتذكر الرجل ...ولكن سمة اشياء جعلتني انتبه ...كان وجه بيتر صبوحا ...ويشدك ان تحترمه قبل ان يتكلم ...

واتت فترة الامتحانات بعبعا مخيفا للطلاب ...وساعات اضافيه للاساتذه والعلماء ...ولم يبقي شئ ان نذكره سوي ورقة الامتحان وعبور المواد ...

اذكر تلك الايام ان الوالده تدعو في قيام الليل ان يكون النجاح حليف ابناءها المبعثرين في مناحي الكون ...


وعند المتجر القريب لمحت (ب) او قل انه لمحني ...وتقابلنا مره أخري

بيتر كان يتحدث الانكليزيه بلكنه كان يبدو بارعا فيها ...كان صوته اشبه باصوات مذيعي راديو فور بهيئة الاذاعه البريطانيه ...كان ينتقي عباراته بسلاسه مذهله ... عندما يتحدث كان يشحن عباراته بمختلف التعابير الغريبه وغير المتدواله في الحياة اليوميه ...ولكنها تبدو سلسه وموسيقيه في كثير من الاحيان ...

صاح قائلا: اهلا desert boy ... رددت العباره مرحبا بيتر ...

لا اعرف كيف تذكرت الاسم لانني لست بارعا في تذكر الاسماء ... ولكني قد تذكرت الرجل ... وتملكه الاحترام لشخصي عندما تذكرت اسمه...
واردف قائلا... كيف احوال الدراسه في هذه الايام العصيبه ...
رددت نعم تبدو بخير حتي الان...

بيتر كان بالنسبة لنا رجل ذو خبره في مجال عبور الامتحانات ... كان ناجحا ويمتلك ذكاءا من طراز فريد ...