د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة " ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "


06-30-2009, 10:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1246354092&rn=3


Post: #1
Title: د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "
Author: بخاري عثمان الامين
Date: 06-30-2009, 10:28 AM
Parent: #0

- التسفار لازمك كثيراً........ لكن سفرة الفجيعة الأبدية هذي ضعضعتني يا "عمدة" ....فتهاويت، وأنَي لمضعضع متهاوٍ أن يسطر كلمة واحدة عن أكثر الرفاق و "تصالحاً مع النفس" اللذين عرفتهم ابد الحياة.

- منذ ظهيرة ثلاثاء الفاجعة ذاك، وأنا كلما تقدم امرئ للحديث حول "عماد اللَمين" ثار في نفسي تساؤل: أيِ مجنون ذلك الذي يتوهم أن جماع كلمات إطراء العالم قاطبة، كافية لتوفي "عمدة" حق قدره؟؟ أي متطاول ذاك الذي تساوره نفسه بوصف "عصير الإنسانية الكامل" الذي يجري في شرايين "عمدة"؟؟..... وكلما انتهى متحدث منهم كان قلبي يصطك فرقاً و وجلاً، فبمجرد جلوس المتحدث تبدأ لحظة الحساب العنيف: أن هل أوفيت "عمدة" حقه؟

- جاش "الاسفير" كما جاش الأيام المنقضية، وبين الأحرف و السطور يتمدَد مشروع "عماد الأمين عبيد الله" الحياتي، و قاسيت ما قاسيت شخصياً لأجد حلاً لنقطة واحدة:
كتب عن عماد رفاقه و أصدقاؤه و أهله، و المختلفين معه في مشاريعهم الحياتية و المتفقون، لكن أضناني البحث و لم أجد في كتاباتهم ما يرضي عن ذالك الجديد الذي أرساه عماد في مشروعه و هو "كيف و إلى أيِ مدى نستوعب من نختلف معه جذرياً؟" ... نجح "عماد" وحده في أن يرسي هذا بيننا جميعاً، و لو لم تنعم علينا إنسانيته الممتدة بغير هذا، لكفانا.

- ارتسمت صورة محياه السمح على شبكيتي العام 1996م، أي عرفته تالياً لأغلب رفاقه و أصدقاؤه المعلومين، و لن أدعِ خصوصية ما لعلاقتي بعماد، فيقيني أن "عمده" واحد للكل، فقط نختلف نحن حول أي جانب من معين إنسانيته نهلنا، و على هذا تتعدد تجاربنا معه و تجربته معنا، و تجاربنا نحن و هو مع باقي خلق الله.......

- رحيل عماد اللمين ود خدره، كما رحيل كل ذي قلب، كان محتوماً، لكنه أتى باكراً، و صاعقاً، و ذا أثر ممتد، و لكن هل كان الراحل غير هذا؟ باكراً في نبوغه، صاعقاً في مضمار كسب الآخر لمركب الإنسانية، و ممتداً فينا بلا انقطاع!!!

- أصعق ما عرفت عن خبر رحيله عندي كان الأتي:
المهاتفة التي حملت نعيه جرت في حضور زوجتنا العزيزة "وصال الشيخ" فسألتني: من؟ أجبت: عماد اللمين.......و بعفوية حملت زبدة معني "عماد" لدينا قالت: سجمي! طيِب أولادنا ما اتيتموا يا مأمون!!! منو البرعاهم تاني؟ ... وهذا "عمادي" الخاص جداً، و لأكن أكثر دقة، كان "عماداتي" الخاصة جداً، فأنا عرفت عماد الأمين، و عماد مأمون علي صالح، و عماد الشيخ، و عماد وصال الشيخ، و عماد رنا مأمون، وعماد علي مأمون و عماد مازن مأمون....يا الله كيف تنهد كل الأعمدة؟؟

- بدري يا "عمدة" !!! بدري لأن الصورة ما اكتملت، وأنَى لها أن تفعل و أنت كل برهة تضيف عليها لوناً جديداً و ظلاً يعيد ترتيبها قصد الإكمال، اكتمالك الذي أيقنت دوماً أنه "ليس الآن، و لا في منظور المستقبل، المهمة عسيرة و نحن لم نتهيأ لها بعد! و التربة و الماء الآن ليس الأصلح للغرسة".

- كيف أفهم موتك الآن؟...... دوماً كنت تلوِح بسبابتك اليمنى: هوي، أنا عارف إني زي أبوي اللمين، بموت صغير، بس أن شاء الله أموت زي ما داير!......كنا جميعاً نعرف كجوع البطن كيف تريد أن ترحل، بعد أن تنجز إضافة جديدة وصغيرة لمشروع الحياة العام الذي يجمعنا.....أطمئنك الآن يا رفيق أن أعظم إضافة هي ما لمسناه في قلوب الناعوك من بشر الله...و كفى. موتك لاح حواليك و احسسته أنت قبل وقوعه، هزمته يا "عمدة" بأن تركت له اختيار الزمان، و تمسكت أنت بالمكان و الطريقة، أظن الآن أن غول الموت اكتفى حدَ الشبع فأنى له مثلك من مائت!! لكن نصرك عليه يتبدى ماثلاً في أنك و بشراسة الثوريين اخترت موقع رحيلك غصباً، فمن تلك البقعة في دارفورنا أرخص البضاعة إعلان الموت، حرقاً، و نحراً، و اغتصاباً، و سحلاً و وأدا، في تلك الساحة التي يسود فيها الموت، جعلت موتك مختلفاً عن كل هذا، فانزوى الموت خجلاً! فطغيت على موتك و قزمته، و هكذا عهدناك، و ما أعظم أن نسمع من حاضري "لحظة الرحيل" أنك و كما تربيت في حضن عم "اللمين" و خالتي "خدرة" أبيت أن تدير ظهرك للموت، واجهته و حدقت في بشاعته، و أسندت ظهرك للجدار حين أيقنت اكتمال الحقيقة الأزلية، و تركت الموت حائرا، الموت حائراً في هذا الصمود، احتار لأنه لم يعرفك مثلنا، و لو عرفك لما قتلنا نحن هكذا...... نعم هكذا كان مشهد الرحيل تماماً: وضع حاسوبه المحمول على "مصطبة" براندة وزارة الصحة-غرب دارفور- الجنينة- سقط على الأرض و أسند ظهره للجدار... و لو زاد في عمره ثانية واحدة فإني أوقن لأمضاها في إزالة جدار آخر يحجب امتداد الثورة و انسيابها المحتوم...

- بدري يا "عمده"......يقينك بالرحيل الباكر تجادلنا حوله كثيراً، كنت تعيد التركيز على شئ واحد: لي مأخذ وحيد على موتي الباكر، هو أني سأسبب به ألماً لخدرة أمي!!!. كان هذا في العام 2001م، هل يشي هذا عن معدن "عمده" بشئ؟؟. أترك لكم الغوص في المتن.

- نعم......بدري شديد يا "عمده".......و العزاء هو تلك الفكرة التي صغتها بنفسك كملخص لحوار طويل أدرناه حول أدب استيعاب الرفاق للخارجين عن الحزب، لا يسألن أحدكم أي حزب أعني؟ و هل تشبه إنسانية عماد سواه؟ قلت: عمل لثانية واحدة لأجل فقراء بلاده يغطي سوءة دهور يقضيها الخارج على الحزب" و أكدت يا "عمده" على يقينك الجازم بأن "عبد الخالق" كان يدرك تماماً أنه حين زكى "عبد الله علي إبراهيم" كان يعلم أنه "سيتخارج" أي عبد الله، و لكنه لحظة التزكية كان الأجدر و الأقدر على أداء ذلك الدور....و من هذا خرجت فكرتك عن "النجوم" التي و في لحظة محددة تؤدي المنوط بها من أدوار لأجل الحزب، و ترحل خارج الحظيرة، كنت تنظر لهم في لحظتهم تلك فقط و تقدرهم.....و انطلقت من ذلك لاهتمامك المتعاظم ب"الرأسمال البشري" للتنظيم و ضرورة تطويره و الاستفادة منه لأقصى حدود الممكن....فبأي آلاء الضباب ما نظرنا لنجمك اللماع يا "عمده".... أم ترانا انشغلنا بالنجوم عن شمس عمدتنا........

- لك التقدير و انحناءة احترام نقدمها دوماً في حواراتنا لروح الراحلين "قدال" و "عابدين صديق"....أجزء من "حصافاتك" أن رحلت على طريقتهم تماماً....يوهن القلب و ينفجر حين تقصر طاقته عن استيعاب مدى الفكرة و رسوخها... يا راسخاً فينا كجلودنا بها فقط نعرف.
- اختم بندائيين: أولهما للمتفاوضين، و المناقشين، و المراهنين، الصادقين و الكاذبين،المهتمين بشأن دارفور "و قضيتها" استعينوا بروح "عمده" الحائمة هناك في الجنينة فوالله لن تجدوا أكمل منها فكرة تعينكم على الأمر.

النداء الثاني: للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، لا أعاني من أخاليط تفترض التماهي بين الفكرة و القادة، خصوصاً حين أنظر للظروف التي تجعل البعض قادة و لكن حضور وفدكم الرسمي للعزاء في هذا الفارس الراحل ثالث أيام رحيله لا يوصف إلا ب:
• أكثر الجروح تقيحاً التي رايتها في حياتي.....
• أنتن الموافق و أشدها صديداً في باب نكران أقدار الرجال التي لمستها أبداً
• وصولكم الخجول المتأخر المبطئ في خطوه لصيوان العزاء في ثالث أيامه، آلمني حدَ التبرؤ و التلاشي و أقذع منه كان محاولة "تبرير" بعدم العلم بموعد وصول طائرة الجثمان.... لو أردتم من دواخل قلوبكم لنجحتم لكن رحيل هذا "الإنسانية في رجل" الذي وصفه عمه في تأبيه له بأنه: حمل قدح المونة ليتعلم و يعلم إخوته بعد رحيل والده المبكر....رحيل عماد لا يعنيكم..... و لكن سوءتكم هذي تعنينا، سواء من حضر، و من تمارض و لكن ما الذي يضيرني أنا الذي اشتعلت أصلاً برحيل "عمده" و عزائي انبعاثك من نار الفقد يا "سمندلي"
- سؤالي الأخير و أنت في هجوعك هذا: هل سكنت حضارة "ألمايا" يوماً بجبل مرة و الجنينة؟؟ أصلي لتكون الإجابة: نعم......فقد علمت أنهم يوقنون بأن قيامة الأرض الجديدة ستقع في 21 سبتمبر 2012م مما يملؤني أملاً و تطلعاً لملاقاتك ساعتئذٍ.
- أفتقدك......و برضو بدري يا "عمده".

اللهم أجعل حزبي كله على سنة "عماد".
و الهم قادته إنسانية "عمده" ...يا محي العظام و هي رميم..آمين
مأمون علي صالح
20 يونيو 2009م
اليوم الخامس من يتم الأرض

Post: #2
Title: Re: د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "
Author: أبو ساندرا
Date: 06-30-2009, 11:14 AM
Parent: #1

يا ماموووون !
حالتك قلت { ان هل اوفيت عمدة حقه }
لقد فعلت
وفعلت وصال الشيخ ماهو اعمق
Quote: قالت: سجمي! طيِب أولادنا ما اتيتموا يا مأمون!!! منو البرعاهم تاني؟


نعم فعلت ماهو اعمق

و امض حزنآ و وجعآ


في ربقة الحزن الضاري
وردت في خاطري كذا مرة
وكنت في كل مرة انحيك عن طريق ذاكرتي
وهمي

ما كنت عارفك ح تكون كيف
ولا كنت عارف ازهري هاشم

بس كنت مؤقن أن دينكم طالع

Post: #3
Title: Re: د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "
Author: أبو ساندرا
Date: 06-30-2009, 11:23 AM
Parent: #2

بس كنت مؤقن أن دينكم طالع

عرفت الحزن الشاهق مرارآ
وتجرعت كأسه المرة ، مرارآ

وفي كل مرة كنت بقول : لن يأتي حزن مثل هذا

كان الحزن القاسي بيقول لي : كضبآ كاضب ، وأركز لي دة

ويناولني ، في نص قلبي ، في تمرة الفؤاد ، في تلافيف مخي

أبكي انا وانوح
ويقهقه هو ويمرح

لقد فعلها الموت يوم عماد
ثم فعلها تاني يوم عادل المرضي
واجهز على ماتبقى فيني من قدرة على الصبر

وبرضو ح أقول : لن يأتي حزن قاسي وصعيب مثل هذا

وأعرف
أعرفه ، ح يضحك مني وعلي تاني

Post: #4
Title: Re: د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "
Author: أبو ساندرا
Date: 06-30-2009, 11:28 AM

Quote: ....يا الله كيف تنهد كل الأعمدة؟؟


أهكذا بغتة ؟؟؟!

Post: #5
Title: Re: د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "
Author: Rawia
Date: 06-30-2009, 12:56 PM
Parent: #1

ربنا يصبركم على فقدكم
ويعوض شبابه الجنة
ويلهم اهله الصبر وحسن العزاء







_
تحية وود خالصين لزميل الدراسة والصديق الاخ دكتور مامون على صالح

Post: #6
Title: Re: د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "
Author: Amjed
Date: 06-30-2009, 10:02 PM
Parent: #5

يا مأمون
يا مأمون
يا مأمون

Post: #7
Title: Re: د. مامون علي صالح في : بدري يا " عمدة "
Author: أبو ساندرا
Date: 07-01-2009, 09:40 AM
Parent: #6

Quote: - بدري يا "عمده"......
يقينك بالرحيل الباكر تجادلنا حوله كثيراً، كنت تعيد التركيز على شئ واحد:
لي مأخذ وحيد على موتي الباكر، هو أني سأسبب به ألماً لخدرة أمي!!!.

كان هذا في العام 2001م، هل يشي هذا عن معدن "عمده" بشئ؟؟. أترك لكم الغوص في المتن.


نعم
كان بها برآ حفيا

وبكم أيضآ كان برآ حفيا فحديثه المستر وجداله معكم عن يقينه بموته الباكر
كان محاولة منه لتجنيبكم وحماية الرفاق من صدمة الفراق
كان ، وهو الطبيب المداويا ، بيذوب لكم الحزن والصدمة في جرعات
وكان بيعرف ان تلك الوصفة ، وصفة تذويب الحزن ومرحلة الصدمة بالجدال
لن تجدي مع خدرة

لخدرة الله ، نساله أن يترفق بها ويلهمها الصبر والإحتمال