ملامح (9)

ملامح (9)


07-14-2009, 08:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1247555350&rn=0


Post: #1
Title: ملامح (9)
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-14-2009, 08:09 AM

ما القبر الذى سيأخذك السفر إليه، أيها المترحل؟

أدونيس

+++++++++++++

الأقدام فى موضع الرؤوس، والرؤوس هواء لا يؤتمن، لا رباط بينه وبين جهات الإنسان، فالطريق قد اصابه الوهن قبل أن يتسلل إليك، وما تعودنا سوى أن يؤخذ الحصاد منا عنوة، بحد الأسى ونصال الترحال
إذن فلنعطى ما للعمر للعمر، وما للطريق ما للطريق
أغنية تمخر عباب حبال صبرك الصوتية، لكن ليس ثمة حلبة للموت أو الرقص، يكفى فقط أن تصغى لرنين أجراس الوقت وهى تدق وتنتقل بين أفخاذ الأيام.
لا تقتفى أثر الغيب فوق أرض الغياب، فما عاد فى خنادق النشيد إلا رماد الموائد التى نصبها البشر فوق جثث التمنى
ومن هنا، من الطريق التى تربط شرق الروح بغرب دمهاالذى تسكنه عناكب القلق، تبدأ رحلة ضنك من وسط حرائق الماضى ولا تنتهى إلا فى قلب رمل الحاضر المتشظى بماء الإنتظار، تتسلق جذع تاريخ خائر القوى مملوء بثقوب سكنتها الخيبة وبقية دخان رخيص من تبغ النشوة جلست منهكة غير بعيد من مشنقة المزاج

غادروا تحيوا
صدقنا الحديث، ولم تُصدِقنا الرؤيا

ولا أمل فى وحى يجئ فجأة على سفينة فوق موج أعرج، يوصل أخبار المسافة وهو يلوك أحاديث التراب، عن بشر خيل إليهم أنهم يستوطنون الأحلام، ولكن كان الفراغ يستوطنهم

أهو تحالف المسافة مع أحزان الشعراء؟
أم هو جفاف أنهار الحبر وتمدد اليباس فى أوصال النشيد؟
هى آجال شعوب يحرسها خفر من الموتى الأحياء، والموت سياج من جميع الجهات، فقر يقتات على قوت يوم العقل، وخطب تمزج الرحيق مع الفحم وتعتاش على إبتسامات الأطفال وضجر الكبار

يتراءى الوطن قريبا من مخيلة الوهم، بعيدا عن اصابع الحنين، يبدو مثل نبتة تستجدى الغيم، فتدير السماء وجهها عنها، وتبدأ طبول البشاعة فى سبك اصواتها لتثقب جدران الحلم

Post: #2
Title: Re: ملامح (9)
Author: Safa Fagiri
Date: 07-15-2009, 04:01 AM
Parent: #1

حياك الغمام
يا أباأذر

والظمأ..
الظمأ..
في بلاد قيل أن نيلها
من أنهار الجنة!

أي لا ينضب
إلى يوم يبعثون!!

"أرأيتم الماء الذي تشربون*
أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون"

ولو أصبح ماؤهم غورا فمن
يأتيهم بماء معين??


ياااه...

أيها الرب يا من جعلت
من الماء كل شئ حي
أنزل على العطشى مدرار رحمتك
التي وسعت كل شئ ..

وما لها من واق...

Post: #3
Title: Re: ملامح (9)
Author: نوفل عبد الرحيم حسن
Date: 07-15-2009, 11:52 PM
Parent: #2

***

Post: #5
Title: Re: ملامح (9)
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-18-2009, 09:00 AM
Parent: #3

أهلا يا نوفل

ولك التحية وكل التقدير
على تجميل الملامح بحضورك

Post: #4
Title: Re: ملامح (9)
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-18-2009, 08:54 AM
Parent: #2

والإرتواء

الإرتواء يا صفاء
لا يتم بشرب الماء وسقياه

لكن يتم فقط حين يستيقن الظمآن
أنه واجد الماء ساعة يريد

وذات عطش يا صفاء
قطب النيل جبينه ووضع ماءه على قارعة الظمأ

عرفنا "عطشئذٍ" أن اليباس سوف يكون سيد كل المواقف

وأن اليباب قد احتل أرجاء الأمنيات

وكأن بدر شاكر السياب يحدثنا، عنا، حين قال

بلا ثمر كأنّ نخيلنا الجرداء أنصاب أقمناها

لنذبل تحتها و نموت

سيدنا جفانا آه يا قبره

أما في قاعك الطيني من جرّة

أما فيها بقايا من دماء الرب أو بذره

حدائقه الصغيرة أمس حعنا فافترسناها

سرقنا من بيوت النمل من أجرانها دخنا و شوفانا

و أوشابا زرعناها

فوفّينا و ما وفى لنا نذره

و سار صغار بابل يحملون سلال صبّار

و فاكهة من الفخّار قربانا لعشتار

و يشعل خاطف البرق

بظل من ظلال الماء و الخضراء و النار

و جوههم المدوّرة الصغيرة و هي تستسقي

فيوشك أن يفتّح و هي تومض حقل نوار

ورفّ كأنّ ألف فراشة نثرت على الأفق

Post: #6
Title: Re: ملامح (9)
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-19-2009, 03:41 PM
Parent: #1

يهدأ الظل قليلا من ركض أطرافه على حواشى الحكاية

تتلفت الأشجار فى لا إنتباه غير مقصود، ولا يعنيها الأمر فى شئ، فبعد قليل ستأتى عصافير الشتاء ويحتدم العناق الأزلى

يهدأ الظل قليلا

يتجهم وجه الشمس وهى تهم بعقد قران الضوء اليومى، على صبية تدعى الأرض، تتزين العروس كل صباح بالبحر والعقوق والقصائد

وقبل أن تنتهى الشمس من تلاوة نصها المقدس، يبدأ الحزن فى إرتداء وشاحه المظلم، وتسدل أستار الأمنية عليها وعلينا،

تضرب الشمس موعدا جديدا

غدأ أعود لأكمل الحكاية، وتنتظر الأرض

يهدأ الظل قليلا، لكنه لا ينام، فقد سرق الأطفال قصة النوم الوحيدة من تحت وسادة الحلم

تهدأ الحكاية

لتبدأ حكاية النافذة والفراش


سأرويها لك ذات وجع

إن تبقى فى الدواة مداد من دم

أو رحيق
أما أنتِ
فقاسية مثل قلب المسافة التى بلا إنتهاء، على الرغم من يقينها القوى
بأن أقدام الروح قد حفيت تماما ولم يعد فيها ما يستر روعها، لم يعد لديها من يكفى من "قوت يومها" لتواصل حياة مسيرها ومسير رهقها، سوى "يوم موتها"

اشهدت الشمس، حدثتها عنكِ، أفاض النهر فى حديثه لى عن العشق
لم أعره إستماعا ولا إنتباها، فأنا أعرف أن العشق مهلكة العشاق، وأن مصيرهم الفناء حياةً، أو الحياة موتاً
همست للنهر صديقى، أن مصيرى فى عينيك، تلك الواسعة مثل أمنياتى التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر
لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين
لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى سرمدية الوجع فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح

أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد الأرض، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول

ناديت أولا
يا عشق، كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع
يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف
على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها

ثم ناديتك ثانيا
أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل
وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود

وأحدثك الآن
أن ما فى هذا القلب سوى محض عذاب

فهو قد عذبنى فأحسن تعذيبى

ولا يزال

أحاور اليقين تارة
فيخبرنى بأنك أزل العشق ومنتهى الأمنيات
أجادل شكى فيكِ، فيجبرنى ألا أبارح ساحة موتى، ويدفعنى صوب هاوية التخيل لأمارس موتى الصديق، لأحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات

أراود النوايا كى تخبرنى عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد
فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر

أيهما أقسى على القلب

الموت أم الهجر

وبكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا

دعينى إذا يا قاتلتى أن أمارس موتى مليا

لأحيا فيكِ

Post: #7
Title: Re: ملامح (9)
Author: salah ismail
Date: 07-19-2009, 08:30 PM
Parent: #6

ابا ذر...
كل الذي اعلمه ان بكري ابوبكر يجلس علي صندوقه القديم.. يعطي منه بلا انتهاء من خلال حضوركم ...ابوذر..كوجان...عماد عبد الله..محسن خالد..وكل الذين من بواطنهم الملتهبة..لم تزل نيران التالق.. تشتعل في حرقة اشبه بالعشق..دعني ارسل رسالة من دخان في سماءات هذه القري ...يا لله...

Post: #8
Title: Re: ملامح (9)
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-20-2009, 08:12 AM
Parent: #7

يا صلاح

قد أصلح الخالق بك الحال
ونمت من لدنك حقول الجمال

ولسان الكلام دوما يردد

أن ليس السبب هو حب الديار
ولكن حب ساكنيها

وهذا الصندوق العتيق يحوى ما يحوى من أسحار وأسمار وثمار وأزهار وأخيار وأشرار ايضا

بك ومن ذكرتهم ايضا

ازداد الضوء والعبق

فهنيئا للديار بكم

تحياتى والود