امراة (بي مية راجل))..كسرت حواجز الظلم بالارادة.. شوفوها عملت شنو

امراة (بي مية راجل))..كسرت حواجز الظلم بالارادة.. شوفوها عملت شنو


07-06-2009, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1246884808&rn=0


Post: #1
Title: امراة (بي مية راجل))..كسرت حواجز الظلم بالارادة.. شوفوها عملت شنو
Author: محمد عبد القادر
Date: 07-06-2009, 01:53 PM

عندما توفى زوجها في العام 2002م.. تاركاً لها مهمة قيادة سفينة الاسرة الى بر الأمان.. لم تكن تدري بأنها ستواجه من مصاعب و«مصائب» الحياة ما تنوء بحمله الجبال.. بداية بأبنائها الثمانية وتوفير ما يحتاجون اليه في ظل ظروف معيشية صعبة «تتدثر» منها أغلب الأسر السودانية.. ونهاية بالظلم الذي تعرضت له هي وأبناؤها ومن أقرب الأقربين «كما قالت»...
ظروف كهذه ربما تقود «رجالاً» للجنون.. ناهيك عن امرأة لا حول لها ولا قوة.. لكن «هويدا حاج أحمد العوض» لم تكن كأية امرأة تنكسر أمام عواصف الحياة.. أو تنحني لسياط الظلم.. فصبرت.. وجاهدت.. وكافحت.. من اجل أبنائها حتى نصرها القانون وأعاد اليها ولابنائها حقوقهم المسلوبة.
الى هنا ربما تكون القصة عادية.. لكن ما حدث بعد ذلك كان يستحق أن نقف عنده قليلاً ونتأمل..
فـ «هويدا» التي عجزت كل محاولات الاهل والأقارب في اعادة البسمة لشفاه ابنائها واعادة حقهم الشرعي.. كان القانون هو نصيرها وهذا ما جعلها تختار أن تتعرف على ذلك القانون عن قرب.. فحسمت امرها وتوكلت على الله وحملت أوراقها لتتقدم بها الى الجامعة أم درمان الاسلامية وتنخرط في دراسة القانون وفي دواخلها شعار سامٍ.. كانت عباراته (من اجل ابنائي).. وهذا الشعار هو الذي قادنا إلى نادي الضباط بالخرطوم لنشهد تخريج (هويدا).. ونجلس وسط ابنائها داخل النادي نشاركهم النظر إلى مدخل البوابة في انتظار المرأة التي قهرت الظروف واستحقت ان تنال لقب «الام المثالية» عن جدارة..
تومات «هويدا» اللتين تدرسان في الصف الخامس الابتدائي.. كانتا اكثر فرحة.. وطابور الخريجين يخطو داخل النادي.. وهما تشيران لوالدتهما تسبقهما عبارات: (أمي يا هاديك)..
وبرفقة ابنها الأكبر (الهادي) الذي يدرس هندسة المعمار.. أتجهنا اليها وجلسنا معها وسط الخريجين لنسألها عن مشاعرها الآن والكثير من الاشياء.. فقالت بعد أن احتضنت ابنها في حنان: (والله ما قادرا أوصف ليك انا حاسة بي شنو).. سألناها عن توفيقها بين الدراسة والابناء والكسب لتوفير العيش الكريم فقالت إن ابناءها كانوا هم دافعها للنجاح.. وحكت لنا عن روح المنافسة التي كانت تسود أجواء المذاكرة.. حيث كانت تحمل دفاترها.. فيحمل كل منهم (كراسته) ويجلس بجانبها مقتدياً بها.. واضافت انها كانت موفقة جداً بين الجامعة والبيت وحتى المجاملات وعلاقتها الاسرية وقالت (اهلي ديل اصلو ما قصروا معاي)...
سألناها عن قرارها بدراسة القانون.. وعن تلك الارادة القوية التي دفعتها لذلك.. فقالت انها لم تشعر بأي خوف إطلاقاً من الاقدام على هذه الخطوة.. وان ارادتها لدراسة القانون الذي نصرها.. كانت كبيرة.. واضافت: (لو اتكلمت ليك عمري كلو ومليت صفحات الجرايد ما اظن اوصف ليك الدافع الكان جواي قدر شنو..).. عن خطواتها المستقبلية القادمة قالت إنها قبل أن تتجه لدراسة القانون كانت تعمل بالتجارة لتوفير احتياجات ابنائها.. ولم تنس أن تشكر والدها واخوانها واسرتها على وقفتهم بجانبها.. وأضافت: (سأستعد الى دخول امتحان (المعادلة) والاستمرار على نفس الدرب.. حتى ادافع في المستقبل عن كل (ارملة) وكل (يتيم).. ضاعت حقوقهم أو هضمت ظلماً..).. ووجهت رسالة إلى كل (ارملة) بأن لا تيأس أو تنكسر.. طالما ان هناك ارادة بداخلها، وقالت موجهة حديثها لهن: (الشكية لي غير الله مذلة).. وان الله لن يظلم احداً لانه حرم الظلم على نفسه..وشكرت (هويدا) كل من وقف معها من زميلاتها في الجامعة وافراد اسرتها وخصت بالشكر الدكتور وسام الامير والاستاذة هالة من الشئون الادارية اللذين وفرا لها كافة ما تحتاجه من مذكرات ومراجع حتى توجت مجهودها بالتخرج.
مشهد (هويدا) وهي تتجه لاستلام شهادتها من المشاهد التي اظن انها لن تفارق ذاكرتنا قريباً.. بداية من اغنية الزفة التي اختارها لها أبناؤها وهي اغنية (امي الله يسلمك) ونهاية بحملها الشهادة واتجاهها لابنائها وسط الحضور واهداءها لهم.. في مشهد سرق الدموع من الحضور الذين راحوا يتابعون ما يحدث واعينهم تسأل الف سؤال.. ولا تجيبه إلا دموع (هويدا) وهي تحضن ابناءها لتؤكد أن (الإرادة) هي التي تحقق المستحيل.. وتقهر الظروف.. خصوصاً وهي تسير على ثمانية أقدام.. هويدا قالت إن معركتها القادمة هي البحث عن وظيفة تعينها على ما تبقى من رحلة الحياة.

نقلا عن الراي العام