شهب وتيازك ( نزعته الرقابة )

لماذا خصخصة المشروع ؟

لم يقدم برنامج الخصخصة المعلن منذ 1992 أي فائدة تذكر للاقتصاد ، لكنه قدم فوائد جليلة لبعض السودانيين والأجانب الذين امتلكوا المؤسسات العامة الرابحة بثمن بخس أو بدون ثمن علي الاطلاق .
الحكومة بشريكيها في سباق مع الزمن لتصفية معظم القطاع العام ( أن لم يكن كله ) قبل حلول الانتخابات القادمة .
من فوائد التصفية علي الحكومة تشريد العاملين وخاصة المعارضين والنقابيين كيما تبقي الحكومة بمأمن من المظاهرات والاضرابات .
ومن فوائدها علي الشريكين تلك القروض والأموال التي يضخها لهم صندوق النقد الدولي ثمنا لتصفية القطاع العام .
ومن الفوائد السياسية للخصخصة أن المشردين والمفصولين سيغادرون الوطن الأم الي خميس مشيط واستراليا وسائر بلاد العالم بحثا عن لقمة العيش ولن يشاركوا في الانتخابات التشريعية القادمة كما نص علي ذلك قانون الانتخابات موديل 2008 .
لكل هذا وغيره فالحكومة بشريكيها لن تتزحزح عن برنامج الخصخصة أحد ثوابت المشروع الحضاري .
ومنذ زمن بعيد ظلت السفارات السودانية خاصة في دول الخليج تروج لمشروع الجزيرة في محاولة منها لجذب المستثمرين دون جدوي فقد كانوا مشغولين بالمضاربات العقارية وشراء الأسهم في البورصات وجني الأرباح والدولارات .
ثم هجمت الأزمة الاقتصادية عليهم وعلينا ( وضاقوا ) الفلس وراحت الفلوس في خبر كان فالتفتوا للزراعة في السودان .
وتمهيدا لبيع مشروع الجزيرة تم تغيير قانونه في 2005 ، أعقب ذلك الاتفاق مع شركة تركية لهيكلة المشروع ، وتلا ذلك تكوين لجان خصخصة المحالج والورش وسكة حديد المشروع ما خفي منها وما بطن .
وكان سبق ذلك تطفيش المزارعين من الزراعة بشتي السبل حتي لا يعرقلون سيناريو البيع .
خصخصة المشروع تشرد 4700 أسرة في غمضة عين ، وتكمل عملية القتل العمد لأكبر مشاريع الزراعة في العالم لصالح حفنة من الانتهازيين والسماسرة الدوليين الذين لا تهمهم الزراعة ، لكنهم يسعون وراء المشروع لأغراض أخري .
في القريب العاجل - أن نجحت المؤامرات – تتحول أراضي المشروع الي مخططات سكنية وفلل ومنتجعات وشاليهات ، ويتحول مزارعو المشروع الي طباخين وجرسونات ومراسلات .
أما القري والمدن من أبوقوتة والي كاب الجداد فيمكن أن تباع في المزاد علي رؤوس الأشهاد أو بالعطاء المقفول للشيوخ من عهد عاد .
قطار الخصخصة لن توقفه المذكرات والنشرات والاجتماعات .
أن لهذه النقة حول المشروع أن تصبح ( جوطة ) في البوادي والحضر ، وأن تتواصل المظاهرات بمن حضر حتي ينبلج الفجر الأغر .
مشروع الجزيرة يهم السودان كله ، باعتباره اخر خطوط الدفاع عن القطاع العام الذي تنهشه الطفيلية بلا هوادة .
هي معركة تحالف المزارعين والعمال الزراعيين والأحزاب والمنظمات وكافة فئات المجتمع السوداني التي يهمها أمر السودان ضد من يريدون بيع كل السودان

بالله يا عمر ادريس الموضوع دا فبه شنو ؟