هاشم كرار يكتب : الظلاميون.. ومحاولة اغتيال نفسهم اللوَّامة في «عرمان» ! ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

هاشم كرار يكتب : الظلاميون.. ومحاولة اغتيال نفسهم اللوَّامة في «عرمان» !


05-31-2009, 09:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1243756834&rn=0


Post: #1
Title: هاشم كرار يكتب : الظلاميون.. ومحاولة اغتيال نفسهم اللوَّامة في «عرمان» !
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-31-2009, 09:00 AM

31-5-2009 هاشم كرار: الوطن القطرية
: الظلاميون.. ومحاولة اغتيال نفسهم اللوَّامة في «عرمان» !


كفروا أنجب تلميذ للقائد التاريخي جون قرنق، وحاول ظلاميون بليل، انطلاقا من هذه الفتوى الخاطئة، أن ينسفوا، التلميذ النجيب، داعية الحقوق المدنية، ووحدة السودان على أسس جديدة.

مكروا، وكان مكرهم.. سياسيا..

لكن، مكر الله أكبر:

عوَّت الكلاب، ففر زراع القنبلة، وتم تفكيكها في صباح اليوم التالي.

لو انفجرت القنبلة، و(راح) ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية، لانقطع الخيط.. الخيط الوحيد، الذي يتعلق به أنصار الوحدة في السودان.. بل لانقطع خيط أن يكون السودان، بحدوده الجغرافية التاريخية، أو لا يكون.

تكفير عرمان، ومحاولة نسفه، تجيء في وقت حساس جداً من تاريخ السودان، ذلك باختصار لأنه لم يتبق لاستفتاء الجنوبيين، في أن يبقوا في اطار السودان، أو ينفصلوا، أكثر من عشرين شهرًا فقط.

لقد أراد الظلاميون، بمحاولة نسف (داعية الوحدة الجذابة) استباق الاستفتاء، ونسف الوحدة الجذابة من أساسها.

لقد أرادوا، بنسف ياسر عرمان، قيامة (أحد) جنوبي غاضب، مثل (الأحد) الذي شهدته الخرطوم، مع اعلان موت جون قرنق.. وهو (الأحد) الذي عُرف في أدبيات الظلاميين بـ (الأحد الأسود).. وهو (الأحد) الذي أعقبه يوم (الاثنين) الأكثر سوادا.. الاثنين الذي استباح فيه الظلاميون في الخرطوم، دم الجنوبيين البسطاء !

السؤال الآن، لماذا اختار الظلاميون ياسر عرمان، تحديدًا، للتكفير والاغتيال؟

الاجابة، لأن ياسر عرمان، يمثل فيهم نقيض نفسهم الأمارة. هو يمثل فيهم النفس اللوَّامة، لكل شرورهم.. ومن شرورهم تقسيم السودان إلى سادة وعبيد.. وهو يمثل فيهم النفس الملهمة.. ومن إلهام هذه النفس: لا فرق لسوداني على سوداني إلا بالانتماء الحقيقي، والواعي، والمنضبط، لهذا (السودان كثير الاختلاف) ومن إلهام هذه النفس، الدعوة لسودان جديد، لا تهميش فيه، ولا مهمشون !

لقد أراد، أصحاب النفس الأمارة بفصل الجنوب، قتل النفس اللوَّامة فيهم.. وقتل النفس الراضية بالوحدة.. وقتل النفس الملهمة لهم، بامكانية التعايش معًا، في وطن كثير الاختلاف، لكنه في النهاية، باختلافاته البديعة، يشكل وطنا بلون قوس قزح !

رحل (الأستاذ)، جون قرنق دي مابيور.. رحل بموت طبيعي، أو بموت غير طبيعي.. وبقي التلميذ النجيب، والوفي... وبقيت (الفكرة العظيمة). و.. لئن كان صعبًا عليهم، أن يغتالوا الفكرة، فلماذا لا يغتالون التلميذ النجيب.. بعد أن أصبح (الأستاذ) في ذمة الله؟

تلك هي الفكرة، من تكفير عرمان.. ومن محاولة اغتياله جسديًا، بعد أن ظلوا يحاولون اغتياله معنويا، في صحيفة «الكراهية»، التي تصدر من الخرطوم، وتدعو كل صباح، لفصل الجنوب، وتطهير السودان من الأوساخ !

السودان الآن، في مفترق طرق.. وياسر عرمان، وأمثاله، من الذين يحاولون انقاذ (السودانيين السادة) من شرور نفوسهم الأمارة، لمطلوبون الآن، وبشدة، ليبقوا، رافعين لواء فكرة قرنق.. قرنق نصير المهمشين في السودان.

لقد أحبَّ ياسر عرمان، في قرنق، الفكرة العظيمة، التي ينذهل عنها الظلاميون الآن، من فرط رؤيتهم الظلامية، القاصرة..

أحب في الزعيم الراحل، قيمة.. قيمة لم يجدها وهو الشمالي، في كل شمال السودان.. ولم يجدها في مدرجات الجامعة.. ولم يجدها في أي سياسي، من سياسيي الشمال.. سياسيي الخيبة، وادمان الفشل !

نعم. اختار ياسرعرمان (الفكرة) و(القيمة) منذ وقت مبكر، خرج من الفكرة البالية، في الشمال: فكرة أن يكون يساريًا شيوعيًا، مارقًا.. أو يمينيًا في (الاتحادي) أو (الأمة)، أو مستقلاً عن كافة الأحزاب.. اختار لنفسه مسارا جديدًا كليًا.. كسر النمطية، وانضم إلى حركة جنوبية، تنطلق من الجنوب لأول مرة، بمفهوم السودان لكل السودانيين، لا تهميش ولا مهمشين.. ولا مواطنين من الدرجة الأولى، أو الدرجة الثانية، أو العاشرة !

غدًا، تشرق الشمس.

غدًا، لا ظلام.. ولا ظلاميون.

غدًا.. تشرق الفكرة .