(الزمُر.. زمُر في أبيي)!

(الزمُر.. زمُر في أبيي)!


07-25-2009, 12:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1248521061&rn=0


Post: #1
Title: (الزمُر.. زمُر في أبيي)!
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-25-2009, 12:24 PM

خط الإستواء
(الزمُر.. زمُر في أبيي)!
سيتحدث الناس كثيراً عن تحكيم أبيي، دلالاته ونتائجه، وانعكاساته على الوحدة الجاذبة، وأول الدلالات التي أفرزها الحكم هي أنّ الوحدة بين الشمال والجنوب قد جذبها (الزمُر زمُر) إلى درك سحيق!.. وما من قضية سودانية نوقشت خلال هذا العهد الراهن إلا وشكّل حلّها أزمة جديدة تتطلب حلولاً!..
صحيح ما يقال بأنّ منطقة أبيي ظلّت محل نزاع بين الدينكا والمسيرية منذ أمد بعيد، ولكن العُرف القبلي، وحكمة قيادات الطرفين كانت تخرج بالمنطقة من شرور الاحتكاك حتى جاء هؤلاء!.. مقيمين في الخرطوم، وغير مسافرين!.. أعاد الحكم الصادر حول أبيي إلى الأذهان بنداً في معاهد البقط الشهيرة التي وقعها ملك النوبة قليدروت في دنقلا العجوز مع جيش عبد الله بن أبي السرح!.. ولكي نعرف أننا كسودانيين لم نمشِ في شعاب التاريخ منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، نشير إلى أنّ اتفاق النوبة والعرب كان في القرن السابع الهجري قد نصّ على (السماح للعرب بدخول أرض النوبة مسافرين غير مقيمين)!.. وهذا التحكيم نصّ أيضاً على هذا، إذ سمح القرار للمسيرية بدخول مناطق دينكا نقوك للرعي الموسمي.. أي (مسافرين غير مقيمين)!..
ولكن اتفاق (السفر والإقامة) هذا لم يوقع في أقاصي الشمال والجنوب فقط!.. فقد وقّعت اتفاقيات مشابهة أيضاً في الخرطوم عندما نزح الهاربون من جحيم الحرب إلى أطرافها.. وعاش النازحون في مدن الشوالات يُمنون أنفسهم أن تصدق خطابات المستعربين في دمجهم، أو إعادة دمجهم، أو توطينهم، أو إعادة التوطين، أو ترحيلهم، ولو بإفتراءات (إرجاعهم إلى مناطق الإنتاج)!..
وهكذا بقي النازحون حول الخرطوم في حكم الـ(مسافرين غير مقيمين)!..
أكثر من هذا.. لقد ظلّ بند البقط في السفر والإقامة سارياً حتى على القيادات التي دخلت القصر والوزارات والمفوضيات، وعلى رأس تلك القيادات مني أركو مناوي، لا قيادات الحركة وحدها.. وفي الوقت الذي كانت فيه مادلين أولبرايت تتفسح ما بين كمبالا وأديس أبابا وتقول أنّ السودان قد أصبح وكراً للثعابين السامة، كان هؤلاء قد رفعوا شعار الجنوح إلى السلم، و وقعوا اتفاقيات السلام، على رغبة الثأر من التاريخ الذي سجل قديماً تقييداً للإقامة والنزوح والسفر!.. وعلى هذا رأينا القيادات تشكو من التهميش ومن شفافية (الشحيح) في توزيع العائدات، وتنفيذ اتفاقيات، وما تبع ذلك من تسجيلات انتخابات وإحصائيات (التعداديات)!.. وبحكم الواقع كانت تلك القيادات.. و(عملياً) يسري فيها بند الـ(مسافرين غير المقيمين)!..
ويوم أمس الأول استدانت هيئة التحكيم هذا النص التاريخي.. ويبدو أنّهم يعرفوننا أكثر منّا!.. غير مسموح للرعاة بعد اليوم تخطي خطوط الطول والعرض المرسومة بقلم الرصاص- وبدقة - في لاهاي؛ ولن يُحظى المسيرية بالورود إلى النهر إلا بإضافة اتفاق تكميلي إلى جانب هذا الحكم مع حكومة الجنوب والدينكا.. ولن يكون بالإمكان إقامة دويلات جنوب الخط الفاصل كما فعل العرب بتجاوز أرض النوبة إلى أراضي علوة!.. لأنّ الاتفاق محروس (بجنود ترونها) ولها صلاحية استخدام البند السابع ضد من تسوّل له نفسه!.. أمّا النفط، فالمتغطي (بالبترول) قالوا عريان..! ومن يعتاد الرضاعة من أنابيبه يفهم (ألاعيبه)!.. وما أغنى بترول العراق حكمها شيئاً، ولا بردت نار الخليج بعد اكتشاف الثروات النفطية..
فمن يفرح، ومن يحتفل؟...
"من سرّه دهر ساءته أزمان"!..

Post: #2
Title: Re: (الزمُر.. زمُر في أبيي)!
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-25-2009, 07:04 PM
Parent: #1

.