عرمان ..... عمدة بلا أطيان

عرمان ..... عمدة بلا أطيان
عقيل احمد ناعم ‏

قرابة الاربعين من قيادات قطاع الشمال بالحركة الشعبية تجمعوا أمس بقاعة الشهيد الزبير وهم ‏يرددون ‏شعارات الحركة وتتعالى اصواتهم (( وييى وييى )) وعلى صدر الطاولة التى تحلق ‏حولها مجموعة من الرجال ‏والنساء والذين تبدو على سيماهم مظاهر الذهول إن لم يكن الهم او ‏الاهتمام بأمر جلل، على صدر تلك الطاولة ‏جلست امرأة اربعينية تبدو عليها آثار المقام الطويل ‏فى مصر ينبئ عن ذلك بعض الكلمات المنسوبة الى شمال ‏الوادى والتى أفلتت منها عدة مرات ‏وهى تدير دفة الحديث ، لم يكن تجمع هذه القيادات التى عرفت نفسها ‏بقيادة مكتب دكتور جون ‏قرنق بالقطاع الغربى لأم درمان بالتحديد منطقة ( أم بدة) لم يكن تجمعاً احتفالياً او ‏منشطاً تنظيميا ‏بل كان اشبه باللقاء الثورى الذى استجمع كل قواه وحشد كل أسلحته لمواجهة عدو سلكوا معه ‏كل ‏السبل التنظيمية وصبروا عليه اربعا من السنوات – كما يقولون – ولكن لم يجد نفعاً حتى أوصل ‏قطاع ‏الشمال بالحركة الى اوضاع كارثية دفعتهم لوصفه (( بالقطاع المريض )) .‏
وليس مصادفة أن يكون هذا (( العدو )) الذى احتشدت تجاهه جملة من الانتقادات والهجوم ‏العنيف بعبارات لا ‏تجعل إمكانية الائتلاف معه أو الصفح عنه من سبيل ، ليس مصادفة أن يكون ‏هو الهدف ( شبه الدائم ) ‏والمتكرر لمثل هكذا تجمعات فهو رئيس القطاع الشمالى ذاته (( الرفيق ‏‏)) ياسر سعيد عرمان ، الذى لم يصبح ‏فى سجل قيادته ولا جسد موقعه التنظيمى الذى تتقاذفه ‏أمواج مطالبات متكررة بضرورة المحاسبة بل والاقلة ، ‏موضعاً خاليا يتسع لجديد من طعنة رمح ‏أو ضربة سيف .فقد إعتادت عناوين الصحف على اخبار من شاكلة ‏المطالبة بالمحاسبة والإقالة أو ‏الخلافات المتصاعدة حول قيادة الرجل ( السودان الشمالى ) مروراً بأخبار رفض ‏القواعد ‏والقيادات فى بعض الولايات لاستقبال ( الرفيق ).‏
هذه المرة تولت كبر الحملة ضد عرمان من داخل قاعة الشهيد الزبير تلك المرأة الاربعينية التى ‏كتب اسمها ‏برفقة القياديين بقطاع الشمال شوقى محمد على وبيتر داو ، وتخلف الاثنان وحضرت ‏مها طارق الطيب التى ‏أعلنت فخرها بتعريف نفسها بالقيادية بالقطاع وبمكتب دكتور جون قرنق ‏والأخير يبدو احد الأجسام التنظيمية ‏المتعارف عليها داخل الحركة .‏
وبدأت مها بالاعلان عن تمثيلها ل (11,945) عضواً يمثلون عضوية الحركة بمحلية أم بدة ، ‏وحرصت على ‏محاولة إبعاد الاتهام التقائى الذى تفرضه الخطوة التى يقومون بها وهو محاولة ‏الانشقاق والخروج عن الحركة ‏، بتأكيدها على الالتزام بخط الحركة تحت قيادة الفريق سلفاكير ‏ودلفت بعده مباشرة لمتن الحديث بعد الفراغ من ‏حواشيه ، لتحدث الحاضرين واولهم ( الصحفيون ‏الثلاثة ) الذين غطوا المؤتمر عن ما يجرى فى قطاع الشمال ‏وكانت تحرص على ارداف الجملة ‏السابقة بالقول (( بقيادة ياسر عرمان )) متهمة الاخير ومجموعة قياداته ‏بابعاد واقصاء كل مناوئيه ‏عن منابر الحركة فى القطاع واقفاله لجميع مكاتب دكتور جون قرنق بولاية الخرطوم ‏مشيرة الى ‏وجود إشكالات سياسية وتنظيمية داخل الحركة تمنع كثيراً من القيادات من حقها ونشاطها ‏السياسى ‏والتنظيمى واتهمت القطاع بالعجز عن الربط بين القيادة والقاعدة وأنه يمارس إرهاباً ‏واسعاً ضد بعض القيادات ‏بعد اطلاق الاشاعات ضدها بالانتماء تارة لمجموعة دكتور لام أكول ‏واخرى لمجموعة دكتور رياك مشار .‏
واضافت بأسى انهم سلكوا كل السبل التنظيمية ولمدة أربع سنوات هى عمر اتفاقية السلام لمعالجة ‏أوضاع ‏القطاع التى وصفتها بالكارثية ، ولكن كل جهودهم باءت بالفشل وظلت القواعد مشتتة بين ‏القيادات لا تستطيع ‏أن توصل صوتها ، وتمضى للقول : أن القواعد بدأت تقتنع أن الرحكة ‏أصبحت ملكاً لأشخاص بعينهم وقالت ‏غاضبة : (( نحن نقول لهم ان هذه الحركة ما حقت زول))‏
وأكدت مها التى تحدثت وحيدة فى المؤتمر أن ما يجرى فى قطاع الشمال اسس لحركة شعبية ‏ضعيفة فى كل ‏الولايات ، وأن عرمان ومجموعته اختزلوا كل ( النضالات) فى احتفالات ( بسبب ‏وبدون سبب) يصرفون عليها ‏اموالاً طائلة من حقوق ( المهمشين ) .‏
وتقول ساخرة ( الاحتفالات دائماً تكون بالإنجازات ولكن القطاع بلا إنجاز أصلاً ) وكل ما حصده ‏طيلة السنوات ‏الأربع الماضية (صفر) .‏
وإختصرت نشاط القطاع فى عبارة أكثر سخرية ( مجرد هليلة فى الفاضى ) واضافت : (أنهم ‏يبيعون لنا سلعاً ‏مغشوشة ) وحذرت من خطورة الاحساس المتنامى لدى القواعد بأن الحركة ‏خذلت الهامش والمهمشين ، ‏وطالبت رئيس الحركة سلفاكير بضرورة إعادة هيكلة القطاع ‏واستبدال عرمان ومن معه بقيادات ( مسؤولة) ‏قادرة على التواصل مع القواعد .‏
وطالبت كافة الولايات التى تعانى نفس وضع ولاية الخرطوم بالتضامن وإحداث تغيير جذرى فى ‏القطاع قائلة( ‏يجب التضامن فزمن الوصاية قد ولى ، ولا يمكن الارتهان لقيادات تبنت الكراسى ‏وتركت المبادئ) .‏
إذا ولاية الخرطوم الآن تثور ومن قبل تململت القيادات فى القضارف والشمالية وكل ولايات ‏الشرق وكل هذه ‏الثورات ضد هدف واحد ( ياسر سعيد عرمان ) فمن تبقى له من الاتباع ‏المخلصين ومن القيادات التى ترضى ‏به قائداً (ورفيقاً)؟! هذا غير الاراء السالبة ضده من قيادات ‏تاريخية وبارزة فى الحركة بداية بلام أكول واليقو ‏مناوا وغازى سليمان ، فهل يحيل هذا الوضع ‏البائس ( الرفيق عرمان) إلى عمدة بلا أطيان ؟!! ‏ ‏

متى سيكف الكيزان عن الإصطياد في الماء العكر وغير العكر ؟؟