النّساء مشكلة رجال..لسيمون دي بوفوار.. ترجمة د رجاء بن سلامة

النّساء مشكلة رجال..لسيمون دي بوفوار.. ترجمة د رجاء بن سلامة


07-27-2009, 07:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1248720009&rn=0


Post: #1
Title: النّساء مشكلة رجال..لسيمون دي بوفوار.. ترجمة د رجاء بن سلامة
Author: ماجد معالى
Date: 07-27-2009, 07:40 PM

النّصوص الكبرى المشتهرة التي يلهج بذكرها الجميع، كم نتوهّم أنّنا نعرفها جيّدا.. لأنّها نصوص مؤسّسة، تتناثر أفكارها ومفاهيمها هنا وهناك ككريّات الهواء. ومع ذلك فمن المفيد والممتع العودة إليها لاكتشافها من جديد، بتفاصيلها وصورها ودوالّها وأصدائها الفريدة، لا بأفكارها العامّة وشعاراتها.

سيمون ديبوفوار، يبقى فكرها ناصعا، رغم كلّ ما تعرّض إليه من نقد، ومراجعات من داخل الفكر النّسويّ ذاته. لنستمع إليها توضّح في منتصف القرن العشرين ما أصبح شبه بديهي لنا في بداية الألفيّة الثّالثة، وتساهم في بناء أسطورة نسويّة تفسّر الهيمنة الذّكوريّة على امتداد آلاف السّنين. نصّ قصير رأينا أن نترجمه لقرّائنا في هذه الفسحة من "سطور أولى"..

نعم، إنّها أسطورة.. لا لأنّها لا تصمد أمام المعارف الأنتروبولوجيّة والتّاريخيّة والنّفسيّة التي تدرك الظّاهرة في تعدّد عواملها، وتدرك تعقّد أبنية الهيمنة وتشعّباتها، بل لأنّها تبني القصّة وتفسّرها في علاقتها بالذّات السّاردة وبرغبتها.

إنّها أسطورة ولكنّها غير خاطئة. فسجلّ المعرفة غير سجلّ الحقيقة، وهذه الحقيقة كما تعيشها سيمون دي بوفوار وكما عاشتها النّسويّات الأوائل هي التي لا ينطفىء بريقها رغم تقادمها المعرفيّ… أسطورة جميلة توسّع حقل المعرفة على نحو ما، دون أن تكون من باب المعرفة..

النّصّ المقتطف

إذا ألقينا نظرة عامّة على هذا التّاريخ، تبيّنت لنا منه نتائج عدّة. أولاها التّالية، وهي أنّ تاريخ النّساء قد صنعه الرّجال. فكما أنّنا لا نجد في أمريكا مشكلة للسّود، بل مشكلة للبيض، وكما أنّ "معاداة السّاميّة ليست مشكلة يهوديّة، بل هي مشكلتنا نحن"*، فإنّ مشكلة المرأة كانت دائما مشكلة رجال. رأينا الأسباب التي جعلتهم في المنطلق يحصلون على المجد المعنويّ بالقوّة الفيزيائيّة. لقد أنشؤوا القيم والأخلاق والأديان، ولم تنازعهم النّساء قطّ هذه الامبراطوريّة…

وما قدّسوا الإلهة الأمّ، إلاّ لأنّ الطّبيعة كانت تخيفهم. لكن ما إن سمحت لهم الأداة البرونزيّة بتأكيد ذواتهم ضدّها حتّى أسّسوا النّظام الأبويّ. وتبعا لذلك، فإنّ الصّراع بين الدّولة والأسرة هو الذي حدّد حالة المرأة. وموقف المسيحيّ من الله ومن العالم ومن جسده الخاصّ هو الذي انعكس على المنزلة التي خصّها بها. وما سمّي في العصر الوسيط بـ"خصومة النّساء" كان في الحقيقة خصومة بين رجال الدّين واللاّئكيّين حول الزّواج والعزوبيّة. وإنّ النّظام الاجتماعيّ المنبني على الملكيّة الخاصّة هو الذي أدّى إلى الوصاية على المرأة المتزوّجة، وإنّ الثّورة التّقنيّة التي حقّقها الرّجال هي التي حرّرت نساء اليوم…