مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.

مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.


07-23-2009, 08:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1248334235&rn=0


Post: #1
Title: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-23-2009, 08:30 AM

**


لم أكُ أعلم قطُّ ، أنَّ الْمَظْهرَ الْخارجيَّ مُهِـمٌّ في جَادّةِ الْحَيَاة ، وأنّ ملبسي الْقديمَ ذاكَ لا يُخَوِّلني حتَّى للجُلوسِ بمنزِلِنا طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ بالرَّحماتْ ، مَا بالُكَ بحضُورِ حفلٍ غِنائيٍّ – كما يقولونَ - ساهِرْ .
مدني ، السُّوق الْكبير ، حيّ الموظّفينَ ، وأمامَ * الْخَور ، أقطُنُ برفقةِ أهلي هناك وبعض أُصيْحابي ، يجمعُنا بيتُ خالِنا / عبد الله .




*
*
*

____________________________--

* مجرى مائي ، مُتَّسِخٌ ومُتَقَطِّعُ الْمَاءِ جدًّا ، يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا عقولَهم وفقدوا ألبَابَهُمْ ( لنَقُلْ مجازًا إنَّهم : مجانين ) معَ أنِّي لا أحبُّ هذه الكلمة ، فعذْرًا أصدقائي الْمجانين ، ونعلمُ يقينًا أنَّهُ لا تفصِلُنا عنكم سوى شَعْرَةٍ ، فإنْ شَدَدْناها قليلا حتمًا نكونُ بصحبتكم في دارِكم تلك ( الخور ) .

Post: #2
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-23-2009, 08:35 AM
Parent: #1

***

الْفقرُ ديدني وصديقي اللَّدود ، فهو يعرفني أكثرُ ممَّا أعرفه ، قَدَّمني الوالدُ حينَها ببضْعِ دريْهماتٍ أقمنَ صُلبي فترةً ، ثُمَّ فارقَ الحياةَ بعدَ هذه الْقصَّةِ بقليلٍ ، وأنا بأُولى عتباتِ الدُّروسِ هناك ، لا مالَ لي إلا مِن خِلٍّ وَفيٍّ ، أو قريبٍ كريم .

**

Post: #3
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-23-2009, 08:39 AM
Parent: #2

***

الْغَريبُ في الأمرِ ، كنتُ وصديقي / أبو الْفتوح ، ننامُ اللَّيلَ أكثرَه ، وصديقي هذا ، جميلٌ مِثلي في اقتنائهِ للفقْـرِ والْعدم .

Post: #4
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-23-2009, 08:43 AM
Parent: #3

***

مَا يُميِّزُني أيضًا أنِّي لا أُجيدُ ربطةَ الْعُنقِ ، وليستْ لديَّ معرفةٌ كافيةٌ بفنونِها، وبمناسباتِ لبسِها حَتَّى. صديقي ( بن جُنيد ) ، يُجيدُ فنَّ الذَّهابِ للْبَنَادرِ منذُ آمادٍ بعيدة ، ويحتكُّ بكبارِ الشَّخصيَّاتِ الهامّةِ والْمُهِمَّةِ من أهلِه ، وربطةُ الْعُنقِ في ذاكَ الْحينِ ذاتُ صلةٍ بهم ، فاستقاها صاحبي من هناك .

***

Post: #5
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-23-2009, 08:57 AM
Parent: #4

***

كان يُجهدُ نفسَهُ في تعليمي كيفَ أربِطُها ، ولكنِّي كُلُّ مرَّةٍ أنسى ما قاله لي في المرَّةِ الْفائتة ، حتَّى أصبحتْ عادةً لئيمةً عندي مناداتُه :
- يلَّا يا ( بنْ جُنيد ) تعال أربط لينا الكرفتّة دي ياخي .
فيربِطُها صديقي دونَ مللٍ أو تَذَمُّر ، بلْ يُعجِبُهُ فعلُ ذلك جِدّا، فهوَ بــارعٌ فيهِ ، كبَرَاعَتي في أكـلِ ( ملاح )* الويكاب ، لا طَبْخِهِ لأنِّيَ فاشلٌ فيه ، لكنِّي أرَى نفسي جيِّدًا في غسيلِ الأواني والْمَواعينْ ، أوْ هكذا شُبِّهَ لي .





__________________________

* بعضُ الرِّيفيِّيينَ الْمُتفلسفينَ عندنا يرَوْنَ أنَّ تسميةَ هذا الإيدامِ بهذا المُسَمَّى نتجتْ من الكلمةِ الإنجليزيَّة Wake up ، مُلَمِّحينَ بذلكَ للاستيقاظ ، ولا أظُنُّهم مُحِقُّينَ فيما ذهبوا إليْهِ من قَوْل ، فقد أكلناهُ حَتَّى أهْرَى بُطُونَنا ولم نَفِقْ من سُبَاتِهِ إلَى الآن. والْعجيبُ أنَّي كلَّما أكلتُهُ يأتيني النَّومُ طواعيَةً دونَ أنْ يطرفَ للنَّوْمِ جَفْن .

Post: #6
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-23-2009, 09:04 AM
Parent: #5

*
*

تُبُوعًا .

Post: #7
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-23-2009, 09:43 AM
Parent: #6

عندي مشكلة يا جماعة ، بكتب والرّد بمشي وين ماني عارف ..!.

الله يستر ما يكون مشى ليهو لي بوست آخر ..!.

Post: #8
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: خالد عبد الله محمود
Date: 07-23-2009, 11:08 AM
Parent: #7




شكلو بمشي الخور يا ود الشفيع !!



متابعين ياخ

Post: #9
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 07-23-2009, 07:30 PM
Parent: #7

متابعين معاك هذا التداعي الجميل يا محمد زين ..

اعادنا الي ايام النش وذكريات الفقر وجماعة ( الغُبش ) وناس الهوملس بقيادة اوهاج
وحليم وسامي هجام .. ايام لا تملك الا بنطلون واحد لكنك تلبس كل يوم طقم مختلف ..

تحياتي وودي ..

Post: #10
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: فاروق أبوحوه
Date: 07-23-2009, 07:56 PM
Parent: #9

كلما تسقم اللغة عندي ألوذ بملاذاتك..


واصل يا شفيع متابعين.



كل الود

Post: #11
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: عمران حسن صالح
Date: 07-24-2009, 11:16 AM
Parent: #10

العزيز : محمد ..
لا يغرنكـ الأمر .. فلا ربطة عنق أتقنا ربطها ..
ولا شياكة كانت لها علاقة بتاريخ ما ..
فقر متواصل فارقنا بعد أن ( كبروا العيال وزالوا الغبار ) كما كانت تقول أمي " وما زالت .."
بدأت بالفقر رغم أن العنوان به علاقة بعقد الجلاد .. حتماً سأعود لكـ فعقد الجلاد عندي شي آخر ..
لنستمع لكـ أولاً ..

Post: #12
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:16 AM
Parent: #11

الحبيبُ والصَّديق / خالد عبد الله محمود.
كيف حالك ، وعساك من المبسوطين ، أشكرُ لكَ مُرورَك ،
طوّلنا منّك يا خالد ، فكيفَ هي الدُّنيا بجانبِكْ ؟.

Quote: شكلو بمشي الخور يا ود الشفيع !!
متابعين ياخ


ذاكَ أطيبُ وأجملُ خورٍ قابلتُهْ .

أشكُرُ مُتابعتَكَ ..

تحيَّتي وتقديري .


أخوك / محمَّد زين .
________________________

Post: #13
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:24 AM
Parent: #12

Quote: متابعين معاك هذا التداعي الجميل يا محمد زين ..

اعادنا الي ايام النش وذكريات الفقر وجماعة ( الغُبش ) وناس الهوملس بقيادة اوهاج
وحليم وسامي هجام .. ايام لا تملك الا بنطلون واحد لكنك تلبس كل يوم طقم مختلف ..
تحياتي وودي ..



العزيزُ / حيدر الزّين .
كيف حالك يا دفعة ، والْجميل إذا مَرَّ أوْ عبرَ من أمامِكَ واحدٌ من الَّذينَ يعرفُونَ لِمَنْ يؤول طَّقمُ الملابس ذاك ، حينها تجدهُ تظرُّفًا يقولُ لكَ : سلامات يا محمَّد زين ، وأنتَ حينها حيدر ولستَ محمَّد زين .
فتلعنهُ في داخلكَ مرارًا وتكرارا ، برغمِ ذا فإنَّ لعنتَكَ لا تخدِشُهُ بشيء ، لأنَّها تكونُ ببراءةٍ تامّة .
ياخي ديك أيّام جميلة جدًّا يا حيدر ، أيّام لا تكونُ ( البرنجيّةُ ) ملكًا لواحدٍ فقط ، بل يتقاسمها خمسة ، أو ستة ، سبعة ، ثمانية ، تسعة ، عشرة ، أو ما اللهُ بهِ عليـم .
أشكُرُ وجودَكَ هنا يا حيدر ، فوجودُكَ شُعلةٌ لا يُطْفئُها حرفٌ أبدا .

وُدِّي الَّذي تَعلمُه .

أخوك / محمَّد زين .
____________________

Post: #14
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:31 AM
Parent: #13

Quote: كلما تسقم اللغة عندي ألوذ بملاذاتك..
واصل يا شفيع متابعين.
كل الود



العزيزُ / فاروق أبو حوة .
مرحبًا بكَ أيُّها الشّاعر .
مجيئُكَ أحَالَ جدبَ اللَّيالي اخضرارا ،
فمرحبًا بكَ ، وكنْ بخيرٍ يا صديقي في مآلاتِ الحروف .

تقديري .

أخوك / محمّد زين .
_________________

Post: #15
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:33 AM
Parent: #14

Quote: العزيز : محمد ..
لا يغرنكـ الأمر .. فلا ربطة عنق أتقنا ربطها ..
ولا شياكة كانت لها علاقة بتاريخ ما ..
فقر متواصل فارقنا بعد أن ( كبروا العيال وزالوا الغبار ) كما كانت تقول أمي " وما زالت .."
بدأت بالفقر رغم أن العنوان به علاقة بعقد الجلاد .. حتماً سأعود لكـ فعقد الجلاد عندي شي آخر ..
لنستمع لكـ أولاً ..


العزيزُ / عمران حسن صالح :

شَرُفَتْ حُروفي بمعانقةِ حرفكَ ، فشكرًا لقولِكَ المرموقِ والرَّائقِ الرّوقة .
ولعقدِ الجلادِ المعزّاتُ كُلُّها .

تقديري لَكَ أبدا .

أخوك / محمّد زين .
____________________

Post: #16
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:37 AM
Parent: #15

***

( معهدُ الأُستاذ ) ما يزال عالقًا بذاكرتي ، دلفنا إليه سويًّا ، أنا وصديقي ( بن جُنيد ) ، قمتُ بالتَّسجيلِ فيه رُغم قلّةِ حيلتي ومَا يَنُوشُني آنَئذٍ من رماحٍ للفقرِ حادّة ، وما سهَّلَ عليَّ الأمرَ ومكَّنني من الدِّراسةِ فيهِ ، أنَّ التَّسجيلَ عندَهم مُيَسَّرٌ ، على دفعاتٍ وأقساط ، وإلا لَصَعُبَ على نِضْوِ عُسْرٍ مِثْلي .

*
*

Post: #17
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:42 AM
Parent: #16

***

أُستاذ إبراهيم ، مديرُ الْمعهدِ وصاحبهُ وراعيه، وابنُهُ محمَّد ذو الطّاقيّة الْعجيبة ، الَّتي لا تفارقُه صباحَ مساء ، حتَّى إنِّي لأكادُ أتخيَّلُها تعتلي رأسَهُ حينَ سُويْعاتِ نَوْمِـه.
، في الْبَدْءِ يُشعرانَكَ بأنَّهما دُهاةٌ قُساةٌ ، وما إن تتعوَّدَ عليهما حتّى يتغيَّرَ فهمُكَ فيهما إلى كبيرِ حُبّ ، وتبيتُ تُحاجِجُ غيرَكَ بأنَّهما أطيبُ مخلوقَيْنِ تحويهُما مُخيِّلَتُه ، سِـوَى فائزْ !! ، الَّذي يُشارِكُهما الإدارةَ .

Post: #18
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:47 AM
Parent: #17

***

ففائزٌ هذا صَعْبُ الْمِرَاسِ جدّا ، قاسٍ في طِبَاعِهْ ، يَتَبَرْقَعُ وجْهُهُ باكْفِهْرارٍ دائم ، ظنَّناهُ الْقُسُوةَ تتمثَّلُ شَكْلَ إنسانْ ، لا يُؤجِّلُ قِسْطَ شهرِكَ الْحالي ، للَّذي يَليهِ أوْ يَعْقُبُهْ ، يطردُكَ منْ الدَّرسِ إنْ تأخَّرْتَ في الدَّفع ، لا يُفَرِّقُ بيْنَ طالبٍ دَميم ، أو طالبةٍ حَسَنةِ الْوجهِ ، تُرْبِكُ مُحَدِّثَها ، هكذا كانَ تفسيرُنا للقُسُوَّةِ وقتَها .

Post: #19
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 04:51 AM
Parent: #18

***

ولمَّا عَقَلْنَا فيما بَعْدُ مَا عَناه ، وعَلِمْنا أنَّهُ مُحِقٌّ في فعلِهِ ذاكَ ، عَذَرْناه .


*
*

Post: #20
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 05:03 AM
Parent: #19

***

ندرسُ الصَّباحَ بذاكَ الْمعهدِ موادَ الثّالثِ الثّانويّ ، لِيُؤهِّلَنا لدخُولِ الْجامعة، وعندَ الأُمسيات نُحاولُ اشتمامَ الْحفلات ، ومعرفةَ الْجِهَاتِ الَّتي تقودُنا إليها أُنُوفُ أسماعِنا ، وأصواتُ فنَّانيها ، ونتغالطُ كثيرًا عن جهةِ الصَّوت :
- الصوت دا جايي من قِدَّام .
- لا ، لا ، الصَّوت دا جايي من ( بي جَايْ ) .

ويَحْضُرُني في سيرةِ هذه الْكلمةِ ( بي جَايْ ) ، أنَّ أهلَ الْمُدُنِ وفي الْغَالبِ الأعَمِّ يحذفونَ ياءَها الأُولَى، ويكسِرُونَ باءَها ثُمَّ يُلصِقُونَها في حرفِ الْجيمِ الَّذي يَليها ، هكذا : ( بِجَايْ ) ، وأرَاهَا مثلَ نُطْقِهِم لشبهِ الْجُملةِ (في بيتِنا ) وما كانَ على شاكِلَتِها من جُمَلْ ، فحينَ يسألُ أحدُنا مُتَمَدِّنًا :
- إتَّ وينْ هَسَّـة آزول ؟.
يُجيبُكَ الْمُتَمَدِّنُ ، بلُطْفٍ بائنٍ في حديثِهْ :
- أنا فْبيتْنا .
قاصدًا بقولِهِ ذاكَ أنَّهُ في بيْتِهِمْ .

*
*

Post: #21
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 05:12 AM
Parent: #20

***

والرِّيفيُّونَ مِنَّا يَمقتُونَ ذلكَ ويستنكرونَهُ جدّا ، ويَعيبونَهُ علينا حينَ استخدامِنا تلكَ الْجُمَل في حديثِنا معهم ، فيما يَظُنُّونَ بأنَّا قد خرجنا عن جلدتِنا فالْتَوتْ ألسِنتُنا بكلامٍ مَمجوجٍ ، لا يرغبونَهُ مِنَّا ، فما يَفتَأُ ينطِقُهُ أحَدُنا بالرِّيف إلا قالوا فيه :
- دا زول تربية بنادر سايْ ، قَعَدْلو يومينًا في الْبندر وبِدُور يسويلْنا فيها مِتفلفِسْ .
يقولونَ ذلكَ ، حَتَّى وإنْ كانَ أبَوَاكَ من صُلبِ الْقريةِ أوِ الرِّيفِ ذاتِهْ .


**

Post: #22
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 05:19 AM
Parent: #21

***

وعن نفسي ، استمسكتُ بتِلْكَ الْجُمَلِ زمنًا ، ثُمَّ تركتْني هِيَ طائعةً مُختارة ، فأظُنُّها وجدتْ نفسَها لا تتناسبُ وريفيَّتي الْقُحَّة ، أو لَعلَّها وَجَدتْني ميَّالًا لأنْ أتحدّثَ لغةَ قوْمي ، فخشيَتْ عليَّ من أنْ يصفَني أحَدُهُم بِمَذمَّةٍ لا تُحْمَد .

**

Post: #23
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: معتصم الطاهر
Date: 07-25-2009, 08:50 AM
Parent: #22

Quote: مدني ، السُّوق الْكبير ، حيّ الموظّفينَ ، وأمامَ * الْخَور ، أقطُنُ برفقةِ أهلي هناك وبعض أُصيْحابي ، يجمعُنا بيتُ خالِنا / عبد الله .


سلام

جميل ما تكتب

فقط هذه منطقة كبار كبار الموظفين ..خاصة تلك التى تفتح على الخور

Post: #24
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 09:22 AM
Parent: #22

***

والَّذي لاحظتُهُ ، أنَّ معظمَ أهلِ مدني الطَّيِّبينَ ، وبخاصَّةٍ الطُّلابَ منهم ، يكسِرُونَ حرفَ الْقافِ في الْفعلِ ( قَرَأَ ) ، فما إنْ تسألَ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول :
- وين قَريت الثَّانوي ؟.
حَتَّى تجدَهُ قائلًا :
- قِريتْ في مدرسة مدني الثَّانويَّة ، مثلا .
فيكسِر قافَ الْفِعْلِ ( قريتْ ) ، وقدْ سمِعْتُ ذلكَ من أفواههم مُباشرةً دونَ أنْ يَرويَهُ لي أحد، فما سَمِعْتُ أحدًا يقولُها إلا علمتُ ضمنًا أنَّهُ : إمَّا أنْ يكونَ من سُكَّانِ مدني أو لَرُبَّما خالطَهمُ الْعَيْشَ والسَّكَنْ .
للهِ دَرُّها من مدينةٍ نابهَةٍ نابِغة ، استفدْتُ منها وأساتذتِها فوائدَ لا يُكاثِرُها حَصَى الأرضِ وَحَصبَاؤها ، ولعمري ، إنَّهُ لَنْ يكفيني في وصفِها ألفاظُ الْقَوْلِ الضِّخَامْ .

***

Post: #25
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-25-2009, 09:48 AM
Parent: #24

Quote: سلام


أهلًا بكَ ، وسهلًا ، سهلًا نزلْتَ أيُّها الأُستاذُ / معتصم الطَّاهر.

Quote: جميل ما تكتب


أشْكُرُ لكَ ذَوْقَكَ ، فهوَ أجملُ من كتابتي تلك .

Quote: فقط هذه منطقة كبار كبار الموظفين ..خاصة تلك التى تفتح على الخور


هذه الْقِصَّة كانتْ في بدايةِ تسعيناتِ الْقَرْنِ الْمَاضي ، تحديدًا ( 92 – 93 م ) .
وأظُنُّكَ تقصِدُ الحيّ السُّوداني ، الْموجودَ أمامَ حيِّ الموظّفينَ مُباشرةً ، فهوَ فعلًا حَيٌّ جميلٌ ومُشَجَّرٌ
ومُزَهَّـر ، وأظُنُّهُ يَخُصُّ كِبَارَ الشَّخصيَّاتْ ، وكانَ قديمًا يُسَمَّى بالحيِّ البريطاني ، وأُحيلَ اسمهُ ثانيةً إلى الحَيِّ السُّوداني ، كما سمِعْت .
أمَّا حَيُّ الموظّفينَ هذا ، فلا جمالَ يَحُفُّهُ من الْخارِجِ غير زحمةِ النَّاسِ وأصواتهم ، وروائحٌ غير مُحبَّبةٍ من هُنا وهُناك ، نتجَتْ عمَّا يُمارِسُهُ بعضُنا من عاداتٍ إنسانيَّةٍ ضاقَ ذرعًا بالسُّكوتِ عنها ، لانعدامِ مرافق
قضاءِ الْحاجَةِ في ذلكَ الْمكانْ .

شَرُفْتُ بزيارَتِكَ أيُّها الجميلُ الْمُعتصم .

تحيَّتي كُلُّها لك .

أخوك / محمَّد زين .
________________________

Post: #26
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 07-25-2009, 09:58 AM
Parent: #25

Quote:
ففائزٌ هذا صَعْبُ الْمِرَاسِ جدّا ، قاسٍ في طِبَاعِهْ ، يَتَبَرْقَعُ وجْهُهُ باكْفِهْرارٍ دائم ، ظنَّناهُ الْقُسُوةَ تتمثَّلُ شَكْلَ إنسانْ ، لا يُؤجِّلُ قِسْطَ شهرِكَ الْحالي ، للَّذي يَليهِ أوْ يَعْقُبُهْ ، يطردُكَ منْ الدَّرسِ إنْ تأخَّرْتَ في الدَّفع ، لا يُفَرِّقُ بيْنَ طالبٍ دَميم ، أو طالبةٍ حَسَنةِ الْوجهِ ، تُرْبِكُ مُحَدِّثَها ، هكذا كانَ تفسيرُنا للقُسُوَّةِ وقتَها .


جميل هذا البوح يا صديقي المُهذّب الشاعر القاص والروائي
الذي يخشى ان يخرج اعماله للنور، والدليل أنك تنام على
درر من أمثال هذا الذي أتيتُ به!

يتبرقع وجهه (عبارة) توقفتُ عندها لما فيها من غرابة في
التصوير لا يأتي بها الا من إمتلك ناصية الحروف مثلك. كم أنا
سعيد بمعرفتك وممتن لك حتى أُلاقي ربي، لما شملتني به من عطف
إبان نشري لكتابي الأخير. والآن أستعدُ بدفع إنتاجي القادم للمطبعة
ويجىء هذه المرة تحت عنوان (طبلُ الهوى)، وأخجل تماما من نفسي إن
أزعجتك مرة أُخرى ولكنني لن أُبارح دوحتك وعلمك الغزير، الا باللجوء
إليك هذه المرة أيضا....

وما زلتُ أنتظر إنتاجك لدفعه للمطبعة بدمشق أو بيروت، كيفما تقدر
وأنا على إستعداد للسفر لإنجاز العمل، حتى ترى أعمالك النور قريبا
بعون الله.

بوركت أخي الكريم..

Post: #27
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: عبدالله كع
Date: 07-25-2009, 10:34 AM
Parent: #25

السلام يا سيد البوست .. واخوانه المتداخلين






احلي .. بوست يزكك زك عشان تستمتع بيه ... يسلم كيب وردك يا شيخ ..


متابع .. بي اهمال

Post: #28
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 07:43 AM
Parent: #27

Quote: ( جميل هذا البوح يا صديقي المُهذّب الشاعر القاص والروائي
الذي يخشى ان يخرج اعماله للنور، والدليل أنك تنام على
درر من أمثال هذا الذي أتيتُ به ! ) .



صديقيَ الشَّاعرُ / عبد الإله زُمراوي .
أدامَ اللهُ نقاءَكَ ، سيِّدي .
أمَّا سؤالُكَ الضِّمنيُّ عَنِ النَّشْرْ ، فسأقولُ لكَ رأيي فيهِ بشفافيّة . فلديَّ ما يَقْرُبُ الْخمسةَ كُتُبْ ( روايتان وثلاثة دواوين أُخرى ) ، لَمْ أنشُرْ أيًّا مِنها حَتَّى الآن ، فإنِّي لا أقوَى على ترتيباتِ النَّشْرِ يا صديقي ، وهذهِ هيَ الْمُعْضِلَةُ الأُمِّ في تقديري ، معَ أنَّهُ يُمكِنُني حَلّها ( بجمعيَّةٍ خيريَّة ، آخِذًا فيها الصَّرفةَ الأُولَى كما تَقولُ لغةُ الصَّناديق قديمًـا ، ههههههههههههه ) .
كما لدَيَّ رأيٌ ثانٍ ووِجْهَةُ نَظَرٍ أُخرى في هذا الْجانبِ ، وهيَ أنَّني أبحثُ عَنْ دارٍ لا تُكَلِّفني تكاليفَ طباعَةٍ ونشر كما يفعلونَ دائمًا ، كما لا أُريدُ عائدًا أو دَرْهِمًا من كتابي الَّذي سينشرونَهُ لي ، فقط عليْهم أنْ يلتَزموا بتوزيعِهِ للدُّولِ الَّتي نتَّفِقُ عليها ، لأنَّ ظَنِّي حينما أدْفَعُ بكتابِي لجهةِ نشرٍ ما ، فبعدَ أنْ تنشُرَهُ ، إنِّي أخْتَشي بعدَها أنْ أسألَهُم عن أرباحِيَ الَّتي جَنيتُها في مبيعاتِهِم تلك ، وخاصَّةً بعضَ دورِ النَّشْرِ لا تتعامَلُ برُقيٍّ معَ الْكاتبِ في هذا الأمر ، لا تُجيدُ غيرَ لُغةِ الْمُماطلة .
ولعلّ الَّذي زَهَّدني أيْضًا في النَّشرِ يا صديقي ، وكما قلتُ لبعضِ أصدقائي الْكُتَّابْ ، أنَّني لمَّا زُرْتُ دورَ النَّشْرِ ، عندنا هنا في معرضِ الْكِتابِ الأخيرِ بالرِّياضْ ، وجدتُ أنَّ دورَ النَّشْرِ تتكالَبُ على الْكاتبِ أشَدَّ مُكالَبَة ، دونَ أنْ يتمعَّنوا كِتاباتِه ، وما إنْ تقولَ لهم : ( عندي رواية أو كتابات شعريّة ) ، حَتَّى تجدَهم يقولونَ لكَ ، قَبْلَ أنْ يتعرّفوا على مضمونِ كتابِكَ جيِّدًا : ( إحْنَا ، ح.ننشُر لك أعمالك كلّها ، فقط أرسل لينا فهرس ديوانك ، أو فصلا من فصول روايتك ) .
فاستغربْتُ أنْ يتمَّ نَشْرُ روايَةٍ لمجرَّدِ رؤيةِ الْفصْلِ الأوَّلِ منها ، أو نَشْرُ ديوانٍ لِمُجَرَّدِ النَّظرِ إلى فَهْرسِهْ ،
ودونَ أنْ تكونَ هناك لجنةٌ منهم تجلس لِتُقَيِّمَ عملي لِتَرَى بعدَها أنَّ عملي هذا يستحقُّ النَّشْرَ أمْ لا ؟ ويبدو أنَّهم يَودُّونَ أنْ ينشروا أيَّ شيءٍ والسَّلام ، لأهدَافٍ قُصِدَ بها الأرباح الماديّة ، ليسَ غَيْرُ .
زاحمينَ الْقُرَّاءَ بكتاباتٍ قد لا ترْقَى لمستوى الْقِراءةِ حَتّى ، وقدْ تستفِزُّ الْقَاريءَ بالْمَقامِ الأوّلْ .


Quote: ( يتبرقع وجهه (عبارة) توقفتُ عندها لما فيها من غرابة في
التصوير لا يأتي بها الا من إمتلك ناصية الحروف مثلك. )


نعمٌ هُوَ قَوْلٌ استخدمتْهُ الْعربُ كثيرًا ، وماثِلٌ في كُتُبِ أدبِهِم الْقديمةِ بِكَثْرَة ، قرأتُهُ من هناك فاكتنزتْهُ ذاكرتي منذُ زَمَنْ ، فكانَ أنْ طَفِحَ هُنا ، فأشْكُرُ لكَ وُقُوفَكَ ذاكَ ، والَّذي باتَ عزيزًا في هذا الزَّمنْ .


Quote: كم أنا سعيد بمعرفتك وممتن لك حتى أُلاقي ربي، لما شملتني به من عطف
إبان نشري لكتابي الأخير. والآن أستعدُ بدفع إنتاجي القادم للمطبعة
ويجىء هذه المرة تحت عنوان (طبلُ الهوى)، وأخجل تماما من نفسي إن
أزعجتك مرة أُخرى ولكنني لن أُبارح دوحتك وعلمك الغزير، الا باللجوء
إليك هذه المرة أيضا....

وما زلتُ أنتظر إنتاجك لدفعه للمطبعة بدمشق أو بيروت، كيفما تقدر
وأنا على إستعداد للسفر لإنجاز العمل، حتى ترى أعمالك النور قريبا
بعون الله.

بوركت أخي الكريم..




أشْكُرُ لكَ إطراءَكَ ، ومِثْلُكَ لا يَستأذِن يا صديقي .
وأشْكُرُ أيضًا لكَ ثقتَكَ الَّتي أولَيْتنيها أيُّها الطَّيِّب . ومرحَبًا بديوانِكَ الْجديدْ .
اِدْفَعْ بِهِ إلَيَّ ، تجدْني - بإذنِ اللهِ - لهُ مُصَحِّحًا ، مُدَقِّقا .
فقطْ أمْهِلْني فيهِ بعضَ وقتْ ، فإنِّي أعملُ الآنَ في تدقيقِ ديوانَيْنِ
لِشاعرينِ ، صَديقَيْنِ لي من إخوتِنا الشُّعراءِ الْعربْ .

بانتظارِكَ أيُّها الْفِطَحْـل .

مَودَّتي كاملة .


أخوك الأصغَـر / محمَّد زين .
_______________________

Post: #29
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 07:53 AM
Parent: #28

Quote: السلام يا سيد البوست .. واخوانه المتداخلين

احلي .. بوست يزكك زك عشان تستمتع بيه ... يسلم كيب وردك يا شيخ ..



الأُستاذُ / عبد الله كع
أشْكُرُ لكَ مجيئَكَ هذا ، ومتابعتَكَ تلك .

ومرحبًا بك .

* قلتَ :

Quote: ( متابع .. بي اهمال )


إذْ كيفَ تُتابِعُني وأنتَ تُهْمِلُ الْمُتابعة ؟ ( هههه ، أمزح معكَ فقط يا رجل ولا أقصِدُ شيئًا ) .
عاجِزٌ عنِ شكرِكَ في مجيئِكَ ومتابعتِك يا صديقي .
تحيَّتي واحترامي لكَ ، لا ينقصهما شَيءْ .


أخوك / محمَّد زين .
________________________

Post: #30
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 07:55 AM
Parent: #29

***

وهكَذَا إلى أنْ تَلِجَ بِنَا أقدامُنا الْحَفْلَ ، الَّذي رُمْنا مكانَهُ واستهوَانا الْبحثُ عنه ، في لَيْلَتِنا تلكْ .
وأذكُرُ من مُطْربي ذلكَ الْوقت : عمر جعفر ، عصام محمَّد نور ، فتَّاح السّقيد ، عزّ الْعرب إبراهيم ، محمّد زمراوي ، عادل هارون والَّذي هُوَ أمْيَلُ لأغاني الْحقيبة ( من الأسكلا وحلَّ ، قام من الْبلد وَلَّى ، دمعي لي التِّياب بَلَّ ... إلخ ) .

***

Post: #31
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 07:57 AM
Parent: #30

***

محمّد زُمراوي ، في تقديري ، كَغَيْرِهِ من الَّذينَ ظلمَهُمُ الإعلامُ كثيرًا ، ولَرُبَّما يكونُ مجهولًا لدى الْكثيرينَ منَّا. وإنِّي لَمْ أرَ أحدًا يُماثِلُ الْفنَّانَ / أحمد الْجابري ، صوتًا ، ودُرْبَةً فيهِ مِثْلَه ، يذوبُ في الأُغنيةِ ذَوْبانًا باهرًا لناظِرِه ، إحساسُهُ بالْكَلماتِ لَجِدُّ عَالٍ ، يَقِفُ مُنْحَنيًا ، إذْ لا يَرَى النَّاسَ بأُمِّ عينيْهِ ، بلْ يُغْمِضُهما أحيانًا ، وينظُرُ بهما إلى أعلى أحايينَ مُمَاثِلَة ، تُدَانيهِ الْحَرَكَةُ والرَّقْصُ من كلِّ جانبْ ، طَرِبتُ لهُ جدًّا ، ومُذْ فارَقْتُ مَحْبُوبتي مدني لم أسمعْ بهِ ثانية .

***

Post: #32
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 07:59 AM
Parent: #31

***

فتّاح السّقيد ، نراهُ الأجملَ حينما يُشَنِّفُ آذانَنَا بمدني الْجَميلةِ ، الَّتي يسألُ نفسَهُ فيها ثُمَّ يُجيبُهـا ، هكذا : ( إنتِ منْ وين يا بنيَّة ، وناوية على وين السَّفر ؟ ، قالوا لَيْ مدني الْجميلة ، مدني يا أجمل خبر ) ، وغيرِها من أعاجيبِهْ ، وعَلِمْنَا بَعْدُ بأنّهُ أخٌ أصغرُ للفنّان / علي السّقيد ، هكذا أخبرونا ، أوْ رُبَّما ظَنَّنا ذلك .

***

Post: #33
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 08:04 AM
Parent: #32

***

وعصامُ محمّد نور هذا ، أنا أُحِبُّهُ وأُجِلُّهُ جدًّا ، وما سَمِعْتُ بهِ يَودُّ أنْ يُغَنِّيَ في مكانٍ ما ، إلا وتجدُني أوَّلَ الْحاضرينَ ، ولوْ كانَ الْحفلُ في ( بالكونة ) بِنَايةٍ شاهِقَةِ الارتفاعْ ، وكانَ أحدُ أصحابي بمدني دائمًا يقولُ لي :
- واللهِ حفلَةْ عِصَام محمَّد نور دا ، لو كانتْ في فُنجان إلا أحضَرَا .
وأظُنَّني قُلْتُ قولي أعلاه ( ولوْ كانَ الْحَفْلُ في بالكونة ... إلخ ) ، مُتأثِّرًا بقَوْلِ صديقي ذاكْ . وعمر جعفر ، تسمعُ منهُ أغاني / الأُستاذ / محمّد الأمين فيُخلبُ لُبُّكَ بلا شَكّ .

***



Post: #34
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 08:08 AM
Parent: #33

***

أمَّا عزُّ الْعرب إبراهيم ، فهوَ فنَّانٌ بحقّْ وحَقيقْ ، ولا أعلمُ مآلَهُ وأينَ هُوَ حاليًّا ؟ .
وآخرين منهم .. لا أتبيّنهم على وجه الدّقَّةِ الآنَ لِطُولِ عهدي بِهِم ..فندخُل الْحَفلةَ سامِعينَ وراقِصِينَ ، ولا نُشعِرُ أصحابَ الحَفْلِ بأنَّا غُرَباءٌ عنهم ، كما لا أحدَ يَسألُكَ : مِنْ أينَ أتيْتَ ؟.
وهكذا تَلُمُّنا رقصةُ أغنيَّة ، وتَفْصِلُ بيْننا استراحةُ الْفَواصلِ أو عشاءُ الفنَّانين ، كما يُسمَّى عندنا في الأريافْ ، حتَّى بلغنا في ذلِكَ الْمَجَالِ شَـأوًا لا يُستهانُ بأمرِه.

***

Post: #35
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 08:12 AM
Parent: #34

***

مجموعةُ عقد الْجلادِ الْغِنائيَّة مجموعةٌ لا تُخطئها عَيْنُ سامع ، تختارُ مُفْرَداتِ غنائها من شعراءَ يَتَّسِمونَ بالْحديثِ عنْ هُمُومِ الشَّارعِ والشّعبِ بلغةٍ تجدُ نفسَكَ فيها طواعيَةً دونَ إلْزَامٍ مُسْبَقْ ، فصيحِها ودارِجِها ، أصواتُهم مُتناغِمَةٌ تستَصْحِبُ الْقُلُوبَ معها ، وزَيُّهُم مُتَشَابِهٌ ، وجيلُهم واحدٌ أو يكاد ، وحينما تَسْمَعُ لهم :

- يلا يا اولاد الْمدارس *** في رُبا السُّودان وسَهْلوا .
يلا شَخبِطو في الْكراريس *** اكتبو الواجب وحَلُّو .

فلا تُداخِلُكَ مِريةٌ بأنَّكَ أحدُ هَؤلاءِ الطُّلابِ الْمخاطبينَ بالأُغنيَة .


***

Post: #36
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 08:19 AM
Parent: #35

***

وتسعيناتُ الْقَرنِ الْمَاضي بمدني ، ذاكَ عصرٌ ازدهَرَ فيهِ مَجيءُ عقدِ الْجَلادِ إلى هُناك ، وكثيرًا مَا تأتي هذه الْمجموعةُ إلى مدينةِ ود مدني ، وتحديدًا على مسرح الْجزيرة ، لاحتفالات أعيادِ إذاعة ود مدني ( لا أتَذَكَّر ضبطًا ، فأظُنُّه العيد الأوّل أوِ الثَّاني أوِ الثَّالث ، ... ) ، الْمُهِمُّ في الأمرِ أنَّها الأعيادُ الأُولَى للإذاعة . تأتي الْمجموعةُ ويسبِقُها خَبرُها ، وينتشِرُ بينَ العامَّةِ مِثلِنا والْخاصَّة ، الَّذينَ نَلْحَظُهم يَؤمُّونَ الْجِهَةَ الأماميَّةَ والْمُقابلةَ والْقريبةَ من خَشَبةِ الْمَسْرَح ، فيما يُعرفُ بالْمقصورة في ( إستاداتِ ) الْكُرَةِ ، الَّتي لَمْ أزُرْ واحدًا منها ، بيدَ أنِّي لَصيقٌ بمشاهدةِ التِّلفازِ ، إلَّمْ يُصِبْني النُّعاس .

***

Post: #37
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: معتصم الطاهر
Date: 07-26-2009, 08:37 AM
Parent: #36

Quote: محمّد زُمراوي ، في تقديري ، كَغَيْرِهِ من الَّذينَ ظلمَهُمُ الإعلامُ كثيرًا ، ولَرُبَّما يكونُ مجهولًا لدى الْكثيرينَ منَّا. وإنِّي لَمْ أرَ أحدًا يُماثِلُ الْفنَّانَ / أحمد الْجابري ، صوتًا ، ودُرْبَةً فيهِ مِثْلَه ، يذوبُ في الأُغنيةِ ذَوْبانًا باهرًا لناظِرِه ، إحساسُهُ بالْكَلماتِ لَجِدُّ عَالٍ ، يَقِفُ مُنْحَنيًا ، إذْ لا يَرَى النَّاسَ بأُمِّ عينيْهِ ، بلْ يُغْمِضُهما أحيانًا ، وينظُرُ بهما إلى أعلى أحايينَ مُمَاثِلَة ، تُدَانيهِ الْحَرَكَةُ والرَّقْصُ من كلِّ جانبْ ، طَرِبتُ لهُ جدًّا ، ومُذْ فارَقْتُ مَحْبُوبتي مدني لم أسمعْ بهِ ثانية .


دعنى أختلف معك فى الأداء المسرحى لمحمد زمراوى ..

أولا .. يخاف الجمهور فلا يستطيع مجابهته

يرجع بالنظر الى الفرقة الموسيقية كأنه ما زال فى البروفة ..

مع كل مقطع و لزمة يلتفت للعازفين

لا يستطيع الوقوف قائما .. و ينحنى لينظر الى أسفل .. ( من زمن الجمعية الادبية ..يمكن)

الحل :
فى أن يكون المايك على قائم فلا يمسكه بيده ..

أن يثق فى الفرقة و فى نفسه

Post: #38
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 11:49 AM
Parent: #37

الْعزيز / مُعتَصِم الطَّاهر .
دَعْني أشكُرُ لكَ متابَعَتَكَ ، ومَقْدَمَكَ ثانية .

Quote: ( دعنى أختلف معك فى الأداء المسرحى لمحمد زمراوى ..) .


الاختلافُ مَحْمَدةٌ يا أخي ، فوِجْهَةُ نَظْرِكَ مَحلُّ تقديرٌ واحترامٌ عِندي .

Quote: ( أولا .. يخاف الجمهور فلا يستطيع مجابهته ، يرجع بالنظر الى الفرقة الموسيقية كأنه ما زال فى البروفة ..
مع كل مقطع و لزمة يلتفت للعازفين
لا يستطيع الوقوف قائما .. و ينحنى لينظر الى أسفل .. ( من زمن الجمعية الادبية ..يمكن )
الحل :
فى أن يكون المايك على قائم فلا يمسكه بيده ..
أن يثق فى الفرقة و فى نفسه )


لا أعتقدُ أنِّي مُتَّفِقٌ معكَ فيما ذّهَبْتَ إلَيْهِ مِنْ حديثْ ، فقدْ حَضَرْتُ لـ / مُحمّد زُمراوي ( حَفْلاتٍ ) عِدَّة ، برفقةِ رَكْبٍ من أصدقائي آنَئذْ ، وأذكُرُ من ضِمْنِها حفلًا كانَ لِعَرُوسَيْنِ بحيِّ الدَّرجةِ ( الأُولَى ) الْمُلاصِقِ للسِّكَّة حديد ، غربَ الإعداديَّة ، ومُحمَّد زمراوي ، كانَ بيْنَنَا ووَسَطَنا في باحةِ الحَفْلِ راقِصًا ومُؤدِّيا ، ومُنْدَمِجًا لأبعَدِ ما يكونُ ، أمَّا إغماضُ عَيْنَيْهِ ووقوفُهُ غيرُ الْمُكتَمِلِ هذا ، فَعَنْ نفسي – كمُسْتَمِعٍ عاديٍّ لا مُتَخَصِّصْ - أراهُ إحساسًا عاليًا باللَّحْنِ والْمُفْرَدة ، ولَعَلَّكَ لَوْ نظرْتَ الْيَوْمَ إلى تَوْجيهاتِ بعضِ أساطينِ الْموسيقى وأساتذتِها ، لَوَجدتَ أنَّهم يُطالِبُونَ الْمُطربينَ ، حديثي الْعَهْدِ ، بأنْ ينفَعِلَ كُلٌّ مِنْهُم معَ اللَّحْنِ ومفرداتِ الأُغنيةِ ، حَتَّى لا يَكونَ أداؤهُ تَسْميعيًّا لا أكْثَرْ ، ولَئِنْ كانَ ما قُلْتُهُ صحيحًا فيهِ ، لَمَا وَلَجَ معنا سُوحِ الْحَفْل ، أوْ لَما أتَى للْحَفْلِ من أصْلِهْ .
وكما أسلَفْتُ الْقَوْلَ والإبَانَة ، فإنَّهُ يَظَلُّ رأيكَ مَحَلّ احترامٍ عندي ، وإنْ تبايَنَتْ بيْنَ كِلَيْنا الرُّؤى .
ولكَ تَحيَّتي بلا حُدُودْ ، وكُنْ بخيْرٍ أبدا .

احترامي .


أخوك / محمَّد زين .
________________________

Post: #39
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 11:54 AM
Parent: #38

***

فأهلُ مَدني مِثْلي مَهْووسونَ ومَفْتُونونَ بتلكمُ الْمَجْموعةِ جدّا ، يُرَدِّدونَ غِناءَهم باستِمْرَارْ ، فغناؤهم عَلِمْناهُ ، جَوَّابَ ثَرَى ، فَتَّاقَ أذْهانْ ، نراهُ غيمًا يَدُسُّ صَيْفَ الْحالِ والأزمنة ، وأهْلُ مَدني يَتشَوَّفُونَ ويَتطلَّعونَ لِمُلاقاتِهِمْ ، ، ويَرْقُبُونَ مَجيئَهم ، رِقْبَةَ هلالِ رمضانْ . يَحْفَظُونَ أغانيهم ، ويكْتَحِلُونَ السُّهادَ حُبًّا في سَمَاعِهِمْ .

***

Post: #40
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-26-2009, 12:00 PM
Parent: #39

***

الْمجموعةُ حينَئذٍ بها : ( جويلي ، حوّاء الْمنصوري ، أنور عبد الرّحمن ، شمّتْ ، شريف شرحبيل ، حمزة سليمان ، .... ) ، إلى آخِرِهم من كَوْكَبَةٍ ألْمَعِيَّةٍ فيها .
وبالْمَجْمُوعةِ عضْوٌ يَقْرُبُنَا مَوَدَّةً ورَحِما ، وهوَ الفنَّان / أنور عبد الرَّحمن .
أنور لم يَكُ طويلًا جدًّا ، وبحسبِ ما نرى وقتها أنَّهُ مربوعُ الْقامة ، إذَّاكَ نحفظُ تفاصيلَ وجهِهِ وتقاسيمَهُ كمَا نَحْفَظُ نشيدَ الْعَلَمِ ، ودجاجي يلقُطُ الْحَبَّ ، ويجري وهوَ فرحانُ ، وقد كنتُ استغربُ لهذهِ الْقصيدةِ في صِغَري ، إذْ كيفَ يفرحُ الدَّجاج ؟! ، ولاحِقًا علِمْتُ أنَّ الزَّمنَ يستطيعُ أنْ يجعَلَ الإنسانَ يَعْوي ، فهَانَ عليَّ بعدَها أمرُ الدَّجاجْ .

***

Post: #41
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-27-2009, 08:31 AM
Parent: #40

( يَتْبَع ) .

Post: #42
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: انور الطيب
Date: 07-27-2009, 08:57 AM
Parent: #40

الحبيب محمد زين ....
بوست جميل نثرت فيه طيب حديثك وجميل ذكرياتك لمدينة أعطت الكثير للسودان وأهله ولم يعطها السودان شيء ولا المحافظة على مشروع الجزيرة الذي كان هو مصدر رزق السودان لأهله جميعا ولقد حزنت أيما حزن عندما علمت بأن سكة حديد المشروع بيعت لشركة كبرى بالسودان وهي بمثابة المسمار الآخير في نعش مشروع الجزيرة وأتمنى للمتنفذين في بلادي أن يرتقوا بالمشروع بنقلة نوعية تعيده إلى سابق عصره وقد سمعت معلقا بالأمس يقول " كان المشروع لا يخسر ولا زهرة قطن واحدة وأصبح لا تفتح له زهرة قطن واحدة" على العموم أتمنى أن يعود المشروع والزراعة لسابق عهودهما وأن ينعم المزارعين بثمرات " طواريهم" و " سلوكاتهم" و" كدنكاتهم" وكل عرقهم .....
مدني جميلة وكنت أزورها دوما ولكن تكررت زيارتي لها بعد دخول ابن عمتي دكتور عبد الحفيظ محمد الطيب رحمة الله عليه جامعة الجزيرة فكنت كل مرة أتحين الفرص للذهاب إليه وحاملا معي بعض وريقات من أبي إليه ولكن كانت كافية لأن أظل شهر وزيادة في صحبتهم و قد صادقت أناس كثر في جامعة الجزيرة ، خاصة بكلية الطب ، كالدكتور اللطيف عماد البيلي و دكتور عادل بشير و أنيس النحاس ، ود. سيد وغيرهم من الأطباء زملاء المرحوم عبد الحفيظ والحق يقال كانوا إخوة تباروا في إكرامنا وتفننوا في دعواتنا من فول عند رؤوف إلى أم بارونا إلى سينما وطنية وغيرها من دور الترفيه وقتها وبعدها اقتنعت تماما بأن مدني هي عاصمة ثقافة السودان ...... أما الخور وماشكله من أمكنة فلست على دراية به فأتركه لكم تتنسموا نسائمه وتسرحوا فيه بأخيلتكم المبدعة ....

لك الشكر أخي محمد كذلك على مهاتفتي قبل يومين ووالله كانت هذه المهاتفة بردا وسلاما ووصالا أسأل الله أن ينفعك به في الدنيا والآخرة فهو ولي ذلك والقادر عليه .....

تحياتي لكل من معك

Post: #43
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-27-2009, 09:19 AM
Parent: #42

Quote: الحبيب محمد زين ....
بوست جميل نثرت فيه طيب حديثك وجميل ذكرياتك لمدينة أعطت الكثير للسودان وأهله ولم يعطها السودان شيء ولا المحافظة على مشروع الجزيرة الذي كان هو مصدر رزق السودان لأهله جميعا ولقد حزنت أيما حزن عندما علمت بأن سكة حديد المشروع بيعت لشركة كبرى بالسودان وهي بمثابة المسمار الآخير في نعش مشروع الجزيرة وأتمنى للمتنفذين في بلادي أن يرتقوا بالمشروع بنقلة نوعية تعيده إلى سابق عصره وقد سمعت معلقا بالأمس يقول " كان المشروع لا يخسر ولا زهرة قطن واحدة وأصبح لا تفتح له زهرة قطن واحدة" على العموم أتمنى أن يعود المشروع والزراعة لسابق عهودهما وأن ينعم المزارعين بثمرات " طواريهم" و " سلوكاتهم" و" كدنكاتهم" وكل عرقهم .....
مدني جميلة وكنت أزورها دوما ولكن تكررت زيارتي لها بعد دخول ابن عمتي دكتور عبد الحفيظ محمد الطيب رحمة الله عليه جامعة الجزيرة فكنت كل مرة أتحين الفرص للذهاب إليه وحاملا معي بعض وريقات من أبي إليه ولكن كانت كافية لأن أظل شهر وزيادة في صحبتهم و قد صادقت أناس كثر في جامعة الجزيرة ، خاصة بكلية الطب ، كالدكتور اللطيف عماد البيلي و دكتور عادل بشير و أنيس النحاس ، ود. سيد وغيرهم من الأطباء زملاء المرحوم عبد الحفيظ والحق يقال كانوا إخوة تباروا في إكرامنا وتفننوا في دعواتنا من فول عند رؤوف إلى أم بارونا إلى سينما وطنية وغيرها من دور الترفيه وقتها وبعدها اقتنعت تماما بأن مدني هي عاصمة ثقافة السودان ...... أما الخور وماشكله من أمكنة فلست على دراية به فأتركه لكم تتنسموا نسائمه وتسرحوا فيه بأخيلتكم المبدعة ....

لك الشكر أخي محمد كذلك على مهاتفتي قبل يومين ووالله كانت هذه المهاتفة بردا وسلاما ووصالا أسأل الله أن ينفعك به في الدنيا والآخرة فهو ولي ذلك والقادر عليه .....

تحياتي لكل من معك



الْحبيب / أنور الطَّيِّبْ .
لكَ التَّحيَّة والتَّقدير ، أشكُرُ جدّا ، لكَ مُداخلَتَكَ .
فمدني الْجميلة ، لم يُنصفْها ولَمْ يُعِرْها أحدٌ اهتمامًا ، فما بالُكَ بالْمشروع .
ولَهَا اللهُ فقط ، يا صديقي .
تقديري لكَ وللأُسرة .

أخوك / محمّد زين .
__________________

Post: #44
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-27-2009, 09:29 AM
Parent: #43

***

زادَ لُمَامُ مَعْرِفتِنَا سَعَةً بـ / أنورَ ، لمَّا أخبرنا خَبَرَهُ ، الدُّكتور محمَّد ،الَّذي كانَ أقربَنا إلَيْهِ عِلاقةً ، فدكتور محمَّد هذا رجلٌ واسعُ الدِّرايةِ والْعلم ، في أُولَى سِنِيِّهِ الْجامعيَّة ، يَمْلِكُ منْ الأخلاقِ دَمِثَها ، ومن صلاتِ الرَّحِمِ بيننا ، فإنَّا نَعُدُّهُ خالًا أيضا ، وهو من أهْلِنا الَّذينَ يَقْطُنونَ الْعاصِمَةَ الْمُثَلَّثَة ، تَلَمَّظْنَا منْ كرمِهِ ومالِهِ مِرارا ، لا يتحدّثُ كثيرًا ، وإنْ فعلَ ، أجادَ وأفادَ ، فكلامُهُ جَمُّ التَّهذيبْ ، مُهَنْدَمٌ في مَلْبَسِهِ بِشِدَّة ، وقَدْ طَالَتْ أيادينا وجُسُومُنا حَتّى ملابِسِهِ تلك ، فكانتْ لَنا خَيْرَ مَعينٍ في ارْتيادِ الْمَحافِلْ ، خَاصَّةً الَّتي تُزَيِّنُها مجموعةُ عِقْدِ الْجَلاد ، فَتَبْدو عليْنا سيماءُ وَسَامَةٍ بائنة ، فَنَظْهَرُ للنَّاسِ وَلكأنَّا من وُجْهَاءِ الْقَوْمِ وكُبرائهِمْ ، كُلُّ ذلكَ بفضْلِ د.محمّد ، وملابسِهِ الْقَيِّمَةِ تِلْك .

***

Post: #45
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-27-2009, 09:47 AM
Parent: #44

***

( هوَ ) ودكتور ( قَسِم ) مشغولانِ جدًّا بتحصيلِهِمَا الأكاديميّ ، يخرُجانِ صباحًا ، ولا يأتيَانِ إلا في أواخرِ اللَّيل .ونحنُ لا يفرُقنا عنِ الْمنزلِ غيرُ سُويْعَاتِ الْمَعْهدِ في الصَّباحِ ، أو حفلٍ غنائيٍّ ساهـرِ نستَنشَقُ عِطْرَهُ وعبيرَهُ مَسَاءً ، عبرَ أسماعِنَا الْمفوّضةِ من جانبِنَا في ذلِكمُ الزَّمَنِ لتلكمُ الْمهمَّة .

***

Post: #46
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-27-2009, 09:52 AM
Parent: #45

***

والْفقْرُ وأوَارُ الْجُوعِ يُحيطُ بِنا من كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ وَجَانِبْ .

Post: #47
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-27-2009, 10:07 AM
Parent: #46

***

وذات مَرَّةٍ حَضَرَ إليْنا من إحْدَى قُرَانا الْبعيدة ، أخونا ( علاء ) ، جلسَ برفقتِنا يوميْنِ كامليْنِ ، لمْ يَرَنا فيها نرفعُ أيدينا إلى أفواهِنا لنضعَ أكلًا فيها ، فقالَ مُتعجِّبًا من أمرِنا ذاك ، بعدَ أنْ حمدَ اللهَ في سِرِّهِ وجَهْرِهِ ، على نَفَسِهِ الَّذي يرتَفِعُ ثُمَّ يَهْبِط :
- واللهِ إتُّوا ناس صَحَابَة عديل كِدَة .
فضَحِكْنا لِذلِكَ بأصواتٍ أقْرَبِ للبُكاءِ منها للضَّحِكْ ، ثُمَّ مَا كانَ منَّا في اليومِ التَّالي إلا أنِ اتّبعنا هذه الطَّريقةَ ، الْخاليَةَ مِنْ كِمِّياتٍ وَمَقَاديرَ ، هكذا :
- دخلْنَا مَطْبَخَنا الْخاوي .
- وأخرجنا قديمَ خُبزِنَا الجافِّ المُتَبقِّي فيه ، والْممتليءِ بالنَّمل .
- حاولنا تنظيفَهُ قدرَ استطاعتِنا ، من نملِهِ ذاكَ باجتهادٍ يَقْرُبُ السَّاعةَ ونصفَها .
- ومِنْ ثَمَّ أضفنا لهُ ماءً يَحْمِلُ لَوْنًا ، من الْحنفيَّةِ مباشرةً .
- وضعناهُ بعدَها على نارٍ تبدو هادئة .
- وأضفنا لهُ قليلَ سكَّرٍ مخلوطٍ بحبيباتِ شايٍ سوداء .
- أنزلْنا الْخليطَ من النَّارِ برفقْ .
- تركْناهُ يبرُد لدقائقَ ليستْ معدودة .
- ثمَّ ، غسلنا أيدينا بماءٍ فاتر .
- وجلسنا جميعًا نَنْعَمُ بمأدُبَتِنا تلكَ ، وتَلُوكُ أضراسُنا الطَّعَامْ ، على غَيْرِ مَا تَرَى ،
دُونَ انْفِعَالٍ مِنْهَـا يُذْكَرْ .

***

Post: #48
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: معتز تروتسكى
Date: 07-27-2009, 10:21 AM
Parent: #47

محمَّد زين الشفيع أحمد
سأُجل حضور الكتابة، وسامتع نفسي إلى حين بالدهشة...
سلمت يداك يا صديق...

التحايا النواضر...

Post: #49
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمد الطيب يوسف
Date: 07-27-2009, 05:46 PM
Parent: #48

لي عودة لكل هذا الشجن الجميل

حديث الذكريات مدني ومعهد الاستاذ واستاذ ابراهيم


شكراَ أ/ محمد لكل هذا الجمال

Post: #50
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 06:53 AM
Parent: #49

Quote: محمَّد زين الشفيع أحمد
سأُجل حضور الكتابة، وسامتع نفسي إلى حين بالدهشة...
سلمت يداك يا صديق...

التحايا النواضر...



د. معتز .
مساء النُّور ، صباح الخير .
عساكَ تَحُفُّكَ السّعادةُ من جميعِ الْجَوانبِ .
وأشكُرُ لكَ متابعتَكَ هذه ، وإنّهُ لَشَرُفٌ عظيمٌ لي أنْ يجدَ حرفيَ الاِهتمامَ مِمَّن هم في قامتِكْ .
تحيَّتي أبدا .

أخوك / محمّد زين .
________________________

Post: #51
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 07:29 AM
Parent: #50

Quote: لي عودة لكل هذا الشجن الجميل
حديث الذكريات مدني ومعهد الاستاذ واستاذ ابراهيم
شكراَ أ/ محمد لكل هذا الجمال


الْحبيب / محمّد يوسف الطَّيِّب .
أشكرُ لكَ قراءتَكَ ومتابعتَكَ ، وإنِّي لكَ لَجِدُّ شاكِـرْ .

تحيَّتي واحترامي .

أخوك / محمّد زين .
________________________

Post: #52
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: جعفر محي الدين
Date: 07-28-2009, 07:48 AM
Parent: #50

الأستاذ محمد زين
سلام من الله يغشاك
كما أنت دائما ما أشبهك بلوزة قطن حين أينعت كانت خضراء تسر الناظرين
ثم تفتحت عن ذهب أبيض والقطن خير من يمثل اللون الأبيض .

أحيانا وحين استمتع جدا بالقراءة لا أجد رغبة في التعبير عن إعجابي؛ لأن الكلمات حينها تتضاءل حجماً.

أضم صوتي لمن يطالبك بنشر إنتاجك المفيد حتما، فنحن أحوج لمعرفة وأدب مما قد يضم حرف من حروفك العميقة.

Post: #53
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: كمال علي الزين
Date: 07-28-2009, 08:49 AM
Parent: #52

(*)

محمد زين ..

خلصنا ياصديقي وواصل ..

Post: #54
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 10:10 AM
Parent: #53

Quote: الأستاذ محمد زين
سلام من الله يغشاك
كما أنت دائما ما أشبهك بلوزة قطن حين أينعت كانت خضراء تسر الناظرين
ثم تفتحت عن ذهب أبيض والقطن خير من يمثل اللون الأبيض .
أحيانا وحين استمتع جدا بالقراءة لا أجد رغبة في التعبير عن إعجابي؛ لأن الكلمات حينها تتضاءل حجماً.
أضم صوتي لمن يطالبك بنشر إنتاجك المفيد حتما، فنحن أحوج لمعرفة وأدب مما قد يضم حرف من حروفك العميقة.



الْعزيزُ / جعفر مُحيِ الدِّين .. أنتَ الأُستاذُ يا صديقي .
وجزيلُ شكري لإطرائكَ الَّذي لا إخالني لهُ أهلا .فيالَيْتَني أتمثّلُ منهُ ببعضِ رحيقْ ، وعِشْتَ طَيِّبًا نقيًّا ، كما أنتَ . ويَجْدُرُ بي أنْ أمُدّ يَدَيَّ مُصافِحًا بالتّحايا : فأهلًا بسُمُّوِ حرفِكَ ودَيْدَنِهِ الْوَارفِ دائمًا.
أمّا النَّشْرُ ، فسأسعَى جاهِدًا لهُ في الأيّامِ الْقادماتِ بِعَوْنِ الله .
وتجدُني شاكرًا لكَ اهتمامَك ، ومَسعاكَ الْحميدْ ، وقريبًا تِجِدُ حرفي رديفَ أرْفُفِ الْمكتباتْ .
تقديري وامتناني.

Post: #55
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 10:16 AM
Parent: #54

Quote: (*)
محمد زين ..
خلصنا ياصديقي وواصل ..



حاضر يا كمال .

وأهلًا بالرّفيقِ الْجميل / كمال ودّ علي ودّ الزين .
واللهِ يا كمال لو علمْتَ كيفَ أكتُب لعذرتني ، ( غايتو خّلَّها على ربّك ) ، الزّمن يحتاج منِّي لبعضِ مُباصرة ، خاصّةً هذهِ الأيّام .

وإنْ شاء الله ( بتمّها ليكم ) بأقصى ما أستطيع من سرعة .
ودِّي كُلُّه .

Post: #56
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 10:37 AM
Parent: #55

***

( علاءٌ ) صاحبُ طُرْفَة ، حاضِرُ الْبديهةِ فيها ، وكما تَقُولُ دارِجَتُنا : ( دَمُّو خفيفْ خلاسْ ).
رافقتُهُ إلى السُّوقِ مَرّةً ، فرأيتُهُ يُعاكِسُ الْفتياتْ ، وأرَاها جديدةً عليَّ مُعَاكَسَتَهُ تلك .حاولتُ أنْ أُثنيهِ عَن ذلك ، لكنّهُ لَمْ يأبَهْ لِحالي وقَوْلي .
فتاةٌ تَمْشِي أمامَنا في غَنَجٍ واضِحٍ وسَافِرْ . صاحَ رفيقي قائلًا ، بعدَ أنْ سَرَّحَ النَّظَرَ فيها :
- شَتِّتُو ، وأنا بَلَقِّطو ! .
خِلْتُ أنَّ كَفًّا سريعًا وعابرًا ، سيُداعِبُ شِقَّ صديقي الأيْمَنَ أوِ الأيسَرَ من وَجْهِهْ ، على أقلِّ تقديرٍ من تلكَ الْفتاة ، ولكنْ ! ، عَلَى غيْرِ ما اعتقدتُ . وجدُتها تَقُول :
- أها لَقَّطْناهو ، إرتِحْتُو !!؟.




***

Post: #57
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 10:51 AM
Parent: #56

***

إلَى أنِ افترقَتْ بِنَا دُرُوبُ السُّوقِ الْمزدحمةُ بالْمَارّةِ والْبَاعَةِ، الْجالسينَ منهم والمُتَجَوِّلينْ ، من غَيْرِ أنْ يحدُثَ شِجَارٌ بيْنَ كِلَيْهِمَا ، لِما اقترفه لِسَانُ صديقي من بَذيءِ قَوْلْ ، ودونَ أنْ أرَى شيئًا تَشَتَّتَ مِنْ تِلْكَ الْفتاةِ ، أوْ آخرَ قدْ تَمَّ الْتِقَاطُهُ أوْ جَمْعُهُ مِنْ قِبَلِ صديقي ذاكْ .

***

Post: #58
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 11:01 AM
Parent: #57

للهِ دَرُّكِ يا جَدَّتي ..

Post: #59
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-28-2009, 11:42 AM
Parent: #58

***

دائمًا ما تُوصينني قَبْلَ مُبارحَتي الْبيتَ إلى الدِّراسة ، بيَوْمٍ أوْ يَوْمَيْنِ ، بألا أُعاكِسَ النِّساء ، فتَقُولُ ناصِحَةً لي ، عَقِبَ سُؤالِهَا الْمُعتادْ ، بالْكادِ حَفِظْتُهْ :
- إتَّ آجَنا قِرايْتَكْ دي ما كِمْلَتْ ؟ .
- واللهِ آيُمَّه * لي هَسَّعْ ما كِمَلَتْ .
- أها آوَلَدي ، خَلِّي بالكْ في دروسك ، وابعِدْ من مشَاغلْةَ الْبَنُّوتْ ، أسمعْ كلامي دا ، وما تَدِّيهو الهوا ، وزمان أهلْنا قالوا : أسمعْ كلام الْببكِّيك ، وما تسْمعْ كلام الْبِضَحِّكَكْ .
- سَمِحْ آيُمَّة .

وكأنَّها قرأتْ قَوْلَ الْقُدَامى : اِلْزَمْ أمرَ مُبكِيَاتِكَ ، لا أمرَ مُضْحِكاتِكَ .
مَعَ أنِّيَ في كامِلِ دِرَايتي أنَّها لَمْ تَجْلِسْ ، وَلَوْ لِساعةٍ واحِدَة ، تحْتَ ظِلِّ مدْرَسَةٍ ما ، لكنَّها الْحَيَاةُ ، يَقُولونَ ، هِيَ الأُخْرَى أكْبَرُ الْمَدارسْ .




-------------------------
* قَوْلٌ دارِجٌ لكنَّهُ فصيحٌ يُعْنَى بـهِ ( إلى هَا السَّاعة ، أو إلى هذه السَّاعة ، ومِثْلُها ، مِثل قَوْلِنا : ( دَحين ) ، قاصدينَ بها : ذا الْحين ، أو إلى هذا الْحين - مُشارٌ ومُشارٌ إلَيْه - وأظُنُّ أنَّ سرعةَ حديثِنا حَدَى بهذهِ الْكَلِماتِ إلى أنْ تأتيَ على ذاكَ النَّحْوِ الَّذي نراه .. واللهُ أعلمْ ) .

Post: #60
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: كمال علي الزين
Date: 07-28-2009, 12:45 PM
Parent: #59

(*)

Post: #61
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 07-28-2009, 01:33 PM
Parent: #60

تب ما في كلام

(علي قول أهلي العرب)

من قبل تلاقينا عبر الحرف

وبعد أن تقابلنا تأكد لنا

جمالك .

،،،،أبوقصي،،،،

Post: #62
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: اسامة دفع الله ابوالحسن
Date: 07-28-2009, 02:09 PM
Parent: #60

العزيز محمد زين الشفيع
ياخ انت زول مبدع حد الثمالة
ياخ دا لوفيلم مابصوروه كدا
دا حكي جد رهيب
ياخ الجزيرة دي ماعجيبة خلاص
والله ابداعك دا ماكتير عليها
الله يديك الفي مرادك
ياخ والله العظيم
الليلة بسطتني
بسطة مابعدها بسطة
ود الشفيع
الفترة العشتها دي في مدني
وجبت تفاصيلها
بالدقة دي انا زاتي كنت هناك
وحفلات عقد الجلاد والله كنا بنسكها وين ماكانت
مسرح الجزيرة
نادي الجزيرة
ياخ ديل كانوا بعزفوا علي وتر حساس
الوطن ومادراك مالوطن
الوقت داك مافي زول بقدر يفتح خشموا يقول(امبغم) اها بيني بينك الفرق الاثيوبية كانت كيف في تلك الفترة
اسامة

Post: #63
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-29-2009, 04:28 AM
Parent: #62

كمال ، أيُّها الْجميلُ أبدًا .
تَسْعِدُني قراءتُكَ كثيرًا ، ثُمَّ إنِّي لكَ / لها أبدًا ، شاكرٌ جدّا .
وسأعودُ .

Post: #64
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-29-2009, 04:33 AM
Parent: #63

مجدي عبد الرّحيم فضل ،
ويا أبا قُصَيْ .

سُرِرْتُ بقدومِكَ أيّما سُرورْ .

Quote: تب ما في كلام
( علي قول أهلي العرب )
من قبل تلاقينا عبر الحرف
وبعد أن تقابلنا تأكد لنا
جمالك .
،،،، أبوقصي ،،،،


أنتُمُ الأجملُ هناك يا صديقي بِلا مُضَارِعٍ أوْ مُشابِهْ ، وَمَا أنا بينكم إلا كَمَنْ يبسُط أذُنَهُ لِيَبلُغَ مَقامَكم ، وما هُوَ ببالِغِهْ . ولمَّا تَزَلْ تَملؤني الدَّهشةُ من مَجْمَعِكم ذاك ، ومنهاأُراني لَمْ أفِقْ .

تَحَايا عَذبة عبرَكَ لكلِّ الرَّكْبِ هُناك ، ولِذاكَ الْمكَانِ الَّذي كانتْ تَطويهِ أقدامُنا مساءً ولَمَّا يَبْرَحْ خيالي ، حَتَّى أُويقاتِ هذهِ الْحُرُوف .

تحيَّتي ، ثُمَّ تجِلَّتي ، ثُمَّ شكري وتقديري .

أخوك / محمّد زين .
__________________________

Post: #65
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: Elmosley
Date: 07-29-2009, 04:33 AM
Parent: #1

محمد انيق الحرف
اتيت الي هنا لاسترح واستمتع
لك مودتي

Post: #66
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-29-2009, 04:54 AM
Parent: #65

Quote: العزيز محمد زين الشفيع
ياخ انت زول مبدع حد الثمالة
ياخ دا لوفيلم مابصوروه كدا
دا حكي جد رهيب
ياخ الجزيرة دي ماعجيبة خلاص
والله ابداعك دا ماكتير عليها
الله يديك الفي مرادك
ياخ والله العظيم
الليلة بسطتني
بسطة مابعدها بسطة
ود الشفيع
الفترة العشتها دي في مدني
وجبت تفاصيلها
بالدقة دي انا زاتي كنت هناك
وحفلات عقد الجلاد والله كنا بنسكها وين ماكانت
مسرح الجزيرة
نادي الجزيرة
ياخ ديل كانوا بعزفوا علي وتر حساس
الوطن ومادراك مالوطن
الوقت داك مافي زول بقدر يفتح خشموا يقول(امبغم) اها بيني بينك الفرق الاثيوبية كانت كيف في تلك الفترة
اسامة


الْعزيزُ / أسامة دفع الله ابوالحسن .
سلامٌ وعِنَاقٌ يا صديقي .وعساكَ في خيرٍ ونعمة .

* قلتَ :
Quote: درست المرحلة الابتدائية فى ......و سنة....: البرياب الابتدائية


ربّنا يحفظ لكَ أولادك ، قلتَ لَيْ إتّ من البريّاب ، وكانْ مِنْ الْبريّاب ، معناها بِتَعرِفْ الأُستاذ / بَرِّي عبد الرّحيم بَرِّي ..؟. إنْ بقيتَنْ بتعرفو ، معناها قريبك ، لأنُّو ناس البريّاب – كما تناهى لمسمعي – كلّهم أقارب ، هذا أوَّلًا . وثانيًا معناها نحنا نَسَابة يا زول ، لأنُّو أُستاذ / بَرِّي دا مِتزوِّج من خالتي ، وهوَ يعمل – كما تعلم – أُستاذًا بمدرسة رفاعة الثّانويّة بناتْ ، وساكنين برفاعة .وأنا جيت البريّاب دي سنة 1996م. تقريبًا لزيارة خالتي حينما كانتْ هناك ، أمّا ذهابي إليْهم في رفاعة فحدِّثْ ولا حَرَجْ ، لا أكادُ أعُدُّهُ أو أحصيه.
شايفك كاتب / مدني الثّانويّة ، برضو أنا قريت هناك .
* والفرقة الأثيوبيّة لمّا جات مدني ، فأخوك وقتها قاعد قِدّااااام ،
لم نتصادفْ فيزيائيًّا يا أُسامة ، لكنَّ قُلُوبَنا تَلاقَتْ وتَصَادَفَتْ .

تحيّتي وتقديري لكَ وللأُسرة .

أخوك / محمَّد زين .
____________________

Post: #67
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: كمال علي الزين
Date: 07-29-2009, 06:58 AM
Parent: #66

(*)

Post: #68
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: كمال علي الزين
Date: 07-29-2009, 06:58 AM
Parent: #66

(*)

Post: #69
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: اسامة دفع الله ابوالحسن
Date: 07-29-2009, 07:52 AM
Parent: #68

Quote: ربّنا يحفظ لكَ أولادك ، قلتَ لَيْ إتّ من البريّاب ، وكانْ مِنْ الْبريّاب ، معناها بِتَعرِفْ الأُستاذ / بَرِّي عبد الرّحيم بَرِّي ..؟. إنْ بقيتَنْ بتعرفو ، معناها قريبك ، لأنُّو ناس البريّاب – كما تناهى لمسمعي – كلّهم أقارب ، هذا أوَّلًا . وثانيًا معناها نحنا نَسَابة يا زول ، لأنُّو أُستاذ / بَرِّي دا مِتزوِّج من خالتي ، وهوَ يعمل – كما تعلم – أُستاذًا بمدرسة رفاعة الثّانويّة بناتْ ، وساكنين برفاعة .وأنا جيت البريّاب دي سنة 1996م. تقريبًا لزيارة خالتي حينما كانتْ هناك ، أمّا ذهابي إليْهم في رفاعة فحدِّثْ ولا حَرَجْ ، لا أكادُ أعُدُّهُ أو أحصيه.
شايفك كاتب / مدني الثّانويّة ، برضو أنا قريت هناك .

عزيزي محمد زين
صباحك زين
بالله طلعنا نسايب وقرايب
والله البلد دي ضيقة خلاص
استاذ بري عبد الرحيم مكين
في الحساب ببقى لي ود خالة
شفت كيف
وبالمناسبة انا عندي ولد بنفس
علي اسم جدنا الشيخ الصالح (الشيخ علي ودبري)
اما مدني الثانوية نحن دخلناها في عهدها الذهبي
في الفترة من 1977 الى 1980
زولك ماهين
زولا عجوز
تحياتي لك ولأسرتك الكريمة
اسامة دفع الله

Post: #70
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: اسامة دفع الله ابوالحسن
Date: 07-29-2009, 01:50 PM
Parent: #69

العزيز محمد زين
والله عقد الجلاد دي تب ماعندنا فيها كلام
لكن عشان نثري النقاش اها كدي شوف رأي اخونا ابوذر دا
وكل زول بعجبو الصارو زي مابقولو اهلنا العرب
Quote: سبحان الله

مع إنه الواحد "موبوء" بالسمع وكواسة الطرب الحقيقى وين ما كان والإستمتاع بيه

لكين مجموعة "عقد الجلاد" دى قدر ما باصرتها ما لقيت لى فرقة طرب معاها

وعلى الرغم من النصوص المميزة والإختيارات السمحة البتغنيها المجموعة، لكين أبت لى تب

يمكن المجموعة القديمة الكان فيها عوض الله ومنال كان فيها "رقشة" شوية
ودائما بقول للصحاب إنه الإشكالية الرئيسية عند ناس عقد الجلاد هى "الصوت" والطرب أصلا بجى من الصوت وتطويعه وتشغيله فى الأداء، مع إنه هم بختارو الأصوات بطريقة علمية وفيها كونتراست محدد، يعنى فيهم التينور الأول والتانى وفيهم الألتو والسوبرانو النسائى

المهم
محمد شبكة كان بغنى مع المجموعة، وفى زحمة الأداء ، على الرغم من بعض "الصولات" الصوتية المنفردة البتتعمل دائما فى كل شغل، لكين صوت محمد شبكة وطريقة الأداء عنده ما ظهرت بالشكل الظهرت بيه لما غنى لوحده

محمد شبكة صوت دافئ وساحر وفيه تطريب ممتاز وعالى، إضافة إلى إنه بمتلك رؤية وفلسفة فنية عميقة لدرجة بعيدة

الزول ده بالجد ما عادى ابدا، وعنده كمان ألحان ما عادية، والمزيكا العملها فى شغله ما حصل والله سمعت زيها نهائيا مع إنه الزول بصبح ويمسى بالمزيكا من مليون نوع وطريقة

محمد شبكة من نوع الناس الممكن يخليك تستغنى عن أى سمع تانى جنبه

مرات الزول عشان يخلى الشى الجواهو "يهجس" و "ينخمد" ولو شويه، بسمع شويه من هنا وشويه من هنا

يعنى ممكن الزول يبدأ بى أولاد حاج الماحى وبعدهم يسمع كرومة أو عطا كوكو ورفيقه، وبعد شويه ابو داود أو عبد الحميد يوسف ويحلى بى عركى أو السقيد، وكان الدنيا ليلت تهبش ليك شوية كلاسيك ميوزيك أو حتى شوية عطر من سيلين ديون

لكين لما تسمع محمد شبكة، ممكن طوالى تقول حضر الماء حضر الماء وبطلت حاجات كتيرة

مبروك علينا والله يا شبكة "مرقتك" براك

وقبلك كمان سعدنا بى منال بدر الدين، بعد ما "فرزت عيشتا" برضه

وحتظل أكيد طبعا "عقد الجلاد" مدرسة ومؤسسة وحقل و بستان وحواشة تنتج وما حتقيف وتعطى وما بتبخل

وإن شاء الله يجى يوم والزول يطرب معاهم وبيهم

محمد شبكة -- كنت مضيع روحك ساى وسط الجماعة

Post: #71
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 07:48 AM
Parent: #70

Quote: محمد انيق الحرف
اتيت الي هنا لاسترح واستمتع
لك مودتي



الأُستاذُ / يوسف الْموصلي .
احترامي في بَدْءِ قَولي وانتهائهِ ، يَسْبِقُهُ سلامي .
ويَطيبُ لي أنْ أشكُرَ متابعتَكَ ، كما يُشَرِّفُني كثيرًا مجيئُك .
فلا عدمتُ طلَّتَكَ .
سيِّدي تَحايا .

تقديري ومودّتي .

Post: #72
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 07:51 AM
Parent: #71

الْحبيبُ / كمال علي الزّين .
تقديري يَحُفُّهُ احترامي .
وأشكُرُ لكَ الْحُضُورَ الوارفَ أبدًا .

مَودَّتي .

Post: #73
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 08:16 AM
Parent: #72

Quote: عزيزي محمد زين
صباحك زين
بالله طلعنا نسايب وقرايب
والله البلد دي ضيقة خلاص
استاذ بري عبد الرحيم مكين
في الحساب ببقى لي ود خالة
شفت كيف
وبالمناسبة انا عندي ولد بنفس
علي اسم جدنا الشيخ الصالح (الشيخ علي ودبري)
اما مدني الثانوية نحن دخلناها في عهدها الذهبي
في الفترة من 1977 الى 1980
زولك ماهين
زولا عجوز
تحياتي لك ولأسرتك الكريمة
اسامة دفع الله



صدقتَ يا أُسامة ، فعلا الدُّنيا دي ضيقة جدّا ، أشكرك بأن طلعنا قرايب .
والتَّحيَّةُ عبرَكَ لمدني الثَّانويَّة بنين ، وأساتِذتِها كُلّهم .
كمان قرا معايْ في المحيريبا الثّانويّة أخونا / النذير عبد الرّحمن دفع الله ، برضو من البريّاب ،
وهو من دفعتي .
لكَ ولهمُ جميعًا التَّحيَّة .
شُكْرًا يا أُسامة على رابط الموضوع عاليَهُ ، وأعِدُكَ بأنْ أقرؤهُ ما تَوَفَّرَ لي نِتٌّ ، وزَمَنْ .
فأخوك هذه الأيام ، ولأعطالٍ عندنا بالشّركة ، يكتُب من ( كوفي نِتْ ) ، والكتابة كما تعلم فيه
تبدو عسيرةً جدّا ، تكتب في وورد ثُمَّ تحفظ الوورد ، ثُمَّ تدفع به إلى الموضوع في المنبر العام ، ومرَّات الموضوع ما يظبط في إرساله ، ومرّات يقول ليك الزّمن انتهى ، تاني تجي تبدأ من جديد ،
وغايتو ربّك يهوِّن الْقَواسي .
بلِّغْ سلامي لكلِّ بيت عمّنا / مكين .. هيثم ، خالد ، وبقيّة الأُسرة والأهل .
وخالد دا قرا ورايْ في جامعة الْجزيرة .
وُدِّي كامِلُهْ لكَ وللأُسرة .

Post: #74
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 08:18 AM
Parent: #73

***

ولعلَّها لَوْ دَرَتْ بما دارَ هُنَاكَ ، لَوَبَّخَتْني نيابةً عنْ صديقي أشَدَّ تَوبيخ .ولَقَارَبَتْ أنْ تُنْكِرَ معـرفتَها بي ، أوْ لأخبرَتْ عَنِّي ( ودّ الزَّيْنين ) ، كَيْما يَحْرمَني عَنْ حُضُورِ ليلَتَيْهِ اللَّتَيْنِ يَدَّرِعُ فيهما اللَّيْلَ في مَدْحِ رسولِ الله صَلى اللهُ عليْهِ وسلّمَ . ونحنُ وقتَها نتعاقَدُ فيما بيننا نَحْوًا من عشرينَ شخصًا أو يزيد ، لنذهبَ إليْهِ مادحينَ معه ، فيُصَوِّتُ حينَ يَرَانا مُناديًا مُرَحِّبا. ولَعَمْري إنَّهُ لَرُجُلٌ في الْخَيْرِ سَبُوقٌ ، طُولَ شِتْوِهِ وصَيْفِهْ ، فيَنْقَعُ بمدحِهِ ذاكَ صَدَانا وأُوامَنا ، وهُوَ في ضرْبِهِ لِنَوْبَتِهِ تلكَ نَشِطٌ جَمُومْ .

***

Post: #75
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 08:20 AM
Parent: #74

***

وما أظُنُّها – حُبًّا فِيَّ – بفاعِلة ، فهيَ تتَوَعَّدني كثيرًا منذُ صِغَري ، بالْجَلْدِ وبالضَّرْبِ ، ولا تُنَفِّذُ من أمْرِ وَعْدِها شيئًا .

***

Post: #76
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 08:24 AM
Parent: #75

***

افتُتِنَّا بسماعِ عِقْدِ الْجلاد ، لكنَّ افْتِتَانَنَا هذا ، أتَى على مَراحِلَ ، وإنْ كانتِ الْمرحلةُ الأولَى هيَ استنكارُنا الدَّاخليُّ لِتِلْكَ الْمجموعة ، في طريقةِ الأداءِ واللَّحْن ، إذْ لمْ تتعوّدْ أسماعُنا وأنظارُنا على مجموعة من الأفرادِ يقفونَ حِذَاءَ بعضِهِمْ بعْضًا ، يُؤدُّونَ مقاطعَ مُتشابِهَةً وواحدَة ، وقدْ ألِفْنَا في أريافِنا سَماعَ فَنّانٍ واحِدٍ ، ليسَ أكثَر ، يَقِفُ أمَامَنا بِجِلْبَابِهِ الأبيضِ ، تَعْلُو رأسَهُ عِمامةٌ تَحْمِلُ ذاتَ اللَّوْنْ ، خاصَّةً وأنَّ الْبيئةَ الَّتي نشأنا فيها وقَدِمْنا منها هي ذاتُ الْبيئةِ الَّتي شَكَّلَتْ وأنتَجَتْ الأُستاذَيْنِ / عبد الله مُحمّد ، وعوض الْكريم عبد الله ، وما كانَ ليَدْنُوَ – وقتَها - أحَدٌ مِنْ بقيَّةِ مَنْ نعرفُهُم من الْفنّانين ، بأيِّ حالٍ من منزلتِهِمَا ، وإنَّ شَأوَهُما عندَنا منْ شَأوِ الأخرينَ لَجِدُّ بعيدْ .

***

Post: #77
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 08:29 AM
Parent: #76

***

وكذلكَ من أهْلينا : الْمُطرب / عبيـد محمَّد سعيـد ، الَّذي اشتُهِرَ قديمًا في مَنَاحي الْعَاصِمة بـ ( عبيد الرِّيشة ) ، أظُنُّ أنَّ تلكَ التَّسميةَ قدْ لَحِقَتْ بهِ لِرُقِّ عَظْمِهِ ، فهوَ مثلي نَحيلٌ جدًّا ، وفي الْحِسْبَةِ والْقَرابةِ ، هُوَ جَدٌّ لي ، كَوْنُهُ عَمًّا لِوَالدتي ، ورُغمَ ذا كانَ لا يُعْجِبُني صَوْتُه ولا يُطْرِبُني أبدا ، فلا أعلمُ لماذا ! ، رُبَّما يكونُ هناكَ خَلَلٌ في ذائقتي ، أوْ أنَّ اللَّحْنَ لَمْ يَصِلْ إلَيَّ بالطَّريقةِ الَّتي يَحْتاجُها إحساسي وَقْتَذَاكْ .

***

Post: #78
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 08:35 AM
Parent: #77

***

و ( جاد الله ودّ الْعقاب ) ، الَّذي تَغَنَّى في الإذاعةِ قديمًا ، كما ورَدَتْ إلَيْنَا أنباؤه ، وإنَّهُ لَيَحْفَظُ الْحقيبةَ ويتلوها على مَسَامِعِنا في ( الْحَفلاتِ ) بصوتٍ شجيٍّ ، لا يَفْرُقُهُ عَنْ تاليها الأساسيِّ ، سِوى أنَّ الأخيرَ كَثُرَتْ شُهْرَتُه ، ونَحْنُ أطفالٌ آنَذَاكَ ، شُعْثًا غُبْرا ، لَمْ نغسِلْ وجُوهَنا جيِّدا ، وإنْ غسلناها تركْنَا نِصْفَها ، وكَذَلِكَ نَفْعَلُ بأرجُلِنا . وسراويلُنَا الْقصيرةُ فُوَيْقَ رُكَبِنَا ، نأتي الْحَفْلَ وفي أغلبِ الأحيانِ ، قد قُدَّ مَا يَسْتُرُ عَوْرَاتِنَا من قُبُلِهَا وقُدَّامِها ، ولا نَحْفَلُ لِذلكَ أبدًا .إذْ لا تبينُ الْعَورةُ مِنَّا إلا حينَ جُلُوسِنا ، لأجْلِ ذا يجتَهِدُ الْواحِدُ منَّا ، مُثَابِرًا بَيْنَ خَيَارَيْن : وقُوفِهِ طَوالَ الْحَفْل ، حَتَّى لا تَبَانَ سَوْءَتُهْ ، أوْ يَجْلِسَ مُنْكَفيءَ الرُّكبتَيْنِ ، مَضْمُومَهُمَا .

***

Post: #79
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 08:41 AM
Parent: #78

***

وكما يَقُولُ ابنُ عَمِّي ، عُثْمان ، في استذكارِهِ لتِلْكَ الْمواقفْ :

- يا سلااااام ، ديك أيَّام جميلة ، ياخي اللَّباس تلقاهو كُلُّو كويس وما فيهو أيِّ شرطة ولا قَدَّة ، إلا الْحِتَّة ديك ، ماني عارف لي شنو ! ، باللهِ التَّقول التَّرزي دا قاصِدنا . ثُمَّ تَزدادُ ضحكتُهُ مقدارَ شِبْرٍ مِنْ أُولاهَا : ههههههههههههه .
أظُنُّهُ يَضْحَكُ لِحالِنا تلك .

***

Post: #80
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 07-31-2009, 09:02 AM
Parent: #79

***

وكذلكَ المُطرب / خير السِّيد ، نَعْشَقُهُ جدّا . وإبراهيم صديق . وإبراهيمُ هذا ، هُوَ ابنُ أُختٍ للمُطربِ / عوض الْكريم عبد الله ، وأظُنُّهُ لَوْ تُرِكَ يَذْهَبُ للإذاعةِ في زمانِهِ ذاكَ ، لأضْحَى جِدًّا واسِعَ الشُّهرةِ ، مِثْلَ خالِهِ تمامًا ، فصَوْتُهُ – بعدُ ، أعلَمُهُ – مُرْهَفٌ وبهِ تَحْنانٌ لأبْعَدَ ما يكون ، وما أزالُ أذكُرُ جَلْسَاتِنا معهُ وإخوتنا ، بقريتِنا ( تُورس ) ، جالسينَ حينَها ببصٍّ قديمٍ مُكَسَّرةٌ أبوابُه ، يحتَلُّ مكانًا أماميًّا بالْقَريةِ ، يَلْفِتُ نظرَ كُلَّ مَنْ أتَى ( تُورسَ ) ، في مُناسباتِها مُسلِّمًا ، أو مُعَزِّيًا ورافعًا ( لفاتِحةٍ ) فارقَ صاحِبُها الدَّارَ الْفانية . نجْلِسُ في ذاكَ ( الْبَصِّ ) تَتقدَّمُنا دُفُوفُنا ، ولا يُؤانسُنا شيءٌ غيرُ الشَّدْوِ والْغِنَاءْ .

***

Post: #81
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: كمال علي الزين
Date: 07-31-2009, 09:14 AM
Parent: #80

(*)

والراحل المقيم (أحمد الطيب) الفنان الضخم من نواحيكم ..

وكمان :

(المكاشفي) من قرى الحلاويين ..

و(أحمد ) صاحب الشلوخ العجيبة الغريبة الشكل
أظنه من (الدبيبة الدباسين) ..

ثم ليس ببعيد عن نواحيكم (عبدالوهاب الصادق) ..

و(بادي ) العظيم ..

واصل شحتفتنا ..

ولا تنسى أن تضم ركبتيك جيداً (ماناقصين فضايح)..

):

محبتي ..

Post: #82
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: مصدق مصطفى حسين
Date: 07-31-2009, 09:24 AM
Parent: #79

الحبيب محمد زين
يا راجل يازين
هذا البوح يفوح شذاه غامرا المكان و معطرا الزمان ،
أنا قاعد هنا من بدرى لكنى لا أجيد التعبير دوما عما بنفسى
و خصوصا فى مثل هذه الحالات الباهره ...


حضور دائم .

Post: #83
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: د.محمد حسن
Date: 07-31-2009, 12:09 PM
Parent: #82

الشفيع الشين

احبك

Post: #84
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: ابو جهينة
Date: 07-31-2009, 01:18 PM
Parent: #83

تحياتي محمد

Post: #85
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: abubakr
Date: 07-31-2009, 02:14 PM
Parent: #84

لم اكن اعرف اني لصبر كالذي داهمني اليوم وانا ارحل من سطر الي اخر اعافر حروفا عربية مشكلة "فيها تشكييل" (وانا لعجمة اصيلة بيني وبين التشكييل فراسخ وقانع بالذي كما يكتب في الصحف السيارة وشاشات الكمبيوتر ) واتمهل عمدا خشية ان ينتهي هذا البوح الاسر واعود الي كم هائل من عناوين تحمل في جوفها لفظ قاس او فالت او رجم للاخر..اثابك المولي خيرا فلقد زدتني معرفة وجعلت من بعض يومي هذا الممل في غربة مستدامة طالت عمرك جميلا فانت جميل ...

Post: #86
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 03:45 AM
Parent: #85

( * ).

Post: #87
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 07:08 AM
Parent: #86

Quote: والراحل المقيم (أحمد الطيب) الفنان الضخم من نواحيكم ..


لكَ الله يا كمال ، فأحمد الطَّيِّب هذا من أجملِ الفنّانينَ صوتًا وأعْذَبُهُمْ أداءً ،
وهوَ من مدينة طابتْ . لكنِّي لم أحضر لهُ حفلا ، وأنا حكيت عن الفنّانينَ الَّذينَ
حضرنا ( حفلاتهم ) مُباشرةً ، ووصفتُ حالنا أثناءَ حُضُورِنا لهم ذاك ، وجميعهم
من أقاربِ والدتي.

Quote: وكمان :

(المكاشفي ) من قرى الحلاويين ..


نعم ، هُوَ من أقاربي ، واسمه المكاشفي محمّد بخيت ، من قرية * ( جبل باري ) ، وهيَ أوّل قرية شمال قريتِنا ، إذْ تبعدُ عنَّا مقدارَ ( 3 كيلو ) ، فصوتُهُ جميلٌ جدّا .

Quote: و( أحمد ) صاحب الشلوخ العجيبة الغريبة الشكل
أظنه من (الدبيبة الدباسين ) ..


هذا لم أتعرّفْ إليهِ ، ولا أظُنَّني قد حضرتُ لهُ حفلا .

Quote: ( ثم ليس ببعيد عن نواحيكم (عبدالوهاب الصادق) ..).


ذاكَ جميلٌ جدًّا ، تأثّرتُ ذاتَ مَرَّة حينما رأيْتُهُ على إحْدَى الْقَنواتِ الفضائيّة ، وقدْ ألَمَّتْ بهِ
عِلَّةٌ أوْدَتْ بِصَوْتِه.

Quote: ( و( بادي ) العظيم ..) .


ومَنْ مِنَّا لا يَعْرِفُهْ ..؟.
فذاكَ رجُلٌ لا يُعلى عليه ، فهوَ كما أسلفَ بعضُ أصدقائي ، أنَّهُ يغني الحقيبةَ ، كما يجب أنْ تُغَنَّى ،وبكُلِّ أسفٍ لم أحْضُرْ له حفلا .
والَّذينَ ذكرتُهم هنا ، هؤلاءِ هُمُ الَّذينَ حضرتُ لهم ( حفلات ) ، في حِلَّتْنا ، أو في قُرانا التَّانية من أهلِ الوالدة ، زَيْ ( شكيرة الوادي ) ، وهيَ موطن الإبداع ، ثمّ تورس ، شكيرة حاج الصّافي .فديل يا كمال الحضرتَ ليهم أنا حفلات هناك ، بعضها خربوهو الشّباب ، وبعضها تمّت لي الصّباح بدون ما يخربوها سُكَارَى قَوْمِنا.


Quote: ( واصل شحتفتنا ..) .


أبْشِرْ ، يا كمال .

Quote: ولا تنسى أن تضم ركبتيك جيداً ( ماناقصين فضايح ..).


هههههههههههههههههههههههههههه .
وكما تقولُ جدَّتي : ( الله يجازي مِحَنَك آكمال ) ، جَعَلْتَني أرْدِفُ
رِجْلًا فَوْقَ أُخْرَى ، هذا الصَّباحْ .

Quote: ( محبتي ..)


أضعاف تلكَ الَّتي عندَك .

تقديري .





____________________

* جبل باري : أصلُها ( جيب الباريء ) ، أيْ ما أتَى بهِ ربُّنا ، لكنَّ أهلَنا ينطِقُونَها كما
بَدَتْ صورتُها أعلاه .

Post: #88
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 07:17 AM
Parent: #87

Quote: الحبيب محمد زين
يا راجل يازين
هذا البوح يفوح شذاه غامرا المكان و معطرا الزمان ،
أنا قاعد هنا من بدرى لكنى لا أجيد التعبير دوما عما بنفسى
و خصوصا فى مثل هذه الحالات الباهره ...
حضور دائم .



الْعزيزُ / مُصَدَّق مُصطفى حُسيْن .
تلكَ قلادَةُ شرفٍ لي يا صديقي / مُصَدَّق ، ولا يُنازعني فيها أحَدْ ، وأنا فخورٌ بمجيئِكَ هذا ، فأكْثِرْ لَنا منهْ ، ويُشَرِّفُني بأنْ راقَكَ أُسلوبي .
مودَّتي .

Post: #89
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 07:21 AM
Parent: #88

Quote: الشفيع الشين

احبك .


د. محمَّد حسن ، الْجميل.
وأنا أكثر حُبًّا لكَ ، بَلْ ، وأشدّ .

ولكَ مِنِّي :
تقديرٌ كُلَّما تَفَتَّقَتْ جَوانبُه ، رتَّقَتْهُ الْعافية .

Post: #90
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 07:25 AM
Parent: #89

Quote: ( تحياتي محمد ) .



مرحبًا بِكَ ، يا أبا جُهيْنَة ، تُسْعِدُني جدًّا رؤيا حُرُوفِكْ ، وقِراءتكْ .
تقديري أيُّها اللَّامِعْ .

Post: #91
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 08:20 AM
Parent: #90

Quote: ***
م اكن اعرف اني لصبر كالذي داهمني اليوم وانا ارحل من سطر الي اخر اعافر حروفا عربية مشكلة "فيها تشكييل" (وانا لعجمة اصيلة بيني وبين التشكييل فراسخ وقانع بالذي كما يكتب في الصحف السيارة وشاشات الكمبيوتر ) واتمهل عمدا خشية ان ينتهي هذا البوح الاسر واعود الي كم هائل من عناوين تحمل في جوفها لفظ قاس او فالت او رجم للاخر..اثابك المولي خيرا فلقد زدتني معرفة وجعلت من بعض يومي هذا الممل في غربة مستدامة طالت عمرك جميلا فانت جميل ...



أُستاذ / أبو بكر .
شاكرٌ لكَ إتحافَكَ إيَّايَ بتلكَ الْمُفرداتِ الَّتي أتمنّى أنْ تجدَ فِيَّ ، ما ظننتَه ، فلا تَبتئسْ أخي ، فكُلُّنا مَعَ الْعربيَّةِ أعاجمُ ، في علومِها جميعًا ، نحوِها وصرفِها ، وَلَمْ نَفْقَهْ منْ بحرِها إلا يسيرَ جُمَلْ .
وعلى سيرةِ الْعربيَّةِ وعلومِها ، أهديكَ هذهِ الطُّرْفةَ النَّحويَّـة ، قرأتُها في إحْدَى كُتُبِ النَّحوِ قديمًا .
فقدْ حُكِيَ أنَّ نحويًّا سألَ نَحَويًّا آخرَ :
- هلِْ الظَّـبيُ نَكِرَة ، أمْ معرفة ؟ .
أجابَـهُ الآخـر :
- إنْ تَمَّ وَضْـعُـهُ مشويًّا على مائدةٍ أمامي هُنا ، فهوَ بلا شَكٍّ معرفة .وأمَّا إنْ كانَ يجري في
الصَّحراءِ ، فهوَ نكرة .

الْعزيز / أبو بكر .
عاجزٌ وَرَبِّي عنْ ردِّ عاطرِ ثنائكَ ذاك .

تحيَّتي .

Post: #92
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:08 AM
Parent: #91

***

وبكري بخيت الزّين ، أقربُهُمْ إلَيْنا مَعَزَّةً وعُمرا ، كَوْنُهُ حَدِثَ السِّنِّ فيهِم ، رُغمَ أنَّهُ يفوقُنا بأكثرَ من عشرِ سنوات . وَلَمْ نَزَلْ نأسَف على فقْدِنا لهُ ، فقدْ خرجَ مِنّا في باكورةِ صباهُ ولمَّا يرجع بعدُ .وإلَى حِينِنَا هذا ننتظِرُهُ بَيْنَ فَيْنَةٍ وأُخْتِها .
فَحَفْلُهُ ماتِعْ ، ما لَمْ يُفْسِدْهُ لَنا شاربُ خمْـرٍ ، أوْ عِرْبيـد ، حينَ اتِّكائهِ على مُسْكِرٍ أذْهَبَ عَقْـلَه ، فجعلَـهُ يرَى كُلُّ فـردٍ بالْحَفْلِ ، ثلاثًا ثلاثا . فكثيرٌ مِنّا ، رأيْتُهُمْ يمتهِنونَ خرابَ ( الحفلات ) ، وباتتْ عادةً لخفيفي الرَّأسِ حينَ سُكْرِهِم ، فما إنْ يشربَ أحَدُهُم كأسًا واحدًا ، إلا ويأتينا مَساءً ، فاردًا سُبّابتُهُ الْيُمْنَى ، مُتَوَعِّدًا :
- واللهِ ، عِلّا أفرتكْ ليكُنْ الْحفلة دي اللّيلة ، هِعْ ، هِعْ .

***

Post: #93
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:11 AM
Parent: #92

***

وهوَ لا يَقْوَى على الْوقُوفِ حَتَّى . فَيَشْتَبِكُ في أقربِ الأقربينَ إليهِ دُونَ سببٍ وجيهٍ يُذكر ، ثُمَّ يَبْدَأُ الضّربُ بيْنَ الْجانبيْنْ ، فيكونُ لِوَجْهِ صَاحِبِنَا النَّصيبُ الأوْفَى من تلكَ الْمُلاكمةِ ، غَيْرِ الْمُتكافئة.

Post: #94
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:14 AM
Parent: #93

***

وكُنتُ دائمًا أرَى أنَّ السُّكارَى لا يُخَرِّبُونَ ( الْحفلاتْ ) ، إنَّمَا غيرُ السُّكارى أوِ الْواعينَ مِنَّا ، همُ مَنْ يفعلونَ ذلك ، ومَا ضَرّهُمْ لوْ أخَذوا هذا السِّكِّيرَ وَنَأَوْا بِهِ إلى وادٍ بعيدٍ ، غَيْرِ ذي أُناسٍ وحَفْلٍ ، لِيُحاسِبُونَهُ فيه ، قُلْ لي بِرَبِّكَ : ما ضَرّهم ! .

***

Post: #95
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:22 AM
Parent: #94

***

والْكُلُّ في يَقينِهِ أنَّ السِّكِّيرَ لا يَقْوَى على مُبارزَةِ طِفْلْ ، لأنَّ تلكَ الَّتي أدارَ راحَها قَبْلَ وُصُولِهِ إلَيْنَا ، قد شغلتْ دِماغَهُ وأزْرتْ بِجِسْمِه . لكِنَّ مُصيبةَ بعْضِنَا ، يُحِبُّ أنْ تتنَدَّرَ بهِ الْفتياتُ في الْيَومِ الَّذي يَعْقُبُ الْحَفلَ :
- والله آعَلويَّة ، أكَّان شُفْتي ( ودّ الْجفران ) !!.
- أها مالو آآ رابحة ؟.
- هَيْ ما قال كَدي شالِّيك ( ودّ النّمِتِّي ) ، شالو ليك كَدي آيُمَّه لي فوق وخبتْلِكْ بيهو الواطة .
- نانْ في شنو لكين ؟ .
- قال بِدُور يخرِبْلَنَا الْحفلة !.
- إستاهل آحبيبة ، عَجَبني ليهو تَبْ وسَرَّ بالي ، أريتَا رَجَالةْ الرُّجال لي حَدَّهُنْ .

***

Post: #96
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:33 AM
Parent: #95

***

وتَجِد الْمُتَنَدَّرَ عنه ( ودَّ الْجَفْران ) ، في اليومِ التَّالي ، يَمشي بِخُيَلاءَ في الْحِلَّة مُتَضَرِّعًا ، مُتَمَخْترا ، خاصَّةً عندَ رؤيَتِهِ اللائي حَضَرْنَ الْحَفـلْ ، فتَراهُ يُقَدِّمُ رجلًا بِبِطْءٍ مُتَعَمَّدْ ، ويُؤخِّرُ أُخرى ، راميًا بَصَرَهُ ناحيَتَهِنّ ، ويُصْلِحُ من وَضْعِ ( طاقيَّتِه ) بَيْنَ كُلِّ ثانيةٍ وأُخرى ، مَعَ أنَّ وضعَها لا يَحْتَاجُ إلَى تصليحٍ يُذْكَر ، وكأنَّهُ هزَمَ جَيْشًا جَرَّارًا في لَيْلَتِهِ تلك .
وصاحبُنا السِّكيرُ ، لا يتذكَّرُ من أمْرِ الْحفلِ شيئا !.

***

Post: #97
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:44 AM
Parent: #96

***

هذا ما عَلِقَ بِذاكرتي من الَّذينَ حضرْتُ لهم حَفلا ، في تلكَ الْحِقْبَةِ من الأزمنةِ الْبعيدة ، فالأسماءُ أكثَرُ من الَّتي أتَيْتُ بها هُنا ، لأنَّ معظمَ أهلِنا هُناك ، يُغنُّونَ على السّليقة ، وأصواتُهم ، كما أرَى جميلة ، وكثيرونَ يحفظونَ حقيبةَ الْفنِّ – إنْ لَمْ أكُ مُبالِغًا - عَنْ بَكْرَةِ أبيها ، وأيُّ واحِدٍ منهم يَسْتَطيعُ أنْ يُقيمَ لكَ حفلًا : (كما يُقولُونَ : حَدَّها الصَّباح ) .

***

Post: #98
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:47 AM
Parent: #97

***

ومُذْ رأتْ أعيُنُنا الدُّنيا وجدناهم على تلك الْحالة ، لا يُدرِكُونَ طبقاتِ أصواتِهِم ، ولا يُهِمُّهم في أيِّ مَدًى تَقَعُ ، لكنّكَ إنِ استَمَعْتَ إلَى أحَدِهِمْ ، فإنَّ صوْتَهُ لَسَاحِرُكَ بلا شَكّ ، وما أزالُ أتَذَكَّرُ بعضَهم حينَ رَوَاحِهِ من خَلائِهِ مَسَاءً ، فتجدهُ يُغرِّدُ في الطَّريقِ كَبُلْبُلٍ لا تَودُّ سُكُوتَهُ أبدا .

***

Post: #99
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 09:58 AM
Parent: #98

***

وأمَّا نَحْنُ ، وفي سِنِيِّ طُفُولتِنا الأُوَلْ ، يَقُودُنا اللَّحْنُ الْجميلُ أكثر مِن الْمُفردةِ ذاتِها ، إذْ لا يَهْتَمّ أكْثَرُنا لها .

Post: #100
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 10:05 AM
Parent: #99

***

والشَّيءُ - يَقُولونَ - بالشَّيءِ يُذْكَرُ ، فأذكُرُ أنَّ شِبلًا صغيرًا مِنّا ، سمِعْتُهُ يغَنِّي بِصَوْتٍ عَذْبٍ جَهُور ، فانْضَمَمْتُ إلى جِلْسَتِه ، فَوَجدتُهُ مُتناوِلًا أُغنيةَ الفنّانِ الْمرحوم ، صلاح أحمد عيسى ، طَيَّبَ اللهُ قَبْرَهُ بشآبيبِ مَغْفِرةٍ لا تَنْقَطِع ، هكذا :
- إتَّـا حبيبي أنا بَأُوّا ، لأنَّك إتَّـا ، إتَّا إتَّـا مصيبي ، يا حبيبي ، أنا بَأُوّا .
وأنا أُكَرِّرُ خلفه بذاتِ الَّذي أسمعُهُ منه .
ثُمَّ يُواصل صديقي :
- سِهِرْتا ليلنا ، وكَمَانْ ليالي ، أنَا والظّروف وَمَعَايْ خيالي ، أنا بأُوّا ....
وبقيَّتُها كَذلك ، تأتي على ذاتِ التَّكسيرِ الَّذي تَرَوْنَه .
ورأفَةً بأسماعِكُم ، فَلَنْ أُكْمِلَها لكم .

***

Post: #101
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 10:09 AM
Parent: #100

( * ) .

أُواصِل.

Post: #102
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 10:29 AM
Parent: #101

***

فصَوتُهُ نَدٍ وجميلٌ جدّا ، وأطربَني – في حينِها - كثيرًا ، لكنّهُ لا يَحْفَظُ الْمفرداتِ جَيِّدًا ، وكما تَرَى ، سيِّدي الْقاريء الْكَريم ، أنَّهُ حَرَّفَ الأُغنيةَ عَنْ مَوَاضِعِها ، وعمّا كانَ عليهِ أصلُها ، ولعلَّ أحدًا لا يَكادُ يَتَخيَّلها أبدًا أنْ تأتيَ على هذا الشَّكْلِ ، لكنَّ الأمرَ وَارِدٌ لكلِّ مَنْ لا يُكَلِّفُ نفسَهُ عَناءَ الْحِفْظ . ولوْ قدْ كانَ سِمْعنا آنَئذٍ صاحبُها ، لأوْسَعَنا ضرْبًا وشتما ، ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا ، حِينَ غَفِلَتْها تلكَ الْفتاةُ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها .

***

Post: #103
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 10:34 AM
Parent: #102

***

وهذا ما عَمَّقَ فِيَّ أنَّنا كُنّا نَهْتمُّ باللَّحْنِ الَّذي يَصِفُ دَواخِلَنا ويَجْعَلُهَا تَهْتَاجُ بِشِدَّة ، أكثرَ من مُفردةِ الأُغنية . وشيئًا فشيئًا عَلِمتُ أنَّ صاحِبَها كانتْ تَبْدُو عِنْدَهُ هكذا :
- أنا بهواك ، يا حبيبي ، لأنَّك إنتَ إنتَ نَصيبي يا حبيبي ... إلَى آخِرِها .

Post: #104
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 10:56 AM
Parent: #103

***

وليسَ لديَّ عِلْمٌ كافٍ إنْ كانَ صديقي قدْ عَلِمَ بِصَوَابِها مُؤخَّرًا ، أمْ ما يزالُ بَاقٍ على جَهْلِنَا الأوَّلِ وضلالِنَا الْقديمِ ، الَّذي تَفَارَقْنَا وتَرَكْتُهُ عليْه . وكُلُّ الَّذي أذْكُرُهُ ، أنَّ سُرْوَالَ صديقي هــذا كانَ جديدًا وقتَها ، اشْتراهُ لهُ أبوه ، فقدْ صَادَفَ يومُنا ذلك أيَّامَ استلامِ الرَّاتب من ( مكتب تُورس ) أو فيما يُعْـرَفُ ( بِصَرْف الْفَرْدي ) ، فمعظمُ أهْلِنا مُزارعون ، وتلكَ الأيَّام دائمًا ما تَجِدُنا نُرَدِّدُ فرِحينَ ، منذُ صباحِها الْباكِرْ ، وقُبيْلَ أنْ يَسْتَلِمَ آباؤنَا الدُّرَيْهِمات :
- اللَّيْلَة الصَّرِفْ ، حُمارْ أبُويْ بِنْعَرِفْ .....
ثُمَّ نُكَرِّرُها جيئةً وذهابا ، أو ، ذَهابًا وجيئة ..

Post: #105
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-01-2009, 11:07 AM
Parent: #104

***

فَأكْثَرُ ما نَحْتاجهُ حينها أنْ نَرَى الْمَوزَ ، مَفْروشًا على الأرضْ ، فنُخْبِرُ آباءَنا بشرائهِ لَنا ، فليسَ من مُنْطَلقِ إنَّهُ ( أكلُ الْفلاسِفة ) ، أوْ لِشَيئٍ من هذا الْقَبيل ، لا أبدًا ، فلمْ نَكُ نَدْرُس الْفلسفةَ بعدُ ، وليسَ لَدَيْنا فكرةٌ عنها.
لَكِنَّا نراهُ يُعَبِّرُ عَنَّا تمامًا ، وخَيْرَ مُنْصِفٍ لِفَرْحَتِنا تلك .
فَشُكْرًا ، سيِّدي الْمَوْز ، وتُعْسًا ، ثُمَّ تُعْسًا للتُّفَّاحِ الَّذي لَمْ تَرَهُ أفْواهُنا ، إلا بعدَ أنْ هَرِمَتْ أسْنانُنَا .

***

Post: #106
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-01-2009, 08:59 PM
Parent: #105

قاسم مشترك آخر
يا أنا
ضمن عديدها بيننا

عقد الجلاد
ويا له من عقد نضيد


كنا بيافع أيامنا حينها،
وكذا كان العقد الذي التأمت حباته

ودعني أعد إلى وقت ومكان لا يفصله عنا سوى دقائق معدودات في أصابع الزمان
حيث يقطن بدار الخال
(عبد الرحمن المهل علي)
صاحبنا (أنور عبد الرحمن المهل علي)
بمعية
(أستاذ الأجيال: النذير، معتصم، الهادي طيب الله ثراه، تماضر، إخلاص، وأخيراً عادل روح البيت ونوره)
وهي دار ممتدة
راسخة الأقدام
في ثرى الطيبة
متغلغلة في ثناياها
كديار أهل السودان قاطبة
وهي دار ترحاب بالغادين
والرائحين
لا تخلو البتة من الأهل والأصدقاء و...الخ
لا لموقعها الذي تقابله أول ما تدلف من (المحيريبا)
أو يودعك حين تغادر هرولة و(عادل) يلاحقك
بالبكاء
أو الشتم
أو الحجارة
أو ما تيسر
(حرداً) منه على مغادرتك...

دعني أعد قليلاً إلى أيام (مذاكرتهم) للدرس إبان امتحانات الشهادة السودانية في زمان ما
(أنور، صديق عينه، صديق أبو)
وذلك بمنزلنا
وحينما يشتد بهم رهق القراءة يعمدون إلى خلخلته بالشدو
فتسمع أكورديون (عينه) وصوت (أنور) و (شتارة أبو)
فندفع الباب الموارب لنغرف من جمال أرواحهم
غناء مستطاب
و(قفشات) لا تتوقف
وكذا لنظفر بالفول المدمس
والتسالي
وغيرها مما لذ وطاب وتبقى،
فتأتينا أمي لتنتهرنا
تفرقنا وتوقف (قلة الأدب) على حد قولها
وتخرج منا ضاحكة مستبشرة متبوعة بـ (قفشات عينه)
و (مكنات أنور)
وضحكات (أبو)


والتأمتُ غير بعيد عن ذاك الزمان بـ (أنور) وصحبه في عقد الجلاد وكانوا حينها يشقون الدرب إلى الأذهان بغناء لا يشبهه غناء وكيفية غير مسبوقة في بلادنا
كانوا حينها (العزابة منهم) يقطنون خلف قصر الشباب والأطفال ببانت ويفصل بينهم والقصر خور ضخم يفتح عليه بشكل مباشر بيتهم (بيت العزابة)
وقطنت معهم لوقت قصير استمتعت فيه بصحبتهم التي لا تمل
ورأيت عن كثب ما يعانون جراء السهر والبروفات المتصلة
لكنهم لا يملون ذلك
لأهدافهم الجميلة التي تكفي لتكون عوناً لهم على مجابهة كل كلال الكون بابتسامة وثقة في العبور وترسيخ هذا الاسم الجميل بأرواحنا..

نعم سعدت بهم أيما سعادة
فتلك أيام تعين على إطلاق قول أن في الحياة متسع للجمال
ويستمر ذلك
بهم
وبك يا أنا
بالعابرين
فلكم التحايا والمحبات كلها







هامش:
التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له،
فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه
فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل
وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة)
فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي)
ودمت نبراسا...

Post: #107
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 08-02-2009, 10:52 AM
Parent: #106

Quote: هامش:
التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له،
فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه
فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل
وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة)
فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي)
ودمت نبراسا...

Post: #108
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: اسامة دفع الله ابوالحسن
Date: 08-02-2009, 11:21 AM
Parent: #107

(*)
استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان
كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى
أسامة

Post: #109
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 03:59 AM
Parent: #108

Quote: قاسم مشترك آخر
يا أنا
ضمن عديدها بيننا

عقد الجلاد
ويا له من عقد نضيد


كنا بيافع أيامنا حينها،
وكذا كان العقد الذي التأمت حباته

ودعني أعد إلى وقت ومكان لا يفصله عنا سوى دقائق معدودات في أصابع الزمان
حيث يقطن بدار الخال
(عبد الرحمن المهل علي)
صاحبنا (أنور عبد الرحمن المهل علي)
بمعية
(أستاذ الأجيال: النذير، معتصم، الهادي طيب الله ثراه، تماضر، إخلاص، وأخيراً عادل روح البيت ونوره)
وهي دار ممتدة
راسخة الأقدام
في ثرى الطيبة
متغلغلة في ثناياها
كديار أهل السودان قاطبة
وهي دار ترحاب بالغادين
والرائحين
لا تخلو البتة من الأهل والأصدقاء و...الخ
لا لموقعها الذي تقابله أول ما تدلف من (المحيريبا)
أو يودعك حين تغادر هرولة و(عادل) يلاحقك
بالبكاء
أو الشتم
أو الحجارة
أو ما تيسر
(حرداً) منه على مغادرتك...

دعني أعد قليلاً إلى أيام (مذاكرتهم) للدرس إبان امتحانات الشهادة السودانية في زمان ما
(أنور، صديق عينه، صديق أبو)
وذلك بمنزلنا
وحينما يشتد بهم رهق القراءة يعمدون إلى خلخلته بالشدو
فتسمع أكورديون (عينه) وصوت (أنور) و (شتارة أبو)
فندفع الباب الموارب لنغرف من جمال أرواحهم
غناء مستطاب
و(قفشات) لا تتوقف
وكذا لنظفر بالفول المدمس
والتسالي
وغيرها مما لذ وطاب وتبقى،
فتأتينا أمي لتنتهرنا
تفرقنا وتوقف (قلة الأدب) على حد قولها
وتخرج منا ضاحكة مستبشرة متبوعة بـ (قفشات عينه)
و (مكنات أنور)
وضحكات (أبو)


والتأمتُ غير بعيد عن ذاك الزمان بـ (أنور) وصحبه في عقد الجلاد وكانوا حينها يشقون الدرب إلى الأذهان بغناء لا يشبهه غناء وكيفية غير مسبوقة في بلادنا
كانوا حينها (العزابة منهم) يقطنون خلف قصر الشباب والأطفال ببانت ويفصل بينهم والقصر خور ضخم يفتح عليه بشكل مباشر بيتهم (بيت العزابة)
وقطنت معهم لوقت قصير استمتعت فيه بصحبتهم التي لا تمل
ورأيت عن كثب ما يعانون جراء السهر والبروفات المتصلة
لكنهم لا يملون ذلك
لأهدافهم الجميلة التي تكفي لتكون عوناً لهم على مجابهة كل كلال الكون بابتسامة وثقة في العبور وترسيخ هذا الاسم الجميل بأرواحنا..

نعم سعدت بهم أيما سعادة
فتلك أيام تعين على إطلاق قول أن في الحياة متسع للجمال
ويستمر ذلك
بهم
وبك يا أنا
بالعابرين
فلكم التحايا والمحبات كلها



الْحبيب / بلّه .
كيفَ حالك والأُسرة ، عساك في غاية الانبساط .
وأشكُرُ لكَ هذا التَّداعي الجميل ، والذِّكريات العطرة مع ذاك العقد المنضود ، والَّتي تخيَّلتُ كُلَّ حرفٍ فيها .
وذكّرتني بي خالنا الصَّغير ( عادل عبد الرّحمن) ذاكَ الرّجل النَّقيُّ السَّريرة ، فما فتئتُ أذهب إلى حبيبتِنا ( شكيرة الْوَادي ) ، إلا وقابلتُهُ وسلّمتُ عليه ، وكثيرًا ما أذهبُ وأجده في بيت خالنا وأُستاذنا / النّذير عبد الرَّحمن ، حينما أكونُ قاصدًا / عمادَ ابنَهُ ( بيني وبينك أولاد النَّذير ديل أولاد مُثقَّفين ، فأنا كنتَ بجي من سليم ، وبشيل منّهم الألْغاز عشان أقراها ، وأرجِّعا ليهُنْ ، هههههه) ، حيثُ تجدُني بصُحبةِ ابن خالي / مجدي بدر الدّين على مُصطفى ، الَّذي تعلَّمتُ منهُ أيضًا الْخَطَّ الْعربي. للهِ دَرُّها من أيَّام يا بلّه . فشكيرة الْوادي نابغةٌ في كُلِّ شيء ، منها الْخَطَّاطونَ وعلى رأسِهِم خالنا ( أحمد عمر ، ثُمَّ أنور أحمد عمر ، ووالله لليلة بتذكَّر مكانُن الكانوا بقعدو فيهو في السُّوق العربي ، عشان يكتبو اللَّوحات ، وقابلت أنور كذا مرّة هناك . وكذلك : مجدي بدر الدّين ، العطا ودّ السيِّد ، خالد ودّ السيِّد ، ......... والقائمة تطول ) ، ومنها الفنَّانون : ( محمَّد عبد الحميد ، عوض الكريم ، عبد الله محمّد ، أنور ، بكري ، سيف اليزل عبد الله محمّد ، حامد محمّد سعيد ، سامي عبد الله محمّد ... ) ، ومنها الْمادحون : ( أولاد العيبة ، أولاد خالتي فاطمة الله يرحمها ) .


Quote: هامش:
التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له،
فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه
فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل
وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة)
فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي)
ودمت نبراسا...



أشْكُرُ لكَ ثقَتَكَ فيَّ يا رجل ، وأشكُرُكَ مُقدَّمًا على وضعَ اسمي فيه ، فإنَّ ديوانَكَ سيُزَيِّنُ اسمي وليسَ الْعكس ، فادفعْ بهِ إليَّ وسأقومُ باللازمِ صَوْبَهُ وتجاهَه ، وستجدُني بإذنِ اللهِ عندَ حُسْنِ ظَنِّكَ بي .
أمّا صديقنا الشّاعرُ الْفِطَحْل / عبد الإله زمراوي ، فما زلتُ أنتظِرُ حروفَهُ الْبائنةَ الْبيَانْ ، ولهُ قُدُمًا ، تحيَّاتي .

ثُمَّ أيْ ،
لكَ مَودّةٌ بأعمقِ ما تَراهُ الْقُلُوب .

Post: #110
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 04:13 AM
Parent: #109

حبيبنا ، يا أبَا قُصَيْ :

لكَ مِنِّي تَحيَّةُ الإخاءِ والْمَودّة ، لحُضُورِكَ ، الَّذي زيَّنني قُبَيْلَ حرفي .
وكُنْ بخيرٍ أبدا .

Post: #111
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 04:17 AM
Parent: #110

( * )

استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى
أسامة .

الْعزيزُ / أُسامة .
أشكُرُ لكَ إطلالَتَكَ من جديد ، وأشكُرُ لكَ طَلَبَكَ ذاك .
تَحايَا لكَ ولجميعِ الأهل .

Post: #112
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 04:17 AM
Parent: #110

( * )

استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى
أسامة .
Quote: ÍÈíÈäÇ ¡ íÇ ÃÈóÇ ÞõÕóíú :

áßó ãöäøöí ÊóÍíøóÉõ ÇáÅÎÇÁö æÇáúãóæÏøÉ ¡ áÍõÖõæÑößó ¡ ÇáøóÐí Òíøóääí ÞõÈóíúáó ÍÑÝí .
æßõäú ÈÎíÑò ÃÈÏÇ .



الْعزيزُ / أُسامة .
أشكُرُ لكَ إطلالَتَكَ من جديد ، وأشكُرُ لكَ طَلَبَكَ ذاك .
تَحايَا لكَ ولجميعِ الأهل .

Post: #113
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 04:30 AM
Parent: #112

Quote: Quote: ÍÈíÈäÇ ¡ íÇ ÃÈóÇ ÞõÕóíú :

áßó ãöäøöí ÊóÍíøóÉõ ÇáÅÎÇÁö æÇáúãóæÏøÉ ¡ áÍõÖõæÑößó ¡ ÇáøóÐí Òíøóääí ÞõÈóíúáó ÍÑÝí .
æßõäú ÈÎíÑò ÃÈÏÇ




مزْحَـة :
يا جماعة الْخرمجة حقتي الْفوق دي ما تشتغلو بيها كتير ، أنا زاتي ما عارف جات من وين ، وماني عارف دُسْتَ شنو عشان هي تطلع ، وماني عارف معناتَا شنو ، كل العارفو إنِّي ردِّيت على أخونا أُسامة ، وفجعَةً كَدِي ظهرتْ .
غايتو – واللهُ أعلم – المنبر دا الظّاهر عليهو مرَّات مرّات كِدَة بكون مسكون ( بي شياطين الْهَكَرْ ) .
أها اتْبَسْمَلو ( بسم الله الرّحمن الرّحيم ) ، وأدخلو سايْ ، وقولوا للهكر ( خليتك لي الـ لا نام لا أكل الطّعام ) ، وربّكم يجيب العواقب سليمة .

Post: #114
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 04:53 AM
Parent: #113

***

والأمثلةُ كثيرةٌ عندي ، في هذا الشّأنِ من حفظِنَا الرَّكيكِ والْمُخِلِّ للأُغنياتِ ، فبعضُها مُضْحِكٌ وبعضُها مُبْكٍ ، وما زلتُ أُقارِنُ في قرارةِ نفسي بيْنَ قَوْلِ بعضِنا قديمًا للأُغنيات ، وما عَلِمْتُهُ حينَ تَفَقَّهْنَا بِمُرورِ الزَّمَنِ فيها ، لكنَّ الَّذي أذكُرُهُ جَيِّدًا ، أنَّنا نُؤدِّي لَحْنَها بأصواتٍ جدّا ، شجيَّةٍ وعَذْبَة ، وأحسَبُنا لمَّا نَزْلْ .

***

Post: #115
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 06:19 AM
Parent: #114

***

ولمّا أصَبْتُ جانبًا يسيرًا منْ ضُرُوبِ الْعَربيّة، منْ الْمدارسِ والْخَلاوي والْمعاجم ، فاجأتني عِقْـدُ الْجلاد ، بمُفْرَداتِها الْقَويَّة ، الَّتي تَحْمِلُ الرِّسالةَ والْهَدَفْ . وأوَّلُ ما أثارَ استغربي فيها ، اسمُها : عِقْدٌ ، ثُمَّ ، جَلاد : جيمٌ مَفتوحة ، ولامٌ مفتوحةٌ أيضًا دونَ تشديد ، حتّى لا يُصْعَقُ مَنْ يَقرؤُها ، فقدْ كَفانا الزَّمنُ جَلْدًا وبِتْنَا لا نَحْتاجُ آخَرَ يُسانِدُهْ !.

***

Post: #116
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 06:37 AM
Parent: #115

***


وحقًّا - قديمًا - حرْتُ كثيرًا في أمرِ معناها ، أهِيَ من الْجَلْدِ والضَّرب ؟، أمِّنْ ضِخَامِ النَّخْلِ ؟ ، أمِّنْ الْجَلَدِ والصَّبْرْ ؟ ، أمَّا ما يَخُصُّ الْمَعنى الْقائل ، إنَّها : الإبلُ كثيرةُ اللَّبنْ ، فلم أكترِثْ لهُ ، واستبعدتهُ بِشِدَّةٍ عنِ الْمعاني ، معَ أنَّ ابْنَ الصَّامتِ - كما قرأتُ - أثبتَهُ قديمًا في كَلِمَةٍ مشْهُورَةٍ لَه :

أَدِينُ وَمَا دَيْنِي عَلَيْكمْ بِـمَـغْـرَمٍ *** ولَكِنْ عَلَى الْجُرْدِ الْجِلاَدِ الْقَرَاوِحِ .

وأرَاهُ كَسَرَ الْجيمَ فيها هكذا : ( الْجِلادْ ) .

وبيْنَ هذا التَّنازُعِ وذاك ، رَاقَنِي بَعْدُ ، أنَّها اخْتَارَتْ اسْمًا جميلًا ، ووصْفًا لِجَمْعِهِم هذا ، حَسَنا .



***

Post: #117
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 06:50 AM
Parent: #116

***

وحينَ اِتْيَانِها الْكثيرِ لمدينةِ ود مَدني ، دائمًا مَا يَفْصِلُنا عَنْهَا ، مبلغُ تذاكرِ الدُّخولِ لمسرحِ الْجزيرة ، إذْ كيفَ يَتأتَّى لنا ذلكَ وكلانا ، كَكَلٍّ على مَوْلاه ؟ ، ومَا مَنَعَنَا الإتيانُ للْمسـرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن !.

Post: #118
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 06:56 AM
Parent: #117

***

لكنَّي ! ، وصديقي ( بن جُنَيْد ) ، داهيَتَان لا نَعْدَمُ حَلًّا أبَدا ، وحَيْثُمَا كانَتْ كُنّا ، لِمَا بَيْنَنا وبيْنها مِنْ مَوَدّةٍ لا تَعْرِفُ الْفُتُورَ والْهَوَانْ ، فمسرحُ الْجزيرةِ – نَعْلَمُهُ - يُطِلُّ بناحيَتِهِ الشَّماليَّة ، على الْمَجْمَعِ الثَّقافيّ .

Post: #119
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 07:10 AM
Parent: #118

***

والْمَجْمَعُ الثَّقَافيُّ مَنَارةٌ ثقافيَّةٌ ، وعلميَّةٌ معروفةٌ بمدني ، يَرْقُدُ وَجْهُهُ قُبَالةَ شارعِ النِّيلْ ، يَنْشُرُ الْوَعيَ والثَّقافةَ ، ويَبُثُّهُما في النَّاسِ فَلَقًا وغَسَقا ، فَمَا ذَبَّ أحَدًا قَدِمَ إلَيْهِ فآبَ يَنْشُدُه ، وأيْضًا لَمْ يَكُنْ عَيَّابًا لِمَجيءِ أحَدْ .
كُنَّا حادِري الشَّبابِ آنَئذْ ، قَرَأنا من كُتُبِهِ عُلُومًا ، وأصَبْنَا كثيرًا منها ، فأهْدَى إلَى أذْهانِنَا خَصْبًا بعدَ إمْحَالْ ، ولَوْلاهُ لَدَقِعَتْ مَنابِتُ أفكارِنَا ، ولَباتَتْ جَدْباءَ بلا اخضِرارْ . يُحْذيكَ من الْفائدةِ خَيْرَها ، نارُهُ مَشْبُوبَةٌ ، وأبوابُهُ مَفْتُوحةٌ لكُلِّ مَنْ شَمَّرَ عَنْ ساعِدِهِ ، وَكَمِشَ إزَارَهُ للْعُلُومِ والْمُدارَسَةِ فيهْ .

***

Post: #120
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: اسامة دفع الله ابوالحسن
Date: 08-03-2009, 07:29 AM
Parent: #119

Quote: وحقًّا - قديمًا - حرْتُ كثيرًا في أمرِ معناها ، أهِيَ من الْجَلْدِ والضَّرب ؟، أمِّنْ ضِخَامِ النَّخْلِ ؟ ، أمِّنْ الْجَلَدِ والصَّبْرْ ؟ ، أمَّا ما يَخُصُّ الْمَعنى الْقائل ، إنَّها : الإبلُ كثيرةُ اللَّبنْ ، فلم أكترِثْ لهُ ، واستبعدتهُ بِشِدَّةٍ عنِ الْمعاني ، معَ أنَّ ابْنَ الصَّامتِ - كما قرأتُ - أثبتَهُ قديمًا في كَلِمَةٍ مشْهُورَةٍ لَه :

أَدِينُ وَمَا دَيْنِي عَلَيْكمْ بِـمَـغْـرَمٍ *** ولَكِنْ عَلَى الْجُرْدِ الْجِلاَدِ الْقَرَاوِحِ .

وأرَاهُ كَسَرَ الْجيمَ فيها هكذا : ( الْجِلادْ ) .

وبيْنَ هذا التَّنازُعِ وذاك ، رَاقَنِي بَعْدُ ، أنَّها اخْتَارَتْ اسْمًا جميلًا ، ووصْفًا لِجَمْعِهِم هذا ، حَسَنا .


الاخ محمد زين
صباحك زين
بخصوص اسم عقد الجلاد
هذا الاسم اتى على حسب علمي من ذلك العقد الذي يتكون من جلد حيوان
ذكي الرائحة ويربط بخيط ويعلق علي عنق الطفل في فترة التسنين
فكان الجدات يعلقونه على عنق الطفل لما يصاحب هذه الفترة من حكة في اللثة
فبدلا من يستعمل الطفل اي شئ اخر فيجد هذا العقد المعلق علي رقبته فيقوم بلدغه ويكون هذا العقد قد
قام بمهمتين
ازالة الحكة من اللثة
وترك رائحة زكية علي فم الطفل
ولا ادري هذا الجلد من اي الحيونات يؤخذ
ولكن كان يسمى عقد الجلاد
والله اعلم
اسامة
[/GREEN

Post: #121
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 07:34 AM
Parent: #119

***

ولاِرْتيادِنا الدَّائبِ لَهُ ، فَغَيْرُ خَافٍ عنِّي وصديقي دُرُوبَهُ ، وفي عِلْمِنَا أنَّ هناك زُقَاقًا ضَيِّقًا ، يَرْبِطُ بيْنَهُ ومسْرَحِ الْجَزيرة ، لا يسمِحُ بمُـرورِ واحدِنَا، مَا بالُكَ باثنَيْـنْ ؟! ، يُفْضِي إلَى حائطٍ حَـوْشٍ مكسورْ ( شَرَمة ) . لا يعلمُهُ كثيرُ قَوْمٍ هناك ، فَأشَرْتُ لصديقي بهْ ، ثُمَّ ، قَامَ كِلانَا بِتَحْويرِ فائدةِ هذا الزُّقاقِ وقتئذٍ لِتُناسِبَ أغراضَنا الْخاصَّـة ، وقدْ كانَ أعْوَنَ لَنا في دخولِ الْمسرحِ خِلْسَةً من الْخَلْفْ ، إذْ يقعُ في الْجِهَةِ الشَّماليَّةِ والْمُعاكِسَةِ للْبَابِ الرَّئيسيِّ للمَسْرَحْ ، تَسَلَّلْنَا من ذاتِ الْجِهَةِ دونَ اكتراثٍ مِنْ أحَدْ ، لنستَمِعَ إلى شدوِ تلكَ الْمجموعة .
ولمَّا أدمنَّا دخولَ الْمسرحِ من تلكَ النَّافذة ، كانتْ دهشتُنا باديةً حينما أتينا مرَّةً فَوَجَدْنَاهم – لسوءِ حَظِّنا - أغلقوها ، فَصِرْتُ تَئِقًـا مَئِقـًا لِفعلِهِم ذاك ، لأنَّهم طَمَسُوا سَبيلَنَا الْوَحيدَ الَّذي نَعْلَمُهْ .

***

Post: #122
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 07:50 AM
Parent: #121

Quote: الاخ محمد زين
صباحك زين
بخصوص اسم عقد الجلاد
هذا الاسم اتى على حسب علمي من ذلك العقد الذي يتكون من جلد حيوان
ذكي الرائحة ويربط بخيط ويعلق علي عنق الطفل في فترة التسنين
فكان الجدات يعلقونه على عنق الطفل لما يصاحب هذه الفترة من حكة في اللثة
فبدلا من يستعمل الطفل اي شئ اخر فيجد هذا العقد المعلق علي رقبته فيقوم بلدغه ويكون هذا العقد قد
قام بمهمتين
ازالة الحكة من اللثة
وترك رائحة زكية علي فم الطفل
ولا ادري هذا الجلد من اي الحيونات يؤخذ
ولكن كان يسمى عقد الجلاد
والله اعلم
اسامة .



الْعزيزُ / أُسامة .
تَحِيَّتي لكَ أبدا .
نعم يا صديقي أُسامة ، أظُنُّهُ مَعْنًى ريفيًّا قديما ، وسآتيكَ لاحقًا بِمَا أرَى.

دُمْتَ وارفًا كعادَتِك .

Post: #123
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 08:07 AM
Parent: #122

***

لكنَّ صديقي لا يَعْدَمُ رأيًا !، ورَأيْتُهُ يقولُ لي : اتْبَعْني ، فَأعادني ثانيةً إلى الْبيتْ ، والْلَّيْلُ ما يزالُ في بدايةِ تَوَلُّجِهْ ، والْحَفْلُ لَمْ يَكَدْ يَبْدأْ بَعْدُ ، فتيقَّنْتُ أنَّ لهُ طَرْحًا جديدًا ، وعَلِمْتُ أنَّهُ سيبتكِرُ حيلةً أُخرى للدُّخولْ . فَتَأنَّقْنَا ما شاء اللهُ لَنا بِبِذَلِ أخينا د.مُحمَّد ، ثُمَّ أتَيْنا من جديدْ ، ورأيتُهُ يوصيني إبَّانَ إيابِنا بأنْ أكونَ جادًّا ، وألَّا أضحكَ عندما يتحدّثُ هُوَ و ... ، حينما نكونُ وقوفًا أمامَ حارسي بابِ الْمَسْرَحْ ، ومَا إنْ وَقَفْنَا أمامَهُم ، إلا أجدهُ في كاملِ أناقتِهِ ودَهْشَتي منهُ ، يَقُول :

***

Post: #124
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 08:14 AM
Parent: #123

***

- السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
ويبدو جادًّا فيها أكثرَ ممَّا تخيَّلتُهْ ، ولكأنِّي أوَّل مرَّةٍ أسمعُ فيها هذهِ التَّحيَّة .
- عليكم السَّلام والرّحمة والبركة.
- نحنا من طرف خالنا الفنَّان / أنور عبد الرَّحمن .

وَلَمْ أغْمِسْ لساني بِقَوْلٍ مَعَهْ ، اتِّبَاعًا لتعليماتِهْ ، الَّتي ألْجَمَني بِها سابِقًا.
والَّذي أحترمُهُ ، وأتفاجأُ لهُ دائمًا ، أنَّ حارسَ الْبَابِ وكأنَّهُ يعلمُ بِحُبِّنَا لها ، فيُدْخِلنا دُونَ أنْ يُنازِعَنا أطرافَ الْقَولِ والْحَديثْ ، أوْ أنْ يُجيلَ النَّظَرَ في أقوالِنا تلكْ .

***

Post: #125
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 08:31 AM
Parent: #124

***

فنلِجُ الْمَكَانَ هَانئيْنِ ، ونَخْتَارُ أجملَ الْمَقَاعِدِ الأماميَّة ، ونُصَفِّقُ ونطْرَبُ ونتمايلُ ، كما يتمايلُ أصحابُ التَّذاكرِ ، ورَسْمِ الدُّخولِ الأساسيُّونَ ، والْقادمونَ بـ ( تَذَاكِرِهِم ) عَبْرَ الْبَابِ الأماميِّ.
ثُمَّ نقولُ ونُرَدِّدُ معهم :
- ( يا ليلَى ليلك جَنَّ ، مَعْشوقِكْ تأوَّهُ وأنَّ ... ) .
والَّتي تَعودُ بِنَا إلى نكْهَتِنا الصُّوفيَّةِ الْبَحْتَةِ الَّتي قَدِمْنا مِنْهَا وتربَّيْنا خِلالَها .
و :

- ( والرَّقَم اللِّسَّه واحِد ) . ولا أعلمُ إنْ زادَ الرّقمُ عنْ واحِدِهِ ذاكَ ، أمْ ما يزالُ ذاته ! ، فكانتْ تُعجبُني جدًّا هذهِ الرَّمزيَّةُ الْعالية ، لأنَّنَا نُرْْخي لِمُخيِّلاتِنَا الرَّسَنَ والْعَنانَ لِنَقْرَأَ يُتْمَ حَالِنَا فيها .
و :

- ( يا بنيَّة كُبِّي الجَبَنَة يا بنيَّة ) .
ولاحِقًا :

- ( حاجَّة آمنة اتصبَّري ، عارف الْوجع في الْجوف شديد ، وعارفِكْ كمانْ ما بتقدري ) .
وَقْتَها كُلُّنا حاجّة آمنة ، الَّتي اعْتَوَرَتْهَا الْمصائبُ من كُلِّ مَكَانْ ، وأشَاحَ الزَّمَنُ بِوَجْهِهِ عَنْهَا ، فأطْعَمَها حَسْوَ الصَّديدْ .

***

Post: #126
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 08:43 AM
Parent: #125

***

وعِنْدَما يكونُ د.مُحمَّد حاضرًا فينا ، نُرافِقُهُ في الطُّلوعِ إلَى الْمَسرح ، لِنُسالِمَ أعضاءَ الْمجموعةِ واحدًا واحِدًا ، أثناءَ إسدالِ السِّتارْ ، ونِقِفُ بجانبِ قريبِنا أنورَ ، وفينا خليطٌ من دهشةٍ وفرح .
وهَكَذا إلَى أنْ يتبَلَّجَ الصُّبْحُ ، ويَفْتَرَّ ثَغْرُهْ .
ومِنْ ثَمَّ ، استمرَّ بِنا الْحالُ هكذا ، مُدَّةً من الزَّمنِ ، يُعْجِبُنا دِثَارُ تلكَ الْمَجموعةِ مِنْ مُفْرَدةٍ ورسالةٍ وهَدفْ .

***

Post: #127
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 08:54 AM
Parent: #126

***

وكلَّما أتتْ عِقْدُ الْجلادِ إلى مدني ، ونحنُ لا نحمِلُ إلا هَمَّ الْمَلْبَسِ ، لا رَسْمَ الدُّخول ، ثُمَّ نَخْرُجُ بعدَها فرحينَ نتقَارَضُ السَّلامَ فيما بيننا والأصدقاءْ ، وننتَشِرُ مَالئينَ كُلَّ الْفِجَاجِ وَالْمَنافِذْ .
فَحينَ يُصيبُنَا الأيْنُ والتَّعَبُ ، وتَتَفَتَّقُ فينَا أرديَةُ الْمُعانَاة ، وأوْجَاعُ الذَّاكرة ، تُرَتِّقُها لَنَا عِقْدُ الْجلادِ بأجْمَلِ الدِّيباجِ والْحُلَلْ ، هكذا أحْبَبْنَاهَا بلا مُدَاوَرَةٍ ، أوْ مُدَارَاة ، وأحْسَبُنَا كَذلِكْ .

*
*
*
*
*
*

*** انتَهَتْ *** .

Post: #128
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-03-2009, 09:36 AM
Parent: #127

كيف انتهت !!


Post: #129
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: نهلة محكر
Date: 08-03-2009, 09:49 AM
Parent: #127

عوامل عدة إجتمعت هاهنا جعلتني من المداومين الدائبين على قراءة هذا السفر المتميز

عنوان المقال أول ما جذبني ... كونه يتزيا باسم هذه المجموعة الفريدة المتفردة
والتي لها في الأعماق والدواخل مكانٌ كبير لا يزاحمها عليه أحد أو شيء مهما كان
عدا تلك المساحة الأخرى التي يتربع فيها أستاذي رحمة الله عليه مصطفى سيد أحمد.
وكذلك أن مسرح الأحداث هو مدينة ود مدني التي أحبها جداً ... وهي عندي واحدة من أحب
ثلاث مدن إلى قلبي ... ولها في القلب ما لها ... مدينة صلالة ... مرتع صباي وطفولتي ...
مدينة الفاشر ... مسقط رأسي وملتقى أهلي وصحبتي ... وبدأ تكويني الثقافي والمعرفي
ومدينة ود مدني ... تلك المدينة التي احتضنتني ... وأنا أقطع الفيافي والوهاد والسهول
لأنتسب إلى جامعة الجزيرة ... منارة من منارات التعليم في بلادي .. وأبدأ فيها مرحلة أخرى من عمري
وشيءٌ آخر ... كوننا تشاركنا نفس الجامعة وتخرجنا من مدارسها ... فحريٌ بي أن أفاخر بك

وفوق ذلك كله ... هذه اللغة التي أسرتني وجعلتني أتحلق معها في سماءها الرحب الممراح
فقل ما نجد في هذا الزمان ... شخصٌ يمتلك نواصيها ... ويغوص في عميقها ... ويأتينا
بدرٍّ كالذي آتيه كل حينٍ وحين ... وأمتع عيني بحروفه الخلّب النواضر ...

هاقد أعلنت إنتهاء هذا الإبحار ... فهل لنا بواحةٍ أخرى نستظل فيها من حرور ما يدور
في خارج هذا المكان ... ونتفيأ ظلاله ... وننعم بعليل نسيمه؟؟!!
أتمنى أن لا يطول غإنتظارنا ..

خالص الود

Post: #130
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 10:06 AM
Parent: #129

الأُستاذُ / محمّد حيدر المُشَرّف .

Quote: كيف انتهت !!


لمْ تنتَهِ بَعْدُ ، يَا صديقي ، قِصَّةُ عِقْدِ الْجلادِ . لكنِّي أنا مَنِ انقطَعَ رَهَقُهُ فيها ، أوْ أرَى قريبًا من هذا .
وتحيَّتي وتقديري لمُرُورِكَ الَّذي أثْلَجَ صدرَ حرفي كثيرًا ، وجعلَني - زَهْوًا – أُعانِقُ فيكَ أعَاليَ خَيْرٍ بائناتْ ، باديَاتْ .
وكُنْ بخيْرٍ أبدا .

Post: #131
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-03-2009, 11:33 AM
Parent: #130

Quote: عوامل عدة إجتمعت هاهنا جعلتني من المداومين الدائبين على قراءة هذا السفر المتميز
عنوان المقال أول ما جذبني ... كونه يتزيا باسم هذه المجموعة الفريدة المتفردة
والتي لها في الأعماق والدواخل مكانٌ كبير لا يزاحمها عليه أحد أو شيء مهما كان
عدا تلك المساحة الأخرى التي يتربع فيها أستاذي رحمة الله عليه مصطفى سيد أحمد.
وكذلك أن مسرح الأحداث هو مدينة ود مدني التي أحبها جداً ... وهي عندي واحدة من أحب
ثلاث مدن إلى قلبي ... ولها في القلب ما لها ... مدينة صلالة ... مرتع صباي وطفولتي ...
مدينة الفاشر ... مسقط رأسي وملتقى أهلي وصحبتي ... وبدأ تكويني الثقافي والمعرفي
ومدينة ود مدني ... تلك المدينة التي احتضنتني ... وأنا أقطع الفيافي والوهاد والسهول
لأنتسب إلى جامعة الجزيرة ... منارة من منارات التعليم في بلادي .. وأبدأ فيها مرحلة أخرى من عمري
وشيءٌ آخر ... كوننا تشاركنا نفس الجامعة وتخرجنا من مدارسها ... فحريٌ بي أن أفاخر بك
وفوق ذلك كله ... هذه اللغة التي أسرتني وجعلتني أتحلق معها في سماءها الرحب الممراح
فقل ما نجد في هذا الزمان ... شخصٌ يمتلك نواصيها ... ويغوص في عميقها ... ويأتينا
بدرٍّ كالذي آتيه كل حينٍ وحين ... وأمتع عيني بحروفه الخلّب النواضر ...
هاقد أعلنت إنتهاء هذا الإبحار ... فهل لنا بواحةٍ أخرى نستظل فيها من حرور ما يدور
في خارج هذا المكان ... ونتفيأ ظلاله ... وننعم بعليل نسيمه؟؟!!
أتمنى أن لا يطول غإنتظارنا ..

خالص الود
نهلة محكّر :



أهلا ، أهلا ، أهلا بأُخَيَّتي نهلة محكّر ، وعساكِ في خيْرٍ ونعمة ، وشكرًا لكِ وأنتِ تحملينَ ثَقَافاتٍ عِدَّةً ، بِتَجْوَالِكِ الْجَميلِ ذاكَ ، بيْنَ مُدُنِنَا الْجميلة.
أنا - والله – لَجِدُّ شاكرٍ لكِ مَفَاضَ ثنائِكِ هذا ، وَلِمَا أتيْتِني بهِ من حديثٍ يَصْعُبُ الرَّدُّ عليه ، ولِمَا أنفْتِ ذكرَهُ مِنْ إطراءٍ عَنِّي وحرفي ، وعَنْ تلكَ الرّائعةِ جامعةِ الْجزيرة ، الَّتي كانتْ ولَمَّا تَزَلْ فينا الْملاذَ الآمِنَ ، الَّذي ضَمَّنَا إلَيْهِ في سنِيِّ عُمْرٍ لا إخالُها ستنمحي من ذاكرةِ أيِّ أحَدٍ مِنَّا . ويُسْعِدُني أنَّكِ تابَعْتِ هذا الْقَوْلَ منذُ بَدْئهِ حتَّى انتهائه ، وتَجِدينني مَدينًا لكِ بهذهِ السُّويعاتِ الَّتي قَضَيْتِها بيْنَ أكْنافِ حرفي ، وسعادتي أكْبر أنْ جمَعَنَا حُبُّ تلكَ الْمجموعة ، عقْدِ الْجلاد ذاتِ النَّمير الَّذي لا يَنْضَب ، كما لا أختلفُ معكِ في شَدْوِ ذاكَ الْجميل / مُصطفى سيد أحمد ، وأضيفُ إلَيْهِ ، عزيزي الْعِملاق / محمَّد وردي ، الَّذي أُحِبُّهُ كثيرًا ، واشتَهَرْتُ بالشَّدْوِ له ، بيْنَ أبناءِ دفعتي ( 16 تكنو ).

تَحيَّتي لكِ أبدًا يا نَهْلَة ، ولِمَنْ يُقاسِمُونَكِ شَطْرَ النَّاحيَةِ والْمكانْ .

أخوك - 16 تكنو / محمَّد زين .
__________________________

Post: #132
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-05-2009, 04:05 AM
Parent: #131

أشْكُرُ كُلَّ مَنْ عَبَرَ قارئًا فقط ، أومُعلِّقًا وَدَاعِما .
وتَحيَّتي لكم أبدا .

Post: #133
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-06-2009, 03:53 AM
Parent: #132

سأضَعُها على اجْتِمَاعْ ، تسهيلًا للْقِـراءة .

Post: #134
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-06-2009, 04:07 AM
Parent: #133

مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
_____________

***
لم أكُ أعلم قطُّ ، أنَّ الْمَظْهرَ الْخارجيَّ مُهِـمٌّ في جَادّةِ الْحَيَاة ، وأنّ ملبسي الْقديمَ ذاكَ لا يُخَوِّلني حتَّى للجُلوسِ بمنزِلِنا طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ بالرَّحماتْ ، مَا بالُكَ بحضُورِ حفلٍ غِنائيٍّ – كما يقولونَ - ساهِرْ .
مدني ، السُّوق الْكبير ، حيّ الموظّفينَ ، وأمامَ * الْخَور ، أقطُنُ برفقةِ أهلي هناك وبعض أُصيْحابي ، يجمعُنا بيتُ خالِنا / عبد الله .
الْفقرُ ديدني وصديقي اللَّدود ، فهو يعرفني أكثرُ ممَّا أعرفه ، قَدَّمني الوالدُ حينَها ببضْعِ دريْهماتٍ أقمنَ صُلبي فترةً ، ثُمَّ فارقَ الحياةَ بعدَ هذه الْقصَّةِ بقليلٍ ، وأنا بأُولى عتباتِ الدُّروسِ هناك ، لا مالَ لي إلا مِن خِلٍّ وَفيٍّ ، أو قريبٍ كريم .



_________________

* مجرى مائيّ ، مُتَّسِخٌ ومُتَقَطِّعُ الْمَاءِ جدًّا ، يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا عقولَهم وفقدوا ألبَابَهُمْ ( لنَقُلْ مجازًا إنَّهم : مجانين ) معَ أنِّي لا أحبُّ هذه الكلمة ، فعذْرًا أصدقائي الْمجانين ، ونعلمُ يقينًا أنَّهُ لا تفصِلُنا عنكم سوى شَعْرَةٍ ، فإنْ شَدَدْناها قليلا حتمًا نكونُ بصحبتكم في دارِكم تلك ( الخور ) .


.الْغَريبُ في الأمرِ كنتُ وصديقي / أبو الْفتوح ، ننامُ اللَّيلَ أكثرَه ، وصديقي هذا ، جميلٌ مِثلي في اقتنائهِ للفقْـرِ والْعدم .
مَا يُميِّزُني أيضًا أنِّي لا أُجيدُ ربطةَ الْعُنقِ ، وليستْ لديَّ معرفةٌ كافيةٌ بفنونِها، وبمناسباتِ لبسِها حَتَّى. صديقي ( بن جُنيد ) ، يُجيدُ فنَّ الذَّهابِ للْبَنَادرِ منذُ آمادٍ بعيدة ، ويحتكُّ بكبارِ الشَّخصيَّاتِ الهامّةِ والْمُهِمَّةِ من أهلِه ، وربطةُ الْعُنقِ في ذاكَ الْحينِ ذاتُ صلةٍ بهم ، فاستقاها صاحبي من هناك .
كان يُجهدُ نفسَهُ في تعليمي كيفَ أربِطُها ، ولكنِّي كُلُّ مرَّةٍ أنسى ما قاله لي في المرَّةِ الْفائتة ، حتَّى أصبحتْ عادةً لئيمةً عندي مناداتُه :
- يلَّا يا ( بنْ جُنيد ) تعال أربط لينا الكرفتّة دي ياخي .
فيربِطها صديقي دونَ مللٍ أو تَذَمُّر ، بلْ يُعجِبُهُ فعلُ ذلك جِدّا، فهوَ بــارعٌ فيهِ ، كبَرَاعَتي في أكـلِ ( ملاح )* الويكاب ، لا طَبْخِهِ لأنِّيَ فاشلٌ فيه ، لكنِّي أرَى نفسي جيِّدًا في غسيلِ الأواني والْمَواعينْ ، أوْ هكذا شُبِّهَ لي .





__________________________

* بعضُ الرِّيفيِّيينَ الْمُتفلسفينَ عندنا يرَوْنَ أنَّ تسميةَ هذا الإيدام بهذا المُسَمَّى نتجتْ من الكلمةِ الإنجليزيَّة Wake up ، مُلَمِّحينَ بذلكَ للاستيقاظ ، ولا أظُنُّهم مُحِقُّينَ فيما ذهبوا إليْهِ من قَوْل ، فقد أكلناهُ حَتَّى أهْرَى بُطُونَنا ولم نَفِقْ من سُبَاتِهِ إلَى الآن. والْعجيبُ أنَّي كلَّما أكلتُهُ يأتيني النَّومُ طواعيَةً دونَ أنْ يطرفَ للنَّوْمِ جَفْن .


.( معهدُ الأُستاذ ) ما يزال عالقًا بذاكرتي ، دلفنا إليه سويًّا ، أنا وصديقي ( بن جُنيد ) ، قمتُ بالتَّسجيلِ فيه رُغم قلّةِ حيلتي ومَا يَنُوشُني آنَئذٍ من رماحٍ للفقرِ حادّة ، وما سهَّلَ عليَّ الأمرَ ومكَّنني من الدِّراسةِ فيهِ ، أنَّ التَّسجيلَ عندَهم مُيَسَّرٌ ، على دفعاتٍ وأقساط ، وإلا لَصَعُبَ على نِضْوِ عُسْرٍ مِثْلي .
أُستاذ إبراهيم ، مديرُ الْمعهدِ وصاحبهُ وراعيه، وابنُهُ محمَّد ذو الطّاقيّة الْعجيبة ، الَّتي لا تفارقُه صباحَ مساء ، حتَّى إنِّي لأكادُ أتخيَّلُها تعتلي رأسَهُ حينَ سُويْعاتِ نَوْمِـه.
، في الْبَدْءِ يُشعرانَكَ بأنَّهما دُهاةٌ قُساةٌ ، وما إن تتعوَّدَ عليهما حتّى يتغيَّرَ فهمُكَ فيهما إلى كبيرِ حُبّ ، وتبيتُ تُحاجِجُ غيرَكَ بأنَّهما أطيبُ مخلوقَيْنِ تحويهُما مُخيِّلَتُه ، سِـوَى فائزْ !! ، الَّذي يُشارِكُهما الإدارةَ .
ففائزٌ هذا صَعْبُ الْمِرَاسِ جدّا ، قاسٍ في طِبَاعِهْ ، يَتَبَرْقَعُ وجْهُهُ باكْفِهْرارٍ دائم ، ظنَّناهُ الْقُسُوةَ تتمثَّلُ شَكْلَ إنسانْ ، لا يُؤجِّلُ قِسْطَ شهرِكَ الْحالي ، للَّذي يَليهِ أوْ يَعْقُبُهْ ، يطردُكَ منْ الدَّرسِ إنْ تأخَرْتَ في الدَّفع ، لا يُفَرِّقُ بيْنَ طالبٍ دَميم ، أو طالبةٍ حَسَنةِ الْوجهِ ، تُرْبِكُ مُحَدِّثَها ، هكذا كانَ تفسيرُنا للقُسُوَّةِ وقتَها .
ولمَّا عَقَلْنَا فيما بَعْدُ مَا عَناه ، وَعَلِمْنا أنَّهُ مُحِقٌّ في فعلِهِ ذاكَ ، عَذَرْناه .
ندرسُ الصَّباحَ بذاكَ الْمعهدِ موادَ الثّالثِ الثّانويّ ، لِيُؤهِّلَنا لدخُولِ الْجامعة، وعندَ الأُمسيات نُحاولُ اشتمامَ الْحفلات ، ومعرفةَ الْجِهَاتِ الَّتي تقودُنا إليها أُنُوفُ أسماعِنا ، وأصواتُ فنَّانيها ، ونتغالطُ كثيرًا عن جهةِ الصَّوت :
- الصوت دا جايي من قِدَّام .
- لا ، لا ، الصَّوت دا جايي من ( بي جَايْ ) .

ويَحْضُرُني في سيرةِ هذه الْكلمةِ ( بي جَايْ ) ، أنَّ أهلَ الْمُدُنِ وفي الْغَالبِ الأعَمِّ يحذفونَ ياءَها الأُولَى، ويكسِرُونَ باءَها ثُمَّ يُلصِقُونَها في حرفِ الْجيمِ الَّذي يَليها ، هكذا : ( بِجَايْ ) ، وأرَاهَا مثلَ نُطْقِهِم لشبهِ الْجُملةِ (في بيتِنا ) وما كانَ على شاكِلَتِها من جُمَلْ ، فحينَ يسألُ أحدُنا مُتَمَدِّنًا :
- إتَّ وينْ هَسَّـة آزول ؟.
يُجيبُكَ الْمُتَمَدِّنُ ، بلُطْفٍ بائنٍ في حديثِهْ :
- أنا فْبيتْنا .
قاصدًا بقولِهِ ذاكَ أنَّهُ في بيْتِهِمْ .

والرِّيفيُّونَ مِنَّا يَمقتُونَ ذلكَ ويستنكرونَهُ جدّا ، ويَعيبونَهُ علينا حينَ استخدامِنا تلكَ الْجُمَل في حديثِنا معهم ، فيما يَظُنُّونَ بأنَّا قد خرجنا عن جلدتِنا فالْتَوتْ ألسِنتُنا بكلامٍ مَمجوجٍ ، لا يرغبونَهُ مِنَّا ، فما يَفتَأُ ينطِقُهُ أحَدُنا بالرِّيف إلا قالوا فيه :
- دا زول تربية بنادر سايْ ، قَعَدْلو يومينًا في الْبندر وبِدُور يسويلْنا فيها مِتفلفِسْ .
يقولونَ ذلكَ ، حَتَّى وإنْ كانَ أبَوَاكَ من صُلبِ الْقريةِ أوِ الرِّيفِ ذاتِهْ .
وعن نفسي ، استمسكتُ بتِلْكَ الْجُمَلِ زمنًا ، ثُمَّ تركتْني هِيَ طائعةً مُختارة ، فأظُنُّها وجدتْ نفسَها لا تتناسبُ وريفيَّتي الْقُحَّة ، أو لَعلَّها وَجَدتْني ميَّالًا لأنْ أتحدّثَ لغةَ قوْمي ، فخشيَتْ عليَّ من أنْ يصفَني أحَدُهُم بِمَذمَّةٍ لا تُحْمَد .
والَّذي لاحظتُهُ ، أنَّ معظمَ أهلِ مدني الطَّيِّبينَ ، وبخاصَّةٍ الطُّلابَ منهم ، يكسِرُونَ حرفَ الْقافِ في الْفعلِ ( قَرَأَ ) ، فما إنْ تسألَ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول :
- وين قَريت الثَّانوي ؟.
حَتَّى تجدَهُ قائلًا :
- قِريتْ في مدرسة مدني الثَّانويَّة ، مثلا .
فيكسِر قافَ الْفِعْلِ ( قريتْ ) ، وقدْ سمِعْتُ ذلكَ من أفواههم مُباشرةً دونَ أنْ يَرويَهُ لي أحد، فما سَمِعْتُ أحدًا يقولُها إلا علمتُ ضمنًا أنَّهُ : إمَّا أنْ يكونَ من سُكَّانِ مدني أو لَرُبَّما خالطَهمُ الْعَيْشَ والسَّكَنْ .
للهِ دَرُّها من مدينةٍ نابهَةٍ نابِغة ، استفدْتُ منها وأساتذتِها فوائدَ لا يُكاثِرُها حَصَى الأرضِ وَحَصبَاؤها ، ولعمري ، إنَّهُ لَنْ يكفيني في وصفِها ألفاظُ الْقَوْلِ الضِّخَامْ .
وهكَذَا إلى أنْ تَلِجَ بِنَا أقدامُنا الْحَفْلَ ، الَّذي رُمْنا مكانَهُ واستهوَانا الْبحثُ عنه ، في لَيْلَتِنا تلكْ .
وأذكُرُ من مُطْربي ذلكَ الْوقت : عمر جعفر ، عصام محمَّد نور ، فتَّاح السّقيد ، عزّ الْعرب إبراهيم ، محمّد زمراوي ، عادل هارون والَّذي هُوَ أمْيَلُ لأغاني الْحقيبة ( من الأسكلا وحلَّ ، قام من الْبلد وَلَّى ، دمعي لي التِّياب بَلَّ ... إلخ ) .
محمّد زُمراوي ، في تقديري ، كَغَيْرِهِ من الَّذينَ ظلمَهُمُ الإعلامُ كثيرًا ، ولَرُبَّما يكونُ مجهولًا لدى الْكثيرينَ منَّا. وإنِّي لَمْ أرَ أحدًا يُماثِلُ الْفنَّانَ / أحمد الْجابري ، صوتًا ، ودُرْبَةً فيهِ ، مِثْلَه . يذوبُ في الأُغنيةِ ذَوْبانًا باهرًا لناظِرِه ، إحساسُهُ بالْكَلماتِ لَجِدُّ عَالٍ ، يَقِفُ مُنْحَنيًا ، إذْ لا يَرَى النَّاسَ بأُمِّ عينيْهِ ، بلْ يُغْمِضُهما أحيانًا ، وينظُرُ بهما إلى أعلى أحايينَ مُمَاثِلَة ، تُدَانيهِ الْحَرَكَةُ والرَّقْصُ من كلِّ جانبْ ، طَرِبتُ لهُ جدًّا ، ومُذْ فارَقْتُ مَحْبُوبتي مدني لم أسمعْ بهِ ثانية .
فتّاح السّقيد ، نراهُ الأجملَ حينما يُشَنِّفُ آذانَنَا بمدني الْجَميلةِ ، الَّتي يسألُ نفسَهُ فيها ثُمَّ يُجيبُهـا ، هكذا : ( إنتِ منْ وين يا بنيَّة ، وناوية على وين السَّفر ؟ ، قالوا لَيْ مدني الْجميلة ، مدني يا أجمل خبر ) ، وغيرِها من أعاجيبِهْ ، وعَلِمْنَا بَعْدُ بأنّهُ أخٌ أصغرُ للفنّان / علي السّقيد ، هكذا أخبرونا ، أوْ رُبَّما ظَنَّنا ذلك .
وعصامُ محمّد نور هذا ، أنا أُحِبُّهُ وأُجِلُّهُ جدًّا ، وما سَمِعْتُ بهِ يَودُّ أنْ يُغَنِّيَ في مكانٍ ما ، إلا وتجدُني أوَّلَ الْحاضرينَ ، ولوْ كانَ الْحفلُ في ( بالكونةِ ) بِنَايةٍ شاهِقَةِ الارتفاعْ ، وكانَ أحدُ أصحابي بمدني دائمًا يقولُ لي :
- واللهِ حفلَةْ عِصَام محمَّد نور دا ، لو كانتْ في فُنجان إلا أحضَرَا .
وأظُنَّني قُلْتُ قولي أعلاه ( ولوْ كانَ الْحَفْلُ في بالكونة ... إلخ ) ، مُتأثِّرًا بقَوْلِ صديقي ذاكْ . وعمر جعفر ، تسمعُ منهُ أغاني / الأُستاذ / محمّد الأمين فيُخْلَبُ لُبُّكَ بلا شَكّ .
أمَّا عزُّ الْعرب إبراهيم ، فهوَ فنَّانٌ بحقّْ وحَقيقْ ، ولا أعلمُ مآلَهُ وأينَ هُوَ حاليًّا ؟ .
وآخرين منهم .. لا أتبيّنهم على وجه الدّقَّةِ الآنَ لِطُولِ عهدي بِهِم .
فندخُل الْحَفلةَ سامِعينَ وراقِصِينَ ، ولا نُشعِرُ أصحابَ الحَفْلِ بأنَّا غُرَباءُ عنهم ، كما لا أحدَ يَسألُكَ : مِنْ أينَ أتيْتَ ؟.
وهكذا تَلُمُّنا رقصةُ أغنيَّة ، وتَفْصِلُ بيْننا استراحةُ الْفَواصلِ أو عشاءُ الفنَّانين ، كما يُسمَّى عندنا في الأريافْ ، حتَّى بلغنا في ذلِكَ الْمَجَالِ شَـأوًا لا يُستهانُ بأمرِه.
مجموعةُ عقد الْجلادِ الْغِنائيَّة مجموعةٌ لا تُخطئها عَيْنُ سامع ، تختارُ مُفْرَداتِ غنائها من شعراءَ يَتَّسِمونَ بالْحديثِ عنْ هُمُومِ الشَّارعِ والشّعبِ بلغةٍ تجدُ نفسَكَ فيها طواعيَةً دونَ إلْزَامٍ مُسْبَقْ ، فصيحِها ودارِجِها ، أصواتُهم مُتناغِمَةٌ تستَصْحِبُ الْقُلُوبَ معها ، وزَيُّهُم مُتَشَابِهٌ ، وجيلُهم واحدٌ أو يكاد ، وحينما تَسْمَعُ لهم :
- يلا يا اولاد الْمدارس *** في رُبا السُّودان وسَهْلوا .
يلا شَخبِطو في الْكراريس *** اكتبو الواجب وحَلُّو .

فلا تُداخِلُكَ مِريةٌ بأنَّكَ أحدُ هَؤلاءِ الطُّلابِ الْمخاطبينَ بالأُغنيَة .
وتسعيناتُ الْقَرنِ الْمَاضي بمدني ، ذاكَ عصرٌ ازدهَرَ فيهِ مَجيءُ عقدِ الْجَلادِ إلى هُناك ، وكثيرًا مَا تأتي هذه الْمجموعةُ إلى مدينةِ ود مدني ، وتحديدًا على مسرح الْجزيرة ، لاحتفالات أعيادِ إذاعة ود مدني ( لا أتَذَكَّر ضبطًا ، فأظُنُّه العيد الأوّل أوِ الثَّاني أوِ الثَّالث ، ... ) ، الْمُهِمُّ في الأمرِ أنَّها الأعيادُ الأُولَى للإذاعة . تأتي الْمجموعةُ ويسبِقُها خَبرُها ، وينتشِرُ بينَ العامَّةِ مِثلِنا والْخاصَّة ، الَّذينَ نَلْحَظُهم يَؤمُّونَ الْجِهَةَ الأماميَّةَ والْمُقابلةَ والْقريبةَ من خَشَبةِ الْمَسْرَح ، فيما يُعرفُ بالْمقصورة في ( إستاداتِ ) الْكُرَةِ ، الَّتي لَمْ أزُرْ واحدًا منها ، بيدَ أنِّي لَصيقٌ بمشاهدةِ التِّلفازِ ، إلَّمْ يُصِبْني النُّعاسُ أمَنَةً مِنْه .
فأهلُ مَدني مِثْلي مَهْووسونَ ومَفْتُونونَ بتلكمُ الْمَجْموعةِ جدّا ، يُرَدِّدونَ غِناءَهم باستِمْرَارْ ، فغناؤهم عَلِمْناهُ ، جَوَّابَ ثَرَى ، فَتَّاقَ أذْهانْ ، نراهُ غيمًا يَدُسُّ صَيْفَ الْحالِ والأزمنة ، وأهْلُ مَدني يَتشَوَّفُونَ ويَتطلَّعونَ لِمُلاقاتِهِمْ ، ، ويَرْقُبُونَ مَجيئَهم ، رِقْبَةَ هلالِ رمضانْ . يَحْفَظُونَ أغانيهم ، ويكْتَحِلُونَ السُّهادَ حُبًّا في سَمَاعِهِمْ .
الْمجموعةُ حينَئذٍ بها : ( جويلي ، حوّاء الْمنصوري ، أنور عبد الرّحمن ، شمّتْ ، شريف شرحبيل ، حمزة سليمان ، .... ) ، إلى آخِرِهم من كَوْكَبَةٍ ألْمَعِيَّةٍ فيها .
وبالْمَجْمُوعةِ عضْوٌ يَقْرُبُنَا مَوَدَّةً ورَحِما ، وهوَ الفنَّان / أنور عبد الرَّحمن .
أنور لم يَكُ طويلًا جدًّا ، وبحسبِ ما نرى وقتها أنَّهُ مربوعُ الْقامة ، إذَّاكَ نحفظُ تفاصيلَ وجهِهِ وتقاسيمَهُ كمَا نَحْفَظُ نشيدَ الْعَلَمِ ، ودجاجي يلقُطُ الْحَبَّ ، ويجري وهوَ فرحانُ ، وقد كنتُ استغربُ لهذهِ الْقصيدةِ في صِغَري ، إذْ كيفَ يفرحُ الدَّجاج ؟! ، ولاحِقًا علِمْتُ أنَّ الزَّمنَ يستطيعُ أنْ يجعَلَ الإنسانَ يَعْوي ، فهَانَ عليَّ بعدَها أمرُ الدَّجاجْ .
زادَ لُمَامُ مَعْرِفتِنَا سَعَةً بـ / أنورَ ، لمَّا أخبرنا خَبَرَهُ ، الدُّكتور محمَّد الَّذي كانَ أقربَنا إلَيْهِ عِلاقةً ، فدكتور محمَّد هذا رجلٌ واسعُ الدِّرايةِ والْعلم ، في أُولَى سِنِيِّهِ الْجامعيَّة ، يَمْلِكُ منْ الأخلاقِ دَمِثَها ، نَعُدُّهُ خالًا أيضا ، وهُوَ من أهْلِنا الَّذينَ يَقْطُنونَ الْعاصِمَةَ الْمُثَلَّثَة ، تَلَمَّظْنَا منْ كرمِهِ ومالِهِ مِرارا ، لا يتحدّثُ كثيرًا ، وإنْ فعلَ ، أجادَ وأفادَ ، فكلامُهُ جَمُّ التَّهذيبْ ، مُهَنْدَمٌ في مَلْبَسِهِ بِشِدَّة ، وقَدْ طَالَتْ أيادينا وجُسُومُنا حَتّى ملابِسِهِ تلك ، فكانتْ لَنا خَيْرَ مَعينٍ في ارْتيادِ الْمَحافِلْ ، خَاصَّةً الَّتي تُزَيِّنُها مجموعةُ عِقْدِ الْجَلاد ، فَتَبْدو عليْنا سيماءُ وَسَامَةٍ بائنة ، فَنَبْدُو للنَّاسِ لكأنَّا من وُجَهَاءِ الْقَوْمِ وكُبرائهِمْ ، كُلُّ ذلكَ بفضْلِ د.محمّد ، وملابسِهِ الْقَيِّمَةِ تِلْك .
( هوَ ) ودكتور ( قَسِم ) مشغولانِ جدًّا بتحصيلِهِمَا الأكاديميّ ، يخرُجانِ صباحًا ، ولا يأتيَانِ إلا في أواخرِ اللَّيل .ونحنُ لا يفرُقنا عنِ الْمنزلِ غيرُ سُويْعَاتِ الْمَعْهدِ في الصَّباحِ ، أو حفلٍ غنائيٍّ ساهـرِ نستَنشَقُ عِطْرَهُ وعبيرَهُ مَسَاءً ، عبرَ أسماعِنَا الْمفوّضةِ من جانبِنَا في ذلِكمُ الزَّمَنِ لتلكمُ الْمهمَّة .
والْفقْرُ وأوَارُ الْجُوعِ يُحيطُ بِنا من كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ وَجَانِبْ .
وذات مَرَّةٍ حَضَرَ إليْنا من إحْدَى قُرَانا الْبعيدة ، أخونا ( علاء ) ، جلسَ برفقتِنا يوميْنِ كامليْنِ ، لمْ يَرَنا فيها نرفعُ أيدينا إلى أفواهِنا لنضعَ أكلًا فيها ، فقالَ مُتعجِّبًا من أمرِنا ذاك ، بعدَ أنْ حمدَ اللهَ في سِرِّهِ وجَهْرِهِ ، على نَفَسِهِ الَّذي يرتَفِعُ ثُمَّ يَهْبِط :
- واللهِ إتُّوا ناس صَحَابَة عديل كِدَة .
فضَحِكْنا لِذلِكَ بأصواتٍ أقْرَبِ للبُكاءِ منها للضَّحِكْ ، ثُمَّ مَا كانَ منَّا في اليومِ التَّالي إلا أنِ اتّبعنا هذه الطَّريقةَ ، الْخاليَةَ مِنْ كِمِّياتٍ وَمَقَاديرَ ، هكذا :
- دخلْنَا مَطْبَخَنا الْخاوي .
- وأخرجنا قديمَ خُبزِنَا الجافِّ المُتَبقِّي فيه ، والْممتليءِ بالنَّمل .
- حاولنا تنظيفَهُ قدرَ استطاعتِنا ، من نملِهِ ذاكَ باجتهادٍ يَقْرُبُ السَّاعةَ ونصفَها .
- ومِنْ ثَمَّ أضفنا لهُ ماءً يَحْمِلُ لَوْنًا ، من الْحنفيَّةِ مباشرةً .
- وضعناهُ بعدَها على نارٍ تبدو هادئة .
- وأضفنا لهُ قليلَ سكَّرٍ مخلوطٍ بحبيباتِ شايٍ سوداء .
- أنزلْنا الْخليطَ من النَّارِ برفقْ .
- تركْناهُ يبرُد لدقائقَ ليستْ معدودة .
- ثمَّ ، غسلنا أيدينا بماءٍ فاتر .
- وجلسنا جميعًا نَنْعَمُ بمأدُبَتِنا تلكَ ، وتَلُوكُ أضراسُنا الطَّعَامْ ، على غَيْرِ مَا تَرَى ،
دُونَ انْفِعَالٍ مِنْهَـا يُذْكَرْ .
( علاءٌ ) صاحبُ طُرْفَة ، حاضِرُ الْبديهةِ فيها ، وكما تَقُولُ دارِجَتُنا : ( دَمُّو خفيفْ خلاسْ ).
رافقتُهُ إلى السُّوقِ مَرّةً ، فرأيتُهُ يُعاكِسُ الْفتياتْ ، وأرَاها جديدةً عليَّ مُعَاكَسَتَهُ تلك .حاولتُ أنْ أُثنيهِ عَن ذلك ، لكنّهُ لَمْ يأبَهْ لِحالي وقَوْلي .
فتاةٌ تَمْشِي أمامَنا في غَنَجٍ واضِحٍ وسَافِرْ . صاحَ رفيقي قائلًا ، بعدَ أنْ سَرَّحَ النَّظَرَ فيها :
- شَتِّتُو ، وأنا بَلَقِّطو ! .
خِلْتُ أنَّ كَفًّا سريعًا وعابرًا ، سيُداعِبُ شِقَّ صديقي الأيْمَنَ أوِ الأيسَرَ من وَجْهِهْ ، على أقلِّ تقديرٍ من تلكَ الْفتاة ، ولكنْ ! ، عَلَى غيْرِ ما اعتقدتُ . وجدُتها تَقُول :
- أها لَقَّطْناهو ، إرتِحْتُو !!.
إلَى أنِ افترقَتْ بِنَا دُرُوبُ السُّوقِ الْمزدحمةُ بالْمَارّةِ والْبَاعَةِ، الْجالسينَ منهم والمُتَجَوِّلينْ ، من غَيْرِ أنْ يحدُثَ شِجَارٌ بيْنَ كِلَيْهِمَا ، لِما اقترفه لِسَانُ صديقي من بَذيءِ قَوْلْ ، ودونَ أنْ أرَى شيئًا تَشَتَّتَ مِنْ تِلْكَ الْفتاةِ ، أوْ آخرَ قدْ تَمَّ الْتِقَاطُهُ أوْ جَمْعُهُ مِنْ قِبَلِ صديقي ذاكْ .
للهِ دَرُّكِ يا جَدَّتي ..
دائمًا ما تُوصينني قَبْلَ مُبارحَتي الْبيتَ إلى الدِّراسة ، بيَوْمٍ أوْ يَوْمَيْنِ ، بألا أُعاكِسَ النِّساء ، فتَقُولُ ناصِحَةً لي ، عَقِبَ سُؤالِهَا الْمُعتادْ ، بالْكادِ حَفِظْتُهْ :
- إتَّ آجَنا قِرايْتَكْ دي ما كِمْلَتْ ؟ .
- واللهِ آيُمَّه * لي هَسَّعْ ما كِمَلَتْ .
- أها آوَلَدي ، خَلِّي بالكْ في دروسك ، وابعِدْ من مشَاغلْةَ الْبَنُّوتْ ، أسمعْ كلامي دا ، وما تَدِّيهو الهوا ، وزمان أهلْنا قالوا : أسمعْ كلام الْببكِّيك ، وما تسْمعْ كلام الْبِضَحِّكَكْ .
- سَمِحْ آيُمَّة .
وكأنَّها قرأتْ قَوْلَ الْقُدَامى : اِلْزَمْ أمرَ مُبكِيَاتِكَ ، لا أمرَ مُضْحِكاتِكَ .
مَعَ أنِّيَ في كامِلِ دِرَايتي أنَّها لَمْ تَجْلِسْ ، وَلَوْ لِساعةٍ واحِدَة ، تحْتَ ظِلِّ مدْرَسَةٍ ما ، لكنَّها الْحَيَاةُ ، يَقُولونَ ، هِيَ الأُخْرَى أكْبَرُ الْمَدارسْ .



-------------------------

* قَوْلٌ دارِجٌ لكنَّهُ فصيحٌ يُعْنَى بـهِ ( إلى هَا السَّاعة ، أو إلى هذه السَّاعة ، ومِثْلُها ، مِثل قَوْلِنا : ( دَحين ) ، قاصدينَ بها : ذا الْحين ، أو إلى هذا الْحين - مُشارٌ ومُشارٌ إلَيْه - وأظُنُّ أنَّ سرعةَ حديثِنا حَدَى بهذهِ الْكَلِماتِ إلى أنْ تأتيَ على ذاكَ النَّحْوِ الَّذي نراه .. واللهُ أعلمْ ) .


.ولعلَّها لَوْ دَرَتْ بما دارَ هُنَاكَ ، لَوَبَّخَتْني نيابةً عنْ صديقي أشَدَّ تَوبيخ .ولَقَارَبَتْ أنْ تُنْكِرَ معـرفتَها بي ، أوْ لأخبرَتْ عَنِّي ( ودّ الزَّيْنين ) ، كَيْما يَحْرمَني عَنْ حُضُورِ ليلَتَيْهِ اللَّتَيْنِ يَدَّرِعُ فيهما اللَّيْلَ في مَدْحِ رسولِ الله صَلى اللهُ عليْهِ وسلّمَ . ونحنُ وقتَها نتعاقَدُ فيما بيننا نَحْوًا من عشرينَ شخصًا أو يزيد ، لنذهبَ إليْهِ مادحينَ معه ، فيُصَوِّتُ حينَ يَرَانا مُناديًا مُرَحِّبا. ولَعَمْري إنَّهُ لَرُجُلٌ في الْخَيْرِ سَبُوقٌ ، طُولَ شِتْوِهِ وصَيْفِهْ ، فيَنْقَعُ بمدحِهِ ذاكَ صَدَانا وأُوامَنا ، وهُوَ في ضرْبِهِ لِنَوْبَتِهِ تلكَ نَشِطٌ جَمُومْ .
وما أظُنُّها – حُبًّا فِيَّ – بفاعِلة ، فهيَ تتَوَعَّدني كثيرًا منذُ صِغَري ، بالْجَلْدِ وبالضَّرْبِ ، ولا تُنَفِّذُ من أمْرِ وَعْدِها شيئًا .
افتُتِنَّا بسماعِ عِقْدِ الْجلاد ، لكنَّ افْتِتَانَنَا هذا ، أتَى على مَراحِلَ ، وإنْ كانتِ الْمرحلةُ الأولَى هيَ استنكارُنا الدَّاخليُّ لِتِلْكَ الْمجموعة ، في طريقةِ الأداءِ واللَّحْن ، إذْ لمْ تتعوّدْ أسماعُنا وأنظارُنا على مجموعة من الأفرادِ يقفونَ حِذَاءَ بعضِهِمْ بعْضًا ، يُؤدُّونَ مقاطعَ مُتشابِهَةً وواحدَة ، وقدْ ألِفْنَا في أريافِنا سَماعَ فَنّانٍ واحِدٍ ، ليسَ أكثَر ، يَقِفُ أمَامَنا بِجِلْبَابِهِ الأبيضِ ، تَعْلُو رأسَهُ عِمامةٌ تَحْمِلُ ذاتَ اللَّوْنْ ، خاصَّةً وأنَّ الْبيئةَ الَّتي نشأنا فيها وقَدِمْنا منها هي ذاتُ الْبيئةِ الَّتي شَكَّلَتْ وأنتَجَتْ الأُستاذَيْنِ / عبد الله مُحمّد ، وعوض الْكريم عبد الله ، وما كانَ ليَدْنُوَ – وقتَها - أحَدٌ مِنْ بقيَّةِ مَنْ نعرفُهُم من الْفنّانين ، بأيِّ حالٍ من منزلتِهِمَا ، وإنَّ شَأوَهُما عندَنا منْ شَأوِ الأخرينَ لَجِدُّ بعيدْ .
وكذلكَ من أهْلينا : الْمُطرب / عبيـد محمَّد سعيـد ، الَّذي اشتُهِرَ قديمًا في مَنَاحي الْعَاصِمة بـ ( عبيد الرِّيشة ) ، أظُنُّ أنَّ تلكَ التَّسميةَ قدْ لَحِقَتْ بهِ لِرُقِّ عَظْمِهِ ، فهوَ مثلي نَحيلٌ جدًّا ، وفي الْحِسْبَةِ والْقَرابةِ ، هُوَ جَدٌّ لي ، كَوْنُهُ عَمًّا لِوَالدتي ، ورُغمَ ذا كانَ لا يُعْجِبُني صَوْتُه ولا يُطْرِبُني أبدا ، فلا أعلمُ لماذا ! ، رُبَّما يكونُ هناكَ خَلَلٌ في ذائقتي ، أوْ أنَّ اللَّحْنَ لَمْ يَصِلْ إلَيَّ بالطَّريقةِ الَّتي يَحْتاجُها إحساسي وَقْتَذَاكْ .
و ( جاد الله ودّ الْعقاب ) ، الَّذي تَغَنَّى في الإذاعةِ قديمًا ، كما ورَدَتْ إلَيْنَا أنباؤه ، وإنَّهُ لَيَحْفَظُ الْحقيبةَ ويتلوها على مَسَامِعِنا في ( الْحَفلاتِ ) بصوتٍ شجيٍّ ، لا يَفْرُقُهُ عَنْ تاليها الأساسيِّ ، سِوى أنَّ الأخيرَ كَثُرَتْ شُهْرَتُه ، ونَحْنُ أطفالٌ آنَذَاكَ ، شُعْثًا غُبْرا ، لَمْ نغسِلْ وجُوهَنا جيِّدا ، وإنْ غسلناها تركْنَا نِصْفَها ، وكَذَلِكَ نَفْعَلُ بأرجُلِنا . وسراويلُنَا الْقصيرةُ فُوَيْقَ رُكَبِنَا ، نأتي الْحَفْلَ وفي أغلبِ الأحيانِ ، قد قُدَّ مَا يَسْتُرُ عَوْرَاتِنَا من قُبُلِهَا وقُدَّامِها ، ولا نَحْفَلُ لِذلكَ أبدًا .إذْ لا تبينُ الْعَورةُ مِنَّا إلا حينَ جُلُوسِنا ، لأجْلِ ذا يجتَهِدُ الْواحِدُ منَّا ، مُثَابِرًا بَيْنَ خَيَارَيْن : وقُوفِهِ طَوالَ الْحَفْل ، حَتَّى لا تَبَانَ سَوْءَتُهْ ، أوْ يَجْلِسَ مُنْكَفيءَ الرُّكبتَيْنِ ، مَضْمُومَهُمَا .
وكما يَقُولُ ابنُ عَمِّي ، عُثْمان ، في استذكارِهِ لتِلْكَ الْمواقفْ :
- يا سلااااام ، ديك أيَّام جميلة ، ياخي اللَّباس تلقاهو كُلُّو كويس وما فيهو أيِّ شرطة ولا قَدَّة ، إلا الْحِتَّة ديك ، ماني عارف لي شنو ! ، باللهِ التَّقول التَّرزي دا قاصِدنا . ثُمَّ تَزدادُ ضحكتُهُ مقدارَ شِبْرٍ مِنْ أُولاهَا : ههههههههههههه .
أظُنُّهُ يَضْحَكُ لِحالِنا تلك .
وكذلكَ المُطرب / خير السِّيد ، نَعْشَقُهُ جدّا . وإبراهيم صديق . وإبراهيمُ هذا ، هُوَ ابنُ أُختٍ للمُطربِ / عوض الْكريم عبد الله ، وأظُنُّهُ لَوْ تُرِكَ يَذْهَبُ للإذاعةِ في زمانِهِ ذاكَ ، لأضْحَى جِدًّا واسِعَ الشُّهرةِ ، مِثْلَ خالِهِ تمامًا ، فصَوْتُهُ – بعدُ ، أعلَمُهُ – مُرْهَفٌ وبهِ تَحْنانٌ لأبْعَدَ ما يكون ، وما أزالُ أذكُرُ جَلْسَاتِنا معهُ وإخوتنا ، بقريتِنا ( تُورس ) ، جالسينَ حينَها ببصٍّ قديمٍ مُكَسَّرةٌ أبوابُه ، يحتَلُّ مكانًا أماميًّا بالْقَريةِ ، يَلْفِتُ نظرَ كُلَّ مَنْ أتَى ( تُورسَ ) ، في مُناسباتِها مُسلِّمًا ، أو مُعَزِّيًا ورافعًا ( لفاتِحةٍ ) فارقَ صاحِبُها الدَّارَ الْفانية . نجْلِسُ في ذاكَ ( الْبَصِّ ) تَتقدَّمُنا دُفُوفُنا ، ولا يُؤانسُنا شيءٌ غيرُ الشَّدْوِ والْغِنَاءْ .
وبكري بخيت الزّين ، أقربُهُمْ إلَيْنا مَعَزَّةً وعُمرا ، كَوْنُهُ حَدِثَ السِّنِّ فيهِم ، رُغمَ أنَّهُ يفوقُنا بأكثرَ من عشرِ سنوات . وَلَمْ نَزَلْ نأسَف على فقْدِنا لهُ ، فقدْ خرجَ مِنّا في باكورةِ صباهُ ولمَّا يرجع بعدُ .وإلَى حِينِنَا هذا ننتظِرُهُ بَيْنَ فَيْنَةٍ وأُخْتِها .
فَحَفْلُهُ ماتِعْ ، ما لَمْ يُفْسِدْهُ لَنا شاربُ خمْـرٍ ، أوْ عِرْبيـد ، حينَ اتِّكائهِ على مُسْكِرٍ أذْهَبَ عَقْـلَه ، فجعلَـهُ يرَى كُلُّ فـردٍ بالْحَفْلِ ، ثلاثًا ثلاثا . فكثيرٌ مِنّا ، رأيْتُهُمْ يمتهِنونَ خرابَ ( الحفلات ) ، وباتتْ عادةً لخفيفي الرَّأسِ حينَ سُكْرِهِم ، فما إنْ يشربَ أحَدُهُم كأسًا واحدًا ، إلا ويأتينا مَساءً ، فاردًا سُبّابتُهُ الْيُمْنَى ، مُتَوَعِّدًا :
- واللهِ ، عِلّا أفرتكْ ليكُنْ الْحفلة دي اللّيلة ، هِعْ ، هِعْ .
وهوَ لا يَقْوَى على الْوقُوفِ حَتَّى . فَيَشْتَبِكُ في أقربِ الأقربينَ إليهِ دُونَ سببٍ وجيهٍ يُذكر ، ثُمَّ يَبْدَأُ الضّربُ بيْنَ الْجانبيْنْ ، فيكونُ لِوَجْهِ صَاحِبِنَا النَّصيبُ الأوْفَى من تلكَ الْمُلاكمةِ ، غَيْرِ الْمُتكافئة.
وكُنتُ دائمًا أرَى أنَّ السُّكارَى لا يُخَرِّبُونَ ( الْحفلاتْ ) ، إنَّمَا غيرُ السُّكارى أوِ الْواعينَ مِنَّا ، همُ مَنْ يفعلونَ ذلك ، ومَا ضَرُّهُمْ لوْ أخَذوا هذا السِّكِّيرَ وَنَأَوْا بِهِ إلى وادٍ بعيدٍ ، غَيْرِ ذي أُناسٍ وحَفْلٍ ، لِيُحاسِبُونَهُ فيه ، قُلْ لي بِرَبِّكَ : ما ضَرُّهُمْ ! .
والْكُلُّ في يَقينِهِ أنَّ السِّكِّيرَ لا يَقْوَى على مُبارزَةِ طِفْلْ ، لأنَّ تلكَ الَّتي أدارَ راحَها قَبْلَ وُصُولِهِ إلَيْنَا ، قد شغلتْ دِماغَهُ وأزْرتْ بِجِسْمِه . لكِنَّ مُصيبةَ بعْضِنَا ، يُحِبُّ أنْ تتنَدَّرَ بهِ الْفتياتُ في الْيَومِ الَّذي يَعْقُبُ الْحَفلَ :
- والله آعَلويَّة ، أكَّان شُفْتي ( ودّ الْجفران ) !!.
- أها مالو آآ رابحة ؟.
- هَيْ ما قال كَدي شالِّيك ( ودّ النّمِتِّي ) ، شالو ليك كَدي آيُمَّه لي فوق وخبتْلِكْ بيهو الواطة .
- نانْ في شنو لكين ؟ .
- قال بِدُور يخرِبْلَنَا الْحفلة !.
- إستاهل آحبيبة ، عَجَبني ليهو تَبْ وسَرَّ بالي ، أريتَا رَجَالةْ الرُّجال لي حَدَّهُنْ .
وتَجِد الْمُتَنَدَّرَ عنه ( ودَّ الْجَفْران ) ، في اليومِ التَّالي ، يَمشي بِخُيَلاءَ في الْحِلَّة مُتَضَرِّعًا ، مُتَمَخْترا ، خاصَّةً عندَ رؤيَتِهِ اللائي حَضَرْنَ الْحَفـلْ ، فتَراهُ يُقَدِّمُ رجلًا بِبِطْءٍ مُتَعَمَّدْ ، ويُؤخِّرُ أُخرى ، راميًا بَصَرَهُ ناحيَتَهِنّ ، ويُصْلِحُ من وَضْعِ ( طاقيَّتِه ) بَيْنَ كُلِّ ثانيةٍ وأُخرى ، مَعَ أنَّ وضعَها لا يَحْتَاجُ إلَى تصليحٍ يُذْكَر ، وكأنَّهُ هزَمَ جَيْشًا جَرَّارًا في لَيْلَتِهِ تلك .
وصاحبُنا السِّكيرُ ، لا يتذكَّرُ من أمْرِ الْحفلِ شيئا !.
هذا ما عَلِقَ بِذاكرتي من الَّذينَ حضرْتُ لهم حَفلا ، في تلكَ الْحِقْبَةِ من الأزمنةِ الْبعيدة ، فالأسماءُ أكثَرُ من الَّتي أتَيْتُ بها هُنا ، لأنَّ معظمَ أهلِنا هُناك ، يُغنُّونَ على السّليقة ، وأصواتُهم ، كما أرَى جميلة ، وكثيرونَ يحفظونَ حقيبةَ الْفنِّ – إنْ لَمْ أكُ مُبالِغًا - عَنْ بَكْرَةِ أبيها ، وأيُّ واحِدٍ منهم يَسْتَطيعُ أنْ يُقيمَ لكَ حفلًا : (كما يُقولُونَ : حَدَّها الصَّباح ) .
ومُذْ رأتْ أعيُنُنا الدُّنيا وجدناهم على تلك الْحالة ، لا يُدرِكُونَ طبقاتِ أصواتِهِم ، ولا يُهِمُّهم في أيِّ مَدًى تَقَعُ ، لكنّكَ إنِ استَمَعْتَ إلَى أحَدِهِمْ ، فإنَّ صوْتَهُ لَسَاحِرُكَ بلا شَكّ ، وما أزالُ أتَذَكَّرُ بعضَهم حينَ رَوَاحِهِ من خَلائِهِ مَسَاءً ، فتجدهُ يُغرِّدُ في الطَّريقِ كَبُلْبُلٍ لا تَودُّ سُكُوتَهُ أبدا .
وأمَّا نَحْنُ ، وفي سِنِيِّ طُفُولتِنا الأُوَلْ ، يَقُودُنا اللَّحْنُ الْجميلُ أكثر مِن الْمُفردةِ ذاتِها ، إذْ لا يَهْتَمّ أكْثَرُنا لها .
والشَّيءُ – يَقُولونَ - بالشَّيءِ يُذْكَرُ ، فأذكُرُ أنَّ شِبلًا صغيرًا مِنّا ، سمِعْتُهُ يغَنِّي بِصَوْتٍ عَذْبٍ جَهُور ، فانْضَمَمْتُ إلى جِلْسَتِه ، فَوَجدتُهُ مُتناوِلًا أُغنيةَ الفنّانِ الْمرحوم ، صلاح أحمد عيسى ، طَيَّبَ اللهُ قَبْرَهُ بشآبيبِ مَغْفِرةٍ لا تَنْقَطِع ، هكذا :
- إتَّـا حبيبي أنا بَأُوّا ، لأنَّك إتَّـا ، إتَّا إتَّـا مصيبي ، يا حبيبي ، أنا بَأُوّا .
وأنا أُكَرِّرُ خلفه بذاتِ الَّذي أسمعُهُ منه .
ثُمَّ يُواصل صديقي :
- سِهِرْتا ليلنا ، وكَمَانْ ليالي ، أنَا والظّروف وَمَعَايْ خيالي ، أنا بأُوّا ....
وبقيَّتُها كَذلك ، تأتي على ذاتِ التَّكسيرِ الَّذي تَرَوْنَه .
ورأفَةً بأسماعِكُم ، فَلَنْ أُكْمِلَها لكم .
فصَوتُهُ نَدٍ وجميلٌ جدّا ، وأطربَني – في حينِها - كثيرًا ، لكنّهُ لا يَحْفَظُ الْمفرداتِ جَيِّدًا ، وكما تَرَى ، سيِّدي الْقاريء الْكَريم ، أنَّهُ حَرَّفَ الأُغنيةَ عَنْ مَوَاضِعِها ، وعمّا كانَ عليهِ أصلُها ، ولعلَّ أحدًا لا يَكادُ يَتَخيَّلها أبدًا أنْ تأتيَ على هذا الشَّكْلِ ، لكنَّ الأمرَ وَارِدٌ لكلِّ مَنْ لا يُكَلِّفُ نفسَهُ عَناءَ الْحِفْظ . ولوْ قدْ كانَ سِمْعنا آنَئذٍ صاحبُها ، لأوْسَعَنا ضرْبًا وشتما ، ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا ، حِينَ غَفِلَتْها تلكَ الْفتاةُ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها .
وهذا ما عَمَّقَ فِيَّ أنَّنا كُنّا نَهْتمُّ باللَّحْنِ الَّذي يَصِفُ دَواخِلَنا ويَجْعَلُهَا تَهْتَاجُ بِشِدَّة ، أكثرَ من مُفردةِ الأُغنية . وشيئًا فشيئًا عَلِمتُ أنَّ صاحِبَها كانتْ تَبْدُو عِنْدَهُ هكذا :
- أنا بهواك ، يا حبيبي ، لأنَّك إنتَ إنتَ نَصيبي يا حبيبي ... إلَى آخِرِها .
وليسَ لديَّ عِلْمٌ كافٍ إنْ كانَ صديقي قدْ عَلِمَ بِصَوَابِها مُؤخَّرًا ، أمْ ما يزالُ بَاقٍ على جَهْلِنَا الأوَّلِ وضلالِنَا الْقديمِ ، الَّذي تَفَارَقْنَا وتَرَكْتُهُ عليْه . وكُلُّ الَّذي أذْكُرُهُ ، أنَّ سُرْوَالَ صديقي هــذا كانَ جديدًا وقتَها ، اشْتراهُ لهُ أبوه ، فقدْ صَادَفَ يومُنا ذلك أيَّامَ استلامِ الرَّاتب من ( مكتب تُورس ) أو فيما يُعْـرَفُ ( بِصَرْف الْفَرْدي ) ، فمعظمُ أهْلِنا مُزارعون ، وتلكَ الأيَّام دائمًا ما تَجِدُنا نُرَدِّدُ فرِحينَ ، منذُ صباحِها الْباكِرْ ، وقُبيْلَ أنْ يَسْتَلِمَ آباؤنَا الدُّرَيْهِمات :
- اللَّيْلَة الصَّرِفْ ، حُمارْ أبُويْ بِنْعَرِفْ .....
ثُمَّ نُكَرِّرُها جيئةً وذهابا ، أو ، ذَهابًا وجيئة ..
فَأكْثَرُ ما نَحْتاجهُ حينها أنْ نَرَى الْمَوزَ ، مَفْروشًا على الأرضْ ، فنُخْبِرُ آباءَنا بشرائهِ لَنا ، فليسَ من مُنْطَلقِ إنَّهُ ( أكلُ الْفلاسِفة ) ، أوْ لِشَيْءٍ من هذا الْقَبيل ، لا ، أبدًا ، فلمْ نَكُ نَدْرُس الْفلسفةَ بعدُ ، وليسَ لَدَيْنا فكرةٌ عنها.
لَكِنَّا نراهُ يُعَبِّرُ عَنَّا تمامًا ، وخَيْرَ مُنْصِفٍ لِفَرْحَتِنا تلك .
فَشُكْرًا ، سيِّدي الْمَوْز ، وتُعْسًا ، ثُمَّ تُعْسًا للتُّفَّاحِ الَّذي لَمْ تَرَهُ أفْواهُنا ،إلا بعدَ أنْ هَرِمَتْ أسْنانُنَا .
والأمثلةُ كثيرةٌ عندي ، في هذا الشّأنِ من حفظِنَا الرَّكيكِ والْمُخِلِّ للأُغنياتِ ، فبعضُها مُضْحِكٌ وبعضُها مُبْكٍ ، وما زلتُ أُقارِنُ في قرارةِ نفسي بيْنَ قَوْلِ بعضِنا قديمًا للأُغنيات ، وما عَلِمْتُهُ حينَ تَفَقَّهْنَا بِمُرورِ الزَّمَنِ فيها ، لكنَّ الَّذي أذكُرُهُ جَيِّدًا ، أنَّنا نُؤدِّي لَحْنَها بأصواتٍ جدّا ، شجيَّةٍ وعَذْبَة ، وأحسَبُنا لمَّا نَزْلْ .
ولمّا أصَبْتُ جانبًا يسيرًا منْ ضُرُوبِ الْعَربيّة، منْ الْمدارسِ والْخَلاوي والْمعاجم ، فاجأتني عِقْـدُ الْجلاد ، بمُفْرَداتِها الْقَويَّة ، الَّتي تَحْمِلُ الرِّسالةَ والْهَدَفْ . وأوَّلُ ما أثارَ استغربي فيها ، اسمُها : عِقْدٌ ، ثُمَّ ، جَلاد : جيمٌ مَفتوحة ، ولامٌ مفتوحةٌ أيضًا دونَ تشديد ، حتّى لا يُصْعَقُ مَنْ يَقرؤُها ، فقدْ كَفانا الزَّمنُ جَلْدًا وبِتْنَا لا نَحْتاجُ آخَرَ يُسانِدُهْ !.
وحقًّا - قديمًا - حرْتُ كثيرًا في أمرِ معناها ، أهِيَ من الْجَلْدِ والضَّرب ؟، أمِّنْ ضِخَامِ النَّخْلِ ؟ ، أمِّنْ الْجَلَدِ والصَّبْرْ ؟ ، أمَّا ما يَخُصُّ الْمَعنى الْقائل ، إنَّها : الإبلُ كثيرةُ اللَّبنْ ، فلم أكترِثْ لهُ ، واستبعدتهُ بِشِدَّةٍ عنِ الْمعاني ، معَ أنَّ ابْنَ الصَّامتِ ، أثبتَهُ قديمًا في كَلِمَةٍ مشْهُورَةٍ لَه :

أَدِينُ وَمَا دَيْنِي عَلَيْكمْ بِـمَـغْـرَمٍ *** ولَكِنْ عَلَى الْجُرْدِ الْجِلاَدِ الْقَرَاوِحِ .

وأرَاهُ كَسَرَ الْجيمَ فيها هكذا : ( الْجِلادْ ) .
وبيْنَ هذا التَّنازُعِ وذاك ، رَاقَنِي بَعْدُ ، أنَّها اخْتَارَتْ اسْمًا جميلًا ، ووصْفًا لِجَمْعِهِم هذا ، حَسَنا .
وحينَ اِتْيَانِها الْكثيرِ لمدينةِ ود مَدني ، دائمًا مَا يَفْصِلُنا عَنْهَا ، مبلغُ تذاكرِ الدُّخولِ لمسرحِ الْجزيرة ، إذْ كيفَ يَتأتَّى لنا ذلكَ وكلانا ، كَكَلٍّ على مَوْلاه ؟ ، ومَا مَنَعَنَا الإتيانُ للْمسرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن!.
لكنَّي ! ، وصديقي ( بن جُنَيْد ) ، داهيَتَان لا نَعْدَمُ حَلًّا أبَدا ، وحَيْثُمَا كانَتْ كُنّا ، لِمَا بَيْنَنا وبيْنها مِنْ مَوَدّةٍ لا تَعْرِفُ الْفُتُورَ والْهَوَانْ ، فمسرحُ الْجزيرةِ – نَعْلَمُهُ - يُطِلُّ بناحيَتِهِ الشَّماليَّة ، على الْمَجْمَعِ الثَّقافيّ .
والْمَجْمَعُ الثَّقَافيُّ مَنَارةٌ ثقافيَّةٌ ، وعلميَّةٌ معروفةٌ بمدني ، يَرْقُدُ وَجْهُهُ قُبَالةَ شارعِ النِّيلْ ، يَنْشُرُ الْوَعيَ والثَّقافةَ ، ويَبُثُّهُما في النَّاسِ فَلَقًا وغَسَقا ، فَمَا ذَبَّ أحَدًا قَدِمَ إلَيْهِ فآبَ يَنْشُدُه ، وأيْضًا لَمْ يَكُنْ عَيَّابًا لِمَجيءِ أحَدْ .
كُنَّا حادِري الشَّبابِ آنَئذْ ، قَرَأنا من كُتُبِهِ عُلُومًا ، وأصَبْنَا كثيرًا منها ، فأهْدَى إلَى أذْهانِنَا خَصْبًا بعدَ إمْحَالْ ، ولَوْلاهُ لَدَقِعَتْ مَنابِتُ أفكارِنَا ، ولَباتَتْ جَدْباءَ بلا اخضِرارْ . يُحْذيكَ من الْفائدةِ خَيْرَها ، نارُهُ مَشْبُوبَةٌ ، وأبوابُهُ مَفْتُوحةٌ لكُلِّ مَنْ شَمَّرَ عَنْ ساعِدِهِ ، وَكَمِشَ إزَارَهُ للْعُلُومِ والْمُدارَسَةِ فيهْ .
ولاِرْتيادِنا الدَّائبِ لَهُ ، فَغَيْرُ خَافٍ عنِّي وصديقي دُرُوبَهُ ، وفي عِلْمِنَا أنَّ هناك زُقَاقًا ضَيِّقًا ، يَرْبِطُ بيْنَهُ ومسْرَحِ الْجَزيرة ، لا يسمِحُ بمُـرورِ واحدِنَا، مَا بالُكَ باثنَيْـنْ ؟! ، يُفْضِي إلَى حائطٍ حَـوْشٍ مكسورْ ( شَرَمَة ) . لا يعلمُهُ كثيرُ قَوْمٍ هناك ، فَأشَرْتُ لصديقي بهْ ، ثُمَّ ، قَامَ كِلانَا بِتَحْويرِ فائدةِ هذا الزُّقاقِ وقتئذٍ لِتُناسِبَ أغراضَنا الْخاصَّـة ، وقدْ كانَ أعْوَنَ لَنا في دخولِ الْمسرحِ خِلْسَةً من الْخَلْفْ ، إذْ يقعُ في الْجِهَةِ الشَّماليَّةِ والْمُعاكِسَةِ للْبَابِ الرَّئيسيِّ للمَسْرَحْ ، تَسَلَّلْنَا من ذاتِ الْجِهَةِ دونَ اكتراثٍ مِنْ أحَدْ ، لنستَمِعَ إلى شدوِ تلكَ الْمجموعة .
ولمَّا أدمنَّا دخولَ الْمسرحِ من تلكَ النَّافذة ، كانتْ دهشتُنا باديةً حينما أتينا مرَّةً فَوَجَدْنَاهم – لسوءِ حَظِّنا - أغلقوها ، فَصِرْتُ تَئِقًـا مَئِقـًا لِفعلِهِم ذاك ، لأنَّهم طَمَسُوا سَبيلَنَا الْوَحيدَ الَّذي نَعْلَمُهْ .
لكنَّ صديقي لا يَعْدَمُ رأيًا !، ورَأيْتُهُ يقولُ لي : اتْبَعْني ، فَأعادني ثانيةً إلى الْبيتْ ، والْلَّيْلُ ما يزالُ في بدايةِ تَوَلُّجِهْ ، والْحَفْلُ لَمْ يَكَدْ يَبْدأْ بَعْدُ ، فتيقَّنْتُ أنَّ لهُ طَرْحًا جديدًا ، وعَلِمْتُ أنَّهُ سيبتكِرُ حيلةً أُخرى للدُّخولْ . فَتَأنَّقْنَا ما شاء اللهُ لَنا بِبِذَلِ أخينا د.مُحمَّد ، ثُمَّ أتَيْنا من جديدْ ، ورأيتُهُ يوصيني إبَّانَ إيابِنا بأنْ أكونَ جادًّا ، وألَّا أضحكَ عندما يتحدّثُ هُوَ و ... ، حينما نكونُ وقوفًا أمامَ حارسي بابِ الْمَسْرَحْ ، ومَا إنْ وَقَفْنَا أمامَهُم ، إلا أجدهُ في كاملِ أناقتِهِ ودَهْشَتي منهُ ، يَقُول :
- السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
ويبدو جادًّا فيها أكثرَ ممَّا تخيَّلتُهْ ، ولكأنِّي أوَّل مرَّةٍ أسمعُ فيها هذهِ التَّحيَّة .
- عليكم السَّلام والرّحمة والبركة.
- نحنا من طرف خالنا الفنَّان / أنور عبد الرَّحمن .

وَلَمْ أغْمِسْ لساني بِقَوْلٍ مَعَهْ ، اتِّبَاعًا لتعليماتِهْ ، الَّتي ألْجَمَني بِها سابِقًا.
والَّذي أحترمُهُ ، وأتفاجأُ لهُ دائمًا ، أنَّ حارسَ الْبَابِ وكأنَّهُ يعلمُ بِحُبِّنَا لها ، فيُدْخِلنا دُونَ أنْ يُنازِعَنا أطرافَ الْقَولِ والْحَديثْ ، أوْ أنْ يُجيلَ النَّظَرَ في أقوالِنا تلكْ .
فنلِجُ الْمَكَانَ هَانئيْنِ ، ونَخْتَارُ أجملَ الْمَقَاعِدِ الأماميَّة ، ونُصَفِّقُ ونطْرَبُ ونتمايلُ ، كما يتمايلُ أصحابُ التَّذاكرِ ، ورَسْمِ الدُّخولِ الأساسيُّونَ ، والْقادمونَ بـ ( تَذَاكِرِهِم ) عَبْرَ الْبَابِ الأماميِّ.
ثُمَّ نقولُ ونُرَدِّدُ معهم :
- ( يا ليلَى ليلك جَنَّ ، مَعْشوقِكْ تأوَّهُ وأنَّ ... ) .
والَّتي تَعودُ بِنَا إلى نكْهَتِنا الصُّوفيَّةِ الْبَحْتَةِ الَّتي قَدِمْنا مِنْهَا وتربَّيْنا خِلالَها .
و ..
- ( والرَّقَم اللِّسَّه واحِد ) . ولا أعلمُ إنْ زادَ الرّقمُ عنْ واحِدِهِ ذاكَ ، أمْ ما يزالُ ذاته ! ، فكانتْ تُعجبُني جدًّا هذهِ الرَّمزيَّةُ الْعالية ، لأنَّنَا نُرْْخي لِمُخيِّلاتِنَا الرَّسَنَ والْعَنانَ لِنَقْرَأَ يُتْمَ حَالِنَا فيها .
و ..
- ( يا بنيَّة كُبِّي الجَبَنَة يا بنيَّة ) .
ولاحِقًا ..
- ( حاجَّة آمنة اتصبَّري ، عارف الْوجع في الْجوف شديد ، وعارفِكْ كمانْ ما بتقدري ) .
وَقْتَها كُلُّنا حاجّة آمنة ، الَّتي اعْتَوَرَتْهَا الْمصائبُ من كُلِّ مَكَانْ ، وأشَاحَ الزَّمَنُ بِوَجْهِهِ عَنْهَا ، فأطْعَمَها حَسْوَ الصَّديدْ .
وعِنْدَما يكونُ د.مُحمَّد حاضرًا فينا ، نُرافِقُهُ في الطُّلوعِ إلَى الْمَسرح ، لِنُسالِمَ أعضاءَ الْمجموعةِ واحدًا واحِدًا ، أثناءَ إسدالِ السِّتارْ ، ونِقِفُ بجانبِ قريبِنا أنورَ ، وفينا خليطٌ من دهشةٍ وفرح .
وهَكَذا إلَى أنْ يتبَلَّجَ الصُّبْحُ ، ويَفْتَرَّ ثَغْرُهْ .
ومِنْ ثَمَّ ، استمرَّ بِنا الْحالُ هكذا ، مُدَّةً من الزَّمنِ ، يُعْجِبُنا دِثَارُ تلكَ الْمَجموعةِ مِنْ مُفْرَدةٍ ورسالةٍ وهَدفْ .
وكلَّما أتتْ عِقْدُ الْجلادِ إلى مدني ، ونحنُ لا نحمِلُ إلا هَمَّ الْمَلْبَسِ ، لا رَسْمَ الدُّخول ، ثُمَّ نَخْرُجُ بعدَها فرحينَ نتقَارَضُ السَّلامَ فيما بيننا والأصدقاءْ ، وننتَشِرُ مَالئينَ كُلَّ الْفِجَاجِ وَالْمَنافِذْ .
فَحينَ يُصيبُنَا الأيْنُ والتَّعَبُ ، وتَتَفَتَّقُ فينَا أرديَةُ الْمُعانَاة ، وأوْجَاعُ الذَّاكرة ، تُرَتِّقُها لَنَا عِقْدُ الْجلادِ بأجْمَلِ الدِّيباجِ والْحُلَلْ ، هكذا أحْبَبْنَاهَا بلا مُدَاوَرَةٍ ، أوْ مُدَارَاة ، وأحْسَبُنَا كَذلِكْ .

*
*
*
*
*** انتَهَتْ *** .
الرِّياض .
مساء : 02/08/2009م.

Post: #135
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-06-2009, 04:25 AM
Parent: #134


سأُدَوِّنُ بَعْضَ أخْطائي هُنا ، نَحويَّةً كانتْ أوْ غيْرَها ، والَّتي سَقَطَتْ منِّي ، أثناءَ كتابتي النَّصَّ ، ومَنْ وجدَ مزيدًا مِنْها ، فليأتِني بهْ ، وبِلا شَكٍّ أكونُ لَهُ ، ولكم من الشّاكرين .

بسمِ اللهِ أبدأُ قَوْلي هذا ، وبهِ أستعين .

Post: #136
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 08-06-2009, 05:13 AM
Parent: #135

* قلتُ :

Quote: ( فما يَفتَأُ ينطِقُهُ أحَدُنا بالرِّيف إلا قالوا فيه ) .


والأحْرَى – في تقديري – جزمُ الْفِعْلَيْنِ : ( يفتأْ ) و ( يَنطِقْ ) ، بدلًا من رفعِهِما ، لأنَّ :
ما : تُعَدُّ جازمةً لفعلَيْنْ .
فيُصْبِح الْقَوْلُ الأفضلُ للْجُمْلةِ هكذا :
( فما يَفتَأْ ينطِقْهُ أحَدُنا بالرِّيفِ إلا قالوا فيه ) .
_______

* ثُمَّ قُلْتُ :

Quote: ( فما إنْ تسألَ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول )


الْفعلُ ( تسألَ ) ، أرَى أنَّ الأحْرَى جَزْمُهُ بدلًا من نَصْبِهْ ، لأنَّ ( إنْ ) جازمة لَهْ ، فيُصْبح الْقَوْلُ الصَّحيح هَكَذا :
( فما إنْ تسألْ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول ) .
_______

* ثُمَّ قُلْتُ :

Quote: ( وكثيرًا مَا تأتي هذه الْمجموعةُ إلى مدينةِ ود مدني ) .


تأتي : الأحْرَى لهذا الفعلِ في تقديري ، أنْ تُحْذفَ ياؤهُ ، لأنَّهُ مجزوم بـ ( ما ) .
فتكونُ جُملتي الَّتي إخالُها صَوَابًا ، هكذا :
( وكثيرًا مَا تأتِ هذه الْمجموعةُ إلى مدينةِ ود مدني ) .
والْكَسْرَةُ التي ظَهَرَتْ على حرفِ التَّاء في الْفِعْلِ ( تأتِ ) ، تنوبُ عنِ الْياءِ الْمَحْذوفةِ بسببِ الْجَزْم .
_______

* ثُمَّ قلْتُ :

Quote: ( ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا ، حِينَ غَفِلَتْها تلكَ الْفتاةُ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها ) .


لا أحسبني قدْ كُنْتُ بليغًا فيها ، ويَتَّضِحُ جَليًّا أنِّي كرَّرتُ ذاتَ المعْنَى حينما ذكرتُ ( سهْوًا ) ، وأردفْتُها بـ ( غَفِلَتْها الْفتاة ) ، وأظُنُّهُ تكرارًا لا يُحْمَدُ الاِتيانُ به ، ولَيْسَ من الْبيَانِ في شيءْ ، وكانَ الأجْدَى والأنفعُ لي – في تقديري – أنْ أقولَ هكذا ، دُونَ تكرارٍ للمعاني :
( ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا من تِلْكَ الْفتاةْ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها ) .
______

* ثُمَّ أيْضًا قُلْتُ في بَدْءِ حديثي :

Quote: ( يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا عقولَهم وفقدوا ألبَابَهُمْ ) .


وكانَ الأجْدَى لي أنْ أكْتفيَ بِواحِدَة ، إمَّا : ( فقدوا عُقُولَهم ) ، أوْ ( فقدُوا ألبَابَهم ) ،
لِظَنِّي أنَّ كِلَيْهِما يَذْهَبُ إلى ذاتِ الْمعنَى .
أيْ أنَّ الأفضَلَ لي إيرادُها ، هكذا :
( يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا ألبَابَهُمْ ) .
______

* ثُمَّ قُلْتُ :

Quote: ( ومَا مَنَعَنَا الإتيانُ للْمسرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن ! ) .


الاِتْيانُ : كانَ الأحْرَى لي أنْ أدَعَها مَفتوحةً ، لأنَّها تُعَدُّ مفعولًا بهِ هُنا ، حيثُ كانَ الأجْدَى لي أنْ أنْصِبَ ( الاِتيانَ ) بدلًا من رفعِها ، هكذا :

( ومَا مَنَعَنَا الإتيانَ للْمسرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن ! ) .

هذا ، واللهُ أعْلَى وأحْكَمُ وأعْلَم .

ولَعَلَّ هذا ما عَنّ لي الآنَ وبانَتْ فِيَّ رؤيَتُهْ ، وإنْ وجدتُمْ غَيْرَها ، فاخبِرُوني ، تَكُنْ صادقَةً مَوَدَّتُكم .
وتحيَّتي لكم أبدا .

أخوكم / مُحَمَّد زين .
_________________________________

Post: #137
Title: Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 09-10-2009, 09:46 AM
Parent: #136

وُدٌّ قديمٌ راقَني .