صهيل المدن غرب البحر :أو غناء المهمشين قصة مستوحاة من معسكرات النازحين بدارفور ( مطلوب صور)

تحركت الشجيرات ، خمسمائة عام تهز عروقها رياح سافيات.الشجيرات الجافه ..هناك .. كل سكان


الصحراء الغربية يعلمون اليوم أن الاشياء تشتل نفسها اينما كانت وتنتخب نفسها فى هذه الطبيعة

الجافة القاسية. كانت الأشياء تنمو والكائنات تتخلق مثل الناس فى تفاصيل التاريخ... هنا صار الكون

بلا تاريخ. فى ذات يوم من الأيام خرج علينا شيخ أبكر وهو محتفظا بأسنانه كاملة مثل حبات الفول

المسوس رغم قسوة المعسكر ليقول:

- لا أحد يدرى شيئا عن أحد ..لا شيئ يدرى عن أحد شيئا .

فمن أين جاء الناس ، والى اين يذهبون.زعم كل الذين رأوا عروق وشرايين سواعد شيخ ( أبكر ) .....انه

ربما يخبيئ حبالا بين عظامه وجلده ، فهو شخص بلا شحم ،كل ما يوجد بين الجلد والعظام حبال غلاظ من

السعف الذى ظل يصنعه وسط معسكر ألنازحين ....هذا نوع نادر من الناس يعيش فى الغالب فوق المائتين

عام ونيف ...فى عام المجاعة فقد بناته الثلاث ، ثم ماتت زوجته ( عسل بقو) بمعسكر ألنازحين أثر حمى

التافويد .

*****

يرجع تاريخ قبيلتنا الى مئات السنين قبل مرحلة المعسكر والحرب اللعينة ... كانت الأشياء تنمو والكائنات تتخلق فى تفاصيل التاريخ بانتظام ... حدثنى سماعين ود الضيف وهو رجل فارع الطول أسمر بأنف أفطس عن أسلافنا الاوائل ... كانت رحلتهم منذ مطلع الالفية الثانية. كانت تلك هى المرة الاولى التى فارقت فيها قطعان الماعز مناخ البحر الأبيض المتوسط لتتسلق التلال الرملية ألصحراوية. يقول لى بعد كل جملة (جع عج) وهى مفردة ميزيقية تعنى تبا .قال :
- لقد صار أجدادنا غرباء وسط الصحراء ....رحلة الشتات الكبرى عبر افريقيا ، بعد انهيار الأندلس كانت المجموعات تعبر البحر الابيض المتوسط أناس سمر بعيون سوداء ، كانت النساء يرقصن بحجول ودبالج من الفضة ويُسمى (المصو) يربط حول الحشى فوق الأرداف وهو نوع من الخرز الأندلسى ...

ألنساء يضربن ببراقعهن صدورهن المرصعة بالصدف .. كن نساء ودود ولود ، المرأة البضة ألساقين ذات المأكمة ..... كنا يزغردن ويصهلن بشبق لبعولهن ذوى العضلات المفتوله و الايادى ألضخمة السواعد والصدور مشعرة ضاجة بشهوة المسافدة ألبرية... بعضها قبائل عربية تنتمى الى جبال اليمن ... زعم سماعين بانتماء أسلافنا الى جهينة من بنى حمير ضربت فجاج الأرض على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط فتلاقت مع قبائل ومجموعات ظاعنه ، عبرت مضيق جبل طارق ، ثم كانت الرحلة الى عمق الصحراء.كانت الشجيرات الصباريه تهزم خمسمائة عام من الرياح السافيات ، تخفى حركة المكنون من الحشرات

******