الإنقاذ .. عشرون عاماً .. حشفاً .. وسؤ كيل ... !!! ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

الإنقاذ .. عشرون عاماً .. حشفاً .. وسؤ كيل ... !!!


06-29-2009, 05:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1246294534&rn=0


Post: #1
Title: الإنقاذ .. عشرون عاماً .. حشفاً .. وسؤ كيل ... !!!
Author: طارق صديق كانديك
Date: 06-29-2009, 05:55 PM

لن أتحدث عن الديمقراطية كيف كانت قبل الثلاثين من يونيو في العام 89 ذاك اليوم الفجيعة في تاريخ السودان السياسي والإجتماعي والإقتصادي وعلى كافة الأصعدة .. اذ أن مجرد أن يمشي الناس في بلدي على قارعتها ( الديمقراطية ) في حد ذاته انجاز انساني مهم ومهم للغاية .. ففيها تنمو مقدرات الشعوب وتبني أحلامها وترتقي الى مصاف البشر وتنضم الى ركب الإنسانية .. لن نتحدث عن الحرية في بلدي وقتذاك وكيف توصل الناس اليها بمقارعة نظام نميري البغيض .. وكيف عبدتها دماء الذين هم أكرم منا جميعاً وماتزال .. لن نتحدث عن الأخلاق زمانئذ وكيف انها انسربت في جوانح الناس وسالت أودية من مروءة .. ولن نبكي على العلم والعلماء والأدب بضروبه المختلفات .. لن نتحدث عن السودان ووحدته الوطنية وتمازجه رغم التمايز الاثني والمعتقدي والثقافي في العموم .. لن نتحدث عن الدين الإسلامي آنذاك وكيف أنه سياجاً مقدساً لم تدنسه ألاعيب الزمان .. لن نتحدث عن الأطفال وقتذاك كيف كانت لهم أحلام .. لن نتحدث عن آمال الرجال هناك .. ولن ولن .. !!

ليس أمامي سوى شعارات الإنقاذ الرئيسية التي ناهضتنا عنها أجمعين وناهضها الشعب السوداني .. يقف على رأسها الوحدة الوطنية التي تباكت عليها الإنقاذ ساعتئذ وصرفت أموال البلاد على المؤتمرات التي دارت في حلقاتها المفرغة بلا طائل الا مزيداً من البؤس السياسي وتأجيج بؤر الصراع وتركيز عوامل التفتيت .. أصبحت الوحدة الوطنية بعد عشرين عاماً من مصيبة الإنقاذ قضية مفتاحية للسلام والسكينة والوجود في السودان .. ثارت كل أقاليم البلاد تحت مختلف الدعاوى والعناوين غير أنها اتفقت في مضمونها بلا أدنى شك .. !!

ان مفهوم المواطنة والتعايش تنازعته أيدي الإنقاذ منذ بواكيرها تحت دعاوى الجهاد والإستشهاد ثم نكص كبيرهم بعد برهةٍ على عقبيه بعد أن وعد وغرر بالكثيرين من أبناء الشعب السوداني ودعاهم الى معانقة الحور الحسان اللواتي لم يطمثهن أنسُ قبلهم ولا جان ثم أطلق عبارته الشهيرة (( الموت فطيس ساي)) .. ان الأثر البالغ والشرخ الكبير الذي أججته دعاوى أسلمة ذاك الصراح التاريخي في السودان ورثنا الآن تبعات انعدام الثقة والتعالي والكراهية من قبل أبناء الجنوب مهما دفنا رؤوسنا في رمال التحضر والتمازج وانعدام الفروقات .. ثم جاءت الإتفاقات الفجيعة ( كخازوق مضاد ) للوحدة الوطنية بعد أن أرغمت السلطة على التنازل عن كثير من ثوابتها وشعاراتها المعلنة .. أول ما أفرزته تلك الإتفاقات هو وضع اللبنة الأولى لتقسيم البلاد بما قررته بما يعرف بحق تقرير المصير .. !

اتخذت التشريعات القانونية طريقاً موغلاً في التضييق على الآخر وحشر بعض الفتاوى واتخاذها حلاً نهائياً لمشكلات الناس في بلدي .. ثم شرعت منها ما يقيد حريات الناس في التعبير والتظاهر وابداء الرأى الآخر .. !

تراخت عوامل مفهوم الوحدة الوطنية لترتفع شعارات القبيلة والعشيرة بديلاً هزيلاً لروح المواطنة التي تغيب فيها هذه الدعاوى التفتيتية .. فسمعنا .. (( بشيقنة البترول وجعلنة القوات المسلحة وهكذا كانت دعواتنا دائماً .. (( الله يكضب الشينة )) .. !!!

عشرون عاماً أقفرت وانتابنا بعد بشاشة أيامنا من الوحشة ما يدمي القلوب .. فهل الى خروجٍ من سبيل .. !!