جنوب السودان يفقد نصف مليار دولار بقرار لجنة التحكيم الاخير وشيطان التفاصيل يخرج من حقول هجليج

جنوب السودان يفقد نصف مليار دولار بقرار لجنة التحكيم الاخير وشيطان التفاصيل يخرج من حقول هجليج
البشير: حق التصويت فى استفتاء ابيي مكفول لجميع السكان , والحركة تهدد بالتصعيد وتتهم المؤتمر الوطنى بالالتفاف على قرار التحكيم .
كتب :عمار عوض
اضحى من المؤكد ان جنوب السودان سيفقد 529 مليون دولار, وهى عباره عن عائد بترول ابيي من حقلى (هجليج) و(بليله) , الذان ضما الى شمال السودان وفق قرار لجنة التحكيم الخاص بابيي الذى صدر قبل ايام والذى قضى بضم حقول (هجليج) و(بليلة) النفطيين الذان ينتجا 40% من جملة البترول السودانى , فى الوقت الذى قلل فيه الامين السياسي لحزب المؤتمر الوطنى محمد مندور المهدى من اهمية حقل (دفره) الذى جعله قرار التحكيم الاخير ضمن حدود ابيي ويقول المهدى "جملة الاحتياطى الموجود فى حقل دفره هو 4مليون برميل "
وقال رئيس وفد المؤتمر الوطنى الى (لاهاى) الدرديرى محمد احمد انه بحسب قرار لجنة التحيكم الاخير والخاص بترسيم حدود (ابيي) فان (هجليج ) اصبحت تقع ضمن حدود الشمال وان "الحكومة ستوقف نسبة 50 % من عائد بترول المنطقه التى كانت تدفع لحكومة جنوب السودان" واضاف الدرديرى فى تصريحات صحفيه ان الحكومة ستنظر فى الطريقة التى تسترد بها المبالغ التى تسلمتها حكومة الجنوب فى الاعوام الاربعة الماضيه عن عائدات هذا الحقل .

وعندما نفحص التصريحات الحكومية والتصريحات المضاده من حكومة الجنوب , تتضح لنا معالم الخطة التى يلعب بها حزب المؤتمر الوطنى والتى تقوم حسب وجهة نظرى المتواضعه على خنق جنوب السودان اقتصاديا , وهو مايظهر فى تصريحات الدرديرى التى اذا طبقت ستحرم الجنوب من حوالى 40% من ميزانيته الحاليه التى تاثرت هى الاخرى بالازمة الماليه العالميه وانخفاض اسعار النفط , وهو ماجعل المرتبات ف كثير من المرافق الحكومية فى جنوب السودان تتاخر عن موعدها وميذانية الجنوب المتهالكه بفعل الازمات سيصيبها الشلل وستكون عرضه للانهيار , ولكن اذا سالنا احدهم مالذى سيجنية المؤتمر الوطنى من تازيم الاوضاع الاقتصادية فى الجنوب ؟ نقول ان المؤتمر الوطنى له هدفان لاثالث لهم , الاول هو التاثير على نتائج الانتخابات المقبله من خلال واستخدام دعاية فشل جنوب السودان فى تحقيق طفره تنمويه وتحسين الواقع المعيشى للمواطنين والهدف الثانى الاكثر وضوحا من وجهة نظرى هو مساومة الحركة الشعبيه بالتلويح بايقاف ارسال 40% من مال البترول للحصول على تنازل من الحركة الشعبيه يقضى بان يصوت جميع اهالى ابيي من مسيريه ودينكا فى الاستفتاء الخاص بابيي وهو مايجعل احتمال انفصالها وانضمامها الى الجنوب فى حال ماقبلت الحركة الشعبيه بهذه المساومة امراً بعيد المنال .

وفى نفس السياق قال الرئيس السودانى عمر حسن البشير ان حق التصويت فى الاستفتاء الخاص باهالى ابيي المزمع عقده فى 2011 سيكون مكفولا لجميع سكان ابيي دون تحديده بقبيله محدده فى اشاره الى قبيله دينكا نقوك , فى الوقت الذى وصف فيه مين العام للحركة الشعبيه باقان اموم تصريحات الرئيس البشير بانها محاوله خطيره للالتفاف على قرار لجنة تحكيم ابيي "ان الاستفتاء حول تبعية أبيي من حق أبناء دينكا نقوك فقط "حسب قرار المحكمة الذي أشار الى ان المنطقة تتبع لعموديات دينكا نقوك الـ (9) " حسب تعبيره. وقال ان الحركة قد تضطر للتصعيد اذا استمرت محاولات المؤتمر الوطني التراجع عن التزاماته.

لكن نجد ان الحركة الشعبيه التى بدت وكانها اخزت على حين غره , استطاعت ان تغير من خطتها والتى على مايبدو كانت قائمة على تثبيت ارض ابيي لصالح دينكا نقوك الذين كانوا يضغطون بشده على قياده الحركة , لكن الحركة التى استعادت لياقتها الزهنيه بسرعه , استطاعت ان تدفع بكرت تبعية هجليج الى ولاية الوحده حيث يقول د.رياك مشار
رئيس حكومة الجنوب , فور عودته من (لاهاى ) " (هجليج ) تتبع اداريا لولاية الوحده فى جنوب السودان" , وان الوثائق التى بحوزتهم تثبت ذلك , وكشف مشار عن واحده منها وهى عبارة عن نتيحة تحقيق ادارى اجرى فى عهد الرئيس السابق جعفر نميرى حول تبعية المنطقه جعل (هجليج) تابعه اداريا لولاية الوحده فى الجنوب وهو مالم يتغير الى الان, بحسب تعبيره , فى الوقت الذى رهن فيه وزير شؤن رئاسه حكومة الجنوب لوكا بيونق ان عائدات نفط هجليج سينظر في امرها بعد الفراغ من ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب .

وفى سياق متصل اكدت الحركة الشعبيه, تمسكها بدراسة مستقبل ممثل الامين العام للامم المتحده اشرف قاضى فى السودان , خلال اجتماع مكتبها السياسي المقبل , على خلفية التصريحات التى ادلى بها قاضى عن تحرك قوات من الجيش الشعبى نحو ابيي قبل صدور ,وقالت مصادر مؤثوق بها ان الحركة الشعبية ستدرس تصريحات الامم المتحده الاخيره حيال الازمة فى اجتماع مكتبها السياسي فى الاسابيع القادمه .
وكانت الحكومة السودانية قد قامت بابعاد المبعوث السابق يان برونك على خلفية تصريحات كشف من خلالها عن تلقى الجيش السودانى لضربات موجعه فى معارك دارت مع المتمردين فى محيط (كاريارى ) على الحدود السودانية التشاديه العام الماضى .

وقال الناطق باسم بعثة الامم المتحده فى السودان زروق كويدار إن تصريحات ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان أشرف قاضي حول انتشار عناصر مسلحة في المناطق المحيطة بأبيي لا تمثل اتهاما لاي من الأطراف بخرق اتفاقية خارطة طريق أبيي.وأكد كويدار ان تصريحات قاضي جاءت بمثابة تنبيه لاطراف النزاع في المنطقة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة قيبل صدور قرار محكمة التحكيم بشأن ابيي. داعيا الي فتح صفحة جديدة من العلاقات بين كافة الاطراف لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل واتفاق خارطة طريق ابيى

العنوان الجديد للمنبر العام