ادريس "بتاع الكارو" وجنين عمر الذي لم يُولد..ولن يُولد(توثيق لتجاوزات عناصر الشرطة)

ادريس "بتاع الكارو" وجنين عمر الذي لم يولد ....ولن يولد


تعود عم ادريس

كما الملايين البسطاء والفقراء في السودان

أن يصحو باكرا متوكلا ومستعينا بالله

يسرج حماره ويشده خلفه الي السوق طلبا للرزق الحلال

ليعود في آخر النهار وربما آخر الليل الي أطفاله وزوجته بما يكفيهم حتي صباح الغد

حيث يبدأ من جديد ودون كل أو ملل ذات السعي الحميد والعمل الشاق .

وفي أحد أيام سعيه المقدس هذا ، صادف جاراً له في الحي راجلاً علي قدميه فعرض عليه أن يصعد الي الكارو حتي يُوصله في طريقه .

بعد أن وصل الجار الي داره فتح لفافة كان يحملها وبها نقودا كان قد تسلمها لتوه من البنك ـ

وجد الجار أن الثلاث ملايين جنيه أصبحت مليونان فقط ـ!!

اذن ، هناك من سرق المليون المفقود!

سارع الجار لابلاغ الشرطة

والشرطة دوما في خدمة الشعب .

وأفاد الجار بأنه لم يلتق أي شخص بخلاف عم ادريس بتاع الكارو فهو الذي أوصله الي المنزل .

أُستدعي عم ادريس الي نقطة الشرطة للتحقيق معه

دلف عم ادريس الي قسم الشرطة ماشيا علي قدميه ومندهشا من الاستدعاء ..،،،

خرج عم ادريس من القسم الي المشفي محمولا بنقالة!!

ليلفظ آخر انفاسه فيها .

جاء تقرير الطبيب : سبب الوفاة "انهيار عصبي شديد نتيجة الالم بالضرب"!! .

ولست طبيبا ولكني أزعم أن التقرير لم يكن دقيقا كفاية : فالم الضرب لا يقتل عم ادريس بتاع الكارو

الألمُ الذي سلّ روح العم ادريس هو ألم الظلم ...

ألمُ الذُل وقهر الرجال لنفس طاهرة وشريفة وعفيفة ...

لو أرادت أن تتخذ من السرقة منهجا ومهنة كماالاخرين ، لما أعتلت ظهر عربة كارو صباح مساء .

وبعد أن احتضنت الأرض بحنوها جسده

نُصبت محكمة للجناة

وجردوا من رتبهم

وحُوكموا

ودُفعت الديات!

واستلقى مظلوما عم ادريس الي الأبد .

يتصل...

عُمر

شابٌ في مقتبل العمر ، شديد النحافة

تزوج باكرا وبنى لنفسه عشا زوجيا هادئا هانيا

تصحبه دعوات الاهل والاصحاب ببيت مال وعيال .

تلقى يوما دعوة للمشاركة في مناسبة زواج لأحد الاقارب

فلبى الدعوة مصطحبا زوجته كعادة السودانيين وحتي لا تتعرض "لسيطان " اللوم الاجتماعي .

بعد انتهاء المناسبة عند الساعات الاولى من الصباح استغل الزوجان عربتهما متوجهان الي بيتهما

استوقفتهما احدي دوريات الشرطة

سأله أحد الشرطيين عن علاقته بالمرأة .

فاجاب : هي زوجتي .

طلبوا منه أن يثبت أنها زوجته !!

وبالتاكيد فان عمرا لا يحمل قسيمة الزواج في جيبه كلما هم بالخروج !.

اجابهم بأنه لا يملك دليلا علي ذلك .

طلبوا منه أن يخرج من العربة

وفي ثوان معدودة

انقلب الوضع رأسا علي عقب لتلحظ الزوجة أن زوجها مرميا علي الارض يصارع ثلاثة أو ربما أربعة من رجال الشرطة

احدهم اعتلى صدره العليل وجثا من فوقه فاحتبست أنفاسه وراح يحاول أن تصل يده الي جيبه حيث يحتفظ "ببخاخة الصدر"

ظنوا أنه يريد أن يخرج شيئا من جيبه يقاومهم به

فزادوا عليه الضرب والركل

لم تستطع الزوجة أن تحتمل ما يجري أمامها

فحاولت الخروج بسرعة من العربة

فتعثرت

وسقطت

وسقط جنينها

وأجهضت

ليفقد عمر جنينه الأول وابنه البكر وتتملكه الحسرة وقبلها الظلم .

نصبت المحكمة للجناة

جُرد من جرد منهم من الرتبة

وحُوكم من حوكم

وجنين عُمر لم يولد ولن يولد .

شرطة النظام العام تعترض الصحفي الدكتور محمد شرف الدين و...دم حمل قسيمة الزواج

لمن تابع مأساة عم ادريس:

المليون المفقود..

ام (يسرقه) عم ادريس المظلوم...

نسيّه الجار عند صرافة البنك ولم يأخذه معه!!!

وكان هذا (الكشف) بعد أن توسد عم ادريس الثرى!!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيما بلاد تقبر شرفاءها احياءً وتزهو وتحتفي بمصاصي الدماء فيها لن تقوم لها قائمة مادامت على هذي الحال!!

وردتني رسالة كريمة من الاستاذ عمر محمد سيد أحمد موضوع البوست في جزءه الاول ولبمنكوب في وليده الذي لم يراه بسبب تجاوز أفراد الدورية :

اقتباس:

العزيز مؤيد ، مسرور بكتاباتك شديد ،، لكن الواحد لما يكون عندو شعور إنو هو محور كتابة زول تاني بكون سعيد أكتر ، يعني ،، زي بركب مكنة كده ولا شنو ما بعرفو... لكن في كل الأحوال انا ما موضوع قصتك ، و لا أنا عقدتها ، الموضوع هو الخنوع الدخل الناس ، والعقدة هي الإستبداد الممتد 20سنة لحدي ما الناس إتطبعو عليهو . وبرجع ليك تاني

عمر محمد سيداحمد انتهى

حقا أستاذ عمر

الموضوع هو الخنوع الدخل الناس واتحكر ما مرق

وصدقا العقدة هي الاستبداد المتطاول وتطبع الناس عليهو


تسلم يا استاذ ومزيد من التواصل بيننا

تحاياي