شنو يا بتاع البتاع؟؟

شنو يا بتاع البتاع؟
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
اثنين من المغرضين، تم فصلهم للصالح العام .. ساحوا في أرض المليون ميل مربع ماعندهم (دي)!.. تآذرا وتكاتفا، وتشاركا، وتمكنا من تشييد راكوبة من الكرتون والشوالات الفاضية، قبلوا وشرقوا وغربوا، يبنوا قاطوع في حيطة، ينسجوا عناقريب، يحلبوا بهايم ..

المهم، إنهم يأتون في المساء الى الراكوبة ومعهم لبن الشاي وبصل الحلّة .. وعاشا مستوريْن .. تآذرا وتشاركا أكثر وأكثر وقررا شراء الحمار، صار الحمار يحملهما الى مقار عملهما في الصباح ، ويعودا في المساء الى الراكوبة .. والحكاية (ورت)!..

لكن الحمار مات .. وحزن عليه المغرضين ،كما لم يحزنوا على خبر الفصل للصالح العام .. بعد موت الحمار بدأت المشاكسة حول سبب الوفاة، كان أحد المغرضيْن كثير الضجر، وكثير التطلع الى الغد الجميل؛ فقال لرفيقه :ـ شابكنا الحمار مات الحمار مات ..انت قايل الحمارده بوكسي دبل قبين؟..

دفر المغرض المتضجر المتطلع الى المستقبل باب الراكوبة وخرج .. وبقى المغرض الآخر وحيداً مع جثة الحمار ..وبعد ظهور (تلك الرائحة)! حفر المغرض الذي رفض الهجرة بجانب الراكوبة قبراً ودفن الحمار..بات ليلة واحدة وهو قد قرر الإقلاع الى جهة أخرى في أرض المليون ميل الشاسعة .. ولكن قافلة من الهجين جاءت وأرخت سدولها في المكان .. تضايق الرجل من وجودهم، وقال لهم:" إنه صاحب المكان .. لكنه، لحسن حظه لا يستطيع ان يشتكي الى السلطات .. قرر أن يتعايش معهم، وأن يستأنس بهم يوماً وآخر؛ حتى يتدبر امره .. في صباح اليوم التالي وجد المغرض أفراد الهجين أمام الراكوبة وهم يقولون" بركاتك ياشيخنا"!.. الحاصل شنو يا ناس ؟ قالوا له " حبوبتنا دي شافت رؤيا في المكان ده ".. وأشاروا الى القبر ..

شافت شنو؟ قالوا:ـ شافت شوفه !.. كان المغرض يتمتع ببعض جدارة المغرضين المعروفة في معرفة مرامي الحديث وأبعاده.. حسم الأمر سريعاً بقوله:ـ ياجماعة هوي .. الموضوع ده غير قابل للنقاش ده سر، ونحن دفناه !.. ألهب التصريح خيالهم ..ذهبوا وعادوا مرة أخرى يحملون الهدايا والريحة والزلابية والقنقليس ويطالبون بإلحاح معرفة علاقة المغرض بالقبر .. ومتسائلين:ـ سيد القبر ده يبقى ليك شنو؟ .. ألقى المغرض نظرة ثاقبة الى الهدايا العديدة .. وقال لهم :ـ ياجماعة هوي المدفون في القبر ده فردتي عديل ..أنا عارف والله عارف .. توسلوا إليه أن يسمح لهم ببناء علامات ووضع رايات فوق المكان .. وافق المغرض بعد(جهد جهيد) .. واشترط أن يتحصل بنفسه رسوم الزيارة، وقد كان .. كان المغرض يخرج في الصباح الباكر من الراكوبة ويجلس أمام البناء المزركش ويأتيه الرزق هبطرش .. سمعت الحلاّل القريبة بقصة الضريح، وبدأت تتهافت، وتتوافد حاملة هداياها، وكبرت الشغلانه، وسمعت السلطات الرسمية بقصة الضريح، وجاءت الوفود الرسمية للتبرك .. ومن عادة الوفد الرسمي أن يعمل الكثير حين يزور .. بعد ان كان المغرض المفصول يجلس على حجر عند الباب المزركش شيد له مكتب يليق بالمقام وكتبت على المدخل( تلك اللافتة)! .. وكبرت الشغلانه .. اشترى المغرض بوكس دبل قبين، واستأجر تراكتوراً .. زرع وحصد .. وبنى فيلا من أربعة طوابق(طبعاً)، وتزوج بعدد الطوابق، ولكنه لم يتخلَّ أبداً عن وظيفة(التحصيل) .. سمع المغرض المهاجر بالخبر فقرر أن يزور، و( يفك العارض).. فوجئ برفيق الدرب منهمكاً في التحصيل .. خرج الى صف الزائرين الطويل، وعرف القصة .. وقف أمام رفيق الدرب وقال أمام الناس :ـ شنو يا بتاع البتاع ؟ ..

رد عليه الرفيق بصوت هادئ :ـ لو سمحت، لو سمحت، ده ما مكان إزعاج .. عندك أي غرض ممكن تقطع تذكرة وتدخل .. لكنه كعادة أي صديق قديم عدل عن الفكرة ومنحه إذن الدخول مجاناً .. وهكذا دخل الشريكان لأول مرة الى(الكاتلنو سوا)!..

فاهمين حاجة؟..

Quote: فاهمين حاجة؟.

Quote: دفر المغرض المتضجر المتطلع الى المستقبل باب الراكوبة وخرج

انا بس في الاول داير افهم الراكوبه العندها باب دي
وبعد داك نجي للكلتوه سوي دا


سلام يا عبدالله

Quote: فاهمين حاجة؟..

أيوة


حاجتين كمان


إنت المغرض التاني ده سفرتو وين


كان ممكن يساعد أخوه كبير المغرضين في دفن الحمار سيد الخبار الطار وجاب (الدبار)

أو قول دفنوه سوا سوا سوا وطلعوا غيروا هواء

وربربو أفكارهم العدائية

وبين ليلة وشروق شمس الضحى أصبح قبرهم مزار
وأطواد الوفود تمشي وتعود
(دايرين المزار
دايرين المزار
لو كلف ما كلف
لابد ما نتولف)
يا لمدفون ملفلف
جيب لينا المخفف

الدو دو
الدو دو

الطبالة جو
الحمالة جو

وبعدين عادت للمغرضين سيرتهم الأولى التي أطيحوا بها ( انقاذا للصالح العام)

واتفدغو
واحد قال للثاني :

شكيتك لي سيد القبر
يجرجرك جاي جاي
يوديك لاهاي

لا يا أوكا
أبوكوكة
والراكوبة المكوكة

ده نحنا دفنينو سوا سوا سوا سوا
وغيرنا الهوا
( وخليها مستورة )

انت ود الشيخ يازول أعلك مو اياهو؟؟؟
بس من ده المو نصيح

كارلوس

الله يجازي محنك،خليتنا مشدوهيين
للغاية.
مزيد من الابداع الذي يلامس الكثير فينا
تسلم يا رائع

مودتي

الاخ الفاضل ..
انا ما كارلوس .. انا عبد الله الشيخ
محسوبك لم يهاجر بعد الى امريكا او كندا.. ولكنى بصدد ذلك
.....
لك مودتى

الاخ السافر .. تحياتى ..
الحقيقة انا فهمت حاجة واحدة بس..
لكن انت فهمت حاجتين ..
وحيجى واحد من الجيل الجديد ويفهم ثلاث حاجات ..
اما المغرض الثانى فقد راينا ان يختفى عن المسرح قليلاً ليعود مرة اخرى اكثر حيوية ..
وحتماً يعود فى موسم الانتخابات ،
او فى موسم اسوأ من الانتخابات ..
وهكذا هى دنيا السياسة السودانية ..

بسيطة .. نحن عندنا رواكيب فيها ابواب وشبابيك كمان .. لكن خايفك تسألنى هل تحصل المغرضين على تصديق بناء الراكوبة من اللجنة الشعبية ام لا؟..
ام الكاتلنو سوا فهو معروف .. والمعنى واضح ..
وبرضو خايفك تقول لى اشرح المعنى ( العام والخاص)..
الخلاصة هى ..
التحصيل شغال ..
والرصيد شغال ..
والصالح العام شغال ..
والناس عايشة ..
يا اخ نوفل ..
الكلام ده زى حمحمة الجرارى .. عندها طابع تطريب (مختوم ومبرشم)!
لك محبتى ..

وقبل الإنتخابات المقبلة ،
سيأتي زعيم الحزب الحاكم للزيارة
سينضم المغرض إلى حزب الحكومة ،
وستكون هناك دائرة ""الراكوبة"" الإنتخابية.
وسيترشح المهاجر العائد ،
وسيفوز بالتزكية لأنه
""مرشح شيخنا""

تحياتي

الدرديرى .. ايها الرجل البديع .. لقد لخصت الفكرة تماماً
انا ادين لك بهذا ..
هذه العبارة منك هى ( الكلمة وغتاية الكلمة )..
شكراً
وقد اطلت الغياب ..
محبتى