خليل جاء.. خليل ما جا!

خليل جاء.. خليل ما جا!


07-09-2009, 08:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1247125340&rn=1


Post: #1
Title: خليل جاء.. خليل ما جا!
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-09-2009, 08:42 AM
Parent: #0

خط الإستواء
خليل جاء.. خليل ما جا!
قدرنا أن ننتظر النتائج!.. نتائج الانتخابات التي تأجلت حتى أبريل القادم، وتأجيلها سيتعرض إلى تأجيل آخر، لأن الحكومة التي تؤمن إيماناً كاملاً تواجه (عدم إيمان) الاخرين بنتائج التعداد السكاني، وحتى يتم حسم موضوع نتائج التعداد، تفترض الحكومة في شعبها طولة البال والتطلع بانتظار إعلان التأجيل التالي للانتخابات، أو إنتظار النتيجة (المحسومة) لينتظر الشعب أيضاً النتائج المترتبة عليها، وعلى رأس تلك النتائج تشكيل (حكومة الوحدة الوطنية الشرعية).
ومطلوب من الشعب أيضاً إنتظار نتائج الاستفتاء ليعرف ما إذا كان أهل الجنوب سيقررون الوحدة أم الإنفصال، وموضوع الاستفتاء يرتبط بجاذبية الوحدة.. وجاذبية الوحدة مثلها مثل العمل الدرامي في المسلسلات المصرية، والدراما تبدأ من نقطة وتتفرع، وتتوَّج بخاتمة. فهل في سلوك الحكومة طيلة الأربع سنوات التي مرت من عمر الاتفاقية ما يشير إلى أن دراما الوحدة الجاذبة ستتوَّج بحُسن الخاتمة؟
ومطلوب أيضاً انتظار نتائج التحكيم الدولي في موضوع أبيي. وهذا الإنتظار لا يخص الشعب السوداني وحده.. فقد انتبهت الحكومة لنتائج هذا الانتظار حسب سماعياتنا لما يُقال عن إعداد العدة لإتقاء مخاطر التفلتات الأمنية المتوقعة حال إعلان نتيجة التحكيم، والنتيجة قد تفرز المزيد من الحركات المسلحة، لأن التحكيم قد يؤدي إلى إعلان فائز وحائز، وخاسر يتوجب عليه التراجع إلى حدوده.. ولأن هذا الانتظار خطير فقد سجلت الأمم المتحدة حضوراً قد يطول هناك!
ومطلوب من الشعب السوداني كذلك إنتظار نتائج مفاوضات الدوحة بين (خليل جا، خليل ما جا)، وبين قبول العدل والمساواة بمشاركة الآخرين في المفاوضات، وبعد ذلك تحديد موعدها وإسترضاء من لم يحضر للقبول بمثول من سيحضر في قاعة المفاوضات، ثم وضع أجندة النقاش، والدخول في معمة التفاوض، وصياغة الاتفاق الذي يفترض أن تجد فيه الحكومة وحركات دارفور مطالبها، وتجد فيه نفسها (جميعاً)، وأن يعبر الاتفاق عن آمالهم وطموحاتهم في (توزيع السلطة والثروة)، وما لا نعرف من خيرات هذا البلد.. وقد يمضي انتظار السودانيين لنتائج مؤتمر الدوحة في طريق آخر، بان يُعلن عن فشلها أو تأجيلها مرة أخرى لمزيد من المشاورات بين كافة الأطراف، وإذا حضرت أغلبية الحركات ولم تحضر واحدة منهن فهذا يعني استمرار جهود الوساطة.. وكما يرى المواطن البسيط، فان انتظار مشروع سلام الدوحة سيكون انتظاراً أطول من انتظار الفلسطينيين حلاً (عادلاً) لقضية القدس.
ومطلوب منا ـ وخاصة المناضلين ـ ان ننتظر نتائج مؤتمر جوبا، الذي ترتب لعقده القوى السياسية (بما فيها المؤتمر الوطني).. وانتظار السودانيون لمؤتمر جوبا هو انتظار من النوع القاتل، لأن المؤتمر يفترض أن يناقش قضايا مثل تحديد مواقف الأحزاب من الحكومة.. وفي هذا البند لا يستطيع أحد أن يعرف ما إذا كان حزب الأمة على تراضيه مع الإنقاذ، أم على اتفاقه مع العدل والمساواة، ولا يعرف أحد أيضاً مدى اقتراب أو ابتعاد السيد الميرغني من النظام.. وأبلغ تعبير عن حال انتظار مؤتمر جوبا قالها الباشكاتب من زمان: (يا قريب ومني بعيد!.. متى دهري بيك يجود)..
ومطلوب أيضاً أن ينتظر الشعب السوداني النتائج (الباهرة) لاستخراج الايثانول من الذرة، ونتائج تركيب التوربينة الثانية في السد، أو الثالثة، أو الرابعة، لا أدري، ولا نعرف الحساب!.. ومطلوب أيضاً إنتظار المحليات حتى تتمكن من توزيع الكتب والكراسات.. ومطلوب كذلك انتظار نتائج الشراكات الذكية، الشراكات الداخلية، أو الخارجية مع الصين وغيرها..
مطلوب انتظار نتائج الشراكة الذكية فقط.. وكما هو معروف، وبديهي علينا انتظار نتائج كلامات أوكامبو، الذي ظهر أمس الأول بين حكماء إفريقيا..
كل هذه الانتظارات ونتائجها مطلوبة.. فإذا كنت عزيزي القارئ من النوع الـ(خلقو ضايق) أو من النوع (الما عندو صبر)، أو من النوع الذي تتأثر صحته بمتابعة الأحداث.. إن كنت من النوعية دي من الناس فما عليك إلا أن تشوف ليك بلد.. الحقيقة باختصار: (ياهو دا السودان)! بعد عقدين من الزمن (الحلوب)!..