Post: #1
Title: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-25-2012, 07:40 PM
Parent: #0
أحبائى الكرام .. قد خطرت لى هذه الفكرة .. لخلق جو جديد .. يبعدنا قليلا عن الأخبار المحزنة المتتالية .. والتى أصابتنا بكثير من الإحباط والإنضغاط .. أرجو منكم قراءة هذا الموضوع .. والتفاعل معه .. لأنه سيرينا .. وعلى مدى عشر سنوات كيف تغير المنبر .. من حيث النوع .. وعندما أقول النوع .. أعنى كيفية إنتقاء الكلمات الجميلة والإبداع فى الكتابة والتخاطب .. فقط أود منكم عمل مقارنة بسيطة .. بين الذى كان .. وما نحن عليه الآن ..
مَن يقول قد مرت عشر سنوات بالتمام والكمال فقد بدأت الكتابة فى سودانيز أون لاين يوم 27 أبريل عام 2002 ..ورحت أتأمل فى هذه الفترة .. وكأننى ولدتُ فى هذا التاريخ .. وعمرى الآن عشر سنوات .. وللآن لم أبلغ سن البلوغ ..وفى هذا السن مازلت أتعلم من الكثيرين .. أطيع وأسمع لمن يكبرنى سناً .. بل مازلت أتعلم ممن لهم الخبرة .. وأتعلم من وجودى بين هذه الزمرة الجميلة .. والورود المتفتحة .. حتى ولو كانت هذه الورود تنبت وسط أشواك جارحة ..والحكمة فى كيفية التعايش والمعايشة بين النقيضين .. كيف تتعايش الطبيعتان ترتويان من قطرات ندى واحدة .. تنموان وتتغذيان من عناصر تربة واحدة .. نعم أتعلم وأتأمل .. أتعلم كيف يكون الأمل مع الألم .. وكيف يُرفع العلم مع العمل .. نعم ، ورود وأشواك فى تربة واحدة .. هكذا نحن هنا فى هذه الدنيا الواسعة .. وأيضاً هكذا نحن فى هذه القاعة الرحبة .. السودانية الأصل التى تتزين بالورود .. وفى نفس الوقت تتواجد بينها بعض الأشواك كما قلت .. ولكن هذا لا يمنع من المعايشة والتعايش فى محبة وسلام .. نعم أتعلم كيف أعطى كأس ماء بارد لظمئ محتاج .. أتعلم كيف أقول كلمة طيبة تطيب الخواطر ..ولا تلهب المشاعر .. ولهذا أود الاحتفال بهذه المناسبة .. وقبل الخوض فى تفاصيل فكرة فتح هذا البوست ، أود أن أتقدم بكلمة شكر خاصة وعرفان بالجميل للرجل الجميل الباشمهندس والأخ الحبيب بكرى أبوبكر ..لأنه ربانى وأوانى بل وتحمّل عبئى طيلة هذه السنوات العشر دون أن يتقاضى أجراً نظير هذه الإقامة والضيافة الطويلة المدى.. لم يتململ من الملل أثناء تواجدى معه .. رغم وجود الضيف الثقيل الظل .. فى عز الظهر أم أثناء المطر المنهمر .. فى الصباح الباكر .. أم فى أواخر الليل .. آتى إلى الدار أجده مفتوحاً .. وغرفتى كما هى مرتبة مكنوسة .. حتى بعض الأحاين آتى وأجلب معى ضيوفاً .. وبصدر رحب يستقبلنى ويستقبل ضيوفى .. وقد يكون بينهم من ثقيلى النير .. غير خفيفى الظل .. لا يتنفر ولا يزمجر .. فالشكر لكم يا أخى بكرى .. فى غربتى أوجدت لى أناساً .. أتآنس معهم وأعيش فى وسطهم تماماً كما كنت فى وطنى السودان .. وأنا واثق من أن الجميع هنا يشعرون بنفس هذا الشعور لأنه ومن خلال منبرك العامر هذا المنبر إستطاع أن يلم شمل شتات السودانيين الموجودين فى أرض الشتات .. وبمعنى آخر فى أراضى الغربة الموجودة فى جميع أركان المسكونة بجهاتها الأربع .. وأكرر شكرى لك وعلى مجهودك الرائع ووقتك الثمين المبذول لاخراج هذه الجلسة الحية على الدوام طيلة الأربع والعشرين ساعة .. مع طبيعة وطيبة أهلنا السودانيين ..ضيافة مجانية .. وهنا أقول مرة مرات الشكر لكم يا أخى بكرى .. الرب يبارككم ويبارك فى أسرتكم التى تحتمل مشغولياتكم عنها .. بل وتتحمل نير حق هذه الضيافة اللانهائية .. .. فالفكرة هى محاولة جمع الأحباء الذين لهم عشرة سنوات أو أكثر ، الإجتماع يكون هنا لإجترار بعض الذكريات المكتوبة .. فمَن منا عندما قام بقراءة كلمات قام بكتابتها منذ فترة طويلة .. لم يصدق أنه بالفعل قام بكتابة ما قرأه .. وهكذا أود هنا جمع المداخلات التى أعجبت بها .. سواء من البوستات التى قمت بفتحها أو من بعض الردود على بوستات مفتوحة من قبل الآخرين ..
والى لقاء قريب بإذن الله .. أخوكم وعمكم العجوز .. ارنست
|
Post: #2
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-26-2012, 05:09 AM
Parent: #1
أحبائى الكرام ..
وهذه الكلمات كانت من أوائل " البوستات " ..
Quote: أحبائى المحترمين .. تحية طيبة.. طيبة أهل السودان وعطرة بعطر الصندل والصندلية ومزينة بزينة عروس بالقمر بوبه .. والزمام .. ونقش الحنة .. مغلفة بالقرمصيص فى ليلة دخلة .. أخواتى وأخوانى .. كم كان سرورى بمشاركتكم .. وقبل الدخول فى أى تفاصيل ، أود أن أشد على أياد القائمين والمسئولين عن صفحات الانترنت والتى جعلتنى أفخر بهم وبكل من جادت قريحته بعمل جيد.. لأن المستوى الذى شاهدته واستمعت واستمتعت بموسيقاه "الخلفية " جعلتنى أقول ما شاء الله .. راجيا من الله ان يوفقكم على الدوام .. أخوكم وأبوكم .. سودانى عجوز (مشترك جديد)
|
|
Post: #3
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: المسافر
Date: 04-26-2012, 06:06 AM
Parent: #2
Quote:
وأتعلم من وجودى بين هذه الزمرة الجميلة .. |
يسعدني أن أرد لسعادتكم هذه التحية الطيبة مؤكدا عظيم إمتنانا بوجودكم السامي بيننا الذي أضاف لمعارفنا ووعينا الكثير ، وهكذا كنتم في وجودكم الإنساني الخلاق في هذه المساحات حيث كنتم دائما من السباقين إلى تأسيس معاني الإحترام والعلم والتعلم...
نشكر لكم مشاركتكم القيمة ومشاعركم الطيبة التي دائما نجدها في محل ظن طيب يؤكد ما غرسه الأجداد في طينة تلك البلاد من معاني إنسانية مازالت تنتقل من جيل إلى آخر ضمن المورثات والصفات والطبائع، وبرغم الغيوم التي ركامها ينكشف دائما وينحسر وتبقى الطبيعة الخلابة والخضرة الزاهية والأوراق النضرة في تلك الحقول والبساتين التي رواها زارعيها من طيب نفسهم قبل ماء السماء والأرض...
أقبل شكري وتقديري عن مساهماتكم القيمة وحرصكم الدائم على الحضور البهي وأسمح لي بأن تبقى آمالي أمنيات دائمة في تواصلكم اللطيف مع أصدقائكم هنا ودوام هذه الذكرى الجميلة برعايتكم الكريمة.
ودمتم في صفاء ونقاء
|
Post: #4
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-26-2012, 10:59 PM
Parent: #3
الصديق القديم والأخ الحبيب المسافر .. سعادتى بلقاكم لا توصف .. بعد طول الغياب .. وجو المنبر العام الذى يكسوه الضباب ..
بمجرد ظهوركم قد إنقشع ذاك الضباب .. وبينما وأنا أجتر الذكريات .. وقعت تحت نظرى هذه الكلمات ..
Quote: السوداني العجوز كم تخيلنا ذلك الجمال الإنساني الصبور في وجوه امهاتنا وحبوباتنا تلك الخطوط التي كان لها الف معنى لذلك كانت الأم |
تلك كانت كلماتكم عندما فتحت " بوستاً " فى نفس تلك السنة 2002 .. تحت عنوان " ماذا لو حكمت الأم تريزا السودان " .. وها هى كلماتكم المعبرة فى ذاك الزمان ..
والآن .. كلماتكم المشجعة والصادقة .. دائماً تذكرنى بأن السودانى الأصيل .. لا .. ولن يتغير بتغير الحكومات .. ولا بالسياسات الدينية التعصبية .. كلماتكم التشجيعية .. لا أستحقها يا أخى .. ولكنها جاءت فى الوقت المناسب ..
الرب يبارك حياتكم .. وأرجوكم .. ألا تقطعوا طلتكم البهية الدائمة ..
أخوكم المسافر من هذه الدنيا .. وعمكم العجوز أرنست
|
Post: #5
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: طه جعفر
Date: 04-27-2012, 04:02 AM
Parent: #4
الاخ و العم أرنست انا من ابناء القضارف و لقد نشأت في بيت ابي الذي كان بيتا لاهل القضارف و كثيرا ما أحكي للناس عن كيف كان أبي و اعمامي و عماتي حضورا في كل مناسبات الاخوة الاقباط، الارمن و الجاليات العربية من المسيحين و الاهل من اثيوبيا امثال عمنا المرحوم حنا تسفاي نيقوسي. اتذكر دئما اعمامي يونان بقطر و العم جرجس عبد المسيح و الاعمام جوزيف و جورجي دانيال و العم رياض ميخائيل فتح الله و العم الجليل صادق ابراهيم و العم الجليل وديع و زوجته ام سمير و من اولادهم سمير و عادل وديع و العم المربي الجليل جميل جندي و العم الصديق مكرم جريس . هذا النفر الكريم كان لا يغيب عن افراحنا او اتراحنا و كنا معهم في الحلوة و المرة جمعت اسرنا الاخوة الانسانية الصادقة و الحب النبيل. أهنئك بهذه الذكري و أهنيء نفسي بمعرفة رجال امثالك في سودانيزاونلاين اسمي كاملا هو طه جعفر الخليفة طه اسمح لي ان اهدي لك هذه القصة القصيرة التي كتبتها و انا استلهم بعضا من آلام اهلنا في القضارف من الحكومات الفاسدة التي دمرت النسيج الاجتماعي و زرعت الفتن بين الاخوان
أربعون جلدة
عاشت بيننا كواحدة منا، لكنتها المصرية و حمرتها لم تمنعا أي واحد من سكان الحي من إعتبارها عمة أو خالة علي حسب ما تتطلب ضرورات اللقاء . ازيك يا خالتي أُم نجيب .......ازيك يا عمتي أُم نجيب هكذا كان يلقاها سكان الحي بالتحية.نجيب كان بدينا تفوح منه رائحة طعمية باستمرار، أثار زيت التحمير علي جيوب الجلباب الازرق تؤكد رائحة الطعمية. أُم نجيب في عمر أُمي تقريبا، أُمي تقول في تقدير عمرها " في سنة الحرابة كنت فتاة". أُم نجيب متوسطة الطول، لا تلبس التوب السوداني، في يدها وشم أخفت تجاعيد الجسد ملامحه ، وشم أخضر في باطن الساعد و عند بداية الكف، في يوم الأحد ترتدي فستان قصير و مرة اسكيرت و بلوزة و في كافة الأحوال حذاء جلدي بكعب متوسط العلو و باستمرار تضع ايشارب أكبر قليلا من منديل علي رأسها تربطه برقة فيرتاح علي شعرها ذو اللون الرمادي ، عادةً ما تخرج معها نيفين أخت نجيب الأصغر و يرافقهما زوجها أيوب، نجيب لا يذهب معهم هذا المشوار. كان العم أيوب بياعًا في متجر الخواجة للاقمشة. نيفين في عمري و لقد أمضيت مراهقتي كلها أحلم بعناقها و تقبيلها تماما كما يحدث في الأفلام المصرية. نجيب و نيفين غادرا المدرسة مبكرًا كأنهما لم يستطيعا إكمالها نتيجة للرسوب الدائم او الإنهماك في صناعة الطعمية و الفطائر أو كما تقول أُم نجيب " المنائيش" . بضاعة هذه الأسرة المنتجة تتوزع بين كناتين الحي و الحي المجاور. في عام 1983 قُبلت في الجامعة و تقرر أن أسافر إلي الخرطوم في شهر مايو لأن الجامعة تفتح أبوابها للطلاب الجدد في شهر يونيو. أقام أهلي حفل وداع في تلك المناسبة، فتجّمع الأهل في مساء اليوم قبل السفر لوداعي، توافد الجيران و من بينهم كان عمتي أم نجيب، نجيب و نيفين.لم أشتَم رائحة الطعمية من جلباب نجيب النظيف و المكوي بلونه الازرق الفاتح لا بل شممت رائحة صابون و كلونيا، كانت نيفين بهية في ملامحها، لقد جاءوا لوداعي و كانت هي المرة الأولي التي ألمس فيها نعومة يد نيفين و المرة الأولي التي أري لون عينيها العسلي الفاتح و العميق، لم أنظر إلي فمها لأنني كنت أعرف جمال شفتيها و لونهما البمبي المنتفخ و كنت أعرف حسن تراص أسنانها و جمال إبتسامتها. عدت مبكرا قبل نهاية العام، خلال غيابي توفي العم أيوب، أحزنني خبر وفاته. الإتجاه الاسلامي افتعل عنفاً مع الجبهة الديمقراطية، ثار الطلاب و تحالفوا ضد الإتجاه الاسلامي ، أغلقت السلطات الجامعة. فتوجبت علي العودة إلي البيت و كان ذلك في بداية الشتاء. كانت قد أُعلنِت الشريعة، أُصدر المرسوم الجمهوري باعلان الحكم الاتحادي، الجنوبيون اعتبروا ذلك تنصلا من اتفاقية اديس اببا، ابتدأ عمل مسلح في الجنوب، إعلام النظام يصفهم بالمتمردين أو الخوارج ، ما كان يرد في الجامعة في تلك الأيام من اخبار مختلف عما تقوله الصحافة، الجنوبيون إعتبروا إعلان تطبيق الشريعة الاسلامية و إصدار مرسوم الحكم الاتحادي عملا عدوانيا من النظام لأن القوانين الإسلامية تحولهم الي مواطنين من الدرجة الثانية، النشاط السياسي في تلك الايام جعلني أكره النظام و أدعو الي إسقاطه مع زملائي عبر العصيان المدني و التظاهرات السلمية خاصة بعد انكشاف عورة فساد رموز النظام ، آلمتني الإجراءات القمعية ضد الجمهوريين، كنت أُحب الجمهوريين و لا أفوت لهم ركن نقاش واحد رغم عدم إهتمامي بالدين. في تلك المرة وصلت بيتنا حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر ، بعد الغداء طلبت مني أمي أن اقوم بزيارة الجيران للقيام بواجب العزاء في مَنْ ماتوا و لقد أصرت أُمي علي فكرة الذهاب لمقابلة أم نجيب في وفاة زوجها. فعلا قبل مغيب الشمس بقليل كنت أمام بيت أُم نجيب، طرقت الباب فسمعتها ترد " طيب .. حاضر يا سيدي أهو انا قاية". فتحت الباب، شرعت في رفع يدي ثم استدركت و قلت لها " البركة فيكم و ربنا يرحمه " بكت أُم نجيب و فتحت ذراعيها و ضمتنتي ، بكيت علي كتفها، إختلج صدري بمشاعر حزن طاغية داهمتني مع فيض أُمومتها الدافقة و حزنها الكبير. كانت تقول "ابوكم ما أصرشي وئف معاي و ساعدني ربنا ما يحرمناش منو" . جاءت نيفين ربما علي صوت بكاء أُمها بعيون دامعة و رداء أسود، مددت لها يدي و عزيتها في وفاة والدها، بكت بحرقة ، كففت دموعي بِكُم الجلباب، كانت أُم نجيب تبكي بألم. فَتَحَت باب الصالون ثم دعتني للدخول بصوت متهدج ووجه دامع و حزين. إحْمّر وجهيهما و إمتلأت بالدمع عيونهما و فاضت ، جلست علي احد الكراسي و في قبالتي صورة للسيدة العذراء و في حجرها السيد المسيح. قلت لهما لقد كان العم أيوب من أحسن الناس اخلاقاً، اطيبهم معشراً لم يدخل في مشكلة قط مع أحد و لم نسمعه يوما ينتهر أحد أو يشتم أو يلعن، كان دائماً هاشاً باشاً و مبتسماً. سَكتْتُ عندما أحسست أن كلامي يبكهما أكثر. بعد فترة صمت طويلة قالت أم نجيب "كيف الجامعة علي حسك.. يا استاذ". انتابني خجل من تلك الكلمة " استاذ" فقلت لها ما فيش أُستاذ و لا حاجة انا زي إبنك نجيب يا خالتي. غادرت نيفين لم أستطع رفع عيني لأُعاين جمالها، ربما قد إزدجرني الحزن، جاءت بعد قليل بالماء و الشاي. في غياب نيفين سألت أم نجيب عن نجيب فقالت " نجيب تعبان و شأيان يروح مكان أبوه من الصبح يفتح المحل و يشتغل و يرجع المغرب يعمل الطعمية و يطلع يوديها " حزنت علي نجيب و أحسست بالعجز. سألتني أم نجيب "هو قعفر النُميري مالو" و ايه اللخبطة اللي بعمل فيها دي؟. قلت لها النظام إتغير من يوم ما دخل الترابي في الموضوع. إستأذنت منهما و قلت لهما سأعود في المساء لمقابلة نجيب. رجعت الي البيت و في طريقي التقيت بعدد من الأصدقاء و اولاد الجيران. في الطريق الي البيت تذكرت العم أيوب، جلبابه بياقة تشبه ياقة القميص الافرنجي العادي ، نظيفة و مكوية بحزم و انضباط ، يلبس صندلاً ، لا يضع غطاء للرأس لا عمامة و لا شال و لا طاقية، شعره ناعم و قصير بلون رمادي ، تقريبا نصف رأسه اصلع، متوسط امتلاء الجسم و متوسط الطول، لا يتحدث كثيرًا و يبادل الناس التحايا بصوت منخفض و إبتسامة عريضة، عيونه ليست باتساع عيون نيفين او ام نجيب، شاربه مختصر و هو باستمرار حليق اللحية. تذكرت أن العم أيوب عندما يؤم بيت العزاء يقرأ الفاتحة علي طريقة السودانيين برفع اليدين و كوعيه ملتصقين علي جنبيه مما يعطي كتفيه استقامة حازمة . تذكرت جولاته في الحي في أيام الأعياد و زيارته للناس. بعد حلول الليل ذهبت مرة أُخري لمقابلة نجيب و القيام بواجب العزاء معه، وجدته في انتظاري، لم يهتم في ذلك المساء بأمر الطعمية. تحدث معي كثيراً حول منظر الجلد في محاكم العدالة الناجزة و كان يحمد الله لأن والده توفي قبل أن يشاهد ذلك في في الميدان الذي يتوسط السوق، كان نجيب متألماً و منزعجا. حكي لي أيضا كيف أن ابي كان أول من تم اخطاره بوفاة أبيه علي حسب طلب أمه و حكي عن استجلاب ابي للطبيب ، و مساعدته لهم في إستخراج شهادة الوفاة ، إتمام كل مراسم الدفن و حضوره العزاء في الكنيسة ثم متابعته لأمر العزاء الي أنصراف آخر المعزيين و دفعه لتلك التكاليف و كيف أن أبي رفض إستلام مليم واحد من أُمه. أحسست بالفخر وكبر ابي اكثر في عيني. بعد أُسبوعين ربما من ذلك المساء، بينما كنت مستلقياً علي سرير في حوش الصالون قريباً من منتصف الليل، سمعت طرقا علي الباب، فتحت الباب كانت الخالة أُم نجيب منزعجة و أنفاسها متلاحقة، نيفين تقف خلفها بصمت جليل . قلت لهما ان شاء الله خير؟ فقالت الحقوني نجيب قبضوا عليه و هو الان في المركز. سمعت أُمي الكلام فجاءت، تركت ام نجيب و نيفين مع أُمي و ذهبت إلي مركز الشرطة، عرفت الحراسة التي فيها نجيب، و عرفت من أحد معارفي في المركز من رجال الشرطة إنه قد تم القبض عليه و مجموعة من اصحابه بعد مداهمة بيت أحد أصدقائه حيث كانوا يشربون، أُخِذوا إلي المستشفي و تم التأكد من السكر بكشف طبي مستعجل ، تم فتح البلاغ في مواجهتهم و سيتم جلدهم في صباح اليوم التالي، عرفت الآن فقط لماذا كان نجيب منزعجا من موضوع الجلد في محاكم العدالة الناجزة في ذلك الميدان الذي يتوسط السوق، لم أكن أعرف أنه يشرب و لم أكن اتوقع أن يصير الشرب يوماً ما مشكلة تستوجب مثل هذا العقاب. لم يكن في مقدوري فعل شيء ، الشرطة كانت في حالة جنون، القضاء بقضاته المستعجلين يسعي لإثبات انه ناجز أمام الرئيس، النظام الحاكم كله في لوثة و في انتظار مثل هذه الحوادث ( واحد يسكر، واحد و واحدة يكونوا مع بعض). ذهبت الي الحراسة، ناديت علي نجيب الذي أجابني من خلف القضبان و من عتمة الحراسة و عفونتها، كان يتحدث بصوت منخفض ثم قال " أرجو الا تخبر أمي بالامر". لم أشأ أن أقول له أن من أحضرتني هنا هي أمك! رجعت إلي البيت و علي طول الطريق كان وجه أُم نجيب بطيبته و أحزانه العميقة امام ناظِرَي. كانت ببيتنا هي و نيفين في انتظاري، لم أجد طريقة لأكذب عليهما و قلت لهما أنه بخير و سأحاول غدا أن أتدبر الأمر، قلت لهما ذلك لتناما بأمل . غادرتا بيتنا برفقتي و اليأس يحوم حول رأسيهما كظلام إضافي، لم تتكلما، أوصلتهما إلي باب بيتهم، انتظرتهما الي أن دخلتا. أمضيت ليلي ذلك صاحيا لم أنم و في حوالي الساعة السادسة صباحا تحركت صوب السوق، كان قد تم إحضارهم من المركز، جميعهم في كشك مبني من الزنك و امامهم ، خلفهم و علي جانبهم رجال الشرطة، الجميع في انتظار القاضي. جاء القاضي ثم أصدر أحكامه بسرعة : الجلد و الغرامة علي الجميع الشارب، بائعة العرقي من وجدوا في بيوت الدعارة الجميع عقوبتهم الجلد و الغرامة و في حالة عدم الدفع الجلد مع السجن. تجمع عدد من معارف و أصدقاء عائلة العم أيوب جميعهم من الرجال. إبتدأ الجلد، تتم مناداة المحكومين و تتم قراءة الحكم و يتم الجلد بحضور القاضي. تم جلد نجيب كانت السياط تقع ثقيلة علي جسده فيهتز مكان وقوع السوط، نجيب ساكن لا يتحرك، كان ممسكا بعمود من أعمدة البراندة التي تم بناءها باستعجال لتشهد جلد الشاربين، كان السياط تُضْرَب من أعلي الظهر الي باطن الفخذين، استمر الجلد إلي أن إكتملت أربعون جلدة، لم أري معظمها و لكني أحسستها جميعا في جسدي. انتهت الجلدات الأربعين ثم سقط نجيب علي الارض، يبدو أن الشرطي و القاضي معتادان علي وقوع أجساد المجلودين لم يهتما بسقوط نجيب علي الارض، أحسست أن الأمر مختلف، ذهبت نحو نجيب، انتهرني القاضي و طلب مني مغادرة المكان، لم أهتم وصلت الي المكان الذي يتمدد فيه نجيب، فرحت عندما وجدته حياً، كان دامعاً، محمر الوجه، متعباً ، فزعاً و متألماً، رفع وجهه و سألني هل أمي و نيفين هنا؟ قلت له لا ؟ حملته بمساعدة بعض الناس و أجلسته علي كنبة متهالكة، بعد الجلوس تلطخ ظهر قميصه ببقع دم، حملناه الي سيارة أحد اقربائه و تحركنا الي بيت غير بيته لنعالج آثار الجلد في ذلك المشوار قررت أن أشرب العرقي مساء ذلك اليوم وفي كل مساءٍ لاحق.
كتبتها في يوم 10 اكتوبر 2011 في تورنتو اونتاريو كندا
|
Post: #6
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-27-2012, 02:38 PM
Parent: #5
الأخ الحبيب طه جعفر .. كم أنا سعيد بلقائكم الثانى .. والذى كان على التوالى .. حيث كان اللقاء الأول قيامكم بالتهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد .. و ها هو اللقاء الثانى قيامكم بالتهنئة بمناسبة مرور عشر سنوات على هذا المنبر العامر بصاحبة وبقاطنيه وبزواره الكرام .. نعم .. بالفعل عشر سنوات مرت ونحن بهذه الساحة السودانية الأصل .. والأسفيرية الموقع ..
تعرف يا أخى ، اليوم قد استيقظت فى الساعة الرابعة صباحاً .. كما جرت العادة بأن " منبه " زوجنا المصون يطلق نفيره المزعج لإيقاظها نسبة لتوقيت عملها .. نعم ، هى تصحو .. وأنا بالطبع أصحو .. حتى لو كان كلانا " فى أحلاها نومة " .. ولكن ما باليد حيلة .. وكما يقول أهلنا فى السودان .. " خادم الفكى مجبور عا الصلاة " .. قمت منتفضاً على اللاب توب .. بعد تجهيز كوباً من الشاى باللبن " المدنكل " .. وياليته كان باللبن " المقنن " .. شاى مدنكل فى إحدى " كبابى الشوب " المخصصة لشاى الصباح .. و انبلج ضوء الصباح وسكت أخونا عن الكلام المباح ..
والى اللقاء يا أخى طه مع قصتك مع حبيبتنا القضارف صاحبة السمسم والسماسم .. فلا تندهش أخى .. فأنا من قرية " القريشة " التى تبعد حوالى السبعين كيلومتراً جنوب مدينة القضارف .. آسف .. لانقطاع الحديث .. لأنه سيكون ذى شجون .. بإذن الله .. والى اللقاء أخى عن قريب إذا شاء القدير وعشنا ..
أخوكم فى الغربة .. أرنست أرجانوس جبران +++
|
Post: #7
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: غادة مكى محمد
Date: 04-27-2012, 03:11 PM
Parent: #6
العم ارنست جميل التحايا
اولا صادق التهانى بعيد القيامة المجيد
ثانيا شكرا على السرد الممتع وتمنياتى باعوام زاخرة ومثمرة فى عطاء القلم
تقبل ودى واحترامى
|
Post: #8
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 04-27-2012, 03:16 PM
Parent: #7
عقبال مية سنة يا عجوز :)
|
Post: #24
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 05-03-2012, 05:44 AM
Parent: #8
الأخ الحبيب سيف النصر .. شكراً لهذا السطر .. نعم .. كلام كثير .. ولكن .. من أول السطر .. إنها قصيدة طويلة .. وأورتم منها هذا الشطر .. إنها قصة طويلة .. فيها العبر .. وفيها الفكر .. إنها سنون طويلة مضت .. عشر سنوات مضت .. بالطول وبالعرض .. فترات متعددة لحظات طويلة .. تسابيح وصلوات .. صليتم منها صلاة العصر .. ومن يدرى فقد تكون بينها صلاة الفجر .. عالم شاسع .. به شيوخ وشباب وأطفال .. إخترتم بينهم طفلاً واحداً على الحِجر .. أم شيخاً عجوزاً جالساً على قمة حجر ..
ولكن وعلى الرغم من هذا وذاك .. فأنت .. كريم .. حاشاك .. فأنت نار على علم .. بل نار على جمر .. متقد .. أحمر ..
الرب يبارك حياتكم .. أخوكم أرنست
|
Post: #9
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: معتصم احمد صالح
Date: 04-27-2012, 04:38 PM
Parent: #1
الاخ ارنست.. لك مني تحية سلام ومحبة... اولا عقبال المئة عام بالمنبر .. لقد سررت جدا بهذا البوست ورغم أنني لم اذكر اية مداخلة لي في اي من بوستاتكم إلا أنني من المتابعين لما تكتبون بشغف كبير وأقرأ كل سطر خطته اناملكم .. ولا شك أن المنبر قد تغير بشكل كبير وغير طبيعي ، فقد تدهور مستوى الكتابة وتناول القضايا بدرجة كبيرة ، وأصبح العنف اللفظي وغليظ القول سمة سائدة في غالب الحوارات التي تدور بين الاعضاء والزملاء، وصار فتح البوست عند الكثيرين كإدمان القهوة بل اصبح مزاج شخصي حتى في غياب الموضوعية، ولذلك وجد الكثيرون الارشيف متنفسا لهم من زحمة المواضيع وفلس المنطق... وهكذا الايام تغير كل شئ ، ولم يبق غير الماضي لنبكي على اطلاله، ففي السودان مثلا اصبح الناس يتحدثون عن مثالية السوداني وجميل سلوكه وتميزه عن شعوب الكون الا ان ذلك ايضا صار " كالأحاجي" عند الجدات عندما يسردن قصص " الغول" و" العفريت" وربما الخل الوفي... تهانينا لكم وتمنياتنا لكم دوما وابدا... مودتي...
|
Post: #10
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: عزيز عيسى
Date: 04-27-2012, 05:02 PM
Parent: #9
أولاً يا عمو (عاطف) كما أحب أن أخاطبك دائماً وبالنغمة التي تعرفها.. - طبعا إسم عاطف لا يعرفه حتى أخوانا السودانيين في هيوستن - ياخي أنت لست بعجوز راجل مازلت في ريعان الشباب ولكن ما عارف ليه بتذيل إسمك بسوداني عجوز.
دخلت أسلم عليك وأبارك لك العشرة أعوام التي قضيتها في سودانيزأولاين بحلوها ومرها.
تمتد معرفتي وصداقتي بعمو عاطف إرنست لفترة تزيد عن العشرون عاماً.. مازلت فخوراً بهذه الصداقة الحميمة بيننا. نسكن في مدينة واحدة وهي مدينة هيوستن بولاية تكساس وأيضا في حي واحد إسمه شوجر لاند. حقيقة أود أن أقولها عن هذا الرجل والصديق الجميل الذي يحب التواصل مع الأخوان، رغماً عن بعد المسافة بيننا في الحي الذي نسكن فيه لكن نتحدث عبر الهاتف مرة على الاقل في الإسبوع ونلتقي من وقت لآخر حسب الظروف والفرص المتاحة. سوداني أصيل من الدرجة الأولى.. يتألم بإستمرار لما آل إليه الحال في بلدنا السودان.. زول من الزمن الجميل حبوب ظريف ومثقف جداً ولديه إلمام بكل ماضي السودان الجميل تنقل مع والده رحمه الله في كل ربوع السودان.. من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه.. أكل الكسرة وأم دقوقة (الويكة) والويكاب وملاح المرس وأم بقبق ولغاويس تانية ما بعرفها. لبس الشدة والكبك والباتا ولعب الفات الفات وحرينا وشدت وغمدت لبدت.. والبريمو والكرتلة وملوص والسورو والبلي. إذا جلست إليه يمتعك في الحديث وإجترار ذكريات الماضي. متواصل مع السودانيين في كل المناسبات سواء كانت في الأفراح والأتراح.. يشيل الفاتحة في المأتم (ويسكسك) في الحفلات.. ومعجب بأغاني إبراهيم عوض. ويتألم جداً إذا لم تقدم له الدعوة لحضور مناسبة ما. فقط أعيب عليه إصراره على الدخول في مناقشة المسائل الدينية.. وعند أفتراعه لبوست التنصير كنت أعلم بأنه سيواجه موجة من الإنتقادات والمداخلات الحادة. قلت له: (بتجيب الهواء لنفسك) لأن الدخول في مناقشة المسائل الدينية والتحاور في شأن المعتقدات شيء ليس من السهل ولن يصل الى إقناع أي من الطرفين.
عمو عاطف.. متعك الله بالصحة والعافية. محبتي التي تعرف.
أخي طه جعفر.. شكراً على القصة الجميلة المؤثرة وعلى تواصلكم مع أهلنا الأقباط.. ويا ريت السودان يرجع كما كان في الماضي ويعود الى صفاء القلوب والعيش في سلام.
Quote: قررت أن أشرب العرقي مساء ذلك اليوم وفي كل مساءٍ لاحق. |
ههههه.. مبالغة لكن.
|
Post: #11
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: الفاتح شلبي
Date: 04-27-2012, 09:57 PM
Parent: #10
عمرك هنا عشرة سنوات بس وعجوز؟ هههههههه
بالمناسبة هذا البوست سيكون له شان عظيم
ولم لا؟ فقد استطعت ان تخرجنا من تلك الجراحات (ما عايز اقول البوستات) التي كلما مررت عليها تدمع
شكراً عجوز البورد على هذهـ المساحة الرحبة
منتظرينك تكمل بقية النقة
|
Post: #12
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-28-2012, 05:23 AM
Parent: #11
الأخ الحبيب طه جعفر ..
أسف لم أكمل حديتى معكم .. والحمد لله طلعنا بلديات .. وبما أنكم من مدينة القضارف .. يا ناس سمسم القضارف .. الزول صغير ما عارف .. نحنا ناس القريشة .. وناس شاشينة .. وناس حلة حكومة .. ومن حلة حكومة طوالى على الحدود الأثيوبية .. يا ترى هل زرتم تلك المناطق .. طبعاً كان الوالد رحمه الله ، ناظر مدرسة القريشة الأولية .. وكان ذلك فى السنين الأولى من ستينات القرن المنصرم .. يا ترى هل فى يوم من الأيام زرت القريشة يا طه ؟ .. يا ما ركبنا اللوارى مسطحين .. وكلمة مُسطّح يعنى (الركوب) مع البضاعة .. أو بمعنى أصح فوق الجوالات .. وكنت أصطحب معى شنطة الحديد .. " ولا يفل الحديد إلا الحديد " .. لأنه لو شلتليك شنطة كرتون .. ولا حتى جلد .. حقك راح .. أظن كفاية كده .. لأنو لو بدينا فى القصص دى والذكريات .. الجماعة الواقفين فى الصف .. حيفوتوا يخلونا ..
المهم نرجع الى قصتكم .. " أربعون جلدة " صدقنى يا أخى طه .. لديك موهبة قصصية الى الدرجة التى جعلتنى أندمج مع القصة فى هذا الصباح الباكر .. وتعرف أخوك .. زولاً حساس شديد وخصوصاً فى المسائل التى تخص العائلات السودانية والعادات والتقاليد وربط المواضيع ومقارنتها مع حالنا اليوم مع غربتنا القاتلة .. طبعاً أخوك كان فى أشد الاندماج .. ولولا لطف الله .. ووجود علبة كلينكس بجانبى .. لحدثت مناظر لا يحمد عقباها ..
وهذه القصة الحقيقية، لها مغزى جميل وأتمنى بل أرجو أن يفهمه ويتفهمه جماعة : " من أين جاء هؤلاء " الذى قال عنهم الأديب الراحل الطيب صالح .. ولكن ما علينا .. أشكركم أخى على هذا المستوى الرفيع من الإحساس الكتابى .. والى الأمام أخى .. وأرجوكم ثم أرجوكم عدم الانقطاع فى التواصل ..
الرب يبارك حياتكم .. بالمناسبة .. هذا هو الايميل الخاص بى .. [email protected] أخوكم ارنست
|
Post: #13
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-28-2012, 05:59 AM
Parent: #12
وهذه الكلمات تحت عنوان : متى تسقط الأسماء المستعارة والمكتوبة فى 1 يونية 2002:
أرنست أرجانوس جبران
متى تسقط أقنعة الأسماء المستعارة متى تنقشع السحب القاتمة.. متى نتعارف .. متى نتهاتف.. متى تتهافت أوراق الخريف .. متى تتهادى نسمات الشرق .. لتتلاقى مع عطر الغرب .. متى تلتئم جراحات الشمال مع الجنوب.. وتصمت طبول الحرب.. متى نشرب ليمون منوت .. على ضفاف وادى حلفا الغريقة.. أو فى نمولى البعيده .. أو فى بورسودان الشرقية .. أو فى زالنجى الغربية .. متى سيلحن الموصلى.. موسيقى الأفراح .. لننس عذابات الأتراح .. متى يجتمع أهل البورد .. فى حديقة .. بدون أسماء مستعارة.. لنستمتع.. بفن ود الجيلى .. وودعزه .. بين أروقة الفنون الجميلة .. وبكرى وقرشو .. وذكريات شجية .. ومتى تتحقق أمنيات .. أم در .. وغدى .. وتاجوج .. .. متى تذوب الثلوج .. أمام أسمائنا المستعارة .. فاياك أعنى يا جارة .. لنجتمع مرة أخرى.. فى بقعة أرض .. والى لقاء آخر.. مع عمكم العجوز أرنست
|
Post: #14
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-28-2012, 02:50 PM
Parent: #13
الى الإبنة الحبيبة غادة مكى ..
كم هو جميل أن يكون اللقاء على غير موعد .. تماماً كما كنا فى السودان .. لا وجود لحديث عبر التليفون يستأذنك الطرف الآخر بالحضور .. لأنه فى الأصل لا وجود لجهاز التليفون .. وكثيراً ما كان الزائر يأتى ولا يجد أصحاب المنزل .. فكنا نأتى ونجد عبارة " حضرنا ولم نجدكم " .. مكتوبة على باب الحديد .. إما بقلم أم بقطعة فحم .. هكذا كانت خرطومنا الحبيبة فى الخمسينات من القرن الماضى ..
وهكذا كانت زيارتك المفاجئة البهية يا غادة .. والحمد لله الآن كلنا موجودون مع الصحبة واللمة الجميلة.. فأهلاً وسهلاً بك يا غادة..
وها هى كلمات زيارتك التى لا يمكن نسيانها ..
Quote: العم ارنست جميل التحايا
اولا صادق التهانى بعيد القيامة المجيد
ثانيا شكرا على السرد الممتع وتمنياتى باعوام زاخرة ومثمرة فى عطاء القلم
تقبل ودى واحترامى |
شكراً يا غادة أولاً للعيدية الجميلة .. وأنا أرد عليك .. لأقول كل سنة وانت طيبة .. آملين أن يعود سوداننا القديم بأخلاقه وتراثه ..
ثانياً كل الشكر لكلماتك التشجعية .. بل استشف منها أنك كاتبة ممتازة .. فليتك تداومين التواصل .. ودمت إبنتى .. عمك العجوز ارنست
|
Post: #15
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Deng
Date: 04-29-2012, 00:48 AM
Parent: #14
عزيزي أرنست.
أنت أضافة حقيقية الى هذا المنبر طيلة العشرة سنوات.
متابعين الحكي السمح من جانبكم.
|
Post: #16
Title: Re: المنبر .. وعمر العشر سنوات مع الذكريات ..
Author: Sudany Agouz
Date: 04-29-2012, 01:53 AM
Parent: #15
الأخ سيف النصر .. شكراً جزيلاً لمعايدتكم
عقبال مية سنة يا عجوز :) |
اأيها لأخ الحبيب .. سيف النصر .. شكراً لهذا السطر .. نعم .. كلام كثير .. ولكن .. من أول السطر .. إنها قصيدة طويلة .. وأورتم منها هذا الشطر .. إنها قصة طويلة .. فيها الفكر .. وفيها العبر .. إنها سنون طويلة مضت .. عشر سنوات مضت .. بالطول وبالعرض .. فترات متعددة لحظات طويلة .. تسابيح وصلوات .. صليتم فيها فقط صلاة العصر .. ومن يدرى فقد تكون بينها صلاة الفجر .. عالم شاسع .. به شيوخ وشباب وأطفال .. إخترتم بينهم طفلاً واحداً على الحِجر ..
ولكن وعلى الرغم من كل هذا فأنت .. كريم .. حاشاك .. فأنت نار على علم .. بل نار على جمر .. متقد .. أحمر ..
الرب يبارك حياتكم .. أخوكم أرنست
|