الرشيد بدوي عبيد !..

الرشيد بدوى عبيد
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
ليس مهماً أن أعرف نتيجة المباراة، لكن يهمني جداً متابعة قفشات الرشيد بدوي عبيد الذي يلعب كل المباريات المهمة في تاريخ الكرة السودانية تقريباً .. ولأسباب معروفة لدينا، ويفهمها تماماً الرشيد بدوى عبيد قررت الإضراب عن الحديث في السياسة، وبدأت في مثاقفة نفسي رياضياً.. وجمعت كل المعلومات المتعلقة بعالم الرياضة مبتدءاً من عهد ماجد وجكسا، ومنتهياً بصفقة وارغو ..

من حسن حظي أنني وجدت إعلاناً في إحدى الصحف الرياضية عن وظائف شاغرة لمعلقين رياضيين .. ذهبت الى المعاينة مشبعاً بأحداث مباراة فريق الأمل عطبرة، وآخر أخبار مريخ الحصاحيصا، وحافظاً عن ظهر قلب تقارير مراسل المناقل .. من حسن حظي أنني وجدت الرشيد بدوي عبيد رئيساً للجنة المعاينة .. لكن الرشيد بدوي عبيد( فتحة خشمو) قال لي :ـ تعرف حاجة عن سنن ومبطلات الوضوء؟..

خرجت من المعاينة، وبدأت في قراءة الفقه على المذاهب الأربعة .. ولكن إعلاناً آخر شد انتباهى .. هناك وظائف شاغرة في دار الرياضة أمدرمان .. يقول الإعلان: إن الدار تحتاج الى تخديم مرشدين رياضيين .. ذهبت الى المعاينة متسلحاً بمختصر خليل، ومن حسن حظي أنني وجدت الرشيد بدوي عبيد رئيساً لتيم المعاينة .. لكن الرشيد لم يسألني هذه المرة سؤالاً فقهياً .. فقد فاجأني بسؤال عن البعد الصوفي في ألحان زيدان ابراهيم !..

خرجت من المعاينة باحثاً عن وظيفة أخرى، بعيداً عن عالم الرياضة .. ولكن إعلاناً آخر شد انتباهي .. قرأت الإعلان .. إنها وزارة التربية تعلن عن فتح باب التقديم لوظائف معلمين للتربية الرياضية .. قررت أن أستفيد من معرفتي عن عالم الرياضة وأدخل المعاينة .. من حسن حظي أن رئيس المعاينة قد كان الرشيد بدوي عبيد .. لايمكن أن يغلبني هذه المرة .. لايمكن.. فأنا أحفظ مراوغاته عن ظهر قلب.. لكن الرشيد في بداية المعاينة سألني:ـ لياقتك كيف ؟.. وعمرك كم ؟ ولعبت كورة وين ؟ ..

خرجت من غرفة المعاينة باحثاً عن وظيفة أخرى .. ولتكن هذه الوظيفة خارج السودان .. لكن إعلاناً آخر شد انتباهي .. تقول الصحيفة الرياضية: إن هناك معاينات تجري الآن في الاتحاد المحلي لكرة القدم؛ لابتعاث صحفيين رياضيين الى الخليج .. ذهبت الى المعاينة .. ومن حسن حظي أن الرشيد كان جالساً في صدر المجلس .. كان أول سؤال سألني وهو عبارة عن طلب:ـ جيب شهادة خلو طرف من الخدمة الإلزامية .. خرجت باحثاً عن شهادة خلو الطرف .. أحضرتها .. ووجدت البعثة الخليجية قد غادرت السودان ..

ودخلت مرة أخرى في دوامة البحث عن عمل .. ووجدت نفسي مرة أخرى أتصفح أخبار السياسة .. فتحت التلفزيون لمتابعة الأحداث .. وجدت في صدر النشرة خبراً عن فعالية تدين الادعاءات الأخيرة، كانت فعالية شبابية، ومن حسن حظي أن الرشيد بدوي عبيد هو المتحدث الأول في تلك الفعالية .. تابعت الفعالية باهتمام بالغ ..وقررت رصد أحداثها ، ونشرها في صحيفة رياضية .. وذهبت الى دار الصحيفة .. ومن حسن حظي أنني وجدت الرشيد بدوي عبيد هو رئيس التحرير .. نظر الرشيد بدوي الى التغطية .. رفع رأسه من الأوراق وقال لى:ـ عندك شهادة القيد الصحفي ؟..

خرجت من مكاتب الصحيفة وقد قررت أن أعيد مرة أخرى القراءة في(ثوابت الانقاذ)!..

(*)

جميل كعادتك يا صديقي..

):

تحيات للجميل الرشيد بدوي (بكل المقاييس) ..

كلام فى السلك !

الاخ كمال .. الاخ غلامابى .. اشكر حضوركما ..

Quote: .. لكن الرشيد بدوي عبيد( فتحة خشمو) قال لي :ـ تعرف حاجة عن سنن ومبطلات الوضوء؟..

لقد (أسكرتنا) يا رجل..

اشكرك يا صديقى فتحى ..
هذا فقط وجه من الواقع .. يتعلق بالمعاينات..
وماتبقى .. فيه السر ، وفية الجهر ..
وهكذا تسير الامور ..
وكده..!

استاذى الجميل
فى هذا الزمن ليست مهم ان تعرف ثوابن
الانغاذ لكن المهم ان تعرف نفسك
ماذا تريد! وادعوك لاعادة النظر فى قراةء
واقعنا السودانى المازوم منذ 1956الى الان بتمعن
هل سنكون او لا نكون

والله يا اخى السموأل .. إذا لم نرجع وندرس من جديد ثوابت (الانغاز) ما حنقدر نعمل اى حاجة .. وما حنفهم اى حاجة ..
اما حكاية ان نكون أو لانكون .. فهذا ايضاً قد يتحول الى احتمالين آخرين !..
كلام شكسبير فى حالتنا دى ( ما جايب حقو)!..

Quote: تعرف حاجة عن سنن ومبطلات الوضوء؟.. فاجأني بسؤال عن البعد الصوفي في ألحان زيدان ابراهيم سألني:ـ لياقتك كيف ؟.. وعمرك كم ؟ ولعبت كورة وين ؟ .. جيب شهادة خلو طرف من الخدمة الإلزامية عندك شهادة القيد الصحفي ؟..

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مراسلكم الرشيد بدوي عبيد
مدرب فريق الاحرار
رئيس نادي الاحرار ولا سكرتير ما عارف
مسوؤل الناشئين امدرمان
وعلى اشياء كتيره قدير

تخريمه
--------------
ايام حظر التجول لموا ليكم فيهم ناس كندورة جككوهم المستشفى الروسي سابقا حي الروضة حاليا,, قالوا ليهم عشان انتو رياضيين

شكراً ابومهند على المداخلة ..
المعاينة جكتا اصعب من جكة المستشفى الروسى
..
اشكر حضورك ..

الرشيد بدوي عبيد... افعاله اللائي سررن الوف
الظاهرة تتجاوز معلقنا الرياضي المخضرم الرشيد بدوي عبيد وتتحول الى ممارسة اعتيادية تنتظم علاقتنا بالآخر، طوابير المنتظرين فى رصيف الشماتة والمرابطين على بوابات الحسد مدججة دائما بالاسنة والرماح والسكاكين الصدئة، وما ان يهوى (نجم) الا وينهال عليه كل هؤلاء بلا رحمة، طعنا وقتلا وتنكيلا دون الاكتراث لحسنة وثقها التاريخ او انجاز رعته سنوات التميز او عطاء قدمه كقيمة انسانية اكتملت بها روعة الاشياء.
الرشيد بدوي عبيد جزء من نكهة الملاعب السودانية، وصوت يلامس اتقان اللعبة الحلوة ورمز يحمل طعم الاحساس بمتعة المشاهدة، الرشيد اعتقلنا صوته المترع بحلاوة الوصف كثيراً فى محطات الاثير وهو يعلق على (لعبة حلوة) أو (باص بيني) او هدف اسطوري.
فالرجل الذى لم ألتقه الا على ضفاف صوته المسكون بغبار الملاعب وصيحات الجماهير يمثل لوناً باهراً لاكتمال لوحة المشهد الرياضي فى السودان وهو صاحب صوت ظل يجبرنا دائما على خفض ضجيج (التلفاز) والانصياع لسطوة وصفه الاثيري بحثا عن التشويق والإثارة ومتعة الوصف الجميل، وفوق هذا وذاك فالرجل خبير تميزه ثقافة اسطورية ووعي كبير بفنون وتقلبات المجنونة ....
الرشيد يتعرض لحملة شرسة جراء تسرب ألفاظ (مستهجنة) عبر اثير نقل مباراة السودان وجيبوتي ضمن مباريات بطولة سيكافا المقامة هذه الايام بيوغندا..
مسؤولية نطق الالفاظ مازالت مدونة ضد مجهول، لكن البعض لم يصدق ان يقع (اسد) فى قامة الرشيد فجردوا اسلحتهم وانهالوا عليه من كل الاتجاهات.
القضية الآن ليست فى ادانة الرشيد الذى برأته تصريحات سفير السودان بكمبالا ولكن الازمة فى السلوك الجديد والتعامل.
الذى يعلي ثقافة التشفي، القضية فى رد الفعل الذى لم يكن متناسبا مع فعل غير مثبت وجناية تورط فيها (السيستم) وغابت عنها (المسؤولية الفنية) و(الوازع الاخلاقي).
الرشيد تحمل وزر الغبائن والحسد ودفع فاتورة باهظة حررها الباحثون عن الفضائح والمتربصون بنجومية الآخرين اللاهثون وراء الشهرة على حساب (مذيع) أفنى عمره امام (المايك) ولم يجد من يقيل عثرته، حتى الاذاعة التى اكسبها صوته وجودا فى افئدة الناس سنين عدداً تنكرت له قبل ان تتحقق من الامر وقالت ان لا علاقة لها بالرجل منذ العام 2003م.
وهكذا تحول الرشيد الى ساحة لتبرئة الذمة، كل يقذف فى وجهه بالشتائم ويتقرب بسيرته الى التقوى والاخلاق وانتهى به الامر الى ساحة للمزايدة على القيم حتى احالوه الى (خرقة) قديمة بعد أن مسحوا عليها فشلهم واحباطاتهم وافرغوا فيها ما يعتمل فى نفوسهم من محاولات لإثبات الحرص على القيم.
أخطأ الرشيد أم اصاب ليس هذا هو المهم، فكثيرون طواهم حقد الآخرين رغم احتراقهم فى سنوات بهية من العطاء الجميل، ولكن يظل الاحساس بطعم الخيبة قائما فى موقف الاذاعة من الرجل وتحتل الحيرة صدارة المشهد والسهام تنهال عليه دون ذكر اية حسنة فى تاريخه الطويل، والآن ما قول هؤلاء فى شهادة السفير الذى برأ الرشيد..؟
المشكلة ان الاعلام تناسى الهزائم والفضائح التى مني بها منتخبنا فى اضعف البطولات واحتفى بهندسة سقطة الرشيد المفترضة.. وقد كان من الواجب علينا وان حدث ذلك ان نحاسبه في صمت ونمتثل قول الشاعر.
فإن يكن فعله الذى ساء واحد
فأفعاله اللائي سررن كثير
الراي العام- 5 يناير 2009