أم درمان ..... هي الاكثر أسمرار

أنها سمرة تمرنا
مازجت مابين أحمرار الشفق
ولون الصهباء والغسق
ينسدل شعرها بضفاف النيل
تنام باكرة وكثيرا مسهدة
قوامها لم أعد أميز الا وجهها
عينها جسورالعوالم بعيدة
أسترقها مرة الفرنجة والفرعنة
لم يغتصبوها هنا سالت دماء فرسانها
كابدت القهر والاسبتداد دهور و أزمنة
عاشت الكفاف والتشرد والتعري
لكنها ليست بغيه ولا مبغي للسفهاء
يزين جيدها صورة أبيها
وللأحرار بقلبها أقدس مقام
ياصائمة الدهر رزقت صفوة الرجال
ياسيدة مدائن بلدي
ياملاعبي وملاذي عند المحن
أحن ينفطر قلبي أبكي كطفل
ماتت أمه يوم عيد
أمدرمان أنا العاق هربت
قتلت أطفالي خوفا يساقوا عبيدا
رميت رايتك ذهبت بعيدا مضلل
ضمني اليك فضاءك شفائي
أمنحيني قبرا هنا لكي أنام وأنهض
معك عي فراش واحد
كم تمنيت أكون حجرا بسهلك الفسيح
أجعليني نبتة لا تنبت ألا تحت سرتك
أمدرمان أنت مدينتي وهويتي
يابدايات العدم العظيمة
مد الي بأسباب الحياة
تسكنين بخاطري وفؤداي وسلبتي عقلي
ربما أحلم بك أقل ما أطمح
أنت الاكثر أسمرار مني
ضميني بل أترك لي شرف
الانتساب اليك مليكةالمدائن
ياصدر بلادي وأبهي رموز الوطن

زهير عثمان حمد
بيروت في 28/7/2009