لكن بنكابسا! ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

لكن بنكابسا!


05-30-2009, 06:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1243704199&rn=1


Post: #1
Title: لكن بنكابسا!
Author: عبد الله الشيخ
Date: 05-30-2009, 06:23 PM
Parent: #0

لكن بنكابسا!
عبد الله الشيخ
خط الاستواء

الحكمة التي يؤمن بها محمد الحسن تاجر الخدرة هي أن الحكومة ما بتنقدر والدنيا ما بتتلحق.. ويضيف من عنده عبارة واحدة كدليل على الإصرار والصمود: (لكن بنكابسا).

يبدأ محمد الحسن يومه في السوق، يبيع الخدرة، حتى إذا دقت ساعة العاشرة لملم (الحصالة) وقال لابنه الذي هو أشهر فاقد تربوي في الولاية الوسطى: أنا مشيت قبل ما تجي أمك الملعونة دي وتقول دايرة العداد، بيع الخدرة دي ومصرف أمك، أنا ماشي بيت الزينة..

هناك يفطر محمد الحسن بـ(الجردل والقطاع)، بعد أن يكيل الثناء على الزينة وجردلها وقطاعها قائلاً لها: أهلك لو ما سموك الزينة ما كان حيلقوا ليك اسم.. ثم يعيد حكمته الشهيرة (الحكومة ما بتنقدر.. لكن بنكابسا).. ويبدأ وقد كانت له قاعدة جماهيرية كبيرة في بيت الزينة لأن محمد الحسن تخصص في حكايات عن مايو في زمن (الإنغاز).. وبالرغم من أنه يكرر الحكايات إلا أن جماهيره في بيت الزينة كانت تسمع في كل مرة الحكايات بإخراج جديد..

كان قبل أن يتمجلس يمسح وجوه الحضور ليرى ما إذا كان بين الجمع غريب (مشكوك في أمره) ليبدأ حكاية كل يوم بصيغ جديدة.. وكانت لمحمد الحسن حكاية واحدة يقولها كل مرة بلغة تختلف عن لغة الأمس.

كان محمد الحسن يتكئ على شعبة بيت الزينة ويقول: حكومة نميري كانت بتسوي حاجاتا عينك عينك.. أنا شفتهم كرتحو البلد من ريحة البشربوهو.. شفتهم في التلفزيون.. لكن ديل ما عارفهم بيودو ريحة البشربوهو وين.. احتمال يكون في العربات الحايمة دي.. ويخرج من هذه الحكاية إلى أخرى ويقول: زمن نميري، أنا وحماري ده شاهد كنت بقسم الحصالة للمرا، هسي أجيبا معاي كلها وما بتكفيني..، ويخرج بالمقارنة إلى الأجواء التنموية السائدة حالياً ويقول: أنا وحماري ده شاهد، ما وحلنا في يوم واحد في الطين، عشان كدي أنا ما عندي شغلة بالظلط والكباري.. وهكذا يذهب محمد الحسن في تفنيد المشروع كله في جلسة واحدة ويضرب مثالاًَ لنهاياته قائلاً: الناس ديل مستقبلهم زي مستقبل ولدي دا.. ثم يسأل جماهيره في بيت الزينة: تعرفوا حاجة اسمها الفاقد التربوي.

في عصراً متأخر يخرج محمد الحسن آخذاً طريقة على جانب الكنار ويدخل إلى البيت ويلاقي زوجته بالموال المعروف.. هذا باختصار هو يوم محمد الحسن، يوم محدد في بيع الخدرة، وسرد حكايات مايو في زمن الإنغاز، ويختم يومه بقصة ابنه الفاقد التربوي ويردد العبارة الحكيمة: الدنيا ما بتتلحق، لكن بنكابسا..

في يوم من أيام اشتداد الوثاق على قائلي الحكايات و(مروجي الإشاعات) دخل على بيت الزينة زائر غريب (مشكوك في أمره) جلس واستمع إلى ندوة محمد الحسن منذ العاشرة وحتى عصرا متأخرا.. وقبل أن يصل محمد الحسن إلى ختام الحلقة بعبارته عن الفاقد التربوي داهمه الزائر الغريب بسؤال: أنت يا محمد الحسن طوالي كدي؟.. فقال محمد الحسن الحكومة ما بتنقدر، لكن بنكابسا!.. وأردف الزائر الغريب: تكابسا وأنت راكب فيل؟.. في تلك الساعة كان محمد الحسن قد أتى ببيت جديد لحكايته: يا زول أنا راكب فيل بي خدرتي!..

كان من بين ما أوصى به الزائر الغريب سلطات الولاية المحلية أن تزيد الضرائب على خدرة محمد الحسن المزروعة والمبيوعة.. بهذه الطريقة تمكنت سلطات الولاية من (تجفيف منابع الإرهاب)! على حد وصفهم لحكاياته عن مايو فى زمن الانغاز!..(الالغاز)!..


Post: #2
Title: Re: لكن بنكابسا!
Author: مؤيد شريف
Date: 05-31-2009, 07:26 PM

يا لمحمد الحسن المسكين...

ظل يكابسها طوال سنوات عمره وأظنه قبر بقرار واحد !

ووليده الفاقد التربوي أظنه تحول الي فاقد اخلاقي بعد عملية التجفيف ..

أما قصص الحسن فتأكد أستاذنا الكريم سوف لن تتوقف بعد التجفيف ، فقط ستكون أكثر تطرفاوربما اعمق تاثيرا في البسطاء من جمهوره السامع ! لاحظت كيف يبرعون في صناعة الاعداء!

الحق استاذ عبد الله
أننا حقا نحتاج لعملية تجفيف ...

تجفيف بلادنا من نهازيهم وملاحقهم ومتحلقيهم ...

تحياتي واحتراماتي