أكذوبة تخفيض سعر الكهرباء ... وإرتفاع خيالي فى أسعار العدادات وخدماتها

سأحكي { بالضبط } تفاصيل الأمر أعلاه, وبكل صدق وأخلاق وأيمان.
فلست أنا من متابعي تفاصيل حكاية الكهربة السودانية, إلا من خلال
قطوعاتها التي تزيد الناس بؤسا, وفي حر شديد جدا ... فيستحيل حينها
الأمر لإطباق ناهز بين إرادتي السماء والأرض في الإتعاس على ناس
مقهورين أصلا... فهذا هو مستوى الإنفعال الذي حكى به صديقي حكايته
موضوع بوستي هذا, بل إستشاط صديقي ولما كنا جمع صغير من أبناء
الحلة ... فقال:

بالله عليكم الله أدعو ربكم الأعلى, لنجد صباح الغد كل
ناس الجبهة ميتين في أفرشتهم, فإستنشط هذا الكلام فضولنا لنعرف ما الأمر.
فقال صديقي { المغبون } ... أنه وكيل لشقة شقيقه الذي ذهب إلى ركن آخر
من أرجاء المعمورة, فلاحظ أن فاتورة الكهرباء تصله بذات المعدل, وكأن
شقيقه وأسرته لم يرحلا عن منزلهما. فعلم أن للأمر صلة بالعداد الكهربائي
المشترك, والذي لا يميز في صرفه الشقة اليمين من اليسار, والشقة الخالية
من المسكونة .... وهكذا. فقرر صديقي أن ينهي تداعيات هذا الأمر بفصل
عداده عن الآخرين الذين كانوا يشتركون مع شقيقه في دفع فاتورة الكهرباء.
فذهب لهجة الإختصاص ... وقالوا له أن فصل العداد يعني أن يشتري عدادا
قائما بذاته وأن يدفع رسوم تركيبه وتوصيله ... فوافق صاحبي, وطلب تفاصيل
كلفة هذا العمل ماليا, فأخبروه بأن العداد الجديد إرتفع سعره من مليون ونص
إلى ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف, يعني قريب أربعة مليون, ثم أضافوا أن كلفة
توصيل الكيبل رقما لا أتذكره على وجه الدقه, لكنه يقارب المليونين, يعني
أن الخدمة في كلياتها تنتهي إلى مبلغ وقدرة خمسة مليون ونص إلى ستة ملايين.
فتصوروا هذا الحال ما صحت رواية صديقي, وأوقن أنها صحيحة ... أوليس له
الحق أن { يطرش } كل هذا الضجر والغضب؟ ... وإن كان صديقي متوفر الحال
بقدر ما ... فما بال من يا دوووب العمل ليهو سور وبنا ليهو أوضة وعايز أولادو
يقروا بالكهربة ... فهنا قمة من قمم التعاسة الحاضرة, بل هنا طعنة نجلاء في خاصرة
كل من يتطلع للنور ... واللهم فألطف بعبادك في سودانك البهيم.

ثم تواصل الحكي لتقييم مسألة تخفيض سعر الكهرباء, وكما أعلنها البشير داوية في
صراخه بين الجماهير ضد الجنائية, فوضح أنه تخفيض سياسي محض وغير ذي نفع,
فالحاصل أن كل عداد فيه تخفيض أصلا للمائتي كيلوات الأولى كل شهر, بعد داك
تكون القيمة تجارية, وقد كانت قيمة هذه المائتي كيلواط أربعين جنيها سودانيا, فيما
إنخفضت بعد قرار البشير إلى ثلاثين جنيها فقط, يعني الوفر للأسرة المتلزمة بالمائتي
كيلواط هو فقط عشرة جنيهات سودانية لا غير, والواضح أن معظم الأسر في العاصمة
يتجاوز صرفها الكهربائي هذه المائتي كيلواط وربما كثيرا, فما فيش فائدة تذكر, غير تلك
النفرة الكذوب التي ربما أتت أكلها السياسي المؤقت, لكنها ولا شك ترتد إلى الناس وفي
غمار حياتهم اليومية ... عطية مزين ... لا تثمن ولا تغني من جوع. بل الأدهي حينما
تأخذ معادلة التخفيض المزعوم هذه لتطبقها على ورشة تعمل بالكهرباء, وأفترض أن هذه
الورشة تصرف سبعمائة جنيه شهريا على الكهرباء, فسوف يدفع صاحب الورشة بزعم
التخفيض مبلغا وقدره 690 جنيها بدلا عن 700 جنيه ... تصدقوا ؟؟؟؟
وإن عدت إلى العداد الكهربي مرة أخرى, فقد وضح وبرغم أن المستهلك يدفع تلك الملايين
الباهظة, فإنه لا يملك هذا العداد ولا يتصرف فيه, بل الحكومة تؤجر هذا العداد وبمبلغ
جنيهين ونصف شهريا يدفعها السيد المستهلك ... تصدقوا ؟؟؟

ثم إلى الأدهى والأمر ... فالنظام المعمول به اليوم هو البيع المقدم للكهرباء, والناس ملتزمون
بذلك ... مع ذلك ... تقطع الكهرباء, يعني خليك من المستهلك المغفل ده, إنما الحكومة بهذا
القطع في الإمداد الكهربي تحرم نفسها من دخل عظيم , علما بأن المبالغ المتحصلة من بيع
كهرباء السودان, مش تعمل خزانات وخطوط إمداد وبس, بل تعمل طاقة نووية عديل كده.

على كل ... يوجد عبث فائق بمقدرات الناس, وهناك ظلم ماحق عليهم كذلك, وهنا قضية
أعتقد في اهمية التصدي لها, من قبل الجماهير المظلومة, ومن قبل منظماتها النقابية, ومن
قبل مجتمعاتها المدنية ... وليتنا من خلال الحوار فى هذا الموضوع نستبين مخارجا أكثر
عطفا بالناس ... والمساكين بالذات, وألزم للضمير الحكومي { ما وجد } ... ورحم ربي شعبي.

ومرحب بمساهمات الأعضاء .

مع تقديري

الأكذوبة أصلها الاخوان المسلمون
حيث المرض و القبح
و تتناسل حد الكذب و النفاق و القتل و السرقة و القسوة.
حد استعباد المجتمع بالإفقار المنظم بالتحكم في السلع الإستراتيجية.

قوم إذا حدثوا كذبوا

انهم معشر ماصصي الدماء الجبهجية.

تسلم يا اب شنب