زفرة يا بلادي، السودان البلد، إلى أين؟

زفرة يا بلادي، السودان البلد، إلى أين؟


08-16-2009, 10:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1250416355&rn=0


Post: #1
Title: زفرة يا بلادي، السودان البلد، إلى أين؟
Author: محمد بدوي مصطفى
Date: 08-16-2009, 10:52 AM

د.محمد بدوي مصطفى

زفرة، يا بلادي!

إحترت في باريس مرَّة وكانت أيّ حيرة
وكان غضاً صباي وكنت في بلادي زهرة
وكان قلبي ديارا أنت يا بلادي فجره
وكان صدرك دفأً أستكين فيه سرّا
وكان طيبك يوحي إلى يراعي ذكرى
ولحن بُرَعِيهِ يهدي إلى الفلاح كُثرا
وحبّ أهلك يملى إلى لساني سحره
وصوت إخواني نور في هداه شكرا
أنتِ يا أمدرمان تحفة هاك قلبي فيه زفرة
وأنت للقلبِ روح وأنت للعين قرّة
كانت حياتيَ رونقاً وكنت أمير المسرّة
عهدي فيك زمان سرى وأوجس حسرة
فبت في باريس أبكي وحديثي فيها عبرة
ناشدُ الأوطان فيها ناظم الأحلام دُرّا


د.محمد بدوي مصطفى الشيخ



مقدمة
يواجه بلدنا الحبيب السودان والبلدان العربية بأثرها تحديات ثقافية، إجتماعية، سياسية واقتصادية لا يتسع المجال لذكرها في هذه السانحة. فنحن نعاني كل يوم من صعاب ومشقات وحواجز بنيناها بأنفسنا. منذ استقلال الدول العربية باسرها والإنسان العربي في صراع دائم نحو الأفضل. فهاهي ذا دول نامية عديدة قد أطلقوا العنان، في غضون بضع سنوات عجاف، لنهضة تبحث عن مثيل. فسلوا أنفسكم بصدق وأمانة عن دورنا في منطقتنا وعن دورنا في العالم بين الشعوب التي نشير إليها الآن بالبنان. الإجابة، لا شئ. نحن نشير إليهم بقلوبنا ونعتز باعمالهم في بلادنا، فالجسور والمصانع ومحطات الكهرباء والمطارات وحتي مستلزمات الحياة اليومية نستوردها منهم دون أدنى حرج؛ نأكل من بيرغر كنج وماقدونالد ونشرب الكوكاكولا ونغسل بمستر بروبر ونركب النيسان والتويوتا. لكن إلى متى تبقى الأحوال على هذا المنوال، ألا نريد رقيا لشعوبنا؟ ألا ننشد مستقبلا نيرا لأبناءنا؟ فالسودان، مثلة مثل دول المنطقة العربية والأفريقية كل يعاني ضعفاً في معدَّلات النمو في حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي، مقارنة بمعدلات النمو في اقتصادات الدول المتقدمة في آسيا وأروبا. بيد أننا الأسرع نمّواً في العالم من الناحية السكانية. هذا يعني أننا ننمو سكانيا ولكن لا فكريا، فأين العقول العربية التي تنال جوائز نوبل في العلوم؟ أين المؤلفات العربية في المكتبات الغربية؟ أين الكتاب العرب، أين المثقفين العرب؟ أين نشاط الترجمة الذي عرفناه في القرون الوسطى في الأندلس وفي دار الحكمة ببغداد؟ أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف، النظافة والرفق بالحيوان والأتقان في العمل؟
أن أهلنا، أهل الخير والبر، لا يقنطون من رحمة الله، فلنعمل ليرى الله عملنا ورسوله. ونحن كلنا نار موقدة، راغبين في بناء مستقبل أفضل لشعوبنا وأهلنا الذين مازالوا يعانون من مشاق تتعلق بابجديات الحياة اليومية، من قلة المعرفة والتوعية والرعاية الصحية والإجتماعية، وشح الماء النظيف، وقطع الكهرباء وندرة المواد التمونية، وشح الأجر وهبوط مستوى التعليم الأكاديمي والمدرسي وسوء البنى التحتة من شوارع، جسور ومواصلات حديثة. يجب علينا تحويل التحدِّيات إلى فرص حقيقية، لكي نصل ألى بر الأمان رافعين رؤوسنا بين الأمم باعمال ثرية، واضعين بلادنا وشعوبنا وحب العمل والخير لها في قلوبنا، متطلعين إلى مستقبل أفضل وحياة تتسم بالأخلاص في العمل والإتقان في كل المجالات الحرفية، التعليمية والعلمية.
إن نجاح شعوبنا ورقي بلادنا يرتكز على توطيد وتأسيس مناخ معرفي شامل وعلى تعليم وتحفيز وتنشأة براعم اليوم وقواد الغد إلى بناء مستقبل أفضل. أوزعنا الله أن نشكر نعمته علينا والله المستعان على ما تصفون.

د.محمد بدوي مصطفى
كونستانس، الموافق ٢٤/٦/٢٠٠٩




المؤلف في سطور:
- د.محمد بدوي مصطفى الشيخ من مواليد مدينة أمدرمان (السودان).
- عميد تأسيس جامعة نهال الأوروبية بالسودان.
- درس الأدب العربي والفرنسي بجامعة ليون (فرنسا)، الأدب الألماني، علوم اللغة الفرنسية وعلوم اللغات السامية بجامعة كونستانس (ألمانيا).
- أستاذ اللغة العربية والأدب العربي بجامعة كونستانس.
- كاتب صحفي له حلقات عديدة منها "باريسيات"، "الديوان الشرقي-الغربي" و "صفوة في بلدا طيره عجم".
- موسيقار له مقطوعات كلاسيكية سمفونية ك"السمفونية الشرقية رقم ١"، "مريوم"، "الأندلس".
- شاعر غنائي وملحن له أكثر من ١٠٠ مقطوعة شرقية.
- مصور فنيّ قدم عدة معارض بأروبا.
- مترجم محلف معتمد لدى المحاكم الألمانية.
- مؤسس دار بدوي لنشر الثقافية العربية بألمانيا الحائزة على جائزة في جنوب ألمانيا.
- له مؤلفات شعرية عديدة بالفصحى ك"تبا لقبك"، "صرخة في واد عربي" ومؤلفات بالعامية "نحن شنو؟
- له أعمال روائية تحت الطبع "حديث السنين"، "الأميرة الضائعة".
- له مؤلفات علمية في قضايا تطور النظام الصرفي في العربية المعاصرة، عن لهجة وتراث قبائل الرشايدة في السودان، مجلدات عن أروبا و الإسلام ، كتب عديدة لتعليم العربية للناطقين بغيرها، ومؤلفات في تعليم التربية الإسلامية عبر منهجية عصرية حديثة.
- يجيد اللغات الفرنسية والألمانية والإنجليزية.
- درس الفارسية، العبرية القديمة، الآرامية، الحبشية القديمة، الإسبانية.