Post: #1
Title: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-01-2006, 01:58 AM
Parent: #0
القاص (عبدالغني كرم الله) لـ (السوداني الثقافي ): (1-2)الخيال خلق ليضئ الجانب الخفي من فكرة الإنسان الازلية
للكاتب عبد الغني كرم الله تجربة أثارت الانتباه، كتابه القصصي الأول (آلام ظهر حادة) صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وخلق حوله زخما نقديا كبيرا خارج السودان وداخله حيث احتفت به العديد من المنتديات والمجلات والصحف
بروز المادة الفكرية وترابط النص بخيوط ذات طبيعة فكرية وجمالية في غاية الإحكام يشير إلى وعي كبير بالمشروع وملامحه وأبعاده، كما يشير إلى كاتب مثابر نحو إنجاز مشروع إبداعي متقدم.
الكاتب عبدالغني يعمل ويقيم بقطر منذ عدة سنوات، دارت مقابلتنا معه حول الأفكار التي طوفت في أرجاء كتابه (آلام ظهر حادة)، هنا الجزء الأول منها.
حاوره مأمون التلب
لا يوجد زمن في القصة، هناك أحداث تحتل الزمن، هناك حدث
في البدء، لنحاول أن نرى القيمة والحجم والمفهوم الذي تحتلّه الكتابة داخلك، داخل حياتك، كيف تعرف هويتك، هل تعتقد أنك كاتب في المقام الأول، وكيف تتعامل مع هذه الهويّة والانتماء الذي تمنحه الكتابة؟
منذ البدء، تغرقني في الضلال (هويتي؟)، ، ليس لقوارب الكلمات قدرة للإبحار، أو الوصول لذلك الشاطي المستحيل، (وللحق ابحث عنها، وأرقني ذلك، ومع هذا لم، ولن أصل لبر آمن)، يحول دون معرفة ما يجري بالداخل، (غرائز تملي كتابها)، وحواس تفتح نوافذها على بيئة بسيطة، ومعقدة، وملغزة، أتحسس بعكاز الأعمى (العقل)، كي لا اقع في حفر التفكير والانطباع والجبرية، والتقرير، والتقييم، وجوارح، مسكونة بمشاعر، تنشد الكمال، حتى لساني هو الذي يتذوق السكر، والملح، والموز، (بلا حول مني) هل أخترت أنا رائحة الموز وطعمه، وسلوك الذاكرة، وركض الخيال، ولكنى أعبر الشارع بحول مني، ثم يأتي الجوع بلا حول مني، ثم يأتي الرسم بحول مني، ثم تأتي الرغبة في الكتابة بلا حول مني، وللحق، هويتي هي (لا اعرف شيئا، عني أوعن المحيط، الحسي والروحي)....كل لحظة استيقن ذلك..
(هل قلت أعبر الشارع بحول مني)، اتبرأ من هذا الوهم (هناك قلق، أو هدف أسعى له، ولذا قطعت الشارع، يقودني فرس داخلي، خفي، كي اقطع الشارع، وكي أتأمل السحب، وكي ابكي، وكي أنام، وكي اغبط، وكي أكتب).. هل قلت بأني أرسم بحول وقوة مني؟!! تعجبني لوحة غوغان (من أين، وإلي أين ومن نحن!!)، وأجمل ما في هذا السؤال انه لم يضع علامة استفهام في نهايته، هو علي يقين إنه، مجرد تساءل أبدي!!
والشئ الوحيد، الذي احس به (إن لم أكتب، فسأموت)، أي (أنا أكتب إذن انا موجود)، يدخل الاكسجين إلى رئتي من سنة القلم، وتدخل الروح من العين، حين تلتهم الكتاب المسطور، كتاب الحياة، كتاب الجسد، (أهذه تعتبر هوية)، أتمنى، أن تستيقظ (ثورة الاحاسيس)، في جسدي، كله، حتى الغدة الصنوبرية، تبدأ العزف، مثل اخواتها النشطات، (أحيانا اغبط جسد امي، بالحنان الساكن فيه)، وأغبط الماء لقدرته على التشكل، والتكيف، والليونة، والري، وإغبط الملائكة، على قدرتها على الاختفاء عن الحواس، والقفز من الجنة للأرض، ومن الماضي للمستقبل..وفي استغنائها عن كل (ما يجول بخاطري، وحواسي، وغرائزي)!! وللحق، مآل الإنسان من السمو والتطور، يفوق الملائكة، المخلوقة من نوره الإنسان، تجلي لعقلى المبارك.
هويتي؟ (الحياة إلى الآن خنثى)، لم يولد رجل بعد، أو امرأة بعد، هكذا تقول الحقيقة، (بعيدا عن تشويش الانطباع)، فهناك ثدي، صغير، في صدر كل رجل، (مشروع إمرأة مخبأ)، وهناك (شارب، وإن خف في وجه كل إمراة)، البحث عن الرجولة، والبحث عن الانوثة، ليس بمستواها (الجيني، والجنسي)، بل ومعا، بمستوى الروحي، هنا يكون ثراء الإنسان، وثروته الحقيقية، التخليص من عقابيل (الحيوان المنوي، والبويضة)، كي تكون وترا، أصيلا، في الفن والفكر، خلقت نفسك بنفسك، خروج عن الولادة التقليدية، (ميلاد ثاني)، بقابلة الفكر.. هنا ترى الاشياء بصورة مغايرة، بل (الحيوات بصورة رائعة)، فما ثمة إلا حيوات، (تجري في سلم الزمن، كي تصحو من ثباتها، وجماديتها)، وتصير إنسانا سويا، (ولهذا خلق الخيال)، كي يضئ الجانب المخفي من فكرة الإنسان الازلية، المطلقة..
اختيارك للشخصيات في كتابك (آلام ظهر حادّة) كان لكائنات غير بشرية وإذا ما كانت الشخصية بشرية نجد أنها تكون في مرحلة الطفولة فقط هل تحاول أن تعكس النظرة التي تنظر بها عين العالم للإنسان وتاريخه؟ ولماذا تبدو حالة الطفولة في القصص وكأنها ليست بشرية؟
الطفولة، قمة النضوج، سواء كانت الأولى، أم الثانية، على العالم ان لا يفقد الدهشة والبراءة، (هل توقف قطار الزمن، ولو برهة، ان غريزته هي ان يجري من محطة الماضي إلى محطة المستقبل)، فالتحول أس الوجود، ولكن لم تدمن العين العادة؟، إذن الطفولة (وتوأمها الجميل الدهشة)، ضربة لازب للعقول وللحواس والقلوب، (كي تحدق في المشاهد المولدة دوما)، فجدل الصيرورة والتحول لم يقف، كالظل، نراه ساكن (وهو لم يتوقف عن الحركة طرفة عين)، (يقال بأن الزمن ينساب كالنهر، واحيانا يبطئ واحيانا يسرع، واحيانا يتفرع (كرشيد ودمياط)، زمن للشعر (حواس مغمضة عن الخارج)، وزمن للعمل (حواس مغمضة عن الداخل)...
الطفولة الثانية (قد نبلغها ونحن في السبعين أو العشرين)، حسب فطامنا من المراهقة، والرجولة الكاذبة، هي الثقة بالحياة، أن تلعب مع الثعابين،، وتدخل العقرب، كزهرة في جيبك، (ولكن لا تؤذيك، فحسن الظن، ينتقل من عقلك إلى جميع جسدك)، الطفولة الأولى تفعل هذا، ولكنها تعاقب، لأنها (مدارج النفس السفلى)، الطفل غير منقسم، يفعل ما تأمره به (نفسه السفلى)، (يخطف الحلوة من شقيقته، ويأكلها، وكأن شيئا لم يكن)، والطفل الثاني، ولهذا خلق الزمن بشكل لولبي، يسلك بنفسه العليا، كسقراط، كالنبي، كعيسى، كبوذا، سذاجة محببة، وحب للناس، كل الناس.....(لن تدخلوا الجنة، حتى تعودوا اطفالا)... الطفل يثق في الطبيعة، لأنها أم، أم حقيقية..(ويعطي الحلوة، بل روحه للآخرين في طبق من ذهب)... لأنه استغنى، (عن كل شئ)، سوى روحه الطلقة.. الصبوحة، بداخله..(وما أوسع دواخله، فالكون الخارجي، فالجسد البشري لم يكتمل بعد، هناك احاسيس، ومشاعر وافكار يجب ان تملأه، أن تنفخ فيه الروح (نحن موتى)، وعلينا ان نستقيظ من الموت (فلو لا المايكرسكوب لما ادركنا بأن هناك ملايين الاحياء تحيط بنا، وتعيش بداخلنا)، ولكن اعظم المايكرسكوبات هو القلب الانساني، فمن خلاله ترى كل الوجود (عبارة عن جنة ماثلة)، ولكن هناك غدد معطلة، واعظم هذه الغدد هي (العقل الصافي)، وغدة (القلب المحب، السليم)... حين ينضح القلب المحب، الدم في مجاري وأنهر الشرايين، يكتسي الجسد بقشعريرة لم يجربها من قبل، طلاوة، وسحر، (بمقدوره ان يصرخ كالحلاج)، (سبحاني ما اعظم شأني)، وبمقدوره أن يسكن، وقد امتلأ بالحياة..وأن يرى الكائنات الاثيرية التي تملأ الماضي والمستقبل، وهي ماثلة امامه، كشجرة الجميز هذه..
اتأمل الأشياء، لأنها أحياء، لا شيء ميت، او جاف او صلد، (خداع حواس)، كل الأشياء رخوة بيد الطفل، حتى السكين، وعتب البيت، لذا يجري حافيا، دوما، مشى عيسى على البحر، وتكلم ياقوت مع العصافير، أهذه معجزة، (اقسم بأنها بدء هبة السماء للكائن المسمى إنسانا)، تلف الالكترونات حول الذرة، كالقمر حول الارض، كالطفلة حول الام، وكالشعر حول القلب، وكالعطر حول الانف... (ثنائية الوعي والبيئة)، يتفاوت من فرد لآخر، (هناك من يتأمل الجبل، وهناك من يدرسه، وهناك من يشم رائحته) كما يوحي الطاو، وهناك من يخاطبه (هذا الجبل نحبه ويحبنا)، وهناك اشعة تجتاز الجبل، كما يجتاز ضوء الشمعة زجاج النافذة، (أن نرى الاشياء بعيون الاخرين)، لذا يأتي خطاب التأمل للجسد (كن شفافا، كي تنفذ لجواهر الاشياء، كالضوء، بل أرق، كالروح، بل أرق، وهل للروح حد) والجسد الإنساني حين يلطف (بالشعر، أو السلوك، أو الفكر، أو العشق)، يبدو كائن أثيري، بمقدوره الخروج (عن سلطان الزمان والمكان)، وإعتلاء هرم الخليقة، ممسكا بملكة (فوق طاقة الكلمات، والايحاء)، شعور عميق ينتاب مملكة الجسد كلها (حتى اصابع الاقدام يعتريها فرح فوق خطف القبل والجنس) أو (بعيوننا حين تصح من الرمد والعماء المتوارث، عبر الجينات البشرية)، فالإنسان مشروع تطور، لا متناه، لا حد أو سقف له (بل أي تصور، مهما سمى، هو حظ الإنسان)، ويظل المطلق (متمسكا بإطلاقه، عصي الفهم عصي التفسير)..
نلاحظ محاولاتك المستمرة للتخلص من (الزمن) في الأحداث الدائرة في قصصك، بحيث تشدد على جرّ الحدث للزمن (الحاضر) إنك لا تشيّد الزمن إلا لتهدمه، لماذا؟
لا زمن، حين نرى الجمال، والإثارة، ولكن يتجمد الزمن في الوحشة، بل يتلاشى الزمن في الخطف والتجلي والعشق، فالزمن كائن كالحرباء، يتلون بالوعي والاحساس الإنساني ( نحن في لذة لو عرفها الملوك لجادوا عليها بالسيوف)، هل الضوء اسرع مادة، هناك عوالم (سرعة السلحفاة فيها، تتجاوز الضوء)، حاليا (كي اسافر لمدني احتاج لثلاث ساعات، بمقدور الإنسان أن يسافر مليار مرة ، بل اكثر في هذه الفترة)، فالبطء في التفكير، وايقاع الحياة المربوط بالساعة، وطلوع الشمس وغروبها، هذه سنة محدودة، اختلاف الذبذبات يخفي اشياء (المروحة تختفي حين تشتد ذبذبتها وحركتها) فما بالك بأشياء وأشياء، ذبذبتها تفوق قدرة الحواس، وهي تملأ الاثير، أكثر من الاكسجين، (لذا شكل البذرة، كشكل الرحم، كشكل البيضة، كشكل الارض)، وكلها تجري، من بذرة صماء، إلى شجرة، كائن حي، والأرض بذرة، مدفونة في تربة الفضاء!! فالجسد الإنساني، حين يتسامى (يرى الاشياء قبل وقوعها، لأنها وقعت في الازل)، كأننا نتصور المستقبل غير موجود إلا حين يصل إلى محطته قطار الوقت (أنسير نحو عدم)، فالمستقبل موجود، وقطار الزمن يسير إليه بسرعته المعروفة، (24 ساعة في اليوم)، ولكن هناك كائنات (أسرع من الضوء)، بل وأسرع من الروح، (فلا نجعل من الحواس الشخصية معيارا)، فسوف نخسر الكثير، ونناقض طبيعة الاشياء، والأحياء..كل الاشياء موجودة، ولكنا نركب قطار الزمن كي نتفرج عليه، ورأس القطار يرى شيئا، ومؤخرته ترى شيئا آخر، رآه السائق منذ مدة، وكذا الطلائع، يعيشون في المستقبل!!
كينونة الزمن، تبدو، كفنان ولوحة، فالفنان صور اللوحة بكل تفاصيلها في ذهنه، من المبتدأ وحتى الختام، وحين شرع في رسمها على الصفحة البيضاء، بدأت تتجسد للملتقى، خطوة خطوة، فالكون موجود كله (اللوحة الام)، ولكن نحن تتكشف لنا اللوحة خطوة خطوة، بكشاف الزمن...
ففي القصة، لا يوجد زمن، بل أحداث تحتل زمنا، فالأمر هو الحدث، والذي اتخذ جلباب الزمان والمكان ليرى (ننقر الصمت كي نخلق الموسيقى، والفراغ كي نكتب)، هكذا يقول فلاسفة الصين القدماء (قد يأتي المسقبل من الماضي، إن كان اصيلا)، كي لا نخدع بحتمية (إن الزمان يجري من الماضي للمستقبل).. هناك كائنات تأتي من المستقبل كي تنير لنا الطريق، وتعبده (من الحفر والمطبات و....) الخ من وعثاء السفر الروحي.. والحسي..
|
Post: #2
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-01-2006, 06:56 AM
Parent: #1
منذ البدء، تغرقني في الضلال (هويتي؟)، ، ليس لقوارب الكلمات قدرة للإبحار، أو الوصول لذلك الشاطي المستحيل، (وللحق ابحث عنها، وأرقني ذلك، ومع هذا لم، ولن أصل لبر آمن)، يحول دون معرفة ما يجري بالداخل، (غرائز تملي كتابها)، وحواس تفتح نوافذها على بيئة بسيطة، ومعقدة، وملغزة، أتحسس بعكاز الأعمى (العقل)، كي لا اقع في حفر التفكير والانطباع والجبرية، والتقرير، والتقييم، وجوارح، مسكونة بمشاعر، تنشد الكمال، حتى لساني هو الذي يتذوق السكر، والملح، والموز، (بلا حول مني) هل أخترت أنا رائحة الموز وطعمه، وسلوك الذاكرة، وركض الخيال، ولكنى أعبر الشارع بحول مني، ثم يأتي الجوع بلا حول مني، ثم يأتي الرسم بحول مني، ثم تأتي الرغبة في الكتابة بلا حول مني، وللحق، هويتي هي (لا اعرف شيئا، عني أوعن المحيط، الحسي والروحي)....كل لحظة استيقن ذلك..
|
Post: #3
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Nana
Date: 08-01-2006, 03:03 PM
Parent: #2
شكراً حميماً اخونا محمد لهذه المساحة المضيئة بأديبنا الرائع عبد الغني كرم الله
دعنا نلج دنياهذا الأديب بمزيد من التفاصيل عنه وعن كتاباته
تسجيل حضور ومتابعة
لكم ودي واحترامي
|
Post: #4
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: munswor almophtah
Date: 08-01-2006, 03:52 PM
الأخ محمد...إن من بستل سيف يراعه ليشغل جغرافيا القرأطيس...لتستنير الأجيال وتنشط أفاقها...وتفيق من غفوتها...يستحق الإكبار...ويستحق الإعزاز...ويستحق الوقوف معه...فذلك الكاتب الذى تساقطت لنا وعلينا رطبه...عندما هز جزع نخلة الإبداع فيه...وجاء بسفره الأول...ويا عجبى قد جاء ذلك من قطر التى أبقت على النور عثمان أبكر...والأديب أمير تاج السر ومن قبلهم كانت إحدى قبلة الأديب الطيب صالح خال أمير تاج السر ومن ثم الشوش الذى يختلف ويتفق حوله الناس عندما رطن الدوحه......فلذلك الأديب الذى تكون عالم كينونته فعرج بنا فى عوالم أكوانه...لنرى عوالما ما رايناها من قبل...الإجلال والتقدير والأمانى له بالإنطلاق بنا ومركبته لعوالم فوق تلك التى حلق بنا فوقها الطيب صالح وللأديب الشاعر مامون التلب الأمانى ولأخى محمد عبدالجليل الذواقه الحاذق الأمانى كذلك والسلام ................................
منصور
|
Post: #5
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-02-2006, 01:42 AM
Parent: #4
عزيزي الجميل محمد صباح خلاق وجميل ومروحن
حقا، وحدة وجود ، نتعارف من وراء المسافات، والاثير، أعرف روحك، وهذا يكفي، فالجسد، مأوى الروح..
هذه الأيام مسكون بنص متعب، أدعو لي:
حاليا، بكتب في نص عن (أمرأة أفريقية، تحمل طفل سعيد على ظهرها)، سندباد، يتجول بين الاحياء والبيوت، كل يوم حياة جديدة، وأفق مفتوح، ملك خلف امه المناضلة الحقيقية، يلعب بفقرات ظهر امه كبيانو، امه تضحك من الدغدغة، وهو من العزف على بيانو رأسي، من نتواءت جلد نحيف، فقرات عمودها الظهري، اصابع بيانو حي، ومجيد، عمود فقري يحمل قلب محزون وعقل منهك بعذابات بالتدبير.. وخلفها سندباد صغير، ملفوف بملاءة دمور، صارخة الألوان، كقوس قزح، طفل شقي، على وجهه الصغير، عيون بيكاسو وقلب طاغور وعقل ابن بطوطه وسقراط، يصور الاشياء كطفل، كملك، كشاعر حقيقي...
ويمضي في رحلته اليومية، وهو يتفرج على حياة المدن، على الاكتناز، على تناقض الحياة، على حيوات البيوت والأسى، طفل يتحدث من مهده، من عرشه خلف امه، انتقل من بطنها الآمن، إلى كرسي الظهر، كي يجوب الأفاق، يبشر برسالته، فالاطفال يتكلمون منذ المهد، وليس المسيح استثناء، لغتهم هي المجهولة، لغة عظيمة، لها كنايات وجناس تبز اسطورة اللغة الابجدية، واللغات المكتوبة...
قبل اربعة أيام، زراني الروائي العظيم (إبراهيم ا سحق)، بأقصوصة رائعة، وللحق امتص مني زخف التوتر في الشرق الاوسط، وغسل صدا علق، وهم رابط، دخلت اجواء القصية المليئة بالتفاصيل المدهشة اللذيذة، انه عبقري عظيم، احبه بشكل اسطورى، وأحس بأنه (كالحسين)، ظلمه النقد (العالمي)، بشدة، قد تكون اللغة المحلية (هي السبب)، ولكن عبقريته تتجسد في هذه اللغة الشعبية، الساطعة، المشربة ببساطة وثراء اسطوري... هل قلت لكم بأني قرت القصة ثلاثة مرات، ولم تفقد حلاوتها، بل كانت المرة الاخيرة هي الأحلى، وربي، هذا هو الادب الحقيقي... شكرا استاذي الكبير ابراهيم اسحق..
معي (وبال في كلمندو).، واتحرق شوقا لإلتهامة، بعد تلكم القصة... حقا، ما اعظم هذا الرجل!!!
|
Post: #6
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: ابوحراز
Date: 08-02-2006, 01:55 AM
Parent: #5
حديث عندما تقراه يجعلك تترنح وتبحث عن نهر تحت النخلة لتغسل وجهك لتصحو من غفوة الدهشة كلام عذب جدا وجميل أتمنى أن نقرا لك دائماً وأتمنى أن تزودني ببعض رحيقك وعسلك المصفى فكل كتاباتك لوحة حية متحركة تنبض بالروح تشم فيها كل الأنفاس التي تريدها كلمات رائعة 00 تجعلك لاتتثاءب كم وطننا جميل وهو يولد من رحمه هذه الأقلام المتفردة التحية لك ولمن قدمك واضاء الطريق لنا سنمشي حفاة ياسيدي احتراماً لفرشاتك الملونة !!!!
|
Post: #12
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-02-2006, 04:37 AM
Parent: #6
Quote: كم وطننا جميل وهو يولد من رحمه هذه الأقلام المتفردة التحية لك ولمن قدمك واضاء الطريق لنا سنمشي حفاة ياسيدي احتراماً لفرشاتك الملونة !!!! |
الأخ أبوحراز .. تحياتي لك.. مساهمتك جميلة .. شوف بالله البورد ده بطول العمر كيف .. وتلاقي الناس وتقرأ الكلام الذي يستحق أن تضرب له أكبادالإبل ..
ومعك تحت النخلة نبحلق في الثمار التي إكتنزت وشبعت شمساً..
|
Post: #11
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-02-2006, 04:27 AM
Parent: #5
الأخ عبدالغني .. ما تقدم عمل يساهم في فتح النوافذ المغلقة .. في إستنهاض الـ 95% من إمكانات الإنسان التي غمرها الران الذي علا جدار القلوب لتتعامل مع تضاريس قشرة الحياة اليومية القاسية وتندثر إمكانات الإبداع تدريجياً .. ليضعف فينا البصر والبصيرة .. التحية لك وللروائي الفذ إبراهيم إسحق ويقيني أن الإبداع الحقيقي والأصيل يدغدغ قلوب مبدعيه (مثل عزف الطفل على بيانو ظهر أمه) ولا ينتظرون ربتاً على الكتوف .. وليتك تشركنا في أقصوصته فنحن بحاجة إليهاعشان نشوف الدنيا كويس.
|
Post: #49
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-08-2006, 05:23 AM
Parent: #5
حقيقة يا عبد الغني كرم الله إنت هدية من الغني الكريم. عندما قرأت هذا الإبداع حسبت الصوت صوت نبي بل صوته هو. فعليك الأستاذ ما تنقطع.
|
Post: #53
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-09-2006, 04:15 AM
Parent: #49
الحي، عبد الحي على موسى...
اااااااااااه، مالكم، كيف تفرحون، كيف تسكرون
Quote: فعليك الأستاذ ما تنقطع. |
أي قسم هذا... ومن يبر به....فيا خيبة المسعى إذ لم انصف..
لكم حبي وهيامي....
معكم استاذي النور، والأديب المرهف، محمد عبدالجليل، ومنصور، وابو حراز.. وسرب تسكرني حروفهم. أاااااه، كم احب وأهوى القلوب المنفوخة بروح الجمال، روح الفكر، وروح الخيال والتأنق..
في القلب خفق، وفي الذهن حيرة.. وفي الحنايا حنين، لوطن الجمال الأبدي، السرمدي عميق حبي، وشوقي..
|
Post: #54
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-09-2006, 05:09 AM
Parent: #53
والله يا عبد الغني (الغني) تجدني حاضر في كلامك أكثر من حضوري في صلاتي. كذلك صرتم حديثي ونفلي وقبلتي في صلاتي إذا وقفت أصلي......الله.....
|
Post: #8
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-02-2006, 04:07 AM
Parent: #4
الأخ منصور .. تحياتي .. وجدت أن أشرككم فيما كتب الأخ عبدالغني .. وهو يغوص في ما أودعه الله في البشر من مشاعر وإمكانيات تخترق الحجب .. وهو يتسامى ليتسمع كلام طفل في المهد على ظهر أمه .. ويستفز قلوبنا لتحيا وتنبض وترى .. لنعود أطفالا فندخل الجنة.
|
Post: #7
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-02-2006, 03:26 AM
Quote: دعنا نلج دنياهذا الأديب بمزيد من التفاصيل عنه وعن كتاباته |
الأخت نانا .. تحياتي، قرأت اللقاء مع الزميل عبدالغني .. وقلت الحمد لله وجدت ما نحسه ولا نستطيع التعبير عنه شيء يكمن فينا .. قليلون جداً الذين يستطيعون أن يستنطقوه .. الأطفال والمتصوفة والفلاسفة وسابرى قوى الإنسان الخفية.
|
Post: #9
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: أيزابيلا
Date: 08-02-2006, 04:21 AM
Parent: #7
أخبرنى صديقي اللدود مامون التلب بأمر هذا الحوار وتصيدت الجريدة حتي عثرت عليه _في الحقيقة ليس من السهل أن تغرينى صحيفةما لأحتفظ بها ولي مجموعةقديمةتأكسدت الأحبار من فرط صفرتها لكن لأحتفاظي بها أشباع لرغبة كامنةبالعودة _قابلت الأديب كرم الله في جلسة نقاش لمجموعته هذه ولكنى حين قرأت الأسئلة والحوار أيقنت أنه جبل علي الكتابه العميقة المتجاوزة للرمزيةالصلدة بأتجاه رمزيةمرنة تتشكل وفق مزاجه وأمزجتنا
|
Post: #10
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: أيزابيلا
Date: 08-02-2006, 04:22 AM
Parent: #7
أخبرنى صديقي اللدود مامون التلب بأمر هذا الحوار وتصيدت الجريدة حتي عثرت عليه _في الحقيقة ليس من السهل أن تغرينى صحيفةما لأحتفظ بها ولي مجموعةقديمةتأكسدت الأحبار من فرط صفرتها لكن لأحتفاظي بها أشباع لرغبة كامنةبالعودة _قابلت الأديب كرم الله في جلسة نقاش لمجموعته هذه ولكنى حين قرأت الأسئلة والحوار أيقنت أنه جبل علي الكتابه العميقة المتجاوزة للرمزيةالصلدة بأتجاه رمزيةمرنة تتشكل وفق مزاجه وأمزجتنا
|
Post: #13
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-02-2006, 04:50 AM
Parent: #10
Quote: ولكنى حين قرأت الأسئلة والحوار أيقنت أنه جبل علي الكتابه العميقة المتجاوزة للرمزيةالصلدة بأتجاه رمزيةمرنة تتشكل وفق مزاجه وأمزجتنا |
الأخت أيزابيلا - تحياتي لم ألتقي الزميل عبدالغني إلا عبر هذا المنبر ولكن كاني قد قابلته يعاقر الكتابة (وكنا في الطوفان) .. قبل فترة كتبت في مداخلة بأحد البوستات مستفتياً الزملاء بأن لدي كمية من الورق والكتب والقصاصات والجرائد التي أصفرت وضيقت مكان سكني وحاصرتني .. وحذرت المفتين بأن كل كلامهم سيكون مقبولا إلا أن يقولوا تخلص منها .. فما بيني وبينها لا يرى بالعين المجردة .. يمكن أن يرى بالمايكروسكوب الذي تناوله عبدالغني في حواره .. ولكنه أقوى من كل الأواصر التي تستعصي على الإبتعاد ..
|
Post: #14
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Abu Eltayeb
Date: 08-02-2006, 06:16 AM
Parent: #13
أحبائى الكرام :
هذا العبد الغنى الغنى ..
تتويج لى حركه ثقافيه وأدبيه إنبثقت
من فكره سامقه هائله وحتميه .. وما هذه
الكتابه العميقه الصادقه المنفتحه .. والمتفتحه,
إلا نقطه فى إنطلاقه كبيره قادمه .. والقادم مزهل! ..
شكراً أخى محمد عبدالجليل ..
مامون
|
Post: #19
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 04:29 AM
Parent: #14
Quote: هذا العبد الغنى الغنى ..
تتويج لى حركه ثقافيه وأدبيه إنبثقت
من فكره سامقه هائله وحتميه .. وما هذه
الكتابه العميقه الصادقه المنفتحه .. والمتفتحه,
إلا نقطه فى إنطلاقه كبيره قادمه .. والقادم مزهل! ..
|
الأخ - مأمون أبوالطيب .. تحياتي لك العالم يتسع عندما ينبلج فجر الصدق (يفضفض جراب الخبايا) ويتصدى أهل الثقافة والإبداع لقضايا الواقع في نفس الوقت الذي يحافظون فيه على سحر عصى الحروف تشدهم نحو المثل الأعلى لتبقى (الشجاعة أن تموت من الظمأ).
|
Post: #65
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-13-2006, 05:11 AM
Parent: #19
شكرا أخ محمد دايما الرايعين ببحثوا عن الرايع فاستمر كذلك لأن القاص عبد الغني ليس كثيفا تلطف وإنما لطيفا تكثف كي نبحر معه في بحره الزاخر بالأسرار فنحمد الله لك وله.
|
Post: #24
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Elmosley
Date: 08-03-2006, 05:36 AM
Parent: #2
تحياتي لهذا المبدع
ولك شكري
|
Post: #27
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 06:08 AM
Parent: #24
الأخ الأستاذ الموصلي - تحياتي لك .. مرورك يشرف ..
|
Post: #89
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: adil amin
Date: 08-19-2006, 05:34 AM
Parent: #2
انا لا اخجل من نفسي عندما اعري عورات وطني والعيوب التي تنفر منه..لانك ان لم تتطهر امام نفسك ستظل النجاسة تغمر دواخلك مهما استخدمت من ماء وصابون
الاخ العزيز عبدالجليل محمد الاخ عبدالغني كرم الله تحية طيبة اثراء متميز عبر موقع سوادنيز اون لاين ولنا عودة لهذه العوالم السحرية
|
Post: #15
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: معاوية الطيب
Date: 08-02-2006, 09:02 AM
Parent: #1
عبد الغنى هامة ثقافية ومنبع ابداع
شكرا محمد عبد الجليل
ولى عودة
|
Post: #16
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Randa Hatim
Date: 08-02-2006, 09:24 AM
Parent: #15
عبد الغنى كرم الله انسان مرهف الاحساس .. نبيل المشاعر ... يفيض كما النيل رغم انى لم التقيه الا مرة واحده ويتيمه ولكنها حفرت فى ذاكرتى مشاهد عده
انه اديب بحسه وبطبعه فهناك من الادباء والكتاب من تراهم ولا تدرك انهم كتابا الا حينما تخبر بذلك ولكن عبد الغنى يخبرك بدون حديث انه كاتب وانه اديب فتقرا دفق كلماته فى قسمات وجهه وفى تعابيره
اتمنى ان يستمر هذا البوست وان نقرا فيه لعبد الغنى ونتواصل معه علنا ننهل من فيض ادبه ..
وله منى التحيه ....
|
Post: #22
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 05:13 AM
Parent: #16
Quote: عبد الغنى كرم الله انسان مرهف الاحساس .. نبيل المشاعر ... يفيض كما النيل رغم انى لم التقيه الا مرة واحده ويتيمه ولكنها حفرت فى ذاكرتى مشاهد عده
انه اديب بحسه وبطبعه فهناك من الادباء والكتاب من تراهم ولا تدرك انهم كتابا الا حينما تخبر بذلك ولكن عبد الغنى يخبرك بدون حديث انه كاتب وانه اديب فتقرا دفق كلماته فى قسمات وجهه وفى تعابيره
اتمنى ان يستمر هذا البوست وان نقرا فيه لعبد الغنى ونتواصل معه علنا ننهل من فيض ادبه ..
|
الأخت رندا - تحياتي .. نعم الكتابة الإبداعية تعصف بعصب العقل والقلب .. فتفضح الحالة الإبداعية صاحبها وتضج في قسمات وجهه .. ومعك في إنتظار أن يتواصل هذا الفيض .
|
Post: #20
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 04:51 AM
Parent: #15
الأخ الأديب - معاوية الطيب ..
شكراً للمرور .. وفي إنتظار مساهماتك معنا تحت ظل نخلة عبدالغني نلتقي على كلام يغسل الوجدان ويشحذ المخيلة.
|
Post: #17
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-02-2006, 09:52 AM
Parent: #1
أحييك يا محمد
وأمد كفى مليئة بالإمتنان يفيض شكرا وتقديرا لك
على حمل هذا المسك العبق من لدن صديقنا الوريف ومداده المحتشد بخضرة الأرواح عبد الغنى الذى أكرمنا به الخالق
وعبركما أحى صاحبى البديع مأمون التلب
وأغريه المحبة والسلام
وهذا العبد الغنى يا محمد كون يضح بأنوار بهية معطرة، والكتابة عنده نوع من إعادة تشكيل الحياة وفق ملامح قسيمة السمات وبديعة الخلق
فلكم جميعا كل ما فينا من مودة
وعليكم المحبة
|
Post: #18
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-03-2006, 03:52 AM
Parent: #17
عميق حبي وهيامي وشوقي..
لهذا الحوار حكاية طريفة، بعد الاجابة على الاسئلة،ضاعت مني الأسئلة، ضاعت الشجرة و تبقى الظل، فارسلت لأخي وعزيزي الأديب والشاعر مامون هذا الخطاب..
Quote: (إجابة... تبحث عن سؤال.!!)
عزيزي مامون....
كم، سعيد، بتجربة ضياع الاسئلة، لست (دي ساد)، ولكني، مثلك، أحب اللاعادة، فوضى الكم، فوضى، كحركة الإيونات داخل الذرة الحقيرة (حجما)، والثرية ذهولا، تتحرك بفوضى منظمة، وكذا الحياة، كما يتراءى لنا.......
في البدء سلام سلام
البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة، وأجمل ما في هذه المغالطة السوفسطائية، عدم انشغال صاحبة القضية (الدجاجة )، بها، وكأنها على يقين بأستحالة وجود (إجابة شافية)، لذا أدرات ظهرها، أقصد ذيلها الجميل، وهي تكاكي، و فرت لتربية السواسيو وحضنهم بجناحيها الدافئات...
ليتني قلدتها، في اسئلتكم الجميلة (الضائعة، كالفردوس)، سوف يضحك الناس عليك، شاعر وصحفي وكاتب يبحث عن اسئلة لأجوبة، العربة امام الحصان، (تجربة جديدة، توفرها لنا سريالية الحياة)، فشر البلية ما يضحك، (عشق المفارقة، أصل في بني آدم، تجعله يتناسى شر (الحدث)، كي يضحك، حقا الإنسان غاية، فليضحك!! يقول د. برنهام (إن الذكريات تظل دفينة العقل البشري، وإننا نستطيع بالصبر، والمثابرة أن ندفع بها كلها إلى مجال الشعور)، حاول، وحب الله مرعاك...وللحق ستجدها (فقلب الشاعر يسع الكون وعشرة امثاله... طوبى لكم.....
قلبي معك، ان تدرك اخي مأمون بأن الإجابة ظل (وبمقدور الفنان إن يرسم الشجرة من خلال الظل)، ولن ينسى غصن، أو عصفور مخبأ فيه، فأمامك الظل (الأجوبة)، وعليك بشجرتك الوريفة.....
ستجدها مع (الرقصة المسكورة)"1" و(وَسَامَةُ البَاطِنْ)، معا..
هل وجدت الأسئلة، يالها من كوميديا إليهة، فقرة من كتاب دانتي، ولدت بعد موته، كي تبرهن لنا، على (أكذوبة الموت، والمسلمات الكثيرة، الكالحة)، أن نجد الاجوبة وتضيع الاسئلة، وللحق الاسئلة هي الحقيقة، والإجابة ظنون، الأسئلة هل حال العقل والقلب لمرأى هذا الوجود الغامض… والاجوبة غرور، إدعاء، مجرد ظنون، تكذبها الأيام بعد حين، أعتى الأجوبة لن يعمر أكثر من قرن أو ألف عام، ثم يندثر، فالإجابة وليدة وعي محدود، تفسير مبتسر، وسطحي، مهما تتطاول….
الأسئلة هي الأصل، هي الدهش، هي الحيرة، ويظل السؤال ملكا، في دنيوات العقل والقلب، وتظل الأجوبة رعايا، وحظايا، وظل يتبع عود الاسئلة النضر عبر القرون…
هل تدري لم ضاعت الاسئلة، (تعمن معي فوضى الكم)، لم تسعد الاسئلة بهذه الإجوبة، كعادتها منذ القدم، فأنزوت في صومعتها، منتظرة الإجابة الشافية، منتظرة (جودو، وبيمنه عقل صاف، وبشماله قلب سليم، وكلتا يديه يمين)، منتظرة أية تخضع لها الأعناق، فالسؤال (اسفنج ضخم، أسطوري، يمتص كل الاسئلة، ويقول هل من مزيد؟!!!!.....
حبي وشوقي!!!!
مثل، آدم، وتجربتة الغريبة، كان يبحث عن ام وأب، فلا جواب بلا اسئلة، كان هو الجواب، النتيجة، فما السبب، أحس بضاءلته وحيرته، عن ماض انجبه، هل كان البدء، (وأين كينونه الزمن خلفه، وبعده)، أكان شريط من عدم، لا بحر خلفه، ولا عدو امامه (أحس بعذابات الذكرى، وبوحشية الغد)، وإلى الأن، لم يعثر آدم على ابويه، على سؤاله القديم (من أنا، من أين، وإلي أين)، ولذا جاء بلا ابوين، كان هو (الإجابة)، وأبوية الإجابة....
همسة: ارسلت لكم بعض الصور.... ثانيا: لو وجدت بعض الاخطاء ما تقصر، إنها اجوبتك، أو محاولة للاجوبة، وقد تكون هي الأخرى أسئلة في قناع أجوبة، اخوك عبدالغني الدوحة - قطر
|
وللحقيقة الاسئلة تهد الحيل، وتزلزل كيان داخلي، حقا، الاسئلة هي الصعبة، هي الخلق من العدم، وتبقى الإجابة مجرد صدى لها....ما اعصى صياغة السؤال...
(الرقصة المكسورة، ووسامة الباطن)، قصائد ونصوص للأخ لأخي العزيز الشاعر والكاتب مامون التلب...
|
Post: #21
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Dr. Moiz Bakhiet
Date: 08-03-2006, 04:56 AM
Parent: #18
التحية لك أخي محمد عبد الجليل
وأنت تنثر علينا درر هذا الرائع عبد الغني
والذي نتمنى أن يقدم لنا الكثير من أعمال الرائعة عبر هذا المنبر
فنحن بحاجة لمزيد من الدهشة الممتعة
ولك الإنحناء أيها الأديب الحبيب عبد الغني
فأنت مفخرة لنا أينما حللت
تحياتي واحترامي
|
Post: #26
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 06:04 AM
Parent: #21
Quote: التحية لك أخي محمد عبد الجليل
وأنت تنثر علينا درر هذا الرائع عبد الغني
والذي نتمنى أن يقدم لنا الكثير من أعمال الرائعة عبر هذا المنبر
فنحن بحاجة لمزيد من الدهشة الممتعة
ولك الإنحناء أيها الأديب الحبيب عبد الغني
فأنت مفخرة لنا أينما حللت
تحياتي واحترامي |
الأخ الدكتور - معز - تحياتي لك .. غبطتك ورفاقك وأنتم تستقبلون الرائع محجوب شريف - نسأل الله أن يعجل له بالشفاء .. فما زلنا نتعطش للحرية والحب .. وأتابع ما تكتب وتقرأ وأفرك يدي فرحاً وأشعر أن زمهرير صيفنا تتخلله نسيمات غناء وفرح وجسارة إنسانية تزيد بشارات هطول المطر .. وألتقيت إبداعات عبدالغني المدهشة والممتعة والتي تستفز العقل والقلب للتوق إلى أعمق وعبدالغني يحدثنا بأن أجمل الإجابات ترقد خارج مرمى إكتشافاتنا .. ود. مبارك بشير يكتب لمحجوب شريف: حكمة قصايدك بعرفه كل الحبيبات الجميلات مستحيلات وكل القصايد مستعدات للشجن
|
Post: #25
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 05:47 AM
Parent: #18
الأخ - عبدالغني - تحياتي لك وللأخ مأمون التلب وللشجرة التي أهدتنا وارف الظلال والإجابات .. وأرجو أن تشمر لتزويد البوست بمزيد من الغصون الخضر وقد ذكرت أن الإجابات تزوي وتصفر لتسقط ..
وقد أنزلت حوارك هذا الجميل ليشاركني الزملاء بالمنبر فرحيً بما قرأت .. فجاءوا طارقين باب البوست بمداخلات لا قبل لمثلي بمثلها عوضاً عن أحسن منها .. فأرجو أن تبقى قريب حتى لا أكون:
Quote: مثل، آدم، وتجربتة الغريبة، كان يبحث عن ام وأب، |
|
Post: #23
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 05:26 AM
Parent: #17
Quote: على حمل هذا المسك العبق من لدن صديقنا الوريف ومداده المحتشد بخضرة الأرواح عبد الغنى الذى أكرمنا به الخالق
وعبركما أحى صاحبى البديع مأمون التلب
وأغريه المحبة والسلام
وهذا العبد الغنى يا محمد كون يضح بأنوار بهية معطرة، والكتابة عنده نوع من إعادة تشكيل الحياة وفق ملامح قسيمة السمات وبديعة الخلق |
الأخ أبوذر بابكر .. تحياتي لك .. الإبداع واضح المعالم مهما جاء متخفياً أو سدت عنه الأبواب فعطره ضاج نافذ كما ذكرت .. وعبدالغني أحد الذين يغذلون لنا هذا الغذل الدقيق البديع .. برنوه بعيداً مع تجليات الحلاج أو نحو تخوم ترتادها تلك الإنسانة التي ربطت وليدها على ظهرها وعيشها على يديها وهي ترقص مع عزف وليدها على سلسلتها الفقرية البيانو.
|
Post: #28
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-03-2006, 07:50 AM
Parent: #23
(هل قلت أعبر الشارع بحول مني)، اتبرأ من هذا الوهم (هناك قلق، أو هدف أسعى له، ولذا قطعت الشارع، يقودني فرس داخلي، خفي، كي اقطع الشارع، وكي أتأمل السحب، وكي ابكي، وكي أنام، وكي اغبط، وكي أكتب).. هل قلت بأني أرسم بحول وقوة مني؟!! تعجبني لوحة غوغان (من أين، وإلي أين ومن نحن!!)، وأجمل ما في هذا السؤال انه لم يضع علامة استفهام في نهايته، هو علي يقين إنه، مجرد تساءل أبدي!!
والشئ الوحيد، الذي احس به (إن لم أكتب، فسأموت)، أي (أنا أكتب إذن انا موجود)، يدخل الاكسجين إلى رئتي من سنة القلم، وتدخل الروح من العين، حين تلتهم الكتاب المسطور، كتاب الحياة، كتاب الجسد، (أهذه تعتبر هوية)، أتمنى، أن تستيقظ (ثورة الاحاسيس)، في جسدي، كله، حتى الغدة الصنوبرية، تبدأ العزف، مثل اخواتها النشطات، (أحيانا اغبط جسد امي، بالحنان الساكن فيه)، وأغبط الماء لقدرته على التشكل، والتكيف، والليونة، والري، وإغبط الملائكة، على قدرتها على الاختفاء عن الحواس، والقفز من الجنة للأرض، ومن الماضي للمستقبل..وفي استغنائها عن كل (ما يجول بخاطري، وحواسي، وغرائزي)!! وللحق، مآل الإنسان من السمو والتطور، يفوق الملائكة، المخلوقة من نوره الإنسان، تجلي لعقلى المبارك.
|
Post: #29
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-05-2006, 01:11 AM
Parent: #28
هويتي؟ (الحياة إلى الآن خنثى)، لم يولد رجل بعد، أو امرأة بعد، هكذا تقول الحقيقة، (بعيدا عن تشويش الانطباع)، فهناك ثدي، صغير، في صدر كل رجل، (مشروع إمرأة مخبأ)، وهناك (شارب، وإن خف في وجه كل إمراة)، البحث عن الرجولة، والبحث عن الانوثة، ليس بمستواها (الجيني، والجنسي)، بل ومعا، بمستوى الروحي، هنا يكون ثراء الإنسان، وثروته الحقيقية، التخليص من عقابيل (الحيوان المنوي، والبويضة)، كي تكون وترا، أصيلا، في الفن والفكر، خلقت نفسك بنفسك، خروج عن الولادة التقليدية، (ميلاد ثاني)، بقابلة الفكر.. هنا ترى الاشياء بصورة مغايرة، بل (الحيوات بصورة رائعة)، فما ثمة إلا حيوات، (تجري في سلم الزمن، كي تصحو من ثباتها، وجماديتها)، وتصير إنسانا سويا، (ولهذا خلق الخيال)، كي يضئ الجانب المخفي من فكرة الإنسان الازلية، المطلقة..
|
Post: #30
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-05-2006, 03:36 AM
Parent: #29
الطفولة، قمة النضوج، سواء كانت الأولى، أم الثانية، على العالم ان لا يفقد الدهشة والبراءة، (هل توقف قطار الزمن، ولو برهة، ان غريزته هي ان يجري من محطة الماضي إلى محطة المستقبل)، فالتحول أس الوجود، ولكن لم تدمن العين العادة؟، إذن الطفولة (وتوأمها الجميل الدهشة)، ضربة لازب للعقول وللحواس والقلوب، (كي تحدق في المشاهد المولدة دوما)، فجدل الصيرورة والتحول لم يقف، كالظل، نراه ساكن (وهو لم يتوقف عن الحركة طرفة عين)، (يقال بأن الزمن ينساب كالنهر، واحيانا يبطئ واحيانا يسرع، واحيانا يتفرع (كرشيد ودمياط)، زمن للشعر (حواس مغمضة عن الخارج)، وزمن للعمل (حواس مغمضة عن الداخل)...
الطفولة الثانية (قد نبلغها ونحن في السبعين أو العشرين)، حسب فطامنا من المراهقة، والرجولة الكاذبة، هي الثقة بالحياة، أن تلعب مع الثعابين،، وتدخل العقرب، كزهرة في جيبك، (ولكن لا تؤذيك، فحسن الظن، ينتقل من عقلك إلى جميع جسدك)، الطفولة الأولى تفعل هذا، ولكنها تعاقب، لأنها (مدارج النفس السفلى)، الطفل غير منقسم، يفعل ما تأمره به (نفسه السفلى)، (يخطف الحلوة من شقيقته، ويأكلها، وكأن شيئا لم يكن)، والطفل الثاني، ولهذا خلق الزمن بشكل لولبي، يسلك بنفسه العليا، كسقراط، كالنبي، كعيسى، كبوذا، سذاجة محببة، وحب للناس، كل الناس.....(لن تدخلوا الجنة، حتى تعودوا اطفالا)... الطفل يثق في الطبيعة، لأنها أم، أم حقيقية..(ويعطي الحلوة، بل روحه للآخرين في طبق من ذهب)... لأنه استغنى، (عن كل شئ)، سوى روحه الطلقة.. الصبوحة، بداخله..(وما أوسع دواخله، فالكون الخارجي، فالجسد البشري لم يكتمل بعد، هناك احاسيس، ومشاعر وافكار يجب ان تملأه، أن تنفخ فيه الروح (نحن موتى)، وعلينا ان نستقيظ من الموت (فلو لا المايكرسكوب لما ادركنا بأن هناك ملايين الاحياء تحيط بنا، وتعيش بداخلنا)، ولكن اعظم المايكرسكوبات هو القلب الانساني، فمن خلاله ترى كل الوجود (عبارة عن جنة ماثلة)، ولكن هناك غدد معطلة، واعظم هذه الغدد هي (العقل الصافي)، وغدة (القلب المحب، السليم)... حين ينضح القلب المحب، الدم في مجاري وأنهر الشرايين، يكتسي الجسد بقشعريرة لم يجربها من قبل، طلاوة، وسحر، (بمقدوره ان يصرخ كالحلاج)، (سبحاني ما اعظم شأني)، وبمقدوره أن يسكن، وقد امتلأ بالحياة..وأن يرى الكائنات الاثيرية التي تملأ الماضي والمستقبل، وهي ماثلة امامه، كشجرة الجميز هذه..
|
Post: #31
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-05-2006, 07:18 AM
Parent: #30
اتأمل الأشياء، لأنها أحياء، لا شيء ميت، او جاف او صلد، (خداع حواس)، كل الأشياء رخوة بيد الطفل، حتى السكين، وعتب البيت، لذا يجري حافيا، دوما، مشى عيسى على البحر، وتكلم ياقوت مع العصافير، أهذه معجزة، (اقسم بأنها بدء هبة السماء للكائن المسمى إنسانا)، تلف الالكترونات حول الذرة، كالقمر حول الارض، كالطفلة حول الام، وكالشعر حول القلب، وكالعطر حول الانف... (ثنائية الوعي والبيئة)، يتفاوت من فرد لآخر، (هناك من يتأمل الجبل، وهناك من يدرسه، وهناك من يشم رائحته) كما يوحي الطاو، وهناك من يخاطبه (هذا الجبل نحبه ويحبنا)، وهناك اشعة تجتاز الجبل، كما يجتاز ضوء الشمعة زجاج النافذة، (أن نرى الاشياء بعيون الاخرين)، لذا يأتي خطاب التأمل للجسد (كن شفافا، كي تنفذ لجواهر الاشياء، كالضوء، بل أرق، كالروح، بل أرق، وهل للروح حد) والجسد الإنساني حين يلطف (بالشعر، أو السلوك، أو الفكر، أو العشق)، يبدو كائن أثيري، بمقدوره الخروج (عن سلطان الزمان والمكان)، وإعتلاء هرم الخليقة، ممسكا بملكة (فوق طاقة الكلمات، والايحاء)، شعور عميق ينتاب مملكة الجسد كلها (حتى اصابع الاقدام يعتريها فرح فوق خطف القبل والجنس) أو (بعيوننا حين تصح من الرمد والعماء المتوارث، عبر الجينات البشرية)، فالإنسان مشروع تطور، لا متناه، لا حد أو سقف له (بل أي تصور، مهما سمى، هو حظ الإنسان)، ويظل المطلق (متمسكا بإطلاقه، عصي الفهم عصي التفسير)..
|
Post: #32
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-06-2006, 00:14 AM
Parent: #31
عزيزي وأخي محمد
صباح اخضر وبهي وباسم...وحنون..
في زيارتي للوطن الحبيب الاخيرة، وجدت كراس، من عدة كراسات، (كراس عربي، ذو خطوط افقية، واحيانا كراس حساب، ذو المربعات، والتي خلقت كي تأوي الارقام الشعرية وعلامات الضرب)، ادون عليها ملاحظاتي، لكل شئ يقع في عيني، وطبعا القصص، وطبعا اخوك وللشلاقة، ومجرد ان انتهى من الانشودة الازلية (الحب في زمن الكوليرا)، جاب الكراس، وعشان اللذة ما تلفت، في تلافيف الذاكرة، دون عليه سذاجته، وكان هذا ،،، قبل أكثر من عقد من الزمان!!
Quote: ملك، من بعرة جمل...!!
كيف كان يقرأ الفتى (الحب في زمن الكوليرا)
إنه لا يوزع نظراته بالتساوي، هذا ما يفعله ماركيز، كان الفتى، ولأنه نشأ يتيما، يكره الاهتمام بشخص معين، وفي مجلس واحد، ولهذا، ولمناقب أخرى، لا تحصى، كان يحب النبي، (كان الجميع يخرجون منه، ويحس كل فرد منهم، بأنه أحسنهم موقعا لديه)، لهذا امتعض في البدء، فقد نشأت علاقة، ومن أول سبعة أسطر، مع اللاجئ الانتيلي (جيري سان مور)، وهذا الحب المبكر، سببه، بل اسبابه، ولع سان مور بالشطرنج، والسبب الثاني، انه لاجئ، والسبب الأساسي، هو (عذابات الذكرى)، الفتى كل ماضيه، عبارة عن وحش يطارده حتى أفق الغد... يحس بالتقصير، تجاه كل شئ...
ألقى ماركيز نظره سريعة على (سان مور)، ثم مضى لشخوص أخرى، أقل إثارة منه، كما يرى الفتى، أو كما يقول له هذيانه، ولكن ليس هذا ديستوفيسكي، أو فوكنر، كي يصوروا لك كل شئ أيتها الفتى، كي تملأ فارغ عريض بقريتك الساكنة كالقبور، يمكنك ان تجد ضالتك، في (دون كيشوت)، فسرفانتس يحكي عن دون كيشوت، ودي كيشتوت يحكي عن راعي، والراعي يحكي عن جنية، ألخ نهاية الارقام، إن كان للأرقام نهاية، ولكن ماركيز فراشة زاهية، ملولة، تحلق من زهرة لأخرى، ويجري السرد بصورة حلزونية، ونحو الأعلى دوما، نحو الإثارة والجاذبية السماوية المقدسة، إعصار اخضر، يطفو بالاشياء، حتى الجبال تبدو كفلينة حقيرة الوزن، يحس الفتى بأنه يحب ديستوفسكي، لأنه عالم كميائي عجوز، يمسك شخصياته بيده المعروقة، ثم يضعها تحت شريحة المايكروسكوب، مثل قطرة دم مصابة بالملاريا والحب والهوان، ثم يشرح الجسد، والخطوات والأحلام، بصبر الناسك، والنبي معا، فهو مثل ذبابة، تحوم وتلف حول هدفها، متجاهلة تهديد القارئ، تذب وتؤب، وماركيز (غراب ذكي)، نفور، متربص، لا يأتى على غرة، لاتقارن بينهم، رغم صلتهم الروحية، في معادلة (الواقعية - السحرية)، فالأولى لديستوفسكي، والثانية لماركيز، أحيانا ينسى ماركيز شخصايته (ذكر ذلك في مقال له)، ينسى ابنائه، إله قاس، يخلق (ثم يصم اذنيه، ويغمض عينيه)، تئن الارض، وتلوذ سماء ماركيز بالصمت، مخلوق سقط سهوا من ذاكرة الإلهة، استفاد من ألف ليلة وليلة، أكثر من أهلها (الكوني، وغائب طعمة، وغالب هالسة)، حيث الإميرة تجلس في خلوتها، كسولة، ريانة، تأكل الحب بكسل، وبشبع، وترمي بذرته، فتصيب البذرة قلب جني صغير، فتقتله، فتثور امه الجنية الكبيرة، ويجري ما يجري، مما لا يمكن تصوره، إلا في ألف ليلة وليلية، وأدب ماركيز، سرق وبجدارة مناخات التداخل بين الواقع والخيال، والذاكرة والاستشراف، سطا على ليال هندية وفارسية وبغدادية، خير سلف، لخير خلف، بل (حوار غلب شيخو، بإقتدار، ومعاصرة)، يميل للمبالغات، كشيوخ وأمراء الدولة العباسية والاموية (أعطى الفرردق خمسون أ لف بعير محملة بالذهب، وعشرة ألف إبل محمولة بالياقوت، نظير قصيدة مدح)، فطوفان نوح، كان سببه دموع (فلورنيتيو).
لم يقتنع الفتى بمصير (سانت)، وانتحاره المبكر، بل سرح طرف الفتى، كعادته في القراءة، وتهربه من بين السطور إلى عالمه الخاص (استمرت الشطرنج 49 سنة، أصاب الملك الفتور، ركونه، وعدم تحركه في اديم الرقعة، كجنوده والطابية والوزير، الحر، الواسع الحركة، فأنكسر الملك، ولم يجد سانت في غرفته، سوى بعر جمل، بديلا للملك، جلبها معه من صحراء العيونات، ولأن عذابات الذكرى تغز حاضرة، حين تذكر خطيئته الكبرى، ضربت يده عنق الوزير، فوقع الوزير من الطربيزة المتأكلة، وكم كانت دهشتهم كبيرة، لتهشم الوزير إلى شظايا، رغم أنه وقع على سجاد نائم، إنه بلا شك وزير عظيم، وأصيل، لم ترضى نفسه أن يغادر ارض المعركة، ويترك بعرة الجمل لوحدة، ... هل ضعف البصر، أم استوت المربعات السوداء والبيضاء في الرقعة)... أحيانا، أحس بان ديستفوسكي، بعث من جديد، كي يكمل لوحته الرائعة، فاختارت إلهة الالومب، كولمبيا، موطنا وملهما له، فالاساطير تملأ قلبها وكأنها صورة رنين مغناطسي لظهر نملة نائمة، وهي تحلم بكابوس (فيل مربوط على ظهرها)، كي تتسلق به الجبل (هان الامر على سيزيف، حين رأي هذا المشهد، فشر "النملة" ما يضحك)..
الحب في زمن الكوليرا، إشارة مرور مجنونة، تغير كل الاتجاهات برغبتها، كان الفتى في القسم العلمي بمدرسة الخرطوم القديمة، كان يحب الكيمياء، والاواصر التي تربط بين الصوديوم والكور، فجأة وفي تهور لذيذ، غير رأية، إلى القسم الأدبي، صديقا لبصير المعرة، وآلان روب غيري، وأبراهيم اسحق، واعمال الليل والبلدة، وكل هذا الجنون، بسبب خمر الحب في زمن الكوليرا، كانت (ارثياء)، تواعد الفتى، من وراء ظهر فلورنيتو، بل ظهر خالقها (ماركيز)، عيون الإله مغمضة، لا تراقب النص كما ينبغي، أه من لذة القبلة الوهمية، لفتاة مخلوقة من حلم، من روائح، من خطف، كانت تخرج من سور غلاف الكتاب، كما يخرج الضوء من زجاج الفانوس، بلا صوت، ينبه ماركيز، إلى أن هناك خروف جميل، فر من حظيرة (الرواية)، إلى حضن القاري، فالمتلقي حر، بعد أن مات (الخالق/ المؤلف)...
لم قتلته حبيبي ماركيز، كان بمقدروك، أن تجعله يعيش، عام او بعض، بل بمقدروك أن ان يعش مثل نوح، بل يخلد، هل الإلهام جرى بك هنا وهناك، بعيدا عنه، أم تخلصت منه، كي تتفرغ لفلورنتيو، (الهامش والمركز)، أه، هذا الصراع، حتى في النصوص، أتكتب بعقلك ام قلبك، (القلب كالشمس، لا ينسى شئ)، أم تميل للإثارة، كنحر النساء وتويجات الزهور، أم كنت تحت تأثير سلطان اللاشعور، فأملىء عليك خطابة (يالك من أسير لموهبته)، يقال بأن (نساك الهند لهم القدرة على التحكم في عالم اللاشعور، في ضربات القلب، وتسريح الشعر بلا مشط)، شفاء ذاتي، فاللاشعور، صار شعوريا، كحركة اليد..
أم خفت ان تطول الرواية، إن تطرقت لكل شخوصها ولكنك (تضع الحياة بين قوسين)، كقشرة موز، تحيط بثمرته الجميلة، أساور بمعصم، فالحياة دخلت هذا النص الجميل، كما أدخل الطوفان شعب نوح، وهكذا انطلقت (الحب في زمن الكوليرا)، تحمل على ظهرها ما تبقى من أحياء، من طوفان الكوليرا، رفعنا علم النكبة، ولا حمامة ترصد اليابسة، (أليست الاشياء الرخوة خير من اليابسة)، نحن نثق في البحر أكثر من الأسماك، وأكثر من اليابسة..
445 صفحة، حقل أخضر، ألم تصاب بالإنهاك، بفتور العاطفة، بالتكلف، بالتبلد، وكأنها مكتوبة بنفس واحد، فترة لم يتخللها نوم أو استراحة أو قوت (أتأكل الملائكة)، أم انك تكسر عادة الملائكة، وتسير في شوارع كولمبيا والمكسيك، وتتزوج من نساء الأرض (مرسيدس)، يقال بان جبريل (جاء في شكل بدوي، شديد سواد الشعر، وشديد بياض الثياب، ولا اثر لسفر عليه)..
لا اشك انك كتبتها في ساعة واحدة، بل أقل، ولكن في وقت خاص، مثل ولي مغمور في بلاده، كان له زمنه الخاص، لا يقاس بوقتنا، (كان هذا الولي يعيش على ضفاف النيل، في منطقة النوبة والمسيد وأربجي، أرسلته زوجته لجلب ربع رطل سكر من الدكان، بعد أن وضعت الشاي على الكانون، فذهب الولي فوجد كمساري أحد اللواري يصيح بأنه مسافر لسنار، لضريح احد الاولياء، فركب الولي، ثم رجع بعد شهرين، وتذكر أمر زوجته، فأشترى شاي ورجع للبيت، فخاطبته زوجته: لم رجعت سريعا؟)...
الفكر اسرع من الضوء، كيونة الزمن تختلف من فرد لأخر، في الاحلام تجري الاحداث بسرعة البرق، بل أسرع، ويتمثلها القلب، كلها، ايها الفتى، أتحب سرفانتس، لأنه يتحدث عن الرجل وهيئته، وعن قلبه وجوائشه، وعن حذاءه وضحاياه، من الحشرات والنمل، وعن النمل وقوتها من السكر، وعن السكر وبلورة طمعه من الطين الصلصال، وعن الطين وهوانه وعظمته.. أتريد ان يمتد طرف الرواية للوراء والخلف، كي توازي نهر الزمن، ولكن من وصل للرقم الاخير في سلسلة الارقام؟ حين ينتهي الزمان ماذا بعده؟ حين تنتهي الارقام ماذا بعدها؟ حين ينتهي الفضاء، ماذا بعده؟
كل شئ ممكن مع ماركيز، فحين تكسر حبة رمل، في نصوصه، تجد بداخلها جبل، وتطير منها فراشة مذعورة، وخلفها أسد يزأر، جائع، كل هذه الاشياء جزء من أحشاء حبة الرمل، والباقي، فيحتله المطلق، الذي تبحث عنه التلسكوبات والاقمار الصناعية، وهو مخبوء في حبة رمل).. الحروف السوداء لقلمه، تحمل كل هذا الهذيان الجميل، المثير..
قرأ الفتى، عبارة (كانت يديها تتحسس بطنه)، قرأتها ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة فقدت حلاوتها، ولكنه قرأت عبارة (تفيض البحار بدموعي)، قرأها احدي عشرة مرة، وكانت الأخيرة هي الأقوى، (الروح أقوى من الجسد، أم بداخلي ناسك، رغم آثامي المطلقة)!! انها رواية مدهشة، خبز مستوي، بلا جزء محروق أو نئ!!.
وحين خلصت من الرواية، ووضعتها تحت مخدتي شعرت، بل أدركت، بأنني كنت خرجت من الجنة للتو، ووضعتها، تحت مخدتي، بلكل إطلاقها، وجبروتها الجميل!!...
|
ومعها ايضا، في كراسة اخرى، مليئة بالزيت، وبقايا شعيرية، مقال (نقدي، هههههه)، لميرامار، وللحق ليس مقال، وإنما هي زيارة لنجيب محفوظ لقريتنا باسم (ميرامار على ضفاف النيل الازرق)، وطبعا، وبلاشك، هناك هفوات اخرى، على شاكلة (موسم الهجرة للشمال)، وو...وو... إنها عذابات الذكرى....
|
Post: #33
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-06-2006, 02:10 AM
Parent: #32
الأخ عبدالغني - قبل أن آتي على ملك من بعرة جمل .. أود القول أني ما زلت أتأمل هل مشروع (الخنثى) في البشر وحدهم أم في كل الحيوانات .. وإن كان خاصية بشرية فماذا سيقول الدارونيون الجدد .. المهم ما علينا وإليك ما كتبت .. قبل أن أقرأ مداخلتك الأخيرة:
تأملات ترنو بعيداً تحدث الناس عن أشياء أصبحت خارج دوائر آفاقهم المعرفية .. الهوية عند عبدالغني تُغرق في الحيرة بين النهايات وذرى المطلق (أحياناً أغبط جسد أمي بالحنان الساكن فيه) أي خصوصية معرفية تحتاج الأم (أي أم) لتمنح حناناً تعجز عن مثله عصبة من النساء والرجال ولو اجتمعوا على قلب واحد منهم .. قوى خفية هائلة رهن التذكر والاستدعاء .. مجرد إغلاق العيون لنرى أبعد .. فكيف لو أغلقنا الحواس ورغائب العادة .. سندخل ملكوت الفكر اللانهائي .. سنكون بشراً أسوياء ونحقق فرح معرفة مآلات الأشياء .
الطفولة عند عبدالغني هي قمة النضج .. قبل أن تبدأ التقليد ودخول دائرة العادة المكبلة .. لا يدخل دائرة الإبداع من كان في قلبه ذرة من عادة ..
لا أدري يا عبدالغني عندما يضغط (الطفل المربوط على ظهر الأم) على عظام سلسلتها الفقرية التي تشبه البيانو .. يدغدغها يضحكها يلهمها الحيوية .. وهو يغني على أنغام الضغط على سلسلتها الفقرية .. أيضخ فيها الحنان أم لينسى الشمس والغبار من أن يشقيا طفولته .. أم كلهما معاً!
أنظر لدهشة طفل في المهد .. في شهوره الأولى وكيف يعبر بالتجديف بالأربع ولغة الهمهمات التي لا نعرف كنهها، ولكنهم جميعاً يتكلمون في المهد كما يقول عبدالغني .. العادة تمنع فهم لغة النمل وتسبيح الطيور ..
إن الاحتفاظ بالطفولة يُلهم النبوة والشعر والقدرة على سبر غور كل المستحيلات ، كما يهب التصالح الكامل مع النفس والكون ليبدو كل شيء بديع ومدهش ووضيء .. ويتحقق العشق الذي لا تعبر عنه اللغة ولكن ربما تغازله الأطراف المرتجفة شوقاً.
الحدث عن عبدالغني يحدد الزمن الحقيقي .. فعند الجمال والإثارة يتلاشى الزمن، كل الأشياء يتم تحديدها داخل جسد الإنسان .. عقله وقلبه ولو تسامى الجسد الإنساني لرأى الأشياء في الأذل .. فقط نشف لنرى المستقبل خلف الحجب، فالزمن السلحفائي يسكن العقول المتلكئة التي حاصرها ضيق الواقع ومتطلباته الباردة، فأصبح زمنها كسيحاً ، فلنرقب الكائنات التي تحنو على من يبحث عن (نار الهدى) التي تنير طريق المستقبل ليكاد يلامس سماوات المعارف التي تستشرف الكمال ولا تبلغه ولكنها تحقق الفرح السرمدي السامي.
|
Post: #34
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-06-2006, 06:33 AM
Parent: #33
Quote: الحب في زمن الكوليرا، إشارة مرور مجنونة، تغير كل الاتجاهات برغبتها، كان الفتى في القسم العلمي بمدرسة الخرطوم القديمة، كان يحب الكيمياء، والاواصر التي تربط بين الصوديوم والكور، فجأة وفي تهور لذيذ، غير رأية، إلى القسم الأدبي، صديقا لبصير المعرة، وآلان روب غيري، وأبراهيم اسحق، واعمال الليل والبلدة، وكل هذا الجنون، بسبب خمر الحب في زمن الكوليرا، كانت (ارثياء)، تواعد الفتى، من وراء ظهر فلورنيتو، بل ظهر خالقها (ماركيز)، عيون الإله مغمضة، لا تراقب النص كما ينبغي، أه من لذة القبلة الوهمية، لفتاة مخلوقة من حلم، من روائح، من خطف، كانت تخرج من سور غلاف الكتاب، كما يخرج الضوء من زجاج الفانوس، بلا صوت، ينبه ماركيز، إلى أن هناك خروف جميل، فر من حظيرة (الرواية)، إلى حضن القاري، فالمتلقي حر، بعد أن مات (الخالق/ المؤلف)... |
وسوف أعود للحب في زمن الكوليرا ..
|
Post: #35
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 08-06-2006, 08:11 PM
Parent: #34
الأخ محمد دخلت لتحيتك وتحية الأخ والصديق، القاص المتميز عبدالغني كرم الله أجد متعة كبيرة في قراءة هذا الخيط ومتابعته. شكرا لكما، ودمتما.
|
Post: #36
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-07-2006, 02:18 AM
Parent: #35
Quote: دخلت لتحيتك وتحية الأخ والصديق، القاص المتميز عبدالغني كرم الله أجد متعة كبيرة في قراءة هذا الخيط ومتابعته.
|
الأخ د. النور حمد - تحياتي وشكراً على مرورك ..
وكلنا تحت جزع النخلة (شرق) في هذه المساحة الجمالية التي وفرها لنا الأخ عبدالغني وعيوننا مفتوحة على ما لم يقل بعد .. نحاول أن نهز معه الجزع ولكنك تعلم أن هز جزع النخلة لا يتأتي إلا لمن .. وكفانا أجر المحاولة وحسن النظر..
الأخ عبد الغني .. تعاطفت مع من سقط سهواً من ذاكرة الآلهة .. وتأملت أميرة ألف ليلة وليله (السمينة المعجبة بشحمها الرجراج) وهي (تأكل الحب بكسل وبشبع) .. ومددت يدي للحوار الذي أحسن التقليد وصعد على أكتاف الشيخ ليأتينا من سبأ بنبأ .. وبعلة الطوفان ويطمئننا بسعادة من كانوا يرقصون فرحاً على متن الفلك .. فآفة سيزيف الململة من قدره .. فهناك علاقة بين الأواصر التي نقيمها (وكل ميسر لما خلق له) .. فيا بختك ببصير المعرة العبقري الفيلسوف الذي صعد في فضاءات الفكر رغم سجونه وضيق حظوظه: أراني في ثلاثة من سجوني ولا تسأل عن الخبر النبيس لفقدي ناظري ولزوم بيتي وكون النفس في الجسم الخبيث
تواصل حبل النسل ما بين آدم وبيني ولم توصل بلامي باء
سأكتب ما يعن لي .. بعد أن وجدتك تحرر المتلقي ليرعى الخروف بعد أن مات (الخالق/المؤلف) .. وأتساءل لماذا يقتل الرواة الشخوص .. نادراً ما ترى مفقودين في الرواية .. رغم أن توتر الفقد أكبر من النهايات بالموت.. ما علينا ولكل نظر .. ولو جاء جبريل متسربلاً برداء أهل البلد لما حقق الدهشة والإنتباه .. ما أروع أن نموت من الظمأ لنحيا ونضع الجنة تحت المخدة .. لا يغير من المسألة أنه (ليس بالروح وحدها يحيا الإنسان) وقد ظلت ذاكرة الولي تختزن السكر والشاي والمشرع حيث المعدية التي ستمخر عباب دموع زوجته التي لم تعرف ما يؤرقه فأخرجته من الجنة ليحضر السكر والشاي من الدكان وريثما (تصطف الكبابي أجمل من صبايا) ستكون قد رتبت لنا ميرامار وموسم الهجرة للشمال .. في زمن الحرب)
|
Post: #37
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-07-2006, 04:25 AM
Parent: #36
عزيزي، واستاذي، وأخي الجميل الكبير، النبيل.
د. النور حمد
صباح حنون،
للحق، اخاف، أن أكتب لكم، وأخاف اكثر ان تقرأ لي (لهذا تخوفت من الرد في الصالون)، إيما خوف، اخبرت أخي واستاذي (عبدالله ونزيهة)، بهذا الوسواس النبيل، يهرب مني الحرف..
كيف يتسامى الحرف، لرجال صاغوا الوعي في بلادي (سكنوا حصى كوبر، ونخفوا الروح في الزوايا والمدن)، وبشروا يمدينة فاضلة (عاشوها في قلوبهم، ورأوها رأي العين، في حمى حي الثورة)، وما أدراك ماهي!!)...
أستاذي الجميل، أحس بأني صدى باهت، باهت، وواهن، لمعنى يسكن قلوبكم المطلقة...
اغبط انفاسكم، وعقولكم وقلوبكم وأوتاركم، ورصدكم، وحماكم..
اغفروا خرفي، وأنيني...ولكن كيف لا أكتب وأنا محاط بأجرام مضئية، يدفعني سمتهم، وجمالهم، للكتابة دفعا، ريشة في مهب الريح..(هم رصيدي وقوتي هنا، وهناك)، أحس بأنني محظوظ، محظوظ، محظوظ
مجالسهم تحلق بي بعيد، بعيدا... هموهم الكونية، صفائهم المعادي، ووحدة الفكرة الناصعة، (من و راء تعدد الشخوص)... استاذي النور رنة الجرس، أم نغمة الوتر، أم ضربة الريشة، أم فيض العقل، أم نور العقل، كيف احيط بسوركم، العملاق....لا يشقى بهم جليسهم
اغفروا لي، هفواتي، وضمور الرؤية، ...وأدعو لي بأستخدام (النعمة فيما خلقت له)..
في انتظاركم على احر من الجمر، في دوحتكم (...)!!!
|
Post: #38
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-07-2006, 05:22 AM
Parent: #37
استاذي العزيز، النور حمد
سأرجع بكم، إلى يوم الاربعاء، 14/5/2003م، في زيارتكم الأولى، لمدينة الدوحة، بصحبة الاساتذة دالي، واسماعيل علم.. فأنا مسكون بتدوين كل شئ يمر بي، أحس بأن الحياة شي عظيم، (في كل تجلياته) وجليل، معطى إلهي، يستحق التقديس والتوقير، وبمقولة أبي العظيمة (من مادة الفكر خلق الكون)... و تيمنا باستاذي العظيم النابلسي، حين انشد(وبرق الحمى هذا "الوجود وميضه"، ولكن بما تجنيه تعمى البصائر)..أدون أحلامي، حالات البسط، حالات القبض، تاريخها، ساعاتها، (أهناك ساعة كونية؟، أحاديث الناس، وجهوههم، كي اراقب نفسي، وهم، وحين اخلد للنوم، افتح (عيني، على ماجرى، كله،)...
وصدى كلمة أبي (أقرأوا الأيام، عشان تشوفوا فضل الله عليكم ورعايته لكم)..
ففي كراستي السعيدة، جرت هذه الحروف، عنكم، وبكم، وفيكم..
Quote: الأربعاء 14/5/2003م
(زيارة استاذ دالي، والنور، واسماعيل علم للدوحة). في مساء الدوحة الجميل، جرى الحديث في انهر عذبة
ومن احاديث استاذ النور:
(الخلود، تنطوي النفس البشرية على سر وحب الخلود، نعم توجد ديمومة من خلال النفس وجينات الوراثة في الذرية، ولكن النفس لها توق في الخلود المعنوي، في مجال الفكر والأدب والفلسفة، وكل أجناس الفكر، وتشعر بذلك في منتصف العمر، حين يباغتها إحساس الرحيل، فلذا تشعر بأنها سوف تنسى ان لم تترك اثر لدى رحيلها، ومن هنا جاءت أهمية الخلود والحياة ما بعد الموت، فتصورات الحياة بعد الموت حتى لو كانت مجرد وهم فهي ذات قيمة أكبر من مفهوم الفناء والتلاشئ، لأنها تحرض الإنسان على الإبداع وعلى رسم ذكرى جميلة له لدى رحيله)...!!!.
ومنه:
• كلام الاستاذ عن "بسم الله، " (فيها جزء من الإرهاب الفكري)، :معدتك كيف(سؤال الاستاذ عن صديق، بعد لقاء عابر)!!!؟؟؟، • النور وازمة السن في الاربيعن والخمسين... • قناة الجزيرة، وسيطرة الهوس والقوميين، منبر حر.. • مقارنة ممتعة بين (قرى الشمالية، وقرى الجزيرة)، من حيث الاحتكاك، التعليم، المستعمر، تأثير النيل، ثم مشروع الجزيرة، والتلاقح في النيل وكان ما يشبه هذا: (ناس الجزيرة، وناس النيل بشعروا بأن ناس الجزيرة عرب "بدو" لأنو ناس شمال النيل احتكو بالحضارة الجاية من مصر، الاترك والعساكر والطلمبات وشكل بناء البيوت، ام عرب الجزيرة فقد كانو رحل، حتى جاء مشروع الجزيرة وقدم لهم التعليم وشافوار الوابورات والتراكتات، والجررات،) • .. • اسماعيل علم، وألم الكلى(ذهابنا لمستشفى حمد)، ثم الشفاء السريع فصار وجه اسماعيل وكأنه البدر بعد الألم المرير فتحدث استاذ النور عن (القصاص)، والجزاء السريع من ألم الكلى العظيم، إلى بهاء وصفاء وتشعر وكأنك طائر "هاك بهاك).. مرض أسماعيل ورضى دالي والنور (لم تشعر بخوف يدخل في سوء الظن والنواح، بل حزن موزون)... • وفي دار عبدالرحمن، انشدتم، بالله يانسيم ، ثم دار الحديث عن عدد ساعات الصوم انجلترا "نحن بنصوم 18 ساعة، قال الأستاذ، بالله، ده وقت طويل، ده انجلترا وهي واقعة جنوب المنطقة القطبية فما بالك بالمنطقة الجليدية والتي يستمر النهار فألسكا اليوم فيها 6 شهور، بالله ده مش دليل قاطع بان الشريعة مرحلية ومرتبطة بمنطقة جغرافية معينة، " وبأن الحكمة من وراء الصوم أكبر من انها تكون متعلقة بفترة من الشروق إلى الغروب وبالجوع، وإن الأمر متعلق بتنشط الحواس والجسد...
|
عشرات الكراريس، تملأ الغرفة، بصفاء وجمال مثل هذا، ألم أقل،بأني صدى باهت، ورب الكعبة، هكذا.. فأي حظ أعظم من هذا..
|
Post: #39
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: ودرملية
Date: 08-07-2006, 03:04 PM
Parent: #38
سلامات وعوافي انه عبدالغني كرم الله .. مثل الانبياء رقيق .. لطيف .. انساني.. عبقري وبسيط .. تصافحه فتحس انه يود ان يلتهمك بحبه ومودته .. فتدخل في شرايين روحك الفة جميلة خلاص .. زول سمح بالحيل .. وربنا يغتيهو ويحفظوا ..
|
Post: #40
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 08-07-2006, 03:42 PM
Parent: #39
في ذلكم الضحى الرائق، ونحن نخرج من صالة القادمين بمطار الدوحة، ويغمرنا ضياء الشمس الخليجية، وتلفح وجوهنا نسائم الشتاء المداري التي تهب مندسة وسط لفحة حر من بقايا صيف يتقهقر، وتداعب أنوفنا روائح المدينة التي وطأتها أقدامنا لأول مرة، بكى أبو بكر القاضي وهو يعانق دالي، ويعانقني، ويعانق إسماعيل علم بعد طول غياب. إختلطت الأمور في الدواخل، تذكرنا الأخ والصديق الراحل، طه أبوقرجة، الذي كان قد ارتحل عن دنيانا قبل فترة وجيزة من ذلك اللقاء. أحسست بأننا جميعا تذكرناه، برابط الصداقة المتينة التي ربطت بيه وبين أبوبكر القاضي. تذكرناه هكذا، دون أن يذكر أحدنا إسمه، ودون أن يقول واحد منا أنه كان بيننا في تلك اللحظة الجامعة، وبلا كيفية. تذكرناه برابط ذلك الإجتماع الذي تم بعد طول فراق. تذكرنا أيضا، وعلى غير هيئة بعينها، الحركة الجمهورية، وجامعة الخرطوم، ومعركة "الحر المباشر، والتمثيل النسبي". وتذكرنا سنوات طويلة من التشمير، وأشياءً شيقةً أخرى. وتم كل ذلك بلا كيفية أيضا.
في تلكم الأيام، كانت مدينة الدوحة لا تزال محتفظة بهيئتها القديمة. في أحيائها الشعبية شبه ببعض مناطق الدرجة الأولى والثانية بأحياء الخرطوم، قبل أن يتبدل حالها. الأسوار "الملطوشة" والطلاء الأبيض والأصفر، وأبواب الحديد، ومرابض السيارات داخل الحيشان، وشجرة سدر تقف في صحن الدار، وربما "طلة وردة من السور"، كما قال هاشم صديق. هذا العالم شديد التشابه، خاصة في الفضاء المتوسطي، والشرق أوسطي.
ترتبط المدن بالناس، وتأخذ معناها من الناس. قال لورنس داريل في رائعته، "رباعية الإسكندرية": "تصير المدينة عالما قائما بذاته حين يحب المرء أحد سكانها". حين رأيت الدوحة وأستقبلتها بكل حواسي، قلت في نفسي: هنا عاش الطيب صالح، وهنا عاش أستاذنا إبراهيم الصلحي، ولسنوات طويلة. في هذه المدينة تناجيا وتسامرا، كما تسامر قبلهما بقرون، وتناجي عن قرب، كل من جلال الدين الرومي، وشمس التبريزي. ولعل الطيب صالح وإبراهيم الصلحي بقيا عالقين بذلك المكان حتى بعد أن غادراه إلى ضباب الشمال، وإلى تلك البقاع التي "تموت من البرد حيتانها". وكما قال شيخنا عبد الكريم الجيلي، قدس الله سره:
على العهدِ من تلك المعاهدِ زينبُ، وما غيََّبَتْهَا الحادثاتُ فتحجبُ.
كانت تلك أول مرة أرى فيها عبدالغني كرم الله، ويوم رأيته احتل في قلبي موقعا مميزا. فـ "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها إئتلف، وما تنافر منها اختلف". في الليل، وفي البيت المليء بالضيوف، كعادة بيوت السودانيين، قام أبوبكر القاضي، بتوزيع الضيوف على الغرف المختلفة، تساعده في ذلك زوجتها الراحلة شادية، عليها رحمة الله ورضوانه. فضمتني مع عبدالغني كرم الله غرفة واحدة. أمضينا ردحا من الليل في مساءلات. فقد كان هو قريب عهد بالخرطوم، وطال بي أنا العهد بها. طفقت أمطره بالأسئلة، ولم تكن أسئلة، وإنما كانت تعبيرا عن شوق بلغ الزبا فطفح، كما قال النابلسي:
طفح الغرام عليَّ، حتى بالهوى، صرَّحتُ في حبي، لكل صبيحِ وكتمته، لما بدا لنواظري نورُ الخباءِ، وملتُ للتلميحِ وأنا الذي بهوى المليح تعممي، أبداً، ومن شوقي له توشيحي
وهي أيضا تساؤلات المتنبيء التي يمليها الشوق تنفيسا عن الشوق، لا طلبا لإجابة:
فسألنا، ونحن أدرى بنجد، أطويلٌ مقامنا، أم يطولُ وكثيرٌ من السؤالِ إشتياقٌ، وكثيرٌ من ردِّه، تعليلُ
في حديثي مع عبدالغني في تلك الليلة كنت أشرق وأغرب، خوف أن يصبح عليَّ الصباح فنفترق قبل أن أكون قد قضيت وطري، وأشبعت فضولي، وأطفأت أوار شوقي، تخبرا عن أحوال المدينة التي أحببت، والتي ربما لم تعد هناك. فقد أحسست من مجرى الحديث أن الفنان الراقد في السرير المقابل لسريري، يعرف تلك المدينة، معرفة الخبير. ومعرفة المدن على ما هي عليه، إشْتُهِرَ بها الفنانون والكتاب دون سائر خلق الله. فأوصاف جيمس جويس التفصيلية لمدينة دبلن تعدت الأدب، لتصبح رسما تشريحيا للمدينة، أصبح يعتمده الدارسون للمدينة، في مجالات أخرى غير مجالات الأدب. فالفنانون هم خير من يعرف المدن، وخير من يصفها، وينبي عن أحوالها، المصرح به منها، والمسكوت عنه، أيضا.
أيضا، لمست من حديثي مع عبدالغني طرفا من حال جيل الكتابة الجديد في السودان. وعرفت أن صبحا أدبيا جديدا قد أخذت تباليج فجره الأولى تتبدى. وتأكد لي ذلك أكثر، حين قرأت محسن خالد لاحقا، في هذا البورد. في تلك اليلة المباركة، أقرأني عبد الغني بعضا من قصصه، من كراسة كان يحملها، وأراني بعضا من رسوماته. وعرفت أنني إزاء شخص معطون في بحر الفن وبحر الكتابة. شخص يأكل الكتابة، ويشرب الكتابة، ويتنفس الكتابة. وعرفت أيضا، أنه شخص يأخذ صنعته في فن الكتابة، بكل الجد الممكن، وهو في عموم حاله إنما يعيش للكتابة.
شكرا لك أخي محمد عبدالجليل على رفع إسم عبدالغني كرم الله في العالمين. ولي عودة إليكم أيها الأحباء.
|
Post: #41
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Abu Eltayeb
Date: 08-07-2006, 05:39 PM
Parent: #40
العزيز الغالى , النور حمد
أستاذى لك حبى .. ( to sir, with love )
هذا الشبل من ذاك الأسد !! والكل يشهد .
سلام يا أهل السلام ..
مامون
|
Post: #43
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-08-2006, 01:57 AM
Parent: #40
Quote: تذكرناه هكذا، دون أن يذكر أحدنا إسمه، ودون أن يقول واحد منا أنه كان بيننا في تلك اللحظة الجامعة، وبلا كيفية. تذكرناه برابط ذلك الإجتماع الذي تم بعد طول فراق. تذكرنا أيضا، وعلى غير هيئة بعينها، الحركة الجمهورية، وجامعة الخرطوم، ومعركة "الحر المباشر، والتمثيل النسبي". وتذكرنا سنوات طويلة من التشمير، وأشياءً شيقةً أخرى. وتم كل ذلك بلا كيفية أيضا.
|
الدكتور النور حمد .. عندما جاء تعليق عبدالغني على مداخلتك الأولى حدثت نفسي أن أطلب إليك أن تكتب .. وها قد فعلت قبل سؤالي .. فلك الجزاء الجزيل على ما أمتعتنا به من حديث الزكريات والإشارات اللطيفة وما يهمني هو الذي سوف تكتب .. شعرت عندما قرأت لقاء عبدالغني الذي فتحت به هذا البوست أني أعرف عبدالغني رغم أني لم ألتقيه فأشرت إلى ذلك بأنه (كان يعاقر الكتابة وكنا في الطوفان) .. ربما أكون قد التقيت عبدالغني دون أن تتم المعرفة المباشرة .. هذا على ضوء ما أوردت أنت .. تذكرت أيام قضيتها طالبا في معهد الدراسات الإضافية ربما في نفس الفترة التي أشرت إليها (أنت) .. وضاق صدري بموضوع الدراسة عن (المكتبات) رغم توفر الأساتذة الرائعين النصري/أبوبكر /الرضية وآخرين ما بخلو علينا بنفائس المعلومات .. ولكن همي كان شرق .. تحت أشجار الجامعة حيث أحمد المصطفى دالي/ القراي وبقية العقد الفريد من أهل الكلام الجديد الذي كان يغسل عن نفوسنا أوضار الرتابة والوعظ الفوقي ويفتح آفاقاً للإسئلة الرئيسية والإجابات التي أقل ما فيها أنها تحترم العقول وتشحذ الخيال ..
غضب مني أساتذتي وهم يرون أني أتواجد في حلقات الجمهوريين في غير وقت المحاضرات وفي وقت المحاضرات أيضاً .. وداهمني أحدهم .. أنتا جيت تدرس مكتبات والله فكر جمهوري؟ فلم أحر جواباً .. ولكني واصلت حضور الحلقات .. وراض بما فعلت.
|
Post: #42
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-08-2006, 01:29 AM
Parent: #39
Quote: مثل الانبياء رقيق .. لطيف .. انساني.. عبقري وبسيط .. تصافحه فتحس انه يود ان يلتهمك بحبه ومودته .. فتدخل في شرايين روحك الفة جميلة خلاص .. زول سمح بالحيل .. وربنا يغتيهو ويحفظوا .. |
اخي ود رملية .. تحياتي
مثل كلامك لا أستطيع عليه رداً .. أتركه لعبدالغني
وإن قلت شكرا ما بتفي وقولا يعبر ماهو في
|
Post: #44
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: munswor almophtah
Date: 08-08-2006, 01:58 AM
Parent: #42
في ذلكم الضحى الرائق، ونحن نخرج من صالة القادمين بمطار الدوحة، ويغمرنا ضياء الشمس الخليجية، وتلفح وجوهنا نسائم الشتاء المداري التي تهب مندسة وسط لفحة حر من بقايا صيف يتقهقر، وتداعب أنوفنا روائح المدينة التي وطأتها أقدامنا لأول مرة، بكى أبو بكر القاضي وهو يعانق دالي، ويعانقني، ويعانق إسماعيل علم بعد طول غياب. إختلطت الأمور في الدواخل، تذكرنا الأخ والصديق الراحل، طه أبوقرجة، الذي كان قد ارتحل عن دنيانا قبل فترة وجيزة من ذلك اللقاء. أحسست بأننا جميعا تذكرناه، برابط الصداقة المتينة التي ربطت بيه وبين أبوبكر القاضي. تذكرناه هكذا، دون أن يذكر أحدنا إسمه، ودون أن يقول واحد منا أنه كان بيننا في تلك اللحظة الجامعة، وبلا كيفية. تذكرناه برابط ذلك الإجتماع الذي تم بعد طول فراق. تذكرنا أيضا، وعلى غير هيئة بعينها، الحركة الجمهورية، وجامعة الخرطوم، ومعركة "الحر المباشر، والتمثيل النسبي". وتذكرنا سنوات طويلة من التشمير، وأشياءً شيقةً أخرى. وتم كل ذلك بلا كيفية أيضا.
في تلكم الأيام، كانت مدينة الدوحة لا تزال محتفظة بهيئتها القديمة. في أحيائها الشعبية شبه ببعض مناطق الدرجة الأولى والثانية بأحياء الخرطوم، قبل أن يتبدل حالها. الأسوار "الملطوشة" والطلاء الأبيض والأصفر، وأبواب الحديد، ومرابض السيارات داخل الحيشان، وشجرة سدر تقف في صحن الدار، وربما "طلة وردة من السور"، كما قال هاشم صديق. هذا العالم شديد التشابه، خاصة في الفضاء المتوسطي، والشرق أوسطي.
ترتبط المدن بالناس، وتأخذ معناها من الناس. قال لورنس داريل في رائعته، "رباعية الإسكندرية": "تصير المدينة عالما قائما بذاته حين يحب المرء أحد سكانها". حين رأيت الدوحة وأستقبلتها بكل حواسي، قلت في نفسي: هنا عاش الطيب صالح، وهنا عاش أستاذنا إبراهيم الصلحي، ولسنوات طويلة. في هذه المدينة تناجيا وتسامرا، كما تسامر قبلهما بقرون، وتناجي عن قرب، كل من جلال الدين الرومي، وشمس التبريزي. ولعل الطيب صالح وإبراهيم الصلحي بقيا عالقين بذلك المكان حتى بعد أن غادراه إلى ضباب الشمال، وإلى تلك البقاع التي "تموت من البرد حيتانها". وكما قال شيخنا عبد الكريم الجيلي، قدس الله سره:
على العهدِ من تلك المعاهدِ زينبُ، وما غيََّبَتْهَا الحادثاتُ فتحجبُ.
كانت تلك أول مرة أرى فيها عبدالغني كرم الله، ويوم رأيته احتل في قلبي موقعا مميزا. فـ "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها إئتلف، وما تنافر منها اختلف". في الليل، وفي البيت المليء بالضيوف، كعادة بيوت السودانيين، قام أبوبكر القاضي، بتوزيع الضيوف على الغرف المختلفة، تساعده في ذلك زوجتها الراحلة شادية، عليها رحمة الله ورضوانه. فضمتني مع عبدالغني كرم الله غرفة واحدة. أمضينا ردحا من الليل في مساءلات. فقد كان هو قريب عهد بالخرطوم، وطال بي أنا العهد بها. طفقت أمطره بالأسئلة، ولم تكن أسئلة، وإنما كانت تعبيرا عن شوق بلغ الزبا فطفح، كما قال النابلسي:
طفح الغرام عليَّ، حتى بالهوى، صرَّحتُ في حبي، لكل صبيحِ وكتمته، لما بدا لنواظري نورُ الخباءِ، وملتُ للتلميحِ وأنا الذي بهوى المليح تعممي، أبداً، ومن شوقي له توشيحي
وهي أيضا تساؤلات المتنبيء التي يمليها الشوق تنفيسا عن الشوق، لا طلبا لإجابة:
فسألنا، ونحن أدرى بنجد، أطويلٌ مقامنا، أم يطولُ وكثيرٌ من السؤالِ إشتياقٌ، وكثيرٌ من ردِّه، تعليلُ
في حديثي مع عبدالغني في تلك الليلة كنت أشرق وأغرب، خوف أن يصبح عليَّ الصباح فنفترق قبل أن أكون قد قضيت وطري، وأشبعت فضولي، وأطفأت أوار شوقي، تخبرا عن أحوال المدينة التي أحببت، والتي ربما لم تعد هناك. فقد أحسست من مجرى الحديث أن الفنان الراقد في السرير المقابل لسريري، يعرف تلك المدينة، معرفة الخبير. ومعرفة المدن على ما هي عليه، إشْتُهِرَ بها الفنانون والكتاب دون سائر خلق الله. فأوصاف جيمس جويس التفصيلية لمدينة دبلن تعدت الأدب، لتصبح رسما تشريحيا للمدينة، أصبح يعتمده الدارسون للمدينة، في مجالات أخرى غير مجالات الأدب. فالفنانون هم خير من يعرف المدن، وخير من يصفها، وينبي عن أحوالها، المصرح به منها، والمسكوت عنه، أيضا.
أيضا، لمست من حديثي مع عبدالغني طرفا من حال جيل الكتابة الجديد في السودان. وعرفت أن صبحا أدبيا جديدا قد أخذت تباليج فجره الأولى تتبدى. وتأكد لي ذلك أكثر، حين قرأت محسن خالد لاحقا، في هذا البورد. في تلك اليلة المباركة، أقرأني عبد الغني بعضا من قصصه، من كراسة كان يحملها، وأراني بعضا من رسوماته. وعرفت أنني إزاء شخص معطون في بحر الفن وبحر الكتابة. شخص يأكل الكتابة، ويشرب الكتابة، ويتنفس الكتابة. وعرفت أيضا، أنه شخص يأخذ صنعته في فن الكتابة، بكل الجد الممكن، وهو في عموم حاله إنما يعيش للكتابة.
شكرا لك أخي محمد عبدالجليل على رفع إسم عبدالغني كرم الله في العالمين. ولي عودة إليكم أيها الأحباء.
هذا كذلك درجه عاليه من درجات الحكى...مسبوكه بقدحه فكريه...ومبهوره بمقاطع من الأدب الرصين...فلدكتور النور ملكة الرواة...ولما لا...وهو يقف على أسمى منارات الإبداع التعبيرى (الفن) فعمق الصوفيه وإزميل الفنان وشفافيته والوقوف على الأدب بطريقته التى أخرج بها تلك المقامة جميعها تجعله مشروع راوى وقاص بمقياس عال.....................................
فيا محمد نجحت فى أن تأتى بدواء القيلولة فى هذا المنبر
منصور
|
Post: #45
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-08-2006, 03:47 AM
Parent: #44
عزيزي وأخي محمد ومنصور الجميل....
هذه بعض القصاصات القديمة، (من إحدى الكراسات)، وهي أقرب للتسائلات، وليدة حيرة وارتباك....
Quote: نيوتن والتفاحة!!
في الحديقة العامة، وتحت إحدى الشجرات، كان اسحق نيوتن يراقب التفاحة، وآخرين يسترقون النظر للفتيات، وللسماء، وللتفاح أيضا!! ولكن كل تفاح الارض، لم يجد عين بشرية تراقبه بهذه الجمعية، والتأمل والاستغراب، كانت كعادتها معلقة على غصن الشجرة، مثل كل تفاح الارض، طفل يرضع من ثدي امه، ظل يراقبها منذ ان كانت وردة، فتبرعتم، لم يغادر الشجرة، كأن مأخوذا بتكورها، وتماسكها، وكان يعيش على قوت التأمل، يذهب الناس كعادتهم للبيوت ثم العمل، ثم يأتوا العصرية للحدائق، ولكنه لم يغادر الحديقة طرفة عين، (كان لسقراط نفس هذه العادة)، ويقال بإن ادريس جماع اصابه مس منها في أخريات حياته الخصبة، فالجسم حين يتركز ويتكثف في حمى التأمل، يكتفي ذاتيا، كأهل القبور، مكتفيا بنفسه، عن سواه...
احمرت الثمرة، وتكورت، كان يراقب النسق الطالع والنازل، كان يسمع القوت وهو يجري من ظلمة الجذور إلى سماء الفروع والغصون، ثم الثمرة، وكانت خشخشة التمثيل الضوء تملأ طبلة اذنه، كطفل يقرمش خبز جاف، وفجاة هوت الثمرة للأرض، وبشكل رأسي متقن، وبسرعة متزايدة، فكتب نيوتن نظريته الرائعة، عن الجاذبية الفكرية: (سقط التقليد، والإتكال واستقلت الثمرة عن الشجرة والجذور والاوراق، وحققت أصالتها وتفردها)... وأكتفت بذاتها، عن سواءها..
مضى سعيدا، غزال خرج من حظيرته، وأدار ظهره للقطيع..تدحرج عقله كثمرة التفاح على الارض، بلا غصن يشدها كالوتد، إلى حظيرة الشجرة، وهو هو يردد (لم تقوم الطفولة على الإتكال والتقليد)، وياترى آدم الأول (ماذا قلد؟؟؟؟؟؟؟)!!!.
|
وللحق ماذا قلد آدم أول، سواء على المستوى الجيني، أو الروحي، سوى الإطلاق المحيط به، بل ظل يقلد الإطلاق بداخله، منذ البدء، وحتى الأن، يحاول تقليد الإطلاق، المخبأ بداخله، بل خلق الزمان والمكان، كي يتقن التقليد (إن الله خلق آدم على صورته)...
وبعد حين... سوف تسقط ثمرة التفاح، وقد تكورت، ونضجت، وتحلت بالأسماء الحسنى، كلها!!!
|
Post: #46
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-08-2006, 03:50 AM
Parent: #44
الأخ مأمون (أبوالطيب) تحياتي .. شكرا على المرور ومعك نحي المقدم الميمون للدكتور النور
Quote: هذا كذلك درجه عاليه من درجات الحكى...مسبوكه بقدحه فكريه...ومبهوره بمقاطع من الأدب الرصين...فلدكتور النور ملكة الرواة...ولما لا...وهو يقف على أسمى منارات الإبداع التعبيرى (الفن) فعمق الصوفيه وإزميل الفنان وشفافيته والوقوف على الأدب بطريقته التى أخرج بها تلك المقامة جميعها تجعله مشروع راوى وقاص بمقياس عال.....................................
فيا محمد نجحت فى أن تأتى بدواء القيلولة فى هذا المنبر
منصور |
إبن عمي .. المنصور .. لك التحايا بعضها فوق بعض .. سجلناك معنا عضواً عاملا بهذا البوست لتساهم مع الرائعين النور وعبدالعبدالغني وزمرة الكاتبين.. ولن نقبل منك مجرد إتكاءة قيلولة .. لا بد من ثمار منصور وإن طال هز الجزع رنواً لثمار في أعلى الشجر .. والنهر لا يزدان إلا بكثرة الأودية .. تذرف فيه ماء جديد وطمي جديد وحُب .
|
Post: #47
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-08-2006, 04:04 AM
Parent: #44
عزيزي منصور عميق حبي وهيامي، من البعد، سلام سلام، وحب وصفاء...
أعن النور تتحدث:
Quote: هذا كذلك درجه عاليه من درجات الحكى...مسبوكه بقدحه فكريه...ومبهوره بمقاطع من الأدب الرصين...فلدكتور النور ملكة الرواة...ولما لا...وهو يقف على أسمى منارات الإبداع التعبيرى (الفن) فعمق الصوفيه وإزميل الفنان وشفافيته والوقوف على الأدب بطريقته التى أخرج بها تلك المقامة جميعها تجعله مشروع راوى وقاص بمقياس عال.....................................
|
استاذي النور، له من الجبة ألوان حديقة، أسماء حسنى، تسكن قلب عظيم، يسمى مجازا (النور حمد)،
حلو العبارة، دسم التعبير، مشرق الفهم، وضاء الفكر، تتنافس بداخله حرب ضروس بين أدوات التعبير عن الحياة، واي حياة في عمقها وجمالها وبهائها...(الحياة الفكرية، أم الشعورية، ام السياسية، ام العرفانية .. أم)... كل جمله مفيدة، لا أقول أقرب للمعادلات الرياضية، رغم انها تتدور عن معضلات فكرية، أو معاني مجردة، ترى فيها قوة البيان، وقوة البرهان، وقوة الشعور، بل تبز المعادلات الرياضية في صدقها، وحقيقتها...
والله نفسي اكتب كل جملة يقولها، ولو طبعت لرأيتم العجب العجاب، والله بسأل الله ان يفرغه، ويعطيه الفراغ، (اعظم النعم المبخوسة الحق)، كي يرصد موجه الحياة من أين وإلي أين، موجه بداخلها عصارة الحياة، شمس ضوءه تتسرب لقوى الحياة المرئية وغير المرئية، تشدني كتابته في أي موضوع، فهو يرى (إن غيبت ذاتها عني!! فلي بصر يرى محاسنها في كل إنسان).. يرى لوحة الوجود، وقد رفعت الريشة المطلقة شعيراتها، وأكتمل المشهد، لمن يرى!!!
اعتذر عن سوء الوصف، فطرفي لم يرى غير هذه الباحة من تلكم القصر الوريف احس بالخجل، فاذا اتسعت الرؤية... ضاقت عبارتي، وخارت، وضلت الطريق ...!!
|
Post: #48
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-08-2006, 05:16 AM
Parent: #47
Quote: نيوتن والتفاحة!!
في الحديقة العامة، وتحت إحدى الشجرات، كان اسحق نيوتن يراقب التفاحة، وآخرين يسترقون النظر للفتيات، وللسماء، وللتفاح أيضا!! ولكن كل تفاح الارض، لم يجد عين بشرية تراقبه بهذه الجمعية، والتأمل والاستغراب، كانت كعادتها معلقة على غصن الشجرة، مثل كل تفاح الارض، طفل يرضع من ثدي امه، ظل يراقبها منذ ان كانت وردة، فتبرعتم، لم يغادر الشجرة، كأن مأخوذا بتكورها، وتماسكها، وكان يعيش على قوت التأمل، يذهب الناس كعادتهم للبيوت ثم العمل، ثم يأتوا العصرية للحدائق، ولكنه لم يغادر الحديقة طرفة عين، (كان لسقراط نفس هذه العادة)، ويقال بإن ادريس جماع اصابه مس منها في أخريات حياته الخصبة، فالجسم حين يتركز ويتكثف في حمى التأمل، يكتفي ذاتيا، كأهل القبور، مكتفيا بنفسه، عن سواه...
احمرت الثمرة، وتكورت، كان يراقب النسق الطالع والنازل، كان يسمع القوت وهو يجري من ظلمة الجذور إلى سماء الفروع والغصون، ثم الثمرة، وكانت خشخشة التمثيل الضوء تملأ طبلة اذنه، كطفل يقرمش خبز جاف، وفجاة هوت الثمرة للأرض، وبشكل رأسي متقن، وبسرعة متزايدة، فكتب نيوتن نظريته الرائعة، عن الجاذبية الفكرية: (سقط التقليد، والإتكال واستقلت الثمرة عن الشجرة والجذور والاوراق، وحققت أصالتها وتفردها)... وأكتفت بذاتها، عن سواءها..
مضى سعيدا، غزال خرج من حظيرته، وأدار ظهره للقطيع..تدحرج عقله كثمرة التفاح على الارض، بلا غصن يشدها كالوتد، إلى حظيرة الشجرة، وهو هو يردد (لم تقوم الطفولة على الإتكال والتقليد)، وياترى آدم الأول (ماذا قلد؟؟؟؟؟؟؟)!!!. |
|
Post: #50
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-09-2006, 00:15 AM
Parent: #48
عزيزي محمد صباح حنون، ونقي وباسم
ولكل السرب، الجميل، المحلق دوما...
الجزء الثاني من نيوتن وتفاحته:
Quote: نيوتن والتفاحة (2)
أخذ نيوتن التفاحة المتدحرجة، أسعد تفاحة، لن تتشظى بفعل الأسنان، في فرن الفم، وفي طريقه للبيت لم ينظر لشئ سوى تكورها، وإمتلاءها، وعقله الباطن هداه للمنزل بأتقان تام، فلم يصطدم بالرصيف، ولا الجداول، كان كالروائح، تعرف طريقها للأنوف في الظلمة والنور، (وللحق، فإنه يترك كثير من الاهتمامات العادية لعقله الباطن، كي يتفرغ لمآرب العقل الحادث)، وفي البيت تعجب من تكورها، ومن أمتلاءها (باللون، وبالمادة وبالسكر، معا)، لايوجد حيز فيها، لا يوجد فيه هذا الثالوث (المادة، واللون والطعم)، تعجب من المساكنة الغريبة، نحو روحان حللنا بدنا، حتى أنت أيها التفاح. دخل غرفته، متعجبا كعادته، من كل شئ تقع عليه عيناه، أو يمر بخاطره، فأشعل المصباح، فوجد غرفته قد أمتلأت(بالنور والنسيم والبخور والموسيقى الهادئة والإلفة، معا)... فأستكان برفق، ورضى... وحين وضع رأسه على المخدة، أحس برضى، كمن ينجز شئ عزيز، وسمع ضربات قلبه هادئة متزنة، قلب ملئ ب(الحب، والغبطة، والفرح، والحنان، واليقين، والحسرة، والشك و..، و وأنفعالات حسنى، لا تحصى ، معا)...
|
ثلاث اجزاء، تفاحة نيوتن!!
|
Post: #51
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: معتصم دفع الله
Date: 08-09-2006, 02:48 AM
Parent: #1
الحبيب محمد عبدالجليل .. لأنك جميل .. دوماً تبحث عن مواضع الجمال .. شكراً لأنك أشركتنا في هذا الحوار الشيق .. للكاتب الجميل عبدالغني كرم الله .. والتحية للزميل مامون التلب .. ومعك نتابع حد الإستمتاع ..
محبتي ..
|
Post: #52
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-09-2006, 03:20 AM
Parent: #51
Quote: شكراً لأنك أشركتنا في هذا الحوار الشيق .. للكاتب الجميل عبدالغني كرم الله .. والتحية للزميل مامون التلب .. ومعك نتابع حد الإستمتاع .. |
الأخ معتصم .. تحياتي يا ناثر الطمأنينة في المنبر
كيف لا أشرك زملاء المنبر في إبداعات عبدالغني فلا هطلت علي ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا
|
Post: #55
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-10-2006, 04:05 AM
Parent: #52
الأخ عبدالحي موسى .. تحياتي لك
للمرة الثانية أجد أسمك ترفع البوست ولا أجد المداخلة ..
|
Post: #56
Title: Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-10-2006, 05:22 AM
Parent: #55
أخي محمد
صباح باسم
طبعا اخوك، كثير التغيير، فإليك، (كيف أدخل اللوحة)، بصورة أخرى، وقد تاتي بصورة (ثالثة)...
Quote: كيف أدخل اللوحة!!؟
كان أخي الكبير (عبد العزيز)، يرسم في لوحة وهو جالس تحت ظل الدار، كانت اللوحة جميلة، مثل كل الأشياء التي تحيط بي، والتي لاتحيط بي، وهي عبارة عن قلعة على قمة جبل، ويتدفق من عل نهر جميل، واشجار جميلة على الشاطئ (كنت اسمع زقزقة العصافير، مجرد أن تودع ريشة أخي اللوحة).... داير ادخل اللوحة؟!!
نظر لي أخي بتمعن، وكأنه يراني لأول مرة، ثم واصل الرسم، (يارب يوقف اسئلته)، ثم رش لون برتقالي، وبكل بساطة، فبدت الشجرة تحمل ثمار برتقال جميل، أهكدا يخلق البرتقال (حتى في السماء!!!!)، ريشة اخي ترسم طعم البرتقال، بل حتى ومض الشعور، الذي يقشعر له القلب من رؤية قشر البرتقال، ترسمه ريشته كما لو انه جزء من اللوحة..
أشرت إلي شجرة بعيدة، في اللوحة، تحتاج لعجلة للوصول إليها، ولكني سأركض، كانت الشجرة بعيدة، بالقرب من القلعة، بعد النهر مباشرة، بل على الشاطئ المقابل،)كيف اقطع النهر، وأنا لا أجيد السباحة)، وللحق لم أفكر في عبور النهر، كانت الشجرة تشغلني، فلم أفكر في الوسائل (وللحق لاشي، على الإطلاق، يمنعني عن رغبتي، حتى الاستحالة، لا تمنعني)... كان ظل الشجرة ساحرا، وهناك بقايا برتقال.. وأخاف ان يصابه العطن، قبل أن تلتهمه شفتاي!!
يا دثوري، دي لوحة، يعني بعدين، طول وعرض بس، والبعد الثالث خيال، وهو الأهم مجرد خيال، البعد الثالث ما موجود، كماء السراب.) رد اخي علي، وهو يخاطبني ب (دثوري)، دائما، (حتى في قمة غضبة مني)، يظل يدلعني (كان البكر، وكنت الصغير)..
أصريت على دخول اللوحة، والجلوس في الشجرة، (طبعا بكيت داير عجلة عشان الشجرة بعيدة في اللوحة)....
وللحق اخي لا يزجرني من الاسئلة، ولكنه يمضي في سبيله، وكأن الأسئلة لم تكن....
ظللت احدق في اللوحة، متعجبا من وقوف الشمس في كبد السماء طوال النهار، والمركب لم تقطع النهر لأسبوع كامل، وهناك معزة لم ترفع رأسها من السعدة، (وللحق أنا اعرف الاغنام)، أنها من اكثر الحيوانات مللا، وترفع رأسها كي تمضغ، وكي تشكر الراعي بنظر قله نظيرها، سوى بين الام والابن.....
والشمس، في اللوحة، فقدت انيابها، كنت احدق فيها ملء بصري، ولا أثر للعرق على صدري...... (البعد الثالث هو الخيال، والبعد الرابع هو الروح، حين يسرح الخيال في الاعماق، يرى ما لا يرى، (أيها الإنسان، لا ضفاف لك)، فحيث المنتهى، شد الرحال!!.... هكذا كانت خواطر أخي، لم يقلها لي، لأنه لأن أحس بأني لن أفهم ( كم مغرورون هؤلاء الكبار، وجهلى)..
(أغمض عينك، فاجمل لوحة رسمها الله في داخلك، فالخيال، واقع، يعاش، ويحس في الدواخل، بمقدور خيالك، أن يمطر في الشتاء، ويشعل النار في الماء، ويحيل الحجارة إلى خبز دافئ)، رد اخي علي، كي يعزيني في فشلي في الدخول إلى اللوحة....
كل ردود أخي، لم تعجبني، أود الدخول في اللوحة، كما يدخل الضوء من خلال الزجاج، وكما تتدخل الأغنية إلى القلب!! لن أفسد عليك لوحتك، هل يكسر الضوء الزجاج؟!!....
صرخ أخي، مذهول، لأخواتي، وأمي، وهو يراني داخل اللوحة، ألعب مع الفراشات، وأجري هناك وهناك...
|
وللحق، فكرة أقصوصة (آلام ظهر حادة بدأت كحوار قصير، بين حذاء ورجل (قدم).. ثم جرى القلم بما جرى، وكانت كالأتي:
[QUOTE]مسرحية صغيرة جدا
حذا: أتذكرين حي الأزهري الرجل: لا أذكره الحذاء: يالك من كائن محدود، لقد قتلتي عشرات الصراصير، ومئات من النمل. الرجل: أللهم ارحهم جميعاً. الحذاء: عزاء كاذب، فقد كنت حينها تغني (زاد القلوب المرهفة).. الرجل: لا علم لرأسي بما يجري تحته. الحذاء: يالكم من جذر معزولة، لقد قتلتي 45000 كائن حي، حرب عالمية ثالثة، خاضتها قدمك الفاشية، ضد هذه الكائنات الرخوة
|
|