الزهد الانقاذي!

الزهد الانقاذي!
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
هل نصدق زهد الانقاذ في المناصب ومطايبها آخذين في الاعتبار أنّ رجاء حسن خليفة الانقاذية الكبرى قد اعتذرت عن تقلّد المناصب زهداً في الدنيا ومطايب التمكين؟ أم نمسك ( رأسنا عديل) في تصدي الانقاذ المستميت للطعن المقدم من المعارضة بعدم شرعية الحكومة آخذين في الاعتبار تصريحات سبدرات التي أكد فيها شرعية بقاء الانقاذ في السلطة حتى يوليو من العام القادم2010م؟.
أم يحق لنا الاحتفال بأن الانقاذ قد حددت أجلاً ؟..
وهل تزامن زهد رجاء حسن خليفة في المناصب جاء صدفة مع استماتة الانقاذيين جميعاً في الدفاع عن شرعية البقاء في السلطة، والتأكيد على شرعية ذلك البقاء عليها مع (إخلاص الانقاذ) لذلك البقاء لعقدين من الزمان دون حاجة أو رغبة لهذا النوع من التعابير( المتشرعنة) ؟. والمعارضة وهي تطلق تصريحاتها بعدم شرعية النظام بحلول التاسع من يوليو ( الماضي)! هل نسيت المثل السودان القائل:ـ ( شيتاً ما بتقدر عليهو، ما تتنبر بيهو)؟..
وهل تذكرت المثل الآخر ( السواي ما حدّاس) قبل أن تقدم على إذاعة تصريحات عدم شرعية الحكومة؟ .. وهل نسيت أن الانقاذ( تخصص) في التصريحات!..
وإذا كان لتصريحات الطعن في شرعية الحكومة من نتيجة، فهي في حيز أن الانقاذ على لسان سبدرات قالت أمس الأول أنّ الحكومة الحالية ستبقى (شرعية) حتى العام القادم ( فقط)!.. و..
والسنة الجاية ما بعيدة..
لكن، وطيب.. وبعدين ؟ هل نحلم بتبخر الانقاذ بعد حلول الحول عليها ؟.. هلى تبقى من عمرها 12 شهراً فقط؟
هل هذا حساب موضوعي؟ وهل هذا كلام يخش في الرأس؟..
ومن يحصد نتائج الانتخابات (الشفيفة) القادمة إذا كانت الانقاذ ستودعنا بعد هذه الإقامة ( الطيبة) بين ظهرانينا؟
لا يبدو في الأفق ما يشير إلى أنّ المعارضة ستفعل شيئاً بعد تصريح الطعن، وبعد تصريحات الطعن في الطعن من جانب الانقاذ!.. ربما تذهب المعارضة إلى المحكمة الدستورية وتودع الطعن في شرعية الحكومة على المنضدة.. ترى متى ستفرغ المحكمة من البت في الطعن؟..هل بعد سنة، أم خلال تلك السنة؟..
وخلال هذا الوقت الممتد سنسمع تصريحات وتصريحات المضادة حول الشرعية، وأصولها وفصولها.. و تمضى الانقاذ خلال هذا الوقت في التحضير لانتخاباتها القائمة على نتائج التعداد السكاني!..
.. ترى لماذا تصر الانقاذ على إقامة الانتخابات بهذه العجلة إذا لم تكن متأكدة من قبضة القبيض، وحمد السيد؟..
إذن فلنتوجه الى الانقاذ ببعض اشارات لتبدو واضحة قليلاً، وتتبرع علينا بفض التعارض ، على الاقل بين توجهها العام فى الدفاع عن شرعيتها بالبقاء فى السلطة حتى العام القادم ( فقط) وبين توجه إحدى رائداتها نحو محامد الزهد في التمكين ومطايبه بعد عشرين عاماً.. والعشرين سنة ( عمر زول) !..
من غير المستساغ عقلاً أن تزهد الرائدات في خدمة جماهير شعبها! بينما يتصدى رجال الانقاذ للبقاء فيها وعليها مستميتين في الدفاع عن الشرعنة!!..
لماذا يستميت من يستميت فى الدفاع عن شرعية البقاء في السلطة بعد العام العشرين وهم لم يطلبوا هذه الوصفة أبداً طوال تاريخهم، وعمرهم ( المديد)؟!.. الجديد شنو؟
لا شك أنّ في الأمر( عجب)!.. هل ضاقت الحلقة إلى الدرجة التى تنشعل الانقاذ إلى هذه الدرجة بتفنيد(مزاعم) الطابور الخامس؟..
قديماً كانت (مزاعم) الطابور الخامس لا تجد مثل هذا الصدى عند الانقاذيين!..
ما الجديد في الموضوع؟..
هل تصدق الانقاذ في وعدها على لسان سبدرات بانتهاء صلاحيتها في يوليو القادم؟
وهل يكون زهد رائدة الانقاذ إشارة إلى انتهاء الأجل؟ بمفهوم أنّها آثرت ألا تتسمى بالمنصب فى شهور معدودات!..
لا اعتقد أنّ هذا صحيح .. لأن طرائق الانقاذ في حساب الزمن ما عودتنا أن تسلك طريقاً زاهداً في الأيام وتقلباتها، و( الزمن) شخصياً..! كان خادماً مخلصاً للانقاذ..
وكانوا يراهنون دائماً على حياة الغفير، أو البعير، أو الوزير، كما يقول المثل..
وكانوا يتصرّفون بفهم أنّ الازمة فى السنة الجاية ( يحلها ألف حلال)!!..
فما الجديد في الموضوع؟..
لا شك أن للانقاذ شجونها، ولواعجها، وهمومها التي لاتقال..!

.