كفاية فضايح ..!

أثناء تجوالي في مدينة الدوحة بدولة قطر وتحديداً في حي (العزيزية) فوجئت بوجود لافتة صغيرة تحمل إسم احدى الجامعات السودانية ، على الفور قمت بطرح العديد من الأسئلة على ابن عمي والذي يقطن في نفس الحي ، وكما هو معلوم . فأهل مكة ادرى بشعابها ، فوجئت بأن هذا الفرع من الجامعة ينتهج سياسة التعليم عن بعد في حين أن الجامعة الأم هنا في السودان لا تمتلك هذا البرنامج كما علمت أيضاً بأن أكثر الدارسين في هذا الفرع هم من المواطنين القطريين أوالعرب المقيمين في دولة قطر ، لا أخفيكم أن الشكوك تسربت الى سويداء قلبي وأن الريبة قد جاست خلال صدري ولكن وعملاً بقول المولى عز وجل : (اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم) قمت بإجتثاث الشك من جذوره . الى هذا الحد انتهى الأمر ، ولكن وبعد مضي أشهر قليلة على ذلك الحدث فوجئت بالخبر السيئ الذي حملته صحيفة (الشرق القطرية) ، الخبر يقول بأن الكثير من الطلاب العرب تم خداعهم من قبل المركز الذي يتبع للجامعة المذكورة حيث تم استلام رسوم التسجيل والبالغة ثمانية آلاف ريال للطالب الواحد وبعد فترة قليلة اختفى المركز تماماً واختفى معه الأساتذة والمدير والمسجل وموظف الإستقبال !!

*****

ربما يعتقد الكثيرون أن الزيادة الكبيرة في عدد الجامعات والكليات والمراكز الدراسية في السودان يعتبر مؤشراً جيداً يدل على تطور التعليم ولكن الحقيقة المؤلمة حقاً أن هذا الأمر هو تطور للكوارث التعليمية ، كثيراً ما يفاجأ الآباء بتوقف أبنائهم عن الدراسة بعد سنوات بذلوا فيها الغالي والنفيس لتعليم أبنائهم والسبب ببساطة هو أن الجهات المسئولة قامت بإغلاق الكلية أو المركز والسبب هو أن المقررات الدراسية مخالفة للوائح والقوانين (على سبيل المثال) ، الغريب في الأمر هو اغلاق هذه الكلية أو تلك بعد سنوات من الدراسة المستمرة وكأن هذه الكلية موجودة على كوكب أورانوس ويحتاج التحقق من صلاحياتها الى رحلة فضائية !! الأغرب هو تشريد الطلاب وعدم معالجة مشاكلهم دون مراعاة لما مضى من وقت أفنى فيه الطالب عصارة ذهنه وبذل قصارى جهده بل ودون مراعاة لآباء هؤلاء الطلاب الذين خاضوا غمار الفقر ليس لشئ إلا لرؤية ابنائهم سعداء وهم يحملون شهادات التخرج .

ما يغص الحلق وينفطر له القلب هو ما نراه من قرارات لمسؤولين على مستوى وزاري أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها (غير مسؤولة) ! وحتى لا يتهمني أحد بالشطط وإطلاق القول على عواهنه أؤكد أنني كنت شاهدا على حادثة شهيرة لإحدى كبريات الجامعات السودانية حيث كنت أعمل هناك ، ذات مرة تم قبول الطلاب من المساقين (العلمي والأدبي) في قسم هندسة الحاسوب (دبلوم)، وبعد انتهاء الدراسة فوجئ طلاب الهندسة المقبولين من المساق الادبي بالرفض التام لمنحهم شهادات الهندسة إذ أنه تم إصدار قرار بمنحهم شهادات (علوم الحاسوب) بدلاً عن هندسة الحاسوب ! (والما عاجبو يشرب من المالح !!) . المثير للحنق أن هؤلاء الطلاب قاموا بالتقديم عن طريق (مكتب القبول) وتم قبولهم في مساق هندسة الحاسوب لتأتي المفاجأة بعد انقضاء سنوات الدراسة بمنحهم شهادات علوم الحاسوب بدلاً عن هندسة الحاسوب ! حادثة أخرى وقعت في جامعة عريقة ، دفعة بأكملها لم تمنح الرقم الهندسي في تخصص (دبلوم هندسة الكهرباء) مما حدا بالطلاب للثورة وإضرام النار في مباني الكلية حيث بلغت الخسائر ملايين الجنيهات ، لا أدري لماذا منع هؤلاء الطلاب من الرقم الهندسي على الرغم من قبولهم في قسم (هندسة الكهرباء) في جامعة معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي ومجازة من المجلس الهندسي .

التكرار المستمر لهذه الظواهر الغريبة جعلنا نعتاد على هذا الامر ولا نحرك ساكناً ، أضحى الغش والخداع سمة من سمات الجامعات السودانية إلا قليلا ، جامعات لا تتهاون في استيفاء حقوقها من الطالب وفي المقابل يحصل الطالب على خشاش العلم وأيم الله ليس ذلك إلا التطفيف بعينه . سئمنا تكرار شريط الغش والخداع في الداخل ، وفوجئنا ببدء عرض هذا الشريط على المسرح الخارجي وهو أمر شديد الخطورة ويكفي أنه سيلقي بظلاله سلباً على كل المغتربين السودانيين في الخارج . هي رسالة صريحة نبعثها للجامعات السودانية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الهندسي وغيرها من الجهات المسؤولة .. حتى وإن تحقق الإكتفاء الذاتي من هذه المصائب نرجو أن لا يبدأ برنامج التصدير الى الخارج .. بالدارجي كده : كفاية فضايح !.

Quote: أضحى الغش والخداع سمة من سمات الجامعات السودانية إلا قليلا ، جامعات لا تتهاون في استيفاء حقوقها من الطالب وفي المقابل يحصل الطالب على خشاش العلم وأيم الله ليس ذلك إلا التطفيف بعينه .

البدري كيف الأحوال ..

رمضان كريم .

مشكور على المرور





تقبل تحياتي

الغريب في الأمر أن الصحافة لا تولي هذا الموضوع الكثير من الإهتمام!

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تعلق مجرد تعليق على الموضوع والجامعة المعنية لم تنفي أو تؤكد الخبر!

الجامعة المعنية كان تكتب اسمها في العنوان


وتقول كفاية فضايح يا فرع جامعة (السربون) بالدوحة

ممكن العنوان يخليهم يقروا الموضوع ويردوا عليه...

انا براي دخلت مفتكر الفضايح فضايح كورة..
وناس تانين حا يعتبروها فضايح نظام عام
وتالتين حا يعتبروها فضايح صرف صحي..
وهكذا...ففي الجبة متسع لفضايح اخر

نزار كيف الحال ورمضان كريم..

حقيقة عنوان البوست غير موفق ، لكن على قول أهلنا العترة بتصلح المشية .

أشكرك جدا على المشاركة وعلى تنبيهي بأن العنوان جانبه التوفيق..



تقبل تحياتي