عالم عباس.... ينتزع الدهشة حتى من اروقة خان الشارقة - صور

انسدل ليل الشارقة ... وقد توشحت بحيرتها الشهيرة بنخلاتها الباسقات بسواد تختلخه لالاءت اضواء ابراجها الشاهقة التي افترشت صفحة الماء، ومضت بي الطريق بطيئة ومشاهد الجموع التي التئمت حولها وكانها وفود حجيج من فرط ازداحمها وكيف لا والموعد هو مساء الجمعة عيد المكان ، وصلت الى النادي العربي الذي يقبع في اقصى زويا البحيرة وعلى مشارف منطقة الخان بالمدينة الباسمة، مكان قضيت به الاف الليالي من قبل لكني لم اكن احمل تصورا للذي ينتظرني على مسرحه الوثير.
في البدء قابلني معرض تراثي انيق ومبسط ضمت جنباته امزجه سودانية من زوايا الوطن الاربعة تتوسطه طفل وطفلة يبشر هندانهما باجواء الفرح والسباته.
وفي قاعة الضيافة توسط الجلسة رجل طويل القامة مهيب الطله باسم الحتيا ارتسمت على وجهه تقاسيم تخبر عن خيّر وصالح وكبرياء وحسّ وفراسة وعمق تركيز، مغلفة بحياء وتواضع جم.
ترجلنا الى مسرح النادي الذي احتشد به نخبة صفوية ممن يعدون الشعر هاجسا وقضية ويجدون في طرح همومهم فوق متونه مهربا لارواحهم من معاناتهم الحياتية، فكيف يكون الحال والشاعر اليوم واحد ممن طوع الكلمة فاطاعته فالبسها شئ من روحه.... وجسّدها حتى بدت لنا كائن يجالس الحضور ارجاء المكان، لقد انتزع الشاعر دهشة الطفولة منا، فصارت اعيننا ترقب بشغف ولهفه تلك الكلمات التي كان يطلقها من على منبر القاعة، ذاك المنبرالذي اتكاء على جنبه يساله سبب غيابه عنه كان هذا الزمان وكانه على موعد مع حبيب تاخر.
اطلق ينشد...... يا أيها الذين آمنوا بالشعر .
حتى شهق الحضور وهم يستمعون الى

بهرةٌ و ائتِلاقْ
صُدْفةٌ و اتِّفاقْ
صَوْلةُ الجهرِ في السِّرِّ،
و السرُّ في الجهرِ،
في نغمٍ مُفْعَمٍ، و اتِّساقْ.
حتى إذا ما دنا النحرُ للنحر،
و التأَمَ الثَّغْرُ بالثغر،
و الْتَحَمَ الصدرُ بالصدرِ،
و التصقَ الخصرُ بالخصرِ،
و التفَّتِ الساقُ بالساقْ،
فيا له مِنْ تلاقٍ,
و يا له مِنْ مَساقْ

ولنا عودة

بالورد لمن زرع في خواطرنا حدائق ورد وازاهر
كان استقبال الجالية السودانية لمبدعنا
اهداء من المجلس الاجتماعي للجالية السودانية بالشارقة

علم الدين حمدالنيل نائب رئيس المجلس الاجتماعي للجالية السودانية بالشارقة يقدم درع الجالية للاستاذ عالم عباس
وقد نقشت عليه عبارات التقدير والاعتراف بالجميل لما قدمه الضيف الكبير للحركة الادبية

اهلا بالبورداب نوارة المكان

وهنا يفتتح المعرض التراثي

المعز عبدالله يشدو للمبدع عثمان حسين

بعد ان قام الشاعر يتوضيح معنى حرازات او هرازات وتوزيعها جغرافيا حسب النطق و المعنى
طفق يشدو


البلاد التي أمنت واطمأنت،
وقد جاءها رغد الرزق من حولها،
فاستقرّت وأنشأت السلطنات،
ووطّنت المشيخات،
ووطّدت العدل في المملكات،
وشعَّ السلام.

سلام من الله يغشى تخومَ البلاد
سلام على الناس، والكائنات،
على العدل والقسط بين العباد،
عليها السلام لتلك البلاد،
البلاد التي هي هذي البلاد!

ترى،
ما بالها كَفَرَتْ أنعم الله فاستبدلت عِزَّها،
ثم ذاقت لباساً من الجوع والخوف،
والأعين الزرق والقبَّعاتْ؟
البلاد التي منذ أن قد وَعَت،
بأنّ الذين طغوا في البلاد،
ثمود وعاد،
والفراعين والمتفرعنين،
وقافلة الإمّعات
وأشياعهم من ذوات العماد
ومن سيطروا ثم سادوا،
ومن عمروها وشادوا،
ومن قد أبيدوا وبادوا،
هباءٌ،
... ... ..
وأن العروش رماد!

الحراز العتاق،
وكُنّ اتّكأن على حافَّة الجسر، أحْصَيْنَ
كَمْ مَرَّ من هاهنا من حشودٍ عَبَرَْن الحدود،
وشاهَدْنَ،
كم موكبٍ ما، تبختر عسكُرُه في اختيالٍ وزهْوٍ،
وأبصرن،
برق النياشين تلمع فوق صدور الجنود!

سمعْنَ رزيم المدافع تهدر من هاهنا،
ليس لصد العدا،
بل تحيِّي الغزاة وكوكبة الغاصبين!
رأين الرصاصات،
كالمرسلات مع الريح، تمطر زخّاً على الناس، في يوم نحسٍ عقيم.
يوم ثار الحُفاة العُراة على الظُلم، ما ملكوا من سلاحٍ، سوى صبرهم،
وحناجرهم،
والهتاف المدوي: (ألا لعنة الله صُبي على الظالمين)



ثم اكمل............

وغازل الباء فقال..........

كتبت:

الف.. لام.. حاء.. ثم أغفلت الباء عمداً

باب: هو الباء باء البهاء وباء البهار وباء البنفسج

باء هو البحر، بوابة، للبكاء وللبوح، والباذخات من الغيم

تهمي على باسقات الشجر

باء بعيد كما بحة الناي بعد الرحيل إلى بكة الشعر،

حيث البلاغة تزهو بباء البديع وباء البيان

.....................................................................

وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء وباء

بين ايدينا دوحة الشعر ، متعه المولى دوماً بالعافية

عبدالله

التحايا فيض اكليل