Post: #1
Title: الصحفية رشا عوض و قضية قهر المراة
Author: سعد مدني
Date: 08-07-2009, 09:02 AM
Parent: #0
اورد الاخ دينق هذا المقال في حواراته حول موضوع لبني، و المقال للصحفية رشا عوض التي تكتب في جريدة اجارس الحرية
و هذا المقال، يحتاج منا الي نقاش هادي، يفتح الباب نحو الولوج الي فهم ما كتبته حول منظومة قهر المراة في المجتمع السوداني، و خاصة قضية المراة في المنظور السلفي و الفهم الديني لهذا الموضوع.
و اليكم هذا المقال
Quote: رشا عوض في ملتقى التضامن مع لبنى أحمد حسين بأجراس الحرية الاثنين 13/7/ 2009 أولا التحية للأستاذة لبنى أحمد حسين على شجاعتها، وهذه الشجاعة في الموقف السياسي هي السبب في استهداف لبنى، لن أتحدث كثيرا عن الزي الإسلامي وأدخل في جدل فقهي مطول حول هذا الأمر ولكنني سأبدأ مما ذكرته لبنى عن خوف النساء من مواجهة النظام العام بل وعدم رغبتهن في الحديث عما يتعرضن له من ظلم، فلا بد أن نتساءل لماذا يسيطر على الضحية شعور الإحساس بالذنب ؟ السبب هو أن المجتمع السوداني رغم التسامح العفوي الذي يتميز به توجد فيه بذرة تخلف فهو مجتمع أبوي ذكوري يستبطن فكرة النظام العام، ففي كل بيت سوداني يوجد نظام عام!! حيث الاعتقاد بأن المرأة تحت الوصاية ويجب أن يحدد لها الرجل ماذا تلبس، وبالتالي فإن المجتمع يجرم المرأة ويتعاطف مع النظام العام!! ونظرا لأن الخطاب السلفي هو المنفرد بالساحة الإسلامية وهو الذي يضع معايير ما يجب أن ترتديه المرأة فإن المجتمع يستبطن نموذج المرأة المحجبة على الطريقة السلفية على أنه هو النموذج المعياري للمرأة المسلمة وبما أنه لا يوجد صوت مرتفع للرأي الآخر حتى داخل الفقه الإسلامي فإن المرأة نفسها تشعر بالهزيمة النفسية وفقدان المشروعية الدينية والأخلاقية لموقفها أمام النظام العام لأنها تستبطن فكرة أنها مذنبة ومجرمة، وبالتالي نحن نحتاج إلى المواجهة الفكرية الجريئة مع الخطاب السلفي ونطالب بكل جرأة أن من حق المرأة المسلمة أن يكون لها موقف فكري وفلسفي ضد الحجاب ولا نستسلم لأي إرهاب وابتزاز، فإن كان من حق الإنسان أن يؤمن أو يكفر كيف لا يكون له الحق في اختيار ملابسه؟ وإذا عدنا إلى مناقشة الموضوع من ناحية إسلامية فإن كلمة حجاب وردت في القرآن الكريم ثمانية مرات وفي المرات الثمانية لم يكن معناها زي معين ترتديه المرأة، والآية التي يستندون إليها في فرض الحجاب وهي قوله تعالى( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) آية خاطبت سياقا اجتماعيا وتاريخيا مختلفا حيث كان هناك نظام الرق وكان الحجاب شكلا من أشكال التمييز بين الحرائر والإماء ،ولذلك لا معنى لاجترار أحكام خاطبت ظروفا معينة وإسقاطها على واقع اليوم ويجب التأسيس لنظرة تجديدية في الاسلام تهتم بالمقاصد الكلية، ولكن العقل الأصولي السلفي يجب أن يسأل لماذا يستفزه سقوط( الطرحة) من رأس امرأة ولا يستفزه مشهد امرأة فقيرة مسنة ملقاة على قارعة الطريق لا تجد قوت يومها ولا تجد ماتلبس بسبب الفقر؟ لماذا يستفزه تبرج النساء ولا يستفزة تبرج الأساطيل الأجنبية في بحار العالم الإسلامي؟ لماذا يستفزه تبرج النساء ولا يستفزه تبرج الفقر والبؤس والدكتاتورية؟ وعندما يتحدثون عن العولمة والغزو الفكري لماذا يرفضون في العولمة(بناطلين) النساء ولا يرفضون(روشتة صندوق النقد الدولي)؟ أليست (روشتة صندوق النقد الدولي) قادمة من دول الاستكبار الغربية التي يصفونها بالكفر والانحلال إن القهر الواقع على النساء هو بسبب الهزائم الحضارية الشاملة في البلاد الإسلامية التي يواجهها العقل السلفي بإسقاطها على النساء وآن الأوان أن تقف النساء بجرأة ضد أن يكن( الحيطة القصيرة) التي يلجأون إليها للدفاع عن الخصوصية، ولنا كذلك أن نتساءل لماذا يحتج الأصوليون والسلفيون على منع الحجاب في فرنسا ولا يحتجون بنفس القدر على ممارسات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية التي تلاحق النساء بالسياط لإجبارهن على ارتداء الحجاب؟ أننا نحتاج لمواجهة شجاعة مع النظام العام حتى نضع حدا للانتهاكات التي تتعرض لها المرأة. انتهى |
|
Post: #2
Title: Re: الصحفية رشا عوض و قضية قهر المراة
Author: سعد مدني
Date: 08-07-2009, 09:25 AM
و يمكننا في هذا السياق، أن نلمس بعض النقاط الهامة التي ذكرت في المقال، و التي تولد اسئلة حائرة، تفتح مجاهيل الفهم، نحو استنارة ممكنة في فهم قضية المرأة:
* قضية الجدل الفقهي حول زي المراة.! موضوع الحجاب: وإذا عدنا إلى مناقشة الموضوع من ناحية إسلامية فإن كلمة حجاب وردت في القرآن الكريم ثمانية مرات وفي المرات الثمانية لم يكن معناها زي معين ترتديه المرأة، والآية التي يستندون إليها في فرض الحجاب وهي قوله تعالى( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) آية خاطبت سياقا اجتماعيا وتاريخيا مختلفا حيث كان هناك نظام الرق وكان الحجاب شكلا من أشكال التمييز بين الحرائر والإماء ،ولذلك لا معنى لاجترار أحكام خاطبت ظروفا معينة وإسقاطها على واقع اليوم ويجب التأسيس لنظرة تجديدية في الاسلام تهتم بالمقاصد الكلية. -المواجهة الفكرية الجريئة مع الخطاب السلفي : ونطالب بكل جرأة أن من حق المرأة المسلمة أن يكون لها موقف فكري وفلسفي ضد الحجاب ولا نستسلم لأي إرهاب وابتزاز، - فإن كان من حق الإنسان أن يؤمن أو يكفر كيف لا يكون له الحق في اختيار ملابسه؟ * لماذا يسيطر علي الضحية شعور الاحساس بالذنب؟ 1- أن المجتمع السوداني رغم التسامح العفوي الذي يتميز به توجد فيه بذرة تخلف فهو مجتمع أبوي ذكوري يستبطن فكرة النظام العام، 2- ففي كل بيت سوداني يوجد نظام عام!! حيث الاعتقاد بأن المرأة تحت الوصاية ويجب أن يحدد لها الرجل ماذا تلبس، 3- وبالتالي فإن المجتمع يجرم المرأة ويتعاطف مع النظام العام!! 4- ونظرا لأن الخطاب السلفي هو المنفرد بالساحة الإسلامية وهو الذي يضع معايير ما يجب أن ترتديه المرأة فإن المجتمع يستبطن نموذج المرأة المحجبة على الطريقة السلفية على أنه هو النموذج المعياري للمرأة المسلمة 5- وبما أنه لا يوجد صوت مرتفع للرأي الآخر حتى داخل الفقه الإسلامي فإن المرأة نفسها تشعر بالهزيمة النفسية وفقدان المشروعية الدينية والأخلاقية لموقفها أمام النظام العام لأنها تستبطن فكرة أنها مذنبة ومجرم. اذدواجية العقل الفقهي في نقد واقع المسلمين: - ولكن العقل الأصولي السلفي يجب أن يسأل لماذا يستفزه سقوط( الطرحة) من رأس امرأة ولا يستفزه مشهد امرأة فقيرة مسنة ملقاة على قارعة الطريق لا تجد قوت يومها ولا تجد ماتلبس بسبب الفقر؟ - - لماذا يستفزه تبرج النساء ولا يستفزة تبرج الأساطيل الأجنبية في بحار العالم الإسلامي؟ - لماذا يستفزه تبرج النساء ولا يستفزه تبرج الفقر والبؤس والدكتاتورية؟ - وعندما يتحدثون عن العولمة والغزو الفكري لماذا يرفضون في العولمة(بناطلين) النساء ولا يرفضون(روشتة صندوق النقد الدولي)؟ أليست (روشتة صندوق النقد الدولي) قادمة من دول الاستكبار الغربية التي يصفونها بالكفر والانحلال - ولنا كذلك أن نتساءل لماذا يحتج الأصوليون والسلفيون على منع الحجاب في فرنسا ولا يحتجون بنفس القدر على ممارسات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية التي تلاحق النساء بالسياط لإجبارهن على ارتداء الحجاب؟
اسقاط هزائم و انحطاط الدول العربية و الاسلامية علي النساء: إن القهر الواقع على النساء هو بسبب الهزائم الحضارية الشاملة في البلاد الإسلامية التي يواجهها العقل السلفي بإسقاطها على النساء وآن الأوان أن تقف النساء بجرأة ضد أن يكن( الحيطة القصيرة) التي يلجأون إليها للدفاع عن الخصوصية،
|
Post: #3
Title: Re: الصحفية رشا عوض و قضية قهر المراة
Author: سعد مدني
Date: 08-07-2009, 09:51 AM
Parent: #2
و في فترات طويلة من الزمن، سيطر علي المجتمع، الفهم الديني لبعض الفقهاء القدامي، و هو فهم تولد في ظروف معينة، وفي زمن ما، و هذا الفهم ليس صالحا لكل مكان و زمان، علي ان يبقي جوهر الدين هو الذي يحتاج الي فهم متجدد، و رؤية عميقة، تحافظ علي مقاصده الكلية في العدل و المساواة و الحرية.
هذا الفهم الفقهي، الذي يوجد الان في عقول رجالات الدين في السودان، نشا في ظروف غير هذه الظروف التي نعيشها الان، و هو محكوم بواقع الفقهاء الذين انتجوا فهمهم للمراة في ذلك المكان و الزمان. و الاوضاع السياسية و الاقتصادية في تلك الفترات، و درجة قرب او بعد الفقيه من السلطان، الخ.
لا يمكن الجزم، بان فهم الفقهاء القدامي لموضوع المراة، هو ذلك الفهم الذي يريده الله، علي اعتبار عدم احاطة العقل البشري بالقصد الالهي في كل زمان و مكان.
و الكثير من الكتاب المعاصرين، ناقشوا هذه القضايا باستفاضة في الوقت المعاصر، و من هولاء الذين ناقشوا موضوع المراة الدكتور العشماوي، في كتابة حقيقة الحجاب و حجية الحديث.
|
|