Post: #1
Title: التهمة.. ارتداء بنطلون!.....علي إبراهيم....الشرق الأوسط !
Author: Rashid Elhag
Date: 08-04-2009, 03:56 PM
الثلاثـاء 13 شعبـان 1430 هـ 4 اغسطس 2009 العدد 11207 الصفحة الرئيسية
علي إبراهيم
التهمة.. ارتداء بنطلون!
يحتار المرء في اسلوب التفكير هذا الذي يتعامل مع الناس البالغين وكأنهم أطفال في الروضة، لا يدركون مصلحتهم، ويحتاجون الى اشخاص يدعون الحكمة وامتلاك وجهة النظر الصحيحة، ليفرضوا عليهم كيف يتصرفون في حياتهم الخاصة، وكيف يلبسون ويأكلون ويتصرفون. وبدلا من تحفيز المجتمع على اطلاق طاقاته وابداعاته يصبح الهم الاساسي هو تحويله الى مجتمع من الخائفين المنهزمين في لعبة السلالم الدولية. في السودان، وككل مجتمع له ثقافته وعرفه الاجتماعي، فإن السلوك العام في الملبس محافظ، سواء للرجال او النساء. كانت غريبة القضية التي لا تزال تتفاعل عن الصحافية التي اتهمت مع اخرين بارتداء «زي فاضح». وعندما ظهرت الصور والتفاصيل من التقارير الاخبارية زاد الاستغراب، حيث اكتشف ان كل ما فعلته الصحافية لبنى احمد الحسين انها ارتدت بنطلونا في غاية الاحتشام، مع قميص طويل وطرحة على رأسها، وكتفيها. وتحولت القصة الى قضية سياسية بعدما رفضت الصحافية التي حكم عليها بالجلد مع اخريات، التنازل او الاستعانة بحصانتها كموظفة لدى قسم الاعلام في الأمم المتحدة. وذلك بهدف تسليط الضوء على مادة في القانون السوداني تعاقب من يخل بالآداب العامة، وبسببها جلدت عشرات النساء بلا ذنب، لمجرد ان رجال الشرطة المعنية بمراقبة سلوك الناس لا بد ان يبرروا مرتباتهم بشيء ما. فلم نسمع انهم امسكوا من قبل بأحد يتمشي في الخرطوم بثياب البحر مثلا. والشرطة هنا مجرد اداة. والذين ينفذون الاوامر هم في النهاية ناس بسطاء. لكن من يقف خلف الصورة لا بد ان تكون لديه فلسفة او هدف سياسي. ووسط التساؤلات عن هذا الهدف تطفو على السطح فورا اهداف من نوع اشغال الناس في مسائل ثانوية بعيدا عن الصورة العامة الحقيقية. او ارضاء حلفاء لديهم افكار متشددة يريدون تطبيقها على المجتمع لاستخدامهم في قضايا اخرى اكبر حقيقية. مبررات التساؤل والحيرة هي ان ارتداء البنطلون ليس تهمة وليس فيه بأي مقياس عدم حشمة او مخالفة للاداب. هذا في الجانب البسيط المباشر للقضية.. اما في الجانب الأعمق فإن التحول الى شرطة اداب بينما تعصف الازمات السياسية شمالا وجنوبا وغربا لتصل الى تهديد حقيقي بتفكك الدولة، يعكس حالة هروب من الازمات الحقيقية، والاستفراد بالناس لتأكيد السلطة، بدلا من بذل جهد حقيقي حتى لو كان مضنيا في حل مشاكل المجتمع، وتحقيق تنمية حقيقية ترتقي بمستوى معيشة الفرد خدمات وتعليما ودخلا. لقد وقفت الصحافية السودانية موقفا شجاعا باصرارها على تحويل قضيتها الى قضية رأي عام، ولتسليط الضوء على بعض الممارسات التي تعاني منها المرأة هناك. وهي تحتاج من كل المؤسسات والمنظمات والجمعيات والقوى المدنية في المنطقة التي تقول انها مهتمة بحقوق الانسان والقضايا الحقوقية، ان تقف الى جانب هذه الصحافية بالدعم والدعاية. فهذه قضية حقيقية تتعلق بحياة الناس والمجتمع، فلا تدفنوا رؤوسكم في الرمال.
الشرق الأوسط
|
Post: #2
Title: Re: التهمة.. ارتداء بنطلون!.....علي إبراهيم....الشرق الأوسط !
Author: Rashid Elhag
Date: 08-04-2009, 04:00 PM
Parent: #1
محمد نجم - السعودية، «المملكة العربية السعودية»، 04/08/2009
لا فض فوك ، لقد وضعت قلمك على جرح نازف في السودان منذ سنين لا يبالي به أحد ولولا أن الموضوع الأخير تعلق بصحافية ، لما انتبه أحد لما تعانيه حواء السودان منذ زمن بعيد! نريد لكافة جهات الإعلام المحلي والدولي أن تسلط الضوء على هذه القضية وأن تتفاعل الصحافة جديا لنصرة زميلتهم ونصرة المرأة عامة كما تفاعلت وتتفاعل في قضايا منع الحجاب في الدول الأوربية فالضحية واحدة في الحالتين. شكراً استاذنا على إثارة القضية.
|
Post: #3
Title: Re: التهمة.. ارتداء بنطلون!.....علي إبراهيم....الشرق الأوسط !
Author: Rashid Elhag
Date: 08-04-2009, 04:01 PM
Parent: #2
جيولوجي/ محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 04/08/2009
كثيرة هي القضايا المفتعلة من قبل الأنظمة البائدة السلطوية الفاشية لكي تشغل الناس عما يحدث من تخلف وتقهقر في شتى المجالات الأخرى مثل الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الانسان وهذه القضايا غالبا ما تنتهي بتدخل أبوي رحيم من مسؤول كبير سواء كان رئيس الدولة او وزير معين في جهة ما. هل هذا منطق أو سلوك نظام يريد أن يتقدم بالشعوب الى الأمام؟ الغرب والشرق يتسابق بجنون في شتى المجالات العلمية والأدبية والاقتصادية وحقوق الانسان ونحن مازلنا نفتعل القضايا التافهة الغبية لنشغل الناس عما ينفعهم في حياتهم البائسة.
|
Post: #4
Title: Re: التهمة.. ارتداء بنطلون!.....علي إبراهيم....الشرق الأوسط !
Author: Rashid Elhag
Date: 08-04-2009, 04:02 PM
Parent: #3
د.عوض النقر بابكر محمد، «المملكة العربية السعودية»، 04/08/2009
النظام فى مواجهة القضايا المصيرية وفى مرحلة تجميل الصورة استعدادا لمرحلة التحول الديمقراطى ما الذى يدعو بعض عناصره الى الانصراف الى قضايا اقل ما يمكن القول عنها هو انها قضايا انصرافية ولا تخدم احدا في الوقت الراهن بل تكرس العداء للنظام من قبل الكثيرين تعاطفا مع الصحافية التي تحلت بشجاعة لا مثيل لها في مواجهة الدولة.
|
|