عاشت ذكــــرى أول مايو

• نحتفل كما يحتفل كل عمال العالم بذكرى أول مايو، ففى مثل هذا اليوم قبل مئات السنين، هب النقابيون فى مدينة شيكاغو، رجالاً ونساء، منتظمين فى موكب مهيب شجاع دفاعاً عن حقوقهم ومطلبهم النقابية، تصدت قوات الشرطة لهذا الموكب السلمى فأزهقت الأرواح وأسالت الدماء الزكية للنقابيين العمال، وإمعاناً فى الدفاع عن مصالح الرأسماليين وحماية لهم فى إستقلالهم للعمال شكلت الدولة محاكم مزورة وبتهم ملفقة حكمت على قادة العمال العمال بالإعدام.
• ونتاجاً لتلك الخسائر الكبيرة وللصمود البطولى للعمال تكشف بطلان تلك المحاكم وزيف تلك التهم وإنتزع العمال حقوقهم فى التنظيم والأجر وساعات العمل.
• ومواصلة لتقاليد الحركة النقابية السودانية والنوادى العمالية فى السودان نحتفل بذكرى هذا اليوم المجيد، نقف إجلالاً لأرواح أولئك الرواد الأبطال الذين أضاءوا لنا الطريق ونسير على دربهم بالصمود والإستماتة دفاعاً عن حقوقنا ومطالبنا النقابية. وعلى رأس تلك الحقوق حقنا الطبيعى فى أن نكّون نقاباتنا وفق إرادتنا الحرة وفق تاريخنا النقابى بتكوين النقابات الفئوية بدلاً من نقابة المنشأة التى يكدسنا فيها قانون النقابات لسنة 2001م علينا أن نبذل جهذاً وبتصميم وفعالية وشجاعة لإلغاء هذا القانون وإستبداله بقانون نقابى ديمقراطى يتوافق مع مواثيق منظمات العمل الدولية ويمتثل للمادة (40) من دستور الفترة الإنتقالية.
• هذا القانون الديمقراطى البديل أودع على منصة المجلس الوطنى للمناقشة والإجازة’ ولكنه لن يجاز هكذا هدية للنقابيين، هذا القانون ينتزع إنتزاعاً بالحراك الجدى الواسع مع القوى السياسية، وفى قواعد النقابات القائمة ومع نواب المجلس الوطنى وبالتواجد أمام البرلمان وبالكتابة فى الصحف.
• ومن حقنا النقابى أن نعمل فى نقابة المنشأة القائمة بصفتها نقابة أمر واقع وألا نتركها هكذا لقمة سائغة فى متناول أعداء الحركة النقابية، نلتصق بالقواعد إلتصاقاً يومياً، ونبلور المطالب ونتعدى مطالب الأجور التى يتأخر صرفها، ونلح على عقد الجمعيات العمومية ونرفض قانون النقابات الحالى فى هذه الجمعيات العمومية.
• الدورة النقابية لبعض النقابات إنتهت أو أوشكت على الإنتهاء، وقانون النقابات الحالى ولوائحه تضع تكوين النقابة وإجراء الإنتخابات تماماً فى يد المسجل’ وربما يفاجئنا المسجل بعقد هذه الأنتخابات قبل مناقشة القانون البديل، يمكن أن نعترض على ذلك، ولكن فى كل الحالات علينا الإستعداد المبكر للمشاركة النشطة فى تلك الإنتخابات، نستعين بالخارطة النقابية ونعقد المشاورات والتحالفات ونتحلى باليقظة تجاه الحيل الإنتخابية المعروفة.
• ذكرى أول مايو تلهمنا أن نبزل قصارى جهدنا بالحركة والنشاط وأعمال الفكر لكى تستعيد الحركة النقابية السودانية عزتها ونفوذها وسمعتها وإستقلالها وديمقراطيتها وحريتها، فإلى الأمام ونهيب بكل النقابيين الإحتفال بهذا اليوم.