الرئيس الأسبق جعفر نميرى ... يوم شكره

اللهم اغفر له وارحمه ..

جعفر نميرى رجل دولة

النميري يطوي سنين أيامه
اعداد: بله علي عمر / خالد البلوله إزيرق
غيب الموت أمس الرئيس السابق جعفر محمد نميري عن عمر ناهز الـ80 عاما ، وكانت حياة الزعيم الراحل قد حفلت بالعديد من الاحداث والتطورات السياسية إبان توليه الحكم في البلاد الذي إمتد لـ«16» عاما منذ العام «1969-1985م» بعد أن أطاح بالحكومة الديمقراطية التى كان يتولى رئاستها السيد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة.
ولد الراحل جعفر محمد النميري بحي ود نوباوى بأم درمان عام 1930م وإلتحق بمدرسة حنتوب الثانوية التى شكلت علامة فارقة في تاريخ حياته، حيث زامل فيها قادة الفكر والسياسة في البلاد فيما بعد من لدن الدكتور حسن الترابي ومحمد ابراهيم نقد. وقد إلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية، وعمل ضابطا حرا في الجيش السوداني قبل أن يصبح رئيسا لمجلس ثورة مايو 1969م، وبعد الانتفاضة الشعبية في ابريل«رجب» 1985، لجأ سياسياً إلى مصر قادما اليها من الولايات المتحدة في الفترة من 1985 إلى 2000 حيث عاد إلى السودان في عام 2000م.
ومع أن عهد الرئيس الراحل جعفر نميري الذي دام 16 سنة كان قد عرف أطول هدنة بين المتمردين في الجنوب والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاما، فإن عهده شهد أيضاً ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان، كما عرف بروز جون قرنق أبرز زعماء الجنوب.
كما شهدت فترة حكمه صراعات حول السلطة، مختلفة منها المدنية والمسلحة، ومن اشهرها حركة المقدم حسن حسين ، والذى اعدمه النظام، كما شهدت ايضا أشهر الانقلابات وهو انقلاب هاشم العطا الذى كان مدعوما من الحزب الشيوعى واطلق على الانقلاب الحركة التصحيحية حسب رأي منفذيه، وقد كان الانقلاب مرحلة فاصلة في تاريخ الحزب الشيوعي السودانى، بعد ان قام نظام مايو بتصفية كل رموزه واختفي من بقي منهم تحت الأرض مواصلا عمله في نشاط سري.
وقد عرفت علاقة الرئيس الراحل جعفر النميري بقضية جنوب السودان لحظتين هامتين، كانت أولاهما التفاوض والاتفاق الذي جسدته اتفاقية أديس أبابا «1971» مع انانيا1، وثانيتهما الاختلاف والمواجهات الدامية حينما جمد النميري تلك الاتفاقية في العام 1983م. حينما قام بتقسيم الجنوب الذي كان إقليما واحدا إلى ثلاثه اقاليم «أعالي النيل، بحر الغزال، والاستوائية» تلبية لرغبة بعض الجنوبيين، يذكر أن اتفاقية أديس أبابا تنص على جعل الجنوب ولاية واحدة، ولهذا اعتبر البعض تصرف النميري بمثابة إلغاء لاتفاقية أديس أبابا. وقد كان في إعلان النميري تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر 1983 مدعاة بالنسبة لبعض الجنوبيين للنفور أكثر من حكومة الخرطوم، ورفع المتمردون شعارات يسارية ووجدوا في الرئيس الإثيوبي مانغستو هيلا ماريام سندا قويا وقاعدة خلفية واشتدت محاربتهم للحكومة.

انقلاب مايو 1969 م

في صباح الخامس والعشرين من مايو 1969 التف اهل السودان حول الراديو فقد بدأت ملامح التغيير صباح ذلك اليوم بغياب نشرة السادسة والنصف وكانت المارشات العسكرية التي يتخللها صوت المذيع قائلا : « سنذيع عليكم بعد قليل بيانا هاما من العقيد جعفر محمد نميري، فترقبوه» ، ، كانوا قلة اولئك الذين يعرفون مدلولات المارشات العسكرية كما كانوا قلة اولئك الذين يعرفون رئيس مجلس قيادة الثورة الجديد الذي اطاح بالديمقراطية الثانية وزج بالقيادات السياسية في السجون ، ، وكان ابرز هذه القيادات رأس الدولة اسماعيل الازهري الذي ظل سجينا حتي وفاته ما اعتبره البعض من اكبر اخطاء الثورة الوليدة التي وفر لها الحزب الشيوعي السوداني التأييد والسند الشعبي فيما رفضتها القوي السياسية الاخري والتي رفضت الاعتراف بالانقلاب مطالبة الجيش بالعودة للثكنات واطلاق سراح السجناء السياسيين .