Post: #1
Title: 111 عاما على معركة كرري.... مؤسسات عاصمة الدولة المهدية عقب انسحاب الخليفة عبد التعايشي
Author: Adil Ali
Date: 09-02-2009, 08:31 PM
قرن بكامله وأحد عشر عاما مضت على معركة كرري، التي كانت نهاية للدولة المهدية وبداية لحقبة استعمارية أخرى امتدت نحوا من ثمانية وخمسين عاما. عندما رجّح التفوّق العسكري كفّة جيش الغزو الإنجليزي-المصري قرر الخليفة عبد الله التعايشي الإنسحاب مع بعض قادته ومقاتليه غربا تاركا وراءه عاصمتة بسكّانها وكامل مؤسساتها ومرافقها العسكرية والمدنية، وهي المؤسسات التي استغرق بناؤها أكثر من ثلاثة عشر عاما، أي منذ اتخاذ أمدرمان عاصمة للدولة المهدية عقب تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885. كيف كان حال هذه المؤسسات عند دخول جيش الغزو الإنجليزي-المصري أمدرمان ظهر يوم 2 سبتمبر 1898؟ .... بيت الأمانة والمخازن الأخرى للأسلحة والذخائر ومنازل قادة الدولة، بما في ذلك بين الخليفة، والوثائق والكتب وسجِل المكاتبات التي عُثر عليها، والأسواق وسجن الساير ومكتب التلغراف وبيت المال العمومي وجهاز موظفي الدولة في مختلف المرافق، وبيت مال الملازمية وورش صيانة البواخر النيلية وورش صيانة الأسلحة. يتبع
|
Post: #2
Title: Re: 111 عاما على معركة كرري..مؤسسات عاصمة الدولة المهدية عقب انسحاب الخليفة عبد الله التعايشي
Author: Adil Ali
Date: 09-02-2009, 08:37 PM
Parent: #1
قرن بكامله وأحد عشر عاما مضت على معركة كرري، التي كانت نهاية للدولة المهدية وبداية لحقبة استعمارية أخرى امتدت نحوا من ثمانية وخمسين عاما. عندما رجّح التفوّق العسكري كفّة جيش الغزو الإنجليزي-المصري قرر الخليفة عبد الله التعايشي الإنسحاب مع بعض قادته ومقاتليه غربا تاركا وراءه عاصمتة بسكّانها وكامل مؤسساتها ومرافقها العسكرية والمدنية، وهي المؤسسات التي استغرق بناؤها أكثر من ثلاثة عشر عاما، أي منذ اتخاذ أمدرمان عاصمة للدولة المهدية عقب تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885. كيف كان حال هذه المؤسسات عند دخول جيش الغزو الإنجليزي-المصري أمدرمان ظهر يوم 2 سبتمبر 1898؟ .... بيت الأمانة والمخازن الأخرى للأسلحة والذخائر ومنازل قادة الدولة، بما في ذلك بين الخليفة، والوثائق والكتب وسجِل المكاتبات التي عُثر عليها، والأسواق وسجن الساير ومكتب التلغراف وبيت المال العمومي وجهاز موظفي الدولة في مختلف المرافق، وبيت مال الملازمية وورش صيانة البواخر النيلية وورش صيانة الأسلحة. يتبع،
التكرار لتصحيح العنوان: 111 عاما على معركة كرري..مؤسسات عاصمة الدولة المهدية عقب انسحاب الخليفة عبد الله التعايشي
|
Post: #3
Title: Re: 111 عاما على معركة كرري..مؤسسات عاصمة الدولة المهدية عقب انسحاب الخليفة عبد الله التعايشي
Author: Adil Ali
Date: 09-03-2009, 02:05 PM
Parent: #2
هزيمة جيوش الخليفة وسقوط أمدرمان الأيام الستة أو الخمسة الأخيرة قبل معركة كرري كانت بالفعل أياما عصيبة وحاسمة بالنسبة لقيادة دولة الخليفة عبد الله التعايشي في العاصمة أمدرمان. فقد جرت خلالها الكثير من المشاورات وطرحت فيها العديد من المقترحات ووجهات النظر حول ما يجب فعله تجاه جحافل جيش الغزو الإنجليزي-المصري الذي واصل زحفه صوب امدرمان، ولكن من الواضح أن قرار المواجهة هو الذي غلب في نهاية الأمر. تحركات الأيام الأخيرة للخليفة، كما وردت في إفادات "عبد الله"، الخادم الشخصي للخليفة، الذي جرى استجوابه بواسطة ضباط حملة كتشنر، تدل بوضوح على أن النزال ومواجهة جيش الغزو كان قراره النهائي. فقد تلقى قبل بضعة أيام من معركة كرري خطاب كتشنر الذي دعاه فيه إلى التسليم حقنا للدماء، إلا ان الخليفة أمر غاضبا بعد ان اُطلِع على مضمون الخطاب بتمزيقه لأن مرسله كافر، على حد قوله، وتوعد بأن يخضِع كل الكفار لسيطرته بعد بضعة أيام فقط. وفي يوم الأربعاء 31 إغسطس 1898 توجّه التعايشي إلى الهجرة بكامل جيشه يتقدمه الأمراء وكان الخليفة ويعقوب في مؤخرة الجيش، وعند إبلاغه يوم الخميس بأن جيش الغزو اصبح قريبا من أمدرمان تحرّك صوب كرري لملاقاته. اندلعت المعركة صباح 2 سبتمبر ولحقت بقوات الخليفة هزيمة سريعة وماحقة بفعل التفوق العسكري والتكتيكي لحملة كتشنر. لدى علمه بهزيمة قوات عثمان شيخ الدين وعلي ود حلو في وقت مبكّر من المعركة، وإصابة على ود حلو في قدمه، تحرك الخليفة صوب امدرمان قاصدا داره، وتوقف في الطريق محاولا إعادة تجميع ما تبقى من قواته مستخدما الأمباية والطبول. ويقول عبد الله، حسبما جاء في إفادته التي ضُمّنت في Sudan Intelligence Report، الصادر في يناير 1899، انه لاحظ لأول مرة مظاهر قلق واضحة على الخليفة عندما كان عشرات الفارين من ميدان المعركة يتوجهون مسرعين صوب أمدرمان مارين به دون توقف. عند ذلك اسرع الخليفة إلى داره في أمدرمان وتوجه إلى مسجده واستخدم الامباية والطبول مرة أخرى لتجميع رجاله ولكن دون فائدة، ثم صلى وتوجه بعد ذلك إلى منزل أخيه يعقوب لوحده، وبقي خادمه عبد الله في المنزل. وكان منزل يعقوب هو آخر مكان لتواجد الخليفة عبد الله التعايشي بأمدرمان يوم واقعة كرري، وربما كان هو المكان الذي انطلق منه الخليفة مع بعض رجاله تاركا عاصمته إلى الأبد. ويبدو ان المعركة لم تضع أوزارها تماما وان رائحة بارود الماكسيم كانت تملأ سماء كرري عندما بارح الخليفة امدرمان وانسحب وبعض قادته ورجاله غربا. إذ أن أول مجموعات كبيرة من الأنصار الذين فرّوا من من ميدان المعركة دخلت أمدرمان عند آذان الظهر، حسبما أورد يوسف ميخائيل (مذكرات يوسف ميخائيل، أبو شوك، ص. 221)، وعلموا ان شيخ الدين لحق بوالده وكذلك السيد المكي وعبد القادر ود ام مريوم وغيرهم. أصبحت أمدرمان منذ ظهر يوم معركة كرري تحت سيطرة سلطة جديدة استباحتها ثلاثة أيام وبدأت في اليوم الرابع جرداً رسمياً لكل ما هو موجود في مؤسساتها ومرافقها الرسمية، وحتى مجتمعها. هذه المؤسسات والمرافق لم تطالها عمليات السلب والنهب التي استمرت ثلاثة أيام بواسطة أفراد الجيش الغازي، بل وضعت تحت الحراسة فور دخول طلائع هذه القوات عاصمة الدولة المهدية. يتبع،
التعديل لتصحيح خطأ في الكتابة
|
Post: #4
Title: Re: 111 عاما على معركة كرري..مؤسسات عاصمة الدولة المهدية عقب انسحاب الخليفة عبد الله التعايشي
Author: Adil Ali
Date: 09-04-2009, 10:59 PM
Parent: #3
مقاصل الخليفة في أمدرمان The British Invasions of Egypt and the Sudan, Cassell & Co, London, 1984
إطلاق سراح معتقلي وسجناء "الساير"... 2 يونيو 1898 توجّه سلاطين إلى سجن الساير عقب دخول حجافل جيش كتشنر أمدرمان ظهر يوم واقعة كرري وأطلق سراح من كانوا بداخله. كانت الغالبية العظمى لنزلاء الساير من المعارضين، أو "المشكوك" في معارضتهم، لحكم الخليفة عبد الله التعايشي، والذين كان يساوره شك تجاه ولائهم لنظامه. ومعروف عن سجن الساير المعاملة القاسية لكل من اودعوا فيه بشبهة معارضة سلطة الخليفة عبدالله التعايشي، أو اختلافهم معه، كما فاضت بين جدرانه تحت التعذيب (الموت صبراً) أرواح قادة ومسؤولين مرموقين في الدولة المهدية على رأسهم القائد الزاكي طمل والشيخ الحسين الزهراء والقاضي أحمد ود علي، وأودعت سلطات الخليفة سجن الساير مجموعات كبيرة من الأشراف، إثر الخلاف الذي نشب بينهم والخليفة، وزعماء قبائل كان يشك الخليفة في ولائها لدولته مثل البطاحين والشكرية والجعليين. مدير السجن هو إدريس الساير، الذي التحق بقوات المهدي في وقت مبّكر بجبل قدير، وتم تعيينه في وقت لاحق مسؤولا عن السجن وأطلق إسم "الساير" على كل سجون المهدية. كان السجن في البداية مجموعة من أكواخ القش والطين داخل زريبة من الشوك، وفي وقت لاحق شُيد له سور رئيسي، وكما وصفه إبراهيم فوزي باشا (السودان بين يدي غردون وكتشنر، ص 320)، مشيّد من سور رئيسي وأسوار أخرى داخلية تضم مبان لسكنى الحراس. فيما يلي بعض الأسماء التي وردت في Sudan Intelligence Report، يناير 1899، وهناك عدد آخر كان قيد الحبس في سجن الساير عند سقوط أمدرمان في يد جيش كتشنر، ومعظمهم، إن لم يكن كلهم، كان قيد الحبس بسبب الاشتباه في ولائهم للخليفة أو محاولة الهرب خارج امدرمان أو الاتصال بحملة كتشنر، كما ان عدداً كبيراً من المشتبه في تأييدهم لحملة كتشنر أو العمل مع استخباراتها جرى حبسهم خلال الشهور التي شهدت تقدم حملة كتشنر من شمال السودان جنوبا صوب امدرمان: *إبراهيم فوزي باشا *تشارلس نيوفيلد *الشيخ محمد شريف نورالدائم *طه الزاكي طمل (اعتقل بتهمة محاولة الهروب إلى بربر... وكان والده قد قضى تحت التعذيب بسجن الساير) *بولص صالح، قبطي، سجن بسبب تزويج ابنته لإبن أخيه دون الحصول على إذن بذلك من الخليفة. *العوض المرضي (باشكاتب كسلا، اعتقل بتهمة محاولة الهرب إلى مصر) *إبراهيم محمد المليح (من شيوخ الحَمَرْ، اتهم بمحاولة التمرد على الخليفة عبد الله التعايشي) *المك منصور، مك الزغاوة، (اعتقل بتهمة الاتصال بحملة كتشنر) *عثمان محمد مكوار (اعتقل بتهمة تلقي خطابات من مصر) *إبراهيم رمضان (أمين سابق لبيت المال...اتهم بمحاولة الهروب من امدرمان) *حمد محمد الملك (أرسله محمد بشارة من دنقلا للحبس في سجن الساير بسبب الشك في ولائه لسلطة الخليفة) *خوجلي ود الزين (متهم بالضلوع في تهريب سلاطين) *عبدالله أحمد (متهم بالعمل لصالح استخبارات حملة كتشنر) *الشريف عبد القادر (متهم بالعمل لصالح استخبارات حملة كتشنر) *جاد السيد حمد (من منطقة جقدول، متهم بالتعمل لصالح استخبارات حملة كتشنر) *مزمل ود زروق (متهم بالعمل لصالح استخبارات حملة كتشنر) *مصطفى ود علي (من ام دوم، متهم بإرساله من بربر لتنفيذ مهام استكشافية قبيل حملة كتشنر) *مصطفى ود النعيم (من ام دوم، متهم بإرساله من بربر لتنفيذ مهام استكشافية قبيل حملة كتشنر) *محمد حسب ربه (سجن بسبب هروب إبنه إلى مصر) *إبراهيم محمد حمزة (متهم بالضلوع في تهريب سلاطين) *مجموعة من الهبانية (متهمون بمحاولة الهروب من امدرمان) *مجموعة من الجعليين (متمهون بالمشاركة في تمرد عبد الله ود سعد) *مجموعة من الحوازمة (متهمون بمحاولة الهروب من امدرمان) *مجموعة تضم 30 من الجهادية (مشتبه في ولائهم للخليفة)
يتبع،
|
|