الدفاع المدنى ذكريات مضيئة الى زمن اللا بسمة

فى النصف الاول من عقد السبعينيات حدث حريق لمتجر فى قريتى التى تبعد عن مدينة بورتسودان حوالى ثلاثين كيلوميتر وكانت هنالك مركز شرطة حيث اتصل قائد القوة الشرطية ببورتسودان بواسطة "لاسلكى" "راديو" لا ادرى اى التسميتين صحيحة وطبعا هى خدمة اتصال مباشر لا توجد اليوم فى قريتى المهم انه طلب قوة الدفاع المدنى للمساعدة حتى لاتنتقل النار الى المتاجر المجاورة وكان الاهالى يحاولون قدر استطاعتهم اطفاء النار مستخدمين ما توفر من ماء كان يصعب الحصول عليه ولكن الظروف كانت غير عادية
ما اذكره فى اقل من ساعة وصلت قوة من الدفاع المدنى على صحوة كومر "تنكر" وايضا جاء معهم كومر اخر مكتوب عليه اسعاف وفيه كادر طبى سبحان الله المهم كانت النار مشتعله وقاموا بالواجب وكلنا صفقنا لهم وهى اول مرة نرى فيها عربة اطفاء واذكر فى المدرسة بعد الحادث عندما يسئلنا الاساتذة ماذا تريد ان تكون تحولت رغبة الكثيرين منا الى رجل اطفاء لاننا ما كنا نعرف الدفاع المدنى وبل ما كنا نعلم يتم الاختيار لهذه المهمة وما هى المؤهلات ايضا

فى ايام الاحزاب حيث كنت فى بورتسودان حصل حريق فى حي السكك حديد يعرفه اهل بورتسودان اتصل البعض بالمطافى وبالفعل لم يتأخر رجال الدفاع المدنى حيث حضرت قوة دفاع مدنى مع شاحنة ولكن الذى اغضب الناس التى كانت تحاول قدر استطاعتها فى اطفاء النار ان الشاحنة توقفت مسافة ثلاثمائة متر وفتح السائق "الكبوت" وبعدها ذهب الى مخزن الجاز اى "التنك" وادخل "شمبر" قطعة حديد طويلة فى خزان الجاز واخبر الحاضرين بان العربة قطعت جاز
بالطبع هذا الاعلان اغضب الحاضرين حيث طفقوا يحصبون الشاحنة ورجال الاطفاء الذين لازوا بالفرار بالحصى وبالطبع تهشم الزجاج والحقت اضرار كبيرة بالشاحنة
اليوم فى العام 2009 يعجز الدفاع المدنى الذى يهدد امريكا بالعذاب عن رفع سايفون من على اثنين ضحايا لمدة خمسة ايام سبحان الله كيف سيكون حال دفاعنا المدنى بعد عشر سنوات؟؟؟