قصص من ورق ... ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

قصص من ورق ...


04-07-2009, 01:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1239107970&rn=29


Post: #1
Title: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-07-2009, 01:39 PM
Parent: #0

.

(1) رقصة الحمامة العذراء

قضت ليلها في أنين لا يعكر صفو الثبات من حولها .. نزيف بتوجع مستمر لا يترك أثره على الفراش ..
ولا نقطة واحدة من نقاط الاحتراق المقلق
ترى في منامها واقعاً أن من يمتلك نصوصها ومن نصب نفسه رقيباً عليها يأخذها إليه عنوة
تحت ضغط الحب "السجم" ومسمى الأمل الكريه.. ذلك المسخ يتشنج حين الاقتراب .. يقرر الدخول

- ألا تطرق الباب سماحاً ؟
• ليس لهذا الحب باب "أصلاً"
- لماذا تصغر الحب؟ هذا ليس حباً .. هي نزوة الجسد
• الحب نزوة ، إما تنتهي بانتهاء إفرازات الكون العادي أو تلتهب وتتواصل حتى الأبد ، وقد ترتجل إلى منتهاك .
- أترى أن هذا لا يمهد لاستهلاك الشعور؟
• ليس مع الدخول شعوراً غير السكر والنسيان المتعمد.
- تريدني أن اعزف لك؟ .. أو أغني ؟
• أريدك أن ترقصي على إيقاع أنّاتك تتمايلي حتى يكتمل النصاب.

ضباب حول المشهد .. عتمة دخان تبغ الفكرة .. أصوات طبل تنذر بقدوم الصباح.. تمام العاشرة موعدنا ..
قام الألم إلا بضع إبتسامات خبيثة.
ذكرى الحبيب مشوهة في إطار القلب تجره نحو حافة الرقص ..
وعند تمام انتهاء الوقت.. إنتهى الرقص.


______________________________________________________________________________________


(2) تحت الشجرة

تساقطت أوراقها على رأسي .. تركت بضع آثار بعد النزيف.. الغريب في الأمر أن ألم "الفلقة" لذيذ ..
له طعم آخر عن ذاك الأنين اللعين..

"إستعدلت" المخدة تحت رأسي وأنا راقدة على سريري "المخروم" ..
عانيت كثيراً من عدم قدرتي على النهوض منه.. فقط لهذا وقع جميل على نفسي.

رجوتها تلك العصافير التي تملأني غيرة وغيظة منها حينما أجدها تقبل بعضها أمامي ..
طلبت منها أن لا تفعل ذلك مراراً فهي تذكرني بقبلاتي للهواء عندما يأتيني
خيال من أحببت وكثيراً ما استعضت عنه بمرآتي بديلاً .

ذاكرتي تزعجني كعادتها باجترار أحداث الأشياء منذ ولادتي وطفولتي التي ما بقي منها غير "طهوري" ..
حتى تاريخ لقائي بهذه الشجرة غريبة الأطوار والصفق..

ترى هل اضطرتها المسافة الزمنية التي تقف عليها أن تقدم جذعها لمن تحب فراشاً؟
هل فكرت في أن من تحب سيجبرها على الاعتراف بأنها كانت مومساً تنجب كل حول عشرات الأطفال
ترمي بهم عن الصباح الخريفي تنفضهم كأنها لا تريد أن تتذكر ذلك الوقت الذي كانت فيه مباحة الجسد؟

يبدو أن هذه الآثار بعد النزيف توغلت نحو العقل وكدت أصاب بالجنون .

قررت ألا أرقد تحت الشجرة .. ربما يوماً أتصالح معها وأتسلقها احتضاناً بحنين.


إنتهت ،،،

_______________________________________________________________________________


(3) يوميات "مسلس"

ينهض من نومة عميقة على أصوات حافلات السوق العربي تدوس على رأس الخور المجهز للخريف
"كتر خير الحكومة" .؟ يبحث عن قطعته المسقية "بالسلسيون" .. يدخلها في فمه ..
يخرجها بسرعة لاعناً وساخطاً.. فهي جافة .. سرقها الهواء منه عمداً عند غفوته..
بالتأكيد لن تظبط مزاجه .. يبللها بلعابه..
ينتبه فجأة أن اللعاب سيحتاج له في أوقات مقيتة من النهار الحار.. يتذكر أنه لم يتبول..
يستعين ببعض من بوله لبلل القطعة ويحتفظ بباقي البول لبقية اليوم..
البول والسلسيون صديقان من بداية "السلطة" "السطلة"..
يخرج بعد أن أقفل زرارة بنطاله ولا يهتم بباقي الأشياء ..
فالتفريط في الزرارة كالتفريط في عذرية أخته.. يخرج بإحساس من يذهب إلى عمله صباحاً ..
هواجس ما يجنيه من مال ليسلس كبيرة.. هموم تخط على رأسه مخطوطة الإحباط..
يدخل دائرة الصباح خلف مبنى السينما الوطنية .. النائمون والنائمات كثر..
الغافلون والغافلات على مرمى البصر.. هل يفكر في الجسد ؟ .. قد يكون وسيلة الارتزاق..
"حسنٌ" نقترب من المكان ببطء .. ترقد بعد عناء "سطلة" ليلية بارتياح ..
تكشف من جسدها الكثير .. في سرّه "لماذا لا يقف؟"
لنرى من سيكون الباديء في الأمر .. هزها من مؤخرتها .. جلس بقربها:

• مالك داير شنو من السباه ده.
- داير سلسة.
• إنت ما راجل؟ ما تستغل وتسلس.
- راجل بس ما قادر.
• تديني سنو ؟
- بديك الدايراهو
• ما دايرة همل .
- ما إندي ذاتو البهملك
• جيب قطأة بتاءك
- شكلاً يا زوق

يغيب عن الحياة وعنها .. هذه المرة كان السلسيون غير مطابق للمواصفات ..
رجع وهو يحس بشيء يطبق على صدره .. رجع إلى الخور ورقد لعله يرتاح قليلاً ويواصل يومه..
قبل أن يغمض جفنيه للمرة الأخيرة تذكر أنه سيقضي ليلة حمراء .. أحس بأنه يقف ..
أغمض جفنيه باطمئنان .. لا يعلم أنه الموت.

Post: #2
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-07-2009, 04:52 PM
Parent: #1

عبير خيرى ..بركة الشفناك طيبة..

أدهشنى هذا الصراخ الأُنثوى المستعصم باللغة ..

كذلك تلمُّس الآلام الإنسانية داخل (الخيران )

يلا رقم (4) .. ما تكسِّلى !

Post: #4
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-11-2009, 01:19 PM
Parent: #2

.

شاذلي يا أنيق الحرف

يا صديق

معليش للغيبة الغير متعمدة

بس على قدر ما الحروف أبتني غبت

ولما صالحتني .. عدت


كيفك وكيف الكلمة عندك ؟

Post: #3
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-11-2009, 01:16 PM
Parent: #1

.

(4) هذيان اللحظة

الساعة الآن قبل الغروب:
عادة ما تأخذني خطاي إلى غروب أشتهي فيه الغياب عن وجود مؤقت لعلي اخاف الحياة الأخرى ..
ليس لشيء غير أني لست متاكدة اني سألقاك فيها ..

اكون وانا هناك في حالة توهان حد التمني أن تختفي كل الأشياء من خلفي ولا يبقى غيرك
انا وسكون يحتوي السنين التي لم نلتق فيها..

قريب جداً ذهبنا إلى صديقتي التي احب وتحبني رغم نشاز الأشياء داخلي ..
في هدوء مستفز رغم بعض الهمهمات البعيدة .. هذه اول مرة اودعها – صديقتي- ويدي بين يدي من أحب وأشتهي ..
بعض حنين يخرج من حراك هواء بارد .. ثمة استفهامات ننطقها في شكل همسات ..
عيوننا حددت مساحة النظر في مستطيل يمتد حتى النهايات .. يااااااه .. يا لهذه التوأمة ..
أصدقك القول .. للوداع الآن طعمٌ آخر.. أقسم بأن ما من شيء يشعرني بالحياة غير قلبي يردد:
. " داساك جواي ومدمدة جمبك أفراحي "

عند الغروب:

رجوتها رغم أني أعلم تمام المعرفة انها لن تستجب للرجاء فهي الآن متعبة في طريقها إلى الفراش ..
تحمل بين أياديها الحمراء "قفافاً" مطرزة بحرير أحمر .. لون التعب الداكن..
جلست على ركن احلامي .. حتى الآن تعبث اصابعك بأطراف يدي المنهكة ترجعني من الأنين إلى الحنين ..
تهمس لي "أنا معك الآن" .. تجادلنا..
- عارف؟ دايماً بسأل الشمس دي بتغرب كيف من قدامي وبتطلع وراي.
• دايرة إجابة علمية ولا خيالية ؟ علمية لأنو الأرض كروية

أسكت قليلاً : فتلك النظرية الكروية الحمقاء لا تقنعني .. "اهمس لنفسي" ترى لو قلت ما بداخلي هل سأصاب بلعنة الكفر ؟!

يذكرني بوجوده ..
• سرحتي وين يا حبيبة؟
- معاك ..
- زمان كانت في قبيلة بتعبد الشمس .. لو كنت في نفس الزمان يمكن كنت اكون منهم ! بزعجك كلامي؟
* أنا فاهمك أكتر من نفسك

يصمت وأنا .. لدقائق .. ثم يعود لكسر الصمت

• الغروب بذكرني بالموت

فهمت ما يرمي إليه

- قصدك بالحياة في عالم تاني ممكن تكون إنت فيهو ..

في محاولة مني لإبعاد ذكر الموت

- بتذكرني بي ست الشاي .. قوة وهدف .. عمل على مدار 12 ساعة

يضحك .. وابتسم لكسر حاج الخوف من الموت

• إنتي مجنونة !

سرحت مع الشمس حتى تحللت في سريرها وتغطت بملاءتها ..
تذكرت الآن أني متعبة وأريد النوم .. فلتسمح لي إذً .. ونلتقي عند الصباح ..

Post: #5
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: مدثر محمد ادم
Date: 04-12-2009, 11:28 AM
Parent: #3

مرتبة الدواخل حروف
انيقة الاحساس كلمات

الرائعة عبير سلامات وحمدالله علي السلامة

ومتابع سردك الانوثي المدهش

وتسلم حروفك

تيف تيف

Post: #6
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: أحمد الشايقي
Date: 04-12-2009, 11:50 AM
Parent: #5

يا لأيام الشـعـر الطيبات


هـنـا تزدان الحـروف وتزدهي بالوصف الأنيـق

فرصـة لإلقاء التحيـة والسلام



أحمـد

Post: #7
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: ابو جهينة
Date: 04-12-2009, 11:53 AM
Parent: #6

متابعك يا عبير
تحياتي

Post: #11
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-21-2009, 01:52 PM
Parent: #7

.

ابو جهينة إزيك

شكراً للمتابعة وأنيق الحضور

Post: #10
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-21-2009, 01:50 PM
Parent: #6

.

أحمد الشايقي

والله لو كنت أعرف أن هذه الكلمات ستحضرك إلى هنا

لكنت كتبتها منذ قرن!

ياخ إزيييييييييك

شكراً لتشريفك

Post: #8
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-18-2009, 11:30 AM
Parent: #5

.

مدثر إزيك

الله يسلمك يا أنيق

وشكراً على كلماتك الجميلة

بس يا أخوي الرصاص شنو ؟

Post: #9
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-21-2009, 01:45 PM
Parent: #1

.
(5) أنين الذاكرة

كتبتها – سارة- أولى كلمات هذه الأحزان ..

ضوء خافت جداً .. مسرح مسود بعض الشيء .. يدخلان إلى خشبةالمسرح ..

يجريان هنا وهناك يعبثان بكل شيء .. فجأة تنطق سارة

سارة: أكرهك

يفتح فمه قليلاً – تعبير الدهشة - ويقول:

مؤيد: كيف وكنّا الآن ننام معاً
سارة: هذا شعور ما بعد العناق
مؤيد: لا ..(يصرخ) العناق رمز الحب
سارة: لا العناق تكبيل للجسد ، للقلب والروح
مؤيد: لا افهمك سارة
سارة: كيف يكون العناق .. لا لا تجب .. العناق يكون بلف يديك خلفي
وسحبي إليك ثم الضغط على مشاعري حد الاختناق .. ترى كيف يكون الاختناق حباً .

يجفل قليلاً .. مؤيد (في سره) : هل اقتنعت؟ لا .. لا تجعلها تعبث بأفكارك .. حاورها .. هيا .. لا تقف هكذا يا أحمق..
مؤيد: سارة .. (يتلعثم قليلاً)
سارة: تريد ان تقول لي انك لم تجد ما تقنعني به .. هل تدري يا فارسي المحتمل ..
أني كنت أظنني احبك حتى لحظة العناق البارد .. شعرت انك تخنقني وأموت .. قلت لك قبل الآن أنا أخاف الموت .

(يسود الصمت)

سارة في همس: كثيراً ما نطقت بعكس ما أحس .. كنت أتغاضى بذلك النظر عن أحزاني ..
ما يدور بخلدي الآن غير ما تمنيته أبداً .. نعم .. هنا رميت بقاياك .. عند هذا الركن تماماً ..
إنتشرت رائحة الكره كجثث المشرحة .. لا تطاق ..
أنت والموت في نفس المرتبة ؟ كيف لي إحتمالك ؟

إستهلاكي لذاكرتي يجعلني أمحو كل ما كتبت على هذه الورقة .. أتركها فارغة لتكتب أنت فيها .. وداعاً ..

سارة (تنتبه) : وداعاً (يعلو صوتها قليلاً) وداعاً .. وداعاً

(تخرج بتعب وموسيقى الأحزان تعلو فوق دقات قلبها)

(يسدل الستار على مؤيد وهو يتلوى مع صوت الموسيقى بأنين حتى الركوع)

Post: #12
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: ALGARADABI
Date: 04-21-2009, 02:13 PM
Parent: #9

عبير خيري و السبع صنايع
عزف وغنا وشعر ونثر وذوق واخلاق وجمال وطيبة
بقو تمانية
سعدنا بحضورك

Post: #13
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-24-2009, 09:51 PM
Parent: #12

.

قرضابي

إزيييييييك

تسلم على الكلام الجميل

اوعى راسي يقع؟

Post: #14
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-24-2009, 09:57 PM
Parent: #1

.

(6) نداء

الساعة الآن .. تمام الوطن إلاّ بضع رماح

أزف الوقت ..

ذاك الصوت يناديكم:

هيا على الظلام ..

قوموا إلى نفاقكم .. قاتلكم الله.

Post: #15
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-24-2009, 10:08 PM
Parent: #1

.

(7) الرحيل

ترامت من حولها الأشياء .. إنهزمت الفراح ..

مات الضحك تحت قدميها.

نقطة. البديات النهاية:

منذ ان عرفت معنى أن يعزف قلبها "هيستيريا" الصراخ

المصاحب للشوق ، قررت ان تكون هذه المرّة

ألوان اللوحة بارزة كخطوط شفتيك

سطورها مقروءة كتلك الموانيء المرسومة على جبينك ..

حروفها رمزية واضحة..

تشير إلى ما تحب وتغرق في الإمعان.

لا غرابة ان القدر يمهد لفرحها المفتعل

حتى يعود ويصفعها كفّ الآلام مرير برحيلك عنها

الآن هي في اشتياق لتقول لك ..

وداعاً.

Post: #16
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: الشفيع عوض شوشتا
Date: 04-24-2009, 10:14 PM
Parent: #15

كتابة انيقة

Post: #17
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: مدثر محمد ادم
Date: 04-25-2009, 06:23 PM
Parent: #16

مساء الحروف الانيقة
Quote: بس يا أخوي الرصاص شنو ؟


رصاص شنو ما فهمتك

وتسلم حروفك

نيف تيف

Post: #19
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-27-2009, 09:13 AM
Parent: #17

تسلم علي دوام كتابتك الزاهية في معيتي أخ مدثر

(عفواً فقد وقعت النيف تيف في أذني وقع الرصاص..وش ضاحك..)

Post: #18
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-27-2009, 09:10 AM
Parent: #16

سعدت بتوقيع حضورك الجميل أخي الشفيع

Post: #20
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 04-27-2009, 09:16 AM
Parent: #18

.
(8)هجر السحاب

كانت الوحيدة التي
تقف بين أم حلوم وأطفال الحي الوثير وهم يطاردونها ثم يقذفونها بالحجارة
أم حلوم المجنونة ويوي...أم حلوم المجنونة ويوي...أم حلوم المجنونة ويوي
كم تعرضت مثلها مثل أم حلوم لأكثر من فلقة
نعم كانت هي الوحيدة التي شاهدت أم حلوم وهي ترحل بعيداً بعيداً وحدها كما الخاذوق
ما أشبه الليلة بالبارحة
قررت بعدهاأن لا تغني أبداً للسحاب وأن تكره الزي الأخضر
وأهم من كل ذلك أن ترحل قبل أن ترحل
تيمم خطاها نحو أرض لا تخادع سحبها
مر سريعاً بخاطرها شبح ام حلوم عندما كانت تبيع الشاي أسفل مكتبها وتحكي لها
كيف خذلها كل ما آمنت به
كيف فقدت غنيماتها الثلاث
مرت سنتان واتت الثالثة متثاقلة وأهل القرية التي طفش نصفهم يأملون في خريف إنقاذ
منذ سنتين ولم يروا السحاب القبلي إلا مرة أو مرتين
كم مرة كانت تشيل السحابة وتغني حلوم الجميلة بشعرها المنكوش
يا مطيرة صبي لينا في عينينا... يا مطيرة صبي لينا في عينينا
يا مطيرة كبي لينا في إيدينا...يا مطيرة كبي لينا في إيدينا
ثم تفتح ثغرها الوديع حتي تنزل فيه قطرات المطرة
وهي تغرد
مطرة سيدي كبي وزيدي مطرة الله كبي ويلا
لكنها تقفله بعد أن يوجعها دون قطرة ماء واحدة تغسل جفافه
إذ لا يعدوا أن يفوت السحاب سريعاً طارداً برقه الخلب
صارت نادراً ما تشكشك السماء الآن مجرد شكشكة
بعد أن كانت تنهمر كل يومين بالطرفة البكاية التي تكسر الرواكيب وتملأ الوديان والحفاير
حتي الدعاش الجميل ما عاد يأتي
أصبحت تبكي البهم وتبكي النساء بدلاً عن السماء
يا لهم من أغبياء تحكي أم حلوم لها
كان المطر يأتي مدراراً ومنذ أن قرروا في البندرأن يصلوا صلاة الشكر لله ويراعوا أحكامه عندما ينتهكها هؤلاء الفقراء الأشرار في أطراف المدينة والبادية
توقف المطر
رفض أن يأتي رغم صلاة الإستسقاء كل سنة
ما عادت بعدها حلوم تردد قيرة قيرة يا مطيرة
وتردد أمها
كيل يا مكاييل بالربع التقيل
ثم يأتي السمبر
فتغني حلوم
سمبريتي أم قدوم عيش أبوي بقوم متين
بقوم باكر مع العساكر
..مرت السنة الثالثة أيضاً
..صفرجت السماء كعادتها دون أن تمطر
هزلت الغنم كما هزلت حلوم وأمها
قررت أم حلوم أنها لن تنتظر الموت عاجزة
قررت أن تطش بعيداً
قاومت أختهارغبتها
إحتج عليها أبوها الذي كانت تملأ عليه قلبه وتمسج ظهره كلما يأتي من رحلة خائبة طويلة يبحث
فيها عن مرعي لبقراته المتهالكات وبقرات قريبه الثري
أمها وحدها من كانت تحس بألمها وتفهم أنها لا بد أن تصبر علي فراقها
خرجت أم حلوم من قرية كانت آمنة فباتت هالكة
خرجت ذلك الصبح المغبر المعفر وهي وبنتها تكحان وتبكيان
تحمل في صفحتها اليمني حلوم ووراء ظهرها مخلاية مليئة ببعض الثريد وتهش أمامها علي غنيماتها الثلاث
..بعد مسيرة يوم وقعت إحدي الغنيمات في حفرة فكسرت رجلها النحيلة
حاولت أم حلوم وبنتها مساعدة الغنماية فإنكسرت الرجل الثانية
تركاها لمصيرها وواصلا المسير
وحين وصلا أقرب مدينةصدمت أم حلوم بإستغلال بنت جنسها لها
قابلت مكة
إمرأة تمتهن إستغلال البائسات القادمات الجدد منالريف وهن في غمار دوشتهن وبحثهن عمن يعينهن
أخذت منها مكة غنيماتها وأعطتها حلة وبعض الدقيق والزيت والذي منه لتصنع منه عصيدة تبيعها في مكان أعدته
.. كان مليئ بالأجلاف من الزبائن
كانت مكة توفر لها في المساء سريراً للبيات مقابل نصف ما تكسب من رزق في يوم شاق طويل
إستمر الحال شهرين قبل أن يطبق عليها في ذلك اليوم العسعس
صادروا عدتها وسجنوها ليومين ذاقت فيهما بنتها حلوم الذل والمهانة من مكة اللئيمة
خرجت أم حلوم منهكة وقلبها علي صغيرتها التي رأتها وقد ذادت هزالاً
وفرت مكة هذه المرة كفتيرة وسكر وشاي وبن وأرشدت أم حلوم للشجرة تحت مكتبها
هنا تعرفت علي أم حلوم وقصتها ورأت في الجانب المقابل من المرآة نفسها
أحبت أم حلوم وصارت لا تشرب الشاي إلا من يدها
إستمرت أم حلوم تحت مكتبها تبيع الشاي والحنان لها لشهران آخران قبل أن يساومها كبير عساكر الكشات
لقدساومها في جسدها فأبت
غضب منهاو قام عندها بتكسير عدتها رماها بعيدا في الخور
ولأنها من قوم لا يقبلوا الضيم ضربته
..أخذوها للسجن شهران
..عندما خرجت لم تجد حلوم
هامت تسأل في الأرض حتي ذهب عقلها
.. صار أطفال الحي يطاردونها
أم حلوم المجنونة ويوي ...أم حلوم المجنونة ويوي....أم حلوم المجنونة ويوي
كانت هي الوحيدة التي تحس بأم حلوم
كانت تقسم فطورها لتطعم أم حلوم
وعندما تغيب عن العمل تأكل أم حلوم من فضلات الآدمين وهم ينظرون لها شذراً
حتي أن شهدت أم حلوم في ذلك اليوم القاسي
تروح بعيدا بعيدا وتستريح
عندها كرهت السحاب
..أقسمت ألاتغني له بعد الآن
وأن تهجر الناس والأرض اليباب

Post: #21
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: أحمد الشايقي
Date: 04-27-2009, 09:23 AM
Parent: #20


هي الشاعرة


عبير خيـري

هي الشاعـرة


أحمـد

Post: #22
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 04-27-2009, 09:29 AM
Parent: #21

عبير ازيك،

وبعدين نقرأ..

Post: #23
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: صباح حسين طه
Date: 04-27-2009, 08:06 PM
Parent: #22

كتابة جميلة بالجد أحتي عبير

بكتني قصة أم حلوم وحالنا الوصلنا ليه

Post: #26
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 05-06-2009, 08:58 PM
Parent: #23

.

إزيك يا أنيقة

تبري من البكا

Post: #25
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 05-06-2009, 08:56 PM
Parent: #22

.

مستنياك يا صديق

بس براحة لو سمحت عارفني بخاف من قلمك

Post: #24
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 05-06-2009, 08:54 PM
Parent: #21

.

تسلم يا صديق

ما تطول الغيبة

Post: #27
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: مدثر محمد ادم
Date: 05-07-2009, 08:21 AM
Parent: #24

الرائعة عبير سلامات

المره دي جاي ومعاي كلاش

وتسلم حروفك

تيف تيف

Post: #29
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: عبير خيرى
Date: 05-07-2009, 10:23 AM
Parent: #27

.

مدثر إزيك

جابت ليها كلاش كمان!

تسلم على مرورك الجميل

Post: #28
Title: Re: قصص من ورق ...
Author: معتصم مكاوي
Date: 05-07-2009, 08:41 AM
Parent: #1

روعة

روعة

روعة


تذكرني بعيسى الحلو


والراحل زهاء الطاهر

جميل هذا الإمتداد الثر

أشكرك على طرب رقصت فيه مع حرفك ..