وجزاكم الله خيراً

وجزاكم الله خيراً
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
صدّقنا يامؤمنين أن الأزمة الكهربائية ستتواصل حتى شهر يوليو ، ولكنكم ما افدتمونا أن الأزمة ستنتهي في ذلك الشهر .. وعرفنا ، والأخبار (تجيبا البدّالات) أن الانتخابات تأجلت الى شهر فبراير ،

ولكنكم لم تؤكدوا بقسمكم الغليظ المعروف أن قيامتها ستقوم في ذلك الشهر .. وآمنّا أن هذه الحكومة تعمل من أجل وطن تعددي تتصاهر وتتماوج فيه الثقافات والأعراق والمعتقدات، وأن أهله يتقاسمون النبقة والبترول... إلخ .. ولكن لم نر من وجوه التعددية سوى تعدد الزوجات ..ولما كنا من الذين ليست لهم أهلية لهذا (فوضنا أمرنا لله )!..

والحال هكذا ، فإن من ينتظر الانتخابات عليه أن يعلم أن الله حي لايموت ، ومن يؤمن بالتعددية عليه أن يقبل الفضيحة في بيته !.. ومن يحلم بها سبيلاً الى تداول السلطة؛ عليه أن يتذكر أفضال الإنقاذ ونعمائها، ذلك أنها الوحيدة التي أشاعت فينا الحكمة من مشروعية التعدد الذي من نوع(البث المباشر)!..

منذ توقيع اتفاق نيفاشا، ونحن نحلم بوطن المفوضيات ، وفق الدستور، وبموجب القانون .. فلا تذهب بكم الظنون بعيداً .. أنتم تطلبون الخير ، وتطعنون الأعداء في خصورهم، ودعونا نحن نرقب انبثاق البترول في حياتنا الدنيا ، فالآخرة ليس فيها هذا .. انتم تعملون من أجل الحوار المثمر الذي يفضي الى كلمة سواء ، ويدفع بعجلة الوفاق الوطني الى توجهها القاصد الى مربعات السعادة الأبدية .. ولكننا لانرغب في سعادة كهذه ، نحن نحتاج الى شربة ماء !.. وحقاً علينا

إسناد حكومة الوحدة الوطنية وهي التي لا تحتاج الى سنيد ، هذه الحكومة سندها رب العالمين ، ثم الشعب، وكل الخيرين في هذا العالم .. لكن صاحب البقالة يبكي على المشروبات التي يتوجب عليه أن يبيعها في شهر الانتخابات الشتوية بالرغم من تزايد الطلب في هذا الصيف .. فنحن الشعب الوحيد الذي يؤجل إطفاء لسعة الحر الى عام كامل ..

ليتني أستطيع أن أتلهى مع عشاق التعددية بمشاريع تعدد الزيجات ،وأندرج في مشروع استثمارها المفتوح ، وأكرع من هذا الرزق الحلال .. بالأمس القريب أعلنت الحركة الشعبية أنها في منزلة بين منزلة التأجيل أو المقاطعة للانتخابات ، بينما عشا البايتات يقول أنه مستعد ، وأنه لايرضى عنها بديلاً .. إن كنت تحلم بعد اليوم فعليك أن تؤسس حلمك على حقائق .. ما الذي يجعل الحركة ، ومِن قبلها كثيرين يغلقون الباب أمام أحلام تعددية، إن كانت الانتخابات ستفضي الى التعددية ، أو الى تفكيك ؟ ..لقد وضح بالدليل والبرهان أن الانتخابات لن تعيد الكهرباء الى سابق مجدها ، أيام كانت تأتي من سنار.. هذه هي (الشوفة) التي شافتها الأحزاب ، ومن بعدها الحركة ..الانتخابات ستكون فرصة عشا البايتات الى الشرعية الدستورية ، فلا تحلموا بها .. فإنها ستأتي عن طريق المال الحلال ، وماذا تفعل الرقابة الدولية لمن يقبل ان يدفع في الصوت كذا مليون ، ونحن شعب غني الى درجة أن نتسلى بأربعة مليارات دولار في ذلك العراء .. فمن مثلنا في هذه الدنيا ؟ .. حقاً علينا أن نقول:( الزارعنا غير الله يجي يقلعنا).. إذن حاولوا رضي الله عنكم ، حاولوا فقط إعادة التيار الكهربائي الى سابق عهده ، أعيدوه الى ما قبل (عاصفة الصحراء) فإن ما صرف في عاصفة الصحراء الحقيقية من دولارات أمريكية وخليجية هو أقل بما لايقاس مع ماصُرف في مشروع القرن !..لا تتحدثوا عن انتخابات ، ولا عن مفوضيات .. فهذه تسمى (قِنعنا) التى سار بخبرها الركبان ؟ .. من أجل الخير الذي أكرمكم الله به ، كونوا على ما انتم عليه من نعماء ، يحفظكم الله ، ويحفظ اموالكم ، ما كان منها سائلاً وما كان منها جامداً ، وما كان في شكل كبسولات .. فنحن شعب لا يريد من هذه الدنيا إلا هذه الكهرباء ، أعيدوا تيارها الى سابق عهده.. فقط الى ماقبل ! الى ماقبل(مشروع الفُرن).. وجزاكم الله خيراً ..