الرعـشـــــــــــــــــــ الأولي ـــــــــــــــــــة / محمد الطيب يوسف

الأرض كانت أنثي تقطر بالخصوبة والشهوة للذي لا يأتي إلا في أحلام مراهقة تحلم بالعبور , متبلة بالبهارات كطبق آسيوي أخلص طباخه في صنعه وكأنه الأخير ,ترتعش بحمي الحرمان ولذة الخيال ,يانعة ومخضرة كثمرة حان قطافها ,تتمني أن تؤكل بليل لتكون صباحيتها ميلاد الأغنيات الأسطورية .

علي حين غرة باغتها المطر ,عاتياً ودافقاً ,هطولاً وكأن السماء قدت من قبل , داعبها عند خاصرة استوائها فتأوهت وأدركت أن للذة صوت , تسرب إلي الهملايا فارتجفت وأدركت أن للذة رجفة ,قبلها عند أطلسها عانقها وغطاها من القطب إلي القطب (قطع رحطها) في الهند ونثر رياحينه وعطوره وأفرغ سحره هناك فارتعشت رعشتها الأولي وربت وأخرجت من كل زوج بهيج .

تتابعت السنون والأعوام وإذا الأرض امرأة عند تمام نضوجها , شهية كتفاحة آدم , غامضة وحزينة رغم أن المطر مازال يعاود الهطول ولكن غياب بعضها خلف مثل الندبة في القلب فما عادت تهلل لمجيئه ألا كما تهلل لمجئ جار ثرثار , وقد يئست من سؤاله عن طينتها التي ضلت طريق العودة إلي رحمها .

..

وعندما تأهب للذهاب أخذ من ذؤابة الأرض خصلة ومن ألحان رياحها ترانيم السماء الخالدة كما أخذ معه طينة الخلق الأولي ثم غادر مع وعد بأوبة قريبة

.

..


.

ما فتئت تسأله عن طينتها ,عن بعض منها أخذه وذهب ولا زال يتهرب منها ثم يقضي وطراً ويغادر في صمت الأموات فسالت دموعها أنهاراً وبحاراً أغرقت الأودية والسهول بماء الحياة وزفرت آهاتها حمماً غطت القيعان بزبر الحديد .

تتابعت السنون والأعوام وإذا الأرض امرأة عند تمام نضوجها , شهية كتفاحة آدم , غامضة وحزينة رغم أن المطر مازال يعاود الهطول ولكن غياب بعضها خلف مثل الندبة في القلب فما عادت تهلل لمجيئه ألا كما تهلل لمجئ جار ثرثار , وقد يئست من سؤاله عن طينتها التي ضلت طريق العودة إلي رحمها .

د. محمد
سلام واحترام

وين الناس

زدنا امتاع يا ود اب شراء

Quote: د. محمد سلام واحترام وين الناس زدنا امتاع يا ود اب شراء

أ/ اسحق بلة

تحيات طيبات زاكيات

كيفك وكيف الأسرة الكريمة (ماعندي رقم تلفونك )

شكراً لمرورك العطر

ذات أصيل أحست بدبيب بعضها علي جسدها ,يلتحفها كما الرضيع يلتقم ثدي أمه , اثنان كانا , ضلا طريقهما فصادفا صواب القدر وعادا إلي جادة الصواب .

في عينيهما تجسدت الحيرة بحراً والضياع سرمداً والوحدة أهلاً فترفقت بهما ترفق الأم الرؤوم وجمعتهما فازدلفا دنواً وتدانيا فتآلفا وكان فرح الأرض نديا .

في برهة قصيرة من الزمن أصبح بعضها رهطاً وغدا رهطها قوماً, فانتشروا في مناكبها يضعون بصماتهم في تفاصيل جسدها الغض , شهدت جريمتهم الأولي وبعضها يقتل أخاه فتسرب دمه إلي داخلها وثوي جسده في جسدها فاحتوته حنيناً وخوفاً من غد تذوق طعم اللحم طرياً.

.


..


.

جئتك بشاعرك المفضل "الباهي"..

تحياتي..

شقوا بطنها فتدفق دمها أسوداً وأصفراً وأحمراً , ثقبوا نهديها فأهدتهم لبنها لذة للشاربين , ولم يمض من الزمن إلا قليلاً فتمدد جسدها إلي أعلي كأورام سرطانية خبيثة.

لازال المطر يأتي ولكنه كان غريباً ,فلا يتجول في جسدها إلا بإذن سدنتها وقد أضحي بينه وبينها حجاب فلا يجد سوي الفيافي و الوهاد فيهطل حزيناً وحيداً ولا يختلط بأديمها إلا كقبلة متعجل قد أزف ميعاد رحيله وقد شقت له القنوات فيجري فيها مكرهاً حتى يختلط بمالحها فيغدو أجاجاً .

ولا زالت عجلة الزمان تدور فإذا الأرض خمسينية في عمرها ,إمرأة تودع شبابها في حسرة ,ترهل جسدها وامتلأ خصرها ,بعضها الذي أضحي كلها كان يدب علي ظهرها جنوناً مسعورا دمه يتدفق علي جسدها كالفيضان وهو يخوض فيه ولا يعبأ به فالمسيرة القاصدة للمجهول لاينبغي لها أن تتوقف لمن يتداعي منها

في ستينيتها هتك حجابها فأضحت الشمس أكثر جراءة في حربها الأزلية معها وهي تسومها سوء الحريق فانحسر ثوبها الأخضر عن جسد متجعد مهترئ بغيض , يرمقها القمر في إشفاق العاجز ثم يغيب وسط غيوم سوداء كالحة كانت بيضاء في زمان مضي .

كانت تبكي في صمت ودموعها لا تنساب إلا بقدر مايرغب فيه سيدها فتبتلعها علقماً منتظرة صبحها الذي طال ليله فأضحي دهراً لا ينبئ بشروق جديد , فسكنت في صمت الأموات تنتظر رعشتها الأخيرة .


تمت

الباهي مرورك ياخي شرفتينا ونورتينا يابت خوجلي

ودبلة تعال شاعرك ده منتظرك

..

هنالك جزء سقط من النص أثناء تنزيله هنا علمت عليه بالبونط العريض

آسف
.




الأرض كانت أنثي تقطر بالخصوبة والشهوة للذي لا يأتي إلا في أحلام مراهقة تحلم بالعبور , متبلة بالبهارات كطبق آسيوي أخلص طباخه في صنعه وكأنه الأخير ,ترتعش بحمي الحرمان ولذة الخيال ,يانعة ومخضرة كثمرة حان قطافها ,تتمني أن تؤكل بليل لتكون صباحيتها ميلاد الأغنيات الأسطورية .

علي حين غرة باغتها المطر ,عاتياً ودافقاً ,هطولاً وكأن السماء قدت من قبل , داعبها عند خاصرة استوائها فتأوهت وأدركت أن للذة صوت , تسرب إلي الهملايا فارتجفت وأدركت أن للذة رجفة ,قبلها عند أطلسها عانقها وغطاها من القطب إلي القطب (قطع رحطها)* في الهند ونثر رياحينه وعطوره وأفرغ سحره هناك فارتعشت رعشتها الأولي وربت وأخرجت من كل زوج بهيج .

وعندما تأهب للذهاب أخذ من ذؤابة الأرض خصلة ومن ألحان رياحها ترانيم السماء الخالدة كما أخذ معه طينة الخلق الأولي ثم غادر مع وعد بأوبة قريبة


ما فتئت تسأله عن طينتها ,عن بعض منها أخذه وذهب ولا زال يتهرب منها ثم يقضي وطراً ويغادر في صمت الأموات فسالت دموعها أنهاراً وبحاراً أغرقت الأودية والسهول بماء الحياة وزفرت آهاتها حمماً غطت القيعان بزبر الحديد .

تتابعت السنون والأعوام وإذا الأرض امرأة عند تمام نضوجها , شهية كتفاحة آدم , غامضة وحزينة رغم أن المطر مازال يعاود الهطول ولكن غياب بعضها خلف مثل الندبة في القلب فما عادت تهلل لمجيئه ألا كما تهلل لمجئ جار ثرثار , وقد يئست من سؤاله عن طينتها التي ضلت طريق العودة إلي رحمها .

ذات أصيل أحست بدبيب بعضها علي جسدها ,يلتحفها كما الرضيع يلتقم ثدي أمه , اثنان كانا , ضلا طريقهما فصادفا صواب القدر وعادا إلي جادة الصواب .

في عينيهما تجسدت الحيرة بحراً والضياع سرمداً والوحدة أهلاً فترفقت بهما ترفق الأم الرؤوم وجمعتهما فازدلفا دنواً وتدانيا فتآلفا وكان فرح الأرض نديا .

في برهة قصيرة من الزمن أصبح بعضها رهطاً وغدا رهطها قوماً, فانتشروا في مناكبها يضعون بصماتهم في تفاصيل جسدها الغض , شهدت جريمتهم الأولي وبعضها يقتل أخاه فتسرب دمه إلي داخلها وثوي جسده في جسدها فاحتوته حنيناً وخوفاً من غد تذوق طعم اللحم طرياً.

شقوا بطنها فتدفق دمها أسوداً وأصفراً وأحمراً , ثقبوا نهديها فأهدتهم لبنها لذة للشاربين , ولم يمض من الزمن إلا قليلاً فتمدد جسدها إلي أعلي كأورام خبيثة.

لازال المطر يأتي ولكنه كان غريباً ,فلا يتجول في جسدها إلا بإذن سدنتها وقد أضحي بينه وبينها حجاب فلا يجد سوي الفيافي و الوهاد فيهطل حزيناً وحيداً ولا يختلط بأديمها إلا كقبلة متعجل قد أزف ميعاد رحيله وقد شقت له القنوات فيجري فيها مكرهاً حتى يختلط بمالحها فيغدو أجاجاً .

ولا زالت عجلة الزمان تدور فإذا الأرض خمسينية في عمرها ,إمرأة تودع شبابها في حسرة ,ترهل جسدها وامتلأ خصرها ,بعضها الذي أضحي كلها كان يدب علي ظهرها جنوناً مسعورا دمه يتدفق علي جسدها كالفيضان وهو يخوض فيه ولا يعبأ به فالمسيرة القاصدة للمجهول لاينبغي لها أن تتوقف لمن يتداعي منها .

في ستينيتها هتك حجابها فأضحت الشمس أكثر جراءة في حربها الأزلية معها وهي تسومها سوء الحريق فانحسر ثوبها الأخضر عن جسد متجعد مهترئ بغيض , يرمقها القمر في إشفاق العاجز ثم يغيب وسط غيوم سوداء كالحة كانت بيضاء في زمان مضي .

كانت تبكي في صمت ودموعها لا تنساب إلا بقدر مايرغب فيه سيدها فتبتلعها علقماً منتظرة صبحها الذي طال ليله فأضحي دهراً لا ينبئ بشروق جديد , فسكنت في صمت الأموات تنتظر رعشتها الأخيرة .


تمت

عزيزي، محمد الطيب..

نص طيب، حنون، مسبوك بمهارة، ورحابة صدر أزلية، ولاشك، تلك الطينة الغائبة، والتي شاب شعر الارض في انتظارها، خانت الامانة، والحنين، وعاثت فسادا، وجهلا، بقدرة الارض، في تربية نفسها، بنفسها، وهي الذكية والمتواضعة معا..

نص حبوب..
ووفي للبيئة، ويستحق القراءة.. ويثمل القلب..


دمت ياصديقي.. وبيني وبينك، يصلح النص كبيان لمحبة الارض.. والبيئة..


اخوك كرم الله

أستاذنا الجميل / عبد الغني كرم الله

يابن الأرض


تظل أمنا تنادي في صمتها اليائس فما بعد الصمت سوي الموت أو الثورة

تري هل ننتظر ثورتها أم نحولها للطوارئ ونسعفها عاجلاً قبل فوات الأوان


ودي علي كلامك السمح البخش القلب

كن كما أتمني واكثر

Quote: هنالك جزء سقط من النص أثناء تنزيله هنا

يا حبيب ياخي نصوصك (بالذات القصة القصيرة) اكشحها كلها زي ماهي.
كل مرة تعملها في قراءك ومعجبيك زيي كدا ، يقعدو يبارو لمن هم ينسو الموضوع وانت تنسى فقرتين!!
فقرتين يا مفتري!!



على سبيل التحية أيها الكاتب الكبير والزميل الغالي

عابد ياعمك والله فعلاً كلامكك صاح تاني الواحد بنزلها بي نفس واحد وخلاص

مشتاقوون وكده

محمد الطيب سلامات ...معجبين والله ومتابعين لكن بجيك برواقة دي قراية علي الطاير كدا ...ما الحياة كلها بقت طيارة كبيرة

تسلم يا حنين محتاجنك بشدة في زمن القحط و شح العواطف كما قالت عفاف ابو حريرة

واصل يا حبيبنا و لنا قعدة

رائـــــــع
رائـــــع
رائـــع
رائــع
رائـع
رائع

ياصديقي

لك التحية على هذا الابداع




أحمد العمار

أحمد عمار


شكراً شديد لي تعليقك الموجز الذي كان له أجمل الأثر في نفسي

ودي ومحبتي

ود ابارو

رايعك دي خبارا ماشة صغيرة

ياخي الروعة في طلتك السمحة دي

نتلاقي في مدني بعد شهر ياعمك ان شاء الله

أ/ حافظ

تحيات طيبات

ياخي جيتك هنا بتفرح بالجد عامل كتابتك السمحة ديك

الزمن ماببقي قحط طالما في زيك وزي ناس كرم الله الزيكم ديل لو دخلوا جهنم يخلوها برداً وسلاماً

تعال راجع بي مهلتك البيت بيتك ماياها واطة الله اقعد واتفن

سلامات يا جميل

والله يا سعادتك طلعت ما هين كلو كلو !!

Quote: والله يا سعادتك طلعت ما هين كلو كلو !!

تاني سعادتك


تاااااااااااااني سعادتك







___________________________________________

بالمناسبة تعليقك كيفني شديد

الْحبيب / محمّد الطّيِّب يوسف .
وجدتُ هُنا :
- مُتْعَةَ التَّسلسُلِ ، وانسيابَ الْكِتابة .
- استدعاءً جميلًا للتُّراثِ الإنسانيّ ، وَآيِ الذِّكْرِ الْحكيم ، وقصصِهْ .
- تطويع مفرداتِ البيئةِ لِمَا يخدِمُ النَّصّ .
- ذكاء من الْكاتب بأنْ جعلَ خاتمةَ النّصِّ – كما أرَى - غيرَ مُغلقةِ النِّهاية ،
وفيه إشراكٌ للقاريء بأنْ يُعمِلَ فكرَهُ في كيفيَّةِ الْخِتَامْ .

فَحَرْفُكَ عميقٌ يا مُحمّد ، وجديرٌ بالْقِرَاءة ، وحَرِيٌّ أنْ يُحْتَفَى به . كما سَرَّني جِدًّا أنِّي قَرَأتُهْ .



* ثَمَّةَ ملاحظةٌ صغيرةٌ ، اسمَحْ لي بها :
قلتَ :

Quote: ( وأدركت أن للذة صوت )

( صوت ) اِجْعَلْهَا : ( صَوْتًا ) ، يَكونُ آمِنًا حَرْفُك.

تحيَّتي أبدًا .


أخوك / محمّد زين .
_____________________

الجميل

محمد زين الشفيع

يأتلق الحرف ببهي طلعتكم وجميل مطالعتكم فلكم كتب وبكم يحيا

قراءتك المتأنية تفرح القلب فبعض الحضور يشرح الصدور

كن كما أتمني وأكثر

محبتي وودي

..
.
..

up