التاريخ الإسلامي: إعادة كتابة أم إعادة قراءة. ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

التاريخ الإسلامي: إعادة كتابة أم إعادة قراءة.


04-28-2009, 05:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1240940717&rn=0


Post: #1
Title: التاريخ الإسلامي: إعادة كتابة أم إعادة قراءة.
Author: Gafar Bashir
Date: 04-28-2009, 05:45 PM

(( علينا إعادة كتابة التاريخ بين الحين والآخر )) يوهان جوتة.

وربما بدأ الحين الذي شعر فيه المسلمين في مختلف إنحاء العالم بضرورة إعادة كتابة تاريخهم منذ الستينيات لتتصاعد الدعوات من هنا وهنالك داعية إلي إعادة الكتابة ليظل السؤال يظهر بين كل لحظة وأخري تحت مختلف الدعاوي.

وبرغم ذلك ظلت إعادة كتابة التاريخ الإسلامي مقصورة علي محاولات فردية ولم تنتظم لتشكل ما يطمح له الجميع من وضعها كأولوية لدي المسلمين بمختلف اتجاهاتهم .

وحينما نستعرض المسألة وطبيعة الأسئلة المتكررة حول إعادة كتابة التاريخ نري جيداً أن السؤال نفسه ملغز أكثر مما هو واضح وذلك حينما نبحث عن الأسباب والدوافع التي تقود مختلف الاراء الداعية إلي إعادة الكتابة.

فتنقية التاريخ من الشوائب التي علقت به خلال التاريخ وبصورة رئيسية من خلال مؤرخين ليسوا مسلمين أو مؤرخين مستشرقين أو حتي نظرية المؤامرة علي التاريخ الإسلامي ظلت دافعاً لدي العديد من دعاة إعادة كتابة التاريخ ومنهم علي سبيل المثال لا المفكر الإسلامي محمد قطب ويمثل هذا رأي معظم الإسلاميين الذي دعوا إلي إعادة الكتابة.

من جهة أخري تنطلق الدعوة من أرضية ارتباط كتابة التاريخ بالسياسة وواقع أن التاريخ يتم تجييره لصالح الدولة وهي مسألة لا تحتاج منا الرجوع الي التاريخ لإستدراكها لأنها ماثلة حتي في تاريخنا الحاضر الذي هو مورورث بالضرورة من هذا التاريخ الاسلامي الذي يمتلئ بقصص وروابات حول الامر.

ومن جهة أخري ايضا يتم تجيير التاريخ لمصلحة الايدولوجيا بغض النظر عن ارتباطها بالسياسة وهو بطبيعة الحال واقع الدعوة التي تنطلق من فرضية التشويه المتعمد للتاريخ الاسلامي من قبل غير المسلمين كمثال. وهذا ما نجده في القواعد التي افترضها الكاتب عبدالله بن ناصر من خلال قراءات مختلفة لمحمد قطب وعماد الدين خليل وسيد قطب ومحمد السلمي ود.أنور الجندي ويوسف العظم و د. عبد الفتاح عاشور وغيرهم

فقد كتب في قواعد في التصور والاعتقاد يفترضها فيمن هو مؤهل لإعادة كتابة التاريخ الاسلامي،:
1 - الإيمان بوحدة الأمة الإسلامية.
2 - الحكم الشرعي في مخلفات الأمم الجاهلية.
3 - الفهم الصحيح لعقيدة القضاء والقدر.
4 - الإيمان بالغيب وأثره في توجيه الحوادث التاريخية.
5 - معرفة دور الصحابة وتميز أهل القرون الأولى (تميز أهل القرون الأولى وأفضليتهم ومعرفة حق الصحابة وعدالتهم).
6 - وجوب التفريق بين أخطاء البشر وأحكام الإسلام.
7 - الإيمان بالسنن الربانية وأهمية ذلك في التفسير التاريخي.

من جهة أخري هنالك الدعوة التي تري أن هذا المنطلق الايدلوجي هو في حقيقته السبب الرئيسي لدوتهم لإعادة كتابة التاريخ ولذلك يفترضون مناهجاً مختلفة وقد ظلت هنالك عدد من المحاولات يمكننا تلمسها في كتابات بن خلدون و حسين مروة وأحمد أمين وحمد عابد الجابري وفهمي جدعان وغيرهم من المفكرين الذين كانت لهم مشاريعهم الخاصة الفردية في إعادة كتابة التاريخ وفقاً للمفهوم الجوتوي الافتراضي وهو إعادة كتابة التاريخ بمفهوم اليوم الذي يتكرر بين كل حين وآخر.

إن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي تستلزم فيما تستلزم إعادة قراءة التاريخ الذي يتم عمداً أو عن جهل تجاوز الكثير من محطاته إما لأغراض سياسية أو ايدلولوجية ... ونحن الآن نملك شروطاً مختلفة للتدوين والكتابة لم تعد معها حكراً علي الدولة ومؤسساتها إلي درجة كبيرة نحتاج في البدء إلي إعادة قراءة التاريخ وفقاً لمفاهيم الحاضر ... ووفقا إلي ما انتهي إليه المسلمون.

إعادة القراءة التي نتحدث عنها لا تعني في الحقيقة الفهم النصي للقراءة ولكنها تعني إعمال العقل في الأحداث التاريخية وفقا لمفاهيمنا الحالية ... وشروط العالم اليوم وبشروط لا تخضع للسلطان أو الدولة أو الايدولوجيا فنحن في حاجة أكثر مما مضي لإعادة قراءة التاريخ وفقاً لأسئلة الحاضر وقضاياه من المختلفة من قضايا المرأة إلي قضايا التمييز إلي قضايا الجهاد والردة وغيرها.

هذه القراءة التي يفترض أن تعبر بنا إلي عصر جديد نظل معه قادرين علي فهم عالم اليوم والإسهام فيه بدلاً من أن نظل عبئاً عليه ومستهلكين لا منتجين للحضارات لتظل معها مسألة إعادة كتابة التاريخ مسألة تلقائية من خلال القراءات الجديدة.

ونتجاوز الجدل بين القراءة والكتابة إلي صناعة التاريخ الاسلامي الذي لم يحدث بعد لا في صدر الاسلام ولا في إسلام اليوم.

Post: #2
Title: Re: التاريخ الإسلامي: إعادة كتابة أم إعادة قراءة.
Author: Gafar Bashir
Date: 04-28-2009, 07:33 PM
Parent: #1

تتضمن إعادة قراءة التاريخ الإسلامي ويستلزم إعادة قراءة الدين الإسلامي (آيات / أحاديث / مقولات) في سياق تاريخي وعقلها بمفهوم اليوم إذ أن الفهم التاريخي للدين الإسلامي يظل جزءاً أصيل من أية محاولة إصلاح أو نهضة أو إعادة كتابة أو محاولات صنع.

فالنص الديني لا ينفصل من الثقافة السائدة وهو ليس مطلقاً إذ أنه علي مستوي اللغة التي كتب بها يحمل في داخله مضامين لها علاقة بالمكان مما يثير إشكالات تتعلق في الأساس بالثقافة وليس الدين لكنها تظل وفقاً لهذا الالتباس بين ما هو ديني وماهو ثقافي قضايا عالقة فهنالك وتظل تشكل أزمة ما بين العقيدة والمعايير الإنسانية والعالمية اليوم.

أما الأحاديث فهي مسألة مختلفة إذ أن إعادة القراءة لا تستلزم فقط السياق التاريخي ولكنها ايضا تجر معها قضاياها الشائكة من إثبات وإسناد وغيرها .

ويمكننا الحديث عن محاولات الدكتور نصر حامد أبوريد والأستاذ محمود محمد طه في هذا المجال كمشاريع أسهمت في لفت النظر علي الأقل لأهمية إعادة قراءة النصوص الدينية وفق سياقها التاريخي.

وتأتي المفارقة في الصراع الدائر بين تياري الدعوة لإعادة قراءة أو كتابة التاريخ الإسلامي .. الإسلامي / العلماني إن صحت التقسيمات ومحاولات الفرض والهيمنة المتمثلة فيما انتهت إليه المشاريع المذكورة أعلاه ... مما يستلزم ويؤكد علي ضرورة إعادة القراءة مرة وأخري.