نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس ) ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )


04-05-2009, 10:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1238925387&rn=1


Post: #1
Title: نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )
Author: ابو جهينة
Date: 04-05-2009, 10:56 AM
Parent: #0

نايلة ، فتاة جميلة و يتمناها الكثيرون زوجة ،
و رغماً عن هذا ، تم طلاقها بعد خمسة و خمسين يوماً بالتمام و الكمال من تاريخ زواجها.
و الأسباب مجهولة ، و لكن السبب المتداول أنها كسولة و ( لا تنفع ست بيت ).
شقيقتها منيرة ، حظها من الجمال قليل ، بل قليل جداً ،
و لكنها ( ست بيت) من درجة ( الخمس نجوم ) .
و كما يقول أهلنا : ( شايلة البيت على راسها ) .
طوال ساعات اليوم إما في المطبخ أو محتضنة (طشت) الغسيل أو تقوم (بكى) الملابس أو بتنفيض البيت من الأتربة و الغبار، دون كلل أو ملل.
الأب كان قد تنفس الصعداء عندما تزوجت نايلة ، و لكن هاهي تعود ( لمراحها ) ، فصار همه مرة أخرى مضاعفاً.
طرق الباب ذات يوم أحد أقرباء الأب .
مغترب كانت أخباره قد إنقطعت عنهم لفترة طويلة بعد أن إرتحل إلى مدينة أخرى ،
ثم إغترب ، و سمعوا أن زوجته قد توفيت في أول ولادة لها و لم يتزوج بعدها.

Post: #2
Title: Re: نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )
Author: ابو جهينة
Date: 04-05-2009, 10:57 AM

برزت علامة إستفهام كبيرة و حائرة لدى الأسرة : يا تري ، ما الذي رمى به في طريقنا بعد كل هذه السنوات ؟ أيرغب في إحدى البنتين ؟
نايلة قالت في نفسها و هي تنظر في المرآة : أكيد سمع بطلاقي و جايي يعرسني. بس ال يخش في إيدي و الباقي هين. دة ما بطير مني تاني.
و إبتسمت لنفسها و أصلحت من هندامها و هي تتأبط شيئاً في نفسها الأمارة بالزواج مرة أخرى.
منيرة ، تعرف أنها لا تملك شيئا تتباهى به غير ( فنها المطبخي ) لذا فهي تعتمد على مباهاة أمها بها أمام الجارات و الأقارب.
و جاء المغترب و تجاذب أطراف الحديث مع صاحب البيت لبرهة ثم خرج مشيعاً بنفس علامة الإستفهام و التي كبرتْ و تضخمتْ.
غرق الأب في التحليل و التخمين و هو ينظر للفتاتين.
و الأم حائرة ، لمن ترشحه إذا تقدم.
قفْزٌ مبكر على معطيات الأمور،

Post: #3
Title: Re: نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )
Author: ابو جهينة
Date: 04-05-2009, 10:58 AM
Parent: #2

و لكنه حدْس الأم الذي يقوده خوفها على مستقبل البنتين و حرصها على أن تدخلا بيت الزوجية.
و منيرة تنظر للأب و كأن لسان حالها يقول : أنا يابوى ، الدور علي أنا.
نايلة ، معتمدة على جمالها ، تقبع في غرفتها و هي تتظاهر بعدم المبالاة ،
رغم الأسئلة الكثيرة التي تزحم رأسها و الآمال العريضة التي تتراقص أمام عينيها.
بعد عدة زيارات غير معلنة الأهداف ، تأكد للجميع ، أن ( زولنا ) يقوم بزيارات إستكشافية.
فزادت وتيرة المباراة في البيت.
نايلة تتألق بثياب و بقايا ( ذهب ) زواجها الأول التي تسميها صديقتها ( بقايا الحزن القديم ) .
و منيرة أخرجت كل ما في جعبتها من أصول الطهى و تلميع الكبابي و تبخيرها بالمستكة و الشاى المنعنع و أبو هبهان و زنجبيل و قرفة.
الأم تقف محايدة ، و الأب يقف بحذر في صف المطلقة لأسباب مقتنع بها في دخيلة نفسه.
صراع خفي يحتدم بين الفتاتين .
و الأم في جهة و الأب في جهة أخرى ،
و لكنه صراع مكبوت ، تفضحه أحياناً التصرفات أو التعليقات.

Post: #4
Title: Re: نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )
Author: ابو جهينة
Date: 04-05-2009, 10:59 AM
Parent: #3

لم يحدث قط أن وصلت الأمور بين الشقيقتين إلى هذا الحد من المناكفة و الغيرة.
يأتي (زولنا) ، فتهرع نايلة بكامل أناقتها و أسلحتها الهجومية و تفتح الباب .
و ما أن يستقر على الكرسي حتى تكون منيرة قد أتت بالعصير و إرتطام مكعبات الثلج بجوانب الجك الزجاجي يموسق خطواتها الخجولة.
بعد أن شرب ( الزول ) نصف الجك و قال إنه عصير لم يشرب مثله من قبل ،
تقول نايلة لمنيرة نايلة ، بحكم أنها الكبيرة :
بعد دة أنا بودي العصير.
تقول منيرة و هي متحفزة : خلاص ، سويهو إنت و وديهو.
فتسكت نايلة على مضض ، فهي تكره دخول المطبخ.
و عندما سبقت منيرة يوماً نايلة في فتح الباب للزول ، قالت نايلة و هي تلوي ( بوزها ) : الخفة العليكي شنو ؟
فترد منيرة : يعني هو لما خبط الباب ، قال يا نايلة تعالي أفتح الباب ؟

Post: #5
Title: Re: نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )
Author: ابو جهينة
Date: 04-05-2009, 11:00 AM
Parent: #4

أحيانا عندما يأتي العريس المرتقب هذا ، تختلق نايلة مشواراً لمنيرة للدكان ليخلو لها الجو ، و تبدأ المشاحنة.
ما قبل ذات زيارة ، أخفت منيرة كل الذهب التي تتزين به نايلة.
و حدثت أول مشكلة بينهما يتدخل الوالدان لفضها و هما في حيرة من أمرهما و الحال الذي وصلت إليه الشقيقتان و إنقلب حالهما رأسا على عقب.
و (زولنا) يأتي و ينقل بصره حيث شاء بين الفتاتين ،
و حرب خفية تدور بين الأختين ، و هو لا يدري أنه هو الذي قد أشعل أوارها.
و إنطلقت أولى الشرارات عندما أتى (زولنا) بهدية و قال للأب : دي هدية متواضعة لأختنا منيرة.
لولا الحياء لأطلقت منيرة زغرودة تجيدها تماما.
و لكنها أخذت الهدية التي توسدتها بدلاً من المخدة ليلتها ،
و سهرت تدعو الله أن يلج الزول في قفصها و التي نذرت إن فعل و ولج القفص لتغلقه عليهما القفص و تبلع المفتاح ( لا دخول لا مروق تاني ).

Post: #6
Title: Re: نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )
Author: ابو جهينة
Date: 04-05-2009, 11:01 AM
Parent: #5

ليلتها ، مرت الساعات على نايلة و كأنها دهور ،
تنظر إلى منيرة تحتضن هديتها و هي تكاد تنفجر من الغيظ. و منيرة لا تفتأ تغني لكى تزيد من غيظها : أول غرااااام ، ياااااا أجمل هدية.
أتى الزول متأنقاً في اليوم التالي ،
فبادرته منيرة بفتح الباب له منحنية خجلاً تداري جمالها الشحيح ، و كأنها تشكره على الهدية ،
و تظهر له إستعدادها لتكملة بقية المشوار ،
و لكن زولنا فاجأ الجميع بأن أحضر هدية ( طبق الأصل ) لنايلة و هو يعتذر بأنه لم ينس هديتها و لكنه لم يجد مفتاح الشنطة الأخرى في ذلك اليوم.
ألجمت المفاجأة الجميع ، و خاصة منيرة. عقلها المحدود لم يستطع أن يحلل مغزى المساواة هذه.
نايلة رغم أنها كسبت معركة و لم تكسب حربا ، أيضاً لم تجد تفسيراً للذي حدث.
ماذا يريد هذا الرجل ؟ ربما هو في صراع نفسي للإختيار و المفاضلة.

Post: #7
Title: Re: نايلة و منيرة ... ( ماراثون العرس )
Author: ابو جهينة
Date: 04-05-2009, 11:03 AM
Parent: #6

و هنا قرر الأب أن يرتاح من هذا الجو (المكهرب) و الحيرة اليومية فسارع بسؤال الرجل سؤالا مباشراً :
إنت يا ولدي إتزوجت بعد موت زوجتك الله يرحمها ؟
قال الشاب بهدوء : لا يا عمي
قال الأب و هو يكتم سروراً : طيب مستني شنو ؟
قال الشاب بلهفة : عشان كدة جيتك يا عمي ، و كل يوم أقول أفتح الموضوع ، ما بلقى الشجاعة و أقول أخليهو لتاني يوم. أهو كويس إنك سألتني الليلة.
و هنا إنفرجت أسارير الأب بإبتسامة عريضة و قال بثقة و هو يمدد رجليه :
أها ، ياتا فيهن ؟
فقال الرجل : و الله يا عمي هي قالت لو ما إنت وافقت هي مابتوافق لأنك عمها الوحيد و إنت في مقام أبوها..
قال الأب و هو يهب واقفا كالملسوع : دي منو دي ؟
بت أخوك الشغالة معلمة في السعودية. حتى أخوها المعاها مُحْرم موافق بشرط موافقتك إنت.
نايلة و منيرة كانتا تتسمعان إلى حديث الرجلين من وراء ستار،
نظرت كل واحدة إلى الأخرى بزاوية حادة من الدهشة المشوبة بخيبة الأمل و الغيظ و الإحباط ، ثم بلا وعْى إحتضنت كل واحدة الأخرى و راحتا في ضحك هستيري ...