التحية لللناقد مجذوب عيدروس لنافذته اليوم بالمحلق الثقافي الصحافة الجريدة ياناس

نافذة
حوار ثقافي جاد

مجذوب عيدروس

اجتمع نفر من المثقفين في قاعة الشارقة بالخرطوم، جاءوا من اعراق مختلفة داخل دارفور وخارجها، ومن اتجاهات فكرية وسياسية متباينة، ومن تنظيمات للمثقفين ومن افراد يهمهم امر الحوار بين مكونات هذا الوطن.
وقد جاء الحوار مفعما بالصدق في البحث عن حلول لقضايا هذا الجزء العزيز من الوطن البالغة التعقيد والسهلة الحل كما بدا من مداولات الحاضرين. وقد برزت في الاجتماع عدة اتجاهات تحاول قراءة المشكل الدارفوري من زوايا متعددة، وقد رأت هذه المجموعة من مثقفي دارفور الاسهام عضويا في وضع استراتيجية تخرج الفرد من أزمته النفسية، والمجتمع من ورطته المعيشية والدولة من محنتها الوجودية. ويتطلب هذا الامر بالضرورة التعاون مع كافة الكيانات المدنية بدارفور، ليست كنشاط طارئ انما كمنظور فكري راسخ ومطواع بالشكل الذي يؤدي الى امتصاص الصدمات بعد ان وصلت المواجهات الى قمتها، ثم لتبقى كبنية لثقافة السلام والتكامل الاقتصادي والاجتماعي.
وقد قالت الورقة ان دارفور لا تمثل فقط العمق الوجداني للشعب السوداني انما ايضا للشعوب السودانوية قاطبة لان في هذه النقطة بالذات التقت الحضارة المغاربية بالحضارة المشرقية ـ الحضارة العربية بالحضارة الافريقية وانبثق عن هذا التدامج الثقافي والاجتماعي كيان اتسق باعلى درجات المرونة.
واستعادت الورقة ذكرى أحمد المعقور الذي بنى التحالف الذي قامت به سلطنة الفور لقرون، وتناولت هشاشة التكوين الاجتماعي الذي ظل متأثرا بالقبلية، واكدت الورقة ان الحرب بين القبائل ذات الاصول العربية تكاد تفوق من ناحية احصائية عدد المنازعات بينها وبين القبائل الاخرى.
وخلصت الورقة الى ان واجب المثقفين العضويين والسياسيين المدافعين عن حقوق المجموعات الانسانية المختلفة هو تحويل قضايا المسؤولية الجماعية التاريخية الى مسائل مطروحة على الوعي في الحاضر فالواجب هو الكشف عن الماضي اذا كان طي الاخفاء.