Post: #1
Title: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-26-2009, 01:40 PM
Parent: #0
الأعزاء عندما تنظر حولك وترى كمية التدهور والإنهيار لا تستطيع أن تستوعب كمية المشاعر و الإنفعالات التي تحاصرك . تدهور في كل شئ إعصار مدمر يسمي الإنقاذ لم يترك لنا شيئا لنفرح به.قائمة من الأسي والدمار ليس لها نهاية من الحروب والعنف والتعذيب وإنعدام الصحة والتعليم وإنتشار الفساد.الوطن أصبح طاردا الملايين تعيش دون حد الفقر و الكفاف وآل السلطة ينعمون في خيرات بلادنا تجبرا و ظلما.قدينصلح الواقع المادي يوما بتغير نظام الحكم وقيام ديمقراطية تعطي لشعبنا حق المحاسبة الإشراف علي ثرواته ولكن هل سيستقيم الدمار الإجتماعي والتدهور الذي اصاب كل مفاصل مجتمعنا. إن الوعي بالأزمة وتسليط الضؤ عليها بحق هو الأساس الذي عليه تقوم كل محاولات التغيير والتفكير في بناء واقع جديد. إن قلم الفاتح جبرا قلما يفرض عليك إحترامه. قلما يدعوك لقراءة التناقض العبثي في تفاصيل معاناتنا اليومية.تمارس كلماته الساخرة شحنات من الصدمات التي تمنعنا من التبلد و التعايش مع الواقع المتناقض كحقيقة ثابتة.قلما يجعلك تضحك علي معاناتنا ويترك في دواخلنا أثرا عميقا من الحسرو والتساؤل. الأعزاء أشعر إنه واجب علينا ان نسطر هذه الكلمات في حق هذا القلم تقديرا لما يقدمه لنا من فرح وسخرية لاذعة تساهم في حركة التغيير و تطور شعبنا. سأحاول أن أقدم بعض كتابته هنا في محاولة متواضعة لقراءة جماعية لهذا الإبداع ولكي نعطي هذا الرجل حقه فهو يملك قلم مبدع وعقل ذكي يلتقط التناقض العبثي ليخلق منه مقال و حكاوي تشرح وتحلل وتترك الكثير من الأسئلة العميقة. فيا هذا الأنسان المبدع المعجون في حب هذا الوطن لك التجلة والتقدير ولك الإنحناءة يا صاحب هذا القلم الجميل. لك الأنحناءة يا عزيزي الفاتح يوسف جبرا.
|
Post: #2
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: الفاتح شلبي
Date: 05-26-2009, 01:52 PM
Parent: #1
Quote: فهو يملك قلم مبدع وعقل ذكي يلتقط التناقض العبثي ليخلق منه مقال و حكاوي تشرح وتحلل وتترك الكثير من الأسئلة العميقة. |
أضف الى ذلك ان الواحد فينا بعد اتطلاعه على واحدة من مقالاته يشعر بنشوة فى نص الراس تماماً " زي واحد كييف شرب قهوة الصباح"
شكراً مجدي لفتح هذهـ النافذة
|
Post: #3
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-26-2009, 03:42 PM
Parent: #2
العزيز الفاتح هي محاولة أن نعكس إعجابنا و تقديرنا لهذا المبدع
|
Post: #4
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-26-2009, 03:48 PM
Parent: #3
فلنقرأ سويا هذه التحفة الحاوي وفك التسجيلات
Quote: الحاوي وفك التسجيلات أصابت الدهشة كل (العالم) وهو يستمع إلى هذا الخبر الذى تناقلته وكالات الأنباء العالمية وبثته (الفضائيات):
فى (الخرطوم) وبعد أن تم تبادل الأدوار (سلمياً) وصار (المسؤولون) هم (الرعية) وأصبحوا خداماً (للشعب) الذى أصبح بدوره (مسؤولاً) عنهم وبعد أن أصدر (الشعب) بعض القرارات الخاصة بترشيد (السفريات) الخارجية للمسؤولين وتخفيض (بدل السفرية) لهم من (خمسميت دولار فى اليوم) إلى (خمسين دولاراً فقط) تجمع عدد من المسؤولين فى الميدان المسمى بـ(ميدان أبوجنزير) وقاموا بتسيير (تظاهرة) وهم يحملون اللافتات التى كتبت عليها شعارات تندد بقرارات (الشعب) الأخيرة هذا وقد تصدت (شرطة الشعب) للتظاهرة حيث قامت بفضها مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع مما جعل (المسؤولين) يهربون مستخدمين (الأزقة) ويحتمون ببعض (المحلات التجارية ) هذا وقد وقعت بعض الإصابات فى صفوف (المسؤولين) حيث تم نقلهم لتلقى العلاج بالمستشفيات كما تم القبض على بعضهم هذا وفى تصريح أدلى به (الشعب) أفاد أن المقبوض عليهم سوف يقدمون لمحاكمات عادلة فى الأيام القليلة القادمة.
-إتخيل قالوا (المسؤولين) مشو (للشعب) عشان يديهم (تصريح) بتسيير المظاهرة قام رفض وما أداهم!!
-والله الشعب عمل كويس.. هم زمان قاعدين يدو زول تصريح؟
-هم مشكلتهم إتعودوا على (الترطيب) والراحات عشان كده (التخفيضات) دى بقت ليهم حاره
-لكن هم بثبتو؟؟ ما مما هبشوهم (الجرسه) ما تديك الدرب
-عليك الله شفتا نحنا زمانك (ثبتنا) ليهم كيف؟؟ على باليمين قبل الجماعه ديل ما يجو كنت عايش أولادى (التسعه) ومعاهم (أمهم) هسع نزلت المعاش اولادى التسعه ما قادرين (يعيشونى) أنا براى!!
-آآى والله (هلكونا) شئ جبايات وشئ أتاوات وشئ رسوم وكل يوم يطلعوا لينا فى (القرارات)
-بى مناسبة (القرارات) دى قالو (الشعب) الليلة الساعة 8 فى المساء عندو(بيان) للمسؤولين ح يطلع فيهو (قرارات) وح يكون (مذاع) و(متلفز)!!
بيان من (الشعب) للمسؤولين
فى تمام الساعة الثامنة مساء تماما توقفت الحياة تماما فى كل المدن والأحياء وخلت (الشوارع) من المارة و(تسمر) الجميع أمام شاشات التلفاز وأجهزة الراديو للإستماع (للبيان) الذى سوف يحتوى على (القرارات) التى سوف يتخذها (الشعب) تجاه (المسؤولين):
الإخوة المسؤولون الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحياة كما تعلمون لا تسير بوتيرة واحدة وكما تقول الحكمة المأثورة ( فيوم لك ويوم عليك ) وبعد أن صار (الشعب) هو (الحاكم) وأنتم (الرعية) فقد جاء اليوم (العليكم) فأحسن تثبتوا وتبطلوا (الجرسة) زى ما (الشعب) زمانك (ثبت) وربط (الحزام)..
الإخوة المسؤولون:
الحقيقه نحنا فى (البيان) ده عاوزين نوريكم (سياستنا) الجايه بالواضح كدا عشان بعد ما (المسائل) إتقلبت والأوضاع (إتغيرت) تعرفوا البيكم والعليكم..
الأخوة المسؤولون الأعزاء:
أولن بالتبادى عاوزين نقول ليكم حضروا (حزاماتكم) من هسع والما عندو (حزام) يمشى يشترى ليهو (حزام) ليهو ولى (عيالوا) وناس بيتو عشان خلاص البذخ و(الفشخرة) والقروش السايبه و(العربات) واللاندكروزرات و(الضبائح) والعوازيم والعطلات الخارجية والسفر والطيارات والنسوان (المثنى وثلاث ورباع) ده كلو (الشعب) ح يضع ليهو (حل) وكان بتفتكرو إنو كلما (الشعب) يطلع ليهو (قرار) إنتو ح (تقوموا) مظاهرات تكونوا (غبيانين) لأنو (شرطة الشعب) ح تتصدى ليها بقوة وحزم شديدين وبراكم شفتو الحصل ليكم فى (مظاهرات أمبارح).. إنتو مشكلتكم إنكم كنتوا بتفتكرو إنو الشعب ده (خدامكم) وجاء الوكت الإنتو تعرفو فيهو إنو إنتو (خدامين للشعب) وإنو (الشعب الفضل) ده هو القاعد يدفع ليكم مرتباتكم (المليونية) وبدل سفرياتكم (الدولاريه) وبنزين عرباتكم (الفارهة) والحاجات التانية الأحسن (نخليها مستورة)!! – ثم فى حزم وجدية - أيها (المسؤولون) لقد قرر (الشعب) إنفاذ القرارات التالية:
قرار رقم 1: زوجة واحده لكل مسؤول
بهذا فقد قرر (الشعب) أن تكون فى عصمة كل (مسؤول) زوجة (واحدة) ما لم يثبت (المسؤول) أن زوجته (عاقر) أو (مصابه بمرض) تستحيل معه الحياة الزوجيه.. القرار ده يعنى بالعربى كده (عرس) بتاع متعه و(عدم موضوع) تانى مافى… يعنى تانى حكاية الواحد فيكم جاب ليهو (سكرتيرة) عجبتو وقام (متنى) ده خلاص إنتهى.. أو شاف ليهو (واحده) فى (مؤتمر) قام (متلت).. دى تانى (تلقوها عند الغافل).. إنتو طبعا عملتو لينا (الزواج الجماعى) أها نحنا ح نعمل ليكم (الطلاق الجماعى)… القرار ده بيقول من بداية الشهر الجاى إنو أى (مسؤول) فيكم (يحتفظ) بى (مرا) واحده بس و(يسرح) الباقيات..- مواصلا- عليكم الله هو بس لو كان عندكم إنتو شوية (خجل وإستحاء) أنحنا (أفراد الشعب) ده الواحد (مرا) واحده ما قادر عليها يعنى (بيت واحد) ما قادر عليهو بس معقول إنتو الواحد عندو فى ذمتو (تلاته وأربعه) ؟؟؟؟ الناس دى بتأكلوها من وين؟؟ وبتشربوها من وين؟؟ وبتسكنوها أفخر السكن من وين؟؟ وبتعلموها أرقى التعليم بى شنو؟؟ وبتركبوها أحدث (العربات) من وين؟؟ وبتمشوا بيهم (لندن) و(باريس) بى ياتو تذاكر وياتو (نثريات)؟؟ - مواصلا فى حزم - شوفو يا أيها (المسؤولون) قدامكم أسبوع ( فك تسجيلات ) كل مسؤول فيكم يقعد فى الواطه ويحدد (عاوز يسجل منو) ويقوم يشطب الباقيات!! نعم بعد ده إنتهى عهد (التثليث والتربيع):
(الكاميرا) تركز على شخص يقف خلف (المتحدث) الذى يتلو البيان مباشرة (وهو يرفع عصا أبنوس) ويهتف صائحا:
- لا تثليث ولا تربيع يا مسؤول خليكا مطيع
- (أصوات تردد خلفه): لا تثليث ولا تربيع يا مسؤول خليكا مطيع
قرار رقم 2: صالح شعبى عام
بموجب هذا القرار سوف يتم تخفيض (جماهير) المسؤولين وإحالة 99% منهم (للصالح الشعبى العام) بعد أن ثبت أن (نصف) عدد (السكان) هم مسؤولون فى الدولة.. شئ وزراء (ساكت)… وشئ وزراء (دولة).. شئ إتحاديين… وشئ ولائيين… وكل وزير عندو (مدير مكتب) و(سكرتير) وسواق (للمدام) وسواق (للأولاد) وسواق (ليهو) وبعد ده كمان نجى للمستشارين وعددهم حتى الساعة العاشرة والنصف من صباح الأمس كان 31124 مستشاراً وكل مستشار عندو (سواق ليهو) وواحد (للمدام والأولاد) بعد داك نجى لـ(المحليات) و(المحافظات) و(المعتمديات) شوفو البلد دى فيها قريب التلاتين ولايه وكل ولايه فيها قريب الكم وكمين محافظة أها يعنى يكون فى كم محافظ؟؟ ونائب محافظ؟؟وكم معتمد؟؟ وكم نائب معتمد؟؟ وكم رئيس محلية؟؟ وكم نائب رئيس محلية؟؟ وكل واحد فى ديل عندو (مدير مكتب) وسكرتير وسواق (ليهو) وسواق (تانى) وكل واحد من ديل عندو قال إيه (مستشار إعلامى) ومستشار (شنو داك) - مواصلا وهو يرفع رأسه من الورقة – ثم مواصلاً – عليكم الله يا (مسؤولين) إنتو هسع عارفين (ربع البصل) بى كم؟؟ وللا عارفين (ملوة الفيتاريتا) بى كم؟؟ - وهو يرفع رأسه عن الورقة مواجهاً الكاميرا - وحكمت الله يوم واحد ما شفنا لينا واحد من (جيش المسؤولين) ده إشتكى قال (مرتباتنا إتأخرت) أو ما صرفت (ماهيتى)؟؟
قرار رقم 3: ركشة لكل مسؤول
الأخوة المسؤولون
(الشعب) قرر بعد دراسة مستفيضه (سحب) جميع (الركشات) من (الشوارع) وتعويض أصحابها تعويضاً مجزيا ومن ثم منح هذه (الركشات) للمسؤولين وإعطاء كل مسؤول (ركشة) من أجل تنقلاته بدلاً عن (الليلى علويات) و(التاتشرات) و(المرسيدسات) و(الـ BM دبليوهات) الفارهة والتى يكفى ثمن الواحده منها لإطعام خمسيت مليون (جائع) من غالب (قوت) أهل البلد – مواصلا متهكما- إذا كان رئيس وزراء (اليابان) قاعد يستخدم (عجلة) فى تنقلاتو ولمن يكون متأخر قاعد يقوم (سدارى) يعنى إنتو يا (مسؤولينا) أحسن منو؟؟ واللا بلدنا أغنى من (اليابان)؟؟ أها تانى بس (ركشات) نشوفكم تانى ح (تظللوا) شنو؟؟ قزاز مافى!!!.
قرار رقم 4: الحساب ولد
الشعب بفتكر إنو فى (مسؤولين) بفتكرو إنو (الشعب) ده (عوير) وريالتو (سايله).. يعنى (المسؤول) أول ما يتعين يكون ساكن ليهو فى بيت (جالوص) وباب الشارع بتاعو (زنكى) وضلفه بتقفل والتانية مسنوده بى (حجر) وعفش البيت كلو (دولاب هدوم) وخمسة سراير و(بنبرين) وتربيزة و(الشفع) كل يوم طاردنهم من (الدرس) عشان ما دفعوا (الرسوم) يقوم (المسؤول) بعد كم سنه من تعيينو تلاقى (الشفع) كبرو وقاعدين يقروا (طب) فى جامعات (خاصة) وساكنين فى عمارة (المنشية) ومأجرين عمارة (قاردن سيتى) وخالين (الفيلا) بتاعت (كافورى) فاضية!!.
- مواصلاً فى حزم- الشعب قرر إنو يدى (المسؤولين) ديل فرصة (أسبوع) عشان يجيبوا (الحاوى) العمل ليهم (الشغل ده)!! وأى مسؤول يفشل فى ذلك فسوف تنزع منو هذه (الحيازات) لصالح (الشعب)..
الإخوة المسؤولون الأعزاء
إن (الشعب) كله أمل فى أنكم سوف تلتزمون الهدوء وضبط النفس والتعامل مع هذه القرارات (بمسؤولية) ولتعلموا بأن أى محاولات إحتجاج من تظاهرات وخلافه سوف يتم التعامل معها بحزم وقوة كما حدث لتظاهرة الأمس والتى قام بها بعض (المسؤولين) الرافضين لقرارات (الشعب) الخاصة بـ(تخفيض) بدل السفرية وتقليص (الرحلات الخارجية)!!.
الإخوة المسؤولون
لا يخفى على أحد منكم أن (الشعب) قد صبر على (مهازلكم) طويلاً ينظر إليكم وأنتم فى (أبراجكم العاجية) تأخذون أضعاف أضعاف ما تعطون تلبسون (حرير) الثياب وتأكلون (لذيذ) الطعام وتمتطون فاره (الجياد) وتحجون إلى بيت الله الحرام (ملح) ومن أموال هذا الشعب (الغلبان) وتتطاولون فى بنيان (الفلل والعمائر) وتنكحون ما لذ لكم وطاب من النساء غير عابئين بهذا (الشعب) الذى أذله الفقر وهدته (المسغبه) وأضناه (المرض) فأصبح أفراده كالأيتام على موائد (اللئام)!!.
أيها المسؤولون
لقد حان الوقت أن تمشوا على العجين وما تلخبطوهو.. والقرارات دى أول (الغيث) ويا نحنا يا إنتو ووراكم والزمن طويل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!.
تداعيات القرارات
فى حديقة إحدى (الفلل) الفاخرة بأحد الأحياء الراقية جلس المسؤول ومعه جاره (المسؤول الآخر) يرتشفان (القهوة التركية) وأمامهم (سبائط) من العنب و(الخوخ) والتمر (الشفاف) يستمعان إلى (القرارات):
- الشعب ده جن وللا شنو؟؟ طيب إذا هو (مسؤول مننا) نحن نكون (مسؤولين) من منو؟؟
- شوف والله بعد (الضرب) الإنضربناهو فى (المظاهرة) أمبارح ده الظاهر (الشعب) ده جاد فى الموضوع
- يا خوى كان كده أحسن الواحد (يبيع) ويتخارج
- يا حبيب بيع شنو؟؟ إنت ما سمعت فى (البيان) هسع قالوا أدونا (إسبوع) نجيب (الحاوى)؟؟
- إنت (الحاوى) ده سيبو هسع (فك التسجيلات) ده نعمل معاهو شنو؟؟ (النسوان) ديل نوديهم وين؟؟
- (يبتسم فى خبث): والله أنا (حمتى خفيفه) ح أطلق (واحده) وأخلى (واحده) زى ما الشعب قال فى قرارو؟؟
- طبعا يا أبوها ح تفك (القديمه) عكس الهواء!!
- يعنى إنت فاكرنى ح أفك (النوبيرا تو) وأخلى (الهيلمان)!!
- (وهو ساهم): والله المشكلة مشكلتى أنا هسع (الأربعه) ديل يفكوا منهم ياتو (تلاته)!!!
بينما كان هذا الحديث يدور فى الحديقة بين المسؤول وجاره كانت (ست البيت) زوجة المسؤول (الرابعه) تجلس مع زوجة (المسؤول الجار) الأولى على إحدى البلكونات وهن يناقشن القرارات:
-والله ووالله يلحق (يفك تسجيلى) إلا أفك ليهو رقبتو!! كمان أنا بلعب واللا بلعب
-والله يا (ست النفر) ياختى الرجال ديل ما عندهم ضمان وقالوا (الجديد شديد)!!
-بتقصدى شنو يعنى يا (شيراز)؟؟ عشان إنتى يعنى جديده و(نمرة أربعه)؟؟
-لا ما كدى والله لكن (الرجال) ديل أنا عارفاهم كان فى (فنيش) بفنشو ناس (الخدمة الطويلة)!!.
-خدمة طويلة خدمة قصيرة.. وحاتك إنتى دى يلحق يفنشنى إلا (إفنشو ليكى من الدنيا) – مواصلة- وهو ذاتو بينى وبينك قالو ليكى بعد ما يشيلو منو (العمارة) دى و(العربات المكندشة) دى ويركبوهو (ركشه) ويحرموهو (السفر) أنا عايزه بيهو شنو؟؟؟
فى (فيلا) أخرى لا تبعد كثيرا عن (الفيلا) الأولى كان مسؤول آخر وزوجته يديران حوارا من نوع آخر:
-أنا يانى العارفاها.. من زمان أنبح ليك يا (سعادتو) سجل العمارات دى للأولاد.. أنبح ليك يا (سعادتو) سجل العمارات دى للأولاد!! أها هسع نعمل شنو؟؟ تجيب ليهم (حاوى من وين)؟؟
-والله صدقتى السودان كلو فيهو حاوى واحد.. (خضر الحاوى) ومات!!
-إنت صدقت حكاية الحاوى دى؟؟؟؟ والله حاوى ما يعمل العملتو ده!! الناس كلها عارفاك (موظف دوله) مما قمت معقولة بس (ماهيتك) تعمل العملتو ده!! والله (عماراتك) دى ياها الشايلنها شايلنها!!! – مواصلة فى شماته- هسع كان سمعت كلامى وسجلتهم ليا ولى وليداتك ديل ما كان أحسن ليك؟؟
-أنا عارفك زعلانه عشان سجلت (بيت كافورى) للمرا التانيه!!
-والله (الشعب) يقلعو منها زى العجب.. إنت قايل فى حاجه على (الشعب) ده بتندسا؟؟
فهم (سعادتو) من كلمات (زوجته) الأخيرة بأنها سوف تقوم بالوشايه به وتفضح مسألة تسجيل (بيت كافورى) لزوجته (الثانية) وأن ما قالته ليس إلا (تهديداً مغلفاً) فقام بتصعيد الحوار معها حتى درجة (الغليان) وما لبث أن رمى عليها (يمين الطلاق) وهو يقول فى نفسه:
-أهو الواحد يرتاح منها وكمان (يفك تسجيلات)!!!!
تظاهرات:
لأن (الشعب) ضايق (الشغلانه) فى نفسو وعارف إنو (قرارات التخفيض) بالنسبة (للمسؤولين) هى كما (قرارات الزياده) التى كان يفرضها عليه المسؤولون وأنه لا يوجد فرق بينهما سوى (علامة سالب بره القوس) فقد وضع (الشعب) كل قواته على أهبة الإستعداد تحسباً لأى تظاهرات أو (أعمال شغب) يقوم يها (المتضررون) من هذه القرارات وقد كان حدس (الشعب) سليماً وفى (محلو) إذ سرعان ما إنتظمت فى اليوم التالى مباشرة المظاهرات التالية:
الإتحاد العام لزوجات المسؤولين
نظم الإتحاد العام لزوجات المسؤولين تظاهرة سلمية تحركت من أمام (مول عفراء) مشياً على الأقدام متجهه لمبنى ( الأمم المتحدة) لتسليم (المندوب السامى لحقوق المسؤول) مذكرة مندده بقرارات الشعب الأخيرة..
المتظاهرات رفعن (لافتات الإحتجاج) الملونه وسرن فى خطوط متناسقة.. التظاهرة تعبق بمختلف (الروائح الباريسية).. (الحنن) المنقوشة مرسومة (بعناية).. الثياب (شيفون) و(توتال) أصليه.. الجزمة لون (شنطة اليد الجلدية Genuine Leather) وشنطة اليد لون (التايير) و(دهب الخليج) يزبن (الأيادى) الناعمة التى لم تذق (غسيل العده) يوما ًوالتى تمسك بلافتات صغيرة كتب عليها:
(عين الحسود فيها عود )…. (بس معقول نركب ركشات).. الـ (الله بيديهو منو البحميهو ) (لا تخفيض للسفريات )
بينما كن يرددن بعض الهتافات:
- مافى طلاق مافى طلاق… موتو موتكم يا عولاق!!
- بى (بنوكنا) وبى (شــركاتنا) ما بنخاف من الجاتنا
الهيئة العليا لأولاد وبنات المسؤولين
فى تزامن ينم عن تخطيط محكم للفت أنظار (العالم) لهول المأساة التى تحدق بهم وبمصائرهم إنطلقت من أمام (شارع المشتل) وفى ذات الوقت الذى إنطلقت فيه نظاهرة (زوجات المسؤولين) تظاهرة أخرى نظمتها (الهيئة العليا لأولاد وبنات المسؤولين) مستخدمة فيها (العربات) التى جلس بداخلها (أولاد) و(بنات) المسؤولين من كافة الأعمار وبعضهم قد قام بإخرج (رأسه) من خلال (الزجاج) حاملاً بعض (اللافتات) وها هو (هيثم) و(لينا) يقومان بتنظيم المسيرة قبل إنطلاقها:
-ياجماعه.. يا جماعة… ناس (الفستو) الصفراء يجو الصف القدام ده.. وبعدهم العربات (الأتوس) الحمراء.. يا جماعه أى زول سائق BM أو مارسيدس يكون بالجنبات… يا….
-يا هيثم كلمتهم إنو (البارد والسندوتشات) فى اللاندكروزر بتاع (شيرين) و(حماده)؟؟
-يا وليد.. ياوليد كلم السواق يجينا بعد نهاية (المظاهرة) طوالى وما يتأخر!!
وإنطلقت التظاهرة بعد أن تم (تنظيم ألوان صفوف العربات) وبدأ ترديد الهتافات عبر (مايكرفون) مثبت فى عربه (لاندكروزر 2008 ) بيضاء (مظللة) وتعالت الهتافات:
-بيرقر بيرقر ماكنتوش… ليه عاوزننا ناكل بوش
ثم فى (نبرة) أكثر جدية وتشنجاً:
-شعب جبان عايز كشه.. ليه عاوزنا نركب ركشة
لم تمر دقائق حتى توقف (الركب) لتتم إذاعة (رسالة عبر الموبايل) من (أولاد المسؤولين) الذين يدرسون بالجامعات (البريطانية):
-إخواننا أبناء المسؤولين (بالداخل) نحيي فيكم روح الصمود.. ونرجو منكم التصدى بكل قوة وحزم لهذه القرارات (الجائرة).. إخواننا.. سيروا وعين (الله) ترعاكم.. وما تشتغلوا بالشعب (المسكين) ده - دى قرارات (فشنك) ساكت!!!
وما أن إنتهى (مذيع التظاهرة) من (إذاعة المحادثة) على (المتظاهرين) حتى دوى (تصفيق حاد) وهتاف متقطع حفزه لقراءة (البرقية) التالية:
-وهذه برقية من إخواننا أبناء (المسؤولين) الذين يدرسون بالجامعات (الإسكندنافية) تقول:
ولا يهمكم دى حساده ساكت.. قف.. لو حصلت ليكم أى حاجه تعالوا لينا هنا.. قف.. الـ (الله بيديهو منو البحميهو؟؟)
تلاقت المظاهرتان (أبناء المسؤولين وأمهاتهم) عند تقاطع (سانت جيمس) وإزدادت حده الهتافات:
- يا شعب يا جبان.. إنت حاسد وللا (بغران)
-بيرقر بيرقر ماكـــنتوش.. ما بتجبرنا ناكل البوش
بينما كانت (شرطة الشعب) تراقب (المظاهرتبن) فى حذر… إتجهت المظاهرتان نحو مكاتب ( الأمم المتحدة) بشارع الجامعة لمقابلة (المندوب السامى لحقوق المسؤول) بعد أن قامت (زوجات المسؤولين) بالركوب مع أبنائهن فى (العربات) وهن يمسكن بزجاجات (المياه المعدنية البارده) ويصلحن من مكياجهن الذى أفسدته (حرارة الشمس).
عند وصول (المظاهرتين) لمكتب المندوب السامى تفاجأ الجميع بوجود (تظاهرة) صغيرة (غاضبة) يقودها عدد من الأشخاص ذوى (الملابس المزركشة الغريبه) والعمائم (الملونه).. أحد المتظاهرين كان يمسك بثعبان ضخم من فصيلة (الأصلة) يلفه حول عنقه بينما آخر يقوم بإبتلاع (سلسلة من الأمواس) وعدد آخر يقوم بإخراج بالونات (لهب) من فمه بينما إنهمكت مجموعة أخرى منهم بالمشى على (النار) وهم جميعا يحملون (لافتات إحتجاج ) غاضبة.
إتجهت زوجة أحد المسؤولين (قائدة التظاهرة) غاضبة نحو أحدهم:
-شنو يعنى؟؟ ما تشيلو (دبايبكم) وحاجاتكم دى من هنا.. يعنى عاوزين تبوظوا لينا (مظاهراتنا) دى؟؟
-ما تبوظ كان باظت.. إنتو (رجالكم) ديل ما بوظو (سمعتنا) وفضحونا (فضيحة).. هسع ( أكبر حاوى) معانا هنا من الشايفاهم ديل بيقدر يبنى ليهو (عمارتين) بى عشرين (مليار) من ماهيتو؟؟؟
|
|
Post: #5
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-26-2009, 06:45 PM
Parent: #4
الأعزاء ولنعيش مع عمران معاناته وماسأتنا والكابوس الذي لم نستيقظ منه بعد
Quote:
سيناريوهات:عمران (الغمران) (عمران) شاب في مقتبل العمر، على الرغم من أنه كان فى بداية حياته الزوجية ولديه أسرة صغيرة مكونة من طفلين لم يتجاوز أكبرهما العام ونصف إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يلبى نداء (الجهاد) وينضم إلى أحد (المتحركات) المتجهة إلى (الجنوب) فى بداية التسعينيات من القرن الماضى.
فى إحدى المعارك الشرسة التى خاضها (عمران) تمت إصابته بطلق نارى استقر فى قاع (الجمجمة) فتم إجلاؤه من ساحة المعركة بإحدى المروحيات إلى الخرطوم بين الحياة والموت.
بعد وصوله إلى الخرطوم ومعاينة الأطباء لحالته أوصى الأطباء بضرورة نقل (عمران) إلى (ألمانيا) حيث تتوفر هنالك أدوات الجراحة (المايكروسكوبية) اللازمة لاستخراج (المقذوف) النارى.
فور وصول الطائرة التى كان على متنها (عمران) تم أخذه مباشرة بواسطة عربة الإسعاف المجهزة إلى إحدى المستشفيات الألمانية المتخصصة فى جراحة المخ والأعصاب حيث تم عمل الفحوصات اللازمة له على الفور وأخضع لعملية دقيقة تم فيها استخراج (المقذوف) وبعد انتهاء العملية تم استدعاء الشخص المرافق لعمران إلى حجرة الجراح حيث أخبره (الطبيب) الجراح الذى قام بإجراء العملية بأن (المقذوف) الذى كان مستقراً فى قاع الجمجمة والذى تم استخراجه قد أتلف بعض الأنسجة الدقيقة بالمخ المسؤولة عن بعض الوظائف الحيوية مما سوف يجعل (عمران) معتمداً اعتماداً كلياً على الأجهزة المختلفة لتأدية تلك الوظائف وإن هذه الحالة تعرف بحالة (الموت الإكلينيكى) وأنها لا علاج لها إلا لمعجزة إلهية!!
دخل (عمران) إلى موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية كصاحب أطول حالة (موت إكلينيكى) إذ انه ظل لفترة قاربت السبعة عشر عاماً فى (غيبوبة) كاملة يعيش بواسطة تلك الأجهزة المعقدة التى تقوم بتأدية الوظائف الأساسية حتى حدثت المعجزة.
فى أحد (الصباحات) وبينما كانت (السستر) المكلفة بمتابعة الأجهزة الخاصة بعمران تقوم بعملها الروتينى فى كتابة التقرير اليومى لاحظت بأن (عمران) يقوم بمحاولة (فتح) عينيه بصورة بطيئة فهرعت إلى الطبيب المناوب المسؤول الذى بعد أن قام بمعاينة (الحالة) قام بالاتصال بالطبيب المختص وفى أقل من دقائق معدودة كان يقف أمام (سرير) عمران (كونسولتو) من جميع التخصصات.
تم إجراء عدد من الفحوصات والأشعة المتنوعة التى أثبتت لدهشة الجميع بأن الجزء التالف فى (المخ) قد بدأت (أنسجته) فى النمو كحالة لم يسبق حدوثها أبداً وأن (عمران) قد بدأ يتماثل للشفاء.
بعد ثلاثة أشهر:
احتلت صورة (عمران) وقد تخلص من معظم (الأجهزة) التى كان يستخدمها معظم الصفحات الأولى للصحف والمجلات الألمانية والعالمية وتم الحجز له بإحدى رحلات (اللوفتهانزا) المغادرة (للخرطوم) يرافقه طاقم طبى (ألمانى) حيث استقبلته أسرته - التى كانت تتابع تطورات الموقف- فرحة بنجاته وعودته إلى الحياة بعد كل هذه السنوات الذى قضاها فى تلك (الغيبوبة).
ظل عمران نائماً يحيط به الطاقم الطبى المرافق وبعض من أفراد أسرته طيلة اليوم الذى وصل فيه إلى البلاد
وفجأة قام بفتح عينيه بصعوبة وتطلع إلى من حوله مركزاً على أفراد أسرته:
- أنا ليا كم يوم يا جماعة (غمران)؟؟
تفاجأ أفراد الأسرة والذين كانوا يحيطون بعمران حتى أفراد الطاقم الطبى الالمانى بهذا السؤال الذى لم يكن قد وضعوا له إجابة مدروسة (طبياً) مسبقاً ولكن وفى سرعة أشار أحد الأطباء إلى (حسان) شقيق (عمران) الذى كان يرافقه فى رحلته والذى (أتقن الألمانية) أن يخبره بالواقع:
- والله يا (عمران) فى الحقيقة إنت كنت فى (غيبوبة) ليك ذى سبعطاشر سنة كده!!
- (فى إاندهاش) يعنى هسعدى (سنت) كم؟؟
- ده يا (عمران) شهر أغسطس سنت ألفين وستة
- قلتو سنة كم؟؟
وهنا فقد عمران وعيه الذى لم يعود إليه إلا بعد محاولات مضنية بذلها الطاقم الطبى (الألمانى) المرافق الذى طالب أسرة (عمران) بعدم تعريضه لأى نوع من أنواع الإجهاد إلا أن (عمران) أصر على متابعة طرح أسئلته وطلب عودة جميع من كانوا بالغرفة إليها خاصة عمه ووالد زوجته فى نفس الوقت (قاسم) الذى كان يحبه كثيراً..
- أها يا جماعة الحرب إنتهت يا عم قاسم؟؟
- الحمد لله انتهت
- والجماعة دخلوا (الإسلام)؟
- لا دخلوا (القصر)
- (فى استغراب) احتلوهو؟؟
- لا ما احتلوهو.. هم جنحوا للسلم
- وبعدما جنحوا للسلم ما قاعدين تشيلوا منهم (الجزية)؟؟
- لا أديناهم جزء من (السلطة) وجزء كمان من (الثروة)
- الكلام ده كيف؟؟
- الجماعة ديل (أخواننا) والسودان ده بتاعنا كلنا وعندهم فيهو ذى ما عندنا.
- و(الشيخ) رأيو شنو؟؟ قبلان بالكلام ده؟؟
- الشيخ منو؟؟
- هو أنحنا عندنا (شيخ) غيرو؟؟
- الشيخ قال إنو (الحرب) دى ما كان فى داعى ليها!!
- (فى اندهاش) قال شنو؟؟
- يا (عمران) دى قصة طويلة وإنت مفروض ترتاح.. كدى خلى مسألة الحصل ده لامن تستريح شوية!!
- إستريح شنو؟؟ أنا (نص) عمرى (ضاع) كمان النص التانى ما أعرف الحصل فيهو شنو؟؟
- خلاص (نتونس) معاك شوية وترتاح
- كدى قبل ما تتونسو معاى ورونى (الشيخ) بطل يمشى (عرس الشهيد)؟
- يا عمران شيخ شنو هو ذاتو بقى شهيد
- (فى ذهول) كيف يعنى مات؟؟
- يا (عمران) دى قصة طويلة خليها هسع لامن تتعافى
- لا يعنى عاوزين تقولو ليا هو هسع ما موجود وما (مهيمن) على (الشغلانيه)؟؟
- يا (عمران) شغلانية شنو؟؟ و(مهيمن) شنو؟؟ هو ذاتو كان (مسجون)
- وين فى (غوانتينامو)؟
- (نامو) شنو يا (عمران) إنت الكنت نائم
- يعنى شنو؟؟
- كان مسجون فى كوبر يا (عمران)... فى (كوووووبر)
- دى أنا عارفا.. مش أمشى ريئساً وأنا أمشى (حبيساً)
- حبيساً شنو يا (عمران) دى بعد داك بى كتير
- (فى توسل) عليكم الله وروونى الحصل شنو؟؟
- يا (عمران) خليك هسع من الحصل ح نحكيهو ليك بعدين.. بس إنت أبقى طيب
- يا جماعة والله أنا كويس.. أحكوا ليا الحصل شنو
- الحصل يا (عمران) إنو (الشيخ) مشى السجن حبيساً (جد جد)
- يا جماعة أنا (الكضب كضب) عارفا وروونى (الجد جد) دى حصلت كيف؟؟؟
- (يا عمران) إنت طالع من (غيبوبة) وحالتك الصحية عاوزه ليها فترة عشان تستقر إنت إرتاح ونحنا (كلو) ح نحكيهو ليك..
تحت إلحاح (عمران) وبعد أخذ الإذن من (الفريق) الطبى تطوع (قاسم) عم عمران ونسيبه وقام بسرد (القصة) الكاملة (للمفاصلة) و(الانشقاق) وما جرى فى (الرابع من رمضان) وأتبعها بسرد لاتفاقية السلام من (الداخل) ثم من (الخارج) وإيقاف (الحرب) وحلول السلام ولم ينس أن يحكى له فجيعة البلاد برحيل القائد (قرنق).
- لكن يا جماعة زمان لامن كنا بنحارب كان (الشيخ) بيقول لينا الحرب دى من أجل (العقيدة والوطن) ده هسع (الوطن) العقيدة وين؟؟
- يا (عمران) ما قالو ليك الشيخ (لحس) كلامو
- والله أنا ما بصدق الكلام ده؟؟
- يا(عمران ) إنت مؤتمر شعبى وإلا شنو؟؟
- (فى استغراب) مؤتمر شعبى يعنى شنو؟؟
- والله يا عمران القصص دى طويلة وما بتنتهى حقو تستريح والأيام الجاية نحكيها ليك..
وتحت إلحاح (عمران) قام عمه (قاسم) بقص (الحكاية) له والتى ما إن سمعها حتى فقد وعيه الذى لم يعود إليه إلا بعد محاولات مضنية بذلها الطاقم الطبى الألمانى المرافق الذى طالب أسرة (عمران) بعدم تعريضه لأى نوع من أنواع الإجهاد إلا أن (عمران) أصر مرة أخرى على متابعة طرح أسئلته وطلب عودة جميع من كانوا بالغرفة إليها.
- يا (عمران) ما معقول نحكى ليك سبعتاشر سنة فى ساعتين.
- لا لازم تورونى يعنى هسه البلد فى سلام ومافى حرب؟؟
- والله يا (عمران) بعد (حرب) الجنوب وقفت قامت حرب فى (الغرب) لكن (الحكومة) برضو عملت ليها (اتفاقية سلام) ووزعت (الثروة) و(السلطة).
- (فى استغراب) يعنى ما فضل ألا (الشرق) و(الشمال).
- والله يا (عمران) الشرق هسه الحكومة قاعدة تتفاوض معاهو وإن شاء الله تتوصل لإتفاق (سلام) معاهو و(توزع) ليهو كمان شوية (ثروة) ومعاها شوية (سلطة) والموضوع ينتهى.
- توزيع (السلطه) عرفناهو... شنو كل زول عاوز توزيع ثروة.. توزيع ثروة... هو أنحنا عندنا شنو؟؟
- (فى اندهاش) هو أنا ما قلت ليك يا عمران؟؟
- قلت ليا شنو؟؟
- مش أنحنا طلعنا (البترول) وبقينا دولة (نفطية)!!!
- طلعنا شنو؟؟
- أيوه يا عمران طلعنا (البترول)
- بالجد بالجد
- ايوه يا عمران
وهنا لم يتمالك عمران نفسه من الفرح ففقد وعيه الذى لم يعود إليه إلا بعد محاولات مضنية بذلها الطاقم الطبى الألمانى المرافق الذى طالب أسرة (عمران) بعدم تعريضه لأى نوع من أنواع الإجهاد إلا أن (عمران) أصر مرة أخرى على متابعة طرح أسئلته وطلب عودة جميع من كانوا بالغرفة إليها.
- يعنى هسع بقينا نصدر البترول زي (السعودية) وبلدان (الخليج) وكده؟
- أيوه يا عمران.. وأقول ليك كمان حاجة.. كل يوم والتانى يقولوا ليك فى الجرايد ماشين يحتفلوا بافتتاح حقل جديد وآخر حاجة أمبارح افتتحوا ليهم حقل اسمو (ثارجاس)
- طيب لكن ليه الناس شكلها (تعبان) كده و(كالح) وعروق وشها (طالعه) طالما (الحرب) الكانت بتكلف (مليون دولار) فى اليوم دى انتهت.. وكمان البترول طلع وبقى يتصدر؟؟
وقبل أن يجيب (عم قاسم) على سؤال عمران (الوجيه) هذا انطفأت أنوار الغرفة وعم الظلام وصاح الجميع بصوت واحد: (الكهرباء قطعت)
- هسع نعمل شنو؟؟ ما حضرنا لينا (جناريتر) - قالها عم قاسم فى أسى -
- (يفتح أحد أفراد الفريق الطبى الألمانى شنطة جلدية مربعة الشكل ويخرج جنريترا صغيراً) وهو يقول:
- مافيش مشكله نحنا عارفين كهرباء بتقطع عندكم عشان كده عملنا حساب بتاعنا وجبنا معانا (جناريتر) من ألمانيا!!
- (عمران فى استغراب) الكهرباء دى ما خليناها قبل سبعطاشر سنة بتقطع.. لى هسع وبعد (البترول) ما قلتو طلعوهو لسع برضو قاعدة تقطع؟؟
خاف (عم قاسم) ان شرح له الواقع وكيف أن سعر الكهرباء قد ازداد أثناء (غيبوبته) هذه أضعاف المرات وأن المواطن قد أصبح يدفع ثمن استهلاكه مقدماً وعلى الرغم من ذلك فإن (القطع) يحدث بصورة يومية وغير معلنة (خاف) عليه أن يدخل مجدداً فى (غيبوبة) لذلك فقد حاول أن يغير دفة الحديث ليكون إيجابياً قائلاً:
- هسه إنت يا عمران عارف (خالد) ولدك ده.. وبتك (ثويبه) دى الخليتهم فى الحضانه ديل قاعدين يقرو وين؟؟
- صحى والله ما سألتهم.. إنت يا (خالد) بتقرأ وين؟؟
- أنا يابوى أول ما نجحت وجبت 52% كنت محتار أدخل جامعة (المحيريبا) لعلوم الفضاء وإلا جامعة (المحيريبا) لعلوم الأحياء الدقيقة لأنو جامعات (المحيريبا) الإطناشر جو الأوائل فى التصنيف الإقليمى الأخير بتاع (جامعات دول السافنا الغنية) قمت غايتو دخلت (هندسة مجرات) فى المحيريبا لعلوم الفضاء!!
- وأختك دى بتقرأ شنو؟؟
- والله كانت امتحنت (أدبى) وجابت ليها 51% وقالت عاوزة تقرأ (فيزياء) أنا كان الرأى بتاعى انها تدخل (هندسه حاسوب) لكن أمى أصرت ودخلتها (طب أسنان) وقالت ما مهم تدفع ليها كم مليون فى السنة ومستقبلها ما يضيع وإن شاء الله بعد داك الناس دى (خشومهم) ما يفضل فيها (سن) واحد!!
وهنا قام (عم قاسم) بشرح الأمر (لعمران) وكيف أن البلاد قد شهدت طفرة وثورة تعليمية كبرى أنشأت فيها 4213 جامعة أتاحت لكل من (هب ودب) أن يدخل الكليه (العاجباهو).. وخوفاً من أن (يروح) عمران فى غيبوبة مرة أخرى لم يشأ (عمه قاسم) أن يخبره بأن معظم هذه (الجامعات) هى فى (الأصل) مدارس (ثانوية) تم فيها تعديل (المطبخ) ليصبح (معملاً) وتعديل (مكتب الوكيل) ليصبح (مكتبة) وأن هذه (الجامعات) تفرخ (خريجين) لا يعرفون (الألف) من (الواو الضكر) وحتى إن كانوا يعرفون فهم لا يجدون لهم فرصة عمل (واحدة)!!! وبينما كان (عم قاسم) سارحاً يستعرض حال (ثورة التعليم العالى) فاجأه صوت (عمران) وهو يقول له فى ذهو:
- يا سلام يا عمى أهو دى ثمرة من ثمرات (المشروع الحضارى) القاتلنا من أجلو!!! يعنى إذا التعليم الجامعى بقى متاح لأى زول تبقى مجانية التعليم (الأساسى) إتطبقت خاصة بعد البترول والسلام وإلا مش كده؟؟؟
- خاف (عم قاسم) ان شرح له الواقع وكيف أن (الدولة) قد رفعت (يدها) عن (التعليم) وأن (التلميذ) عليه أن يقوم بدفع فاتورة كهرباء المدرسة وفاتورة (المياه) وإحضار (كرسيه) و(كتبه) و(كراساته) ثم بعد ذلك يجلس فى فصل آيل للسقوط... (خاف) عليه أن يدخل مجدداً فى (غيبوبة) لذلك فقد أوضح له أن (الدولة) قد جعلت (التعليم الأساسى) إجبارياً لكل من بلغ (السادسة) من عمره وأن جميع المدارس قد احتوت على جميع المناشط من أحواض سباحة وقاعات رياضية مغلقة و(معامل حاسوب) وإنترنت حتى أن أصغر (تلميذ) يقوم باستخدام بريده الإليكترونى الخاص به!!
- كده نقدر نقول (مشروعنا الحضارى) اتحقق والواحد بكره يمشى (يغير) للجرح ده فى (المستشفى) وكمان يشوف (الثورة الصحية) عينك.. عينك - ثم مواصلاً - وألا ما كده يا عم قاسم؟
- قال (عم قاسم) مخاطباً نفسه: (يا جماعة دى مصيبة شنو؟؟ هسع لو (عمران) ده قلنا ليهو إنو الحاجات دى كلها (متردية) وإنو بعد ده كلو (المواطن) بدفع ليهو مية ألف جباية يعمل شنو؟؟) هسع الواحد يقول ليهو شنو؟ يقول ليهو إنو (الدولة) رفعت إيدها برضو من (العلاج).. يقول ليهو عشان يغيروا ليك الجرح بتاعك ده لازم تدفع قروش.. ولازم تمشى تشترى (الحقنة) و(الشاش) من بره وتجيب (أدويتك) بى طريقتك... وإنو (الفحص) بى قروش و(الأشعة) بى قروش والسرير ذاتو كان ما دفعت ما بترقد فيهو وإنو (العنابر) وسخانة وإنو (الأطباء) الموجودين كلهم (امتياز) أو (طلبة) قاعدين يتدربوا.. وإنو (الاخصائيين) قاعدين فى عياداتهم وكشفهم وصل (مية ألف) جنيه!!!
- المستشفيات يا (عمران) آخر (نظافة) والعلاج متوفر وأحسن حاجة عملها (المشروع الحضارى) إنو ده كلو (بالمجان) والمواطن ما عليهو إلا (يمرض) والدولة بتتكفل (بالباقى)!!
- يا سلام يا جماعة والله (غيبوبتنا) الطويلة دى ما راحت (هدر) ساكت و(مشروعنا الحضارى) القاتلنا من أجلو ثمارو طلعت وبانت!!
حاول عم قاسم إدارة دفة الحوار إلى موضوع آخر حتى لا يصاب (عمران) بالإغماء مرة أخرى فقام بمخاطبته مبتسماً:
- تعرف يا عمران إنت جيت فى جو جميل جداً.. الدنيا خريف والمطره... ولكن قبل أن يكمل حديثه قاطعه (عمران) قائلاً:
- طبعاً أكيد تكون ((البرك) و(الطين) و(الذباب والناموس) و(المستنقعات) الزمانك ديك انتهت و(الحكومة) أكيد تكون (ظبطت) ليكم الشوارع.... يعنى ح تودى (الزفت) بتاع (البترول) ده وين؟؟؟
هنا أسقط فى يد (عم قاسم) الذى لم يكن يعلم بأن تغيير دفة الحديث لم يكن فى مصلحته فقال فى نفسه (عمران ده ما عارف حاجة ساكت... نحنا حياتنا كلها زفت.. الشئ الوحيد الما فيهو (زفت) شوارعنا!!
يقول ليا (بترول) ونحنا كان شفنا (البترول) لامن نشوف (الزفت) بتاعو؟؟؟ المطرة (الشكشاكه) بتاعت امبارح دى شوف (العاصمة) بقت كيف... لم يقطع على (عم قاسم) سرحته تلك إلا صوت (عمران) وهو يخاطبه:
- قلت ليا يا عمى الشوارع بقت كيف؟
- عال العال يا عمران... كلها (اتزفتت).. والمطرة لو نزلت الزول (يفتش) للمويه يا عمران ما يلقاها!!!
- نعمة والله من الله... الحمد لله رب العالمين... يا سلام يا جماعة ده الكلام والله (الثورة) وعدت فصدقت!!!
هنا طلب (الفريق الطبى) الألمانى من (حسان) أن يقوم بإخراج أسرة (عمران) من الحجرة حتى يستريح قليلاً من هذه الأسئلة الطويلة التى قام بطرحها... وبينما كان (حسان) يقوم بتنفيذ إخلاء الغرفة طرق باب الغرفة طارق تبين أنه (الأسطى عوض) خال (عمران) والذى جاء (يتحمدل) السلامة لعمران وبعد أن قام بمعانقة عمران وشقيقه (حسان) بادرهما على الفور:
- والله أنا مفروض أكون عندكم من بدرى لكن واقف للمواصلات ليا تلاتة ساعات
- (عمران فى دهشة) ليه.. فى شنو يا خالى عوض؟؟
- عشان الحافلات ما عاوزة تشتغل!!
- وما عاوزة تشتغل ليه؟؟
- عشان الحكومة أمبارح زادت (البنزين) و(الجازولين)
- (فى دهشة واستغراب وذهول ) زادت شنو؟؟؟
- (البنزين) و(الجازولين).... وكمان (السكر) يا عمران
هنا (إنحبس) الكلام فى (حلق) عمران من هول ما سمع وكضم كضمة واحدة... هرع نحوه الفريق الطبى المرافق... أخلوا الغرفة من الجميع... قاموا بتدليك (القلب) ووضع جهاز (التنفس) وجميع الإسعافات الممكنة... وبعد دقائق خرج أحد أفراد الفريق الطبى (الألمانى) من الغرفة... مخاطباً الجميع بلغة عربية مكسرة والأسى يبدو عليه:
- البركة فيكم يا جماعة... مشروع (هدارى) مات... مستر (أومران) مات!!!!!!
الفاتح يوسف جبرا
|
|
Post: #6
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: rosemen osman
Date: 05-26-2009, 07:02 PM
Parent: #5
للأستاذ الفاتح عبقرية فذة فى تصوير الواقع المؤسف المذرى الذى وصلنا اليه ...كتاباته مرآة صادقة لما نحاول أن لا نراه
له التحية والأجلال
شكرا أخ مجدى
|
Post: #7
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: سمير شيخ ادريس
Date: 05-26-2009, 09:16 PM
Parent: #6
الدكتور الانسان مجدى اسحق
مرور عابر للسلام والتحية
نتمنى أن نراك قريبا بيننا
راجع الايميل
|
Post: #8
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: اسعد الريفى
Date: 05-27-2009, 00:09 AM
Parent: #7
الفاتح جبرا ..كاتب كبير بحجم معاناة .. البلد .. يحمل قلما .. يشخص به كل عللنا .. الطارئة منها و الازلية ، المستوطنة و المنقولة .. عندما أقرأ كلماته .. تنتابنى نوبة من الضحك الهستيرى .. " بسبب" .. و عندما أستعيدها .. " مجرد استعادة" و ليس " إجترار" .. تدمع عيناى لحالنا !! و رغم الظروف " الحرجة" و "التاريخية" و "المنعطف التاريخى" .. إلا أن الفاتح جبرا .. أحد الذين سيكتب لاقلامهم الخلود فى ذاكرة البلد .. للأبد .
|
Post: #9
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: اسعد الريفى
Date: 05-27-2009, 00:27 AM
Parent: #8
http://www.alfatihgabra.com/ مدونة الفاتح يوسف جبرا البلد الوحيد !
نحن البلد الوحيد الذى يعمل فيه (شرطى المرور) شاكى وقاضى ومتحصل وأمين خزينة .. فهو يوقفك متضررا من خرقك للقانون (شاك) ويثبت ضدك التهمة (قاض) ويستلم منك قيمة المخالفة (متحصل) ويضعها داخل الشنطة (أمين خزينة) ! نحن البلد الوحيد الذى لا توجد به (حديقة حيوان) على الرغم من تعدد المناخات وتنوع الحيوانات بجميع أشكالها .. حديقة أيه … وحيوان أيه .. ما أولادنا بيمشوا (ماليزيا) يشوفوها هناك فى السنة كم مرة !
نحن البلد الوحيد الذى ما أن تفتح فيه محلاً لبيع الأطعمة حتى يتفقدك الجميع .. بتاع الرخصة التجارية .. بتاع النفايات .. بتاع الضرائب … بتاع الشنو ما بعرفو … الشخص الوحيد الذى لن يأتى إليك هو الشخص الذى يفترض أن يتأكد من صلاحية الاطعمة التى تقدمها ! (مش مهم صلاحية أيه؟ مش كل واحد إستلم قروشو)؟ نحن البلد الوحيد الذى لا توجد به (مراحيض عامة) للنساء إذ أن القليل جدا من المراحيض التى توجد مخصصة جميعها للرجال (أخوان نسيبة) ! وعلى (نسيبة) أن (تصبر) حتى تعود إلى منزلها لتقضى حاجتها ! نحن البلد الوحيد فى العالم الذى لا توجد بعاصمتة (مواصلات عامة) ومحطات (بصات) وعلى الرغم من أن وزارات كالداخلية يمكن بأن يكون لديها (مؤسسات تعليمية) إلا أن وزارة المواصلات لا يوجد بها (شركة مواصلات ) ! نحن البلد الوحيد الذى يمكن أن توجد به (كلية طب) لا توجد بها (مشرحة) ، مشرحة على أيه؟ مش أول لما (مكتبة) و(معامل) وأساتذة ؟
نحن البلد الوحيد الذى يمنع فيه أقامة (حفلات الزواج) إلا بتصريح (مدفوع القيمة كمان) مع تحديد موعد (إنتهائها) فى الحادية عشر مساء ! (ليه حداشر مش عارف) ! نحن البلد الوحيد الذى يمكنك أن نعلن فيه عن سلعتك فى أى مكان دون أى مراعاة لجمال المدينة ، (جوه الكبارى) على (أعمدة الكهرباء) فى (روسين البيوت) و أعلى (العمارات) على (الحوائط) .. مش المحلية بتقبض على (الخرمجة) دى (فلوس) ؟ يبقى جمال أيه وبتاع ايه !
نحن البلد الوحيد الذى يمكنك أن تقود فيه عربة دون أن يكون لديك رخصة قياده فيقبض عليك (شرطى المرور) الذى يستلم قيمة المخالفة ثم يفسح لك الطريق ويتركك تتابع سيرك وكأن شيئاً لم يكن (مش دفعت ؟ أيه المشكلة تانى) ! نحن البلد الوحيد الذى تدفع عند مغادرته (رسوم) … على أيه وليه مش عارف ! معقول بالمنطق داخل تدفع وطالع تدفع ؟ نحن البلد الوحيد الذى يسمح لموظف – مسئول - (عام) أن يكون له عمل (خاص) … مش مشكلة لو ما دفع سعادة المسئول الضرائب مثلاً لأخدى شركاته فأكيد (موظف الضرائب) ح يقفل الشركة بالضبة والمفتاح ! تاااح نحن البلد الوحيد الذى يقوم فيه المواطن بشراء (عداد الكهرباء) من (الهيئة) ثم تؤجره له بإيجار شهرى مدى الحياة (مش يخلوها حلوة ويخلو المواطن يسدد قيمة العداد شهرياً لحدت ما يخلص تمنو … الدفعو؟)! نحن البلد الوحيد الذى توجد به أعلى نسبة من (المحللين) حيث تحتشد البلد بالمحللين الرياضيين والمحللين السياسيين والمحللين الفنيين والمحللين العسكريين . (لو عاوز تتأكد من كده أمشى لأى صيوان عزاء) ! نحن البلد الوحيد الذى يكافئ من أفنى زهرة شبابة فى خدمتة من المواطنين لمدة ثلاثين عاماً بمعاش شهرى يعادل قيمة ستة كيلو لحمة ! (عجالى) ! (عارف .. لو ضأن تبقى مشكلة !) نحن البلد الوحيد الذى بمكن فيه لموظف عام أن يقوم بتشييد (عمارتين) من (مرتبو) من غير حد يقول ليهو تلت التلاته كم ؟ هو بالذمة كده (تلت التلاته) الأيام دى كم؟
الفاتح يوسف جبرا ________________________________________
|
Post: #10
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: اسعد الريفى
Date: 05-27-2009, 00:34 AM
Parent: #9
(الشــ ـا شة) في خدمة الشعب!! كانت هنالك (شاشة تلفزيونية) إعلانية مقاس (ألف وميتين بوصة) قد نصبت عند (صينية) تفتح على (خمسة شوارع) و(كبري).. كثرت حوادث (العربات) نسبة لانشغال (السائقين) بالنظر إلى ما تبثه هذه الشاشة (المشعة) من صور (تلفزيونية متحركة) و(فديو كليبات إعلانية) فاْرتفعت أصوات الاحتجاج على (هذا العبث) بأرواح المواطنين وتوالت وفود المواطنين على اعتاب المسؤولين وكتب كاتب (فايق ورايق) وما عندو شغله ولا مشغله (وعاوز يضيع وكتو) في هذه المساحة من قبل ينبه إلى ضرورة إزالة هذه (الشاشة) لأنو ما معقول (الزول يسوق ويشوف فى آن واحد) فى هذا التقاطع الخطر علماً بأن تحدث السائق فى الموبايل (لاحظ كلام مش شوف!!) يعد خطراً فى الطريق و(مخالفة إيصالا مضمون). لكن على الرغم من أن الموضوع هام وgenuine ويتعلق بحياة وأرواح (الشعب الفضل) إلا أن المسؤولين (صهينو) ولم يعيروا المسألة اهتماما ولكن أخيراً أثبتت الأيام أنهم كانوا (بايتين ليهم فوق راي) وأنهم مسؤولون بحق وحقيقة ولم يجهلوا الموضوع كما تبادر الى أذهاننا (الوحشة) لأنهم كانوا يعملون ليل ونهار ويخططون لمعالجهة الآثار السلبية لوجود هذه (الشاشة) فى ذلك الموقع الخطر. حيث شوهدت عدة شاحنات تفرغ حمولتها من مواد البناء قرب (الشاشة)، وبدأ العمل ثم جاء أحد كبار المسؤولين في موكب عظيم ووضع (الحجر الأساسي) ورفعت عند ذاك في المكان يافطة كتب عليها: (هنا يبنى المستشفى الوطني لمعالجة ضحايا الشاشة) وكما جاء على لسان المسؤول الذى قام بوضع حجر الأساس فإن وجود هذا المستشفى على بعد (أمتار) من (الشاشة) يوضح مدى اهتمام (الدولة) بإنقاذ حياة (ضحايا الشاشة)… وبقيت الشاشة على حالها.
ونامت قضية (الشاشة) بعض الوقت ثم استيقظت بعد أن استيقظ الإخوة المسؤولون فى (إدارة المرور) فقرروا إيقاف هذا العبث بأرواح المواطنين فقاموا بوضع (لافتة) تنبيه كبيرة على سور (الصينية) تقول: (عزيزي السائق من أجل سلامتك لا تنظر للشاشة) فأصبح بعدها ينظر (السائق) إلى لافتة (لا تنظر) ثم (ينظر ليرى) ثم يجد نفسه فى (الحوادث) الشئ الذى جعل عدد المطالبين (بإزالة الشاشة) يزداد خاصة بعد أن أصبحت (الشاشة) إضافة للإعلانات التجارية تبث (حلقات المسلسل اليومى) حيث يمكن (للسائقين) وهم يقودون (عرباتهم) معرفة مجريات أحداث (الحلقة قبل الأخيرة) من (مسلسل بكيزة وزغلول). لم تقف السلطات بعد ازدياد حوادث الشاشة مكتوفة الأيدى (كلا وحاشا) إذ كان لها رأي آخر لمعالجة الأمر حيث تقرر اتخاذ (آلية) جديدة فقامت بإرسال عدد من الخبراء والمهندسين يجوبون المكان ومعهم خرائط وملفات، وأدوات (مساحة) وما لبث أن تمت مباشرة العمل فى (الورشة الفنية الحديثة لإصلاح عربات ضحايا الشاشة) والتى مهمتها إراحة (الزبائن الضحايا) من (التلتله) والبهدله وما يكلفه (جر العربية) للمنطقة الصناعية من وقت ومال….. وبقيت (الشاشة) على حالها. وبسبب عرقلة السير على (صينية الشاشة) في أغلب الأوقات، واضطرار (السائقين والركاب) للتوقف عندها لوقت طويل فى أحيان كثيرة فقد خطر لأحد (الباعة الشطار) أن يضع (تلاجة حاجة باردة) بالقرب من (الشاشة) وحذا حذوه (بائع) آخر فأقام (كشكا) لبيع (الساندوتشات) الشئ الذى جعل بقية الباعة الآخرين يهرعون لموقع (الشاشة) فانتشرت أكشاك (الاتصالات) و(قدر ظروفك) و(سلطان الكيف) وطبالى (السجائر ومناديل الورق) وستات (الشاى) وبائعى (البطيخ) والفاكهة و(غاسلى العربات) الذين يمكن أن تترك لهم عربتك (لغسلها) بينما أنت تشاهد على (الشاشة) إحدى حلقات (المصارعة الحرة). وباتساع رقعة (سوق الشاشه) الذي تحول إلى ساحة من المشاحنات والمشاجرات الدائمة بين السائقين والراجلين والباعة أقام المسؤولون (مركزاً صغيراً للشرطه) خلف (الشاشة) حفاظاً على استتباب الأمن و(سلامة المواطنين) ريثما يتم بناء (سجن) خلف (المركز) لتوقيف (المشبوهين) و(النشالين) ومثيرى الشغب الذين يمتلئ بهم (السوق)… وبقيت الشاشة على حالها
وراجت بعد ذلك إشاعات وتناقلت الألسن أن (الدولة) قد طرحت الأرض التى عليها (سوق الشاشة) لبيعها في مزاد علني بعد أن أصبحت بفضل (الشاشة) موقعا استراتيجياً تسويقياً هاماً حيث قامت بمسحها وتقسيمها إلى متاجر ومعارض ومحال تجارية وذلك بأسعار (فلكية) تتناسب واسم المشروع وهو (مخطط سوق الشاشة النموذجى) وقد شوهد سماسرة بيع الأراضى يجوبون المكان فى زيارات ميدانية استعداداً لخوض (المزاد)!!
تمسك الباعة المتجولون وستات الشاى وأصحاب الطبالى والأكشاك بحقهم كمؤسسين (لسوق الشاشة) ورفضوا أن يتم (ترحيلهم) من الموقع دون منحهم تعويضاً مجزياً وقاموا بالتظاهر رافضين لقرار الترحيل الشئ الذى دعا (المسؤول الكبير) الذى قام بمخاطبة التظاهرة أن يطمئنهم قائلاً:
- يا جماعة الموقع الح نرحلكم ليهو ده موقع (أحسن) من ده ميت مرة.. لأنو (الشاشة) بتاعتو (بلازما) وحجمها (أكبر) من دى وكمان (ناصية) بتفتح فى (صينية) فيها سبعه شوارع رئيسية و(كبرى)!!!
- كسرة: شفتو كيف (الشاشة في خدمة الشعب)… الفضل!!!الفاتح يوسف جبرا
|
Post: #11
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: اسعد الريفى
Date: 05-27-2009, 00:38 AM
Parent: #10
شارع الجامعة الفاتح يوسف جبرا
حمزة وعباس أصدقاء وأولاد حي (واحد) درسوا جميع المراحل الدراسية معاً وتم بعد تخرجهم تعيينهم كمحاسبين في وزارة المالية في يوم واحد.. بعد خدمة امتدت قرابة العقدين من الزمان تمت إحالتهما إلى ما يعرف (بالصالح العام ) .. ولأن (حمزة وعباس) كانا مثال للموظف (المسئول) فقد خرجا من الوظيفة ( صفرا اليدين ) لا يمتلكان من حطام الدنيا شيئاً.
لم يمض عام واحد إلا وقد أبتسم الحظ (لحمزة) حيث غادر مغترباً للعمل كمحاسب بمؤسسة ألراجحي المصرفية فرع (القصيم) .. أما عباس والذي يسكن في بيت إيجار مع زوجته وأطفاله الخمسة والذين هم في مختلف مراحل التعليم فقد عاش مأساة حقيقية لم يستطيع الصمود أمامها جعلت منه معاقراً (للخمر) ومدمناً لها .. ما أن تشرق شمس الصباح حتى يرتدي (عباس ) ( جلابيته ) الوحيدة المتسخة و(شبشبه )الوحيد ويتجه صوب ( الحُفر) مكان صناعة وشرب الخمر .. في ذلك اليوم جلس (عباس ) وشلته اليومية في تلك (الراكوبة) . في منزل (عشة بنزين) كانوا يضعون أمامهم حلة صغيرة صدئة بها بها بعض العظام والمصارين والبصل .. كان ذلك اليوم هو آخر يوم عمل بالمؤسسات والبنوك والشركات والمصالح الحكومية إذ أن اليوم الذي يليه كان هو يوم وقفة عيد الأضحية ..
بينما كانت الحلة ( تجقجق) في النار كان (عباس) ساهماً يفكر في أطفاله وزوجته وكيف أن العيد سوف يمر عليه وهو فى هذه الحال المزرية غير قادر على توفير أبسط الإحتياجات لهم ، كانت الساعة حينها تقترب من الحادية عشر صباحاً وهو يجلس تحت تلك (الراكوبة) التى تنفذ من خلال سقفها أشعة الشمس حينما شاهد شبح صديقه (حمزة) يدخل متجهاً نحوه .. للوهلة الأولى أعتقد (عباس) أنه في حلم لولا أن (حمزة) أقترب كثيراً وقام بمعانقته معانقة حارة.. وبعد ( حق الله بق الله) دعا عباس حمزة للجلوس إلا أن الأخير اعتذر بلباقة وأخبره بأنه سوف يقوم بزيارته بعد العيد إذ أنه سوف يقضي عطلة العيد مع أهل زوجته ( بالقضارف).. أدخل (حمزة) يده في جيب جلابيته) السكروتة) وأخرج منها (دفتر شيكات) وشرع يكتب في شيك سلمه لعباس قائلاً: - معليش يا عباس انا عارف الدنيا قبائل عيد .. معليش ما معاي كاش لكن أمشي اصرف الشيك ده هسع من (بنك الخرطوم) عشان الليلة أخر يوم وبكرة إجازة .. إنصرف (حمزة) مودعاً بينما ترك (عباس) (الحلة) وشلتة وخرج على الفور إلى شارع الظلط (غير مصدق) وقام بالتأشير لأول تاكسي .. نظر إليه سائق التاكسي شزراً لأجل ملابسه المتسخة لكنه لم يابه لذلك. - بالله يا اسطي الخرطوم - وين في الخرطوم - بنك الخرطوم (الرئاسة) قدام زنك الخضار أثناء (المشوار) كان عباس سارحاً بخياله بما سوف يفعله بهذا (المليون) ، تحت الشجرة المقابلة للبنك توقف سائق التاكسي - بالله يا أسطى معليش بس أصرف الشيك ده ونرجع أم درمان سوا لم يكن بالطبع لدى ( عباس )حق المشوار لذلك كان لزاماً عليه أن يطلب من السائق انتظاره ريثما يقوم بصرف الشيك .. دخل عباس إلى البنك في تمام الثانية عشر بينما بينما خفير البنك يقوم بقفل الباب الرئيسي..وجد صفاً لا بأس وقف حتى جاء دوره .. سألته الموظفة وهي تمسك بالشيك : - وين بطاقتك يا حاج - (في دهشة وتلعثم) : ما معاي بطاقة )-وهي تعيد إليه الشيك) : لا زم تجيب ليك زول عندو بطاقة ؟ خرج ( عباس) من الباب الخلفي للبنك بسرعة البرق ذهب إلى ( عكاشة الخضرجى) صديقه الذي يمتلك (دكان) لبيع الخضار بالزنك.. شرح له الأمر ولحسن الحظ كانت بطاقة عكاشة معه ..فقام بالحضور معه إلى البنك .. قام ( عباس) بتحنيس الخفير ليقوم بإدخاله وعكاشة بالباب الخلفى حيث سمح لهما بذلك ، تبقى من الزبائن (خمسة أشخاص) وقف عباس في نهاية الصف حتى إذا ما وقف أمام ذات الموظفة أعطاها الشيك ومعه بطاقة عكاشة .. نظرت ذات الموظفة إلى الشيك ثم صاحت فى (خلعة) : - سجمي دا ما علي (شارع الجامعة) ! -(عباس في ذهول ) : يعني شنو؟ -يعني إلا تمشي تصرفوا بعد العيد من فرعنا فى (شارع الجامعة). وهنا خرج عباس عن طوره وأخذ يلوح في عصبية (مضرية) بيديه في حركات متتابعة وكأنه يمسك بلجام (حصان) نزولاً وطلوعاًً .. - طلوعاً : شارع الجامعة شارع الـ (شنو ما بعرف داك) - هبوطاً : جيبو بطاقة جيبو (شنو ما بعرف داك ) وأخذ يكرر فى هذه الحركات اللاإرادية فى عصبية حتى تم الإمساك به من قبل (الحرس) وبعض الموظفين .
- كسرة : قيل والعمدة على الراوى أنه وبعد خروج عباس من البنك قد وجدوا أن الموظفة كانت تجلس على بحيرة من المياه لم يتطلب الأمر كثير (ذكاء) من الموظفين ليعلموا أن هذه المياه لم تكن عرقاً (صرفا) .. كما قيل أن صاحب (التاكسي) قد قضى (أيام العيد) تحت تلك ( الشجرة) في انتظار عودة عباس
|
Post: #12
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-27-2009, 09:18 AM
Parent: #11
العزيز أسعد لك التقدير والود في دعمك للإحتفاء بهذا القلم المبدع و لاأشك في دخوله ذاكرة تاريخنا من أظم أبوابه ولكن هل يعـطيه الحاضر الواقع حقه من التقدير و العرفان هذا ما أتمناه ولنسعي لتحقيقه ولك الود
|
Post: #13
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: ناهد بشير الطيب
Date: 05-27-2009, 09:45 AM
Parent: #12
له كل التقدير والود صانع الكلمة والمفردة البسيطة صاحب ذلك الكم من القصص الساخرة التى اخاف ان يهلك هما قبل ان يصلها ...... الفاتح يجرؤ على مجابهة الحاضر بشجاعة يتردد معها المستقبل فى مفاجاته كتاباته رصينة البناء متماسكة الفكرة ساخر سبيل فى تقديرى بلغت شاوا بعيدا من الاجادة تعجبنى كتاباته جدا واتابعها بانتظام وقلق دائم انه فنان وفنان شامل وساخر يتزايد جمهوره يوما بعد اخر ويبقى هو نفسه الفاتح يوسف جبرا بنفس البساطة والفطرة الصادقة
له كل الود والتقدير ووافر الصحة
شكرا اخ مجدى
|
Post: #14
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Mohamed Ibrahim Ahmed
Date: 05-27-2009, 01:01 PM
Parent: #13
موقع الفاتح جبرا هو:
الفاتح جبرا
وعنوان المنتدى هو:
منتديات ساخر سبيل
|
Post: #15
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-27-2009, 01:54 PM
Parent: #14
الأعزاء ناهد ومحمد إني اؤمن إن الفاتح جبرا رغم جهده وإبداعه لكن مستوي إنتشار إبداعه لا يوازي عبقريته.ولا أعتقد إنني أتجاوز المنطق والعقل عندما أقول إنه واجب علي كل سوداني يحلم بغد مشرق عليه واجب نشر حروف الفاتح جبرا لتصبح رصيدنا الواقي من الترهل و القبول بسياسة الأمر الواقع ننفث فيها عن إحباطنا ونستصحبها في أحلامنا بغد جديد. ولكم الود
|
Post: #16
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-28-2009, 10:58 AM
Parent: #15
الأعزاء لقد فشلنا في تعرية الفساد و الخراب الذي أصاب كل مفاصل الحياة منذ قيام كارثة الإنقاذ. تصبح مآسي الوطن حكاوي للتحسر و الإستعجاب حتي مات في دواخلنا روح الدهشة والإستعجاب. لقد أصبح الفساد واقعا مقبولا لا يستي منه صاحبه بل أصبح مفخرة إجتماعية تباهى بها أصحابها.الرشوة والمحسوبية أصبحت جزء أصيل من حياتنا ولم تصبح الرشوة مقبولة فقط بل أصبحت حقا يجادلك فيه العامل والموظف غاضبا.دخلت قاموسنا عبارات (حقنا و حقكم محفوظ) لتقنن للفساد كحق وهل مستغربا إذا كانت الدولة تقنن له و تكافئ المفسدين بالترقي. في هذا الزمن الصعب يذكرنا الفاتح جبرا بأن شر البلية ما يضحك وإن الذي يدث لا يمكن أن يكون طبيعيا.يعيد إلينا التوازن المفقود في وطن بإسم الدين أصبح الفساد هو الطبيعي والظلم هو القانون ومن يحاول المحافظة علي أخلاقه إنما(عوير) يعيش غريبا ككلمة نشاز.
|
Post: #17
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-28-2009, 03:54 PM
Parent: #16
الأعزاء هاتفني أحد الأصدقاء معتقدا إن هذا البوست سيكون تكرارا لما كتبه الفاتح جبرا خاصة وإنه متوفر علي النت. ذكرت له إختلافي الشديد حيث لا أعتقد إن الهدف الأساسي هو الترويج لكتابة الفاتح جبرا و لن أخفي سعادتي لو إستطاع أن يحقق جزء يسير من ذلك. أ حلم أولا أن نقول شكرا لهذا الإنسان المبدع علي كل الفرح و الإبتسامة الذي يقدمه لنا وفوق ذلك سعيه الحثيث في نشر الوععي بتعرية الفساد والتناقض الذي أصبح يعشعش في كل مناحي حياتنا. أحلم أن نقرأ كتابات الفاتح جبرا و نغوص في أعماقها سويا نتجاوز مرحلة الإبتسام والدهشة لمرحلة القراءة المتأنية العميقة فبعض المقاطع و الأمثلة تحكي ماسي جيل يري الوطن يتهاوي فيه. الفرد يفقد يوميا كثيرا من قيمه والدولة كل صباح تزداد بطشا و قسوة بعيدة من هموم المواطن تكرس مواردها لإثراء القلة ولزيادة جبروتهم. ولكم الود
|
Post: #18
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: اسعد الريفى
Date: 05-28-2009, 06:08 PM
Parent: #17
الاستاذ مجدى اسحق تحياتى و تقديرى قرأت ما كتبته اعلاه ، و للتاريخ ما يفعله استاذنا الفاتح .. معجزة ، فى زمن الكوليرا .. لا يحاكى البنسلين . بل يدفع بنا الى "تكوين الاجسام المضادة " كلماته و افكاره أصبحت ترياقنا ضد السموم التى تحاصرنا .. أنه إنسان .. كل كلماته "حلم الانسان المعافى .. فى البلد المعافى" "حلم الوطن الجميل" .. علنا نصحو من الغيبوبة !!
Quote: تصبح مآسي الوطن حكاوي للتحسر و الإستعجاب حتي مات في دواخلنا روح الدهشة والإستعجاب. |
Quote: لقد أصبح الفساد واقعا مقبولا لا يستي منه صاحبه بل أصبح مفخرة إجتماعية تباهى بها أصحابها. |
Quote: في هذا الزمن الصعب يذكرنا الفاتح جبرا بأن شر البلية ما يضحك وإن الذي يدث لا يمكن أن يكون طبيعيا.يعيد إلينا التوازن المفقود |
Quote: إني اؤمن إن الفاتح جبرا رغم جهده وإبداعه لكن مستوي إنتشار إبداعه لا يوازي عبقريته.ولا أعتقد إنني أتجاوز المنطق والعقل عندما أقول إنه واجب علي كل سوداني يحلم بغد مشرق عليه واجب نشر حروف الفاتح جبرا لتصبح رصيدنا الواقي من الترهل و القبول بسياسة الأمر الواقع ننفث فيها عن إحباطنا ونستصحبها في أحلامنا بغد جديد. |
Quote: سعيه الحثيث في نشر الوعي بتعرية الفساد والتناقض الذي أصبح يعشعش في كل مناحي حياتنا. أحلم أن نقرأ كتابات الفاتح جبرا و نغوص في أعماقها سويا نتجاوز مرحلة الإبتسام والدهشة لمرحلة القراءة المتأنية العميقة فبعض المقاطع و الأمثلة تحكي مآسي جيل يري الوطن يتهاوي فيه |
.
|
Post: #19
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-29-2009, 09:52 AM
Parent: #18
العزيز أسعد لك الود وأنت تسعي لأن يجد الفاتح جبرا ما يستحقه من الإهتمام والتقدير.كم أعجبتني إقتباساتك السابقة التي جعلتني استرجع الفكر مرارا وأقول نعم لا يمكن آن يكون هذا الواقع طبيعيا وحتما هو إلي زوال لتناقضه مع القل و المنطق وأستنهض إحساسي المتكاسل بمسئوليتي في إحداث هذا التغيير
|
Post: #20
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-29-2009, 09:59 AM
Parent: #18
Quote: نحن البلد الوحيد الذى يعمل فيه (شرطى المرور) شاكى وقاضى ومتحصل وأمين خزينة .. فهو يوقفك متضررا من خرقك للقانون (شاك) ويثبت ضدك التهمة (قاض) ويستلم منك قيمة المخالفة (متحصل) ويضعها داخل الشنطة (أمين خزينة) ! |
Quote: نحن البلد الوحيد الذى يكافئ من أفنى زهرة شبابة فى خدمتة من المواطنين لمدة ثلاثين عاماً بمعاش شهرى يعادل قيمة ستة كيلو لحمة ! (عجالى) ! (عارف .. لو ضأن تبقى مشكلة !) نحن البلد الوحيد الذى بمكن فيه لموظف عام أن يقوم بتشييد (عمارتين) من (مرتبو) من غير حد يقول ليهو تلت التلاته كم ؟ هو بالذمة كده (تلت التلاته) الأيام دى كم؟ |
Quote: نحن البلد الوحيد فى العالم الذى لا توجد بعاصمتة (مواصلات عامة) ومحطات (بصات) وعلى الرغم من أن وزارات كالداخلية يمكن بأن يكون لديها (مؤسسات تعليمية) إلا أن وزارة المواصلات لا يوجد بها (شركة مواصلات ) !
|
Quote: نحن البلد الوحيد الذى يمكنك أن تقود فيه عربة دون أن يكون لديك رخصة قياده فيقبض عليك (شرطى المرور) الذى يستلم قيمة المخالفة ثم يفسح لك الطريق ويتركك تتابع سيرك وكأن شيئاً لم يكن (مش دفعت ؟ أيه المشكلة تانى) !
|
Quote: نحن البلد الوحيد الذى يمكن أن توجد به (كلية طب) لا توجد بها (مشرحة) ، مشرحة على أيه؟ مش أول لما (مكتبة) و(معامل) وأساتذة ؟ |
|
Post: #21
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-29-2009, 11:57 AM
Parent: #20
Quote: مستشار لشئون التنفيس ! (لم ينشر)
لم يدر بخلدى يوماً أن أصير مسئولاً فأنا لا أحب ان أكون مسئولاً عن أحد لعلمى بأن ذلك سيوردنى مورد التهلكة يوم لا ينفع مال ولا بنون ولعهد قريب جداً كنت أتعجب لأولئك الذين هم مسئولون عن الأف (البشر) بل والملايين منهم ، حتى تم أختيارى مؤخراً
وبعد كمية من الإستجداءآت و(كسير التلج) للمسئولين ، مستشاراً لشئون التنفيس لأنضم إلى قبيلة المستشارين بالبلاد ! ولم يكن ذلك إلا لعلمى بأن ذلك المنصب (ما فيهو مسئولية) بمعنى أننى لن أكون مسئولاً عن أى شخص يعنى (إستشارات تنفيسية ساااكت وكده) ! - شوف يا استاذ .. بعد الإطلاع على كل مقالاتك الإنت كتبتها سوى فى الصحف أو من خلال موقعك على الإنترنت ومن خلال دراسة قمنا بيها لقينا إنو لازم نستعين بيك كمستشار (للتنفيس) ! - كيف يعنى سعادتك ما فاهم ! - أيواا أفهمك يا أستاذ … بتعرف حلة (البرستو)؟ - (فى تعجب) : أيواا مش الحلة بتاعت (الضغط) البعملو فيها الأكل دى ! - (مبتسماً) : عليك نووور بس ياها ذاااتا - وده دخلو شنو فى مقالاتى سعادتك - أنا ح أفهمك براحة براحه بس طول ليا بالك - كويس - شوف يا أستاذ أى شعب فى الدنيا عشان حكومتو تقدر تحكمو لازم (تنجضو) شويه عشان (يتسبك) ، فى حكومات (بتسلق) الشعوب وفى حكومات (بتقليها) وفى واحدين (بيشووها) لكن نحنا لقينا طريقة (البرستو) دى أحسن طريقه وبتسبك الحلة أقصد الشعب تسبيك تمام ! بس فيها مشكلة وااااحده ! - اللى هيا شنو سعادتك - مشكلتا إنو الضغط لو زاد على الشعب الجوه الحلة ده ح ينفجر وبعدين ما يحلنا إلا الحلا بله ! - طيب والضغط ده بتعملو ليهو شنوووو؟ يعنى بتتحاشوهو كيف؟ - بالتنفيس … كلما الضغط يزيد نخلى الحلة أقصد الشعب يتنفس شويه ! - يتنفس كيف يعنى ؟ - أها بقى ده شغلك .. مال نحنا جايبنك (مستشار شئون تنفيس) ساااكت - أيوااا كده فهمت والله الزول مرات بيكون بليد جنس بلاده !! – مواصلاً- أها وح أمسك الشغل متين؟ - قبل ما تمسك الشغل لازم تعرف إنو أى مسئول يتعين عندنا لازم يمشى (أكاديمية إعداد المسئولين) ياخد دورة (لمدة شهر) هناك حتين بعد داك يجى يؤدى (القسم) ويمسك وظيفتو !
فى صباح اليوم التالى وهو الموعد المقرر لبدء الدورة قمت قبل وقت كاف بإرتداء (بدلة العرس) الكحلية والكرافته (لسه ما أدونا بدل لبس) وجلست منتظراً العربة الحكومية الفارهه (ما خلاص بقينا مستشارين وكده) ! والتى ما أن توقفت أمام منزلنا المتواضع فى ذلك الحى الشعبى حتى إشرأبت رؤوس الجيران من خلف الأبواب تحمل نظرات الدهشة والإستغراب والتى إزدادت حينما نزل السائق وقام بفتح باب العربه الخلفى (لسعادتى) حتى أركب ! ، فى أحد المبانى الراقية المطلة على النيل توقف السائق أمام مبنى أنيق زينته لافتة كتب عليها بخط جميل (أكاديمية إعداد المسئولين) ، هممت بفتح باب العربة والنزول (ما ما متعود وكده) غير أن السائق كان قد قام بفتحة فى همة ورشاقه ، عبر البوابة الفخمة سرت فى طريق مرصوف بالبلاط الملون تحفه شجيرات قصت بعناية أوصلنى إلى صالة أنيقه يتوسطها مكتب يجلس عليه شاب صبوح الوجه أمامه جهاز (كمبيوتر) ما أن رآنى حتى هب واقفاً : - أهلا سعادة المستشار - مرحب بيك أهلن - الحقيقة سعادة عميد الأكاديمية منتظر سعادتك من قبيل .. إتفضل تقدمنى الشاب إلى باب خشبى ذو مقبض ذهبى قام بإدارته لأجد نفسى فى مكتب غاية فى الفخامة والأناقه وشخص أربعينى يهب واقفا مرحبا - مرحب بيك يا أستاذ … مرحب بيك سعادة المستشار .. - أهلن مرحب .. - الحقيقة ذى ما عارف سعادتك الأكاديمية دى وظيفتها إعداد (المسئولين) فى كافة المناحى عشان العمل (الحكومى) يكون فيهو (هارمونى) وماشى بى أسس واحده وكده ! - لا جميل والله - لو تسمح سعادتك قبل ما المحاضرات ما تبدأ بس آخدك فى جوله كده أعرفك بمبانى الأكاديمية
المكتبة : فى حجرة المكتبة الأنيقه التى يلفها الصمت جلس بعض (المسئولين) هنا وهناك وهم يمسكون بالكتب يقرأون فى نهم ، وقد كانت بعض عناوين الكتب التى بين أيديهم :
- كيفية تعلم السلوك المتعالى للمسئولين وأصحاب المعالى - كيف تواجه الكوارث وأنت مبتسم - دليل الحيران فى الهروب من المواطن الغلبان - كيف تكون رجل أعمال ناجح ومسئول حكومى فى ذات الوقت - كيف تنشئ شركة داخل وزارة فى 3 ساعات - القول المشهود فى سفر الوفود عندما لاحظ مرافقى الدهشة على محياى وأنا أطالع عناوين الكتب سألنى : - مالك يا أستاذ مستغرب كده؟ - لا ما مستغرب ولا حاجه بس يعنى كنت بفتكر ألاقى كتب ذى التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي- أو الجامع لأحكام القرآن للقرطبي أو المواعظ لإبن الجوزي أو الـ…… - (مقاطعا) : لا الحاجات دى المسئولين بتوعننا قروها زمااان وحافظنها صم .. وهسه ما بحتاجوا ليها ! – متخارجا من السؤال- يلا يا أستاذ نفرجك على باقى المبانى حقت الأكاديمية !
حجرة جمباز : عندما أدخلنى مرافقى إلى هذه الصالة خلت نفسى داخل أحد صالات الأندية الرياضية ، عدد لا يستهان به من المعدات والآلات الرياضية كتلك التى يتم الإعلان عنها فى شاشات التلفزيون … - شوف يا استاذ نحنا عارفين إنو (العقل السليم) فى الجسم السليم وعشان المسئول عقلو يكون شغال كويس وقراراتو تكون سليمة لازم كمان جسمو يكون سليم ومعاف خاصة وإنو مسئوليننا بكترو من أكل (اللحوم) والدهون ودى فيها طبعن (كلسترول) كتير ولازم يتحرق ويكون الجسم ما فيهو شحوم ورشيق والمسئول أول ما يدقو ليهو (النار ولعت) يقوم ينطط ويهز ذى فرخ (الأسد) ! بدون ما يتعب أو نفسو يقوم ! - لا والله تمام كمان فيها إعداد بدنى ورياضى - لا وإنت شفت حاجه يا أستاذ نحنا فى الأكاديميه هنا حتى المسئولين بنوريهم يلبسو كيف ومتين يشيلو عصاية الابنوس ومتين يشيلو عصاية المحلب ومتين يلبسو مركوب النمر ومتين يلبسو مركوب الأصلة – مواصلاً- يلاك يا استاذ نفرجك على قسم (الأزياء) ! دلفنا ومرافقى إلى قاعة فسيحة مكبفة الهواء تنتشر فيها (مجسمات) لأشخاص (مسئولين) يرتدون أطقم مختلفة من (الزى الوطنى) شئ (رمادى) وشئ (سمنى) وشئ (بيجى) وشئ (أبيض ناصع) شئ (زبده) وشئ (سكروته) ، العمم جميعها (توتال سويسرى) غير أن الملافح تختلف فى أشكال (النقشة) المطرزة عليها وفى ألوانها كذلك كما تختلف أنواع (العصى) وألوانها وأطوالها وأشكال مقابضها فتلك ذات مقبض على هيئة (رأس ثعبان) وتلك على هيئة (رأس صقر) أما (المركيب) فهى من الجلد الطبيعى للنمور والثعابين بأنواعها المختلفة أما الساعات (السويسرية) فعلى حسب لون (الجلابيه) فالبيضاء ذات (ميناء أبيض) و(إستيك جلدى أسود) والبيج ذات مينا ذهبى و(كتينة) جلدية بنية أو (ميتال مذهبة) ! - القسم ده عملناهو يا أستاذ عشان نحنا بنؤمن إنو (الجواب من عنوانو) وإنو المسئول الما بهتم بى مظهرو وأناقتو ما بهتم بقضايا المواطنين هسه لو عاينت يا أستاذ لأى مسئول ح تلاقيهو لابس واحده من (الطقوم) القدامك دى لأنو أختاروها لينا خبراء أزياء عالميين يعنى ما جات ساكت كده ! - لكن أنا ملاحظ إنو كل المجسمات دى ملبسنها الساعة باليمين - ما لازم يا أستاذ باليمين عشان ما نتشبهه باليهود والنصارى والكفار البلبسو الساعه بالشمال !
محاضرات : بعد خروجى ومرافقى من صالة الأزياء أتجه نحونا ذلك الشاب الصبوح وهو يشبر إلى مبنى قريب منا وهو يقول : - يا أستاذ المحاضرات ح تبدأ عاوزنك - ده المبنى الفيهو قاعات المحاضرات أنا أسيبك يا أستاذ تمشى تخش المحاضرة وفى وكت تانى أفرجك على بقية مبانى الأكاديمية
أتجهت وأنا أحمل دفترى وقلمى إلى القاعه التى وجدت بداخلها عددا لا يتجاوز أصابع اليدين معاً من الطلاب (المسئولين) ، ألقيت عليهم التحية وجلست بينما كان المحاضر منهمكاً فى كتابه إسم الدرس الأول على (السبورة) وهو (فقه الأولويات) - طبعا يا جماعه إنتو ح تكونو مسئولين وكده وح تقابلكم (حاجات) كتيرة مفروض تنفذوها بس السؤال البفرض نفسو هو : شنو المفروض يتنفذ قبل التانى؟ يعنى البحكم قصت الأولوية شنو؟ يعنى بمعنى تانى شنو المعايير البنحدد بيها (الأولويات بتاعتنا) ! - مواصلا- ممكن واحد فيكم يتكرم يجاوب؟ - (1) : أنا بفتكر الأولوية بتحددها (الأهمية) بمعنى إنو كلما كانت الحاجه مهمة كلما كانت هى عندها أولويه - (2) : أنا بفتكر إنو الأولوية بتحددها (الحوجه) بمعنى كلما كانت الحاجه (محتاجين) ليها أكتر كلما كانت الأولويه ليها - (3) ممكن يا دكتور تدينا مثال؟ - كويس لو فرضنا إنو عندنا أربعه مليون دولار نشترى بيها 250 مكنة بتاعت غسيل كلى وإلا نشترى بيها (يخت) ؟ ياتو العندو أولويه ! - (الجميع) : طبعن مكنات غسيل كلى ! - ليه؟ - مش قلنا ليك يا دكتور إنو (الأهمية) و(الحوجه) هم البحددو (الأولويات) ؟ - كلامكم صاح - وتيب ! - بس فيهو حاجه واااحده غلط - اللى هيا - إنو (الأهمية والحوجه) دى بتحددهم (الحكومة) !
كانت تلك أولى المحاضرات والتى أعقبتها محاضرات أخرى فى عدد من المواد التى المختلفة التى شملت سايكلوجية (التطنيش) ، (فن التصريحات) ، (فرز العطاءآت) ، (فقه العقود) ، (فقه الإتفاقيات) ، (تجاهل الإشاعات) وأبواب لمواد أخرى لا يتسع المجال لذكرها .
توزيع الشهادات : بعد إنتهاء الدورة تم عقد (إمتحان) لنا ثم بعدها بأيام وفى إحتفال صغير حضره لفيف من كبار المسئولين تم توزيع الشهادات حيث ولدهشتى العارمة قد جئت (أول الدفعة) ، إنتهى الإحتفال وجدت السائق فى إنتظارى ، فى المسافة إلى المنزل سرحت بخيالى بعيداً تخيلت صورتى تحتل مكانها فى الصفحة الأولى وأنا أؤدى القسم وتحتها بالبنط العريض (الفاتح جبرا مستشاراً لشئون التنفيس) والتهانى تنهمر إنهمارأ شئ مسجات وشئ إيميلات وشئ مكالمات و(الحاقدون والحاسدون) وهم يهمهمون تحت تحت (إشتروهو … إشتروهو .. هو قايلنا ما عارفين) ، لم أفق من سرحانى هذا إلا والسائق يفتح لى باب العربة بعد أن وصلنا للمنزل الذى ما دخلت إليه حتى قابلتنى زوجتى قائلة : - فرحان على شنو؟ - كيف ما أفرح جيت أول الدفعه وح أكون سعادة المستشار وإنتى ح تكونى زوجة سعاده المستشار ! - (فى برود) : ما ظنيت ! - كيفن ما ظنيتى يعنى؟ - ما سمعت الرادى ؟ شالوك هسه فى نشرة تسعه !! - (بدون تفكير) : معقول ؟ يشيلونى كيف وأنا لسه ما سافرت ماليزيا !
|
|
Post: #22
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: طارق ميرغني
Date: 05-29-2009, 06:35 PM
Parent: #21
اخي مجدي
ان لم يجد الغرس ارضا صالحة فلا ينبت.
هكذا هو قلم الاستاذ جبرا من اجمل الاقلام التي قرأت لها.
ولكن ....... ربنا يكون في عونو وعونا.
|
Post: #23
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: حبيب نورة
Date: 05-29-2009, 07:43 PM
Parent: #22
فعلاً قلم متميز
|
Post: #24
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: الفاتح شلبي
Date: 05-30-2009, 09:40 AM
Parent: #23
الاخ سلاوي مشكوراً زودني بعنوان المنتدى الخاص بالأستاذ الفاتح جبرا وحاولت التسجيل وفشلت لإيقاف التسجيل من قبل الإدارة لإشعار آخر
هل من توضيح ؟
|
Post: #25
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 05-30-2009, 04:06 PM
Parent: #24
العزيز طارق البوست مكن يكون محاولة عشان غرس الفاتح جبرا يصبح ثمرا يستفيد منه شعبنا الملكوم لك الود
|
Post: #26
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: الفاتح يوسف جبرا
Date: 05-30-2009, 06:15 PM
Parent: #25
كم يوم أجى (أتاوق) ... أقرأ ... أحاول أعبر .. ما أقدر .. أمشى !! وأقول فى نفسى (هسه الواحد بالله يقول للناس ديل شنو؟) .. بدت الحكاية لمن واحد صاحبى إتصل فينى قال ليا فى (زول) كاتب عنك وفاتح ليكا بوست فى سودانيزأونلاين .. قمت دخلت وقريت البوست .. والمداخلات .. عيونى (دمعت) لأنو فعلاً ده كلام لأول مرة أسمعو .. طبعن أكبر أجر بيتقاضاهو الكاتب لمن جمهورو يحتفى بيهو ويا له من إحتفاء أفقدنى تماماً القدرة على التعبير .. ما كنت ح أقدر حتى أكتب الكلام ده لو ما د. مجدى هاتفنى من (لندن) قبل شوية بعدما عملت ليهو رسالة بالمسنجر الداخلى ختيت ليهو فيها رقم هاتفى ... بالمناسبة دكتور مجدى طلع الدفعة الورانا فى المؤتمر الثانوية يعنى أنا قدامو بى سنة (وكده!) ... تانى أنا بشكرك يا دكتور على الكلام القلتو فينى ده وبشكر كل المتداخلين والمتداخلات وعلى رأسهم صديقى العزيز الأستاذ(أسعد اريفى) ودمتم ودام السودان كما نود له أن يكون ...
كسرة : العزيز (الفاتح) راجع الماسنجر !
|
Post: #27
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-01-2009, 12:20 PM
Parent: #26
العزيز الفاتح جبرا أفهم تماما كمية الحرج الذي أصابك من البوست فنحن أبناء ثقافة الشكروا قدامو نبذوا و الله لايجيب يوم شكرك فيموت مبدعيننا بالحسرة و الإحباط و هم أحياء. لاتحتاج أن تشكرنا علي كلماتنا فالشكر لك أولا وأخيرا علي حروفك التي تقول الكثير عن حالنا وحال البلد وتصبح زادنا الواقي من الترهل و التهاوي في مستنقعات الفساد والزيف التي تحاصرنا عزيزي ليتنا نملك ما هو أغلي من الكلمات لنزين بها قامتك فلتدم لنا قلما مصادما منافحا للزيف مضيئا الطريق لمستقبل يتناسب وقامة هذا الشعب الكريم الذي صبر طويلا. لك الود والإنحناءة دوما
|
Post: #28
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-01-2009, 01:41 PM
Parent: #27
Quote: دق مندوب شركة تحصيل فواتير ( التلفونات) باب منزل جارنا (حاج الطاهر)
- ده منزل الطاهر فضل الله
- نعم
- نحنا فواتير التلفونات ( وناوله فاتورة التلفون)
أخرج (حاج الطاهر) نظارة القراءة من جيب جلابيته وبدأ يقرأ في تفاصيل الفاتورة .. محادثات عالمية محادثات محلية .. هاتف جوال ... ضريبة.. دمعة غريق
-(حاج الطاهر) في استغراب وهو يضع أصبع سبابته أمام ( دمغة غريق) مخاطبا المتحصل :
- كدى اقرا ليا دى شنو ؟ دمعة شنو؟
- دى يا حاج ما دمعة ... دمغة ... بالغين مش بالعين .., دمغة غريق .. ألف جنية بس
- مش في ألف جنية بس.. هي ذاتا شنو؟
- والله يا أستاذ أنحنا بنحصل بس القروش لو عندك أي أسئلة أمشي (شركة التلفونات) هناك يشرحوا ليك الموضوع
في الشركة:-
-عاوز أقابل الزول المسئول عن التحصيل
- شفت الممر داك.. أمشي عديل تأني لف شمال تأني لف يمين أول مكتب يقابلك دا مكتب مديرالتحصيل
وبالفعل بعد أن قام (حاج الطاهر) بمتابعة (الوصف) وجد نفسه وجها لوجه امام مكتب (مدير التحصيل)
- السلام عليكم
- وعليكم السلام.
- والله في الحقيقة أنا بس عندي استفسار..
- (مبتسماً) هتفضل
- الحقيقة جاتني فاتورة التلفون وفيها ألف جنية مكتوب قداما دمغة غريق.. اول حاجة الشئ الانحنا عارفنو انو الدمغة دى (طابعة) بلصقوها لمن الزول يجى يقدم طلب ... والحاجة التانية غريق شنو ؟ وأنا مالي ومال المسالة دي.. محادثاتى وبدفعها ليكم .. تأني ما عندكم معاي حاجة ..انتو يعنى لازم تاكلو اموال الناس (بالباطل)؟
- (بعد ان استعدل المدير فى جلسته) يا أستاذ ما ( تهيج) ساكت.. اول حاجة انحنا ما قاعدين ناكل مال زول بالباطل لانو المسألة دي أجيزت من المجلس التشريعي للولاية..وانتو النواب ديل انتخبتوهم .. يعنى هم بمثلوكم .. يعنى هم موافقين نيابة عنكم .. يعنى بالعربى انتو موكلنهم .. وهم اصدرو القرار دا ونحنا ما علينا الأ التنفيذ.. والحاجة التانية (الحكومة) ما شغالة بالتسميات شغالة بالجوهر.. بالمضمون ..الدمغة بلصقوها .. يدبسوها .. ما مهم المهم تندفع .. هسع لو المسائل تسميات كان تكون فى حاجة اسمها (المساهمة الإلزامية)
- أها وهسع حكاية (دمغة الغريق) دى شنو ...؟
- والله أنا ما بقدر افتيك لكن لو عاوز تعرف أكثر.. لحسن حظك ( منظمة الغريق) ذاتا المبنى بتاعا أهو داك.. العمارة الصفراء ديك ممكن تمشي تأخذ منهم معلومات وتعرف الحاصل شنو.
في المنظمة:-
مبنى المنظمة عبارة عن ( فيلا) فخمة ذات سياج معدني أنيق معلقه عليه بعض اللوحات الإعلانية التي تحض المواطن على تقديم الدعم والمساعدة للمنظمة من أجل القيام بدورها الاجتماعي فتلك لوحه تقول
( أيها المواطن الكريم تبرع بكفن غريق تكسب ثواب ) وأخرى تقول ( من كفن غريقا فكأنما أطعم عشرين مسكيناً) وثالثة تقول ( الغرقى أخوانكم فتبرعوا لهم).. (الغرقان فى ذمة العايش)
بعد أن قام (حاج الطاهر) بقراءة كل تلك اللوحات .. ومتع ناظريه بذلك (القطيع)من السيارات البيضاء الفارهه موديل العام (المرصوصة) فى المكان (المسقوف) المعد لها ... قام بدخول المبنى حيث طلب من موظف الاستقبال مقابلة المدير العام للمنظمة .
مع المدير :-
دلف (حاج الطاهر) الى مكتب المدير العام .. المكتب فسيح .. التكييف مركزى .. تتدلى من حيطانة ستائر ايطالية بينما غطيت ارضيته بالسجاد الايرانى .. به طقم جلوس امريكى فاخر وقاعة إجتماعات انيقة من الخشب المصقول اللامع .. امامها مكتب نصف دائرى يجلس عليه السيد المدير بوجه لامع تبدو عليه أثار النعمة و(الراحات) و(التكييف طويل المدى)
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته (اتفضل- مشيرا الى احد كراسى الجلوس الوثيرة)
وجلس(حاج الطاهر) ثم قال مخاطبا السيد المدير :
- والله فى الحقيقة أنا جاتني في فاتورة التلفون دمغتكم دي وقلت أجي أقابلكم أعرف الحاصل شنو ؟ وما مدى ( مشروعية) دفع الدمغة دي.
- والله يا أخي نحنا (بنثمن) فيك الروح الطيبة دي وتجشمكم مشاق الحضور لي دارنا المتواضعة عشان تتعرف على ما تقوم به هذه المنظمة من عمل خيري يهم المسلمين جميعا. في الحقيقة المنظمة دي جات نتيجة لتزايد حالات الغرق..كل يوم والثاني يقولوا ليك ثلاثة أصحاب مشوا البحر غرقوا...ناس مشوا رحلة ما رجعوا .. وحافلة وقعت من الكبري الركاب ما إتلقو.. وجثه طافية في النيل.. الناس ديل كلهم ( الحكومة) تجيب ليهم ( غطاسين) من وين ؟؟؟ ونجيب ليهم ( بكاسي) تشيل جثثتهم من وين ؟؟؟ .. ونجيب ليهم ثلاجات تحفظ جثتهم لحدت ما أهلهم يتعرفوا عليهم من وين ؟؟؟... الإجراءات.. حمل الجثمان للمشرحة.. وضعة في الثلاجة.. تشريحه.. تصويره وعمل إعلان في الجرائد عشان اهلو يتعرفوا عليهو.. وفي حالات عدم التعرف تكفينو ودفنو.. من وين ؟؟؟ وما تنسى مرات بيكون الزول الغرقان دا ذاتو ( مكتول) وفي الحالة دي نحنا في المنظمة بنتابع مع (الشرطة).. الصرف دا كلو الحكومة تصرفوا من وين .. في (ميزانية الدولة) في بند ذى دا ؟؟ ما لازم( منظمات المجتمع المدنى) والمواطن يساهم في المسألة دي.. أنت هسع ذاتك ما ممكن بكره تقع بيك عربية في النيل( يجيبو ليك غطاسين من وين )؟ بإختصار نحنا مسئولين من (الغريق) من لحظة دخولو المويه الى لحظة دخولو (القبر)
- دا كلو كلام جميل لكن أنا ذنبي شنو؟
- ذنبك شنو كيف يا أستاذ.. مش أنت زول مسلم والبغرقوا ديل كلهم إخوانك فى الإسلام ؟
- (حاج الطاهر فى إستنكار) لا .. البغرقو ديل كلهم (مواطنين) لكن ما كلهم مسلمين وكلامك دا ضد (الدستور) وإتفاقية ...
- (المدير مقاطعاً) لا أنحنا الناس الما مسلمين ديل عندنا ليهم (إدارة) براها فى المنظمة إسمها (إدارة غير الناطقين بها) .. بالشهادة يعنى
- لكن هسع ( السودان) كلوا يدفع ( للغريق) دا؟مسلم على غير مسلم ..يعنى لو التلفونات دى فيها مليون مشترك وانتو قاعدين تاخدو الف جنيه من كل واحد يبقى بتجمعو ليكم مليار جنيه فى الشهر
.. دا غير العاوز يطلع او يجدد جواز او بطاقة او رخصة قيادة أو عاوز يطلع شهادة بحث دى كمان مليارات ..إنتو بتودو القروش دى وين؟ أصلو القاعدين (يغرقو) ليكم فى الشهر كم؟
- يعني أنت بس دي ( بالذات) عاوز تعرف أنها ماشة وين انت هسع ( الباقين) عارفم بمشوا وين ؟
عندك هسع دمغة ( الطريح) ودمغة ( الشليق) ودمغة (الحابل) ودمغة ( النابل) زائد كنانه والرهد ديل كلهم عارفهم بمشوا وين؟
- (حاج الطاهر محتداً) هو نحنا (تطير عيشتنا) ما نعرف ولا حاجة .. يا أخى انا بس عاوز أعرف دى .. أيوه دمغة الغريق دى .. الباقى دا بيجى يوم نعرفو
- (المدير فى برود) : أكيد تكون يا استاذ افتكرت انو القروش دى كتيرة .. أول حاجة يا أستاذ لازم تعرف انو مسألة انتشال الجثث دى مسألة مكلفة .. لنشات وغطاسين وجازولين وخلافه .. عندك مثلاً الراجل الوقع من كبرى (الإنقاذ) وانتحر الاسبوع الفات عشان ما قدر يدفع مليون جنيه رسوم ولدو الدراسية .. دا نحنا بس عشان نلقى الجثمان بتاعو المسألة كلفتنا تلاتة مليون ..
- طيب لو كان أديتو المليون ما كان أنتحر
- يا أستاذ انا بكرر ليك دى ما مسئوليتنا .. دى مسئولية ديوان الزكاة .. صندوق التكافل .. الرعاية الاجتماعية .. طلاب دعم الصندوق .. لكن مسئوليتن تبدأ من لحظة موت الغريق داخل الموية وحتى ندفنو
- (فى استنكار) يعنى القروش دى كلها .. يعنى كم مليار جنيه فى الشهر كلها غطاسين ولنشات وجازولين .. معقول بس
- طبعا لا يا استاذ .. القروش البتفضل قاعدين نوظفها .. قاعدين نعاين للمستقبل .. هسع لما يجى يوم الناس دى كلها تغلبها المعايش تكابس البحر وتنتحر والله ما تلقى الا المنظمة دى تسترها .. نحنا – يا أستاذ- مستعدين للغرق (الجماعى) ال ح يحصل وعاملين حسابنا .. ومش كدا وبس نحنا عملنا مشروعات استثمارية نوظف فيها القروش دى عشان تنمو وتعمل رصيد كويس نقدر نجابه بيهو اى (غرق) .
- ذى شنو؟؟
- طيب تعال اتفرج على الصور (وفتح السيد المدير البوم كبير ملئ بالصور الملونة) شفت دى الشايفها دا .. المبانى أم اربعين طابق دى .. دى (أبراج الغريق التجارية) فى قلب الخرطوم وبتنفذ فيها شركة (صينية) و ح نبيعها شقق ومكاتب .. (يقلب الصفحة) والبصات السفرية السياحية الفاخرة دى .. دى مية وخمسين بص أسسنا بيهم شركة (سفريات الغريق) الخرطوم/مدنى/بورتسودان/دنقلا ... (يقلب الصفحة) وكل صيدليات (الغريق) الفى العاصمة دى بتاعتنا .. ولسع عندنا مشروعات كتيرة .. دا كلو يا أستاذ استثمار عشان (الغريق )....يعني السودان دا كلو لو ( غرق) أنحنا ممكن بي امكاناتنا دي( نحصلو) ونشيلو ندفنو.. اها بعد دا فى زول يقول نحنا قاعدين نهمل الغريق؟؟ زول يقول إنو البلد ما فيها (آليات) لدرء الكوارث
- طيب انتو وكت القروش دى كتيرة كدا وعملتوها عمارات وشركات واستثمارما تفكرو تساعدو المواطنين (الغرقانين) فى (الديون) و الفقر والمرض ودا ذاتو يكون شئ وقائى عشان ما يمشوا و(يغرقو ليكم)
- والله يا استاذ حسب النظام الاساسى لمنظمة الغريق نحنا بنعنى بمساعدة الغريق (البحرى والنيلى) وحتى البغرق فى (ترعة) .. لكن (البرى) دا ما معانا..دا مسئولية (الرعاية الاجتماعبة) .. (مواصلا) شوف يا استاذ نحنا المواطن الغرقان دا همنا الاول والاخير ولازم يلقى عناية تليق بيهو مش هنا وبس حتى لو بره السودان .. نحنا الاسبوع الجاى ح نفتتح مكاتب (جهاز شئون الغرقانين بالخارج) عشان نكون مسئولين من البغرق برة السودان كمان .
- ودى طبعا ح تكون دمغتها بالدولار والريال والاسترلينى؟؟؟؟
- اكيد .. نحنا عملنا المنظمة دى عشان نحفظ للمواطن السودانى (الغريق) حقو فى انو يغرق غرقة لائقة .. يعنى مش معقول يعيش (ممرمط) و(مشلهت) ولما تتسدا الابواب فى وشو ويقوم ينتحر ويغرق كمان تانى (يتبهدل)
تعليق لكاتب المقال : وانتو ما (بتغرقو) مالكم ؟؟ غواصات ؟؟ الله لا كسبكم
|
|
Post: #29
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-01-2009, 01:51 PM
Parent: #28
الأعزاء ما عارف ليه حكاية خلوها مستورة دي ما غريبة علي
Quote: خلوها مستوره كانت هذه المره الأولى التى يتم فيها إستدعاء (وزير شئون الغابة) من قبل (ملك الغابه ) بهذه الطريقة الرسمية فقد جرت العادة أنه حينما كان الأسد يود أن يقابل (وزير شئون الغابة ) أن يتصل به هاتفياً عن طريق رقمه السري ويطلب منه الحضور إليه ولكنه فى هذه المرة أرسل له خطاباً رسمياً يستدعيه فيه لمقابلته مما جعل (النمر ) يتوجس خيفة . بعد أن أفاق النمر قليلاً من (خيفته) طلب من سائقه الخاص الذهاب به إلى مبنى (قصر الحكم ) لمقابلة (ملك الغابة) كان (الأسد) متجهماً يحمل فى يده نسخة من صحيفة (أخبار الغابة) التى يرأس تحريرها (الثعلب ) متجاهلاً التحية التى ألقاها عليه (النمر) الذى وقف مندهشاً لهذا النوع من المقابلة الذى لم يعتاد عليه ، وبعد برهة قليلة رفع (الأسد ) رأسه مخاطباً (النمر): - يا أخ ما من زمان قلنا ليكم أعملوا حسابكم والغابة دى (ضيقة) وما تفضحونا - (فى إندهاش مصطنع ) ممكن أعرف الحاصل شنو ياملك الغابه ؟ ودون أن يرد عليه (الأسد ) قذفه بالصحيفه التى تطايرت صفحاتها على الأرض فأخذ يلملم فيها ثم أخذ فى قراءة العناوين الرئيسية فى إمعان ، وما أن إنتهى من قراءتها حتى رفع رأسه مخاطباً (الأسد) والعرق يتصبب منه :
- لكن سعادتك .. - ما لكن ولا حاجه إنتو عاوزين تفضحونا .. يعنى هسع لو ماناس (أمن الغابه) ديل صاحين ومشوا صادروا العدد بتاع بكره دا من جريدة الثعلب دى من المطبعة قبلما يتوزع كانت (الحيوانات) دى كلها عرفت عمايلك دى - لكن ياسعادتك الكلام دا - (مقاطعاً النمر) عاوز تقول ليا الكلام دا إشاعة ساكت؟وهنا قام (الأسد ) بسحب درج المكتب الذى يجلس عليه وأخرج عدداً من الأوراق قام بقذفها نحو (النمر) ثم قال له مخاطباً: - كان إشاعه ديل شنو ؟ مش صور من عقودات الإيجار بتاعات عماراتك دى (ثم مواصلاً فى غضب أكثر) هسع فى (حيوان ) وزير ومعروف إنو لمن إتعين ماكان عندو (سجم رمادو) يقوم هسع يكون عندو سته عمارات وقاعد يشطب فى السابعة ؟ وفى أحسن مواقع فى الغابة ؟ وأسقط فى يد (النمر) عندما تيقن تماماً بأن المسألة موثقه وأنه لن يستطيع مواصلة الإنكار فقام مخاطباً (الأسد) فى إستسلام وضعف : - والله الظاهر (ياملك الغابه) الواحد قعد وزير مسافة طويله عشان كدا ماخلا بالو إنو العمارات دى بقت كم (ثم واصل ) .. هسع العمل شنو ؟ - العمل إنو لازم تتصل بمدير (جهاز أمن الغابة) هسع وتمشوا تعتقلوا (الثعلب) دا وتفتشوا بيتو ما يكون داسى ليهو نسخ تانيه من العقودات دى .. توجهت قوة من جهاز أمن الغابه يقودها مدير الجهاز بنفسه الى منزل (الثعلب) حيث قامت بتفتيش كل ركن فيه وتم جمع كل الأوراق الموجودة وإعتقال (الثعلب ) والذهاب به الى مكان مجهول . فى اليوم التالى لإعتقال (الثعلب)خرجت كل صحف الغابة الموالية لحزب الغابه الحاكم وعلى صدرصفحاتها عناوين من شاكلة (قوات الأمن تقتحم صحيفة أخبار الغابة وتعثر على وثائق خطيرة) .. (الوثائق تثبت تورط الثعلب بالتخابر مع جهات أجنبية).. كما قامت بعض الأقلام (الموالية ) بالإشادة بدور (الأمن ) فى الحفاظ على السلام الإجتماعى واجتثاث كل مهدادته ووصفت (الثعلب) بانه (طابور خامس) كما جاء فى عمود (بصل مردوم ) بصحيفة (الغابه) .. اما كتاب الأعمدة المحسوبه على (المعارضة) كعمود (مناشير) بجريدة (رأى الغابه) فقد امتلأت تنديداً بما وصفته حجراً على (حرية التعبير وتغولاًً على حقوق مواطنى الغابة التى يكفلها لهم الدستور الذى يمنع احتجاز أى مواطن دون توجيه تهمة محددة له . ومع أن ( التمساح ) كان حتى عهد قريب مشاركاً ً فى حكومة (حزب الغابه المفترس) الا أنه قاد حملة شعواء ضد شريكه السابق(النمر) واصفاً إياه بالتسلط والفساد ومطالباً باطلاق سراح (الثعلب ) مماحدا ببعض المراقبين بوصف سلوك (التمساح) بانه نوع من المكايدة السياسية. إنتشر الخبر فى الغابة كإنتشار النار فى الهشيم وأصبح حديث مجالسها فها هى بعض الحيوانات المجتمعة فى (عزومة ) سماية (الأرنب) الذى رزق مولوداً بعد أن تم توزيع (العشاء) لها تناقش الأمر ، قالت (الجدادة) وهى تضع صحن (الكوكتيل) الذى فى يدها فاتحة باب (الشمار) : - عليكم الله (النمر) دا مش بالغ عديل كده ؟ هسع (مليارات) العمارات (اللغفا) دى مش كانت إشترت اينا مصل نتعالج بيهو من (الأنفلونزا) القرضتنا قرض دى ؟؟؟ ردت عليها (التعامة) بصوت خافت وهى تضع زجاجة المشروب جانباً وكأنها تخاف أن يسمعها أحد : - والله يا (الجدادة) وما طالبانى حليفه أنا (الصقر) الحى وموجود ده قال ليا قبل مدة كان (خرمان) وطاير بفتش ليهو فى سجاير قام شاف ليك (النمر) قاعد (يلقط) فى الإيجارات وكمان (بالرسمى) هنا تدخل (الديك) قائلاً فى تهكم : - هو بالله فى موظف حكومة بيقدر يبنى جنس العمارات دى ؟؟ أنا هسع ما ليا عشرين سنة (موظف) غير (العشة) المبهدلة دى عندى شنو يا الجدادة ؟؟ (ردت الجدادة وهى تمط منقارها) : - يا خوى إنت ما (ديك) ساكت ما بتقدر على الحاجات دى - آآى أنا (ديك) لكن ديك (نضبف) ما (ديك) وسخان خاف الجميع أن يتطور النقاش بين (الديك) وحرمه (الجدادة) لذلك قال (ودأبرق) الذى كان يقف على أحدى الفروع محاولاً تغيير الموضوع : - عليكم الله شوفو حالة الغابة البائسة دى ؟ لا علاج لا تعليم ذى (الحيوانات) والأغرب من دا الواحد لو عاوز يطير يدفع رسوم ولو عاوز (يرك) يدفع رسوم وقروشنا كلها أتارى ماشة (سيراميك) وطوب وأسمنت . توقف (الضب) الذى كان (يمزمز) فى طبق (الناموس) الذى أمامه عن الأكل وقال وهو يخاطب (ود أبرق) : - والله يا (ود أبرق) يا خوى أخير إنتو .. أنحنا الواحد فينا ما لاقى ليهو (جحر) يلمو .. عليك الله هسع عمارة واحدة من عمارات (النمر) دى بتعمل ليها كم مليون (جحر) ؟؟ لم يشأ (الحمار) ألا يشارك بالحديث فأراد أن يشارك ولكن بطريقة (خالف تذكر) – يا جماعة ما تقوموا فى (النمر) ده ساكت ده إتعين وزير من سنة ألف وتسعمية و ….. (وقبل أن يكمل قاطعه الديك) قائلاً : ياخى قول إتعين وزير من سنة ألف وتسعميه (قبل الميلاد) تعال (نضربا) هى (ماهية) ولا حاجه تانية؟؟
تزايدت حملات الدعوة لاطلاق سراح (الثعلب) تدخلت منظمة (حقوق الحيوان) كما تدخلت جميع منظمات الغابة المدنية . بعد عشرين يوماً من الإعتقال والتعذيب تم نقل (الثعلب) من مكان إحتجازه (فى إحدى البيوت) الى مبانى (أمن الغابه) معصوب العينين .. حيث وجد (النمر) شخصياً فى استقباله. - عامل لينا فيها راجل يعنى؟ (الحيوانات) الفى الغابه ديل كلهم عارفين عندى سبعه عمارات… يعنى إنت شاطر عاوز تجيبا فى الجريدة؟ - (الثعلب) فى لماضه) : يعنى إنت ورثتها من أبوك والا إغتربت ليها ..ما(لغف) ساكت - (النمر يهوى بيده صافعا الثعلب ): إنت خليك فى قلة أدبك دى شوف أنا أعمل ليك شنو؟ - يعنى ح تعمل ليا شنو (ياحرامى ) .. وما أن سمع (النمر) كلمة (حلرامى) حتى هاج وماج وأخذ يضرب (الثعلب) بدون رأفه وبصوره عشوائيه وفى اى مكان من جسده …. ولم يتركه الا جثه هامده.. فى اليوم التالى وفى خبر صغير وزعته وكالة أنباء الغابة للصحف جاء فيه التالى : بينما كان الثعلب يعبر الشارع المؤدى الى جهاز أمن الغابة دهسته سيارة يقودها (القرد) مما أودى بحياته.. هذا وقد تبين أن (القرد) كان يقود السيارة تحت تأثير الكحول. إتجهت معظم حيوانات الغابه صوب منزل (الثعلب) لمواساة زوجته واطفاله الذين أخذوا يتمرغون (بالتراب) بينما اجهشت النساء بالبكاء والصراخ والعويل فهذه (الزرافه) تولول وتنوح وتوصف : - ووب عليا .. يا أب صوف يا الما بتعرف الخوف .. أحى يا ود أمى يا ما بتحرق البخور وما بتخاف من (النمور) … - وتحت شجرة أخرى كانت النعامه تهيل التراب على رأسها وهى تولول وتقول: أحى .. أحى .. ياود امى الكتلوك (الهمباته) ورقدوك (السباته) ..حى وووب حى وووب يا الكشفت ( المستور) وخشيت القبور.. (ثم قالت وهى تقشقش دموعها ) - هو الثعلب ما قال الحقيقة والله (الصقر) الحى وموجود دا قبل مده قال ليا كنت طائر بفتش ليا فى (سجائر) لقيت ليكى النمر قاعد يلقط فى الإيجارات … اما القرنتية وما ان رأت (الجثمان) وهو يخرج من منزل الثعلب الا واخذت فى الصراخ : حى وووب ..حى وووب ..حى وووب ..حى وووب حى وووب ..حى وووب ..حى وووب ..حى أحى أحى حليلك يا النضيف يالظريف يالما بتعرف (المظاريف) حليلك يا الجبت الشمارات وطلعت (العمارات) ..وووب .. وووب . انتهى العزاء ولكن بعد أن تكون فى الغابه رأى عام بأن الثعلب قد مات فداء للغابه مضحيا من اجل حيواناتها بمحاولته لكشف فساد (النمر) لذلك فقد فكر (النمر) أن يستقبل كنوع من (المخارجه) : - والله ياملك الغابه أنا عاوز استقيل بقيت ما عارف أودى وشى وين من (الحيوانات) دى .. - (فى تهكم) : خلاص عاوزتتفرغ للتشطيبات . - لا أصلو .. - شوف يا (النمر) أنت لو إستقلت ح تتعبنا ساكت لأنو بعد شويه تانى ح نشوف ليك وزارة نختك فيها عشان كده أنا كلمت ليك (مدير جهازأمن الغابه ) يتكتك ليك موضوع (الثعلب) ده ويحلك منو بالفعل قام (مدير جهاز أمن الغابة) بتوضيب وإخراج (مسرحية) من اجل إبعاد الشبهه عن (النمر) واعادة الهدوء للغابه. تم اقناع (القرد) بتقديمه اللى محاكمة صوريه بتهمة قتل (الثعلب ) عن طريق دهسه بالسيارة عن سبق الاصرار والترصد وذلك حتى يتم نفى التهمة التى تتداولها مجالس الغابه والتى تتهم (النمر) بلإغتيال وقد وافق (القرد) على القيام بدور المتهم فى تلك المسرحية. المحاكمة: إنتشرت قوات حفظ النظام فى جميع الطرق المؤدية إلى مبنى (محكمة الغابة) .. تقاطرت (الحيوانات لرؤية (القرد) الذى تم إحضاره فى سيارة (مصفحة) تم إدخالها إلى قاعة المحكمة فى موازاة (قفص الإتهام) الذى أدخل إليه (القرد) وهو مكبل اليدين والرجلين بينما كانت كاميرات (القنوات الفضائية) تسجل احداث المحاكمة فى (بث مباشرعلى الهواء) . وبعد أن إستمعت المحكمة إلى شهود الإتهام الذين جهزهم (النمر) لأداء المهمة والذين أكدوا بأن للقرد (ضغائن وأحقاد ) سابقة مع (الثعلب) وأن قتله له بالسيارة كان مع سبق الإصرار والترصد رفعت الجلسة للنطق بالحكم . حيثيات الحكم : لقد وجدتك المحكمة مذنباً تحت المادة 130 من قانون عقوبات الغابة وذلك بقتلك المدعو (الثعلب) مع سبق الاصرار والترصد وحكمت عليك بالاعدام شنقاً حتى الموت …………… محكمة إلى هنا والأمر يسير وفق الخطة التى تم الإتفاق عليها ووفق (المسرحية) التى وافق (القرد) على المشاركة فيها ولكن وعلى عكس ما كان يتوقعه (القرد) فبدلاً من وضعه فى (العربة المصفحة) وإعادته إلى السجن ومن ثم إطلاق سراحه فقد تم إقتياده مباشرة بعد النطق بالحكم إلى خلف مبنى المحكمة حيث نصبت له (مشنقة) تطل على (ميدان) إمتلأ بالحيوانات (الهتيفة) الذين أحضرهم (النمر) وهم يهتفون : يحيا العدل … يحيا العدل … دماء الثعلب لن تضيع … . دماء الثعلب لن تضيع … دماء الثعلب لن تضيع … لن تضيع .. لن تضيع وضع (الفيل الجلاد) الحبل على رقبة (القرد) الذى وقف مذهولاً وهو يصرخ - يا جماعة إتفاقى معاكم ما كان كده … يا جماعه أنا ما كتلت الثعلب …….. ضاعت صيحات (القرد) وسط (الهتافات) بينما كان (الفيل الجلاد) يخاطبه : أركز يا القرد وخليك راجل .. أنت الجماعة ديل عاوزين يخلوك تغش (شعب الغابة) ده كلو ما يغشوك إنت؟؟ الوداك (تمثل) معاهم شنو ؟ (ثم ضغط على مزلاج المشنقه وهو يقول له) : - إتشنق شنقك وخليها مستورة
|
|
Post: #30
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-02-2009, 11:30 AM
Parent: #29
الأعزاء جلسنا مجموعه من الأصدقاء نتحاور في هموم البلد و قادنا الحديث إلي موضوع البوست و طرحت العديد من التساؤلات قرت أن أحملها لهذا البوست إثراء للنقاش. هل نحن في زمن تراجعت فيه قيمة الكتابة والكاتب ? كم عدد الذين يقرأون الصحف غير الرياضية ? كم عدد يصدر من الرأي العام يوميا? كم عدد الذين لديهم الفرصة الحماس والمقدرة للدخول للإنترنت? هل الإجابة علي هذه التساؤلات تستطيع أن تقدم لنا جزء ولو بسيط مفسرا عدم إنتشار الفاتح جبرا بالقدر الذي يتناسب مع إبداعه?
|
Post: #31
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-02-2009, 11:48 AM
Parent: #30
الأعزاء قد يتساءل البعض عن ماهي الأسباب التي تجعلنا نؤمن بأن الفاتح جبرا مبدع يستحق الإنتشار? لا أدعي الأحاطة بعلوم النقد و التحليل الفني ولكن كقارئ أستطيع أن أحصر كثير من التفاصيل التي تجعلني أستشعر قيم الجمال في كتاباته و فوق ذلك إحساسي الداخلي بالمتعة لهو خير معيار ذاتي بإبدعه. لانختلف بأنه أدب السهل الممتنع الخالي من التعقيد النابع من التفاصيل اليومية التي نعيشها في كل صباح فتجد نفسك تعيش تفاصيلها فهي تفاصيلك تتفاعل معها فرحا وغضبا وسخرية.تساعدك في غسل أدران الحزن و الإحباط تفرغ شلالات الغضب المكبوت وتعيد إليك جزء من توازنك المفقود فإن لم يكن هذا هو الإبداع فماذا يكون?
|
Post: #32
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-02-2009, 12:25 PM
Parent: #31
الأعزاء لا يقوم بالتغيير إلا أصحاب المصلحة الحقيقية. وصاحب المصلحة الحقيقة في قيام دولة العدل و القانون هو هذا الشعب الذي إكتوي بنيران الحروب والقهر الفساد وإنعدام سيادة القانون. ليقود الشعب عجلة التغيير يجب أن يمتلك من الوعي و الإدراك الذي يري به الظلم والفساد مهما تغلف أو تزين بدعاوي الخير والفضيلة. يصبح واجب أحزابنا التي تسعي لبناء دولة القانون أن تسعي لتمليك الشعب مفاتيح الوعي فهي لن تناضل عنه بالوكالة. لانحتاج لكثير عنا لنري إن جهد أحزابنا في تعرية الواقع ونشر الوعي لا يسر و لايبشر بالخير.الحزبين الكبيرين لا يمتلكان صحف وإصدارات للتواصل مع جماهيرهم الحزب الشيوعي له جريدة إسبوعيةتتجاوزها الأحداث كثيرا.التجمع قبل وفاته قضي سنين حياته في المنافي دون أن تكون إصدارة يومية منتظمة' القوي الديمقراطيةمنظمة و غير منظمة في فشلت معركة نشر الوعي أين الدراسات العلمية الموثقة للتدهور في الخدمات الصحية? أين الدراسات العلمية الموثقة للتدهور في التعليم العام والعالي? الفساد?القطاع الصناعي?الزراعي?الخدمة المدنية? و القائمة تطول تحكي عن فشلنا في الدراسة و التوثيق التحليل لهذا الواقع الكارثة. وسط هذا الفشل تنبع محاولات و أشراقات تحاول التوثيق فإن لم نستطيع القيام بواجبنا في نشر الوعي فعلينا علي الأقل دعم هذه الإشراقات حتي لا تصاب مثلنا بداء الترهل والقبول بالأمر الواقع. أو القبول باللاجدوي من التغير والتحسر علي أيام زمان.
الأعزاء الفاتح جبرا من هذا الإشراقات ينحت في الصخر ليقدم حروفا ساحرة ساخرة تعري الزيف وتحارب الظلم والفساد.
|
Post: #33
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: اسعد الريفى
Date: 06-02-2009, 08:31 PM
Parent: #32
الاستاذ مجدى اسحق تحيلتى لا أعرف أدبيات النقد و لا أدعى ثقافة .. و بحمدالله نلت من التعليم ما يكفينى لفك طلاسم الصحف و قراءة اللافتات و الاطلاع على ما يجرى حولى " مقرؤا" . و أستاذى الفاتح جبرا حباه الله قدرة على مخاطبة أمثالى ، بلغة نفهمها و عبارات نستطيع تفسيرها ، فهو و إن ابتعد عن الديالكتيك و الجدلية و العبارات المنتقاة المتخمة بالجناس و الطباق و التورية .. و كفانا مقاربات كينز و فريدمان و سيمون دى بوفوار و جنبنا شرور فائض القيمة و النشؤ و الارتقاء و قواعد الارتكاز و ارتكاز القاعدة .. أسس لنا مدرسة " كشف المستور فى عظائم الامور" بكلمات من قلمه مباشرة الى عقول صدئة مشبعة باحباط الحاضر الذى أغتال أمسنا .. و ها هو يأتى على مستقبلنا ... كما النار فى "الهشيم ".. بما يكتب .. ترن أجراس الخطر و تومض أشارات التحذير .. لقوم يعقلون
Quote: قد يتساءل البعض عن ماهي الأسباب التي تجعلنا نؤمن بأن الفاتح جبرا مبدع يستحق الإنتشار? لا أدعي الأحاطة بعلوم النقد و التحليل الفني ولكن كقارئ أستطيع أن أحصر كثير من التفاصيل التي تجعلني أستشعر قيم الجمال في كتاباته و فوق ذلك إحساسي الداخلي بالمتعة لهو خير معيار ذاتي بإبدعه. لانختلف بأنه أدب السهل الممتنع الخالي من التعقيد النابع من التفاصيل اليومية التي نعيشها في كل صباح فتجد نفسك تعيش تفاصيلها فهي تفاصيلك تتفاعل معها فرحا وغضبا وسخرية.تساعدك في غسل أدران الحزن و الإحباط تفرغ شلالات الغضب المكبوت وتعيد إليك جزء من توازنك المفقود فإن لم يكن هذا هو الإبداع فماذا يكون |
|
Post: #36
Title: مستشاراً لشئون (التنفيس)
Author: اسعد الريفى
Date: 06-02-2009, 10:44 PM
Parent: #33
الفاتح جبرا فى كلامو عن نفسو كمستشار لشئون (التنفيس) كتب : أبو ناجي (6 سنوات) ونشوى (3 سنوات) … محاضر (نظم معلومات) وتحديداً (تحليل وتصميم نظم المعلومات) يعنى systems analysis and design بعدد من الجامعات السودانية وساكن (اب روف - أم درمان )
قبل السوداني كنت أكتب فى صحيفة (الخرطوم) 1996-1999 فى صفحة إسمها (مساحات حرة) أيام كانت بتصدر فى القاهرة وبعد أن عاودت الصدور من الداخل كنت أكتب مقالاً أسبوعياً بعنوان (شبابيك) كل يوم (إثنين)
السيناريوهات
كل السيناريوهات التى كتبتها أكتبها على الكيبورد مباشرة ولا تستغرق منى أكثر من ساعة (وده فى حالت (لاحظ حالت دى بالتاء المفتوحة) كونو إنو (الفكرة موجودة) وكمان (شيطان الكتابة موجود) - أعنى كل معينات الكتابة متوفرة- أما عندما لا يكون هنالك (شيطان) - أى المعينات غير متوفرة- فبتبقى القصة طويلة والزول بيحس بإنو عادى جدا وما بقدر يكتب ليهو جملة مفيده !!!
قصصص السيناريوهات ومواضيعها بتجى من معايشة المجتمع الحقيقية والحمدلله نحن منو وبنعايش دقائق الحياة بتاعتو وتفاصيلها .. ويمكنك أن تعود لجزئية بسيطه فى آخر سيناريوهات (حكاية أيوب) أنظر (أيوب ومعجون الأسنان) !! ترى كم من (متفوه بلسان حزب) أو (حكومة) مر بذات تجربة أيوب هذى وقام (بعصر) و(مصر) و(شق بطن) المعجون !!!
(السيناريو) فكرتو دائما بتجى متأخرة يعنى ما قبل يوم (التلاتاء) ، كتابة السيناريو ذاتا ما بتآخد معاى وكت كتير لكن المشكلة دائما فى الفكرة والتى غالبا ما تأتى نتاج لملاحظة أو (قرار) أو خلافه والكتابة (الساخرة) بالطبع هى نتاج (للمتناقضات) و (المفارقات) والضغوط فهى تتناسب عكسياً مع مساحة (الحرية المتاحة) بمعنى أنه كلما قلت مساحة (الحرية) زادت مساحة (السخرية!!) أما طقوس (الكتابة) فليست لى طقوس معينة أنا أكتب فى الساعات الأولى للصباح (على الكيبورد مباشرة!!) مع سيجارة (برنجى) وفنجان (قهوة) - بدون سكر-
شخصية (بدرالدين) أنا ببقى ليهو (عمو) ولأنو السرد القصصى المباشرة فيهو أحسن من (اللولوة) قمت عملتو (ولدى)!!
كتابة النصوص الدرامية
(كتابة النصوص الدرامية) … معقول بس أكتب ليا نص درامى تكون فيهو (هند) داخل المطبخ مع (هنادى) والإتنين لابسين تياب وأكمام طويلة ورابطين راســــهم ديل قاعدين (يطبخو ولا فى مؤتمر صحفى) !! وتلاقى (هند وهنادى) نفسهم - فى الواقع - واقفات فى (محطة المواصلات) - خليك من بيت العرس (داك كلامو براهو )- لابسات (إسكيرت وبلوزة) ده كلام واقعيا ما بحصل وعشان (الفن) هو (إنعكـاس) للواقع لذلك فأنا لا أود أن أشارك فى إى عمليات تزييف (شوزوفرينية)!!!
تحليل نظم !!
العلاقة بين دراسة تحليل وتصميم نظم المعلومات وبين (كتابة السيناريوهات) علاقة وطيده للحد البعيد فالسيناريوهات من الناحية (البنيوية) تشابه إلى حد كبير (النظام الكبير) الذى تندرج تحته عدداً من الأنظمة الفرعية sub systems والتى هى التداعيات المختلفة التى تتعرض لها (السيناريوهات) فى ظل (الحبكة الرئيسية) !! أكيد (تحليل وتصميم النظم) هو الأصل فبفضله كان (المنطق) و(التسلسل) و(البداية) و(النهاية) التى تجدها فى (السيناريوهات) !!
القراءة
بقرأ لمنو ؟؟ … القراية بقت مشكلة وبعدين أنحنا نشترى شنو وإلأ شنو وإلا شنو وإلا (شنو) ؟ - لا حظ شنو الأخيرة دى؟- يعنى نقرأ وإلا نشترى (جمرة) وإلا ناكل وإلا نشرب وإلا نتعالج وإلا نعلم الأولاد وإلأ نشحن الموبايلات وإلا نعمل شنو تطير عيشتنا !! عموما البركة فى أخوانا (المتغربين) الدولة ما مريحاهم وأنحنا كمان ما مرحينهم مرة مرة بنطلب منهم يرسلو لينا (كتب) .. أما عن الناس القاعد أقرأ ليهم فهم كتار أهمهم من (الخواجات) واحد إسمو (توم شارب) وقد لفت نظرى إليه الأخ العزيز (أبو الجعافر) وواحد تانى إسمو (جوزيف هيلر) وبرضو فى الكاتب التركى الساخر (عزيز ينسين) أما أخوانا العرب فهنالك الأستاذ محمود السعدنى وعلى سالم وآخرين
كسرة :لا أعتبر نفسي سوى ا (مواطن) معطوب القلب واهن الجسد يمسك بقلم PIC ليكتب هذه (النصوص) كمنشور (مشفر) حصرياً (للقارئ) حتى إذا ما فك شفرته إعترته حالة من الضحك المؤلم لما آل إليه حال (الوطن) !!
كسرة تانية: أنا أتهم نفسى بمساعدة (السلطة) بتنفيس (ضغط) الشعب ومنعة من الإنفجار !! لذلك أطالب بدخولى (القصر) مستشاراً لشئون (التنفيس) !! http://www.alfatihgabra.com/?page_id=2
|
Post: #37
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-03-2009, 09:16 AM
Parent: #33
العزيز أسعد أعجبني هذا المقطع الجميل في ردك و سأعود لك لاحقا لك الود
Quote: أسس لنا مدرسة " كشف المستور فى عظائم الامور" بكلمات من قلمه مباشرة الى عقول صدئة مشبعة باحباط الحاضر الذى أغتال أمسنا .. و ها هو يأتى على مستقبلنا ... كما النار فى "الهشيم ".. بما يكتب .. ترن أجراس الخطر و تومض أشارات التحذير .. لقوم يعقلون
|
|
Post: #34
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: عزاز شامي
Date: 06-02-2009, 08:43 PM
Parent: #1
انحناءة و احترام لقلمه وتوثيقه الموجع ليوميات المواطن السوداني
|
Post: #35
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: عمر عبد الله فضل المولى
Date: 06-02-2009, 10:21 PM
Parent: #34
Quote: .إذا كان رئيس وزراء (اليابان) قاعد يستخدم (عجلة) فى تنقلاتو ولمن يكون متأخر قاعد يقوم (سدارى) يعنى إنتو يا (مسؤولينا) أحسن منو؟؟ واللا بلدنا أغنى من (اليابان)؟؟ أها تانى بس (ركشات) نشوفكم تانى ح (تظللوا) شنو؟؟ قزاز مافى!!!.
|
مبدع وفنان هذا الرجل له كل التقدير والاحترام
|
Post: #38
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-03-2009, 03:19 PM
Parent: #35
الأعزاء عزاز وعمر نعم لا شك في إبداع الفاتح جبرا ولكن يظل السؤال مطروحا هل يتناسب انتشار الفاتح جبرا وإبداعه. وإذا إتفقنا علي إن إبداعه يتجاوز إنتشاره بمراحل............. يحق لنا أن نتساءل لماذا? لكم الود
|
Post: #39
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-03-2009, 03:48 PM
Parent: #38
العزيز أسعد كثيرا ما أشعر بأننا ديناصورات نعيش خارج الزمن وإننا نسبح عكس التيار.أذكر في عهد نميري كيف نتخاطف أشعار حميد ومحجوب شريف وكيف كنا نحتفل بأي مقال أو بيان يعري دولة الظلم نفرح بالمناشير والميدان السرية ومجلة الدستور نتناقلها بيننا ككنز عزيز نشعر إنه علينا فرض عين بأن ننشرها لأكبر عدد لتتسع دائرة المعرفه بسيئات الديكتاتورية. حاولت كثيرا أن أحافظ علي جذوة الحماس متقدة ولكن........... كم من المرات تقابلنا حوائط الصد القائمة علي السلبية الرافضة أن يكون لها حتي ولو محدود.طرحت علي بعض الأصدقاء فكرة أن نقوم بإرسال ابداع جبرا كرسائل بالإنترنيت إسبوعيا لقائمة أصدقائنا ونطالبهم بإرسالها لأصدقائهم وكان الحماس عظيما ولم يمر إسبوع إلا و أصبحت الفكرة مجرد ذكريات. نعم إن طريق الوعي والتغيير يحتاج لوقت ليأتي أكله و لكن ماذا علينا أن نفعل لنضمن إن غرس الفاتح جبرا قد وجد طريقه لكل الأراضي البور ليصبح غرسا يسر الناظرين وليستظل به شعبنا في هجير الظلم ودروب التغيير ولك الود
|
Post: #40
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-04-2009, 09:48 AM
Parent: #39
العزيزـأسعد إلي أي مدي تغيرت تركيبتنا و صفاتنا كشعب? كيف إستطاع هذا التردي والإنهيار من سلبنا أجمل ما فينا? هل نحن نحلم بوطن وشعب في خيالنا نستحضره من الماضي الجميل ليحمينا من هجير الحاضر الكالح و المستقبل المظلم? هل هذا هو شعبنا هل مازال كما عهدناه وكما غنينا له ولخصاله أم إن سنين القهر والتيه قد تركت بصماتها الصدئة عليه? استحضر سيناريو شعب جديد بإعتباره تجسيد جميل وذكي لهذه التساؤلات التي مازلنا نبحث لها عن إجابة.لك الود
Quote: شعب جديد !
إمتلات البلاد بشائعه غريبة ليست ككل الشائعات التى درج المواطنون على سماعها ، شائعه عصية على التصديق بعيدة عن الواقع لكن رقعه إتساع إنتشارها كانت تزداد يوما بعد يوم
كان البعض يقابلها بالتندر والسخرية والتهكم بينما يرى البعض الآخر بأن كل شئ ممكن وليس هنالك مستحيل ، فى قهوة العامل التى يتخذها (عمال اليومية) و(الأسطوات) من (كهربجية) و(نقاشين) وسباكين) وخلافه جلس الأسطى (بابكر النقاش) وهو يضع كوب حليب وصحن صغير عليه قطع من (اللقيمات) يخاطب المعلم (عباس المكانيكى) الذى كان يمسك بسجارة (برنجى) ينفث دخانها فى الهواء: - (وهو يمسك بقطعه لقيمات يدخلها فى فمة رافعا كباية الشاى) : سمعت الكلام البقولوهو الناس ده يا معلم - كلام شنو يا اسطى بابكر؟ - الإشاعه القالو فيها إنو الحكومة عاوزة …. - (مقاطعا وهو يضحك) : ياخى دى إشاعه قديمة مش بتاعت إنو الحكومة عاوزة تغيرنا دى - بس ياها أى زول تلقاهو بيتكلم بالكلام ده ؟ تفتكر إنو الكلام ده صاح ؟ - (ضاحكا) : تغيرنا؟ تغيرنا كيف أصلو نحنا (زيت مكنة) ؟ - زيت مكنة زيت سمسم شوف يا (معلم بابكر) الجماعه ديل قالو عاوزين يغيرو الشعب ده ويجيبو شعب تانى - والله يا اسطى بابكر الجماعه ديل حاجه بتغلبهم مافى – وهو يضحك- والله مش يغيروكم ساكت والله يبدلو بيكم عده !!
إنتشرت (الإشاعه) وصارت حديث الناس فى كافة الأماكن والمجالس حتى ربات البيوت اللواتى لا دخل لهن بالسياسة والأخبار فبعد أن قامت (سعاد) بإعداد شاى الصباح لزوجها (أمين) وخرج أطفالها إلى المدارس وبينما كانت تقوم (بمضايرت العدة) ووضعها فى حوض الغسيل إذ دخلت عليها جارتها ( أمينة ) : - إنتى ما سمعتى بى الحكومة قالو دايرة تعمل شنو يا سعاد؟ - (فى عدم إندهاش) : يعنى عاوزة تعمل شنو؟ هى الحكومة دى ما كل يوم بتعمل - لا المرة دى بس بالغت شوية يا سعاد؟ - يعنى شنو عملت كيلو الطماطم بى عشرين ألف وإلا عملت الرغيفة بى ألفين - يا ريت والله يا سعاد ياختى ؟ - فى (خلعة) : شنو زادو البنزين تااانى ؟ - الحكاية لو (زيادات) ما كويس يا سعاد - (فى إندهاش) : شنو تخفيضات ؟ - تزغرد فى صوت خافت اليويو يو يووووووى – خفضوا لينا شنو يا أمينة ؟ (الغاز) ؟ والله الغاز ده قطع قلبى يوم والتانى والأنبوبة فاضية وأربعطاشر ألف ! - إنتى جنيتى يا سعاد أمانه فى ذمتك الحكومة دى ليها تسعطاشر سنة يوم خفضت ليها حاجه ؟ - آآى بالحيل خفضت ! - أها الشئ الخفضتو وما عارفنو ده شنو ؟ - بتخفض لينا (تيار الكهرباء) لحدت (التلاجات) دى مكناتا تقعد تكورك !! (يضحكان معا ثم تعود سعاد للسؤال) - عليك الله يا أمينة كان ما قلتى ليا الحكومة قالو عاوزة تعمل شنو؟ - والله يا سعاد بالأول أنا ما صدقت لمن الكلام ده الناس الفى البلد ديل كووولهم قاعدين يقولو فيهو - عليكى الله يا أمينة قولى ليا طوالى حرقتى ليا روحى - أها الحكايه وما فيها قالو ليكى الحكومة قالو عايزة تغير الشعب ده وتجيب ليها شعب تانى ! - أجى يا بنات أمى؟ وانحنا يودونا وين؟ يبدلو بينا (عدة) ! - والله ياهو ده الكلام البقولوهو قالو الشعب ده ما نافع عاوزين ليهم شعب تانى ! - والله ياهو الفضل يا بت أمى قال شنو رضينا بالهم .. والله قسما عظما يجيبو لينا ناس من برة إلا ندقهم دق العيش !
فى الكورة : فى مدرجات تمرين فريق (الثعالب) جلس المشجع ( تور الخلا) ومعه المشجع (خضر طحنية) يتابعان التمرين مع عدد من المشجعين : - هسع بالله قول الحكومة دى جابت ليها شعب تانى ؟ تجيب ليها هلال مريخ من وين؟ - يا زول ها .. هلال مريخ شنو ومرض شنو؟ عليكم الله هسه دى كورة ذى كورة العالم الشايفنها دى؟ - والله كلامك صاح خليهم يجيبو ليهم شعب تانى إحتمال الكورة عندو تتطور بدل كورتنا القاعده فى محلها دى ! – والله يا جماعه هى دى (ما المشكلة)؟ - (بصوت واااحد) : طيب المشكلة شنو؟ - المشكلة كان غيرو الشعب يجيبو ليهم (شداد) من وين ؟؟!!
إجتماع هام : - يا جماعه أنا شايف إنو الحكاية بتاعت إننا ماشين نستورد لينا شعب دى ملت الدنيا والناس كلها عرفتا فحقو نستعجل الموضوع ده شويه - والله كلام سعادتك صاح خاصة إنو الإنتخابات قربت ( والشعب) ده ما مضمون يقوم يمقلبنا ساكت ! - أنا بفتكر دى هسه ما المشكلة؟ - طيب المشكلو وين؟ - المشكلة الشعب ده نوديهو وين؟ - أنا أ فتكر دى بسيطه ؟ نعرضو فى مزاد (الشعوب) - والله ما يجيب (تعريفه) ! الشعب ده أول حاجه معظمو (شايل المرض) وحايم بيهو ، شئ (سؤ تغذيه) وشئ (فشل كلوى) وشئ (ملاريات) وشئ (بولهارسيات) ده غير (الأمية) و(الجهل) - (معترضا) : والكرم والشهامة والمروة و … - يا شيخنا كرم شنو وشهامة شنو دى حاجات بقت ما بتأثر فى (اسعار) الشعوب ، أسعار الشعب بقت تأثر فيها (الصحة) والبيئة والتعليم والتكنولوجيا والحاجات دى – يلتفت إليه – قال شهامة قال !! - طيب يا جماعت الخير يعنى (الشعب) ده نوديهو وين؟ - والله أنا بفتكر نوديهو (المنطقة الصناعية) أول حاجه نعمل ليهو (عمرة كاااملة) ونعمل ليهو فرش وبوهية وبعدين نجى (نسوقو) سنة سنتين حتين (نبدلو ) !! - فعلا دى مشكلة لأنو أول ما نجيب الشعب الجديد لازم نتخارج من الشعب ده عشان ما يكون هناك فراغ ! - والله يا جماعة أنا ما شايف إنو فى لزوم هسه لى مسألة إستيراد شعب دى … والله شعبنا ده (هدى ورضى) والواحد ممكن ياكل (ويسف) كمان ويقش أيدو فى (هدومو) ما يعمل ليهو حاجه ، إنا غايتو بفتكر يا جماعة الخيرإنو نصبر عليهو شوية !! - لا .. لا.. لا.. إلا نصبر عليهو دى .. الشعب ده بقى متعب شديد وعاوز ليهو مجهود جبار لى إدارتو - والله كلام سعادتك صحيح شعب بقى غير (النقة) ما عندو حاجه - والله فعلا .. (نقتو) بقت كتيرة .. الرسوم كترت علينا .. الجبايات طلعت عيننا .. الضرائب كسرت ضهرنا .. الما بعرف داك عمل لينا شنو ما بعرف - لا وده كلو كوم و(الحركات) كوم .. كل خمسة تنفار عملو ليهم (حركة) مسلحة (وناطق رسمى) وقالو عاوزين نصيبهم فى (السلطة) و(الثروة) التقول عملو معانا (الإنقلاب) ! - لا ومافى حاجه عاجبه الشعب ده .. الإنجازات الكتيرة دى كلها ما شايفا .. خمسة كبارى .. وسبعه طرق وسبعميت (جامعه) .. ويقولو ليك برضو معقول (عشرين سنة) وديل بس ؟ - لا وكمان ده شعب عند (مرضه) غريبة جدا.. كل دقيقه يقول ليك (قروش) البترول بتمشى وين .. قروش البترول بتمشى وين؟؟ التقول قاعدين ندخلا فى جيوبنا .. هى كلها خمسميت .. ستميت مليون دولار فى الشهر .. بالله دى قروش هسه الشعب ده يسال منها ويعمل لينا (فلقت دماغ) .. لا لا لازم نشوف (شعب) غيرو (مطيع) و(سكوت) ! - ما قلت لينا سعادتك لكن نعمل فى الشعب ده شنو؟ ونوديهو وين؟ - والله مافى طريقه غير نوديهو سوق (الخردة) بتاعت الشعوب نبيعو هناك لأنو مفيش حكومة ح تشتريهو ! - والله كلام سعادتك صاح ونتم عليهو نشترى شعب جديد !
مسيرة إسترحام : تسربت مضابط حوار ما جاء فى ذلك الإجتماع الذى حضره المسئولون إلى بعض قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى فبدأوا فى عقد الإجتماعات والتشاور حول هذا الأمر حيث كانت نتيجة الإجتماعات هى أن تقوم الأحزاب مجتمعه متضامنة مع منظمات المجتمع المدنى وبقية أفراد (الشعب الفضل) بتسيير مسيرة هادرة تطوفشوارع العاصمة طالبة من الحكومة التريث فى إتخاذ ذلك القرار الخطير وتسليم المسئولين مذكرة إحتجاج بذلك حيث إحتشد الجمع يحملون اللافتات التى كتب عليها : - قبل ما تبيعونا كدى تااانى جربونا - مالكم علينا ما (سادين أضنينا) - أها وبعدين نمشى وين؟
على الرغم من أن (الحكومة) لم تمنح تصريحا واحدا لقيام مظاهرة مناهضة لها إلا أن هذه المظاهرة التى قام بها (الشعب) مترجيا الحكومة عدم إستبداله لم يتعرض لها أحدا بسؤ حيث يعلم المسئولون بانها سوف تكون آخر مظاهرة يقوم بها الشعب الفضل قبل أن تقوم بإستبداله، مضت التظاهرة فى صمت والمتظاهرون يرفعون اللافتات التى تستجدى الحكومة التريث فى الأمر ومراجعه قرارها بينما كان المواطنون ينتحبون بصوت عال ويجهشون بالبكاء وهم يحملون (المناديل الورقيه) يمسحون بها دموعهم التى سالت حتى بللت ثيابهم ، وعند الميدان الكبير توقفت المسيرة حيث إعتلى ممثل الشعب المنصة ليلقى خطابا وهو يمسح عينية بمنديل من أثر البكاء: أخوانى وأخواتى أبناء الشعب الفضل … (ينظر فى وجوههم ثم ينفجر باكيا) .. بيل .. بيل بياللهى نحنا هئ هئ هئ هئ هسه هئ هئ هئ هئ عملنا للناس ديل حاجه؟؟ .. بس شنو البخليهم يفكرو هئ هئ هئ هئ يبيعونا ويجيبو ليهم شعب تاانى … رابطين الحزام عشرين سنة ما قلنا بغم ساكت .. - البنزين يزيد - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الرغيف يزيد - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الكهرباء تقطع - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الموية تقطع - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - نتعلم بى قروشنا - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - نتعالج بى قروشنا - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الخريف يجى - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - والشوارع تتملى - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - يشيلو الرسوم - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - ندفع المعلوم - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - ندفع الجبايات - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - نسمع الحكايات - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
من داخل الصفوف تخرج إمرأة (كبارية) وقد لفت ثوبها حول وسطها وهى (تثكل) وتهيل التراب على وجهها - ووووووووووووووووب ووب وووب ووب عاد الليله نمشى وين ؟ ونقبل وين ؟ أحياااا يا ولاد أمى المغصة ما كاتلانى … مسكونا لحم ورمونا (عضم) ووب – سكته - ووب – سكته - ووب -سكتة- وووووووووووووووووب !! ووب يا الصبرنا ليكم وما نفع فيكم … وووووووب يا العاوزين تبيعونا وتمشو تخلونا وووب ووب - (إمرأة أخرى تتجه نحوها) : إستغفرى إستغفرى يا بت أمى كدى شيلى المنديل ده أمسحى دموعك ديل ده ياهو حال (الحكومات)
المتحدث يواصل من المنصة : هسه يا جماعه فى داعى للقرار ده … يعنى الشعب ال ح يجيبوهو ده ح يكون (أحسن مننا) – وهو ينتحب – ما قافلين خشمنا ده علينا ومن صباحات الرحمن نحنا جاريين نكابس فى لقمة العيش …أيش ش ش (ثم نحيب عال) أأأأهاه هاه هاه …أهه أهه… ثم يمسح دموعه ويقف وهو حسير ويواصل متصنعاً الثبات - بإسمكم أيها الشعب الفضل بقول للمسئولين أدونا فرصة تانية وما تتسرعو والله نحنا .. نحنا .. نحنا (يبكى فى ألم) .. ما ح تلاقو ذينا كلو كلو …والس س س لا لا لا ممم عليكم …
وسط الدموع والنحيب واصلت التظاهرة السلمية مسيرتها حيث تم تسليم (مذكرة) إسترحام ممهورة بتوقيع مجموع أفراد الشعب الفضل تطالب المسئولين بإيقاف تنفيذ القرار وتعدهم بأنهم سوف يكونون أكثر طاعة وخضوع !!
مناقشة المذكرة : إجتمع المسئولون لمناقشة المذكرة (الإسترحامية) التى تقدم بها أفراد الشعب الفضل حيث تضاربت الآراء إلا أن أغلبيتها كانت فى صالح قرار (إستيراد) شعب جديد - والله أنا شايف إنو نمضى قدما فى شراء وإستقدام (شعب) تانى بالمواصفات العاوزنها - والله أنا أوافق سعادتك يعملو لينا فيها مساكيييين كده وبعد شوية تلقى (اللساتك) محروقه فى الشوارع والإضرابات واشنو ما بعرفو داك ! - لا وكل شوية رئيس حزب ناطى عاوز ليهو كم مليار (جبر ضرر) وما عارف أيه ! لا لا لا نغيرو طوالى - يعنى هسه رأئكم الأخير شنو؟ - (بصوت واحد) : الشعب ده لازم يتغير - لكن الجماعه ديل (بكوا عديييل) وقالو يدوهم فرصة ح يمشو على العجين ما يلخبطوهو ! - والله شوف سعادتك .. على العجين على الهجين ده كلو كلام ساااكت والله يلقو فينا فرصة ينسو الكلام ده كلو - والله فعلن أحسن (نغيرهم) .. خلاص بكرة نمشى مع الوفد الكوناهو للشركة العالمية ( لتصنيع الشعوب) نعزل لينا شعب حسب المواصفات الدايرنها ونجيبو بدل الشعب الفضل ده !
فى الشركة العالمية : فى المطار الخاص بالشركة العالمية لتصنيع الحكام والشعوب حطت الطائرة التى يرفرف عليها عليها علم (الدولة) الأخضر ، مدير الشركة وأعضاء مجلس الإدارة يقفون صفا مرحبين (بالزبائن) الجدد ، الطائرة تقف يفتح الباب ينزل (المسئول) يتبعه (وفد عال المستوى) ، بعد الترحيب والإستقبال يتم نقلهم بواسطة عربات فارهه إلى مبانى المصنع حيث يستهل (مدير مبيعات الشركة) الحديث : مدير المبيعات : هذه الشركة كما تعلمون سيادتكم تقوم بتصنيع حكام وشعوب فماذا تطلبون بالتحديد ؟ المسئول : تغيير حكام شنو يا شيخ ؟ والله نحنا لمن (نكنكش) تانى سبحان من يغيرنا مدير المبيعات : هل أفهم من ذلك أنكم تريدون تغيير الشعب؟ المسئول : طبعا طبعا أكيد قطع شك ودى عاوزة ليها كلام ؟ ! مدير المبيعات : ولماذا تريدون تغييره ؟ المسئول : والله ذى ما تقول كده مسالة بتاعت (صلاحية وكده) مدير المبيعات : كيف ذلك ؟ إننى لا أفهم المسئول : دى عاوزة ليها فهم ما قلنا ليك (صلاحيتو إنتهت) مدير المبيعات : لماذ؟ كم عاما قمتم بإستخدامه ؟ ثمانية أعوام ؟ المسئول : لا لا أكتر شويه مدير المبيعات : إذن إثنى عشر عاما ! المسئول : إنت خليك من مدة إستخدامو دى .. قلنلا ليك صلاحيتو إنتهت عشان كده جينا (نتستبدلو) من عندكم بشعب جديد ونديكم الفرق مدير المبيعات : هذا سيدى غير ممكن بالطبع فنحن معنيون بتصنيع (شعوب) جديده ولا نعمل فى (المستعمل) يمكنكم الذهاب فى هذه الحالة إلى (ورشة تأهيل الشعوب) إذ يمكنكم عمل صيانه لشعبكم هنالك ! أحد أعضاء الوفد مخاطباً مدير المبيعات : لا لا لا صيانة شنو؟ أنحنا خلاص قلبنا أباهو مرة واحده .. عاوزين لينا شعب جديد لنج ؟ شعب يكون (كرت) ! زول حكمو قبل كده مافى عضو من الوفد : يا جماعة ما تأخرونا ساكت لو عندكم نماذج تفرجونا عليها ورونا ليها خلونا ننتهى من القصة دى ؟ ورانا صفقات وبزنس مدير المبيعات : أوكى لدينا نماذج لبعض الشعوب الجاهزة التى تم تصنيعها تعالو معى لأفرجكم عليها يذهب مدير المبيعات يرافقه أعضاء مجلس إدارة الشركة مصطحبين معهم (لوفد) فى جولة لمشاهدة نماذج من الشعوب الجاهزة للبيع ثم يعودون بعد فترة من الوقت وقد إنتهت الجولة ليجلسوا على الطاولة مرة أخرى - مدير المبيعات : أتمنى أن تكونوا قد وجدتم ضالتكم ؟ ألم تجدوا شعبا يناسبكم ؟ - المسئول : دى مواصفات شنو العاملنها للشعوب البتصنعو فيها دى ؟ - مدير المبيعات : ماذا تقصد يا سيدى؟ - المسئول : شنو شعب (ديمقراطى) .. وشعب يؤمن بالتعددية .. وشعب (بيتضحك) عليهو (بصعوبة) .. وشعب لا يسكت على الظلم و شعب .. - مدير المبيعات : إذن ما هى المواصفات التى تطلبونها فى الشعب الذى تودون شراءه ؟ - المسئول : مواصفات كتيرة كدى جيب ليك قلم وورقه وأقعد نكتبا ليك المسئول يقوم بكتابه المواصفات على الورقه ثم يسلمها لمسئول مبيعات الشركة التى يضعها فى داخل (دوسيه) ثم يهب قائما وهو يصافح المسئول : - شكرا يا سيدى .. سوف نقوم بدراسة هذه المواصفات وصناعه شعب لكم بالضبط بالمواصفات التى تريدونها هذه فقط أمهلونا أسبوعا واحدا ليقوم فريق التصنيع والتكاليف لدينا بدراستها وسوف نرسل لكم (الفاتورة) على عنوانكم حتى تقومو بتسديد المبلغ وتأتو لإستلام (الشعب) بعد تجهيزه لكم غادر المسئول يرافقه الوفد عال المستوى الشركة العالمية لتصنيع الحكام والشعوب عائدين إلى البلاد حيث وصلهم بعد أسبوع الخطاب التالى يحمل ترويسة وختم الشركة ممهورا بتوقيع السيد مدير المبيعات :
الساده المسئولين بدولة المشروع الحضارى : تحية طيبة وبعد : بالإشارة إلى زيارتكم لموقع شركتنا بتاريخ كذا وطلبكم تصنيع شعب بالمواصفات التى قمتم بكتابتها لنا يؤسفنا أن نفيدكم بأن فريق التصنيع بالشركة قد توصل إلى إستحالة تصنيع شعب بهذه المواصفات إذ لا يمكننا تصنيع شعب له المقدرة على الصبر على الظلم والفقر والجهل والمرض والفساد فهذه المواصفات لا تنطبق إلا على شعب واحد من شعوب العالم هو (الشعب) الذى تحكمونه الآن ! فأبقوا عليهو TEN ،،
|
|
Post: #41
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-04-2009, 11:42 AM
Parent: #40
Quote: البنزين يزيد - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الرغيف يزيد - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الكهرباء تقطع - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الموية تقطع - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - نتعلم بى قروشنا - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - نتعالج بى قروشنا - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - الخريف يجى - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - والشوارع تتملى - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - يشيلو الرسوم - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - ندفع المعلوم - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - ندفع الجبايات - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة - نسمع الحكايات - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
|
Quote: إستحالة تصنيع شعب بهذه المواصفات إذ لا يمكننا تصنيع شعب له المقدرة على الصبر على الظلم والفقر والجهل والمرض والفساد فهذه المواصفات لا تنطبق إلا على شعب واحد من شعوب العالم هو (الشعب) الذى تحكمونه الآن ! فأبقوا عليهو TEN |
|
Post: #42
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 06-04-2009, 01:22 PM
Parent: #41
الفاتح يوسف جبرا كاتب ساخر يكتب من قلبه بعقل منفتح نحو الآمال فلنعمل له تمثال من محبتنا لانه يوحد الأمة بكتاباته
|
Post: #43
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: اسعد الريفى
Date: 06-05-2009, 08:52 AM
Parent: #42
أحد أعضاء الوفد مخاطباً مدير المبيعات : لا لا لا صيانة شنو؟ أنحنا خلاص قلبنا أباهو مرة واحده .. عاوزين لينا شعب جديد لنج ؟ شعب يكون (كرت) ! زول حكمو قبل كده مافى
|
Post: #44
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-05-2009, 09:25 AM
Parent: #42
العزيز محمد السني وأنت سيد العارفين في مجال الكوميديا هل تري في إبداع الفاتح جبرا مادة خصبة للدراما الإذاعية والتلفزيونية ونحن نعلم كيف تدار الهيئة القومية هل تعتقد إنه يمكن السعي في التفكير في مشروع إنتاج نتضافر فيه سويا نحقق فيه إبداعا حقيقيا يتجاوز الغث الذي يسمح به مقص الرقيب ننشر فيه إبداع جبرا لمدارات جديدة وربما توفر له بعض الدريهمات التي قد تعينه في دوامة الوطن الذي لاتنقضي عجائبه, ولك الود
|
Post: #45
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-05-2009, 09:43 AM
Parent: #44
Quote: الفاتح يوسف جبرا كاتب ساخر يكتب من قلبه بعقل منفتح نحو الآمال فلنعمل له تمثال من محبتنا لانه يوحد الأمة بكتاباته |
أستاذنا محمد السني أتفق معك في حروفك عن مبدعنا وهي شهادة لها قيمتها عندما تأتي من قامة مثل قامتك ولكن أسمح لي بتعديل بسيط حيت إني اؤمن إن الفاتح جبرا لا يوحد كل شعبنا علي حبه إنما يوحد كل قطاعات شعبنا الخيرةالتي تحلم بالعدل والديمقراطية ولكنه يعزل منا كل من تجبر و إكتنز علي معاناة شعبنا فهو نبض كل من يعشق هذا الوطن جامعا محبي الوطن في خندق إبداعه و رصاصة تحاصر أساطين الفساد وتنابلة السلطان في مركبة الخسران والتيه. ولك الود
|
Post: #46
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-06-2009, 07:10 PM
Parent: #45
العزيز د.عبدالعظيم عبدالرحمن عضو المنبر الذي يواجه صعوبة في الدخول في المنبر وهو مازال في إنتظار الرد من بكري أرسل لي هذه المساهمة إحتفاء بالفاتح جبرا بواسطة الإيميل طالبا إنزالها ليقراءها كل من لم يقراءها من قبل فهي في رأيه تعكس أزمة جيل في مقال له الود
Quote: يستفزنى جداً كمسلم إستغلال الدين والآيات القرآنية وحتى (المديح) فى مجالات (التربح) و(التسويق) بكل أشكاله، فللدين قدسيته التى من المفترض أن نربأ بها عن كل ما من شأنه (إنو يجيب الكلام) حيث ينافى ذلك التعاطى مع مقدساته ذلك التعظيم المرجو والمنشود لشعائر الله سبحانه وتعالى ووضعها فيما لا يليق جعلها فيه ، فليس من المهضوم أبدأ ، أن نجد (عبدو الترزى) قد وضع لافتة على محله يتوسطها (مقص كبير) جاعلا الآية الثانية عشرة من سورة الإسراء «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا» عنواناً لمحله المتخصص فى خياطة (الزى الإسلامى) أو نجد (بشرى الحلاق) وقد كتب تحت لافتة محله الآية الثامنة من سورة الغاشية «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ» كناية عن براعته فى حلاقة (الذقن) والعوارض أو أحد محلات (العصير) الذى تجتاحه جيوش الذباب وقد علقت عليه لوحة عليها قول الله عز وجل: «وسقاهم ربهم شرابا طهورا»! وده كلو كوم وتلك الإذاعات والقنوات الفضائية التى تخصصت فى (إعادة إنتاج المديح) كوم تانى حيث إحدى القنوات درجت على استخدام (فتيات منشدات) يظهرن فى كامل (ماكياجهن) وبهرجتهن وهن يرفعن عقيرتهن بأصوات (مايصة) ويغمضن أعينهن فى دلال وغنج بدعوى (الإندماج) وكده! أما (الإذاعات) فحدث ولا حرج إذ تم إفراغ كل الألحان الهابطة من (كلماتها) ليتم حشوها بتهريج لا يمت بصلة للمديح الرصين الذى كنا نستمع له فى ماضى الأزمان يقوم بأدائه (فنانون) من زبائن شرطة (النظام العام) الدائمين! بالأمس وبينما كنت أقلب فى محطات الراديو توقفت عند محطه تبث احدى اغنيات الفيلم الهندى القديم (جانوار) ذلك الفيلم الشهير الذى تم عرضه على دور العرض فى (زمننا) مئات المرات فقلت (أهو برضو فرصة الواحد يتذكر أيام شبابو)! والسينما والأفلام الهندية زى (من أجل أبنائى) و(تسرى منزل) والحاجات دى ولكن لدهشتى (القوية) ما أن إستمرت الموسيقى لثوان حتى جاء صوت (الفنان) أقصد (المادح) يقول: - نزور المقام.. حاجة تمام .. لى نبينا عليه السلام!!! (والموسيقى الهندى شغااااله) !!! وأنا أتخيل (شامى كابور) الذى قام بدور (جانوار) وهو يمسك بحبيبته (سبنا) وهما (يتدردقان) من قمة الجبل المغطى بالثلوج!! كنت أعتقد أن هذه (المهازل) هى آخر مراحل هذه الظاهرة غير الحميدة لولا أن صديقى (س) قد أخبرنى بشئ إستحال على شخصى الضعيف تصديقه قال لى صديقى (س) بأنه اثناء قيادته لعربته فى طريق عودته إلى منزله من العمل وبينما كانت (الحركة واقفة) أراد أن (يكسر الوكت) فوضع يده على مؤشر (الراديو) حيث قام بإختيار إحدى محطات (الاف ام) التى أصبحت (كتيره ومسيخة) حيث كانت تبث أحد البرامج والذى توقف (فجأتن) ليعلن المذيع عن موعد رفع آذان العصر ولدهشة صديقى كما يقول فبعد إنتهاء رفع الآذان عاد المذيع من جديد ليقول معلناً ( كُنتم مع آذان العصر برعاية الشركة الفلانية الفلتكانية) وقام بذكر إسم الشركة!! عزيزى القارئ قى ظل هذا الإسفاف لا تندهش وأنت تبحث عن (نعليك) لترتديهما وأنت خارج من المسجد بعد أدائك لصلاة (التراويح) أن تسمع صوتاً جهورياً يقول: - كنتم مع صلاة التراويح برعاية شركة الحديد والتسليح!! |
|
Post: #47
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-08-2009, 12:08 PM
Parent: #46
Quote: الأخ مجدي . . السلام عليكم ورحمة الله . . آسف لمخاطبتك عبر المسنجر . . لعدم تمكني من المشاركة في البوست . . نتيجة لإشكالية طلبت من صاحب الموقع حلها. . ولكن طال إنتظاري . . المهم اعجبني جدا بوستك عن الأستاذ الفاتح جبرا . . واقترح ان نتبنى فكرة الإحتفال به باي مسمى تراه مناسب عنواني0........... . هذا إذا راقت لك الفكرة لك خالص الود والتقدير |
|
Post: #48
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-09-2009, 10:33 AM
Parent: #47
الأعزاء أي تكريم للفاتح جبرا يجب أن يتناسب مع إبداعه نوعا و مضمونا.ولا أريد أن أقود أو أحصر الإقتراحات في أي إتجاه ولنترك هذا الباب مفتوحا لكل الإقتراحات فقد نستطيع أن نأتي بفكرة تكسر الصور التقليدية للتكريم وتقدم لنا الفرصة لنقول شكرا لوقوفه معنا يدافع عن أحلامنا ويزرع الفرح محولا الآمنا وإحباـنا الي فرح وإبداع لكم الود
|
Post: #49
Title: Re: الإنحناءة لهذا القلم .........الفاتح يوسف جبرا
Author: Magdi Is'hag
Date: 06-09-2009, 12:16 PM
Parent: #48
QUOTE]W:
Subject: FW: الله يجازيك يا الفاتح جبرا
===========
ملاح قرع وبامية مفروكة وكسرة وصحن سلطة و(ملاحة) ... ده كان الأكل فى بيوت البكا قبل أن يصبح (البكاء ذاتو) مظهر إجتماعى ونوع من أنواع (الفشخرة) بعد أن اجتاحت البلد أعداد مهولة من (المليارديرات الجدد) أصبحت تؤثر سلوكياً على بقية الطبقات الأخرى حتى صارت (الفاتحة) هى الفرق الوحيد بين الأتراح والأفراح! عندما توفى رجل الأعمال (حسن يورو) قامت أسرته بفتح أبواب (الفيلا) الفاخرة لأفواج المعزين علاوة على (صيوان) ضخم نصب بطول الشارع العريض مزود بعدد مهول من مكيفات الهواء تغطى أرضيته (السجاد) لزوم (عدم الغبار وكده)! عند موعد الغداء انتشر أفراد يرتدون زياً موحداً يحملون (صوانى الأكل) النيكل الناصعة التى ترتاح بداخلها أطباق المشويات والمحمرات والمقبلات وقطع الرغيف الفاخر بينما وضعت امام كل صينية عدد من زجاجات المياه المعدنية البااااردة! فى صالون النساء جلست سوسو (فى الأصل ست البنات قبل أن يصبح حسن يورو رجل أعمال) جلست على سرير خشبى مستورد عليه ملاية قطيفة تتلقى التعازى من جاراتها وصويحباتها اللواتى جئن وهن فى كامل زينتهن (ناقشات) الحنة الما خمج يرتدين ثياب (الشيفون) المطرزة والشباشب ذات الكعب (البلية) تمتلئ أياديهن ورقابهن بآخر صيحات سوق الدهب فى (دبى) وبقية العواصم الخليجية! - كلمتى (عوضية ردحى) ؟ همست (سوسو) لجارتها وصديقتها (نوسة) والتى مالت قريبا منها وهى تجيبها: - والله (عوضية ردحى) دى قالو عندها مناسبت بكاء فى (مدنى) سافرت مشت ليها، قمت مشيت لى (هاجر حى ووب) قالو ليا عندها إرتباط خارجى فى (دبى) فى واحد من ناس الجالية مات هناك أها فى الأخير مشيت كلمت ليكى (حنان سكليب) لقينا ما عندها ارتباط ووقعت العقد مع مدير أعمالا! وأديتو مليون عربون مقدم. - وشالت منك البيانات! - أديتا ليها كووولها.. المرحوم كان شغال شنو؟ وعندو كم عمارة؟ وقاعد يتبرع لى ياتو (نادى) وإشترى ليهم كم (لاعب)؟ وعربيتو الراكبا نوعا شنو؟ وموبايلو الشايلو موديلو كم؟ انتهت مجموعات النساء من تناول طعام الغداء الفندقى (الما خمج) ثم جئن لهن بالتحلية (باسطة وبسبوسة وكنافة وعين جمل وأم على) شئ باللوز وشئ بالجوز وشئ يالما بعرفو شنو داااك وبعد أن (ضربن) بدأن فى زحزحة الكراسى (البامبو) والجلوس كيمان كيمان (للشمارات) وهن يمسكن بثرامس الشاى (المذهبة) المتشابهة (الكبيرة حقت الشاى والصغيرة للجبنة) التى تفوح من (فناجينها) رائحة (المستكا).. وفجأة دخلت إلى الصالون شابة (آخر شياكة) ذات مظهر يطابق كثيرا مظهر مغنيات هذا الزمان يمشى خلفها ستة (شابات آخريات) من نفس الشاكلة يرتدين زياً موحداً وهن يرفعن أياديهن عاليا فى حركات متتابعة ويصحن بصوت كالجرس يشق عنان السماء: ووووب ووووب ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووب.. ثم تبدأ (حنان سكليب) فى السكلى و(الوصف) وهن يرددن خلفها: - ووووب عليا والله ليا يا حسن يوروو يا البتدى البتدورو والما بتدورو ووووب عليا والله يا صغير وجاهل يا البتجيب القروش بالساهل يا ود امي.. هيء يء يء يء .. الكورس : وووب ... وووب ...ووووووووب الليله يا حليلك يا زين الرجال ياملك الدولار يا البتستر الحال الليله يا حليلك يا البتشيل من البنوك وتشتت قبال ما يلحقوك يا ود امي.. هيء يء يء يء .. الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب الليلة وينك إنتا يا الإسبليت هبوبك والهمر ركوبك الليله وينك إنتا يا البنيت المقصورة وركبت النافورة الليله وينك إنتا يا أب جيوب منفخة وأب عربية مصفحة يا ود امي.. هيء يء يء يء .. الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب يا حليلك الليله يا البتفك الصعيبة ويا البتسجل اللعيبة يا حليلك الليله يا جوكى البنوك يا التهريبك بالسنبوك يا ود امي.. هيء يء يء يء .. الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب ثم تعدل (حنان سكليب) توبا الشفون (الترانسبيرنت) الكان واقع وتنظر للكورس خلفها نظرة الفنان الذى يود أن (يختم) الأغنية فيبدأن فى (تحرير) البكاء ويرفعن أصواتهن ويضربن بأياديهن ليبدين زينتهن (دهب دبى وكده) ... ووووووووووووب وب وب وب ووووووووب ثم يتوقفن فى لحظة واحدة بإشارة من (حنان سكليب)! التى تجلس على أقرب كرسى وتتناول علبة مناديل الورق وتخرج منديلين تمسح بهما حبات العرق التى تساقطت بفعل المجهود رغم برودة التكييف ثم تلتفت إلى النسوة اللواتى كن فى الصالون يتابعون (فاصل السكليب) قائلة: - قبلكن وحدكن.. جنس بخلن عليكن .. أول مرة أمشى ليا (بيت بكا) ما ينقطوا ليا فيهو!! عمود للرائع الفاتح جبرا بعنوان حنان سكليب
|
|