في ذكرى رحيل قرنق....

في ذكرى رحيل قرنق....


07-30-2009, 01:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1248956638&rn=0


Post: #1
Title: في ذكرى رحيل قرنق....
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-30-2009, 01:23 PM

خَط الاستواء
عبد الله الشيخ


في ذكرى رحيل قرنق....

(الشعب السوداني شعب عملاق يتقدمه أقزام)..
وإلى ذلك، فهو شعب غير محظوظ!..
ولأنَ د. جون قرنق ديمابيور يختلف تماماً عن نماذج القيادات السودانية التي حكمتنا، والتي تتحكم فينا، فقد رحل سريعاً.. وشكَّل رحيله المفاجئ صدمة.. ووجعاً لا ينتهي في أفئدة طالبي الاخضرار لأيام شعبنا التي ضربها الجفاف وزحفت عليها رمال التصحر.. وحكمتها تعسفيات (سوء الطوية)..
وستذكر الأجيال د. قرنق بالخير، لأنه حين وقّع على اتفاقية السلام لم يفهمها على أنها مكاسب جهوية أو قبلية أو ذاتية، وإنما اتفاقية لمستقبل كل أبناء السودان، من حلفا الى نمولي، من الجنينة إلى البحر الاحمر.. يرحمه الله، فهو الوحيد الذي طبَّق شعار أعدائه (لا للسلطة ولا للجاه)!..
تذكره الأجيال لأنه ضرب مثلاً نادراً، ولم يكن شعاراتياً، يقول الكلام (من الطقوق ولى فوق)، ولأنه كان وجهاً مشرفاً لأهل السودان، ومفكّراً ذكياً، ومناضلاً يعرف الطريق، لا تبتلعه التفاصيل ولا المرارات الشخصية، ولأنه جسور في الحق، يخوض المعارك العسكرية والتفاوضية مبرّءاً من نزق الذات، ولا يساوم في قضايا أمته ولا يوزع أهلها الى كيمان، ليعطي بعضهم مكاسب التوظيف والسيادة ويهمل بعضهم للجهل والجوع وناموس الجباية التي لا مثيل لها ولا حتى في أيام (التركية السابقة)!..
في اللحظة التي انتقل فيها د. جون الى الرفيق الأعلى وضح جلياً ان هذا الشعب لن يخرج قريباً من (خم الرماد)، وأن هذا الشعب ليس له حظ في قادته.. كانت الآلة العسكرية والاعلامية قد سُخِّرت ضده منذ عام 1983م، ورسموا في مخيلة العامة، وفي أذهانهم صورة له بـ(قرون)!. كما اشار هو في أحدى اللقاءات التلفزيونية.. ولكن ابن الشعب عاد، واستقبله الشعب وشاهده العالم وسط استقبال دون مثيل بعد نضال 22 سنة في الاحراش.. تمكنت كازوما قرنق خلال ثلاثة أسابيع فقط من الدخول الى كل بيت، ومن الاستيطان داخل القلوب الرحيمة الشفيفة التي تحب الخير للإنسانية.. وسحب د. جون البساط من تحت الاقدام التي يطربها صرير الموكيت والسجاجيد المزركشة المطرزة، افزعت كارزما قرنق الأبالسة، لأن الرجل (ما فارقه معاهو) أن يبيت القَوَى أو يركب بص الحاج يوسف من أجل الوصول الى الناس العاديين وأضافة البسمة الى حياتهم.. كارزما دون رتوش أو مكياج، نابعة من إرث الشعب السوداني لرجل صابر صدوق، يعرف ان القائد هو أول من يضحي وآخر من يستفيد..
كان نسمة باردة في حياة السودانيين، هو الذي ألهب حماسهم بالمستقبل، هو القمر الذي أكّد سطوعه في ساعة قصيرة. ان عهد رفع السوداني للسلاح في وجه أخيه قد ولى.. ولكن القمر غاب من سماء التطلع، وعدنا الى حالنا المايل!!.. ولكنها المشيئة، ولا راد لقضاء الله.. فلو كان قرنق بيننا لغمرت بركاته أعداءه ولما وحلوا في رمال دارفور، ولا سافرت الوفود إلى لاهاي!..
وتنام أيها الرجل في الخالدين، وأنت الذي أدخلت (النكتة) في صحرائنا المجدبة بتعسفياتها.. ولكن رحيلك كان فجائياً، غريبا.. وغامضاً.. لماذا؟..
هل فقط لأننا شعب سيّئ الحظ؟..


(الشعب السوداني شعب عملاق يتقدمه أقزام)..
وإلى ذلك، فهو شعب غير محظوظ!..
ولأنَ د. جون قرنق ديمابيور يختلف تماماً عن نماذج القيادات السودانية التي حكمتنا، والتي تتحكم فينا، فقد رحل سريعاً.. وشكَّل رحيله المفاجئ صدمة.. ووجعاً لا ينتهي في أفئدة طالبي الاخضرار لأيام شعبنا التي ضربها الجفاف وزحفت عليها رمال التصحر.. وحكمتها تعسفيات (سوء الطوية)..
وستذكر الأجيال د. قرنق بالخير، لأنه حين وقّع على اتفاقية السلام لم يفهمها على أنها مكاسب جهوية أو قبلية أو ذاتية، وإنما اتفاقية لمستقبل كل أبناء السودان، من حلفا الى نمولي، من الجنينة إلى البحر الاحمر.. يرحمه الله، فهو الوحيد الذي طبَّق شعار أعدائه (لا للسلطة ولا للجاه)!..
تذكره الأجيال لأنه ضرب مثلاً نادراً، ولم يكن شعاراتياً، يقول الكلام (من الطقوق ولى فوق)، ولأنه كان وجهاً مشرفاً لأهل السودان، ومفكّراً ذكياً، ومناضلاً يعرف الطريق، لا تبتلعه التفاصيل ولا المرارات الشخصية، ولأنه جسور في الحق، يخوض المعارك العسكرية والتفاوضية مبرّءاً من نزق الذات، ولا يساوم في قضايا أمته ولا يوزع أهلها الى كيمان، ليعطي بعضهم مكاسب التوظيف والسيادة ويهمل بعضهم للجهل والجوع وناموس الجباية التي لا مثيل لها ولا حتى في أيام (التركية السابقة)!..
في اللحظة التي انتقل فيها د. جون الى الرفيق الأعلى وضح جلياً ان هذا الشعب لن يخرج قريباً من (خم الرماد)، وأن هذا الشعب ليس له حظ في قادته.. كانت الآلة العسكرية والاعلامية قد سُخِّرت ضده منذ عام 1983م، ورسموا في مخيلة العامة، وفي أذهانهم صورة له بـ(قرون)!. كما اشار هو في أحدى اللقاءات التلفزيونية.. ولكن ابن الشعب عاد، واستقبله الشعب وشاهده العالم وسط استقبال دون مثيل بعد نضال 22 سنة في الاحراش.. تمكنت كازوما قرنق خلال ثلاثة أسابيع فقط من الدخول الى كل بيت، ومن الاستيطان داخل القلوب الرحيمة الشفيفة التي تحب الخير للإنسانية.. وسحب د. جون البساط من تحت الاقدام التي يطربها صرير الموكيت والسجاجيد المزركشة المطرزة، افزعت كارزما قرنق الأبالسة، لأن الرجل (ما فارقه معاهو) أن يبيت القَوَى أو يركب بص الحاج يوسف من أجل الوصول الى الناس العاديين وأضافة البسمة الى حياتهم.. كارزما دون رتوش أو مكياج، نابعة من إرث الشعب السوداني لرجل صابر صدوق، يعرف ان القائد هو أول من يضحي وآخر من يستفيد..
كان نسمة باردة في حياة السودانيين، هو الذي ألهب حماسهم بالمستقبل، هو القمر الذي أكّد سطوعه في ساعة قصيرة. ان عهد رفع السوداني للسلاح في وجه أخيه قد ولى.. ولكن القمر غاب من سماء التطلع، وعدنا الى حالنا المايل!!.. ولكنها المشيئة، ولا راد لقضاء الله.. فلو كان قرنق بيننا لغمرت بركاته أعداءه ولما وحلوا في رمال دارفور، ولا سافرت الوفود إلى لاهاي!..
وتنام أيها الرجل في الخالدين، وأنت الذي أدخلت (النكتة) في صحرائنا المجدبة بتعسفياتها.. ولكن رحيلك كان فجائياً، غريبا.. وغامضاً.. لماذا؟..
هل فقط لأننا شعب سيّئ الحظ؟..

Post: #2
Title: Re: في ذكرى رحيل قرنق....
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-30-2009, 07:00 PM
Parent: #1

.