د. أسامة عثمان: محمود محمد طه هو الإستثناء الوحيد..

تنشر صحيفة الأحداث فى صفحتها الخامسة صباح اليوم الجزء الأول من مقابلة صحفية أجراها الأستاذ صلاح شعيب مع د.أسامة عثمان..سأله الصحفي:
*هل ترى أي غياب فى القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها والقادرة على وضع التصورات الفكرية لما ينبغي أن يكون عليه واقع الدولة السودانية؟
أجاب:
((هذا السؤال يفترض وجود نخبة سياسية تساندها نخبة فكرية قادرة على وضع تصور للدولة السودانية وما ينبغي أن تكون عليه ثم وضع معالم فى الطريق لتحقيقها. الواقع أن السودان لم تتشكل فيه هذه النخبة السياسية الفكرية فالحركة الوطنية رغم نضالها السياسي غير المنكور قد وجدت أن الإستقلال قد تحقق بسهولة نسبية ولم تتشكل نخبة تضم رجالاً يجمعون بين الفكر والعمل السياسي كغاندي أو نهرو فى الهند مثلا، أو كنكروما ونيريري فى رصفائهم من القارة الأفريقية. كان هناك بعض الأدباء والشعراء والخطباء ولم يكن هناك مفكرون ربما كان الأستاذ محمود محمد طه هو الإستثناء فى ذلك الجيل ولكن تجربته الذاتية وخلوته ونفوره من التجمعات الكبرى كمؤتمر الخريجين بعد أن وقع فى أسر الطائفية قلل من تأثيره فى بواكير العهد الوطني.))
فى باقى إجابته على هذا السؤال تحدث عن:
-ضاقت نخبة الإستقلال بالممارسة البرلمانية وسلمت السلطة للجيش.
-أتيح لنظام مايو أن تنعم باستخدام عقول نيرة كثيرة لبناء الدولة السودانية ولكن الشمولية وتقلبات القيادة أجهضت ذلك.
-جاءت سانحة لنظام الإسلاميين عندما انفردوا بالسلطة وطرحوا مشروعهم لبناء الدولة السودانية ورصدوا له الكثير من العقول...ولكنهم كرسوا مسلسل الفشل بدون إنجاز يذكر فى بناء الدولة وقادوا الدولة لتقرير المصير بعد 50 عاما من الإستقلال..