الذاكرة الجماعية - سلاح ذو حدين

الذاكرة الجماعية - سلاح ذو حدين


08-17-2009, 02:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1250516972&rn=2


Post: #1
Title: الذاكرة الجماعية - سلاح ذو حدين
Author: الطيب الجاك
Date: 08-17-2009, 02:49 PM
Parent: #0

الزملاء و الزميلات أعضاء المنبر

السلام عليكم و رحمة الله



ما دفعني لكتابة هذا البوست هو البحث عن إجابة للسؤال التالي:

هل يمكن توظيف الذاكرة الجماعية "السودانية" لتدعيم الوحدة الوطنية و بلورة الهوية السودانية؟


إذا كانت الإجابة بنعم، كيف يمكن تحقيق ذلك؟



Post: #2
Title: Re: الذاكرة الجماعية - سلاح ذو حدين
Author: الطيب الجاك
Date: 08-17-2009, 02:53 PM
Parent: #1

تمهيد:

الذاكرة الجماعية السودانية ملئية بكم هائل من الأحداث التاريخية التي سجلت مسوؤليتها الجنائية و الأخلاقية ضد الاخر، فالأخر هو من قتل أجدادنا بإرسالهم لقتال جيش مصر في مهمة إنتحارية و الأخر هو من خطف أبنائنا ليصبحو رقيقاً و يباعون في سوق النخاسة. هذا الاخر ليس عدوا خارجيا، إنه مواطن سوداني. الكارثة الحقيقية أن التاريخ المكتوب و الذي يدرس في المدارس ليس مقنعاً بقدر ما هي مقنعة روايات الذاكرة الجماعية ، و الويل و الثبور و عظائم الأمور لمن يرفض هذه الروايات السماعية أو يحاول تصحيحها.

الشحن النفسي الزايد ينتج نفسية مستأسدة و مستكبرة، و من ناحية أخري فإن إرضاع الإنسان أنه مقهور يولد لديه نفسية متمرده مسكونة بالدونية. كلاهما يخلقان أرضية خصبة لشخصية ميكافيلية تبرر لذاتها كل شي في سبيل الإنتقام من الاخر و تخلق من الإنسان ديكتاتور صغير سيصبح حاكماً بقوة السلاح متي ما تهياة له الظروف. وفي سبيل غايته كل شي مبرر، من الإستيلاء علي السلطة بالقوة إلي غزو وطنه من أراض أجنبية. و في غمرة التلهف للإنتقام تضيع لديه معاني الهوية و الأنتماء. نحن من يخلق الديكتاتور ونحن من يخلق المتمرد.

هذه دعوة لإستخدام الذاكرة الجماعية كمعول بناء بدل أن تكون معول هدم. إن إتفاقية نيفاشا لم تفرغ ما في الذاكرة الجماعية من مأسي {حقيقية أو مختلقة} و إذا قدر الله لإتفاقية مماثلة بشأن دارفور فإنها كذلك لن تفرغ ما في الذاكرة من مرارات.

إن إنعدام التنمية و عدم المساواة حقيقة و لكنها أستخدمت كمبرر أكثر من كونها هدف. تنمية كل السودان تنمية متوازنة لا تعني السلام الشامل. توظيف الذاكرة الجماعية ضد الاخر {العدو الخارجي و ليس الإنسان السوداني} هو ما يؤدي إلي السلام الشامل.