منطقة ابيى وأكذوبة النفط

جاء بعددصحيفة ايلاف الأقتصادية بالعدد 232 بتاريخ الخميس التحليل ادناه ومنه يستطيع ان يفهم حتى اطفال الروضة ومرحلة الأساس زيف الأدعاء الذى فلقتنا به صحف واعلام النظام بأن منطقة ابيى غنية بالنفط وان المسألة لاتعدو كونها زوبعة فى فنجان حتى يصرف النظام انظار الشعب عن قضايا اكثر الحاحا واهمية .
المقال:[/B]
إنتاجها 50 ألف برميل يومياً يمثل 11% من جملة الإنتاج النفطي

قرار المحكمة الدولية إعادة ترسيم الحدود الشرقية لمنطقة أبيي, ماذا يعني؟

الخرطوم: إيلاف
من ناحية اقتصادية ربما كان قرار المحكمة الدائمة للتحكيم اعتبار لجنة الخبراء تجاوزت تفويضها في تحديد الحدود الشرقية لمنطقة أبيي, يكتسي اهمية خاصة, بسبب أن هذه المنطقة تحديدا تضم حقول نفط حوض هجليج التي تتضمن المربعات 2-أ, و2- ب, و4- دفرا, وإعادة ترسيم هذه الحدود حسب قرار المحكمة أعاد هذه الحقول لتصبح تابعة للشمال كلياً مما يعني أنها لن تصبح خاضعة لاتفاقية قسمة الثروة, ولكن ما هي حقيقة النفط في هذه المنطقة؟.

لقد ظل يحلو لمراسلي ومحرري وكالات الأنباء العالمية ما أن ترد منطقة ابيي في تقاريرهم الإخبارية, إلا وأضافوا إليها وصف (الغنية بالنفط), فما هي حقيقة ذلك؟, وهل الصراع على الثروة النفطية هو المحرك للنزاع المرير على منطقة أبيي التي نالت شهرة واسعة وباتت معروفة على المستوى العالمي, وطغت تطورات الوضع فيها على أزمة دارفور التي تراجع الاهتمام الدولي بها مع التداعيات المحتملة لإصدار محكمة التحكيم الدولية قرارها بشأن ترسيم الحدود المتنازع عليها.

من المعلوم أنه حسب برتوكول قسمة الثروة باتفاقية نيفاشا فإن النفط المنتج في جنوب السودان يتم اقتسامه مناصفة بين الحكومة الاتحادية وحكومة جنوب السودان, بعد خصم نصيب الشركات المنتجة, ونصيب الولايات المنتجة, ويختص ذلك بالنفط المنتج في مربعي 3, و7 في منطقة أعالي النيل المعروفة ب(حوض ملوط) ويقدر متوسط إنتاجها الشهري بنحو 6 مليون برميل, أي نحو مائتي ألف برميل يومياً. ثم النفط المنتج في مربع 1 المعروف بحقول الوحدة, ويقدر متوسط إنتاجه الشهري بحوالي 3 مليون برميل, أي نحو مائة ألف برميل يوميا. ثم ومربع 5- أ (حقل ثارجاث) ويقدر متوسط إنتاجه الشهر بحوالي ستمائة ألف برميل,أي نحو عشرين ألف برميل يوميا, وكل هذه المربعات تقع بالكامل في جنوب السودان, ويقدر مجمل إنتاجها الشهري بنحو 9,6 مليون برميل, أي بمتوسط إنتاج يومي 320 ألف برميل, ويمثل النفط المنتج في هذه الحقول نحو 70% من جملة النفط الخاضع لاتفاقية قسمة الثروة.

أما الحقول الواقعة في منطقة أبيي التي شهدت نزاعاً حول ترسيم حدودها, فهو النفط المنتج من حقول حوض المجلد وهي حقول هجليج وهي مربع 2 – أ, و2- ب, ومربع 4- دفرا, ويبلغ متوسط إنتاج هذه الحقول مجتمعة حوالي 1,6 مليون برميل شهرياً, أي متوسط إنتاج يومي نحو 53 ألف برميل يومياً. ويشار إلى أن مربع 4 – نيم, يقع بالكامل في الشمال ويبلغ متوسط إنتاجه الشهري 750 ألف برميل, أي بمتوسط إنتاج يومي 25 ألف برميل.

وإشارة إلى أن متوسط الإنتاج الشهري للنفط الخاضع لاتفاقية قسمة الثروة يقدر بنحو 13,7 مليون برميل شهرياً, فإن نسبة النفط المنتج في حقول منطقة أبيي المتنازع عليها والذي يبلغ متوسطه الشهري 1,6 مليون برميل تبلغ 11,6% من جملة الإنتاج. والسؤال هل هذه المعطيات كافية لتجعل ممن وصف منطقة ابيي غنية بالنفط حقيقة, ويصبح النزاع على عائداتها النفطية سبباً في خلق صراع يمكن أن يؤدي بعملية السلام برمتها, ويعيد الحرب إلى البلاد؟.

ويشار إلى أنه قبل العام 2003, أي قبل دخول حقول حوض ملوط (مربعي 3, و7) بولاية أعالي النيل, فإن النفط المنتج من منطقة أبيي كان يعادل نحو ربع الإنتاج السوداني, ولكنه تراجع بعد دخول هذه الحقول إلى نحو 11%, إلى ذلك فقد تراجع إنتاج حقول حوض المجلد, الذي يضم الحقول الواقعة في أبيي, بعدما بلغ قمة إنتاجها 328 ألف برميل في اليوم العام 2005, إلى نحو 250 ألف برميل الآن.

يذكر أنه بحكم اتفاقية السلام فإن الطرفين يقتسمان عائدات النفط المنتج فيها, كما أن هناك نسبة مخصصة لسكان المنطقة من المسيرية والدينكا. ويشار إلى أن شريكي اتفاقية السلام قررا في خريطة الطريق لإنهاء النزاع في المنطقة التي تم الاتفاق عليها في 8 يونيو 2008, التنازل عن 50% من نصيب كل منهما لصالح صندوق لتعمير كل المنطقة الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب