سراير في المكاتب .. أكثر من علامة استفهام????!!!

سراير في المكاتب .. أكثر من علامة استفهام

الخرطوم: دندش

كانت تتصبب عرقاً وهي تقف أمام باب مكتب ذلك «المدير الكبير» في تلك الشركة المرموقة.. فهي مقبلة على معاينة أخيرة تمثل لها المستقبل بحاله.. بعد أن تخطت كل المعاينات الإبتدائية «المملة» التي تمارسها تلك الشركة..
بأصابع مرتجفة طرقت على الباب مرتين.. ليأتيها صوت المدير الأجش صائحاً.. (اتفضل!!)..
ادارت رتاج الباب وأنفاسها تكاد تخلع قناع الهدوء الذي كانت تحاول جاهدة أن تحافظ عليه.. وما إن لامست قدماها (موكيت) غرفة المدير الفاخرة.. حتى نهض المدير من خلف مكتبه راسماً على وجهه (ابتسامة) لم تستطع أن تحدد (لونها) في ذلك الوقت وهو يقول: (اهلين.. اتفضلي أستاذة..) مشيراً لها بالجلوس.. لكنها توقفت متسمرة تماماً وهي تحدق في ذلك المكان الذي أشار اليها بالجلوس عليه.. وما أن تأكدت من ذلك الشيء حتى ادارت ظهرها للمدير ثم ولت (هاربة).. تاركة ذلك المدير غارقاً في الدهشة.. فهو لم يقل لها شيئاً يستدعي أن تفر بتلك الصورة.. فكل ما طلبه منها هو أن تجلس على ذلك (السرير) الذي توسط مكتبه وقد تدلت اطراف (ملايته) على الأرض في (بلاهة).. (السراير) في المكاتب الوظيفية.. قصص مثيرة تروى عنها وحكايات تطول.. فيما يبقى الغالب الأعم لدى البعض هو أنها وسيلة (صحيحة) تقع في المكان (الخطأ)..
(الرأي العام) قامت بجولة ميدانية في عدد من الشركات والمؤسسات واستطلعت عدداً من الموظفين والمواطنين وحتى أصحاب بعض محلات (الموبيليا) .. فماذا قالوا؟؟
(يس محمد) موظف باحدى الشركات أكد بأن هذه العادة هي ذات وجهين.. الوجه الاول فيها يتمثل في عدم مقدرة بعض الموظفين الكبار على ترك مكاتبهم وذلك لأعمالهم المتزايدة وضرورة وجودهم بشكل كبير في المكتب لذلك يلجأون لأدخال بعض وسائل الراحة مثل (السرير) لكي يتمكنوا من أخذ قسط من الراحة عليه.. أما الوجه الثاني فربما يكون (قبيحاً) بعض الشيء لكنه غير منتشر بصورة كبيرة..
أما (الحارث) المدير العام لاحدى المؤسسات.. فقد كان متحفظاً وبشدة على الحديث متعللاً بعدم إنتشار الظاهرة بصورة كبيرة.. مدللاً على ذلك بخلو مكتبه من ذلك (السرير).. وبالرغم من تحفظه فقد أبدى عدم تأييده لوجود (سرير) داخل المكتب قائلاً: (أساساً المكتب للشغل ما للنوم.. ولا شنو؟؟)..
(عمر بوكش) صاحب محل لبيع الاثاثات والموبيليا والذي كان غارقاً في تثبيت ذلك الكيس الناعم على جسد الأريكة الفاخرة التي توسطت أربعة كراسي.. سألناه حول (السراير) وأسعارها.. فأخبرنا بأن أسعارها تختلف على حسب التصميم.. قلنا له هل يشتري منك بعض أصحاب الشركات.. فصمت قليلاً قبل أن يقول: (والله ما كتير.. وحتى لما تكون في طلبية لشركة أو لأية مؤسسة بجي واحد من المناديب)..
سألناه عن رأيه في وجود السرير في المكاتب الوظيفية فاطلق ضحكة عالية وقال: (طيب مالو.. ما الكرسي قاعد ليهو زمن في زول سألو)؟.. ويضيف بعد أن فهمنا مغزى سخريته تلك من أن يتوقف سوق (سرايره) و(تبور) في الايام القادمة: (والله هي كويسة في المكاتب بتريح الواحد من الشغل وبتختصر عليهو الرجعة لمشوار طويل للبيت.. الباحث الاجتماعي محمد الخليل أحمد. أكد أن ظاهرة دخول (الاسِرة) لمكاتب العمل الوظيفية.. هي مؤشر سالب جداً في المقام الاول وعزا ذلك لدافع الاغراء الذي يمارسه «السرير» داخل المكتب والذي يدفع الموظف لاخذ قسط من الراحة في مكان يفترض أن يكون للعمل فقط.. ويمكن أن تصل هذه الظاهرة إلى حد الخطورة وتسهم بشكل كبير في تقليل نسبة النشاط المفترض أن يقوم به الموظف.. وأضاف الخليل أن هناك نواحي نفسية تلعب دوراً كبيراً في اعطاء الانطباع الأول في اي مجال.. ومن ضمن هذه المجالات أو الممارسات دخول «الاسِرة» للمكاتب.. وتأثيرها النفسي المباشر داخل كل من يقصد ذلك المكتب لإكمال تعامل أو لطلب توظيف أو حتى للزيارة.. وختم حديثه بأن لكل مكان قوانينه ولوائحه التي تنظم طبيعة توجهاته.. والتي يتناقض فيها تماماً (سرير النوم) مع (المكاتب الوظيفية) وقال ضاحكاً: (هي دعوة للكسل.. نتائجها غالباً تكون الفشل الوظيفي او الاجتماعي)..
http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=349&id=24643

وبحسن النيه نقبض

Quote: والله هي كويسة في المكاتب بتريح الواحد من الشغل وبتختصر عليهو الرجعة لمشوار طويل للبيت

يا سيف يحليل الكلاكله ويحليل تلك الايام الخوالى